قديم 05-06-2015, 01:22 PM
المشاركة 2001
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رسالتي الى ايتام العالم في كل مكان وزمان
رسالتي الى ايتام العالم في كل مكان وزمان

تحية صادقة وتهنئة حارة وبعد،

ربما تتوقعون ان ابدأ رسالتي هذه بعبارات العطف، والود، والشفقة، وان اندب حظي وحظكم، واذرف دموعي على مصابي ومصابكم، وما الت اليه حياتي وحياتكم، وكما اعتاد الناس ان يفعلوا منذ ازمان غابرة حين يتعاملون مع موضوعة اليتم والايتام.

لكن هذا لن يحصل هذه المرة، ولذلك أسبابي التي انا بصدد شرحها لكم في رسالتي هذه، رغم انني، طبعا وحتما، لا اقلل ابدا من فداحة مصابكم وعمق جراحكم الناتجة عن فقدان اعز الناس وأقربهم اليكم، بل وامتدادكم البيولوجي الذي يعد أعظم محنة واشد مصيبة يمر بها الانسان على الاطلاق، وقد ذقت شخصيا من معين مراراتها مثلكم واحترقت اصابعي بلهيب نارها.

فهناك ادلة قاطعة ان كل تجربة فقد، وعلى رأسها فقدان الوالدين طبعا، تكون عادة متبوعة بأمواج عاتية من الحزن والالم، تصيب من يمر بتجربة الفقد تلك بالضرورة، فتزلزل كيانه، وربما تتسبب له في فقدان توازنه، وقد تغرقه في بحر عميق من الكآبة لا شاطي له، ولا مرفأ، ولا ميناء، وقد يغرق في ظلمات لا نجاة منها.

لكنني اريد ان ابشركم واهنئكم في الواقع، لان الأدلة الأخرى التي أصبحت جاهزة لدينا، وبين أيدينا، والتي توصلت اليها الدراسات الحديثة، وعلى رأسها دراستي التي تبحث بإسهاب العلاقة بين اليتم والعبقرية، تشير أيضا وتؤكد، وبما لا يدع مجالا للشك، وبادلة احصائية تتعدى عامل الصدفة، بان ما يعتبر أعظم محنة في الوجود، انما هو في الواقع، وفي نفس الوقت أعظم منحة، ومعين لا ينضب ابدا من الطاقة، ومصدر لا متناهي للإنجاز الإبداعي والعبقري.

وان موجات الحزن والكآبة التي يمكن ان تنتج عن مصاب الفقد فتدمر وتغرق الانسان في بحور الكآبة، والتيه، والمرض النفسي، وفقدان التوازن، انما هي في الواقع مصدر لا محدود ولا متناهي من الطاقة، التي تتوفر للإنسان المصاب بمثل مصيبة ومحنة الفقد تلك وتنتج عنه، ويكون مقر هذه الطاقة اللامحدودة ثنايا الدماغ.

ويلاحظ ان من يتقن ركوب موجات الحزن والكآبة تلك، بدلا ان يكون يترك نفسه ضحية لها، ويعرف كيف يستثمر تلك الطاقات المتفجرة في دماغه، ويسخرها بصورة إيجابية، وفاعلة انما يمكنه ان يصل الى اعلى القمم، والمراتب، ويحقق أعظم الإنجازات الإبداعية والعبقرية في كل المجالات...

يتبع،،،

قديم 05-10-2015, 12:56 PM
المشاركة 2002
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
احبتي يا مشاريع العظماء وعظماء المستقبل،،

هذا الكلام لا أقوله جزافا، او هو مجرد تكهنات، او ادعاءات، وانما هو قائم على دراسات علمية إحصائية، وتحليلية، وتاريخية واسعة، وبحث طال الى ما يزيد على الأربعين عاما، حاولت من خلالها فهم سر الطاقة الإبداعية ومصدرها؟! وهل هناك علاقة بين تجربة الفقد وتلك الطاقة التي تتفجر في ثنايا الدماغ فينتج عنها اعمال إبداعية مهولة ومذهلة احيانا؟!.

وقد كانت الشرارة التي أطلقت هذا البحث والاهتمام به، ملاحظتي في سن مبكرة وبمحض الصدفة انني اشترك مع كاتب روسي عظيم هو، ليو تولستوي، في تجربة فقدان الام في السنة الثانية من العمر، وأننا، انا وهو، لم نشاهد حتى صورة لها، وهي مصادفة لا شك عجيبة غريبة اشعلت نار البحث والاستقصاء في نفسي.

