قديم 05-05-2012, 11:37 AM
المشاركة 11
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:black;border:3px solid crimson;"]
لعل من أشهر قصائد اليدالي قصيدته المادحة الموسومة "بصلاة ربي"، وهي "قصيدة فريدة أو تكاد" كما يقول أحمد ولد حبيب الله. يقول صاحبها عن مناسبتها أو سبب نظمها: "... سبب إنشائي هذه القصيدة أني مررت يوما وأنا على جناح بعض الأسفار ببعض أرباب الملاهي والأوتار يردد نغما من الألحان المطربة الملحونة، وفنا من الأغاني الحسانية الموزونة، فشغفت بذلك الفن، وطن في أذنى ما طن، واستحسنت أن أمدحه عليه الصلاة والسلام بقصيدة عربية على أسلوب تلك الأنغام، فنسجت على منوالها وحذوت على مثالها..." ويقول عن وزنها البحري: "... وزن هذه القصيدة ليس من أوزان البحور الستة عشر بزيادة المتدارك. إلا أن أشبه البحور بها مشطور مخلع البسيط([25])". وقد شرح اليدالي قصيدته هذه في كتابٍ مستقل أسْماه (المربي على صلاة ربي). وبذلك يغدو اليدالي مبدع النص وشارحه في الوقت ذاته.
إن (المربى) – كما يقول أحد الباحثين – نص نقدي بلاغي تطبيقي تعمد فيه صاحبه أن يركز – في المقام الأول- على دراسة الوجوه البلاغية التي تضمنتها القصيدة – قيد الشرح -، وأن "يكشف القناع عن محاسنها، ويبرز بعض أسرارها المتحجبة من أماكنها، ويفصح عن بعض بلاغتها، ويعرب عن بعض أنواع براعتها، ويجلو عرائس أبكارها، ويظهر مخبآت أسرارها". ويعزى السبب في توجه النقد إلى الجانب البلاغي للقصيدة أساسا إلى كونها قد اشتملت – كما يقول اليدالي نفسه – على "ألفاظ رقيقة، ومعان دقيقة، ونكت أدبية، ولطائف بيانية، ودرر من البديع مكنونة، وجواهر منه عن أيدي الإسفاف مصونة..." والنص حافل بالجناس بشتى ألوانه والسجع والترديد والطباق وغيرها من الحذلقات اللفظية والمعنوية.
ويعد (الوسيط في تراجم أدباء شنقيط) للعلامة أحمد بن الأمين الشنقيطي الكتاب الذي ضم بين دفتيه جل النقد التطبيقي الموريتاني. وهو، فضلا عن كونه كتاب تراجم أدبية، يضم ثروة مهمة من أدب موريتانيا القديم.
