احصائيات

الردود
0

المشاهدات
4549
 
محمد عفيفى
من آل منابر ثقافية

محمد عفيفى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
6

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة

رقم العضوية
12206
07-17-2013, 02:04 AM
المشاركة 1
07-17-2013, 02:04 AM
المشاركة 1
افتراضي التعليم الجامعي .... حقيقة ام زيف ؟
[justify]فلنطرح سؤالا مبدئيا لاستبيان الفكرة .. لماذا تم اختيار التعليم الجامعى – خصوصا – لجعله مجالا للطرح فى هذا المقال دون سائر المراحل التعليمية ؟ هل بسبب اهميته البالغة الاهمية ؟ ام بسبب اختلاف حيثياته عن اقرانه من المراحل التعليمية السابقة له ؟ ام بسبب حالة الانهيار التى اصابته ولحقت به ؟ اعتقد ان السبب فى ذلك كافة ما سبق !
فلنبدأ اولا بوضع تعريف مبسط لما يسمى "مرحلة التعليم الجامعى" عامة فى كل دول العالم المتقدم والساعى الى التقدم . يمكننا القول بأنه مرحلة تختلف عن باقى مراحل التعليم فى أنه يعد مرحلة تلقّي العلم الحقيقي ، فمن المفترض ان تكون المراحل الاولية للتعليم والتى تسمى "مرحلة التعليم الاساسى" مراحل لتدريب الطالب على كيفية تلقّي المعلومات والبحث عنها واستيعابها ؛ ليكون الطالب مؤهلا بعد ذلك للالتحاق بالتعليم الجامعي ليبدأ مرحلة جديدة بطريقة تعامل مع المعلومات تختلف تماما عن المسار الذى تم نهجه فيما سبق من مراحل . ففى هذه المرحلة من التعليم يدرك الطالب –او من المفترض ان يدرك- ماهية العلم وحقيقته ، وأن يدرك كيف يتلقاه ويطبقه ويستفيد منه ، سواء سلك سبيل البحث العلمى او قرر الانفتاح على سوق العمل .
ولكن .. كيف هو الواقع فى مصر ، بل فى سائر البلاد العربية ؟ فى الواقع استعجب كثيرا من اسم الوزارة المختصة بالاهتمام بهذه المرحلة الحرجة (مرحلة التعليم الجامعى ) ! فكيف يكون اسم الوزارة هو "وزارة التعليم العالى" ، والتعليم فى هذه المرحلة ابعد ما يكون عن العلو ؟ تعليم بلا تعليم ... اساتذة جامعيون لا يصلحون حتى لاطلاق لفظة "استاذ جامعى" على احدهم الا من رحم ربى !
الوضع الذى سار عليه منوال الدراسة الجامعية شأنه شأن غيره من المراحل ، وهو التلقين والحفظ والتدريب على الاسئلة (المكررة ) ، من أجل ماذا ؟ فقط من أجل اجتياز الامتحان . واعجب كل العجب من النظام المتبع وهو نظام (التقدير) ، فكيف يكون هذا النظام قائما بذاته ، والطالب والاستاذ بينهما كما بين الشمس والقمر ؟!
اننى لمتأكد تمام التأكد من أن النسبة الغالبة من طلبة الجامعات يجتازون امتحاناتهم – وبأعلى الدرجات- وهم لا يفقهون ما يكتبون ولا علام يتحدثون ! اصبح الشغل الشاغل للطلبة هو الحصول على تقدير معقول بأى طريقة كانت من اجل – ظنا منه – انه سيحصل على وظيفة تناسبه بعد التخرج. اصبح الهدف من الجامعة هو اعتبارها وسيلة للحصول على المادة ، دون ابداء اى اهتمام او اعتبار تجاه الغاية المثلى ألا وهى انشاء جيل يعي المعنى الذهبي للعلم والتطبيق .
