احصائيات

الردود
22

المشاهدات
21590
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-24-2011, 11:08 PM
المشاركة 1
02-24-2011, 11:08 PM
المشاركة 1
افتراضي الأدب الإيطالــي






الأدب الإيطالــي



جذورالأدب العالمي - الأدب الإيطالي


إيطاليا مفجّرة عصر النهضة الأوروبي لعبت دوراً هاماً في تاريخ آداب القارة الأوروبية، كما قامت بعبء تصدير الثقافة النهضوية والفنون الجميلة إلى قمم دول أوروبا، إسبانيا وفرنسا وإنجلترا.




جذور اللغة الإيطالية ولهجاتها:


يمثل الأدب الإيطالي آداب شعب إيطاليا, وهي آداب تجذّرت فيها عدة لهجات دارجة عامية غير مصقولة Vulgar مستقاة من عبارات سوقية في اللغة اللاتينية، لكن سرعان ما عملت اللغة على تنقية تعابيرها مع التطور التاريخي من لهجات البيومونتي، اللومبارد، الفاناتوئي، التوسكان، الروماجنائي، نابولي، صقلية بُنيت اللغة الأدبية في الشعر والقصة والرواية والنثر والدراما على نمط لغة التوسكان في غير مطابقة أو مُعادلة لها, ولا تزال هذه اللهجات حتى اليومDialect وهي لغات محلية متفرعة من لغة أم كالفرنسية والإسبانية والبرتغالية، والمتفرعة بدورها أصلاً من اللغة اللاتينية لا تزال تجري في شرايين اللغة الأدبية الإيطالية كلهجات قروية بسيطة مما أعاق منذ القدم وضع حدود لغوية فاصلة بين المحلية ولغة الأدب، كان من الممكن أن تساهم بها شبه الجزيرة الإيطالية بحكم وضعها الجغرافي في حوض البحرالأبيض المتوسط وقوع أهم مدنها فينيسيا، جنوا، باليرمو على صفحة الماء مباشرة.



اتصل الأدب الإيطالي بالطبقات الإجتماعية مباشرة منذ القديم، كمصدر هام في تكوين وتأسيس فكر المواطنين عن طريق التعليم الجامعي المبكر جداً في عصر القرون الوسطى جامعتي بولونيا، بادوا، المدارس والكنائس قبل المرحلة الجامعية التي ساهمت في تكوين الفهم والعقل الإيطالي ناحية الإزدهار، وفي تشجير وعي الذات عند المواطنين، المرتكز على المعرفة الدينية، منقولاً عبر لغة شعبية دخلت مرحلة الكتابة أيضاً.







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-24-2011, 11:15 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آداب الشعر


للشعر الإيطالي شهرة عالمية ومعاصرة حتى اليوم, لعل ذلك يعود إلى تاريخه القديم عُثر في القرن 13 ميلادي على معامل للشعر يجري فيها تدريس أصول الشعر وقواعده بالمنهج المدرسي في مدينتي فيرنزا وصقلية.



ففي عهد فريجش الثاني ومن بلاطه بصقلية خرج الشاعران بيير ديلا فينا 1190 - 1249م ، رينالدو دي أكوينو 1200 - 1280م متمردين على اللهجة ومحافظين في الوقت ذاته على الصورة الشعبية في الشعر P.D.Vigna R.D. Aquino.



كانت صقلية النبع الكهرماني للشعر الإيطالي القديم, وفي فيرنزا امتدت مدرسة الشعر الصقلي على يد جيتوني دي أريزو G.D, Arrezo الذي قاد شعراء صقلية إلى تطوير لغة الشعر العامية اللهجة إلى تقنيات لغوية جديدة، وصور تركيبية مبتكرة تجلى فيهما ثمرات الخيال الجامعFantasy واللاعقلانية Irrationalism كنظام شعري يؤكد على الحدس والغريزة والشعور، ويتعاطف فيه مباشرة مع الدين والأخلاقيات معاً, هكذا اعتبر عصر جيتوني الجسر إلى عصر شاعر إيطاليا العبقري دانتي الليجييريDante Alighieri 1265 - 1321 م المسمى الأسلوب الجديد الحلو Dolce Stil Nuovo تيار شعري بدأه الشاعر البولوني جودو جينيزالي G. Guinizelli يوجد الحبو الجمال، ويحترم طريقة الفرد في اختيار حياته، ويرتفع بسمو الأحاسيس، في نسيج فلسفي مجازي وسّع من انتشار التيار عدد من شعراء فيرنزا انتهجوا الجانب الفلسفي للجماليات Aestheticism.




يبدأ دانتي حياته بقصته الشعرية حياة جديدة Vita Nuovo، ثم ينكب على الإبداع الشعري متنقلاً أيام نفيه بين موضوعات بياتريس Beatrice الشخصية التي تأثر من أجلها وعاشت مع إنتاجه الشعري، وأربعة موضوعات أخرى هي المرح، ضيافة، الفصاحة السوقية، الحد القاتل للغة الشعبية يقصد اللهجات, في قصيدته الرابعة هذه لا يُضمنها علم الشعر وفنه فقط، بل يضع وجهة نظره الثاقبة والفلسفية أيضاً تجاه اللغة الشعبية عندما يذكر السمو والمشاعر النبيلة التي تسمو وتُحلّق بالإنسان بفعل الإتصال اللغوي والإنساني معاً, فلا الميلاد، ولا الثروة منبع الإتصال الإنساني، بل اللغة التي تتفتق عن الذهن البشري هي الأصل في هذا الإتصال.



هذا الإتصال الصحي لغوياً كان يُخفي دانتي وراءه فكرة اتحاد إيطاليا التي كانت تؤيدها الملكية القومية الإيطالية آنذاك.


