قديم 11-18-2011, 07:30 PM
المشاركة 21
أميرة الشمري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا ياسارة لطرحكِ هذا الموضوع
الشائك والذي اهدافه لاتصب في ديننا الاسلامي
والحقيقة
استفدت كثيرا من الردود والحقيقة التي نبحث عنها
وليكن الله في عوننا امام هذه الهجمة الشرسة على ديننا الحنيف
بارك الله بك
مودتي

"الشمس أجمل في بلادي من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك أجمل
فهو يحتضن العراق"

السياب
قديم 11-20-2011, 10:55 PM
المشاركة 22
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ )) {آل عمران:85}


سلام الله عليك عزيزتي سارة
وسلام الله على الجميع
حقيقة السؤال جيد ولافت للنظر .. وهذا ما دعاني إلى قراءته بالكامل
وقد أعجبني رد الأخ محمد جاد الزغبي ( كالمعتاد ) حيث أفدت منه أيما فائدة ..فجزاكما الله خيراً
أما رأيي الخاص في هذا الموضوع ..
فأعتقد والله أعلم أن ( حوار الأديان ) أصلاً مصطلح غير جائز ولا بأي حال من الأحوال ..
فعندما نقول حوار الأديان يعني عمل مقارنة بين دين وآخر ..
وأستشهد بالآية الكريمة التي بدأت بها الحديث
أما الجائز .. فهو ( دعوة المسلم لغير المسلم ) وهذا من وجهة نظري ملزم لكل مسلم ومسلمة لنشر الدعوة الاسلامية ودخول غير المسلمين في هذا الدين
حتى أنه من غير الجائز أن تحمل الدعوة الاسلامية لغير المسلمين مسمى ( حوار )
ذلك أن مصطلح ( حوار ) : يعني أن كل طرف من أطراف الحوار مصيباً حيناً ومخطئاً حيناً آخر
في حين أن ديننا الحنيف لا مجال فيه للخطأ .. وكل من يجادل في هذا الدين ليثبت إخفاقه في مجال سيرتد خائباً .. وحاشا لهذا الدين أن يكون قابلاً للنقاش


تحية للجميع ...


ناريمان


مساء الخير أستاذة ناريمان الشريف..


قد تكونين شاهدتِ بعض الدقائق التي *تبث في بعض القنوات (عن حوار الاديان)

واذي دعاني لكتابة الموضوع، انه حوار من نوع *( المصاهره للمصلحة) واعذروني على هذا التشبيه ، ولكن هذا الذي استنتجته!

العزيزة ايمان .. اوافقك في كلامك هذا وبنفس الوقت اشكر معك للأستاذ محمد جاد كلامه التنويري..

دمتِ بخير..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 11-20-2011, 11:39 PM
المشاركة 23
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنني أشكر الأستاذة سارة الودعاني على إثارة هذا الحوار الذي أرجو أن يكون مفيدًا لنا جميعًا، وهو حوار مفتوح لجميع وجهات النظر، ومسألة الاختلاف والاتفاق حولها هي وجهة نظر أيضًا !
أحببت أن أطرح وجهة نظري من خلال استعراض بسيط لفكرة حوار الأديان، والتي دائمًا ما يتهيّب المرء من الخوض فيها، ولست بحاجة للخوض في دين ما، لأن الأديان مرجعها هو الله - جل وعز - بلغ بها عباده على لسان رسله وأنبيائه، بعيدًا عن مسألة التحريف الذي وقع فيه البشر، والفرق بين تلك الأديان والدين الإسلامي أن دين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وضع للناس كافة كما دلت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، أما الأديان الأخرى فقد اختص الله بها أقواما بعينهم.

