قديم 06-04-2017, 11:17 PM
المشاركة 21
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من أقرب المقالات لقلبي هذه السطور ،
حين سُئل الكاتب سعود السنعوسي " كيف أصبحت كاتباً؟"...
كانت هذه المقالة الجميلة ..




كلما اقتربت من الحديث عن تجربتي، بدايتها أو بدايتي، أنكمش.. أتضاءل.. حتى أكاد أختفي. تجربتي قصيرة جدا، وإن امتدت، بشكل أو بآخر، إلى ولادتي. أهرب دائما من الحديث عنها. ربما لأنني لا أملك ما يستحق الحديث حوله.. أو لأنني أخشى أن أفتح نافذة في عالمي الصغير، يخرج من خلالها الهواء القديم.. تختنق الذكريات، وتموت! أقول ربما.
ماذا عساي أن أقول؟ نشأتي؟ حياتي الخالية إلا من عائلتي؟ أم كيف أصبحت كاتبا؟ حسنا.. من سؤالي الأخير أبدأ. أصبحت كاتبا بعدما فتحت، في مراحل مختلفة من عمري، بوابات ثلاث.. بوابة الخيال.. بوابة القراءة.. بوابة الكتابة.


بوابة الخيال:
وُلدتُ في “البيت العود” بيت العائلة. بيت كبير عموده جدَّة. عمود يستند إليه الكثير من الأبناء، والكثير الكثير من الأحفاد، والكثير الكثير، الكثير من القصص والحكايات. علاقتي بجدّتي وراء كسر حواجز الواقع في مخيلتي والانطلاق إلى عوالم الخيال اللا محدودة. في حضرة جدّتي أكون.. كما أنا دائما، صغيرا.. صباحا، في الوقت الذي ينصرف فيه أفراد العائلة إلى أعمالهم.
في حضرتها تتكلم الحيوانات.. تمشي الأشجار.. تستحيل النساء إلى زواحف أو طيور الزرزور. في حضرتها وحسب كان العالم الذي أحب. استمعتُ إلى حكايات الجنيات. حملتني على بساط ريح. سقتني الماء من “البُرمَهْ”. غسلتني بماء “الحِبْ”، وأطعمتني عشبة الخلود.
في حديقة البيتِ الصغيرة، في أرجوحتي أجلس، تدفعني من الخلف، أطالبها أن تزيد قوة الدفع. تضحك.. تزيد.. تردد: “هذي زيادة”.. أجيب: “كذاب”..
– عبدالسادة..
– كذاب!
– طَلَّق مرته..
– كذاب!
– عاف عياله..
– كذاب!
نفرغ من ترديد الأغنية الشعبية. ألتفتُ إليها: جدَّتي! ما حكاية عبدالسادة؟ تخبرني بظروفه مع زوجته وأولاده. ومنذ ذلك الوقت وأنا أتوق لأن تكون لي قصتي الخاصة يرددها الناس كما يرددون قصة.. عبدالسادة!


بوابة القراءة:
لم يتوقف الأمر على هذا النحو في البدء. ففي البدء كان الكتاب، أوراق تضمها جلدة سميكة، لا أعرف القراءة بعد، قبل دخولي إلى المدرسة. أعجبت بالكتاب شكلا. شكلا وحسب، ففي الكتاب كان كل شيء، الأفكار والحلول والخيال وعوالم لا تنتهي.
لماذا تفتقت تلك الصورة في ذهني حول الكتاب وعالمه السحري وأنا لم أتعلم القراءة بعد؟ قد يبدو الأمر طريفا إن قلت، بكل جدية، إن مرد الأمر إلى بابا سنفور وسنو وايت وطائر البوم الحكيم. في أفلام الكارتون التي كنت أشاهدها صغيرا. كان بابا سنفور يحل مشكلات مملكة السنافر بالعودة إلى مكتبته. الساحرة في سنو وايت تدبر مكائدها بالرجوع إلى كتابها السحري تقرأ الطلاسم والتعويذات. وطائر البوم الحكيم لا يسدي نصيحة قبل أن يتصفح كتابا قديما يحمله تحت أحد جناحيه.
أصبحت أجمع الكتب صغيرا في “البيت العود” حيث أمضيت جل سنوات عمري. كتب المناهج المدرسية التي تحتفظ فيها أمي المعلمة. كتب أعمامي وعماتي المدرسية. نسخ من القرآن الكريم. المجلات. دليل الهاتف ودليل التلفزيون الأسبوعي وما إلى ذلك من مطبوعات ورقية. هيأتُ لي مكتبة صغيرة في صالون البيت تتكون من رفين أو ثلاثة، وأصبحت أقضي وقتا بين كتبي المكدسة/المقدسة، أبتدع المشاكل في مخيلتي الصغيرة وأبحث لها في كتبي عن حلول. أمرر أصبعي الصغيرة على السطور وأنا لا أفقه الكلمات، ولكنني أقرأ ما تمليه عليّ المخيلة.
كنتُ أتحرَّق شوقا لدخول المدرسة. ليصبح لي كتابي الخاص، مثل كتب أبناء عمومتي الذين يكبرونني. أنظر في أول صفحاته إلى جملة أسمعها ولا أتمكن من قراءتها: “مع حمد قلم”. كنت أمسك بكتبهم. أنظر إلى صورة حمدٍ وقلمه، أصبو إلى يوم أقرأه فيه. دخلت المدرسة. الصف الأول ابتدائي. أمسكت بكتاب اللغة العربية أبحث عن حمد، ولكن لا حمد ولا قلم، أصابتني وزارة التربية بخيبة تغيير المنهج، لتلقنني أول جملة لا تمتُّ للقلم بصلة: “أنا آكلُ وأشربُ لأعيش وأكبر”!
أكلتُ كثيرا.. عِشتُ طويلا.. كبرتُ. تعلمت القراءة. أدمنت قصص الأطفال من سلسلة “المكتبة الخضراء” الصادرة عن دار المعارف وسلسلة “ليدي بيرد” ذات العلامة الشهيرة بالدعسوقة المرقطة. تفتق ذهني على عوالم أتمنى استعادتها اليوم، عوالم لا تحدها حدود، سبرت أغوارها في كتب الأطفال وقصص جدتي وحكاياتها. امتلأتُ قراءة مثل شهيق طويل لا بد وأن يتبعه زفير، وكانت الكتابة زفيري. في سن صغيرة بدأت في الكتابة لي.. لأمي وأبي.. أسرتي ووطني. كتابات بسيطة؛ بل وربما ساذجة ولكنها حتما كانت.. صادقة.