لقد اعتمد الشنقيطي جملة من المقاييس النقدية في تأليف وسيطه، وفي نقده الأشعار. إذ إنه يحتفل – أولا وقبل كل شيء – بسلامة القريض من اللحن والخطإ اللغوي، ويعتني بضبطه بالشكل التام وشرح ما غمض فيه من ألفاظ. وتختلف طريقته في شرح الأشعار المنتقاة، ففي بعض الأحيان يكتفي بضبط بعض الكلمات وتفسيرها، وهذا ما نلمسه في تعامله مع قصائد عبد الله بن رازكه العلوي، وإن كانت تحتوي كثيرا من الغريب اللغوي. وفي بعض الأحايين يشرح القصيدة شرحا مفصلا، فيقف عند أبياتها بيتا بيتا شارحا إياها شرحا لغويا دقيقا، يكاد يتناول كل كلمة من كلماتها. وهذا ما نلحظه في كيفية تعامله مع أكثر قصيد امحمد بن الطلبه اليعقوبي.
ويبدو الشنقيطي دائما وكأنه في موقف دفاع عن شعراء وسيطه، ولعل ذلك راجع إلى السبب الذي كان وراء تصنيف الوسيط. فالشنقيطي ألف كتابه هذا من أجل إثبات وجود أدب اسمه "الأدب الموريتاني"، ومن أجل إبراز مكانته السامقة التي طالما تجاهلها الآخرون. وهذا السبب نفسه هو الذي قاد العلامة عبد الله كنون الحسني (ت 1989م) إلى تأليف نبوغه، حيث إنه رام من ورائه إثبات وجود أدب مغربي، والوقوف في وجه دارسي المشرق الذين كانوا ينظرون إلى الأدب المغاربي بعامة نظرة دونية غير منصفة.
والذي يتصفح الوسيط، يجد أن صاحبه قد اهتم بالموازنة أو المفاضلة بين الشعراء. يقول الشنقيطي عن محمد بن محمود الملقب "بأُبدّه العلوي": "وهو قليل الشعر... وأكثر الناس يفضّل الأحول عليه، وبعضهم يعكس. ولكل وجه؛ لأن الأحول كان أرق ألفاظا، وهذا أقوى تركيبا منه كما وقع للناس في جرير والفرزدق...([26])" ففي هذا النص موازنة بين الشاعرين محمد بن محمود (أبده العلوي) وأحمد بن عبد الله (الأحول الحسني)، وإشارة بارزة إلى أن لكل واحد منهما مجالا يتفوق فيه على نظيره، وفيه إشارة أخراة إلى اختلاف الناس في تفضيل أحدهما على الآخر. ومن الأمثلة التي تندرج في هذا الإطار كذلك قول الشنقيطي عن امحمد بن الطلبه: "... فاق أقرانه في العلم والكرم وجودة الشعر... ولا تكاد تعد طبقة إلا بدأت به أولها: إذا عد الكرام فهو حاتمهم، أو العلماء اللغويون فما هو بدون ابن سيده. وكل أخباره تكتب بالذهب."([27]) فالنص – إذاً – يقارن بين ابن الطلبه وأقرانه من زوايا ثلاث، ويثبت التفوق لابن الطلبه.
ولصاحب (الوسيط) عبارات نقدية يصف بها أحيانا بعض مختاراته الشعرية كقوله في حق الشاعر سيدي محمد بن الشيخ سيدي: " من دقيق شعره قوله: (البسيط التام).
رفقا بنا يا ذوات الأعين النجل ينال بالرفق ما بالعنف لم ينل
نحن العبيد الأُلَى أنتن سادتهم فارْعَيْن فينا وصاة الله بالخول
واحذرن مما نهى عنه المهيمن من تكليفنا غير مسطاع من العمل"
([28])
[/tabletext]