كل هذه الفكرات الدانتية نسبة إلى دانتي سببت له صدامات وعراكات مع بابوات إيطاليا، كان من نتائجها وصاياهم بحرق إنتاجه الأدبي بعد موته، وكأنَّ نفي دانتي وتشريده في حياته لم يكن غير كافٍ لهم, وكان أعظم أعماله عالمياً W Divina Commedia الكوميديا الإلهية التي تناولت القضية السياسية الإيطالية في عصره، والتي سببت له عداء زملائه من الأدباء، لم تشفع له للاستمرار في إنتاجه الفكري الهام، مع امتلائه بعناصر الإنسانية التي جاء بها عصر النهضة الأوروبي مؤخراً.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-24-2011, 11:24 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بتراركا شاعر عصر النهضة



ج, بتراركا فاتحة شعراء العصرالجديد, لم يتجاوز عمره السابع عشر عندما مات دانتي في 14/9/1321م بمدينة رافينا Ravenna, في بدايات عصر النهضة الإيطالية تأرجح شعره بين حركة الإقطاع الجديدة في المجتمع الإيطالي، وبين ترسيخ الأدب القومي الإيطالي, فإلى جانب كتابه القصائد الشعرية الغنائية يكتب السونيتات السونيتة الواحدة هي قصيدة شعرية تتألف من 14 بيتاً، ويؤلف العديد من القصائد الغنائية السانزون Canzone وكلها تحمل تعابير الأحاسيس المركبة والمعقدة التي ميزت الشعر الإيطالي بالقوة والنضارة.




ويشهد القرن 16 ميلادي ميلاد الشاعر توركواتو تاسوTorquato Tasso في مدينة سورينتو Sorrento في3/11/1544 م مُهاجماً وساخراً من الملاحم الشعرية الكنسية في قوة خيال شعري، ومُعلياً من الأزمات الاجتماعية, وقد أكسبت اتجاهاته الشعرية هذه طول حياة لأشعاره في سيطرة حتى القرن 18 ميلادي، رغم ما أصاب فترات حياته من نفي وجنون حتى وفاته.



في القرن 17 كوّن أربعة عشر أديباً وشاعراً من روما أكاديمية أركاديا للشعر Arcadia كحركة ثقافية تجمع شمل الشعر والأدب الإيطالي المتفرق هنا وهناك على طريق الدولة الإيطالية.



مثل بيترو ميتاستاسيو P. Stasio طليعة شعراء الحركة بدراماته الشعرية الميلودرامية، مُحققاً أهداف الحركة في الأدب والشعر عبر موسيقية لغته الشعرية.








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-24-2011, 11:29 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


شعر الرومانتيكية الإيطالية


قبل أن يصل شاعر إيطاليا الشهيرألسيندرو مانزوني A. Manzoni 7/3/1785 - 22/5/1873 م إلى مشارف الشعر الرومانتيكي، يمر الشاعر والدرامي أيضاً بعدة مراحل أدبية مختلفة, ففي أربع قصائد شعرية غنائية بعنوان انتصار الحرية IL. Trionfo Della Liberta يتأثر بالثورة الفرنسية, وفي عام 1809 م يُعبّر عمله الفنيUrania مُوزيّة الفلك عند الإغريق عن انتقاله إلى الميثولوجيا وعالم الأساطير الكلاسيكي، الذي مهّد لعودة أشعاره إلى الشعر الديني الذي دمغ إنتاجه ما بين سنوات 1812 - 1827 م، كما يظهر في دراميته اللذين اتبع في خطواتهما قواعد الشعر الشيكسبيري والشعر الرومانتيكي الألماني, وكذا في دراساته الأدبية النظرية وخاصة دراسته المعنونة عن شعر الرومانتيكية، ونفس الحال في قصصه المأساوية، كما تُشير بذلك قصته العالمية أديلتيشي Adelchi التي تدور حول الواقعية التاريخية لعصره، آملاً فيها قوة الشعب الإيطالي وملقياً فيها على أكتافه أمل الوحدة لإيطاليا, مما دفع العديد من كُتاب القصة الإيطاليين إلى الاتجاه نحو قيمة الوحدة في أغلب قصصهم فيما بعد, إن اكتشاف مانزوني العامل وأمل الوحدة أدبياً، كان أحد العوامل الهامة في إبراز الحس السياسي المختفي تحت سطح الحياة الأدبية الإيطالية ليبرز جريئاً ومشجعاً لخدمة الأدب والشعر للمسار المستقبلي الإيطالي، بعد أن حمّل مانزوني هذه الآداب والأشعار إنسانية واعية تُسبب ألماً عميقاً في نفس الشاعر، وتُخرج إلى السطح كل أحاسيس التشاؤم، لا من أجل التعبير الأحادي كما يعتمل في نفس الشاعر من آلام، ولكن من أجل ردم جراح إيطاليا الوطن للجميع, وهي نفس الفكرة الوطنية التي تجاوب معها شعراء آخرون مثل ماسيمو دي آزيجيلو، ايبوليتو نيفو، جوزيبي جاريبالدي، سيلفيو بالليكو.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-24-2011, 11:42 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القرن العشرون


يأتي القرن العشرون بأخيب فتحات الأدب الإيطالي إذ بحلوله تنتهي جميع القيم الأخلاقية وأفكار الإنسانية التي سادت القرن السابق, فامتداد الإستعمار الإيطالي لليبيا في الشمال الأفريقي ودول إفريقية أخرى قد وسّع من أزمات المجتمع الإيطالي يتصدى لهذا الانهيار الأدبي شاعر إيطاليا الشهير جيوفاني باسكولي Gidvanni Pascoli 31/12 1855 - 6/4/1912 م في قصيدته الشعرية بعنوان الأشعار الأولى Primi Poemetti ويحمّلها الموضوعات اليومية للناس وأمل العيش في مجتمع جديد آخر, ويضطر بأشعاره أن يقف في مواجهة إيطاليا التي كانت تتجه بسياستها سريعاً إلى الرأسمالية، لاجئاً في دراساته الأدبية إلى التأكيد على قيم الشعر التاريخي، كما في دراسته المعنونة تاريخ الشعر الغنائي اللاتيني الروماني حتى موت هوراتيوس.