فلنا ان نعجب كل العجب من حال الكليات فى معظم الجامعات ، فعلى سبيل المثال : كلية الطب . يدرس فيها الطالب لسنوات تزيد عن الست ، وبعدها لا بد من تدريب عملي لا علاقة له بما درسه لكى يتشرب فن المهنة ويصبح طبيبا ! واستغل هذه الفرصة للتأكيد على كلامى بموقف حي حدث معى شخصيا ، حيث سألت طالبا فى سنة الامتياز بكلية الطب ممن حصلوا على تقديرات عالية لاقيمة لها ، سألته عن شئ يختص بالتهاب الحلق ، فاجابنى بما احزننى وافزعنى قائلا :" لست اتذكر ... فقد كان هذا منذ سنوات " !!! ما السبب وراء ذلك ؟ السبب ولا شك هو طريقة الحفظ والتلقين التى يسير عليها كل من الاساتذة والطلاب ، فالنتيجة التى لابد منها هى النسيان ولا حرج !
وكما أن لنا الحق فى التعجب مما آل اليه وضع التعليم العالى المتدنى المستوى ، فلنا ايضا ان نتعجب من الطرق التى يقدمها مسئولون لحل الازمة . ولكن ماذا نتوقع من مسئول ليس بمسئول ؟ تجدهم يقترحون اقتراحات لا تدرى هل تضحك على سذاجتها ام تبكى على فشلها ! وخير مثال على ذلك : الدورات التدريبية التى يقدمونها لاساتذة الجامعة لتطوير مستواهم وقدراتهم على توصيل المعلومة ، ثم تجئ الفاجعة الكبرى .... ترى ان من يقوم بمحاضرة هؤلاء المحاضرين شباب فى سن العشرين والثلاثين ، رجل يعلّم رجلا فى مثل سن ابيه . وهنا اود الاشارة الى ان هذا لا حرج فيه فى مجتمعات تقدر العلم وقيمة العلماء ، فليس المعيار هو تقدم السن او حداثته ، وانما المعيار والمقياس هو ما يزخر به عقل المرء من علم ، ولنا ان نتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب –رضى الله عنه - : " ليس العلم على حداثة السن وقدمه ، فان الله يضعه حيث يشاء " ، ولكن من فى مجتمعنا العجوز هذا يدرك هذه القيمة ؟ فلا بد من ان يأخذ الاستاذ ذا الخمسين او الستين عاما نوع من الكبرياء والترفع عن وضعه فى مثل ذلك الموضع . وياليت ما يقدمونه فى مثل هذه الدورات يأتى بجديد ، ولكن – ولله الامر من قبل من بعد – تجد السطحى من المعلومات والساذج منها ، مما ينفّر اى جالس فى مثل هذه المجالس .
ولا اود ان اختم المقال بدون اعطاء حل او وجهة نظر لحل لهذه القضية . اجتهادى الشخصى ان المعيار الذى يتم به اختيار (المعيدين ) لا يجب ان يكون كما هو كائن . فليس بالضرورة ان يكون الاول على دفعته هو المدرس الجامعى النتظر مطلقا . فليس كل من لديه المعلومة قادر على توصيلها ، وذلك عن تجارب حقيقية واقعية حدثت معى شخصيا ! فلا بد من وضع اختبارات وشروط قاسية لا ختيار من يتولى هذه المهمة العظيمة ؛ لكى يحمل راية العلم من جديد فى بلد ظل منارته ومهده لقرون طويلة . وبذلك نكون قد أنشأنا جيلا من الاساتذة الجامعيين على حق ، وعليهم بالضرورة ان يتولوا – انفسهم – مهمة تنشئة جيل الطلبة الجديد . باختصار ... علينا اتباع سياسة الهرم المقلوب .
[/justify]


 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: التعليم الجامعي .... حقيقة ام زيف ؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين: لام التعليل - لام الجحود - لام الأمر ثريا نبوي منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 05-27-2022 10:14 AM
برنامج حول التعليم في النوبة محمد صلاح جمالى منبر مختارات من الشتات. 0 07-27-2011 01:15 AM

الساعة الآن 10:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.