قديم 05-05-2012, 11:38 AM
المشاركة 12
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:100%;background-color:black;border:4px solid red;"]
ثانيا: النقد التنظيري
يهتم هذا النقد – في المقام الأول - كما يقول ولد أباه "بالجودة الفنية أو بمحاولة وضع القيم الأساسية. للنهوض بالشعر من مستوى التكرار والتقليد إلى مستوى البراعة والإبداع..." وهكذا، فقد حاول أصحاب هذا القسم البحث عن إبداع شعري جديد ينأى عن الاجترار، واجتهدوا في تحديد ماهية الشعر وشروط إجادته وما إلى ذلك. ومن المؤلفات التي تمثل هذا الضرب من النقد (عمدة الأديب في صناعة القريض والنسيب) للعلامة أدييجه بن عبد الله الكمليلي (ت 1272***65259، وهو نظم / رجز قوامه 211 بيتا، حاول فيه صاحبه تعريف الشعر وذكر محاسنه ومعايبه وكذا ضرائره. وفيما يلي ذكر لبعض النماذج النقدية التي تندرج في هذا الإطار:
لقد نظم الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي قصيدة عينية في تعزية المبدع الموريتاني الذي ألف تقليد الشاعر القديم مبنى ومعنى. وبعد مجموعة من الأبيات، نراه يطرح تصورا معينا للشعر عماده مفهومان؛ أولهما مفهوم التطريب الذي عده ابن الشيخ سيدي غاية الشعر الأولى، وحاكم بموجبه أشعار مجايليه حيث يقول: (الكامل التام)
والشعر للتطريب أول وضعه فلغير ذلك قبلنا لم يوضع
واليوم صار منكدا ووسيلة قد كان مقصدها انتفى لم تشرع
وثاني المفهومين – ولعله الأدق والأخفى – هو التجدد الذاتي الذي تتمتع به النصوص الجيدة على وجه التحديد.
ويأْدِب الشاعر امحمد بن أحمد يوره إلى توظيف المعجم الشعري القريب من الفهوم الذي لا يُحتاج معه إلى الرجوع إلى القواميس ولا إلى وضع الشروح والحواشي. يقول: (الطويل)
ألا أيها الشعرور لاتك ناطقا يني عن فهمه المتناوش ([29])
ولا تطل الأشعار في غيره طائل فشر القريض الطائل المتفاحش
ولا خير في شعر يعزوه فهمه إذا هو لم توضع عليه الهوامش
ويشترط محمدي بن سيدينا العلوي في الشعر الحق توافر جملة من المقومات كالشاعرية والجودة، إذ يقول: (الطويل)
وما الشعر عند العرب إلا قريحة تقود أَبِيّات المعاني وتقسر
تصاغ كصوغ الدر أحكم صنعه تحلى به الأسماع أو هي أنضر
إذا قرعت سمع البليغ تشوقه وتغري به البث الذي كان يضمر
وإن رامها من جاء متشاعرا ليقتادها تأبى عليه وتعسر
هذه لمحة خاطفة إلى النقد الشنقيطي القديم بشقيه التطبيقي والتنظيري، واللذين – كما رأينا – كانا يقتصران على نقد الشعر مع أن الساحة الأدبية لم تكن خلوا من النثر الأدبي أو من بعض فنونه كالمقامة والرسالة وغيرهما. أما النقد الحديث والمعاصر في موريتانيا، فكان نتيجة تأثرها بالمؤثرات الثقافية الجديدة في وقت متأخر جدا لاعتبارات سياسية وجغرافية. وقد أدت تلك المؤثرات (أو التأثيرات) إلى ظهور أجناس جديدة في الأدب الموريتاني منذ سنوات السبعين والثمانين، وإلى تطور النقد تطورا ملحوظاp إذ تفرع إلى أنواع كالنقد الأدبي والفني والصحافي، وخرج من دائرة النقد الشعري الضيقة إلى دوائر نقد القصة والمسرحية والرواية والسينما وغيرها. وقد حدث ذلك كله تدريجيا وعلى فترات متتالية أو متقطعة أحيانا.
ويمكن تحسس النقد الموريتاني الحديث والمعاصر في الدراسات العلمية والأبحاث الأكاديمية والأطاريح الجامعية والمقالات الصحافية التي كانت تنشر – وما تزال – في صحيفة (الشعب) منذ انتظام صدورها (1975) إلى يومنا هذا.
وتعد الدراسة التي تقدم بها ولد أباه عام 1969 لنيل درجة الدكتوراه من إحدى الجامعات الباريسية بداية التنظير النقدي الموريتاني الحديث، ذلك بأنها قد أعطت – كما يقول أحد الدارسين – " الإشارة الخضراء لبداية النقد في الأدب الموريتاني، وذلك بتصنيفها المدارس الأدبية الموريتانية، وإرجاعها بعض الشعراء إلى هذه المدارس والاتجاهات". وبعد هذه الدراسة الرائدة ستتوالى الدراسات والأبحاث الجامعية التي تعد مَوْئِلا للنقد الموريتاني الحديث والمعاصر.
