قديم 10-31-2013, 07:22 PM
المشاركة 11
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثالثة:
في الحلقة الماضية: تجمدت سهى في مكانها بعد دردشة خفيفة مع هشام..... نتيجة أمر غير متوقع.....
في هذه الحلقة بإذن الله:
جحظت عينا سها وهي تنظر إلى هشام وهو يريها صورها وقرصا مضغوطا بيده أخبرها أنه يضم كل الصور وفيديوهات المحادثات مع فادي......
اختلطت المشاعر داخلها، أتخجل من هشام وقد رآها في وضع مخجل؟ أم تفرح لأنها أخيرا حصلت عليها؟
وما الثمن؟؟؟؟؟؟؟؟
توقع هشام ما يدور بخلدها فبادرها قائلا والابتسامة لا تفارقه، كيف لا وهي سحر يفتح القلوب ولو بعد حين....
لا تخافي لقد دفعت المبلغ لفادي وهاهي الصور والقرص وليس عليك شيء سوى أن تكوني حذرة في المستقبل.....
ارتج قلب سهى للمفاجأة وكادت تفقد توازنها.....لكنها استجمعت قواها وشكرته والسعادة تملك عليها كيانها .....ثم قالت:
والثمن؟؟؟؟؟؟
قال بلا مبالاة مصطنعة: لا شيء......
بعد لحظات، وصل أستاذ الرياضيات فسلمت على هشام بعد شكره ثانية والامتنان له ثم انطلقت نحو الصف......
أما هشام فقد انطلق إلى صفه أيضا فهو في الثانوية العامة ولابد له أن يركز لأن هذه السنة فاصلة في مستقبله الدراسي والمهني.....
عادت سهى بعد سويعات إلى بيتها وهي في قمة الراحة النفسية، دخلت البيت فلم تأبه بأمها التي تطعم أخاها الصغير......لأنها محلقة في عالمها الداخلي......
اجتمعت الأسرة على طاولة الطعام، الأب في العمل والأم منهمكة في إطعام الصغار، فهذا لا يروقه الأكل كثيرا وهذه توسخ ملابسها عند الأكل والرضيع يصرخ من الجوع...... وسهى منقطعة الاتصال.....خارج التغطية ولا تريد أن تأكل فقط تود الاستمتاع بالموسيقى وبهذا النصر المظفر.....
تذكرت هشام الشهم وموقفه النبيل، وجدت نفسها تفكر فيه، كيف ولم ومتى وأين؟ لا تعلم المهم أنه شاب شهم لم تقابل مثله في حياتها، أنقذها من ورطة كادت أن تدمر سمعتها وصورتها أمام الناس.....
اشتاقت لأغاني زمان.....فدخلت النت وحملت أغنية واسترخت وسرحت بخيالها في الفارس الهمام الذي يأتي على حصان أبيض ..... رغم أنها اكتشفت منذ فترة قصيرة فارسا كانت تحسبه هماما لكنه كان خسيس الطبع لئيما......
عجبا !!! طيبة قلبها وعطشها للحب والرومانسية محوا كل شيء في لحظة !!!
لم يطل تجوالها في عالم الأحلام حتى سمعت صوت استقبال رسالة في الدردشة....أوووه لقد نسيته مفتوحا......
اتسعت عيناها فلم تتوقع أبدا أن يكلمها......
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-02-2013, 05:04 AM
المشاركة 12
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
قلوب بشوشةوراء الشاشة
الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الرابعة:
في الحلقة الماضية: سمعت سهى صوت استقبال رسالة في الدردشة.... لقد نسيته مفتوحا......
اتسعت عيناها فلم تتوقع أبدا أن يكلمها......
في هذه الحلقة بإذن الله:
هاي يا جميل ......
رقص قلب سهى فرحا.....إنه هو....نعم هو ذلك الشاب الوسيم جدا جدا جدا...... تراه نادرا " أونلاين" قليل الكلام، صوره في صفحته توحي أنه شخص مهم.... سمت جميل.... وقفة راقية ..... ردود على التعليقات مؤدبة..... بنات كالرز حوله.... يااااااااااااااااااااااي كيف يكلمني لالالالا وأيضا يقول لي جميل !!!!! تطلعت إلى المرآة كأنه يراها.... ثم ردت بأصابع مرتجفة.....
هاي خالد .... ميرسي
خالد: كيف حالك؟
سهى: بخير
خالد: أرجو أن يعجبك شعري الجديد على هذا الرابط
سهى: أكيد سيعجبني طالما أنك كاتب.....
خالد مرسلا ابتسامة ود: مشكورة يا عسل
بااااي
سهى: العفو أنا رهن إشارتك في أي وقت....
باي باي
قطبت جبينها حزنا، وتنهدت، لقد ذهب.....ثم فتحت الصفحة بسرعة....
شعر غزل ينعي فيه معذبته
وقد قالوا: الرجل يبكي المرأة التي تُبكيه لا المرأة التي تَبكيه
أعجبت بالشعر وعلقت بقلب ومعها كلمة رووووووووووووووعة يا فنان .... هنيئا لها
واسترخت على الكرسي تفكر: لم كلمني طالما أن لديه حبيبة ؟ امممم تعبت من التحليل....
ثم نظرت إلى الساعة.... إنها الخامسة مساء..... اقترب موعد المسلسل المفضل لديها.... تذكرت أن البطلة اليوم سيحسم مصيرها إما حياة أو موت " بعد الشر عنها المسكينة " ..... قامت مسرعة إلى غرفة الجلوس وإذا بها تجد أمها قد سبقتها لانتظار بدايته.....وطفلها ينام بقربها أما الطفلين الآخرين فلازالوا في مدرستهم....