كنت عندها في السادسة عشرة من عمري، وكنت حتى في تلك السن المبكرة اميل الى الادب قراءة وكتابة.

وفور ملاحظتي انني اشترك مع تولستوي في تجربة الفقد المبكر، تبادر الى ذهني، احتمال ان يكون هناك علاقة بين تجربة الفقد، والميل الى الابداع في مجال الكتابة الأدبية، من واقع تجربتي الذاتية في المجال.

ومنذ تلك اللحظة سيطر على رغبة جامحة في البحث عن إجابات حول ما اثارته تلك الملاحظة من دهشة واحتمالات.

وقد كرست منذ تلك اللحظة الكثير من الوقت في البحث والاستقصاء أولا وكبداية صرت ابحث في سيرة حياة الادباء لأعرف ان كانوا جميعهم ايتام فعلا كما ظننت وكما تولد لدي من احساس؟!

وقد ساقتني الاقدار لاحقا لدراسة العلوم الإنسانية في المستوى الجامعي الاول، تخصص ادب انجليزي، كتخصص رئيسي وعلم النفس والتربية كتخصص ثانوي، وهو ما وفر لي الوسائل للتوسع في البحث واستخدام أدوات البحث العلمي المتخصص في محاولتي للحصول على إجابات في الموضوع.

ثم ساقتني الاقدار مرة أخرى الى الولايات المتحدة لاستكمال دراستي في نفس المجال وهو ما وفر لي بيئة بحث ودراسة واسعة ومتطورة ومتبحرة ومتخصصة خاصة في مجال بحوث العلوم الإنسانية تحديدا.

وانطلاقا من حدسي واحساسي العميق بوجود مثل تلك العلاقة اخترت ان اكتب رسالة ماجستير حول الموضوع، رغم ان ذلك الاختيار بدى لي في حينها مغامرة غير محمودة العواقب، وكان يمكن ان تكون مدمرة.

فقد شعرت بتردد لجنة الاشراف في قبول الفكرة او حتى استساغتها، لكنني كنت من ناحيتي مدفوعا نحوها بقوة وإصرار عجيب ومغامر، حسم ترددهم ودفعهم في نهاية المطاف لمجاراتي في البحث وتجريب حظي، على ما اظن ليس أكثر.

فكانت رسالتي لشهادة الماجستير بعنوان " الابداع والبحث عن الاكتمال Creativity and the search for fulfillment ".

وقد بحثت فيها مدى وجود علاقة بين الابداع واليتم في نماذج ثلاثة تم اختيارها للبحث، وهم الادباء سلفيا بلاث، ورالف السون وبابلو نيرودا من واقع حياة وادب الادباء الثلاثة المذكورين.

يتبع،،،

قديم 05-13-2015, 12:39 PM
المشاركة 2003
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لنتعرف على هذا الشاعر اليوناني اليتيم ثم نعود لنكمل الخطاب الى ايتام العالم في كل زمان ومكان:


يانيس ريتسوس

-مات اخوه الاكبر بمرض السل وهو في سن الثانية عشرة.
- ماتت امه وهو في سن الثانية عشرة.
- دخل والده مشفى الامراض النفسية وهو في سن السابعة عشرة.
- مرض بالسل الذي اصاب كل القري وهو في سن السابعة عشرة.

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يانيس ريتسوس


يانيس ريتسوس (Γιάννης Ρίτσος) هو شاعر يوناني ولد في أيار (مايو) عام 1909 في قرية "مونيمفاسيا" Monemvassia في جنوب شرق مقاطعة البيلوبونيز، جنوبي اليونان وتوفي في 11 نوفمبر 1990 بأثينا.



نشأته

تلقى يانيس ريتسوس تعليمه الأول في مدرسة القرية، وكتب أول قصيدة له في سنة 1917. في آب 1921 توفى أكبر أشقائه بسبب إصابته بالسل ولحقت به والدته بعد ثلاثة أشهر بداء السل أيضا الذي أصاب كامل القرية.أما والده فقد جن جنونه وفقد أمواله بسبب القمار بعد أن كان رجلاً ثرياً ينتمي إلى عائلة نبيلة تملك أراض عدة.
بعد إنهائه دروسه الثانوية انتقل إلى مدينة أثينا التي عانى فيها من الفقر بسبب قلة موارده مما أجبره على أن يقطع دروسه والعمل في مهن صغير، ككاتب ينسخ الأوراق في نقابة المحامين، وراقص هامشي بإحدى الفرق الفنية، وممثل صامت، ثم مصححاً وقارئاً لبروفات الطباعة لدى أحد الناشرين، حتى حظي بوظيفة في "المصرف الوطني" لكنه أصيب هو الآخر بمرض السل في سنة 1926 فيعود إلى قريته التي يكتب فيها ديوانه "منزلنا القديم".