لقد غلب على النقد الموريتاني الحديث والمعاصر – وخاصة في بداياته – الطابع الصحافي. وكانت المقالات الصحافية النقدية ردا على رأي في مقال منشور سابقا، أو قراءة لنص جديد. وسنشير فيما يلي إلى بعض المقالات التي نشرت في الصحافة الموريتانية المعاصرة باعتبارها تشكل مظهرا من مظاهر الحركة النقدية الشنقيطية المعاصرة.
كتب الأستاذ الرشيد ولد صالح سنة 1979 مقالا مطولا (خمس حلقات) في صحيفة (الشعب) بعنوان (الأدب العربي في موريتانيا (الحلقة المفقودة))، فضمنه عدة ردود ومناقشات ابتعدت أحيانا عن الروح العلمية الموضوعية، وعالج فيه عددا من القضايا كقضية أولية الشعر الموريتاني وتطوره وأسباب غيابه (أو تغييبه) في الأدب العربي ومكانته فيه وتصنيفه الداخلي، وقدم فيه تصوره لمفهوم الأدب؛ فهو عنده "الكتابات التي كتبت للتأثير في مشاعر الناس وللتعبير عن أحاسيسهم وعكس مواقفهم البشرية والنهوض بتراث الإنسان الروحي..." كما طرح الرشيد سؤالا مهما في المقال نفسه، وهو: هل هناك أدب موريتاني ضمن مجموع الأدب العربي؟ وما خصائصه النوعية المميزة له ؟ وحاول أن يقدم وجهة نظره في هذا الأمر.
وقد تصدى للرد عليه بعض الباحثين والنقاد، من مثل إيدوم ولد محمد يحيى الذي كتب في العام ذاته مقالة في صحيفة (الشعب) بعنوان (أصداء حلقة فقدت فأثرت)، ورد فيه على عدد من المسائل والإجابات والاجتهادات التي وردت في مقال الرشيد المتقدم ذكره. وممن رد عليه كذلك المرحوم محمدي ولد القاضي.
لقد حاول عدد من النقاد – على غرار ما فعل الرشيد – أن يقدموا في مقالاتهم الصحافية تصورهم لمفهوم الأدب والشعر. مثلما فعل الأستاذ أحمد الولي في مقاله المنشور (بالشعب) في العاشر من فبراير 1979 حين عرف الأدب بكونه "متعة وضرورة وخيال ووسيلة للتنبؤ، يجمع بين العام والخاص، ويبحث في أغوار الإنسان المطلق. فمع أن الحياة هي الأصل، إلا أن الأدب هو الذي يعطيها صفتها النهائية عن طريق التوجيه بالمفهوم الواسع للكلمة..." ويقول الناقد نفسه في مقال آخر معرفا الشعر: "هو الذي يعبر عن الإنسان الاجتماعي والإنسان المطلق. وكلما كان هذا التعبير أصدق عن الحالة التي يعيشها الشاعر والحالة السائدة في وسطه كان أكثر أصالة وأعمق تأثيرا". ويقول محمدي ولد القاضي في الصدد نفسه:" الشعر جنون، وبحث عن اللامعقول، وتعبير عن اللاوعي، وتغلغل في تضاعيف الوجود المعقد المركب... إنه يغوص إلى النفس، ويتسلل بين ثناياها..."
وهناك مقالات نقدية أخرى عالجت مفهوم القصيدة، ومفهوم الصورة الشعرية، ومفهوم الرمز والأسطورة... إلخ. وكانت صحيفة (الشعب) أكثر الصحف الموريتانية احتضانا لهذا النقد، بحيث إنها كانت- وما تزال – تفرد حيزا للأدب والنقد والإبداع، وأسهمت بشكل واضح في خدمة النقد الموريتاني المعاصر.
لقد وضع الأستاذ أحمد ولد حبيب الله خاتمة لكتابه المعني بالقراءة، وذلك عملا بالأعراف المنهاجية المعروفة في مجال البحث العلمي. وخصها بالحديث عن مكانة الأدب الموريتاني في الأدب العربي، وبإيراد بعض آراء أو شهادات المشارقة في حق أدب بلاد شنقيط. يقول الباحث في أولى فقرات هذه الخاتمة: "بعد هذا - إذن - آن لنا أن نضع عصا التَّسيار ونحط الرحال، لعلنا نتلمس ونتحسس موقع الأدب الموريتاني على خارطة الأدب العربي حتى لا يظل غائبا في هذا الأدب أو "حلقة مجهولة" – على حد تعبير الدكتور طه الحاجري – في تاريخه"...([30]) وقد حاول الباحث أن يبرز – في المآل – المكانة التي يتبوأها الأدب الموريتاني ضمن مجموع الأدب العربي، ودعا إلى ضرورة بذل مجهودات إضافية وتنسيقها لتثبيت هذه المكانة وتعريف الآخر (المشارقة خاصة) بها. يقول في آخر الكتاب: "ولكن هذه المكانة تحتاج إلى جهود جماعية كبيرة ومخلصة لبيانها وإذاعتها على نطاق واسع عبر التدوين والتحقيق والدراسة والنقد والنشر والتسويق داخل البلاد وخارجها".([31])
[/TABLETEXT]