وقد نشأت فكرة حوار الأديان من قوله تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن"، كما أثبتت السيرة العطرة لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مواقف حوارية مع أهل الكتاب، فحاور عليه الصلاة والسلام نصارى نجران وغيرهم من الوفود.
وقد بدأت فكرة حوار الأديان في العصر الحديث من قيادة هذا الوطن - أعني المملكة العربية السعودية ممثلة في شخصية رجل نشأ على العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والفكر المعتدل، هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وهي فكرة سامية هدفت إلى إعادة النظرة المعتدلة والمنصفة لدين الإسلام من جميع دول العالم التي خرجت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بصورة سيئة وسوداء عن الدين الإسلامي بوصفه دين إرهاب وتدمير وتفجير وتطرف فكري، وبيان سماحة هذا الدين العظيم وأنه دين سلام عالمي ورحمة ومحبة وإخاء.. ومن تمسك بدينه فقد قال الله في محكم التنزيل: "لكم دينكم ولي دين"، ولن نستطيع هداية الناس أجمعين وإلا لما كانت هناك جنة وهناك نار، ولكن واجبنا تجاه هذا الدين أن نبلغه ونظهر محاسنه أمام الآخر، من خلال الاستفادة المثلى من حوار الأديان.
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، وزير الخارجية، بتوقيع اتفاقية مع الحكومة النمساوية لإنشاء مركز الملك عبدالله للحوار بين الحضارات وأتباع الأديان السماوية والثقافات في فيينا، على أن يصبح مؤسسة دولية ذات طابع قانوني دولي خاص بها، مع القدرة على المشاركة واكتساب الأموال والإسهام في الأعمال الخيرية المشروعة، ويهدف إلى دعم الحوار بين أتباع الأديان السماوية والحوار بين الثقافات المتعددة بوصفها هيئة ذات منافع في مراقبة وحل الصراعات في العالم. ويعد هذا المركز امتدادا لجهود المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تجاه الإسلام والمسلمين عندما دعى عام 2008 م في مدريد إلى مؤتمر عالمي للحوار، وأشار حينها خادم الحرمين - أيده الله - بأن أي معضلة في العالم لن تحلّ إلا بالحوار.

أقف هنا لإتاحة الفرصة لطرح وجهات نظر أخرى أحترمها وأقدرها من أحبتي المنابريين الرائعين..
شكرًا أ. سارة الودعاني.

محبكم/ أبو أسامة



مساء الخير استاذ علي الزهراني..


كلام جميل وفكرة كانت جداً رائعة ومبادرة محسوب فيها الأولوية والأجر لخادم الحرمين الملك عبدالله ، لقد أضاء النور الأخضر لمن يجد فيه نفسه القدرة والصلاحية،

ولا احد ينكر دور الاعلام في نشر الثقافة بشقيها الصالح والفاسد على حدٍ سواء ، ونتمتى ان يكون للجهات المخولة بهذ الأمر حضور إعلامي وان لا يتركوا الامر لغير أهله سواء من أصحاب الاخلاص الكبير والنوايا الطيبة والأمكانات الضعيفة أو لأصحا *القدرات الاعلامية *الكبيرة والنوايا المبطنة بأحلام الدول العظمى في العالم المسيطر..

وربما كانت جهود المخلصين من الدعاة تتم بشكل فردي ومجهود شخصي ، ويلاقون مصاعب في طلب الحوار ونشر العقيدة الأسلامية والثقافة الاسلمية كسلوك متجدد بحسب العصر..

لننظر من تولى الحوار ؟

انها جهات غير مؤهله وافراد يؤدون الدور كدور تمثيلي لا اكثر !

استاذ علي*

شكراً لهذا الحضور الغني[/size][/font][/size][/font][/center]..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 12-26-2011, 04:23 PM
المشاركة 24
ناصر المطيري
عـابــر سـبيــــل
  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يوجد حوار للأديان بنظري يوجد فقط دعوة لله وللتوحيد.

فكثير من أهل العلم إنسحب من هذه الحوارات التى تعقد لإغراض سياسيه ولأجل مصالح معينه ..

الحوار يكون لأمر غير ثابت وليس عقيده فكيف أحاور نصراني بالصلاه أو بالزكاه أو بالجهاد أو حتى بنجاسه الكلب.

الغريب أن هذه الحوارات للأديان غريبه فهل نحاور الكاثوليك أم البروستنات أم المراونه أم غيره .