يدخل والده المأوى في نفس السنة ويدخل هو أحد المصحات ويمكث فيها مدة ثلاث سنوات. خلال يتك الفترة لم يتوقف عن القراءة والكتابة كما تعرف على الوسط "التقدمي" وعند مغادرته للمصحة عاوده المرض ودخل مصحا آخر [1]. في سنة 1931 عاد ريتسوس إلى أثينا وامتهن التمثيل في أحد مسارحها. وقال ريتسوس عن تلك المرحلة من حياته :
«لم يكن لدي ناشر أول الأمر، فكان علي أن أموّل مؤلفاتي بنفسي، وكنت ما أن أستعيد جزءاً من التكاليف، بعد بيع كتاب، حتى أدفع الثاني إلى المطبعة، ولم يتسن لي الحصول على شروط عمل ملائمة إلا عند بلوغي التاسعة والأربعين من عمري، أما قبل ذلك فقد عملت مجرّد مراجع في إحدى دور النشر، ولكن ذلك أفادني كثيراً، فقد قرأت وأعدت قراءة دوستويفسكي وغيره من الأعلام. وفي وقت سابق عملت في المسرح، وكانت مهنة شاقة، وفوق ذلك كان علي أن أهتم بأسرتي، كنت أحتاج إلى نوم عميق، لكنني في تلك الفترة لم أستطع ذلك حتى نشرت "سوناتا في ضوء القمر" ونلت الجائزة الوطنية للشعر، فتحسنت أحوالي. وفي بداية عام 1956 وقعت عقداً مع دار "كيذروس" التي رغم ظروف عديدة لم أتخل عنها قط، إن الإخلاص خصلة مهمة في نظري»

بدايته الشعرية
في سنة 1934 قام يانيس بإصدار أول ديوان له ويحمل اسم "تراكتورات"، وفي السنة التالية أصدر ديوانه الثاني وسماه "أهرامات"، وكان قد كتب معظم القصائد هذان الديووان خلال القترة التي قضاها في المصحة[1]. ألهمت الأحداث الدامية التي عرقتها بلاده لكتابة قصائده. فقصيدته الشهيرة "أبيتافيوس" عرفت النور إثر مقتل ثلاثين عامل تبغ وجرح ما يقارب الثلاثمائة منهم إثر تظاهرة في أيار 1934 فتحت فيها الشرطة اليونانية النار عليهم وتخلد قصيدة "أبيتافيوس" ذكرى تلك الأحداث الدامية فهي قصيدة جنائزية تتكون من عشرين نشيداً أو ترنيمة مشدودة إلى الذاكرة الجمعية بوشائجها الشعورية بالغناء العامي والأسطورة الوثنية والطقس الأرثوذكسي [1]. صادر النظام العسكري الذي كان يحكم اليونان ال قصيدة وأحالها إلى محرقة الكتب أمام أعمدة معبد زيوس ويقوم ميكيس ثيودوراكيس في سنة 1961 بتلحين هذه القصيدة [1].
في عام 1937 أصدر ريتسوس كتابه "نشيد أختي" وفي ترجمات أخرى "أغنية أختي". أعجب كوستيز بالاماس الذي كان يعتبر أشهر الأدباء اليونانيين في تلك الفترة ويقول فيه : "إننا ننحني أيها الشاعر كي تمر". واصد ريتسوس اصدراته الأدبية ونشر في سنة 1938 كتابه "سمفونية الربيع" وبعده بسنتين "مسيرة المحيط". تدهورت حالته الصحية خلال سنوات الحرب العالمية الثانية خلال سنوات الحرب ما بين 1940 و1944 تسوء حالته الصحكما يعاني اليونان من جوع وفقر كبير. يكتب إحد الصحافيين عن حالة ريتسوس في إحدى الصحف اليونانية لتبيه المثقفين بحالته ويتم جمع التبرعات له ولكنها رُفضت من قبل ريتسوس الذي طلب توزيعها على جميع الكتاب والشعراء المحتاجين [1] ورغم حالته لم يتوقف ريتسوس عن الكتابة ولكن السلطات النازية التي كانت تحتل اليونان قامت بمنع كتابه " "تجربة" [1].
كفاحه