Storia Della Poesia Lirica In Roma Find Alla Morte D. Orazio إلا أن فيليبو توماسو مارينيتي F. T. Marinetti يفجر مذهب المستقبلية Futurism، وهي حركة أدبية وفنية ظهرت في بدايات سنوات القرن العشرين تُمثل فن المواطنين الطبقة الوسطى انطلقت عام 1909 م في مجلة الحلاق Figaro الفرنسية، ممتدة بعد ذلك إلى فرنساعلى يد جيليوم أبولينير G. Apollinaire ، ثم في انجلترا بجهود بيرسي وندهام لويس P.W. Lewis، وفي أمريكا حقق مبادئها عزرا بوند E. Bound، وفي ألمانيا جماعة المستقبليين. Werkleute Auf Hans Nyland بقيادة فرشوفن، فينكلر، كنايبW.Vershofen, J. Winkler, J. Kneip تدخل الحركة إلى روسيا عام 1912 م على يد فلاجيمير ماياكوفسكي V.V. Mayakovski إلا أنها لم تحافظ على وحدة فنية تجمع خيوطها أو عناصرها في البلاد الأوروبية، بل هي سرعان ما تفصح عن تعارض آراء المستقبليين الإيطاليين أنفسهم إضافة إلى طريق غوغائي دهمائي Demagogic سار فيه مارينيتي باعث الحركة ومصدرها حين أعلن عن النعرة القومية وهو ما اعتبر عصبية في فن المستقبلية وتيارها مؤيداً لموسوليني والفاشية، وهو ما سجله كتابه في دراسة بعنوان المستقبلية والفاشية.




يتغير مسار الشعر الإيطالي بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، لشطب النموذج الأصلي للفاشية بجهود شعراء السّحر غير المتأثرين بالنفوذ الخارجي القادم من ألمانيا الهتلرية Hermitism يقف الشاعر جوزيبي أونجاريتيG. Ungaretti على رأس الحركة وهو الدارس على يد الفيلسوف هنري برجسون H. Bergson في جامعة السوربون، وصديق شعراء فرنسا من معاصريه أبولينير، أندريا جيد، بول فاليري، والفنانين التشكيليين بيكاسو وبراك يقف في مواجهة النازية بقصائده الميناء المنهار Il Portd Sepoltol، فرح غرق سفينة L. Allegria DI Naufragi، عِشق الزمن .Sentimento Del Tempo، أرض الوعد Terra Promessa.


أما مجلة سولاريا Solaria التي تصدر في فيرنزا فلم تكتف بهذه المواجهة، فاتخذت طريق الأدب الأمريكي منهجاً لأدبائها نثراً وشعراً بما حقق وجهاً جديداً وعصرياً لصورة الأدب الإيطالي، ومهّد الطريق إلى الواقعية الجديدة Neorealism التي انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية في أشعار وقصص ودرامات وأفلام إيطاليا الجديدة, فبعد تحرر إيطاليا انفجرت إبداعات ونشاطات فكرية في كل مجالات الأدب والفن بما مثّل حرية واسعة للفكر الإنساني عامة.



لويجي بيراند يللو Luigi Pirandell 1867 1936 م الحائز على جائزة نوبل Nobel عام 1934 م يكتب القصص والروايات والدرامات والشعر, قصائده الشعرية الحُزن الضاحك Mal Gicondo حياتان لماتيا باسكال IL Fu Mattia Pascal دراسته الفلسفية الفُكاهةUmorismo تبحث في الأحاسيس المتناقضة عند البشرSentimento Del Contrario والتي يصل في نتائجها إلى أن الحقيقة نسبية, إذ من المستحيل على الإنسان مهما بلغت قدرة معرفته ووعيه أن يعرف سر الحياة, فكل ما يصل إليه ما هو إلا تغييرات في الأحاسيس أو تكوينات طارئة لها، بحكم أن الوجود هو في كل ما نفعله ونتصرف به.




وفي الروايات يبدو إنتاجه منها ما بين سنوات 1922 ، 1927 م رائعاً, يتبع فيها مفاهيم الروسي أنطون تشيكوف والفرنسي جي دي موباسان Chekov, Maupassant, فروايته روايات لسنة واحدة Novelle Per Un Anno تدور أحداثها في بلده موطن رأسه صقلية، وسط حياة بسيطة ضامرة، وبين مواطنين جنوبيين تُعساء وفلاحين جَوعى، يخلطون في عبقرية من الكتابة بين الألم والفكاهة, وما كان يعني بيرانديللو بهذا الخليط الإنساني واللا إنساني أيضاً إلا التعبير بالروايات عن حالة السقوط العميق في المجتمع الصقلي الأوروبي في تلك الفترة, قصته شيوخ وشباب I Vecchi E I GIOVANI تعالج مُقدمات ونهايات هبة فلاحي صقلية سنتي 1893، 1894 م من أجل الحصول على لقمة العيش, صقلية هذه الجزيرة التي كان يُنظر إلى مواطنيها على اعتبارهم من جنس البربر، رغم أنهم إيطاليون أوروبيون, إلا أن إنتاجه القصصي في آخر العُمر ينتمي إلى الوجه الأخلاقي والشرف الرجل ذو الألف وجه Und, Nessund, Cento Mila.




ثم القصصي والروائي ألبرتو مورافيا A. Moraviaالمحرر في المجلة المعارضة Gazetta Del Popoloتُصادر قصته الحفلة التنكرية عام 1941م فيُنشئ مجلة النقد الأدبي Nuovi Argomenti عام 1953م وينشر قصص الرغبة الخاطئة، La Ambizioni، العاشق الحزين L, Amante Infelice، الملل Lanoiaia, وكلها قصص نفسية تضع الحقيقة الموضوعية في مواجهة الواقع المؤلم الحي.




ومع ظهور الأدب الواقعي الجديد في ستينيات القرن العشرين، وتكوين جماعة الرُّواد الطليعيين Neoavant Garde مجموعة 63 Gruppo 63 الذين كونوا بإنتاجهم الأدبي موقفاً دفاعياً واقياً لآداب إيطاليا وثقافتها وفنونها، ظهر جلياً في الدرامات وأفلام السينما والدوريات والمجلات الأدبية والثقافية وعدّل من كفّة الميزان مُنحازاً لصالح ثقافة الجماهير المعاصرة، استطاع الأدب الإيطالي العودة مرة ثانية إلى حضن الأدب العالمي.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-24-2011, 11:52 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الإيطالية القديمة - اللغات

تعد اللغات الإيطالية القديمة (الإيطاليقية) Italic languages فرعاً من فروع ما شاعت تسميته أسرة اللغات الهندية الأوربية، ويرجع تاريخ نشوئها إلى نحو القرن الرابع قبل الميلاد. وانتشرت في شبه جزيرة الأبنين (إيطالية اليوم) Apennine Peninsula وفي الجزء الشرقي من وادي البو Po Valley، وكانت تضم ثلاث لغات رئيسة، هي:


الأُمبرية Umbrian، والأسكية Oscan، واللاتينية Latin، ولغتين ثانويتين، هما:

الفالسكية Faliscan، والفنتية Venetic.


