احصائيات

الردود
0

المشاهدات
376
 
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8


ثريا نبوي will become famous soon enough

    موجود

المشاركات
6,120

+التقييم
4.80

تاريخ التسجيل
Oct 2020

الاقامة

رقم العضوية
16283
10-01-2023, 06:45 PM
المشاركة 1
10-01-2023, 06:45 PM
المشاركة 1
افتراضي الموضـــــــوع فيـــــه إنّ
الموضـــــوع فيــــــــه إنّ

ما قصة هذه الـ "إنّ" ؟ وما أصل هذه العبارة التي ورثناها أبًا عن جد؟
إذ عادةً ما يُقال للموضوع الذي فيه شك وسوءُ نية: الموضوع فيه إنّ

كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه «علي بن مُنقِذ»، وكان تابعًا للملك (محمود بن مرداس)
حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى دمشق .

طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب.
وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك،
بل وكان الكاتبُ - أحيانًا - يصيرُ ملِكًا إذا مات الملك.

شعَرَ الكاتبُ أنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًّا، ولكنه كتبَ في نهايتها
"إنَّ شاء اللهُ تعالى" بتشديد النون!

لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، حيث حرف النون في "إن" لايحتاج الى شدة، بل هو حرفٌ ساكنٌ،
وهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شيء ما حينما شدّدَ تلك النون!
ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى:
( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )
ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة:
« إنّا الخادمُ المقرُّ بالإنعام ».
بتشديد النون في إنّا ! والصحيح أنها (أنا) وبدون شدة على النون.

فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى:
(إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها)
واطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر.

من هذه الحادثةِ صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو سوءُ نية أو غموض:
« الموضوع فيه إنّ » !

كان القرآنُ إطارَ الحياة.

قال ابنُ الأثير :
وهذا من أعجبِ ما بلغَني من حِدّةِ الذِّهنِ وفطانِة الخاطر، ولولا أنه صاحبُ الحادثةِ المَخُوفةِ لَمَا تفطَّن إلى مثلِ ذلك أبدًا؛
لأنه ضَربٌ من عِلمِ الغيب، وإنما الخوفُ دلَّه على استنباطِ ما استنبطَه.

المصادر:
كتاب المثَل السائرفي أدب الكاتب والشاعر
للعلّامة : ضياء الدين بن الأثير


مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.