احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3152
 
محمد عفيفى
من آل منابر ثقافية

محمد عفيفى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
6

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة

رقم العضوية
12206
07-17-2013, 02:12 AM
المشاركة 1
07-17-2013, 02:12 AM
المشاركة 1
افتراضي اخلاق تحتضر
فلنبدأ بسؤال .... هل سبق ظهورُ الاخلاق ظهور الاسلام ، ام ان الاسلام هو الذى جاء بالاخلاق ؟ بعد نظرة متأملة نجد ان الاجابة هى : لا هذا ولا ذاك ! اذن، فما الدليل القاطع الذى يثبت عدم دقة احدى الجملتين ؟ الدليل هو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . فلننظر جيدا ونتأمل كلمة "لأتمم" ، فهذا دليل كافٍ على ان حميد الاخلاق كان موجودا قبل ظهور الاسلام ، ولكن الاخلاق لم تكن تامة مكتملة . فبعث الله عز وجل رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالرسالة السماوية والدين الحنيف ؛ ليتمم ما كان ناقصا ؛ وليرمم ما كان متهدما . واذا نظرنا الى حال الجاهلية – قبل عصر صدر الاسلام – نجد ان العرب كانوا يمتازون بالعديد من الاخلاق الكريمة ، مثل : الكرم ، وحسن الضيافة ، والوفاء بالعهد ، والشجاعة ، .... الخ . ولكن ليس لنا ان نتناسى او نهمل وجود الكثير والكثير من الاخلاق الذميمة ، والعادات البذيئة ، والتقاليد الضالة المضلة . فبُعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالدين الاسلامى ؛ ليكمل الناقص ، ويصلح الفاسد ، ويقوّم المعوّج ، بل ويزيد الصالح صلاحا ، والراقى رقيا ، والرفيع رفعة ً.
أدّى ظهور الاسلام فى شبه جزيرة العرب الى تأسيس مجتمع اخلاقى بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ وقيم . كان عصر المسلمين الاوائل أزهى عصور البشرية وأرقى عصور الانسانية . كان ما جاء به الاسلام نورا يهدى ليس فقط عرب شبه الجزيرة العربية ، بل الناس اجمعين .... يصلح فساد قلوبهم ، ويعلو بشأن كرامتهم ،وينهض بجذور انسانيتهم . واذا اردنا ان نسرد مواقف للرسول صلى الله عليه وسلم ، او لصحابته الاجلاء فى مظاهر حسن الخلق ، لن يكفينا كتابة جوامع الكتب ، ومجلدات المجلدات ، وملء مئات الصفحات ، ولكن نكتفى بذكر موقف جليل للرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ، روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن انس انه قال بينما انا اسير مع رسول الله عليه برد (رداء) نجرانى غليظ فادركه اعرابى فجبذه بردائه جبذة شديده اثرت فى صفحة عاتق النبى عليه الصلاة والسلام وقال له يا محمد اعطنى من مال الله الذى عندك فليس بمالك ولا مال ابيك فالتفت اليه النبى عليه الصلاة والسلام وضحك ثم امر له بعطاء .
هذا كان حالهم ، ولكن كيف صار حالنا ؟ ان لم يكن بامكاننا كتابة ام الكتب فى سرد سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، او سرد سير الصحابة العظماء ، فأيضا لا يسعنا كتابة اضعاف هذه المجلدات فى رثاء حالنا ، وما آل اليه امرنا من فجورواندثار اخلاقى . يرتجف القلب تروعا ، وتذرف العين اسفا ، وتقشعر الابدان كآبة ً ، وتموج الجوارح حنقا مما نراه كائنا فى مجتمعنا الذى يفترض به ان يكون اسلاميا . فى ايامنا هذه فى بلاد المسلمين ، يكاد المرابط على دينه ، الخاشى ربه ، الطمئنة سريرته ، يكاد لا يخرج من بيته خوفا من التأذى مما اصبح شائعا من انفلات اخلاقيّ . لا تكاد تسير لبضع دقائق فى شارع من شوارع بلاد المسلمين حتى تتلوث اذناك من بذئ الافاظ وقبيحها . تشفق على نفسك اولا ثم على حالهم ثانيا جرّاء سلوكيات اذا اطلقنا عليها لفظ "اخلاق سيئة" ، فنكون قد ظلمنا كلاً من الاخلاق والسوء بوصف افعالهم بهما . سب ، وشتم ، وغش ، وكذب ، ونفاق ، ورياء . بل وتزداد الامور وتتجاوز هذا الحد فنجد ما يستحى القلم من كتابته ، وتستحى السطور من تسطيره . ابسط ما يمكننا قوله هو ان الاخلاق تحتضر !!
وهنا يأتى السؤال الصعب ... كيف اصبحنا هكذا بعد ان كنا هكذا ؟ سؤال يحتاج الى وقفة ، وتأمل وتدبر ، وتحليل ، وتفصيل . فلنحاول سويا ! بلا شك يأتى فى مقدمة هذه الاسباب – بل هو ابو الاسباب – بُعد الناس عن دينهم .... بعد الناس عن منهج اسلافهم .... بعد الناس عن السبيل التى سلكها مسلمونا الاوائل . تغافلنا وتجاهلنا وتناسينا اوامر ربنا ، وتعاليم نبينا ، فصرنا امة من اذل الامم ، صرنا امّعة نُساق من سائر الامم . غفلنا عن قوله تعالى فى مدح نبيه صلى الله عليه وسلم : " وانك لعلى خلق عظيم " ، ثم تجاهلنا قوله عز وجل : " وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " . لم ننتبه الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " ، وايضا قوله صلى الله عليه وسلم : " اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم اخلاقا ، وخيارهم خيارهم لنسائهم " . لم نأخذ لا بالشرع ولا بالعرف !!
اكتب هذه الكلمات لنصح نفسى اولا ثم قارئها ، فكلنا مخطئون ، وكلنا مذنبون ، ولكن يا ليتنا كنا كلنا تائبين . الى الذين خمدت فى قلوبهم جذوة الايمان ، ابشروا ... هذا اوان الهجرة الى الله ورسوله ، قدّموا دموع الندم ، واستغفار السحر ، والحقوا بالصحبة التى تطرق ابواب الجنة ، ادركوا قطار الصالحين قبل ان يفوتكم ، واسرعوا قبل ان تذبل الزهرة وتنزلوا الحفرة ، بادروا فما زال فى ايمانكم امل ، وربكم على كثرة ذنوبكم يغفر الزلل ، والجنة تدعوكم كل يوم بلا ملل ، فهل انتم قارئون ؟