ومن المرجح أن تكون هذه اللغات قد خرجت من المنطقة التي انتشرت فيها اللغات الهندية الأوربية، أي من الجزء الشرقي من أوروبا الوسطى، وذلك حين عبر الناطقون بهذه اللغات جبال الألب. ويبدو أن لغات أخرى مختلفة كانت شائعة في إيطالية القديمة قبل وصول تلك الشعوب كالفينيقيين والأتروسكيين واليونان، ويكمن الدليل على ذلك في ما تبقى من أسماء جغرافية قديمة لا ترجع إلى أصل هندي أوربي (ومنها تراتشينا وكابوا وتارنتوم)، ولا تنتشر في أراضي شبه جزيرة الأبنين فحسب، بل تمتد كذلك إلى أراضي اليونان والأناضول.


وتُعزى هذه البقايا اللغوية إلى لغة «متوسطية» يُعتقد أنها كانت منتشرة في أجزاء واسعة من العالم القديم قبل هجرة الشعوب الهندية الأوربية إلى المنطقة. مناطق انتشار هذه اللغات انتشرت اللغات الإيطالية القديمة في الأراضي التي سكنتها الشعوب الناطقة بها، فاللغة الأُمبرية انتشرت في المنطقة الضيقة الواقعة بين جبال الأبنين والضفة اليسرى لنهر التيبر الذي يمر بمدينة رومة. ويكاد يقتصر ما يعرف عن هذه اللغة على ألواح إغوفين السبعة Iguvin Tables، وهي ألواح برونزية اكتُشِفَت عام 1444 في مدينة غوبيو Gubbio، وتحمل كتابات تمثل طقوساً دينية لطائفة من الكهنة، وتعد أقدم ما عثر عليه من هذا النوع، وقد خُطَّ بعضها بالحروف الأمبرية وبعضها الآخر بالحروف اللاتينية. واللغة الأُسكية وهي لغة محكية انتشرت في مناطق سامنيوم Samnium وبروتيوم Bruttium ولوكانية Lucania وكمبانية Campania حتى بداية القرن الأول الميلادي.



أما أهم النقوش والمخطوطات الأُسكية فقد ظهرت في كمبانية حيث كشفت الحفريات الأثرية عن لوح نقش عليه نص معاهدة بين نولا Nola وأبيلا Abella، وآخر مصنوع من البرونز يحمل نصوصاً قانونية جزائية تخص الشؤون الإدارية في مدينة باتينا Batina. أما اللغة اللاتينية فسميت كذلك نسبة إلى المنطقة التي ظهرت فيها وهي منطقة لاتيوم Latium الواقعة في وسط إيطالية، ولم تكن هذه اللغة أصلاً سوى لهجة مدينة روما ثم انتشرت شيئاً فشيئاً في المناطق المجاورة، وطغت على اللهجات المحلية، ثم على اللغتين الأُسكية والأمبرية، و«امتصّت» حتى اللغات غير الإيطالية التي كانت متداولة هناك، وهي الأتروسكية Etruscan والسلتية Celtic في الشمال، والميسابية في الجنوب. وانتشرت اللاتينية انتشاراً واسعاً حتى هيمنت على القسم الأعظم من العالم الغربي، ومنه بلاد الغال وإسبانية وشمالي إفريقية وغيرها بتأثير سيطرة الامبراطورية الرومانية. وبقيت لغة العلم والثقافة في أورُبة بعد انهيار هذه الامبراطورية حتى عصر النهضة؛ لأنها كانت لغة الكنيسة. وتفرع عنها عدد من اللهجات المحلية التي غدت لغات مستقلة كالفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والرومانية وغيرها.



أما الفالسكية والفنتية فكان انتشارهما محدوداً، إذ شاعت كتابة الفالسكية في الضواحي القريبة من مدينة فاليريي القديمة التي تقع في وسط إيطالية. في حين كان انتشار اللغة الفنتية أوسع، إذ شمل أرض فنتو الواقعة بين نهر البو وجبال الألب الكارنيكية، التي تفصل بين إيطالية والنمسة، كما شمل مدينة إيسترية القديمة، التي تقع في الجنوب الشرقي من رومانية اليوم.


الخصائص اللغوية العامة:

1ـ الصوتيات phonetics: تستخدم اللغات الإيطالية القديمة الصوت الاحتكاكي المهموس [f] بدلاً من الأصوات الهائية المجهورة الواقعة في بداية الكلمة في اللغة الهندية الأوربية الأم ([bh]، [dh]، [gh]). فمثلاً كلمة bhrátér (وتعني «أخ») الهندية الأوربية أصبحت في اللاتينية وفي الأمبرية frater، وكلمة dhe-k تحولت في اللاتينية إلى facio (أفعل أو أصنع) وفي الأسكية إلى fakiiad (قد يفعل) وفي الفنتية إلى fagsto (فعل).


أما ما وقع منها في وسط الكلمة، فقد تحول أولاً إلى صوت احتكاكي مجهور (كصوت [v] مثلاً) في جميع اللغات الإيطالية القديمة، وتحول بعد ذلك إلى صوت انفجاري مجهور ([b] أو [d] أو [g]) في اللاتينية والفنتية، وإلى صوت احتكاكي مهموس (وهو [f]) في الأُسكية والأُمبرية والفالسكية.


فمثلاً كلمة liberi (أولاد (أحرار)) اللاتينية وكلمة Louderobos الفنتية (أولاد) يقابلهما في الأُسكية loufro (حر) وفي الفالسكية loferta (امرأة حرة).