بوابة الكتابة:
بدأت في الكتابة، حين وجدت أن لدي شيئا أقوله. ومع تقدّمي في العمر، خرجت من محيطي وذاتيتي في الكتابة حين تنبهت لوجود الآخر، فالحياة ليست أنا وبيت العائلة. الحياة هو.. هي.. أنتم وهُمْ.
لم أنتبه إلى وجود الآخر إلا بعدما وجدتني وحيدا متورطا بأسئلة لست أملك لها إجابات. اكتشفت أن الكتب لا تجيب على الأسئلة، ولا تقدم لنا الحلول كما أوهمني بابا سنفور وساحرة سنو وايت وطائر البوم الحكيم. إنما الكتب تثير المزيد من الأسئلة، وتحفِّز العقل حد الإرهاق للبحث عن تفسير أو يقين.
بدأت في الكتابة إلى الآخر حين عجزت عن إيجاد تفسير لـ.. لأشياء كثيرة، لربما وجدت لديه الحلول، أو.. لألقي عليه شيئا من حملي الثقيل وحسب، أو لأن لديّ ما أقوله له. تطوّر دافع الكتابة لدي، أو تغير، من الكتابة لأن لدي ما أقوله، أو للبحث عن إجابات أرهقني التفكير فيها دون جدوى، إلى الكتابة لأن هناك من يريد أن يقول، ولكنه لا يملك ما أملك من وسيلة تعبيرية، لذا ارتديته.. تقمصته.. أصبحت أنادي بصوته بعدما آمنت بعدالة قضيته.
في الكتابة، كنت أواجهني بي، بشتاتي وتناقضاتي، أتعرَّف إليَّ أكثر، أصفعني، أُفهمني وأَفهمني، أرى بوضوح، ثم يتغيَّر شيءٌ ما لا أعرفه، ولكنني أتخفف من شيءٍ.. شيء لست أدريه. لذا أصبحت أتوق لأن أكرر تجربتي، ولكن، على المتلقي، يقرأ نفسه في أوراقي، أواجهه بتناقضاته، أعرِّفه إليه إكثر، لربما أساعده على رؤية الأشياء بوضوح، ولربما استطعنا، أنا وهو، أن نغيّر بعد أن نتغيَّر.
بحثا عن الحرية
كنت أحدثكم عن الكيفية التي أحالتني كاتبا عبر المرور بالبوابات الثلاث. كيف أصبحت كاتبا. بقي السؤال الأهم، وهو لماذا أصبحت كاتبا؟
أنا أكتب بحثا عن الحرية، والحرية بمفهومي هي أن أكون أنا، وأنا.. بقدر ما أستطيع.. أحاول أن أكون. هي ليست أحجية، وإن بدت بهذه الصورة. حياتنا مجموعة لا نهائية من القيود. قيود الأعراف والقوانين والمجاملات والتخفي وراء أقنعة فرضها الواقع علينا وقبلناها حتى كدنا ننسى ملامحنا. إذن.. أنا أكتب بحثا عن حريتي. بحثا عني، لعلني أجدني ذات يوم وإن كان ذلك، مبدئيا، على الورق. ولأنني لست بمعزل عن الآخر، فحريته جزء أصيل من حريتي، أبحث عنها، من أجله ومن أجلي.
وهنا يأخذني الحديث إلى تجربتي الروائية “ساق البامبو”، حكاية المنبوذ هوزيه أو عيسى، تحررت خلالها من أشياء كثيرة، حين أصبحت هوزيه ميندوزا.. عيسى الطاروف.. أو السنعوسي بصورة أخرى.. أتلقى ردود الأفعال قبولا وتأييدا واستحسانا، أو رفضا قاطعا. أستمع إلى البعض يتساءل: حكاية من هذه؟ حكاية هوزيه أم سعود.. هل قام بتأليفها حقا أم اكتفى بترجمتها.. وأنا أمارس صمتي في.. صمت.
أتابع فضولهم في اكتشاف سرّي والبحث عن حقيقةٍ في صفحات الرواية، وإذ بهم لا يخرجون منها سوى بحقائق مؤلمة، تواجههم بهم، وهذا ما أريد. أقرأ اليوم.. أشاهد وأسمع الحديث عن “ساق البامبو” سلبا أو إيجابا، حبّا أو كراهية، تشجيعا أو…
لا ألتفت كثيرا لكل ما يقال. لا أفكر في شيء سوى أن البعض يتداول ويسأل عن حكاية هوزيه ميندوزا، أو عيسى راشد الطاروف أو حكايتي.. كما كنت صغيرا أردد وأسأل جدّتي عن حكاية:
“عبدالسادة.. طَلَّق مرته.. وعاف عياله”
دار الآثار الإسلامية – الكويت
كانون الأول (ديسمبر) – 2013