واليهود حدث ولا حرج ...

أم حتى من يدعون الإسلام فهم لهم دين لا ندين الله به ونتبرأ منهم من عبده للقبور وللخرفات ..

الدين عند الله واحد والإسلام يجب ما قبله وهو الدين فلا غيره فكيف أحاور الناقص بما هو كامل ..

الخلط الغريب هو أن نعترف بالأديان الغابره التى حرفت وإنتهى زمنها ..

الحوار يكون بالفروع وليس بالأصول ..

وهو الذي لا يوجد بالأساس بين هذه الأديان ..

وسؤال هل البوذيه دين هل الهندوسيه دين هل عبده الشيطان دين ؟

فما الفرق بينهم الكل منهم يعتقد أنه دين وأنه الحق الذي تريده نفسه وهواه



ان العدالة والكرامة والحرية، قيم يجب ان توجد حيث يوجد الإنسان، فلا كرامة بلا حرية، ولا حرية بغير عدالة، ولا عدالة بغير قانون
قديم 01-06-2012, 10:07 PM
المشاركة 25
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهـلاً أستـاذة ســارة ..

وموضـوع حـواري كـبيـر ، والدلـيـل وجــود نخـبة المـفكـرين بهـذا التنـاول الطـيـب ..


ما المقـصود بحـوار الأديـان ؟

هـو تعـانق الأديـان والاتفـاق على قـواسـم مشـتركـة بين الأديـان السمـاوية وغـير السمـاوية بقصـد طمـس الدين الإسلامي القـويم وتمييع الهويـة الإسلامية .

وهـو اجتمـاع للرمـوز الديـنيـة وكذلك السـياسية - كما ظهر مؤخـرًا - لمدارسة القـضايا المختلفـة بين الأديـان ومحاولة تقـريب وجهات النظر

تحـت غطـاء هـذا التحـاور ، فـقـد يتطـرّقون للألوهـيـة والأمـور العـقائدية وعلاقـة الدين بالسـياسة وعلاقـة الشعوب ببعضها في زمن الحرية

تلك هـي أهـدافـه ومفـهومه وطـريقـته بلا ثـوابـت شـرعـيـة ؛ بل استشـراف مستقـبلي لاندماج المسلمـيـن مع كافـة الديـانات السماوية

وغير السمـاويـة ، حـتى يـتم القـضاء على آيـة الحـرب والجهـاد والـردة ، وينتهـي عـصر إرهاب أعداء الله ..!


* هل يجوز محاولـة التقـارب بين الأديـان ؟

أنا كمسـلم لا أحـاول التقـرّب بين أي ديـن لا يتفـق مع ديـن الله ، فالله عز وجـل قال في كتابه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم

نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديـنا ) ، وقال تعالى : ( إنّ الدين عند الله الإسلام ، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءهم العلم

بغـيـًا بينهم ومن يكفـر بآيات الله فإنّ الله سريع الحسـاب ) ، وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ...


هـذه بعـض الأدلـة التـي تؤكـد أنّ الديـن الإسلامي هـو آخـر الأديـان وخاتمهـا ، وهـو ناسـخ لما قـبله من الأديان السماويـة ..

فمحاولة التقـرّب لديانـات أخـرى باطـلة ، فالكـثير من عـلماء المسـلمين يعـرفون أنّ الديانات السماوية قـد حُـرّفت كثيـرًا

ولكن الواجـب على المسـلمين دعـوة الكفــار للديـن الإسـلامي بالمناظـرة وتحـسين صـورة الإسـلام في عـقولهم ، وهذا واجب كل مسلم

من عـهد رسـول الله صـلى الله علـيه وسـلم إلى عهـدنا هـذا ؛ حـيثّ أنّ الديـن الإسـلامي آخر الديـانات السماويـة وديـن كل البشـرية .


