احصائيات

الردود
18

المشاهدات
6337
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.40

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
04-06-2012, 09:17 PM
المشاركة 1
04-06-2012, 09:17 PM
المشاركة 1
افتراضي متى يدفع المبدع بانتاجه الابداعي الى المطبعة؟
متى يدفع المبدع بانتاجه الابدعي الى المطبعة؟

- هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟
- هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟
- هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟
- الا تمر علينا لاحظات او حتى اوقات طويلة نتعجب فيها من اين جاءت نصوصنا الابداعية؟
- اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟
- هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الابداعي المرهق الى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على اعدامه على اعتبار انه ليس له قيمة او شأن؟
- هل يحق للناشر ان يصدر حكما برفض المنتج الابداعي لانه لا يرتقي الى مستوى ذوقه الفردي او مصلحته التجارية؟
- الم يعرف التاريخ كم هائل من الاعمال الابداعية المهولة التي كانت قد لاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين انها كانت سابقة لاوانها وانها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصروا العمل الابداعي وتطلب فهم محتواه زمن طويل؟
- هل صحيح ان الفنان الحقيقي لا يرضى ابدا عن عمله الابداعي؟

اذا...
- متى يدفع الفنان او المبدع عمله الابداعي الى المطبعة؟
بمعنى ،،
- هل يمكن توليد نص كامل ام على المبدع الاكتفاء بالنص على ما هو عليه، وقت ولادته، وعلى اعتبار انه لا يمكن توليد نص كامل؟

ايها الكرام يا سكان منابر ...من فضلكم تعالوا نتحاور ..

اهلا وسهلا بكم.


قديم 04-06-2012, 09:37 PM
المشاركة 2
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابتسمت حين قرأت العنوان لأنني توقعت أنك سـ تكتب في هذا الموضوع بعد أن قرأتُ الحوار الذي دار بينك وبين الأستاذ أحمد النجار ..

وحدث ما توقعت بالفعل ..

وسـ أعودُ هُنا لأشارككم الحوار بإذن الله ..

تحيّتي لك َ ~ أ. أيوب

قديم 04-06-2012, 11:29 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اشكرك يا امل

طب ايش رأيك في الموضوع.

قديم 04-07-2012, 02:28 AM
المشاركة 4
المها اليامي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟
نعم / إن وصل المبدع لمرحلة التشبع والنضوج الإبداعي المعتدل والمتزن
لا / المبتدئ ذو الخبرة القليلة بمجاله الإبداعي المتخبط بين الجيد والرديء وكذلك المغرور المتكبر المتحيز والمعجب بمنتجه

هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟
نعم / إن وردت الفكرة أولاً وكان الإسترسال بخطوات ثابتة نحو صياغتها
لا / إن كان العمل إرتجالياً ومن دون قواعد محددة ك ( المحاورات الشعرية ) ومجاراة الشعراء بالأبيات

هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟
واعي لحد الجنون

الا تمر علينا لاحظات او حتى اوقات طويلة نتعجب فيها من اين جاءت نصوصنا الابداعية؟
لا تمر تلك الأفكار بل هي مقيمة لدينا

اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟
بأغلب الأحيان لا يمكن فالعقل الباطن مجهول الهوية مجهول العطاء مجهول الأحكام أما الواعي المحدود بوعيه فالأحكام التي يصدرها تكون بمجملها تعسفية

هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الابداعي المرهق الى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على اعدامه على اعتبار انه ليس له قيمة او شأن؟
من واقع تجربتي الشخصية وجدت الإعدام أسهل الطرق لراحة البال

هل يحق للناشر ان يصدر حكما برفض المنتج الابداعي لانه لا يرتقي الى مستوى ذوقه الفردي او مصلحته التجارية؟
يحق / إن ضمت ورشته التقيمية أساتذة ومثقفون يمثلون كل الإتجاهات والتيارات وهذا ( مستحيل ) أو قد يندر وجوده بالبلاد العربية
لا يحق / إن قبل المبدع نفسه بخضوع إبداعه لذائقة ومزاجية فرد واحد

الم يعرف التاريخ كم هائل من الاعمال الابداعية المهولة التي كانت قد لاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين انها كانت سابقة لاوانها وانها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصروا العمل الابداعي وتطلب فهم محتواه زمن طويل؟
بأول ظهور لهم :
الأنبياء قوبلت دعوتهم بالرفض
العلماء حورب علمهم وهجروا
وغيرهم الكثير من العباقرة والعظماء فالأمر إعتيد عليه بالفطرة البشرية