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-05-2017, 12:00 AM
المشاركة 22
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وعن روايته " ساق البامبو " كان حوار آخر ...أقتطف منه هذه السطور :


* كيف خطرت في بالك الرواية؟
- يمكنني أن أقول إن جذور الرواية واقعية إذ كان معنا أثناء الدراسة في الفصل شاب من والدة آسيوية يعاني من العزلة رغم أنه كويتي مثلنا إذ كان هناك حاجز بينه وبين الآخرين بسبب شكله الآسيوي الفلبيني على وجه التحديد. كنا ننظر إليه باستغراب، ولا نسعى إلى الاندماج معه. قبل أن أفكر في الهوية، وهي الفكرة التي اشتغل عليها، كان بودي أن أرى الآخر وأتعرف عليه أكثر من زملائي الآخرين، إلى أن وصلت إلى أن الشخصية التي أنا بصددها نصفها فلبيني ونصفها الآخر كويتي. لم تكن لدي فكرة سلبية أثناء التحضير لفكرة الرواية ولم أطرح السؤال: هل أنا قادر على الكتابة عن الهوية؟ لذلك وضعت نفسي مكان الآخر. وبدأت الأسئلة السريعة تداهم ذهني: كيف يمكن تقمّص هذه الشخصية، وأرى بعيونها بعد أن رجعت من زيارة لي إلى الفلبين. وبدأت أرصد ما يدور في الشارع بعين الآخر. وأطرح الأسئلة: لماذا هذا السلوك السلبي؟ لماذا هذه النظرة إلى الآخر؟ إنها حالة من التقمّص التي لا بد منها للكتابة عن صورتنا في الآخر.


* كيف بدأت عملية التقمّص التي سبقت عملية الكتابة؟
- وصلت درجة التقمّص إلى أنني جعلت بيت البطل هوزيه أو خوسيه أو عيسى بيتي، وبدأت بتأثيث البيت روائيا كما نقول، وهو يسكن في المنطقة نفسها، والمعهد الديني يبعد عن بيتي أقل من 100 متر. غرفتي أصبحت غرفة هوزيه. الجدة تنزل من السلم. الرواية تلبستني. كل ذلك قبل الكتاب، ومن حينها لم أتوقف عن الكتابة إلى أن أنجزتها. كنت أتصور المعايشة هي التي تدفع للكتابة كأنني أكتب سيرتي الذاتية، بحيث أصبحت قصة هوزيه ميندوزا تعشعش في ذهني إلى أن أصبح كائنا حيا من لحم ودم.


* إلى أي حد نجحت في تقمّص الشخصية؟
- لقد تقمصت شخصية البطل بكل أبعادها وبكل ما لدى الآخر من خزين ثقافي وإنساني وعاطفي، فتابعت الأغاني والصحف والتلفزيونات الفلبينية وترجمت إلى العربية بعضا من إبداع هذا البلد عن الإنجليزية، وقد عشت هذه الحالة على مدى أعوام حتى إنني كنت أنظر إلي بعيني تلك الشخصية، ولذلك تقصّدت أن أوجع القارئ، لكني لم أجد حلا لهذا الذي يوجع، ولم أجد إجابة تفي عن سؤال «من نحن؟ ومن الآخر؟».


* هل شغلتك مشكلة الهوية في كتابة روايتك؟
- بالتأكيد. حاولت التركيز على فكرة الصراع داخل الشخصية وصراعها مع البيئة المحيطة في آن واحد. لذلك عثرت على بطلي الذي نصفه فلبيني ونصفه الآخر كويتي، وهو عنصر مرفوض من المجتمع الكويتي. لكن صراعه يبعث على التأمل. والبطل يظل طوال الرواية يبحث عن هويته الضائعة لأنه ينتمي إلى ثقافتين مختلفتين، هو نتاج لهما. إنها معضلة الزواج من خادمة آسيوية. وأسئلة الهوية تتشظى في الثقافتين. ولطالما شغلتني هذه الصورة السلبية في مجتمعنا شئنا أم أبينا. أتيحت الفرصة أن أعمل مع جاليات عربية وغير عربية. وحاولت على الدوام اكتشاف الأمور بنفسي من خلال أسفاري. وجود الآخر أمر ضروري بنا لنكتشف ذواتنا. كنت أرفض هذه الصورة منذ أن تشكل وعيي. على الصعيد الشخصي تغيرت أحوالي، وحاولت أن أصلح هذه الصورة السلبية عن الآخر لأنني أشعر بالألم والذنب بسبب هذه الصورة. أنا لست مجتمعي أنا مجرد فرد. لا أبحث عن العلاج. ليس دوري ككاتب أن أعثر على العلاج، ولو عرفته لكتبته في مقالة. على القارئ أن يبحث عن العلاج. توجد لدينا ازدواجية النظر إلى الآخر.. إما بدونية أو بفوقية.