هـل نحن بحاجـة إلى مناقـشة ديـننا مع أديـان انحـرفت عن مسـارها ؟

نحـن لسـنا بحـاجـة للأديـان التـي انحـرفت عـن مسارهـا ؛ بـل هـم - أي أصحاب الديانات الأخرى - الذين أسـّسوا هذا الحـوار لينضمّ معهم

المسـلمون تحـت سـقـف واحـد ويـقـرّوا عقـائد دينـيـة ويـوحّدوا الديـانات الثـلاث كما فعـلوا في القـرن الماضـي في عام : 1932 م عندما أرسـلت

فـرنـسا ممثـلين ديـنيين - عن ديـانتهم الكاثولوكية أكبر طوائف المسيحية - إلى جمهـورية مصـر العربية لتتحاور مع عـلماء الأزهـر

حيث أرادوا من حـوارهم إلغـاء الأذان في المساجـد ، وعـدم قـراءة القـرآن أو تعلـّمه ، ولكنهم ما وجـدوا إلاّ الرفـض من شيوخ الأزهر المؤمنين .

وقـد أقـام الغـرب لاحقـًا العـديد من المؤتمـرات حـول هـذا الشـأن زاعميـن أنهم سينالون من قـوّة المسلمين وقـد نالت لهم الأماني

ولعـلّ أبرز ما نتـج عـن محاولاتهم للتقـرب من ديـن المسـلمين وإقامـة لقاءات حـوله ما عُـقد في دولة قطـر بدعوة من الفاتيكـان

والتـي دُعـيَ لهـا ممثـلين لا يعـترفـون بوجـود الآلهـة ولا يؤمنون بأنّ الديـن رسالة سماويـة مثل الديـانة الهندوسية والبوذية وعبـدة الأصنام والدواب ..

على عكـس ديانات أهل الكـتاب التـي تتفـق مع الدين الإسلامي على وجود إلـه ووجـود رسالة سماويـة ، وهذا بالتأكيد يعـزّز

مفـهوم بطــــلان هـذا الحـوار الذي يلغـي الـثابت الشـرعي والعـقـلي .

فالذي يعـلم هذه الحـوارات وأهـدافها التـي أنشـأت من أجلها يدرك أن المتحاورين لا يتفـقـون على معـيار الإيمـان بالله وأنّ قاسمهم المشترك

هـو دمـج الأديـان مع بعـضها البعـض وبنـاء الكنائـس بجوار المسـاجد وعدم الإساءة لمحمد صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ..


الحديـث أختي سارة في هذا الموضوع يطـول ويتشعـّب ويعـود لنقطـة الأصل ..

أنّ الديـن الإسـلامي هـو آخـر الرسالات السمـاوية وأنّ أعداءه في تزايـد حتى من بعـض المنتسبين إليـه ..

نشكـرك جميعـًا على طـرق مثـل هذه الموضوعات التـي تحمـل في ظاهـرها الحُـسن ويختبئ في جوهرها ما الله به عـليم ..

تحـية وتقـدير لـكِ ولكل الأساتـذة المشاركين في هـذا المبحـث ..

وصلى الله وسـلم على نـبيّـنا محمد وعلى آله وصحـبه إلى يوم الديـن .
السلام عليكم ورحمة وبركاته جميع..

أولاً أعتذر عن تأخري في متابعة الموضوع ليس أهمال وانما لم يكن هناك متسع من الوقت معي..

مرحباً بك إستاذ حمود الروقي..

قلت في بداية موضوعي أنني قد لا أستطيع متابعة الموضوع بشكل يواكب توقعات المشاركين والقراء ..
وقد وجدت هذا الكتاب والذي قد يفي بكل تساؤلاتنا جميعاً