وغادر ريتسوس أثينا في سنة 1945 واستقر في بلدة كوزاني التي أسس فيها مسرحاً شعبياً وكتب مسرحيته "أثينا تحت السلاح" وقصيدة طويلة بعنوان "حاشية الانتصار" ثم يرجع إلى أثينا ويكتب مجموعتين خلال عامين: "يونانية" و"سيدة الكروم". ويتم اعتقاله من منزلـه في 1948 وسط حملات قامت بها الشرطة ويتم اقتياده إلى مخيم للأسرى في جزيرة ليمنوس. وينقل إلى سجن "ماكرونيسوس" في 1949 ويعذب فيه تعذيبا شديدا.خلال سجنه قام بكتابة مجموعته "زمن الحجر"، التي طمرها في التراب. تم العثور على أوراق المجموعة بعد سنوات وتم طباعتها [1]. ينقل ريتسوس في عام 1950 إلى سجن آخر، ويكتب: "رسالة إلى جوليو ـ كوري"، و"أزقة العالم"، و"النهر ونحن". تم تأسيس لجنة أوروبية متكونة من شعراء ومثقفين مطابة بحريته وذلك بمبادرة من الشاعر الفرنسي لويس أراغون الذي وصفه سنة 1956 بأنه "ارتجافة جديدة في الشعر الحديث" ويتم إخلاء سبيله في سنة 1952 ويكتب "الرجل ذو القرنفل". في عام 1954 يجمع بعض القصائد التي كتبها في السجن ويطبع كتابه "سهر" [1].
يتزوج فاليستا جيورجياديس التي كان قد تعرف عليها خلال الحرب، التي تنجب له في 1955 ابنته "أري" ويكتب لها "نجمة الصبح" ويزور الاتحاد السوفييتي سنة 1956 ويكتب قصيدته الطويلة "سوناتا في ضوء القمر" وعبرها يبدأ ريتسوس مرحلة المونولوجات الدرامية ـ الشعرية وتنال هذه القصيدة الجائزة الوطنية الكبرى للشعر الهيليني سنة 1956. ثم توالت كتبه "وقائع"، "صفاء شتوي"، "مرمدة" المستوحى من موت فتاة صغيرة، وفيه القصيدة المعروفة "شكل الغياب". كما يزور رومانيا في عام 1958 ويواصل كتابته ويهدي قصيدة "القديس الأسود" إلى المناضل الإفريقي باتريس لومومبا[1] كما يلتقي سنة 1962 خلال زيارته لبراغ ابلشاعر التركي ناظم حكمت.
انقلاب 67

في عام 1967 يعرف اليونان انقلابا ويعود العسكريون إلى سدة الحكم ويلقى القبض على يانيس ويسجن في جزيرة ياروس ويمنع فيه من الكتابة ثم ينقل إلى مخيم في جزيرة "ليروس"، وسمح له فيه بالكتابة والرسم. وفي آب 1968 يدخل ريتسوس قسراً جناح السرطان في أحد مستشفيات أثينا ثم يعاد إلى جزيرة "ليروس". أطلق لويس أراغون حملة جديدة وواسعة إذ ضمّت أشهر الأدباء الأوروبيين كللت بإطلاق مشروط ليانيس ووضع تحت الإقامة الجبرية في بيته العائلي في كارلوفاسي. ساءت حالته النفسية والجسدية بعد شهر من أطلاقه سراحه ولم يتمكن من السفر إلى أثينا إلا في سنة 1970 وذلك لإجراء بعض الفحوصات الطبية. وكتب فيها مجموعته "الممشى والدرج" وفي ترجمة أخرى لعنوان المجموعة "الممر والسلالم" [1].
في سنة 1974 يسقط النظام العسكري ويصعد نظام "الوحدة الوطنية" وتمنحه جامعة تسالونيك شهادة الدكتوراه الفخرية: "لكونه يشمخ منذ أربعين سنة كركيزة للأمة اليونانية وكصوت لها". ويحصل على الجائزة الدولية الكبرى للشعر وتم ترشيحه إلى جائزة نوبل في الأدب ولكنه لم يتحصل عليها [1].