* هل تعتقد أن بطلك نفسه وجد العلاج؟
- تعيش الرواية في جغرافيتين مختلفتين في الكويت والفلبين. لقد عاد البطل إلى بلاده كما تعلم، إذ إن أمه صورت له بلد والده جنة على الأرض، وهو كساق البامبو حتى لو نقطعها من أي جزء من الساق، ونضعها في أرض أخرى، تنبت لها الجذور. هذا ما أراد هوزيه أن يعمله لكنه لم يفلح.



* لاحظنا أنك لم تتعمق إلا بشخصية البطل وأهملت الشخصيات الأخرى؟
- كل الشخصيات مرتبطة بالبطل، ليس عائلته فحسب بل حتى الشخصيات الفلبينية. كان بودي أن أتعمق بالشخصيات. لا أطلق الأحكام على شخصياتي. وهي ليست طيبة أو شريرة، سوداء أو بيضاء. هوزيه، البطل هو الضحية، والآخرون أيضا، حتى المحيطون به، الشخصية التي تعمل في حقوق الإنسان أو الشخصية التنويرية أو الأخرى المتأثرة بالدين. إنه يكتشف زيف ممارسة المجتمع ويتساءل أين أقوال مثل «لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى»؟ إنه يعيش في قاع المجتمع مع الخادمات. الجدة تتخيل ابنها وهي تسمع صوت الحفيد هوزيه. ولكنها لا تعتني به كما يجب، العائلة بأكملها ضحية.


* هل كانت لديك مراجع أخرى في كتابة الرواية إضافة إلى السفر والمعايشة؟
- أنا لست من النوع الذي يقرأ لكي يكتب رواية. لذلك أركز على المعايشة بالدرجة الأولى، حتى عندما تتبعت البطل في الفلبين لم أقصد السكن في الفندق بل ذهبت إلى بيت صغير مصنوع من سيقان البامبو، وبدأت أرصد حياة البطل بتسجيل ملاحظاتي. حين عدت إلى الكويت، لم أستفد من تلك الملاحظات، لكنها بدأت تظهر أثناء الكتابة، ربما خرجت من العقل الباطن. وكذلك بالنسبة لمواقف كثيرة ظهرت في الرواية، من رائحة الأطعمة إلى سلوك الشخصيات.


*عملك كلاسيكي من حيث السرد ولكنك ضمنته فكرة أن الرواية مترجمة؟
- استخدمت تقنية الترجمة لكي أوحي بأنها سيرة ذاتية مكتوبة بقلم فلبيني. بطريقة ما وضعت رواية داخل رواية، إنها مجرد لعبة روائية لإثارة القراء ليس إلا.


* كم استغرقت في كتابة هذه الرواية؟
- استغرقت سنة كاملة في كتابتها وهي فترة قصيرة لمثل هذا العمل، خاصة أن لي عملا آخر غير كتابة الرواية. لكنني أفضل البقاء في البيت بعد انتهاء عملي في شركة للتغذية.


* تبتعد روايتك عن اللغة الشعرية وتقترب من «الحكي» المر الذي يميز أغلب النتاج الروائي العربي؟
- كانت تشغلني أحيانا اللغة فأضبط نفسي وقد تورّطت في مجازات وتشبيهات شعرية لكنني كنت أعاود النظر فيها لأنني إميل إلى البساطة.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-07-2017, 12:58 AM
المشاركة 23
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حين يكون في منتصف رواية، يقوم كولم مكان أحيانا بطبع فصل أو اثنين بخط كبير الحجم، ويقوم بتدبيسه على هيأة كتاب، ويمضي به إلى حديقة سنترال بارك، وهناك يبحث لنفسه عن أريكة هادئة ويقرأ كأنما الكتاب لشخص غيره.
في أحيان أخرى، وحينما يقوم بمراجعة حوار أو النظر في صوت إحدى الشخصيات، يعمد إلى تصغير حجم الخط المستخدم، “وذلك يرغمني على تأمل كل كلمة لأفهم سر وجودها”. ويقول كولم مكان ـ في رسالة إلكترونية ـ إن تغيير الشكل الفيزيائي للكلمة بعطيه مسافة نقدية.
في أثناء قيامه بالبحث قبل كتابته روايته “فليدر العالم العظيم حول نفسه” ـ والتي نافست على الفوز بالجائزة الوطنية للرواية ـ كان عليه أن يقابل قتلة وضباطا وينصت إلى عاهرات وحملة تاريخ شفوي عساه يقبض على روح نيويورك السبعينيات التي تتناولها روايته.
غالبا ما تأتي أصعب لحظة في نهاية المشروع، حين يكون قد استنفد نفسه عاطفيا، وبات يخشى أنه لن يكتب رواية أخرى. وفي تلك اللحظات يذكر نفسه بنصيحة صمويل بيكيت “ليس مهما. جرب ثانية. افشل ثانية. افشل ثانية”.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-07-2017, 01:01 AM
المشاركة 24
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حين كانت تعمل على روايها الأولى “حوار مع مصاص الدماء”، في مطلع السبعينيات، كانت آن رايس تنقح كل فقرة تكتبها على آلتها الكاتبة قبل أن تنتقل إلى التالية لها. أما في هذه الأيام، وقد انتقلت إلى العمل على الكمبيوتر، فقد أصبحت المراجعة فورية وأكثر سلاسة.
تكتب فصلا كل يوم، لتكون على ثقة من وحدة النبرة والأسلوب، وهي في الغالب تعمل لثماني أو تسع ساعات متواصلة حين تكون مشغولة بكتابة رواية. وهي تقضي في بعض الأحيان من عام إلى اثنين في البحث قبل أن تبدأ في كتابة المسودة الأولى.
تكتب بحجم خط 14، وتجعل المسافات بين السطور مضاعفة، وتستخدم ماكنتوش حجم شاشته ثلاثون بوصة، بحيث يكون مجالها البصري كله ممتلئا بالكلمات. تقول رايس المشغولة حاليا في كتابة الرواية الثالثة من ثلاثيتها عن الملائكة: “كلما كبر حجم الشاشة كلما ازداد التركيز”.
تقوم باستمرار بتحرير ما تكتبه، مرجئة بعض التغييرات الطفيفة للمرحلة النهائية. “وحتى حينما تنتهي من ذلك كله، تجد من يأتي بعدك، ليجد خطأ مطبعيا فيتهمك بالسذاجة”.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-07-2017, 01:11 AM
المشاركة 25
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قواعد جوناثان فرانزين العشر للكتابة:
1. القارئ صديق، ليس عدوًا ولا متفرجًا.
2. الخيال إن لم يكن رحلة الكاتب الشخصية الى الرعب أو المجهول، فلا يستحق الكتابة إلا من أجل المال.
3. لا تستخدم أبداً كلمة “ثم” لربط الجمل ببعضها ــ لدينا “و” لهذا الغرض. استبدالها بــ “ثم” كسل أو لهجة صماء لكاتب ليس لديه حل لمشكلة الكثير من الــ “و” على الصفحة.
4. اكتب من منظور الشخص الثالث ما لم يكن صوت الشخص الأول المميز الحقيقي يفرض نفسه بشكل لا يمكن مقاومته.
5. عندما تصبح المعلومات مجانية ومتاحة للجميع، تقل بنفس القدر قيمة البحث الطويل للرواية.
6. أغلب أدب السيرة الذاتية يحتاج ببساطة إلى افتراء محض. لا أحد يكتب قصة سيرة ذاتية أكثر من “التحول”.
7. ترى عند الجلوس والهدوء أكثر مما ترى عند المطاردة.
8. أشك بأن أي شخص لديه اتصال بالإنترنت في مكان عمله يكتب بشكل جيد.
9. الأفعال المشوقة نادراً ما تكون مشوقة جداً.
10. عليك أن تحب قبل أن تكون قاسياً.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-07-2017, 01:23 AM
المشاركة 26
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عشرون نصيحة في الكتابة من تيري ماكميلان:

تيري ماكميلان (18 اكتوبر 1951) كاتبة أمريكية ــ أفريقية، أصبح أسمها معروفاً من خلال “Waiting to Exhale “، ” How Stella Got Her Groove Back”، و” Disappearing Acts” تحولت جميع كتبها الى أفلام. آخر كتاب صدر لها هو رواية “Who asked You?”




1) اكتب كما لو أن لا أحد سيقرأ لك على الأطلاق.
2) حاول ألا تقرأ، تنقح أو تعيد كتابة ما كتبته حتى تمنح كتابتك فرصة أن تنضج.
3) لا تصدق أفراد عائلتك، أصدقاءك أو محبيك عندما يقولون لك: “هذا رائع!”، ماذا سيقولون غير ذلك؟
4) لا تحاول أن تفكر بفكرة من أجل قصة جيدة. في الحقيقة، أترك عقلك يخرج منها.
5) اكتب عما يخيفك. عما تجده محيّراً. مثيرًا للقلق. أكتب عما يحطم قلبك، وما ترغب في تغييره.
6) اكتب كما لو أنك تحكي قصة لصديق قديم لم تره منذ سنوات. هذه هي الطريقة الوحيدة لتكتشف أسلوبك.
7) اقرأ للكتّاب الذين تحترمهم وتحبهم. لكن لا تحاول تقليدهم.
8) أنت تريد للقارئ أن يرى ما على الورقة، ولا يقرأ الكلمات، لذا ارسم صور مؤثرة.
9) لا تقارن كتاباتك بكتّاب معروفين. هم كانوا في مكانك يوماً.
10) تذكر أن القصة تدور حول شخص ما يريد شيء ما، وشخص آخر يمنعه من الحصول عليه. أياً كان هذا الشيء.
11) كلنا لدينا عيوب. مرر بعض عيوبك الى شخصياتك!
12) تريد من القارئ أن يهتم بشخصياتك، يقلق بشأنهم، ويأمل أن يخرجوا من الفوضى التي وضعتهم بها أنت.
13) تحتاج الى صراع في قصتك. حتى الحكايات الخرافية والرسوم المتحركة تحتاج الى ذلك.
14) حتى لو رُفض عملك السابق، لا تقسُ على نفسك. فهذا لا يعني أن عملك غير جيد. لكن ربما غير مهيأ بعد.
15) إذا شعرت بنفس الشعور الذي شعرت به عندما بدأت الكتابة وبعد انتهائك منها، فهذا يعني بأنك قد ضيعت وقتك.
16) الرواية هي أسلوب لصنع كذبة قابلة للتصديق.
17) اكتب نوع القصص التي تحب قراءتها.
18) اقرأ كل ما تكتب بصوت عال. الحيوانات الأليفة مستمعون عظماء. ولا يصدرون أحكاماً.
19) لا تنسى أن القصة يجب أن تؤكد الحياة. هناك ما يكفي من السلبية في العالم كما هو.
20) اروِ القصة من وجهة نظر شخصياتك بدلاً من وجهة نظرك أنت.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-12-2017, 03:14 AM
المشاركة 27
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بعض النصائح التي ستساعدك علي إدماج الكتابة في يومك:
(ترجمه للعربية محمد أبو الفتوح):


*ضع الكتابة في جدولك :
مع أنني أعلم جيدا أنه ينبغي عليّ أن أكتب يوميا، لكنني لازلت أضع الكتابة في الجدول اليومي. في الحقيقة لا أعرف ما السبب الذي يجعل من الأمور المكتوبة أمورا أكثر قابلية للتحقق، لكن هذا هو الواقع فعلا.