2ـ الصرف morphology: لا تتقارب اللغات الإيطالية صرفيّاً كما تتقارب صوتيّاً. فالكثير من الظواهر الصرفية التي تتسم بها موجودة كذلك في سائر اللغات الهندية الأورُبية، وهذا يعني أنها ليست من السمات المميزة للغات الإيطالية القديمة، فعلى سبيل المثال، علامة النصب [a] في اللاتينية والأُسكية موجودة كذلك في اللغة السلتية ونهاية المبني للمجهول [-r] التي نجدها في اللاتينية والأُسكية نجدها كذلك في اللغات السلتية والحثية Hittite والطخارية Tocharian.

أما نقاط الاختلاف الصرفية بين اللغات الإيطالية القديمة فهي أكثر من نقاط الالتقاء؛ فمثلاً في اللاتينية والفالسكية علامة الجر بالإضافة للمفرد هي [ï] في الكلمات التي تنتهي بـ [o]، والأمر كذلك في اللغات السلتية، ولكن هذه العلامة تختلف في الأُمبرية والأُسكية إذ هي [-eis]. وعلامة رفع الجمع للفئة نفسها هي [-oi] في اللاتينية القديمة والسلتية واليونانية، ولكنها تصبح [-s] في الأُمبرية والأُسكية كما في الجرمانية والسنسكريتية Sanskrit وغيرهما. فضلاً عن ذلك، تُبنى صيغة الماضي المجهول للأفعال المشتقة من أسماء أو من أفعال أخرى باستخدام [-u] أو [-v] في اللاتينية و [-t(t)] في الأسكية و [-s-] في الفنتية، فمثلاً نجد فعل donavit في اللاتينية (ومعناه أعطي) ويقابله duunated في الأُسكية وdonasto في الفنتية.

3ـ المفردات vocabulary: إن مقارنة المفردات في هذه الفصيلة من اللغات تفضي إلى قدر أكبر من المعطيات التي تساعد على تاريخ اللغات الإيطالية القديمة، ودراسة روابطها بغيرها من اللغات المجاورة، فعلى سبيل المثال، ترتبط كلمة animus (ذهن أو روح) اللاتينية ارتباطاً وثيقاً بكلمة anamum (ذهن) الأُسكية. ولكنَّ هناك فروقاً قديمة في المفردات بين اللاتينية من جهة والأُمبرية والأُسكية من جهة أخرى، فكلمة ignis (نار) اللاتينية ترادفها كلمة agni السنسكريتية، ولكن يقابلها كلمة pir في الأُمبرية وpÿr في اليونانية وfyr في الإنكليزية القديمة. وكلمة aqua (ماء) اللاتينية ترادف كلمة ahwa القوطية Gothic، ولكن يقابلها كلمة مختلفة في الأُمبرية، وهي utur، كما أن كلمتي filius (ابن) وfilia (ابنة) اللاتينيتين يقابلهما في الأُسكية puklo (ابن) وfutir (ابنة).


أما المفردات المتعلقة بالحضارة المتوسطية، فإنها تنتظم في مجموعات متميزة تعكس جوانب من تاريخ اللغات الإيطالية القديمة، إذ يوحي بعضها بأن الناطقين باللغة اللاتينية والناطقين باللغتين الأُسكية والأُمبرية لم يكونوا على اتصال فيما بينهم، حين شرعوا في إنشاء المدن: فكلمة porta (بوابة) اللاتينية تقابل كلمة veru في الأُسكية؛ وكلمة arx (قلعة) اللاتينية تقابلها كلمة ocar الأُمبرية؛ ولفظتا moenia (جدران أو أسوار) وmurus (جدار) اللاتينيتان تقابلهما لفظة feihuss (جدران) في الأُسكية.


أما فيما يخص الأفعال، فإن التقارب بين اللاتينية والأُسكية والأُمبرية شديد: فمثلاً نجد في اللاتينية فعل scribere (كَتَبَ)، وفي الأُسكية لفظة قريبة منه، وهي scriftas (مكتوب)؛ وهناك فعل legere (قرأ) في اللاتينية، ويقابله في إحدى اللهجات الأُسكية (وهي لهجة البايلجنية) فعل Lexe (سوف تقرأ).


وكان لصراع القوى في إيطالية القديمة تأثير بالغ في نشوء المفردات السياسية وتطورها، وخير دليل على ذلك ما حدث بعد انحدار الهيمنة الأتروسكية؛ بسبب نشوء الجمهوريات المحلية في روما وغيرها من مدن إيطالية نحو عام 500 قبل الميلاد، إذ تراجع النفوذ الثقافي الأتروسكي كذلك، وتكونت المفردات الجمهورية الأولى على نحو مستقل في اللاتينية من جهة، وفي الأُسكية من جهة أخرى. ففي اللاتينية مثلاً كلمة consul (قنصل)، أما في الأُسكية فتوجد لفظة meddix، وتعني «رئيس الجمهورية»؛ وكلمتا senatus (عضو في مجلس الشيوخ) وcomitia (مجلس) اللاتينيتان يقابلهما في الأُسكية kumparakineis comono أو kumbennieis.
ولكن الحقبة الأخيرة من تاريخ اللغات الإيطالية القديمة تميزت بسيطرة المفردات اللاتينية. فعلى سبيل المثال، يبدو أن كلمة ceus (مواطن) الأُسكية قد نحتت من كلمة لاتينية قديمة ceuis شاعت نحو عام 200 قبل الميلاد؛ وتوسطت تاريخياً بين كلمتي civis و ceivis. كما أن لوحة بانتيا التي تعد في الوثائق الأُسكية المهمة، تضم مصطلحات قانونية مُقتبسة من المفردات اللاتينية.