قديم 05-20-2015, 01:44 PM
المشاركة 2004
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
احبتي يا عظماء المستقبل،،
المهم انني تمكنت في نهاية المطاف من انجاز رسالة الماجستير بعد دراسة مستفيضة أولا لتاريخ الادب مركزا فيها على محاولات من سبقني لتقديم تفسير لسر الطاقة الابداعية ومصدرها، ومن ثم ومن خلال تحليل لأدب وحياة الادباء تحت الدراسة.

وقد ايدت تلك الدراسة وجود علاقة حتمية بين تجربة الفقد والميل الى الابداع على الأقل لدى الادباء الثلاثة الذين تم اختيارهم للدراسة.

وقد تمكنت من اقناع اللجنة المشرفة بتلك الفرضية لتكون دراستي اول دراسة تحليلية تتناول الموضوع من هذا الباب، وليتبين لي انه وعلى الرغم من المحاولات العديدة لفهم سر الطاقة الإبداعية ومصدرها، والتي تعود بداياتها الى عصر الفلاسفة الاغريق، وعلى الرغم من تعدد النظريات التي حاولت تفسير سر الطاقة الإبداعية تاريخيا، كما وعلى الرغم انه تبين بأن علماء النفس حديثي العهد مثل فرويد قد لاحظوا وجود علاقة بين المآسي والابداع والأزمات النفسية اللاحقة فان بحثي كان اول بحث يعالج موضوع العلاقة بين الابداع والفقد، وذلك بشهادة اللجنة المشرفة.

كان ذلك في بدايات 1980 واذكر حينها انني قمت ببحث مسهب في الانترنت للتأكد ان كان أحدا قد سبقني الى تلك الفرضية وذلك الاكتشاف، ليتبين لي ان المكتبة كانت في حينه لا تحتوي على أي بحث من هذا الصنف، وانما اقتصرت الدراسات السابقة على بحوث عامة حول سر الطاقة الإبداعية ومصدرها، وقد فشلت كافة الدراسات الإحصائية في إعطاء جواب حاسم حول السبب وراء امتلاك البعض دون غيرهم لطاقات إبداعية وعبقرية خاصة في مجال القيادة.

يتبع ،،،

قديم 07-12-2015, 01:19 PM
المشاركة 2005
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
كلما لفت انتباهي شخص ترك بصمة واضحة في التاريخ قلت لا بد انه ذاق مرارة اليتم وقد تبين ان هذا هو حال هذا العبقري الذي ترك بصمة واضحه فهو يتيم الاب وآلام كما تقول وكيبيدا بنصها الانجليزي :

*
عبد الرحمن الكواكبي

born in حلب, Syrian Arab Republic January 01, 1854
diedJune 14, 1902

ولد عبد الرحمن الكواكبي بن أحمد في عام 1854 ، وعندما بلغ السادسة من عمره توفيت والدته ، فأرسله أبوه إلى خالته بأنطاكية ، فحضنته وعلمته القراءة والكتابة واللغة التركية ، ثم عاد إلى حلب ليتابع دراسته في المدرسة الكواكبية ، وكان أبوه مديراً لها ومدرساً فيها ، فتعلم مبادئ الدين واللغة العربية . ثم تلقى العلوم العصرية الرياضية والطبيعية وأتقن اللغتين التركية والفارسية تكلماً وكتابة . وكانت صحف استانبول تصل إلى حلب وفيها خير المترجمات عن العلوم والآداب الغربية ، فراح يعب منها حتى استقام لسانه واتسع أفقه .

عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره عين محرراً غير رسمي لجريدة فرات ، وهي الجريدة الرسمية التي كانت تصدرها الحكومةباللغتين العربية والتركية ، وبعد عام أصبح محرراً رسمياً لهذه الجريدة براتب شهري قدره 800 قرش . عام 1878 أنشأ الكواكبي جريدة الشهباء وراح يحرر فيها بالاشتراك مع هاشم العطار ، وهي أول جريدة خاصة وأول جريدةعربية تصدر في حلب ، فكان له قصب السبق في هذا المجال . ولكن الوالي كامل باشا أغلقها ، بعدما صدر منها 15 عدداً فقط .فأنشأ عام 1879 جريدة الاعتدال فألغاها الوالي شريف باشا .