*قدِّس وقت الكتابة :
كان لدى معلما في المدرسة يقول دائما أن وقت الكتابة أشبه بشعيرة دينية يومية، وعندما تحيله إلي ذلك، ستفعله يوميا بنفس الإخلاص، وستدخل نفسك في الجو العام بسهولة. كمثال علي ذلك: شغِّل موسيقاك المفضلة .. حضر فنجان قهوتك أو شايك، أشعل شمعة، ثم اجلس إلى مكتبك وابدأ في الكتابة، ثم عندما تنتهي.. انفخ في لهب الشمعة لتطفئها.




*حدد هدفك من الكتابة مسبَّقا:
إذا جلست أمام الكمبيوتر قبل أن تحدد عن ماذا سوف تكتب، ربما أضاع هذا الكثير من وقتك، ولذلك في نهاية كل جلسة كتابة .. وبل أن ينقطع تيار الإبداع، خذ دقيقة لتحدد موضوع كتابتك القادمة، و من ثَمَّ حينما تفتح هذه المسودة ستعرف بالضبط عن ماذا ستكون كتابتك ، دون أدنى إضاعة للوقت.
ما يفعله الكُتَّاب أنهم يكتبون، حتى و إن كان توفير الوقت لذلك صعبا جدا، و النجاح – كأن ترى كتابك مكتملا – يحتاج إلى أن تفعل كل ما بمستطاعك لتستمر في الكتابة، و كلما كتبت أكثر .. كلما ازداد الأمر سهولة.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-12-2017, 03:21 AM
المشاركة 28
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قواعد راي برادبيري السبعة للكتّاب:



هنا سبع نصائح أعتقد بأنها ستساعد:
1) اكتب باستمتاع
إذا كان هناك ما يميّز برادبيري عن الكتّاب الآخرين، فهو المتعة. وتتواجد هذه الميزة بوفرة لدى برادبيري.
على الكاتب أن يكون مؤلفاً مُدهِشاً. حبكته قد تكون معقدة، معتمدة على مبدأ المؤامرة. لكن إذا افتقرت الكتابة إلى المتعة، ستكون غير حيّة تماماً، ووفقاً لمبدأ برادبيري: ” إذا كنت تكتب بلا لذّة، بلا استمتاع، بلا حب، بلا مرح، فأنت نصف كاتب فقط. وهذا يعني أنك مشغول جدا في متابعة أسواق المال، أو الاستماع إلى ما تقوله الزمرة الطليعية، حيث أنك لا تكون نفسك. أنت لا تعرف نفسك حتى. يجب على الكاتب أولاً، أن يكون متحمّساً “




2) في العجلة الحقيقة
يؤمن برادبيري بأن الأمر إذا تعلّق بالمسوّدة الأولى، فلا تفكّر، اكتب وحسب. اكتشف برادبيري أهمية الابتعاد عن الناقد الداخليّ أثناء الشروع في بداية عمل إبداعي – قبل أن يثبت علم الأعصاب الإدراكي ذلك بوقت طويل.
” كلّما أفضيت أسرع، كتبتَ أسرع، صرتَ أصدق. في التردد التفكير، في التأخير تجتهد في الأسلوب، في حين أن القفز إلى الحقيقة هو الأسلوب الوحيد الذي يجب علينا اقتناصه. “
اسمح للسرعة بأن تكون صديقتك، اكتب بنشاط. بسرعة. حتى إذا كانت النتيجة سيئة، لا تقلق. بإمكانك دائماً أن تستدعي الناقد الداخلي أثناء التنقيح.






3) اكتب من أنت
من أشهر النصائح للكتّاب (وربما أكثرها ابتذالاً): “اكتب ما تعرفه”، لكن إذا اتبّع جميع الكتاب هذه النصيحة، فسيتم تقييدهم في عالم الخبرة اليومية (وليس في عالمٍ يضاهي الخيال العلمي). بالنسبة لبرادبيري، يجب على الكاتب ألا يستمدّ الإلهام من العالم الذي يعيش فيه بل من العوالم التي يستطيع تخيّلها، وكأنها من تجاربه الشخصية ومغامراته.
” لا تسمح – حبا بتلك المطبوعات الفكرية المتباهية – أن تبتعد عن نفسك. عن المادة التي تكوّن فرادتك، وتجعلك لا تعوّض بالنسبة للآخرين”.
كتاب مثل (الأوصاف المريخية)، هو بلا شك مدين بشيء ما للعالم الذي نشأ فيه برادبيري، ولكنّه يدين بأكثر من ذلك لتفرّد الخبرة لدى برادبيري، لخياله، وللشغف الدائم. بصيغة أخرى: من تكون هو ما تعرف. لذا لا تخشى كتابة ذلك.