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-24-2011, 11:58 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






الشاعرالإيطالي دانتي والإسلام:


من الواضح جداً أن الكوميديا الإلهية التي كتبها الشاعر الإيطالي دانتي تجد لها جذور راسخة في الأدب العربي، وخاصة في رسالة الغفران لأبي العلاء المعري، فقد عاش دانتي في القرن الثالث عشر ميلادي، في وقت وصلت فيه الثقافة العربية قمة مجدها، فقد كان أمام الأوروبيين في ذلك الوقت العديد من الإمكانيات والكتب العربية وكان التأثير العربي عبر الأندلس قد اخترق افكار ولغة الأوروبيين شعراً ونثراً وعلماً، ولهذا فإنه ليس غريباً أن يكون دانتي مطلعاً تماماً على الفلسفة العربية، حيث تدل أعماله الأدبية "convivo" والكوميديا الإلهية على ذلك، كما اعترف بأنه مدين في أعماله الأدبية إلى كثير من الفلاسفة العرب أمثال الكندي والفارابي وابن سينا والفرجاني وابن العربي وغيرهم، وبواسطة العرب تعرف على الفلسفة الأفلاطونية الإغريقية، وقد يرى المرء أن كوميدية دانتي هي جواباً على الإسلام، جواباً على الثقافة الإسلامية التي وجدت قيمتها في إسبانيا وجنوب إيطاليا، حيث تشكلت اللغة العربية كلغة قومية من القرآن الكريم، وقد أوضح دانتي في " De vulgari eloquentia" بأنه يرغب بكتابة عمل شعري كبير ليقوي اللغة الإيطالية القومية التي يجب أن تبني الأساس المعرفي والأخلاقي والديني لدولة إيطالية قومية، وكان القرآن النموذج الذي احتدى به، وخاصةً ما جاء فيه حول صعود النبي إلى السماء وبالتالي شابه ذلك الصعود بصعود دانتي المسيحي الحاج إلى الجنة، ولكنه أي دانتي وضع تصوره في أن المسيحية تتفوق في المصطلحات الدينوية على تلك التي كانت مستعملة في الأدب العربي الإسلامي وكان موضوع الكوميديا المركزي هو "الثالوث" المسيحي، أي مفهوم مختلف عن الإسلام.


فالحاج دانتي ومعه القارئ يصعدون بمقاييس الجحيم الأخلاقية والفهمية من النار إلى الجنة ليبرهن الثالوث بواسطة طريقة وصوله للكمال الذاتي عن طريق فهم القوانين الإلهية للعالم خطوة خطوة، وصوله إلى عالم المعرفة، يعني إلى الجنة، الجنة الأرضية التي تختلف عن الجنة في القرآن، فجنة القرآن تظهر حسب فهمه في نهاية مسرحيته الكوميدية فوق النار، كوهم، وكمعارضة جدلية، أما الجنة الحقيقية فتتشكل في كوميدية دانتي كعملية بواستطها يفهم الإنسان القوانين الإلهية كعلم، بواسطة هذه العملية يبرهن الإنسان إلتمام الفكر الإنساني مع ترتيب الخلق الإلهي، فدانتي أراد من قصيدته برهان الثالوث.




كما أراد الرد على أفكار الصوفيين والفلاسفة العرب أمثال ابن حزم وابن العربي، هؤلاء الفلاسفة العرب بحثوا توصلوا إلى الله بواسطة التأمل والتفكير، ودانتي اعتقد بأن الإنسان يتوصل إلى رؤيا النور الإلهي عندما يعيش نفسه المعرفة العلمية (التي قد تكون هذه المعرفة مبنية على خطأ).



في الكوميديا الإلهية، حيث وضع حجر الأساس للنهضة الذهبية الأوروبية أبعد دانتي نبي الإسلام محمد في دائرة الجحيم التاسعة، وذلك ليس لأن الشاعر المسيحي اعتبر النبي مهرطقاً، وخارجاً عن العقيدة الدينية، بل لأنه رأى في الحركة الدينية "المحمدية" بالمنشقة، كما وضع دانتي العالم والفيلسوف المسلم ابن سينا، بجانب افلاطون، وسقراط، وصلاح الدين، القائد المسلم الذي أعاد بيت المقدس عام 1187 في غرفة الإنتظار أمام الجحيم.




منشورة في الشعر الإيطالي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 12:08 AM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





مختارات من الشعر الإيطالي المعاصر

إذا كان الدكتور حسن عثمان النافذة الواسعة التي أطل منها القراء العرب على أدب دانتي، من خلال ترجمته الجيدة للكوميديا الإلهية، فإن الدكتور عيسى الناعوري يعد بحق الكاتب العربي الثاني الذي سلك بعده المنهج نفسه؛ فتخصص في الأدب الإيطالي منذ عام 1960، وزار إيطاليا مراراً متعددة، وكتب في بعض صحفها، وتعرف بعدد كبير من أشهر أدبائها المعاصرين، وألقى محاضرات في بعض جامعاتها، واشترك في مؤتمرات عدة فيها، ونال منها وساماً رفيعاً وجائزة أدبية، وعضوية شرف في المركز الإيطالي العربي في روما، كما ترجم من الأدب الإيطالي كتاب(أطفال وعجائز) وهو مجموعة أقاصيص لعدد من المؤلفين الإيطاليين، ورواية "الفهد" لتومازي ديلامبيدوزا، ورواية (الرجال والرفض) لإيليو فيتوريني، بالإضافة إلى مئات القصائد لشعراء متعددين، وعشرات المحاضرات والمقالات والبحوث والقصص والموضوعات المختلفة في الأدب الإيطالي.



وها هو يتحفنا بباقة جميلة من أروع المختارات الشعرية التي ترجمها خلال سبعة عشر عاماً 1961- 1977 جمعها له الدكتور ألبرتو باديني، أستاذ اللغة الإيطالية في الجامعة الأردنية، والدكتور إنريكو جورداني، أستاذ اللغة الإيطالية في جامعة دمشق، ليعقدا الصلة بين القارئ العربي والشعر الإيطالي المعاصر؛ فقد جعل المترجم النص الإيطالي والنص العربي في صفحتين متقابلتين، ليكون بالإمكان التثبت من صحة الترجمة، وليتاح لمن لم يطلعوا على الأصل الإيطالي من قبل، أن يقرؤوه في مكانه الجديد.


ومن حسن الحظ أن الدكتور الناعوري كان يعرف القسم الأكبر من هؤلاء الشعراء الذين ترجم لهم، وقد ناقش شعرهم وحياتهم معهم مباشرة، وانعقدت بينه وبينهم صلات مودة ومراسلات، بعضهم مات، وبعضهم الآخر ما يزال على قيد الحياة. وبفضل صلته الشخصية بهم، استطاع أن يقتني مؤلفاتهم - وأغلبها هدايا- تلقّاها منهم، أو من ناشري كتبهم.