الشيء الوحيد الذي يجمعهما في غرفة واحدة هو المسلسلات.....
دخلت الغرفة وكأن ليس بها أحد، وأمها أيضا معلقة عينيها في التلفاز وبيدها الجوال تنظر إليه بترقب بين الفينة والأخرى.... لذا لم تحس بوجودها لوجود من هو أهم منها ومن الجميع...... صندوق العجب على رأي المغاربة
هاهي البطلة تنزف دما وحبيبها يحاول إنقاذها...إنهم حاولوا قتلها لإبعادها عن حبيبها
حبيبها الذي كابد المشاق والأهوال في الطريق إلى قلبها
وهي الفتاة الطاغية الأنوثة التي سحرته من أول نظرة وهي في معمل الملابس وهو سيد المعمل.... قصة طوييييييييييييييييييييلة عرييييييييضة الهدف منها زواج البطل والبطلة !!! يستميتان لأجل حبهما فالكون كله ضدهما إلا متابعي المسلسل.....
رقت الأم وابنتها لحال البطلة، أخفت الأم دمعة تسللت من مقلتها أما سهى فقد تركت المجال لدموع تغسل حزنا عميقا لا تستطيع تحديد هويته.
أخيرا انتهت الحلقة وأنهت معها الاجتماع الطارئ
وبينما هي ذاهبة إلى غرفتها، وصل والدها وهو يشتاط غضبا .....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-02-2013, 05:05 AM
المشاركة 13
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الخامسة:
في الحلقة الماضية: قامت سهى لتذهب إلى غرفتها، فإذا بوالدها قد وصل وهو غاضب جدا......
في هذه الحلقة بإذن الله:
وصل الأب الحاضر باسمه الغائب بدوره ومسؤوليته، ولج باب البيت ووجهه يكاد ينفجر من الغضب......وبدون مقدمات وقبل أن تقوم الأم من مكانها لاستقباله وأداء واجبها اليومي تجاهه بدء بتحضير الطعام.....
طبع صفعة على خد سهى قفز لها قلب الأم وأفاق الصغير صارخا من الفزع لصرخة أخته الكبرى وبكائها......
لم ينبس الأب ببنت شفة قبل أن يصب غضبه ثم قال بحزم وورقة في يده: فاتورة هاتف بخمسمائة دولار، من تكلمين أيتها الفاجرة؟ وشد شعرها بعنف
ارتعدت فرائص سهى، بم تجيب؟ هل تقول له أنها كانت تكلم فادي بالساعات كل ليلة بعد أن ينام الجميع؟ أم تكذب وتنكر وتدعي أنها مظلومة؟ لكن الفاتورة فيها الرقم وتفاصيل المكالمات؟
ماذا أفعل؟ ماااااااااااااااااذا؟
طرقت الفكرة قلبها فتصنعت المرض، عقدت حاجبيها، وضعت يدها على بطنها وصرخت ..... أحس بألم شديد في بطني....آآآآآآآآآآآآآآآآآه
فزعت الأم، هبت إلى ابنتها بعد أن كانت متجمدة في مكانها تخشى التدخل لكي لا تصفع هي أيضا.....لاسيما وأن زوجها عند الغضب لا يرحم...
حمل الأب ابنته إلى غرفتها......سقاها شراب زعتر ساخن جهزته الأم بسرعة، وقلبها يعتصر ألما على ابنتها.....
جلس يفكر، أيتصل بالدكتور؟ أم أن صورته كأستاذ جامعي محترم ستهتز؟ ماذا لو شكت له؟ ماذا لو عرف أن ابنتي الكبرى تتكلم بالساعات بالهاتف؟ لابد أن ذئبا يستدرجها، ماذا لو عرف؟ سيعلم أني لم أربها جيدا.....لالالا صورتي ستهتز ولن أعرضها لموقف كهذا......
خرج من الغرفة فتبعته الزوجة، حاملة طفلها الذي سكت رغما عنه وتجمدت الدموع في عينيه بعد أن صرخ والده في وجهه: شششششششششششش اسكت !!!!
هذه الزوجة التي أتى بها من بلدته، صغيرة السن لا تعرف سوى بعض الحروف التي تعلمتها في مسجد القرية في الصغر، ليربيها على يديه وتكون المطيعة الخاضعة تربي أبناءه تغسل ثوبه تنظف بيته وتطيع أوامره بيتها حياتها وزوجها جنتها..... كأنها لم تخلق سوى ليحيا هو....
مر الوقت بطيئا ولازالت سهى تراوغ بادعاء المرض.....
بعد ساعة، اتصلت بها ندى – صديقتها المقربة- تستفسر عن سبب غيابها عن النت
فأخبرتها سهى بالتفاصيل وطلبت مشورتها، فقالت لها ندى، أسأل هشام وأجيبك فهو "حلال المشاكل" ....
انتهى الاتصال ...... وبعد أقل من نصف ساعة ادعت خلالها النوم.... رن ثانية، لقد كان هشام.....
رفرف قلب سهى فرحا وداخله شعور غريب مزيج بين الراحة والإعجاب
إنه هرمون " الدوبامين" طرق أبواب الأوعية الدموية فانساب في يسر
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-02-2013, 05:06 AM
المشاركة 14
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة السادسة:
في الحلقة الماضية: هرمون " الدوبامين" طرق أبواب الأوعية الدموية فانساب في يسر