خلال الفترة من 1879 و 1886 تقلد عدة وظائف حكومية منها : عين عضواً فخرياً في لجنتي المعارف والمالية ، وفي لجنةامتحان المحامين ، ثم مديراً فخرياً لمطبعة الولاية الرسمية ، فرئيساً فخرياً للجنة الأشغال العامة ، فعضواً في محكمة التجارة بولايةحلب . وكان فيها موضع الثقة والإعجاب لسمو نفسه وسعة مداركه وحبه لبني قومه وسعيه في الإصلاح ، فوقف له والي حلب بالمرصاد ، فاستقال من عمله الوظيفي .

افتتح الكواكبي مكتباً خاصاً للمحاماة ، يفتي فيه أصحاب الدعاوى ، ويحرر معروضات المتظلمين من الحكام لتقدم إلى المراجع العليا ، ويفيد المراجعين من المحامين ، ويرشدهم فيما يشكل عليهم من أحكام الأنظمة والقوانين .

سكن الكواكبي في القاهرة بشارع الإمام الحسين بالقرب من الأزهر ، ولقد عرف في مصر واشتهر أمره عندما نشر كتابه أم القرى الذي سمى نفسه فيه بالسيد الفراتي ، وكان قد ألفه في حلب قبل سفره إلى مصر . ثم نشر باسم مستعار هو الرحالة ك في جريدة المؤيد القاهرية مقالات عن الاستبداد ما لبث أن نقحها وزاد عليها ، في كتاب يحمل العنوان طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد . وبتكليف من الخديوي عباس ليحصل على المبايعة له بالخلافة ، قام الكواكبي ، مقابل راتب شهري قدره 50جنيهاً ، بجولة في شبه الجزيرة العربية وسواحلها والهند ودول شرقي آسيا ، وفي سواحل إفريقية الشرقية والغربية ، دامت ستة أشهر ، وبعد عودته بثلاثة أشهر توفي ( يقال مسموماً ) مساء الخميس 1902/6/14 ،

Al-Kawakibi was born into a distinguished family around 1849 in Aleppo. His parents died while he was still very young. He was raised by his aunt in Antioch, where he was tutored by his mother’s maternal uncle. He also attended al-madrasa al-kawakibiyya in Aleppo. As a child he learned the Turkish and Persian languages, but was regularly exposed to European ideologies and culture. As a young man, Al-Kawakibi was very interested in literature and politics, having edited Furat, the official paper of Aleppo from 1875-1880. He also edited the highly influential reformist journal, al-Manar, which was started by Rashid Rida, another influential Islamic scholar.

قديم 08-16-2015, 09:38 AM
المشاركة 2006
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

رسالتي الى ايتام العالم في كل مكان وزمان


تحية صادقة وتهنئة حارة وبعد،


ربما تتوقعون ان ابدأ رسالتي هذه بعبارات العطف، والود، والشفقة، وان اندب حظي وحظكم، واذرف دموعي على مصابي ومصابكم، وما الت اليه حياتي وحياتكم، وكما اعتاد الناس ان يفعلوا منذ ازمان غابرة حين يتعاملون مع موضوعة اليتم والايتام.


لكن هذا لن يحصل هذه المرة، ولذلك أسبابي التي انا بصدد شرحها لكم في رسالتي هذه، رغم انني، طبعا وحتما، لا اقلل ابدا من فداحة مصابكم وعمق جراحكم الناتجة عن فقدان اعز الناس وأقربهم اليكم، بل وامتدادكم البيولوجي الذي يعد أعظم محنة واشد مصيبة يمر بها الانسان على الاطلاق، وقد ذقت شخصيا من معين مراراتها مثلكم واحترقت اصابعي بلهيب نارها.


فهناك ادلة قاطعة ان كل تجربة فقد، وعلى رأسها فقدان الوالدين طبعا، تكون عادة متبوعة بأمواج عاتية من الحزن والالم، تصيب من يمر بتجربة الفقد تلك بالضرورة، فتزلزل كيانه، وربما تتسبب له في فقدان توازنه، وقد تغرقه في بحر عميق من الكآبة لا شاطي له، ولا مرفأ، ولا ميناء، وقد يغرق في ظلمات لا نجاة منها.