قديم 05-05-2012, 11:39 AM
المشاركة 13
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:black;border:4px double red;"]
الهوامش
* - باحث بكلية الآداب، جامعة محمد الأول بوجدة، المغرب.
[1] - للاستزادة يمكن الرجوع إلى مقاله (انطلاقا من موسم الهجرة)، الملحق الأسبوعي لصحيفة (العلم)، تاريخ 28/4/1972، ص: 3.
[2] - أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، اتحاد كتاب العرب (دمشق)، ط 1 (1996)، ص 12.
[3] - المرجع نفسه، ص 12.
[4]- المرجع نفسه، ص: 72
[5]- الحاجري: شنقيط أو موريتانيا حلقة مجهولة في تاريخ الأدب العربي، مجلة (العربي)، الكويت، ع 107، أكتوبر 1967، ص:
[6]- أي يثقبها
[7]- أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، ص: 147، بتصرف.
[8]- تجدر الإشارة إلى أن من الأسماء التي كانت تطلق على موريتانيا قديما اسم "بلاد التكرور" نسبة إلى كورة (التكرور).
[9] - أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، ص 14، بتصرف طفيف.
[10] - المرجع نفسه، ص 197.
[11]- المرجع نفسه، ص 196.
[12] - يقول عنها أحمد ولد حبيب الله: "ونعني بها تلك التقاريظ النثرية أو تلك التوثيقات أو المقدمات التي يكتبها أحد العلماء- بناء على طلب مسبق – لأحد المؤلفات الجرئية أو المهمة" (تاريخ الأدب الموريتاني، ص 235 + 236). وهي امتداد أو تطور نثري – إذا جاز التعبير – للتقاريظ الشعرية.
[13]- يقول عنها أحمد ولد حبيب الله: "وهي جمع قف. وقد جرت عادة المحظرة الموريتانية على إطلاقه على درس فقهي من مختصر خليل بن إسحاق المصري (ت 776هـ)، ثم أطلق على الإنتاج النثري المكتوب كتابة تحاكي أسلوب المختصر المذكور الذي افتتن به القوم لسهولة حفظه. ولذا عدلوا عن الرسالة إليه" (المرجع نفسه، ص 269). ويقول في موضع آخر: "ويبدو أن فن أدب الأقفاف في النثر الموريتاني نشأ متأخرا، إذ نكاد لا نعثر على قف مكتوب قبل القرن الثالث عشر للهجرة، وهو قف الأتاي " (المرجع نفسه، ص 271.)
[14] - فن شعري حساني قديم، موضوعه في غالب الأحيان مدح الأمراء والأعيان الحسانيين والإشادة بمفاخرهم ومناقبهم... وهو - كما يقول ولد أبّاه - نوع من الشعر الملحمي الذي يرتبط أكثر بالحاكمين. ويقول أحمد ولد حبيب الله إن "أكبر فنان [حساني] في فن (أتهيدين) سدوم ولد انجرتو الذي عاش في القرن 12هـ" (تاريخ الأدب الموريتاني، ص 389، بتصرف).
[15]- مفرده تبريعة. وهو شعر نسائي ما تزال نشأته محل خلاف بين الدارسين. وقد كان – في الأصل - رجاليا. ويرى بعض الباحثين أن هذا الشعر – الذي أمسى نظمه مقتصرا على النساء – هو أصل الشعر الحساني، وأنه يمثل الصورة البدائية لهذا الشعر الذي كان يحاول محاكاة القصيدة العربية. وقد تخلى عنه الرجل الحساني – تدريجيا- بعد أن تنوعت أشكاله التعبيرية. ولكنه لم يمت، بل غدا أداة التعبير الشعري لدى المرأة الحسانية تعبر به عن أحاسيسها التي لا تسمح العوائد الاجتماعية بإظهارها علنا. وهو شطران (أو تافلويتان)، وغرض واحد هو التغزل بالرجل من جانب البنات العاشقات أو اللائي يوهمن الأخريات بأنهن عاشقات لرجل معين تتكالب عليه الفتيات الأخرى. وازدهر فن التبراع على يد مطربات حسانيات شهيرات كالمرحومة محجوبة بنت آبَّ... وقد كتب الباحث الحسن ولد الشيخ بحثا قيما في هذا الصدد عنوانه (ظاهرة التبراع في الأدب الموريتاني)...
[16]- أصل هذه الدراسة رسالة جامعية تقدم بها صاحبها لنيل د.د.ع من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1992 م.
[17]- أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، ص 675.
[18]- المرجع نفسه، ص 703.
[19]- المرجع نفسه، ص 710.
[20]- هذا العمل، في الأصل، رسالة جامعية ناقشها صاحبها في كلية الآداب (جامعة محمد الخامس/الرباط) عام 1982م.
[21]- أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، ص 727.
[22]- المرجع نفسه، ص ص 732+733.
[23]- المرجع نفسه، ص 733.
[24]- المرجع نفسه، الصفحة نفسها..
[25]- القالب العروضي لمخلع البسيط هو: مستفعلن فاعلن فعولن × 2.
[26]- أحمد بن الأمين الشنقيطي: الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، مكتبة الخانجي (القاهرة)، ط 4 (1989)، ص 41.
[27]- المصدر نفسه، ص 94.
[28]- أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، ص ص: 749+750.
[29]- كذا في دراسة ولد حبيب الله. وواضح أن في البيت خللاً وانكساراً على المستوى العروضي !
[30]- أحمد ولد حبيب الله: تاريخ الأدب الموريتاني، ص 776.
[31]- المرجع نفسه، ص 782.