http://www.turkmani.com/com_articles/details/9











*
قراءة في كتاب: الحوار مع أهل الكتاب
*
اسم الكتاب: الحوار مع أهل الكتاب أسسه ومناهجه في الكتاب والسنة
المؤلف: خالد بن عبد الله القاسم. الناشر: دار المسلم، الرياض.
موضوع هذا الكتاب من القضايا المهمة التي تعرض لها القرآن الكريم، وبيَّن شروطها وضوابطها التي يمكن تلمس تطبيقها في طريقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته مع أهل الكتاب، وما زال هذ الأمر له مكانته في دعوة المسلمين حتى دبَّ فيهم داء الأمم من قبلهم: التفرّق، والضعف والهوان والركون إلى الدنيا، فَشُغِلوا بأنفسهم، وغفلوا عن هذا الجانب، ثم كان أن استطال عليهم أعدائهم، فصار أولئك ـ على العكس مما كان ومما يجب أن يكون ـ يستخدمون الحوار مع المسلمين للضغط عليهم، والاستخفاف بهم، وهرول إليهم قوم من مبتدعة الإسلام ـ لما في قلوبهم من الشبهات والشهوات ـ فصاروا أداةً بأيدي أولئك، يستخدمونهم لتحقيق هدفهم الخبيث، وهو تغييب البعد الديني العقدي في الحوار بين الأديان، وقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد، ففي معظم الحوارات القائمة اليوم، يتجنب الإسلاميُّون التطرُّق إلى قضية التوحيد والدار الآخرة، إنما يبذلون جهدهم لإيجاد نقاط التقاء مشترك للتعايش المادي، وفي هذا مصادمة جذرية لدعوة الرسل، مع ما فيه من الخيانة العظيمة لأولئك الكفار، من النصارى وغيرهم، إذ فيه إقرار ضمني لما هم عليه من الباطل، فيزدادون ـ لسكوت أولئك، وعدم نصيحتهم، وإنذارهم لهم ـ اعتزازًا به، وينتهي أمرهم ـ إذا ماتوا عليه ـ إلى نار جهنم خالدين فيها أبداً.
وهنا تكمن أهمية الكتاب، إذ بيَّن فيه مؤلفه ـ وفقه الله تعالى ـ الأسس والمناهج الصحيحة للحوار مع أهل الكتاب، مع الالتزام الكامل بأحكام الدين، والتنبيه على ضرورة تحقيق الأهداف الشرعية من الحوار معهم، وأهمها وأجلها على الإطلاق دعوتهم إلى دين التوحيد، وهي دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، وجعلها أصلاً وأساساً ومنطلقاً، مع الحذر والتحذير من الأهداف غير المشروعة، كموالاة الكفار ومودتهم، أو الحوار معهم لأجل التقارب معهم، أو لتحقيق أهداف مشتركة كمحاربة الشيوعية، أو لنشر الأديان السماوية الثلاثة، ونحو ذلك. ولا أريد هنا أن استعرض أبواب وفصول الكتاب القيمة، ولا ما تضمنتها من المباحث المفيدة، بل أترك ذلك للقارئ الكريم، فأحثه على قراءة الكتاب، والاستفادة من مواضيعه المنهجية، خاصة من كان مقيماً في ديار الغرب، إذ الحاجة فيها إلى الفقه في هذه القضية ملحَّة كما لا يخفى.
غير أني ـ وإن كنت لا أخفي إعجابي بالكتاب، وبحسن صياغته وإخراجه، وبالتزام مؤلفه منهجية البحث العلمي ـ أود الإشارة إلى أمور استوقفتني أثناء قراءتي الكتاب:
1- * * * * * * * * * * * * *إن المؤلف ـ غفر الله لي وله ـ قد رجع أثناء بحثه إلى كتب "المفكرين الإسلاميين"، واستفاد منها في مواضع كثيرة، واطلع ـ في الوقت نفسه إلى أخطائهم وسقطاتهم الكثيرة الخطيرة في تناولهم لهذه القضية وأمثالها، مثل: إنكارهم لأحكام الردة، وزعمهم بحرية أعداء الله في التعبير حتى ولو نقداً للإسلام، وأن الجهاد الإسلامي قتال دفاعي فقط، وأن الرّقَّ في الإسلام كان مرحلة تاريخية ومعاملة بالمثل، وإطلاقهم عبارات قريبة جدًّا من القول بوحدة الأديان؛ وغير ذلك.
فكان يحسن بالمؤلف أن ينبّه قراءه إلى أن هؤلاء القوم لا يصلحون للتصدي لأمور الدعوة، لإعراضهم عن العلم الشرعي، وانشغاهم بما يسمى بالفكر الإسلامي، ويذكر أمثلة من مناهجهم وسلوكياتهم ـ وهي كثيرة ـ تدل على انحرافهم عن منهج الرسل، وما كان يحسن به أن يفرد "روجيه جارودي" بالنقد، إذ هو مثال واحد، وليس هو بالمثال الوحيد!
2- * * * * * * * * * * * * *ولم يكتف المؤلف بالسكوت عنهم، بل ذهب بعيداً فجزم أنهم في باطلهم كانوا يريدون نصر الإسلام، والدفاع عنه، ولكنهم عفا الله عنهم لم يصيبوا في ذلك[1]، وموقفه من روجيه جارودي أعجب وأغرب، إذ ذكر طائفة من أفكاره وأعماله المنحرفة المشبوهة، مثل: دعوته الصريحة إلى وحدة الأديان، ومدحه للفلاسفة الملحدين كالفارابي وابن سينا، وزعمه أن القرآن لا يصلح لكل زمان ومكان، وميله إلى إنكار حجية السنة في التشريع. وكل هذه الطامات نقلها المؤلفُ من كتب الجارودي ونشراته، ومع ذلك نجده يقول عنه: "أنا لا أشك في نية جارودي، وحسن قصده، وإني أعلم أنه أَسلم باقتناع ..."[2].