في هذه الحلقة بإذن الله:
ردت سهى على هشام وقلبها يرتجف فرحا...
ألو هشام....كيف الحال؟
هشام: بخير وأنت؟
سهى: بخير
هشام: أخبرتني ندى أنك في ورطة...
سهى: نعم فعلا، وما الحل؟
هشام: سهل جدا، سأوافيك بالحل غدا... ولكن بشرط
سهى بلهفة: وماهو شرطك؟
هشام: لن أقوله ألان لكن أنا موقن أنك تستطيعين تحقيقه...
هدى دون تفكير وخوفا من عقاب والدها الذي ينتظرها: اتفقنا...
انتهى الاتصال وعادت إلى المرض المصطنع....
أطلت والدتها بعد أن أنهت مهامها، فوجدتها " نائمة"، أغلقت الباب وذهبت إلى صغيرها....
وفي اليوم التالي، زارتها صديقتها وجارتها منار، وهي زميلتها في الصف أيضا، لما تغيبت عن الفصل وعرفت من أخيها الصغير أنها مريضة...
تأففت سهى لما رأتها وكرهت الموقف لولا أنها خجلت منها....
كيف لا وهي الفتاة المعقدة نتيجة وزنها الزائد وشعرها الخشن، أضحوكة بين شباب الثانوية ولم يفكر أحد يوما أن يصبح لها عشيقا أو صاحبا....
فهمت منار مغزى نظرة سهى، فأنهت زيارتها بسرعة وعادت إلى بيتهم... وقلبها يعتصر...
جلست سهى وهي تنتظر اتصال هشام على أحر من الجمر...
حان وقت المسلسل اليومي والحب الخالد الذي " لن يموت" والبطلين اللذان لازالا في محاربة الأشرار....
لكن كيف تذهب لغرفة الجلوس وهي تدعي المرض؟
ولأنها تعلم أن أمها من رابع المستحيلات أن تأتي إليها أثناء المسلسل، قامت لترى الحلقة على النت، رغم أن للتلفاز حلاوة خاصة ومختلفة، إلا أن اليوم استثناء...
جن الليل ومعه السكون والوقت الذي تجد فيه صفا مصفوفا من الأسماء في الدردشة والرواج الشاتي والكيبوردي يحرك القلوب والأبصار ف"لايك" هنا وتعليق هنا وسياسة هناك وطبخ هنا ونكت هناك ودين هنا ....
اتصل هشام أخيرا على الجوال، حملته بسرعة...
هشام: ألو سهى
سهى: أهلا عزيزي كيف حالك؟
هشام وقد عرف أنه في الطريق الصحيح: بخير وأنت؟
سهى: بخير طالما أنت بخير
هشام: لقد وجدت لك حلا سحريا، رغم أنه صعب نسبيا لكنه حل دائم وليس وقتي
سهى: راااااائع، وماهو؟
هشام: أرجو ألا تنصدمي، لكن لم أجد حلا آخر...
سهى: لن أنصدم هيا قل...
هشام: والدك حسابه باسم كذا؟
سهى: لا أعلم لكن غالبا...
هشام: إميله كذا؟
سهى: نعم هو ذاك....
هشام: أنا حقا آسف جدا لم ستسمعين، لكن لا مفر، استعدي للمفاجأة
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-02-2013, 02:43 PM
المشاركة 15
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