اعداد زهراء الامير
[/tabletext]

قديم 05-21-2012, 06:06 AM
المشاركة 14
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة زهراء الأمير بديع اختيارك لزهرات من ينابيع الأدب الموريتاني الجميل ، وجمال انتقائك للدرر الأدبية الرائعة.

بارك الله فيكِ على موضوعكِ السامق المفيد، ونحن نرحب بك وبقلمك الماتع في دوحة منابر العلوم اللغوية أجمل ترحيب ، ولي عودة بعون الله إلى الموضوع وتنقيحه ورفعه للتثبيت.
بوركت وبورك المداد.

قديم 05-22-2012, 07:13 PM
المشاركة 15
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يرفع الموضوع ويثبّت للأهمية.

قديم 11-17-2012, 03:00 PM
المشاركة 16
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة زهراء الأمير بديع اختيارك لزهرات من ينابيع الأدب الموريتاني الجميل ، وجمال انتقائك للدرر الأدبية الرائعة.

بارك الله فيكِ على موضوعكِ السامق المفيد، ونحن نرحب بك وبقلمك الماتع في دوحة منابر العلوم اللغوية أجمل ترحيب ، ولي عودة بعون الله إلى الموضوع وتنقيحه ورفعه للتثبيت.
بوركت وبورك المداد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

يسعدنى ويشرفنى مرور حضرتك بمتصفحى المتواضع
وكتير أسعدتنى روح الاشاده هنا واعدك أخى سأكون عند حسن الظن
شكراً كثيراً لحضرتك
ولى عودة ان شاء الله بالمزيد من الابداعات الأدبية هنا
احترامى وتقديرى


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأدب المـوريتـاني .!.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أرقى كتب الأدب والبلاغة الإنشاء ( جواهر الأدب ) ناريمان الشريف منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 54 01-19-2021 11:23 PM
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
الليث بن سعد أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 1 06-22-2019 03:05 PM
الأدب السوفييتـــي رقية صالح منبر الآداب العالمية. 5 08-01-2011 06:57 PM

الساعة الآن 09:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.