فأقول: لا أدري كيف أجاز المؤلف لنفسه هذا الموقف ممن له انحرافات خطيرة مهلكة، هل شق عن صدره فوجده مليئاً بالإخلاص والتقوى؟ فجزم بحسن نيته وقصده! ولو فرضنا صحة ما جزم به من حسن النية والقصد فذلك لا ينفع مع فساد الاعتقاد والعمل، وقد أخبرنا ربُّنا سبحانه عن الأخسرين أعمالاً بأنهم: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104]
لعل المؤلف أراد أن يلتزم في الحكم عليهم جانب العدل والإنصاف ولا شك أن هذا مقصد طيب، وهو المطلوب شرعاً، ولكنه بالغ في ذلك فأخرجه إلى الثناء عليهم، وتزكيتهم، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن كان أحدكم مادحاً أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلاناً كذا وكذا ـ إن كان يرى أنه كذلك ـ ولا أزكي على الله أحداً"[3] فإذا كان هذا حكم الشرع في من هو في ظاهره يستحق المدح والثناء، فكيف يمن لا يستحق في ظاهره إلا القدح والذم، كروجيه جارودي، وأمثاله من الذين: "يقطعون رأس الدين بسيف الدين!!"[4].
فالحذر الحذر من هذا المنهج في الحكم على الرجال والجماعات، إذ الواجب شرعاً هو الحكم على ظاهرهم، ونكل باطنهم إلى الله تعالى، ولا نزكي من خالف منهج السلف، ولا نجزم أنه حسن القصد والنية، نعم: لا نبغي عليه بالتكفير والظلم وبما لا يليق من القول والاتهام الباطل، بل نحكم عليه بالعدل، والعدل هو الحكم بالظاهر، ضمن الضوابط الشرعية التي فصَّل العلماء القول فيها.
3- * * * * * * * * * * * * *الإشارة إلى الأمرين السابقين، ساقتني إلى الإشارة إلى هذا الأمر الثالث، وهو: ضرورة التعامل مع كتب طائفة المفكرين بحذر بالغ، فلا يمكن الاقتباس منها، أو الاعتماد عليها، إلا بعد التثبت التام، والتيقظ إلى عدم مخالفتها للأحكام الشرعية، إذ الغالب عليهم الخطأ والانحراف، لبعدهم عن العلم الشرعي وأهله، وانشغالهم بترَّهات الفكر الإنساني، وبإمكاني أن أقدم الدليل على زعمي هذا من واقع هذا الكتاب الذي نحن بصدده، فإن المؤلف مع تمسكه بالعلم الشرعي، قد تسرَّب إلى كتابه بعض أباطيل كتب أولئك:
منها: أنه نقل عن الكونت هنري دي كاستري ـ ما معناه ـ: "إن خلفاء بني أمية لم ينظروا بعين الرضا إلى كثرة دخول المسيحيين في الإسلام، وذلك لانخفاض الضرائب، فقد هبطت في أيام معاوية إلى النصف عما كانت عليه أيام عثمان" [5]. وهذه كلمة خبيثة من عدو الإسلام، وفيها طعن في خلفاء بني أمية، بل فيها طعن في كاتب الوحي، الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه، ومع هذا فقد نقله المؤلف مستأنساً به، غير منكرٍ والمظنون بمثله الغضب لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولخلفاء الإسلام الفاتحين، فإن عدم ذلك منهُ، فلا أقل من أن يكون موقفه من معاوية رضي الله عنه كموقفه من جارودي!... هذا والنص تسرَّب إلى المؤلف من كتاب: التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام لمحمد الغزالي الداعية المصري الشهير، فتأمل.
ومنها: تناقضه في كلامه عن الرق، فقد نقل عن بعضهم: أن الاسترقاق في الإسلام إنما كان معاملة بالمثل لمواجهة أوضاع عالمية قائمة، وتقاليد في الحرب عامة، ثم تنبَّه إلى بطلان هذا القول، فذكر أنه ليس معنى هذا أن الإمام لا يسترق إذا كان أعداء المسلمين لا يسترقون[6].
ومنها مبالغته الشديدة في أمر الشورى، فزعم أنه: "لا يجوز لأحدٍ بعده صلى الله عليه وسلم أن يترك هذا المبدأ العظيم لأي مصلحة كانت"[7] وزعم أيضاً أن "الشورى من سمة المؤمنين حكّاماً كانوا أو حكومين"[8]، وهذا من تأثره بكلام بعض المفكرين، وقد نقل بعض عباراته، وإلا فقد فرغ العلماء من بيان حكم الشورى، بل نقل هو نفسه عن ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان فوائد قصة الحديبية. "ومنها استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه"[9]. وأيضاً: فإن الشورى خاصة بأهل الحل والعقد، وليس للمحكومين عامة، كما يعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ونصوص أهل العلم. والله الموفق للصواب. (نشرت في مجلة (الهدي النبوي) عدد 13














خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 01-06-2012, 10:12 PM
المشاركة 26
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا ياسارة لطرحكِ هذا الموضوع
الشائك والذي اهدافه لاتصب في ديننا الاسلامي
والحقيقة
استفدت كثيرا من الردود والحقيقة التي نبحث عنها
وليكن الله في عوننا امام هذه الهجمة الشرسة على ديننا الحنيف
بارك الله بك
مودتي

مرحباً بكِ يا أميرتنا الغالية.

سعيدة بتواجدكِ هنا

وأنا أيضاً وضعت الموضوع ليرضي تسأولاتي ولأتعلم من المشاركين

وأرجو أن يروق لك بقية الحوار أيضاً..

مودتي لكِ يا .. أميرة








خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 01-06-2012, 10:16 PM
المشاركة 27
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يوجد حوار للأديان بنظري يوجد فقط دعوة لله وللتوحيد.

فكثير من أهل العلم إنسحب من هذه الحوارات التى تعقد لإغراض سياسيه ولأجل مصالح معينه ..

الحوار يكون لأمر غير ثابت وليس عقيده فكيف أحاور نصراني بالصلاه أو بالزكاه أو بالجهاد أو حتى بنجاسه الكلب.

الغريب أن هذه الحوارات للأديان غريبه فهل نحاور الكاثوليك أم البروستنات أم المراونه أم غيره .

واليهود حدث ولا حرج ...

أم حتى من يدعون الإسلام فهم لهم دين لا ندين الله به ونتبرأ منهم من عبده للقبور وللخرفات ..