4) لا تكتب من أجل المال أو الشهرة
المال والشهرة ليست أشياء سيئة بحد ذاتها، ولكن بالنسبة لبرادبيري يجب ألا تكون هذه الأشياء هي الدافع الرئيسي للكتابة. في الواقع، لقد قام بالتحذير من مطاردة هذه الإغراءات التي تسببّت في تدمير العديد من الكتّاب الموهوبين.
” فقط لو أننا نتذكّر بأن الشهرة والمال هي هدايا تعطى لنا عندما نهدي العالم أفضل ما نملك، حقائقنا الوحيدة، المتفردة. ” المكافآت الإضافية جميلة، لكنها يجب أن تبقى في مرتبة ثانية بعد المكافآت المنبثقة من روح العمل الإبداعي.






5) أطعم ربة الإلهام يوميا:
يرى البعض أن ربة الإلهام The Muse خرافة عتيقة لشحذ الإلهام الفني، لكن برادبيري تعاطى مع هذا الأمر بجدية بعض الشيء. فبالنسبة له، ربة الإلهام لا تقدّم خدماتها مجاناً، في المقابل، يجب أن تتم مكافأتها يومياً، بجهد متواصل. يجب أن تكتب يومياً، أن تقرأ يومياُ، فتدريب عضلات الإبداع يشابه كثيراُ الطريقة التي يمرّن بها الرياضيون عضلاتهم الجسدية.
” بالحياة الجيدة، بملاحظة الأشياء في حياتك، بالقراءة وملاحظة ما تقرأ، تكون قد غذّيت ذاتك المبدعة. بالتمرّن على الكتابة، بتكرار التمارين، بالمحاكاة والقدوة الحسنة، تكون قد وفّرت بيئة مضيئة ونظيفة لربة الإلهام، مساحة يمكنها الرقص فيها. ومع استمرار التدريب، ستكون أقل توترا بحيث تكف عن التحديق بفظاظة كلما حضر الإلهام إلى الغربة.”
ربة الإلهام المُشبَعَة هي ربة سعيدة. ربة الإلهام التي تتضوّر جوعاً ستفسد الأمر، وغالباً ما ستكون متعبة جداً عندما تكون بحاجة لمساعدتها.






6) لا تخف من اكتشاف الغرفة العلوية
برادبيري – الذي افتتن طوال حياته باللاشعور – يؤمن بأن لكل منا “غرفة مظلمة ” في عقله. ممتلئة بالأسرار والمخاوف التي نخشى مواجهتها. لكن بالنسبة لبرادبيري، في هذا المكان تحديداً يستطيع الكاتب أن يجد أفضل أفكاره.
مخاوفنا تحمل مفاتيح إبداعنا، وعند مواجهة هذا ” الشيء الذي في أعلى السلالم”، نستطيع حينها فقط، أن نأمل بابتكار شيء جديد وموثوق به. يقترح برادبيري لائحة من الأفعال التي تسهّل هذه العملية، وتُدرج ضمن أسلوب تيار الوعي.
“استحضر الأسماء، أيقظ الذات السريّة، تذوّق الظلام. ذلك الشيء الذي يخصك يقف منتظرا، هناك في الأعلى، في ظلال الغرفة العلوية. إن تحدّثت بلطف، وكتبت الكلمة القديمة التي تريد أن تثب من أعصابك إلى الورق.. فإن شيئك الخاص، الذي يقف عند نهاية السلالم، في ليلتك الخاصة، يمكن أن ينزل أيضا..”






7) فاجئ نفسك:
العديد من الكتب المتخصصة في الكتابة تنصحك بأن تخطط مسبقاً لكل تفاصيل روايتك. لكن برادبيري يؤمن بأنه من الأفضل أن تكتشف قصتك أثناء كتابتها وتفاجئ نفسك. ” نبيذ الهندباء مثل معظم كتبي، كان مفاجأة. ببساطة، أنهض كل صباح، أخطو لطاولتي، وأكتب أي كلمة أو مجموعة كلمات كانت تجول في رأسي. “
مرة أخرى، يضيف برادبيري المزيد من الإيمان باللاشعور على حساب التخطيط الأولّي. وهذا لا يعني أنه لا يؤمن بالحبكة، لكن بالنسبة له، الحبكة شيء ثانوي، وتحدده شخصية الرواية.
“الحبكة ليست سوى آثار أقدام تُركت على الثلج الذي ركضت عليه شخصياتك الهاربة في طريقها إلى مصائرها الخارقة.” الحبكة تأتي بعد الحقيقة، لا قبلها.
باختصار: إذا كنت تودّ مفاجأة القراء، على الأرجح عليك أن تفاجئ نفسك أولاً. اتبع آثار الأقدام فقط، وترقّب إلى أين سوف تأخذك.







• قاعدة إضافية:
قم بالعمل الذي وُلِدتَ للقيام به، وليس عمل شخص آخر.
في خاتمة “تأمل في فن الكتابة” ضمّنَ برادبيري مجموعة من القصائد عُنونت إحداهن بـ” ما أفعله هو أنا، لهذا أتيت.” كتب فيها:

لا تكن الآخر. كن النفس التي وضعتها في دمك
لقد أعطيتك أكثر هدايا القدر سريّة: جِد قَدَراً ليس لآخر،
لأنك إن فعلت، ما من قبر عميق كفاية ليأسك
وما من بلد بعيد كفاية ليخفي خسارتك.