ومما يفخر به المترجم أن اثنين من هؤلاء الشعراء الذين يعتز بصداقتهم فازا بجائزة نوبل للآداب، وهما «سلفاتوره كوازيمودو» عام 1959، و«إيوجينو مونتالي» عام 1975، وكان العربي الوحيد الذي استطاع في هاتين المناسبتين أن يقدم الشاعرين العظيمين إلى القراء العرب في حياتهما وشعرهما.



على كل حال لم يكن الشعراء أونغاريتي، وأومبرتو سابا، ودييغو فاليري - ممن ترجم لهم في هذه المجموعة- دون زميليهم أهمية في الشعر الإيطالي المعاصر؛ بل لقد كان أونغاريتي في نظرالإيطاليين كلهم الشاعر العظيم والأجدر بالجائزة العالمية، لكنه مات من دون أن يفوز بها، مع أن اسمه ظل مرشحاً لها سنين عدة، ومثله أيضا أومبرتو سابا، ودييغو فاليري بشكل خاص.




كذلك قدم إلى جانب هذه الأسماء الكبيرة مجموعة أخرى من الشعراء الذين شاركوا مشاركة فعالة في الشعر الإيطالي المعاصر؛ فاستطاع بذلك أن يعطي صورة صادقة عن حركة هذا الشعر وأهدافه الإنسانية، وأساليبه الجديدة. ولكي لا يكون هؤلاء الشعراء مجهولين بالنسبة إلى القارئ العربي، فقد وضع مقدمة قصيرة لكل واحد منهم، تحدث فيها عن حياته وأبرز أعماله الشعرية والأدبية، وآراء النقاد فيه، كما زين الكتاب بلوحات عدة فنية رائعة لطائفة من الرسامين الإيطاليين، هي بمثابة استراحة قصيرة يقف عندها القارئ كلما انتهى من شاعر وبدأ بآخر.



يقع الكتاب في 303 صفحات من القطع الوسط، ويضم خمسة وعشرين شاعراً وشاعرة، هم بالإضافة إلى من ذكرت: إيلزا مورانته، سيرجيو سولمي، فيتوريو سيريني، نينو موتشيولي، إيرالدو ميشيا، تشيزاره بافيزه، لينا أنجوليتي، جوزيبي لونغو، إيليو أكروكا، بياجا مارنيتي، ألبينو بيرو، ألبريكو سالا، رفائيلي تشيكوني، ألفيتسيا فاللي، إنتسو فابياني، أنطونيو أوزناتو، رفائيلي كروفي، بيير باولو بازوليني، فنتشنتزو كارداريللي، ليوناردو سنيسغاللي.



وقد تفاوتت قصائد هؤلاء الشعراء في الغموض والوضوح، وترددت بين وصف حياة المدن الصاخبة، وحياة الفلاحين في الريف البسيط المتواضع، فمونتالي مثلاً كثير الغموض، وعبارته الشعرية - كما يقول المترجم- عبارة منوتالية صرف، وهو من أكبر شعراء الرمزية (الهرمتية) المغرقة في الغموض، فبالرغم من أنه يستهل قصيدته (نهر الفرات) استهلالاً عادياً واضحاً، إلا أنه لا يلبث أن يدخل في متاهات الرمزية، ويغوص في دهاليزها المعتمة ومنعطفاتها الوعرة:



رأيت نهرَ الفرات في الحلم

في جريانه البطيء مابين

منخفضاتٍ متآكلةٍ ووقفاتٍ عريضةٍ في فجوات

من الرمل مزدانةٍ بنسيجٍ من عناكبِ الشجر

تُرى ماذا رأيتَ أنتَ خلال ثلاثين سنة أو مئة..


أما شعر كوازيمودو فيعكس ارتباطه الوثيق بمسقط رأسه صقلية، ولا سيما بأبنائها الفقراء المحرومين المعرّضين للملاريا على ضفاف المستنقعات والأنهار:

لقد نسيت البحرَ والأصدافَ

وأغانيَ الرعاةِ الصقليين

وقرقعةَ العرباتِ على الطرق

التي يرتعش فيها الخرّوبُ في دخانِ القش

أواه لقد تعب الجنوبُ من حملِ الموتى


على جوانبِ مستنقعاتِ الملاريا

لقد تعب من الوحدةِ، ومن ثقلِ السلاسل.







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 12:13 AM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





أما المرحلة الثانية من شعره فتعكس معاناته الإنسانية أمام الحرب والظلم والديكتاتورية، وأمام مشاهد الجثث المعلقة على أعمدة التلغراف في الشوارع، وآثار التدمير والخراب، وأمام السجون والتعذيب والقتل بالجملة، حيث خرج الشاعر عن محيطه الضيق في صقلية خاصة وإيطاليا عامة، ليرتبط بالإنسان حيثما كان، تُجاه الظلم والحرب والمآسي.


يقول في قصيدته - ميلانو عام 1943:


لقد ماتتِ المدينةُ

وسمع آخرُ دويٍ في قلبِ نهرِ نافيليو

وسقط الحسونُ عن السلكِ الهوائي المرتفعِ فوقَ الديرِ

حيث كان يغرد قبلَ الغروبِ

لا تحفروا آباراً في أفنيةِ البيوتِ

فلم يعدِ الأحياءُ يعطشونْ

ولا تلمسوا الموتى الذين احمرت جسومهم وانتفخت

دعوهم في أرضِ بيوتهم:

فلقد ماتت المدينةُ. ماتت.