قديم 08-14-2013, 02:10 PM
المشاركة 2
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نعم، قارؤون، وملبّون بإذن الله...
لقد تابعت أيام رمضان برنامجا ثرّا للداعية مصطفى حسني
بعنوان أهل الجنة، وكان حديثه عن أهل الجنة أنهم أهل الأخلاق الكريمة
حتى أنه لم يتطرق إلى ذكر أهل العبادات، لأن العبادة قد يحبطها سوء خلق
قد لا نلقي له بالا، لذا كان من الجدير بنا أن نلتفت إلى سلوكنا وأخلاقنا
بالتقويم في الآن ذاته الذي نتحدّث فيه عن تقويم صيامنا أو صلاتنا وغيرهما
من باقي العبادات المفروضة.

مقال ثري وقيّم أستاذي المحترم عفيفي
فجزاك الله خيرا.

تحياتي واحترامي.

قديم 08-15-2013, 06:28 AM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكاتب الفاضل محمد عفيفي
مقال موجز وجم الفائدة , فحياك الله

هناك فقط ملحوظة بسيطة وهى قولك :
فلنبدأ بسؤال .... هل سبق ظهورُ الاخلاق ظهور الاسلام ، ام ان الاسلام هو الذى جاء بالاخلاق ؟ بعد نظرة متأملة نجد ان الاجابة هى : لا هذا ولا ذاك ! اذن، فما الدليل القاطع الذى يثبت عدم دقة احدى الجملتين ؟

كيف هذا أخى الكريم
احدى العبارتين بالفعل هى الصحيحة وهى أن الأخلاق كانت سابقة على دعوة الإسلام وأنت بنفسك أتيت بالدليل على ذلك فى قولك :
الدليل هو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . فلننظر جيدا ونتأمل كلمة "لأتمم" ، فهذا دليل كافٍ على ان حميد الاخلاق كان موجودا قبل ظهور الاسلام
وبالتالى فالعبارة التى أشرت إليها صحيحة وليس كما قلت أن كلا العبارتين خطأ ..
فالإسلام جاء متمما لمكارم الأخلاق حاضا علي استكمالها ,
بالإضافة إلى أن الأخلاق والفروسية والمروءة وغيرها من صفات الخلق الحسن قد تتوافر فى غير المسلمين
ودور الإسلام هنا أنه يؤصل الأخلاق ويزدها تشبعا ويهذب التطرف فيها ,
ولكن لابد من توافر الفطرة السليمة فى الإنسان أولا .. وإلا فالدين لا ينشئ الأخلاق عند دنيئ الطباع بمجرد الإيمان الإسلام
وكم من المسلمين فيهم من مساوئ الأخلاق ما فيهم ,,

هذه فقط ملحوظة عابرة رأيت أن نضعها هنا استكمالا للموضوع

قديم 09-06-2013, 01:50 PM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
" انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
هذه الحديث الشريف وحده يكفي للإجابة على أي استفسار


تحية ... ناريمان الشريف

قديم 09-06-2013, 05:38 PM
المشاركة 5
محمد عفيفى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، استاذى (محمد جاد ) :

نفع الله بك ، وشكرا جزيلا على التنبيه القيّم ، فكان يبنغى ان اقول : "هل سبق ظهورُ الاخلاق (كاملة ) ظهور الاسلام ، ام ان الاسلام هو الذى جاء ب(كمال) الاخلاق ؟ "

ومرة اخرى شكرا جزيلا على الملحوظة القيمة والمرور القيم !


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: اخلاق تحتضر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وحدها الشموع تحتضر !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر البوح الهادئ 17 02-28-2015 10:05 PM
نقوش على أحلام تحتضر !1 حسام الدين بهي الدين ريشو منبر البوح الهادئ 9 01-04-2014 02:16 PM
حاجتي لكَ تحتضر...! مها الألمعي منبر البوح الهادئ 13 10-28-2011 12:54 AM
اين نحن من اخلاق الصائمين عماد دحيات منبر الحوارات الثقافية العامة 3 08-20-2010 03:12 AM

الساعة الآن 04:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.