الأديبة نزهه الفلاح
متابعة لسلسة من الأحداث وكانني أراها امام ناظري
رغم بساطة السرد الا ان هذا سر الجمال الكامن خلف الأحداث التي وبكل صدق
بت انتظرها
وفي انتظار ما سوف يكون مصير سهى
وما الذي يخططه هشام


في انتظارك

مودتي
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 11-02-2013, 05:42 PM
المشاركة 16
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نستمتع بالأحداث و تلاحقها ، نتابع الشخصيات في حركيتها ، و نلمس الأفكار و تسلسلها .

دام ألقك .


قديم 11-03-2013, 05:54 AM
المشاركة 17
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

الأديبة نزهه الفلاح
متابعة لسلسة من الأحداث وكانني أراها امام ناظري
رغم بساطة السرد الا ان هذا سر الجمال الكامن خلف الأحداث التي وبكل صدق
بت انتظرها
وفي انتظار ما سوف يكون مصير سهى
وما الذي يخططه هشام


في انتظارك

مودتي
[/tabletext]
بادئ ذي بدء اعتذر على تأخر ردي فأرجو أن تلتمسوا لي العذر بارك الله فيكم
أستاذتي العزيزة فاطمة يسعدني كثيرا أن تتابعي ما يخطه قلمي على تواضع كلماته وبساطة سرده
اللهم يسر يارب
بارك الله فيك ورضي عنك وأسعدك

قديم 11-03-2013, 05:58 AM
المشاركة 18
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي


نستمتع بالأحداث و تلاحقها ، نتابع الشخصيات في حركيتها ، و نلمس الأفكار و تسلسلها .

دام ألقك .

الحمدلله على فضل الله تعالى
أدام الله علينا جميعا نعمه أخي الكريم وأكرمك

قديم 11-03-2013, 06:00 AM
المشاركة 19
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة السابعة:


في الحلقة الماضية: وجد هشام حلا حاسما لمشكلة سهى مع والدها وكانت المفاجأة
في هذه الحلقة بإذن الله:

اعتدلت سهى منتظرة مفاجأة هشام وحله السحري
فقال متصنعا الأسف: فكرت كثيرا في حل حاسم وما وجدت إلا زلة تنسي والدك تفاصيل الفاتورة وما وراءها....
سهى بنفاذ صبر: نعم وماهي؟
ادخلي " أونلاين" لأرسل لك شيئا....
أنهت الاتصال وضغطت على زر فتح الدردشة وما إن ظهر له اسمها حتى أرسل لها ملفا فقبلته...
فتحته بسرعة ويداها ترتجفان، إنه لغم قاتل لتمثال الأب داخلها...
ملف يضم ملف word نسخ فيه هشام حوارات دردشة الوالد "المحترم" مع نساء مختلفات، وملفا آخر يضم بعض روابط المواقع الإباحية التي يرتادها...
دنجوان من العيار الثقيل....فهذه يغرقها بكلمات حب وعاطفة، وهذه يزني معها، وهذه يناقشها في السياسة، وهذه يفضفض لها عن حياته وزوجته التي لا تعني له سوى خادمة ومربية لأولاده وأمة ملك يمينه....هذه الأخيرة التي توصلت بدورها إلى هذا الاستنتاج فعاشت في عالمها الخاص الذي صنعته بيدها...
شخصية لا تحرم نفسها من شيء، عالمها الخارجي، رجل محترم، أستاذ جامعي وقور متفوق في تخصصه، محبوب لدى طلابه يحقق طموحاته وأهدافه، كثيرون يعتبرونه قدوة ويتمنون أن يصيرون مثله....لا يهمه في الحياة شيء أكثر من صورته الخارجية، وأي قرار يتخذه يحسب ألف حساب لصورته ورأي الناس...
وعالمها الداخلي، متحرر، منطلق، خياله فسيح شاسع المسافات عميق التطلعات عالي الطلبات...لذا فهو يلبي طلبات هذا العالم بإخلاص وأمانة في خفاء ولو بالخيانة، المهم المتعة مجانية ولا تتطلب سوى حاسوب محمول وكاميرا وحساب به المئات من البنات المحرومات من الحب والحنان والكلام المعسل عوض الكلام المزيت بالأوامر والنكد...
خارج البيت تجده نعم الجار والصديق والأستاذ والرفيق، وداخل البيت أب مستبد يعرف كل شيء، يعتبر أن كل واجبه تجاه أسرته، توفير المال لهم والتواجد بسلطة حاضرة غائبة ليحسبوا حسابه ولا يفعلوا مالا يروقه....
تراجعت سهى إلى الوراء وقد التهمت عيناها الكلمات، وهي لا تصدق حجم القذارة التي ينطوي عليها أباها المحترم.... بكت بحرقة، كيف ترفع رأسها في وجه هذا الوالد المريض الذي لا يراعي شيئا سوى شهواته ورغباته الآثمة...
خشي هشام أن تفعل شيئا يفسد خطته، فقال لها:
سهى عزيزتي أين أنت؟
سهى بأصابع مبللة بدموع حارة: أنا هنا
هشام متصنعا القلق: هل أنت بخير عزيزتي؟ أرجوك لا تشعريني بالذنب
سهى: وما ذنبك أنت؟ بالعكس أشكرك كثيرا أن أريتني الحقيقة الخفية...
هشام وهو يتقن دور الصديق الوفي والحبيب المستقبلي: ما يهمني فقط أن تكوني دائما بخير حبيبتي أأأأ أقصد عزيزتي...
سهى وقد طرقت قلبها كلمة حبيبتي وكأنها ماء بارد في صحراء شديدة الحرارة
أنا بخير يا هشام لا تقلق...
فجأة فتح أحدهم الباب، أطفأت شاشة الحاسوب بسرعة، وقامت متجهة نحو السرير، لكنه كان أسرع منها وماهي إلا ثواني حتى وقف ينظر إليها بشذر، لقد حان وقت الحساب....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح

قديم 11-03-2013, 06:00 AM
المشاركة 20
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
قلوب بشوشةوراء الشاشة

الجزء الثاني من سلسلة:فكرنا سر سعادتنا
الحلقة الثامنة:

في الحلقة الماضية: فتح الأب الباب، أطفأت سهى شاشة الحاسوب بسرعة، هربا من المواجهة لكنه كان أسرع منها ....
في هذه الحلقة بإذن الله:
دخل الأب الغرفة ونيته إنهاء المشكلة مع ابنته...
نظر إليها بغضب ممزوج بعتاب وحيرة، وقال بحزم: آن الأوان يا سهى لتخبريني عن سر تضخم فاتورة الهاتف ....
تراجعت سهى إلى الوراء وعيناها ينطقان رعبا، لأنها تعلم جيدا أن الحوار مع والدها يبدأ بهدوء ثم ينتهي بضرب مبرح...
اقترب منها وقال مطمئنا لها: لا تخافي، أخبريني ولن أضربك...
بلعت سهى لسانها، ماذا تقول، مئة صفعة عن الفاتورة أفضل ألف مرة من نتيجة معرفة الحقيقة، وانطلقت التساؤلات داخلها: هل أصارحه بفضائحه؟ هل أذله كما يذلني ويذيقني الضرب والإهانة عند أبسط خطأ؟
كلا، يجب ألا أتسرع، سأسأل هشام لاحقا وهو يدبر الأمر...
بعد لحظات نفذ صبر الأب، ماذا يفعل يا ترى؟ هذه البنت العنيدة لا تود النطق، فكر وقرر، لا حل إلا الضرب حتى تنطق بالحقيقة، أخذ حزامه وقال بصوت جهوري: آاااااااا لا تودين النطق، هذا سينطقك شئت أم أبيت....
وكما قيل قديما: العصا تعيد مائة ناقة إلى طريق القافلة...
ثلاث ضربات كانت كفيلة بأن تسقط سهى أرضا مغشيا عليها... فغر الأب فاه لا يفهم شيئا، أول مرة تضعف أمام ضرباته القاسية، ترى هل تمثل؟ أم هي حقيقة؟ ولكن كيف وهو كان يتعرض لضربات أقوى وأكثر من أبيه رحمه الله ولا يغشى عليه؟
أمسك يدها، فإذا ضربات قلبها متباطئة، ويدها ثقيلة مسترخية بشكل يصعب معه التمثيل....
بحث عن عطر في غرفتها فوجده بالقرب من سريرها، شمته لكن لم تفق، قام بسرعة، أحس بالخطر، فكر وقد أسقط في يده، حملها وذهب بها المستشفى...حبه لابنته أنساه صورته أو المشاكل التي يمكن أن يجرها هذا الأمر، فمهما كان هي ابنته وفلذة كبده...ورغم كل شيء، فهو يحب أولاده ويوفر لهم كل طلباتهم واحتياجاتهم المادية...
رأته أمها، فزعت، سألته ولم يجبها، لا تستطيع مرافقته، لن تترك الصغار وحدهم، تنوم طفلها في توتر وقلق وحسرة...
أما هشام فلم يفهم شيئا، سهى لا تجيب...
استبدت به الحيرة، ماذا جرى يا ترى؟ ترى ما أخبار خطته، هل تسير على ما يرام؟
اتصل بها على الجوال، لا مجيب، اتصل ببنت عمه ندى، فاتصلت بها هي أيضا على الجوال، لكن لا مجيب....
اتصلت بالهاتف الثابت، فهبت والدتها الحائرة ظنا منها أنه زوجها يطمئنها على حال ابنتها، أخبرت ندى بأن صديقتها نائمة، فهي تعلم جيدا أن زوجها يكره بشدة أن تتسرب أسرار البيت...
وصل الأب وابنته إلى المستشفى، وبعد الكشف خرج الطبيب مقطب الجبين...
بادره الأب بالسؤال: ما بها يا دكتور...
قال الطبيب: قبل أن أجيبك، أهي ابنتك؟
قال الأب: نعم
الطبيب: ومن ضربها بهذه الوحشية؟ علامات السوط شقت طرقا حمراء على جلدها..
طأطأ الأب رأسه ولم يجد جوابا وسكت هروبا وخجلا.
هز الطبيب رأسه وقال: فهمت، المهم ابنتك تعاني من سوء التغذية وفقر الدم، وحالة اكتئاب ليست بالهينة، وجسمها ضعيف لهذا السبب، لهذا لم تصمد أمام ضرباتك...
الأب بحزن: وما الحل؟
الطبيب: لن تستطيع الخروج اليوم، تلزمها بعض الراحة وسيراها الطبيب النفسي، وعندما تعود إلى البيت، لابد من تغذية سليمة ومتوازنة وقسط واف من الراحة...
شكر الأب الطبيب وجلس يفكر...
أما الأم فقد أكلتها الحيرة، وترددت كثيرا للاتصال به، لكنها اتصلت أخيرا ولو أهينت لا مشكلة، المهم ابنتها....
رد بضجر وأخبرها أنه في المستشفى وأن لا تقلق فالأمر بسيط، زاد قلقها من نبرة صوتها فنهرها وأنهى الاتصال...
وبعد هنيهة سمع أحدهم يناديه: دكتور عماد... دكتور عماد...
فأدار رأسه نحو الصوت....واتسعت عيناه...ماالذي جاء به إلى هنا
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قلوب بشوشة ♥♥♥♥ وراء الشاشة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أصل النجوم قلوب ! محمد الصالح الجزائري منبر الشعر العمودي 10 11-15-2019 06:11 PM
彡♥彡اذا خسرت من تحب 彡♥彡 زمزم المقهى 26 09-03-2019 01:05 AM
ما وراء السرد ما وراء الرواية - عبَّاس عبد جاسم د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 09:22 PM
♥ ♪ْ [ إهداء ] إلى ست الحبايب في ميلادها السابع و الأربعين ♥ ♪ْ صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 7 08-05-2013 05:04 PM
♥ الله جل جلاله سها فتال منبر مختارات من الشتات. 3 04-09-2012 01:30 PM

الساعة الآن 07:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.