ويسخر من إنسان زمانه الذي سخّر علمه للإبادة دون حب، أو دون مسيح، ويشبهه بإنسان الحجر والمقلاع في العصور البدائية الأولى:


ما تزال إنسانَ الحجرِ والمقلاعِ

يا إنسانَ زماني.. لقد كنتَ في الطائرة

ذاتِ الأجنحةِ الشريرةِ، معاول الموت

- لقد رأيتك - داخل العربةِ الناريةِ مع الحرابِ

وعند عجلاتِ التعذيبِ. لقد رأيتك: كنتَ أنتَ

بعلمكَ الدقيقِ المسخرِ للإبادةِ

دون حبٍ، ودون مسيحٍ


ثم يصوّر الخراب والدمار اللذين خلفهما الإنسان المعاصر في المدن التي استحالت أنقاضاً، ولم يعد هناك من يصرخ (يا إلهي لماذا تركتني):


لقد انتهيتم من قرعِ الطبول

للموتِ الذي ينتشر في جميعِ الآفاقِ

خلفَ النعوشِ المتراصةِ تحت الأعلامِ

وفرغتم من نشرِ الجراحِ والدموعِ المتظاهرةِ بالرحمةِ

في المدن التي أصبحت دماراً وخرائبَ

ولم يعدْ ثمة من يصرخ قائلاً: «يا إلهي

لماذا تركتني؟ ولم يعدْ يجري حليبٌ ولا دمٌ

من الصدورِ الطعينة.. والآن

وقد أخفيتم المدافعَ بين أشجار المنوليا

دعونا نعشْ يوماً واحداً دون سلاحٍ، على العشبِ

ونصغي إلى خريرِ الماءِ الجاري...

فلا يتعالى في مطلع الليلِ

نذيرٌ بإطفاءِ الأنوار. أعطونا يوماً واحداً

يوماً واحداً فقط، يا سادةَ الأرضِ

قبل أن يعودَ فيمتزجَ الهواءُ والحديدُ

فتحرق جبيننا إحدى الشظايا الملتهبة




هكذا يدعو كوازيمودو شعوب الأرض إلى السلام، ويظهر نفوره وتبرمه واشمئزازه من إنسان زمانه، الذي داس القيم الرفيعة في الحياة، وتحول إلى محارب عنيد، لا هم له إلا الفتك والتدمير والإبادة.





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-25-2011, 12:19 AM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





ونتوقف قليلاً عند الشاعر المناضل سيرجيو سولمي، الذي قطع دراسته أثناء الحرب العالمية الأولى، والتحق بالجيش برتبة ضابط، ثم عاد إلى تورينو بعد الحرب وأسس فيها مجلة أدبية دعاها (الزمن الأول).


كما شارك في المقاومة السرية ضد الفاشية والنازية، واتخذ اسماً أدبياً مستعاراً واعتقل مرتين، فهرب في المرة الأولى من زنزانته، وفي المرة الثانية خرج من السجن وأعيدت إليه حريته.

يقول في قصيدة- وطني:


ما أبرعكَ في إقناعي

كنت مخدراً من سنين، واليوم

يشعل النفسَ عطرُ أعشابك المحروقةِ القوي

ويجرحني بلقاءٍ جديد

وأعود فأستسلم إلى لعبِ غيومك

وصورتي الحائرةُ تعكسها بلطفٍ

مرآةُ سمائك

وعلى مشهدِ الطبيعةِ الصافي

أراني في صفٍ واحدٍ مع أشجارك


وينتهي بنا المطاف عند الشاعر نينو موتشيولي، الشاعر والنائب في البرلمان الصقلي الذي تخصص في التاريخ والفلسفة، ثم عمل بعد تخرجه في حقول الصحافة والنشر والتعليم. يتميز شعره بنكهته الصقلية الخاصة، فهو شاعر الأرض الصقلية بلا منازع، وشاعر الفلاح الصقلي المكافح العنيد، والصابرعلى الخشونة والقسوة.

يقول في قصيدته - أنت لا تعرف صقلية:


أنت لا تعرف صقلية

وأيدي الرجالِ الملأى بالحقدِ

كأشجارِ الزيتونِ العربيةِ المتقوسةِ

بفعلِ العاصفةِ

أنت لا تعرف هذه الجزيرةَ

وعناءَ العيش، وتكاتفَ الخبزِ والألمِ

والبغضَ- الحبَ لمن يعيشون

مع سخريةِ الماعزِ



لقد أوحت طبيعة صقلية الجبلية، وحياة الفلاحين القاسية الصعبة، كثيراً من الصور العابسة المتجهمة لهذا الشاعر، فالأرض القاسية ذات البثور كراحات أيدي الفلاحين، والفلاحون أشبه بالصبّار كلهم أشواك من الخارج، أما قلوبهم فكأنما هبطت من نجوم بعيدة إلى دنيانا، وهم يعتقدون بأن القلب ما يزال يخفق بالحب، وأن الكرامة والشرف ما يزال لهما قيمة، ألا يمكن القول بأن طباعهم متأثرة إلى حد بعيد بطباع العرب وأخلاقهم وعاداتهم، الذين عاشوا معهم قروناً عدة في أثناء الحكم العربي؟

فلنسمعه يقول في قصيدته - الفلاحون:


أنا أعرف صمتَ الفلاحين

العاكفينَ على التعبِ

وهم يموّجون الحبوبَ من الفجرِ حتى الغروبِ

أنا أعرف الأرضَ القاسيةَ

الأرضَ ذاتَ البثورِ

مثلَ راحاتِ أيديهم

أتدري: أنهم أشبهُ بالصبّارِ

كلهم أشواكٌ من الخارج

فإذا بلغت إلى قلوبهم

بَدَوا وكأنما هبطوا من نجومٍ بعيدةٍ

إلى دنيانا

وهم لا يزالون يعتقدون بأن القلبَ

ما يزال يخفق بالحب

ويظنون أن الكرامةَ والشرفَ

ما تزال لهما قيمةٌ.



لا مجال للحديث عن كل شاعر من الشعراء الخمسة والعشرين الذين اختارهم الدكتور الناعوري، وعرّف بهم أحسن تعريف في هذه الدراسة القصيرة، ولذلك لا بد من مطالعة الكتاب الذي جاء ليخدم قضية التبادل الثقافي والفكري في العالم، ولعله من أفضل الروابط بين البلاد العربية وإيطاليا.... فالتفاهم الفكري بين الشعوب كان ولم يزل يسبق التفاهم السياسي، كما هو معروف.



منشورة في الشعر الإيطالي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأدب الإيطالــي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أرقى كتب الأدب والبلاغة الإنشاء ( جواهر الأدب ) ناريمان الشريف منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 54 01-19-2021 11:23 PM
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
الليث بن سعد أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 1 06-22-2019 03:05 PM
الأدب السوفييتـــي رقية صالح منبر الآداب العالمية. 5 08-01-2011 06:57 PM

الساعة الآن 02:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.