لكنني اريد ان ابشركم واهنئكم في الواقع، لان الأدلة الأخرى التي أصبحت جاهزة لدينا، وبين أيدينا، والتي توصلت اليها الدراسات الحديثة، وعلى رأسها دراستي التي تبحث بإسهاب العلاقة بين اليتم والعبقرية، تشير أيضا وتؤكد، وبما لا يدع مجالا للشك، وبادلة احصائية تتعدى عامل الصدفة، بان ما يعتبر أعظم محنة في الوجود، انما هو في الواقع، وفي نفس الوقت أعظم منحة، ومعين لا ينضب ابدا من الطاقة، ومصدر لا متناهي للإنجاز الإبداعي والعبقري.


وان موجات الحزن والكآبة التي يمكن ان تنتج عن مصاب الفقد فتدمر وتغرق الانسان في بحور الكآبة، والتيه، والمرض النفسي، وفقدان التوازن، انما هي في الواقع مصدر لا محدود ولا متناهي من الطاقة، التي تتوفر للإنسان المصاب بمثل مصيبة ومحنة الفقد تلك وتنتج عنه، ويكون مقر هذه الطاقة اللامحدودة ثنايا الدماغ.


ويلاحظ ان من يتقن ركوب موجات الحزن والكآبة تلك، بدلا ان يكون يترك نفسه ضحية لها، ويعرف كيف يستثمر تلك الطاقات المتفجرة في دماغه، ويسخرها بصورة إيجابية، وفاعلة انما يمكنه ان يصل الى اعلى القمم، والمراتب، ويحقق أعظم الإنجازات الإبداعية والعبقرية في كل المجالات...

قديم 08-16-2015, 09:44 AM
المشاركة 2007
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
احبتي يا مشاريع العظماء وعظماء المستقبل،،

هذا الكلام لا أقوله جزافا، او هو مجرد تكهنات، او ادعاءات، وانما هو قائم على دراسات علمية إحصائية، وتحليلية، وتاريخية واسعة، وبحث طال الى ما يزيد على الأربعين عاما، حاولت من خلالها فهم سر الطاقة الإبداعية ومصدرها؟! وهل هناك علاقة بين تجربة الفقد وتلك الطاقة التي تتفجر في ثنايا الدماغ فينتج عنها اعمال إبداعية مهولة ومذهلة احيانا؟!.


وقد كانت الشرارة التي أطلقت هذا البحث والاهتمام به، ملاحظتي في سن مبكرة وبمحض الصدفة انني اشترك مع كاتب روسي عظيم هو، ليو تولستوي، في تجربة فقدان الام في السنة الثانية من العمر، وأننا، انا وهو، لم نشاهد حتى صورة لها، وهي مصادفة لا شك عجيبة غريبة اشعلت نار البحث والاستقصاء في نفسي.


كنت عندها في السادسة عشرة من عمري، وكنت حتى في تلك السن المبكرة اميل الى الادب قراءة وكتابة.


وفور ملاحظتي انني اشترك مع تولستوي في تجربة الفقد المبكر، تبادر الى ذهني، احتمال ان يكون هناك علاقة بين تجربة الفقد، والميل الى الابداع في مجال الكتابة الأدبية، من واقع تجربتي الذاتية في المجال.


ومنذ تلك اللحظة سيطر على رغبة جامحة في البحث عن إجابات حول ما اثارته تلك الملاحظة من دهشة واحتمالات.


وقد كرست منذ تلك اللحظة الكثير من الوقت في البحث والاستقصاء أولا وكبداية صرت ابحث في سيرة حياة الادباء لأعرف ان كانوا جميعهم ايتام فعلا كما ظننت وكما تولد لدي من احساس؟!


وقد ساقتني الاقدار لاحقا لدراسة العلوم الإنسانية في المستوى الجامعي الاول، تخصص ادب انجليزي، كتخصص رئيسي وعلم النفس والتربية كتخصص ثانوي، وهو ما وفر لي الوسائل للتوسع في البحث واستخدام أدوات البحث العلمي المتخصص في محاولتي للحصول على إجابات في الموضوع.


ثم ساقتني الاقدار مرة أخرى الى الولايات المتحدة لاستكمال دراستي في نفس المجال وهو ما وفر لي بيئة بحث ودراسة واسعة ومتطورة ومتبحرة ومتخصصة خاصة في مجال بحوث العلوم الإنسانية تحديدا.


وانطلاقا من حدسي واحساسي العميق بوجود مثل تلك العلاقة اخترت ان اكتب رسالة ماجستير حول الموضوع، رغم ان ذلك الاختيار بدى لي في حينها مغامرة غير محمودة العواقب، وكان يمكن ان تكون مدمرة.


