احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3774
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
05-01-2013, 08:11 PM
المشاركة 1
05-01-2013, 08:11 PM
المشاركة 1
افتراضي خطوة إلى عالم الكبار.. !
خطوة إلى عالم الكبار!

وقفت أمام مرآتي أتأكّد من حسن هندامي، مرتدية سروال (جينز) مفضل عندي وقميص ألوانه ربيعية زاهية، منتعلة حذاء كعبه عالٍ، اسميته "الدبّابة" لكونه ضخما، أحضرته صديقة هديّة في عيد ميلادي الثامن عشر منذ أسبوع.

اكتفيت بوضع لمسات خفيفة من الزينة، وحين أرضتني مرآتي، غادرت متوجّهة إلى جامعتي حيث أدرس في سنتي الأولى.

مشيت أتهادى بالشارع، يغمرني إحساس بأنوثتي، لسماعي عبارات الغزل والإطراء من السيّارة في الشارع، رغم عدم شعوري بالراحة مع تلك الدبابة.

"أوه، فرك حجر صغير تحت كعبي، ربّاه، لا أستطيع حفظ توازني ولا أجد ما أتشبّث به."

سقطت بكل ثقلي على ركبتيّ في وضع السجود، هذا أدى لإصابتي بجرح بليغ في إحداهما وتمزّق سروالي عندها، "أي.." اختلطت المشاعر، ألم الجرح والحرج. استويت على قدميّ بسرعة من شدة ارتباكي.

عدت إلى بيتي، لاستبدال البنطال بآخر ناعم الملمس خفيف، وغضضت النظر عن
تبديل جوربي (الكامل من النايلون) وقد ثقب ثقبا كبيرا جهة الركبة وانتسل، فكّرت:
"الوقت ضيق، لا بأس، فالسروال كفيل بتغطيته"
وقمت أيضا باستبدال الدبّابة بحذاء آخر مريح.

غذذت السير لتعويض الوقت الضائع.
"الحمد لله الحافلة المخصّصة لخط سيري قادمة" توقّفت قربي،
ابتسمت لسائقها اللّطيف، تعوّدت الركوب معه منذ بدء الفصل الدراسيّ، هو ودود، تجاوز الأربعين من عمره، بدين ذو كرش ضخم يتدلّى لأسفل.

أشار بيده إلى المقعد الأماميّ خلفه مباشرة وانطلق فجأة. قعدت فورا حيث أشار، خشية السقوط مرّة أخرى، ابتسم لي من خلال مرآته معتذرا، فاكتفيت بهزّة من رأسي
وابتسامة: أن لا بأس.

سرحت في أفكاري، أرنو إلى ساعتي أرقب الوقت يمضي مهرولا، انتبه السائق لاضطرابي، وقاد بسرعة.

فجأة شعرت بألم بسبب جرح ركبتي، يصاحبه خدر غريب، وشعور بالتنميل ودبيب
كأنّ ألوف من النمل تغزوني.

تنهّدت ألما: "لربّما عادت ركبتي تنزف من جديد."

واستمرّت الحالة، تهدأ برهة وتعود بقوّة.

قاربنا على الوصول، فانحرف السائق فجأة إلى طريق الجامعة الفرعي:
" ما أحسنه لقد تذكّرني، وكم أنا ممتنة أنّه يريد تجنيبي صعود هذا المرتفع الشاهق
إلى مباني الجامعة."

الانعطاف المفاجئ أدّى إلى أن تنزلق سترته -المعلّقة خلفه- من مكانها، فرأيت يده.

- يا إلهي..
أصابعه ممتدّة إلى ركبتي تداعبها وتتحسّسها.
ما أفظع الأمر، شعرت بالاشمئزاز والغثيان يكاد يقلب معدتي.

هببت من مكاني واقفة وسط الحافلة، بصعوبة أحفظ توازني، رأيت الجالس على
المقعد المجاور ينظر إلي نظرة خبث، ويبتسم بمكر.

صحت غاضبة بالسائق: قف عندك، أريد أن أنزل الآن قبّحك الله.

نظر إليّ مستغربا، وكأنّه يقول: ما بك؟ منذ قليل كنت تتنهدين!

يبدو أن الثقب في جوربي جعله يركّز على موقع الجرح في ركبتي، الألم شتتني
عن تمييز تحرّشه بي. لكنّه تجاوب مع الأمر فورا، وتوقّف خوف الفضيحة.


أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 05-02-2013, 05:16 PM
المشاركة 2
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

خطوة إلى عالم الكبار



ارتديت سروال (جينز) وقميص بألوان زاهية، وانتعلت حذاء جديد ذا كعب العالي لقبته "بالدبابة" لشدة ضخامته وارتفاعه، جاءني هدية منذ أيام عندما بلغت عامي الثامنة عشر، اكتفيت بلمسات خفيفة من الزينة، وبعد أن أرضتني مرآتي انطلقت إلى الجامعة، حيث أدرس في سنتي الأولى...

أحسست بأنوثتي وأنا اتهادى بالشارع، وذلك من خلال عبارات ونظرات الإعجاب من المارة بسخاء تطريني، لكن لم أك مرتاحة بتلك الدبابة..

"اوه" هنالك حجر صغير يفرك تحت كعبي.. "رباه.. لا أستطيع حفظ توازني، إنني أتخبط ولا أجد شيئا أتشبث به، سأقــــــــع... "

سقطت في وضع السجود على أربع بكل ثقلي فجرحت ركبتي جرحا بليغا، وتمزق سروالي عند الركبة.
" ما أشد الألم..." والكل يهتف:

- الله يحميك..

عدت إلى البيت، كي أغير سروالي بآخر خفيف ناعم الملمس، ولأن الوقت ضيق صرفت النظر عن استبدال جوربي (الهيلا هوب النايلون) وقد تلف هو الآخر...

فكرت "لا بأس، السروال كفيل بتغطيته" ، والأهم أبدلت حذائي الدبابة بآخر مريح.. وهذا مكنني من المشي بسرعة، في محاولة لتعويض الوقت الضائع.

الحمد لله وصلت الحافلة التي أنتظرها بسرعة، ويقودها السائق اللطيف الذي أعرفه جيدا.. لقد ركبت معه مرات عديدة في السابق، هو في الأربعين من العمر، بدين جسمه مترهل وكرشه ضخم متدل، إلا أنه ودود.. وتعودنا تبادل القليل من المجاملات العابرة.

صعدت أحييه فرد برقة، وأشار بيده طالبا مني الجلوس خلفه، وانطلق فجأة.. أخذت مكاني بسرعة حيث أشار خشية السقوط مرة أخرى. بادرني بنظرة اعتذار وهو يبتسم لي من خلال مرآته، فأشرت له أن لا بأس بابتسامة.

سرحت في أفكاري، أنظر إلى ساعتي خشية التأخر.. فتجاوب معي وقاد بسرعة..

فجأة اجتاحني ألم فظيع ينبض من جرحي الطري:

"آه.. ركبتي عادت تؤلمني من جديد" .. مع خدر يسري فيها.. وتنميل يدب كجيوش نمل تغزوني
"يبدو أنها عادت تنزف من جديد" . استمر الألم يشاكسني يستكين برهة ويعود فيشتد بقوة...

لما اقتربنا من الجامعة.. انحرف السائق فجأة في الطريق الفرعي..

" ما أحسنه، لكم أشعر بالعرفان له، يريد يجنبني تسلق الشارع إلى أعلى حيث المباني قائمة."

الانعطاف الحاد جعل المعطف المعلق خلفه على المقعد ينزلق.. فبانت لي يده..

- يا للهول... أصابعه تداعب وتتحسس ركبتي...

انبعثت واقفة وسط الحافلة، أصيح به غير عابئة بالركاب ودهشتهم:

- توقف عندك أيها الحقير، أريد الترجل من هنا حالا.

استجاب وتوقف، ترجلت، أتميز غيظا.. ونظراته الجاحظة تتابعني، تتساءل باستغراب:

" لماذا ... ؟! "

- تبا لك، الثقب في جوربي السبب...


هي فعلا خطوة من الخطوات إلى عالم الكبار حيث يتجلى النزوع نحو الاستقلال بالشخصية ..
لكن هذه الخطوات غالبا ما تصطدم بالعيون المتربصة من الذئاب البشرية ..
سرد عفوي يحيلنا إلى فترة من فترات العمر الزاهية حيث نخطو خطواتنا الأولى لنكون كالكبار .
سعدت بقراءة قصتك ريما وأنتظر المزيد ..
مودتي وورودي .