رجل الأفكار الروحية العميقة، برادبيري، يؤمن بأن كل واحد منّا قد بُعِثَ إلى هنا بوصيّة إبداعية محدّدة، ومهمتنا الأولى – إن كنا مستعدين لها – هي معرفة هذه الوصيّة الإبداعية، من ثم تنفيذها. أن تنفذ وصيَة شخص آخر – أن تعيش مصير شخص آخر – ليس خطأ وحسب: بل بالنسبة لبرادبيري، إنه حاجز للروح والإبداع. بالمقابل، كن مَن أنت. شارك عطاياك الفريدة مع العالم، وتأكد بأنك إن رحلت، لن يكون هنالك شخص يشبهك أبداً.
قضى برادبيري أكثر من 50 عاماً يؤمن بهذه المعتقدات. لم يكن بخيلاً مع مواهبه. لم يسمح للأنواع والألقاب والاتجاهات الأدبية بأن تحدّ من إبداعه. قام بأداء الأعمال التي أرسل للقيام بها، نفّذَ وصيّته الإبداعية.
وكما يعرف جمهوره جيداً، لن يكون هنالك شخص آخر مثله.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-12-2017, 03:25 AM
المشاركة 29
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نصائح جورج أورويل في الكتابة:

ترجمة: أحمد بن عايدة.


استحقَّ جورج أورويل أن يُعتبر أحد الكتّاب الأرفع في اللغة الإنجليزية، وذلك من خلال أعماله، مثل رواية «ظ،ظ©ظ¨ظ¤» و «مزرعة الحيوان» و «صُعْلوك في باريس ولندن» ومقالاته، مثل “رمْيُ فيل بالرصاص”.
استفظع أورويل الحكومات الاستبدادية في أعماله، غير أنه لم يكن أقلّ شغفًا بالكتابة الجيّدة. وبالتالي، قد تود سماع بعض من نصائح أورويل الكتابية.*
الكاتب صاحب الضمير اليقظ يسأل نفسه، في كل جملة يكتبها، أربعة أسئلة على الأقل، هي بالتالي:
ما الذي أحاول قوله؟
ما هي الكلمات التي ستعبّر عنه؟
ما هي الصورة أو التعبير الذي سيجعله أكثر وضوحًا؟
هل هذه الصورة مستجدّة إلى حد كاف ليكون لها تأثير؟
وقد يسأل نفسه سؤالين آخرين:
هل يمكنني صياغته بشكل أقصر؟
هل قلتُ أي شيء قبيح قابل للتجنّب؟
غالبًا ما قد يكون المرء في شك حول تأثير كلمة أو عبارة، فيحتاج إلى قواعد يمكنه الاعتماد عليها إذا ما خابت غريزته. وأعتقد أن القواعد التالية ستغطّي معظم الحالات:
لا تستخدم أبدًا استعارة، أو تشبيه، أو أي مجاز قد اعتدت على رؤيته في الصفحات.
لا تستخدم أبدًا الكلمة الطويلة حيث تصلح الكلمة القصيرة.
إذا كان بإمكانك الاستغناء عن كلمة، فاستغنِ عنها دائمًا.
لا تستخدم أبدًا المبني للمجهول حيث يمكنك استخدام المبني للمعلوم.
لا تستخدم أبدًا عبارة أجنبية، كلمة علمية، أو أعجمية، إذا ما تمكنت من العثور على ما يرادفها في اللغة اليومية.
فلتُقدم على كسر أي من هذه القواعد قبل أن تقول أي شيء على نحوٍ همجي صارخ.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 06-12-2017, 03:38 AM
المشاركة 30
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

فيليس دوروثي جيمس (ف. د. جيمس) تعيش في بانثيون، الكُتّاب العظماء في أدب الجريمة. أكثر ما اشتهرت به هو خلقها شخصية المحقق المفتش “آدم دالغليش” في ساحة اسكتلندا، والذي ظهر في العديد من الروايات.
بوسع المرء قراءة أعمالها، بسبب حبكاتها الشيطانية الذكية، وبصيرتها التي تلج في طبيعة الانسان. تمتلك براعة أدبية نادرة بين كُتّاب هذا النوع.
وفيما يلي خمس قطعٍ من نصائح الكتابة لفيليس دوروثي جيمس:
1- زِد من قوة كلماتك. الكلمات هي المواد الخام لحرفتنا. متى ما تعاظمت ثروتك اللغوية صارت كتاباتك مؤثرة أكثر. نحن الذين نكتب بالإنجليزية محظوظون بحيازة أكثر لغات العالم تنوعاً وثراء. احترموها!
2- اقرأ بتوسع وبتمييز. الكتابات السيئة مُعدية.
3- لا تكن ممن يخطّط للكتابة فقط -اكتب! إذ بالكتابة وحدها – لا بالحلم بها – نطوّر أسلوبنا الخاص.
4- اكتب ما تحتاج لأن تكتبه، لا ما هو شعبيّ حالياً أو ما تظن بأنه سيبيع!
5- افتح عقلك للتجارب الجديدة، خاصّة تلك التي ترتبط بدراسة الناس الآخرين. لا شيء مما يحدث للكاتب – سواء كان سعيداً أو تراجيدياً، يضيع.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نقاش حول كتابة الرواية ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اول تجربة لي في كتابة الرواية عبد الرزاق مربح منبر القصص والروايات والمسرح . 3 12-26-2020 02:40 AM
مقامات كتابة... اسماعيل آل رجب منبر البوح الهادئ 2 06-27-2018 11:46 AM
نحو نقاش جاد .. معالم ومنارات (متجدد) عبد الرحيم صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 0 11-24-2012 01:31 PM
كتابة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 10-13-2012 10:24 PM

الساعة الآن 05:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.