فقد شعرت بتردد لجنة الاشراف في قبول الفكرة او حتى استساغتها، لكنني كنت من ناحيتي مدفوعا نحوها بقوة وإصرار عجيب ومغامر، حسم ترددهم ودفعهم في نهاية المطاف لمجاراتي في البحث وتجريب حظي، على ما اظن ليس أكثر.


فكانت رسالتي لشهادة الماجستير بعنوان " الابداع والبحث عن الاكتمال Creativity and the search for fulfillment ".


وقد بحثت فيها مدى وجود علاقة بين الابداع واليتم في نماذج ثلاثة تم اختيارها للبحث، وهم الادباء سلفيا بلاث، ورالف السون وبابلو نيرودا من واقع حياة وادب الادباء الثلاثة المذكورين.


يتبع،،،

قديم 08-16-2015, 09:45 AM
المشاركة 2008
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
احبتي يا عظماء المستقبل،،
المهم انني تمكنت في نهاية المطاف من انجاز رسالة الماجستير بعد دراسة مستفيضة أولا لتاريخ الادب مركزا فيها على محاولات من سبقني لتقديم تفسير لسر الطاقة الابداعية ومصدرها، ومن ثم ومن خلال تحليل لأدب وحياة الادباء تحت الدراسة.

وقد ايدت تلك الدراسة وجود علاقة حتمية بين تجربة الفقد والميل الى الابداع على الأقل لدى الادباء الثلاثة الذين تم اختيارهم للدراسة.

وقد تمكنت من اقناع اللجنة المشرفة بتلك الفرضية لتكون دراستي اول دراسة تحليلية تتناول الموضوع من هذا الباب، وليتبين لي انه وعلى الرغم من المحاولات العديدة لفهم سر الطاقة الإبداعية ومصدرها، والتي تعود بداياتها الى عصر الفلاسفة الاغريق، وعلى الرغم من تعدد النظريات التي حاولت تفسير سر الطاقة الإبداعية تاريخيا، كما وعلى الرغم انه تبين بأن علماء النفس حديثي العهد مثل فرويد قد لاحظوا وجود علاقة بين المآسي والابداع والأزمات النفسية اللاحقة فان بحثي كان اول بحث يعالج موضوع العلاقة بين الابداع والفقد، وذلك بشهادة اللجنة المشرفة.

كان ذلك في بدايات 1980 واذكر حينها انني قمت ببحث مسهب في الانترنت للتأكد ان كان أحدا قد سبقني الى تلك الفرضية وذلك الاكتشاف، ليتبين لي ان المكتبة كانت في حينه لا تحتوي على أي بحث من هذا الصنف، وانما اقتصرت الدراسات السابقة على بحوث عامة حول سر الطاقة الإبداعية ومصدرها، وقد فشلت كافة الدراسات الإحصائية في إعطاء جواب حاسم حول السبب وراء امتلاك البعض دون غيرهم لطاقات إبداعية وعبقرية خاصة في مجال القيادة.

يتبع ،،،

قديم 08-16-2015, 10:00 AM
المشاركة 2009
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

كل الشواهد تشير الى ان الايتام هم محرك التطور والتقدم واداة المجتمعات لتحقيق قفزات حضارية هائلة، فمنهم يأتي العظماء والعباقرة في كل المجالات.
وعليه على المجتمعات ان تعتبرهم منذ لحظة يتمهم على أساس انهم مشاريع العظماء والعباقرة والمحرك الحضاري الاهم، وان تعاملهم على ذلك الأساس، وان توفر وتقدم لهم كل الدعم والمساندة لتحصد ثمرة طاقات عقولهم المهولة نتائج إيجابية وانجازات تنفع المجتمعات بدلا من تحولهم لعبء واداة تدمير.

قديم 08-23-2015, 08:58 AM
المشاركة 2010
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

ان غياب الرعاية والكفالة للأيتام بافضل صورها يعني على الأرجح انحراف وشذوذ في نموهم وسلوكهم وطاقات عقولهم المهولة والتي تشكلت بفعل يتمهم ...وبالتالي تحولهم الي ادوات تدمير رهيبة في المجتمعات بدلا من ان يصبحوا ادوات تعمير وبناء وتقدم حضاري. *


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 44 ( الأعضاء 0 والزوار 44)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 12:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.