هل صحيح ان الفنان الحقيقي لا يرضى ابدا عن عمله الابداعي؟
أعتقد لدرجة الإيمان بذلك كثيراً

اذا... متى يدفع الفنان او المبدع عمله الابداعي الى المطبعة؟
عندما تتصارع المطابع لنيل شرف الطباعة لمؤلفه ولكنه لا يقبل الا الأفضل منها

الأعمال الإبداعية سواءً أدبية أو تشكيلية أو فوتوغرافية وغيرها مما يكون المصدر لها الذات تمثل قرارة صاحبها لذلك من الصعب أن نجد ما يمكن قبوله لأن يكون هو نحن بقرارتنا ولا أعتقد بأن هناك نص بشري كامل ولكن هناك من النصوص من لامست سماء الكمال .
شكرًا لك أستاذ أيوب


وأتمنى من الجميع تقبل وجهة النظر الخاصة بي


المها اليامي

قديم 04-07-2012, 01:33 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

تحية لحضورك الكريم ومشاركتك وإثرائك الحوار حول أهم سمة إنسانية، وهي سمة الإبداع.


في ردك الكريم على سؤال "هل يستطيع المبدع أن يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الإبداعي؟

تقولين " نعم / إن وصل المبدعلمرحلة التشبع والنضوج الإبداعي المعتدل والمتزن، ولا عند / المبتدئ ذو الخبرة القليلة بمجاله الإبداعي المتخبط بين الجيد والرديء وكذلكالمغرور المتكبر المتحيز والمعجب بمنتجه".

- تعلمنا في الجامعة ضمن فصل من فصول الكتابة الإبداعية والكتابة للصحافة...أن الإنسان لا يستطيع أن يكتشف بعض الأخطاء فيما يكتب ذلك لان العقل يخدع الإنسان فهو يرى في حالة التدقيق على العمل الإبداعي صورة الكلمة المكتوبة في ذهنه ( الصحيحة) ولا يرى ما هو مكتوب على الورق أو مطبوع ولذلك هو يظن أنها صحيحة... لكنه لو عرض النص على شخص آخر لوجد أن الأخر يستطيع ببساطة أن يكتشف الأخطاء ونجد صاحب النص يستغرب كيف يمكن وقوعه في مثل تلك الأخطاء ولذلك علمونا في الجامعة قاعدة تقول " always give your work to somebody else to edit it" أي دائما اعرض عملك الإبداعي على شخص آخر ليقوم على تصحيح الأخطاء فيه. وفي عدم وجود شخص آخر لتدقيق النص من الأفضل مثلا طباعة النص والابتعاد عنه بعض الشيء ثم العودة إليه وقراءته وكأنه نص مكتوب من شخص آخر، هنا تكون القراءة أكثر موضوعية ويكون صاحب النص اقدر على اكتشاف الأخطاء لكن ربما يظل غير قادر على اكتشاف كافة الأخطاء مثل شخص غريب عن النص تماما..
- في ذلك ما يشير إلى أن الكاتب لا يستطيع أن يصدر حكما موضوعيا على النص خاصته... صحيح أن الخبرة والتمرين ومعرفة سيكولوجية ولادة النص الإبداعي تساعد على تحسين القدرة على التعامل مع النص بشيء من الموضوعية، وكأنه من توليد شخص آخر فتكون النظرة إليه أكثر موضوعية....لكن بشكل عام تظل هذه القدرة نسبية مهما ارتقى المبدع في فنه. ولكن القاعدة هنا هي ان المبدع لا يمكنه ان يصدر حكما موضوعيا على النص خاصتة..
- طبعا هذا ما يتعلق في الحكم على النص من حيث الشكل ولكن المشكلة الاعمق هي فيما يتعلق بآلية توليد النص. وتشير التجارب ان كثير من الناس يشعرون بنوع من سخف الموضوع وقلة قيمته الابداعية عند النظرة الاولى لولادته ولو كان عبقريا...خاصة إن كان مكتوب بخط اليد...ولكنه اذا ما مرت الايام على النص وتمت طباعته والنظر اليه وكأنه من توليد شخص آخر فيجد ان النظرة قد تغيرت ... ولذلك لا يجوز للمبدع ان يَعدم نصوصه عند ولادتها لاعتقاده انها ليست ذات قيمة، خاصة ان من يتولى عملية توليد النص هو العقل الباطن، وهو كيان عظيم لا محدود القوة والقدرة، وتتراكم فيه الخبرات والمعارف والتجارب واثرها الخ، وله قدرة هائلة الى الربط والتحليل والتجميع والتوليد للافكار...وقد يكون النص عبقريا فذا لكننا لا نستطيع رؤية ابعاده لمحدودة عقلنا الواعي الذي نستخدمه لتقيم النص الابداعي.