قديم 05-15-2013, 08:45 AM
المشاركة 3
أحمد فضول
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الكاتبة والأديبة السيدة ريما :
كلماتك المنظمة التي جاءت بعفوية سجلت لنا عدة قضايا في حياتنا نحن بني البشر ومنها : الطالب الجامعي وهو يتجه إلى الجامعة في سنته الأولى متأبطا آمالا كبيرة لبناء مستقبله غير الواضح ، ثم هذه الثقة في النفس بعد الإستعانة بالمرآة ، ثم أحداث صغيرة لها مكانها في القصة ومدلولاتها : الكعب العالي وضعف الثقة فيه والوقوع بسبب حصاة تأتي تحت الحذاء ثم العودة إلى البيت وتغيير البنطال .... والسائق وما أدراك مالسائق في إبتسامته الودودة وحركاته المشبوهة ، ووأخيرا مغادرة الحافلة وأنت تتميزين غيظا وهو يسأل : لماذا ؟ متجاهلا وقاحته .
كل هذا في نسج قصصي ممتع ينغرس فيه القارىء وما يلبث أن تنتهي القصة بلغتها وأحداثها وأهدافها ذات القيمة الاجتماعية والنفسية .
معتذرا للاطالة مع دعائي لك بالتوفيق والتميز .

قديم 05-26-2013, 02:45 PM
المشاركة 4
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هي فعلا خطوة من الخطوات إلى عالم الكبار حيث يتجلى النزوع نحو الاستقلال بالشخصية ..
لكن هذه الخطوات غالبا ما تصطدم بالعيون المتربصة من الذئاب البشرية ..
سرد عفوي يحيلنا إلى فترة من فترات العمر الزاهية حيث نخطو خطواتنا الأولى لنكون كالكبار .
سعدت بقراءة قصتك ريما وأنتظر المزيد ..
مودتي وورودي .
وأنا أسعد بحضورك وردك الأخ والصديق الأديب رشيد ميموني...


كن بخير وصحة وعافية...


احترامي وتقديري.


تحيتي.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 06-13-2013, 12:41 AM
المشاركة 5
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الكاتبة والأديبة السيدة ريما :
كلماتك المنظمة التي جاءت بعفوية سجلت لنا عدة قضايا في حياتنا نحن بني البشر ومنها : الطالب الجامعي وهو يتجه إلى الجامعة في سنته الأولى متأبطا آمالا كبيرة لبناء مستقبله غير الواضح ، ثم هذه الثقة في النفس بعد الإستعانة بالمرآة ، ثم أحداث صغيرة لها مكانها في القصة ومدلولاتها : الكعب العالي وضعف الثقة فيه والوقوع بسبب حصاة تأتي تحت الحذاء ثم العودة إلى البيت وتغيير البنطال .... والسائق وما أدراك مالسائق في إبتسامته الودودة وحركاته المشبوهة ، ووأخيرا مغادرة الحافلة وأنت تتميزين غيظا وهو يسأل : لماذا ؟ متجاهلا وقاحته .
كل هذا في نسج قصصي ممتع ينغرس فيه القارىء وما يلبث أن تنتهي القصة بلغتها وأحداثها وأهدافها ذات القيمة الاجتماعية والنفسية .
معتذرا للاطالة مع دعائي لك بالتوفيق والتميز .
شكرا لك الأستاذ أحمد الفضول على الحضور القيم...

ولكم أسعدني ردك الآثر...

كن بخير وصحة وعافية...

تحيتي واحترامي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 06-13-2013, 03:00 AM
المشاركة 6
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
رائعة ..لكن هى لم تخطو لعالم الكبار بل عالم الاوغاد

قديم 06-14-2013, 01:45 AM
المشاركة 7
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
رائعة ..لكن هى لم تخطو لعالم الكبار بل عالم الاوغاد
شكرا أختي روان ...

لكم سعدت بتعقيبك، ومعك حق لكن الكثير منهم

صاروا هكذا... مع الأسف.

وهي خطت خطوة لتفهم هؤلاء الكبار اكثر.

أهلا بك، تحيتي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: خطوة إلى عالم الكبار.. !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صمت الكبار محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 3 01-24-2020 11:50 AM
خطوة إلى الرماد ..... تحت ظل رجل ... !!! مريم الجبوري منبر البوح الهادئ 19 07-28-2011 12:34 AM
حتى بنوم الاطفال لم يتخلصو من فنون الكبار تيمه الشمري منبر الفنون. 12 04-22-2011 08:53 AM
خطوة عامرالربيعي منبر القصص والروايات والمسرح . 10 10-23-2010 07:09 PM

الساعة الآن 02:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.