الدين عند الله واحد والإسلام يجب ما قبله وهو الدين فلا غيره فكيف أحاور الناقص بما هو كامل ..

الخلط الغريب هو أن نعترف بالأديان الغابره التى حرفت وإنتهى زمنها ..

الحوار يكون بالفروع وليس بالأصول ..

وهو الذي لا يوجد بالأساس بين هذه الأديان ..

وسؤال هل البوذيه دين هل الهندوسيه دين هل عبده الشيطان دين ؟

فما الفرق بينهم الكل منهم يعتقد أنه دين وأنه الحق الذي تريده نفسه وهواه


مرحباً بك يا .. أستاذ ناصر المطيري..

سعدت بحضور واستفدت من رأيك

وأيضاً شاكرة لك على كل هذه الإضاءت على الموضوع..

تحيتي وتقديري لك







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 03-11-2012, 09:29 PM
المشاركة 28
عبد الله المنصور
عبــــدٌ مِـــــــنْ عِــبـــــادِ الـلـــــه "عَـبَــــــــــــــــــــــــــــث"

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفاضلة سارة الودعاني


شكراً لكِ على هذا الطرح..سبقتيني إليه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بغض النظر عن جوازه من عدمه ليس هذا ما سيجعلنا حريصين على جوازه من عدمه في ظل فتاوى اليوم التي تأتي حسب الطلب ...هو غير موجود أصلاً نحن العرب المُسلمين إخترعناه لكي نظهر للعالم أننا منفتحون على الآخر ونتقبله وفي بلادنا نُكفر من يختلف مع نهج السُلطة

الحوار هو البحث عن نقاط إلتقاء ولو طُبقت لأصبحنا ننعم بالسلام كل الأديان السماوية تحرم القتل حتى البوذيه حتى الزردشتية الصابئة وغيرها كثير .تتفق على تجريم القتل تتفق على عدم الظلم على عدم السرقة بينها إتفاقات كثيرة وكذلك إختلافات كثيرة لو كل ديانة بشكل مستقل دعت وفتحت حوار ونقاش بين جميع مذاهبها وطوائفها بصدق وتجرد لتحقق السلام والإخاء بدون حوار الأديان ولكن التطرف والتكفير يبيح ويحرم حسب رغبة من يُفتي


المشكلة أن من يُنتخبون لهذه الحوارات أما مقيدون بنصوص معينة وخط لايمكنهم الخروج عنه
أو يتخوفون من سخط أتباع دينهم الذي يتبعون له لايراعون الحق يراعون إرضاء رموز معينة

سواء بالسلطة أو بالمجتمع


أختي ســارة

أعتذر عن عدم التقيد بالنقاط التي طرحتيها حين تعاملين الإنسان كإنسان كما نص الإسلام ستجدين الفرق في تعامله وتقبله لك بعكس مايسمعه ويراه ممن لايرون في الدين سوى قتل وتكفير



أستاذتي ســارة لدينا علماء يعتبرون التفكير كفر بناء على مقولة شهيرة "من تمنطق تزندق"

مع أن الأمثلة كثيرة والنصوص القرآنية التي تدعوا لذلك كثيرة

طبتِ ودمتِ بخيرٍ وسعـــادة

التوقيع إقرار أو إلتزام بشيء ما فلذلك لن أوقع أقله في الوقت الراهن



..




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: /// حــوار الأديــان مــا جــدواه ومــا الـمـقصـود مـِنـه ؟؟ \\\
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مــا زال صغيـــراً على الحب !! عمر عيسى محمد أحمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 1 12-08-2019 02:03 PM
مــا عُدتَ تُــغريني سهى العلي منبر البوح الهادئ 15 09-30-2012 02:27 PM
\\ مــا أصـــعـــب فــراق الأحـــباب \\ ساره الودعاني منبر الفنون. 11 08-09-2011 03:05 PM
مــا اعظمك وما ارحمك يــا الله‏ - فريدة ذباح منبر الحوارات الثقافية العامة 5 01-29-2011 10:28 PM

الساعة الآن 08:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.