يتبع،،،ردي ومداخلاتي حول ما ورد في ردودك الغنية الاخرى ..وعلى امل ان نستكشف ونلقي مزيدا من الضوء حول سيكولوجية العملية الابداعية من كافة نواحيها.

- فهل لديك ما تقوله حول هذه السمة الانسانية الاهم ...ايها الزائر الكريم؟

تفضل شاركنا الرأي..... نحن بنتظارك!!!

يقول الشاعر :
اقرن برأيك رأي غيرك واستشر.... فالحق لا يخفى على اثنين.

قديم 04-07-2012, 11:57 PM
المشاركة 6
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- هل يستطيع المبدع ان يصدر حكما موضوعيا نحو منتجه الابداعي ؟

نعم ولكن ليس بمُفردهِ ، مهما تخطّى حواجز الإبداع فـ هو يحتاج لـ فِكر ٍ متخصّصٍ آخر يُنمّي فِكره وإبداعه ..



- هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟


أحيانًا يتفوّق العقل الباطن على الواعي فـ يكون هو المُسيطِر ..


- ألا تمر علينا لحظات أو حتى أوقات طويلة نتعجب فيها من أين جاءت نصوصنا الابداعية؟

نعم فـ بعض الأوقات أقِف مليًّا على نصٍّ كُتِب مُتسائلةً كيف انتهيتُ إلى هذا وأتيقّن أن العقل الباطن له الدور الكبير في ذلك ..


- اذا كانت قوة العقل الواعي محدودة جدا بالمقارنة مع قوة العقل الباطن...هل يمكن للعقل الواعي اصدار حكم على مخرجات العقل الباطن؟

أتوقّع أنه يستطيع في حدودٍ ضيّقة فـ مهما تفوّق العقل الباطن يبقى للعقل الواعي كلمته أحيانًا ..


- هل يدفعنا مخاض ولادة المنتج الإبداعي المرهق إلى اصدار حكم جائر نحو المنتج فنقوم على إعدامه على اعتبار أنه ليس له قيمة أو شأن؟


عندما تُسيطر على الكاتب حالة من اليأس أو التقليل من شأن الفِكرة أو النصّ فـ يُصدر حُكمًا جائرًا بالإعدام ..


- هل يحق للناشر أن يصدر حكما برفض المنتج الإبداعي لأنه لا يرتقي إلى مستوى ذوقه الفردي أو مصلحته التجارية؟


من وجهة نظري ( لا ) يحقّ له ذلك وخصوصًا لو كانت لـ مصلحةٍ تجاريّةٍ فقط ..



- هل صحيح أن الفنان الحقيقي لا يرضى أبدًا عن عمله الإبداعي؟

نعم صحيح لأنه دائمًا يتطلّع للأفضل ..



- هل يمكن توليد نص كامل ام على المبدع الاكتفاء بالنص على ما هو عليه، وقت ولادته، وعلى اعتبار انه لا يمكن توليد نص كامل؟

قد يحاول المُبدع أن يصل بـ منتجه الإبداعي لـ درجة قريبة من الكمال فـ يُفلح ولكن لن يصل به للكمال المُطلق ..


~

تحيّتي وتقديري لك َ ~ أ. أيوب




همســــة بـ كلّ ودّ :
لماذا لا تعقد صُلحًا مع همزة القطع ؟ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-09-2012, 02:56 PM
المشاركة 7
المها اليامي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لا يستطيع أن يصدر حكما موضوعيا على النص خاصته... صحيح أن الخبرة والتمرين ومعرفة سيكولوجية ولادة النص الإبداعي تساعد على تحسين القدرة على التعامل مع النص بشيء من الموضوعية، وكأنه من توليد شخص آخر فتكون النظرة إليه أكثر موضوعية....لكن بشكل عام تظل هذه القدرة نسبية مهما ارتقى المبدع في فنه. ولكن القاعدة هنا هي ان المبدع لا يمكنه ان يصدر حكما موضوعيا على النص خاصتة..[/font][/color][/b][/size]
- طبعا هذا ما يتعلق في الحكم على النص من حيث الشكل ولكن المشكلة الاعمق هي فيما يتعلق بآلية توليد النص. وتشير التجارب ان كثير من الناس يشعرون بنوع من سخف الموضوع وقلة قيمته الابداعية عند النظرة الاولى لولادته ولو كان عبقريا...خاصة إن كان مكتوب بخط اليد...ولكنه اذا ما مرت الايام على النص وتمت طباعته والنظر اليه وكأنه من توليد شخص آخر فيجد ان النظرة قد تغيرت ... ولذلك لا يجوز للمبدع ان يَعدم نصوصه عند ولادتها لاعتقاده انها ليست ذات قيمة، خاصة ان من يتولى عملية توليد النص هو العقل الباطن، وهو كيان عظيم لا محدود القوة والقدرة، وتتراكم فيه الخبرات والمعارف والتجارب واثرها الخ، وله قدرة هائلة الى الربط والتحليل والتجميع والتوليد للافكار...وقد يكون النص عبقريا فذا لكننا لا نستطيع رؤية ابعاده لمحدودة عقلنا الواعي الذي نستخدمه لتقيم النص الابداعي. [/right]

يتبع،،،ردي ومداخلاتي حول ما ورد في ردودك الغنية الاخرى ..وعلى امل ان نستكشف ونلقي مزيدا من الضوء حول سيكولوجية العملية الابداعية من كافة نواحيها.

———-————————

أستاذ / ايوب

منكم نستفيد وأتفق كثيراً مع السطور السابقة

ويسعدني ويشرفني متابعة النقاش الي أخره

كل الشكر أستاذ ايوب

قديم 04-10-2012, 09:40 AM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال " هل نفهم بحق سيكولوجية ولادة المنتج الابداعي؟
تقولين " نعم / إن وردت الفكرة أولاً وكان الاسترسال بخطواتثابتة نحو صياغتها، ولا / إن كان العمل ارتجاليا ومن دونقواعد محددة ك ( المحاورات الشعرية ) ومجاراة الشعراء بالأبيات".

- في الواقع أن العملية الإبداعية برمتها وخصوصا سيكولوجية ولادة النص الإبداعي أمور ما تزال غامضة ويكتنفها الكثير من الأسرار.
- وربما أن السبب الرئيس هو عدم الفهم الصحيح لطبيعة العملية الإبداعية والدافع الإبداعي. فما يزال قطاع كبير من الناس يعتقدون أن مصدر العمل الإبداعي هو الموهبة. وآخرون يعتقدون انه تعويض عن نقص ما. والبعض يرى بأن الإبداع والجنون ينبعان من مصدر واحد.
- بينما يرى البعض ومنهم المرحوم الشاعر د. عبد اللطيف عقل بأن لحظة ولادة النص هي أشبه ما تكون بلحظة الوجد وتمثل انفتاح على عوالم أخرى وان الزمان والمكان يلتقيان في لحظة ولادة النص في نقطة واحدة ولحظة واحدة، ولذلك يخرج النص أحيانا مهولا فذا عبقريا مذهلا وقد يشتمل على نبوءات واستشراف لا يتم فهم مقاصدها ولا معانيها أو ما ترمز إليه إلا في زمن لاحق قد يطول.
- والمهم يكاد يكون هناك إجماع بأن العملية الإبداعية تترافق مع حالة من القلق النفسي يمكن أن يصل أحيانا إلى درجة الجنون الحقيقي... ويقال أن البير كامو كان واحد من الذين شعروا بذلك الخواء والقلق النفسي الرهيب وانه صرح لأحد أصدقاؤه المقربين أكثر من مرة بأنه "يشعر بالخواء الداخلي يكتسحه كليا وانه مليء باليأس القاتل ولا يستبعد أن يلجأ إلى الانتحار كحل وحيد لمشاكله".
- وعليه يرى البعض بأن العبقرية والإبداع يأتي كتعويض عن نقص ما أو خلل ما كما تقول بعض مدارس التحليل النفسي.
- كما أن كثير من المبدعين يتصفون بالسوداوية والحزن العميق أحيانا ولكن في لحظة ولادة النص الإبداعي يتحول إلى شخص آخر وكأنه ليس هو ويصبح وكأنه شاردا و سارحا.
- وتكون اللحظات التي تسبق لحظة ولادة النص لحظات أزمة وإحباط وغالبا ما يشعر المبدع بالفرح لولادة النص لكنه يشعر أيضا بالخواء وأحيانا بالإحباط أيضا.
- ويقال أن الرسام الفرنسي الشهير كلود مونيه احد مؤسسي المدرس الانطباعية كان يشهد بوضوح حالة الإحباط التي تسبق وتتلو كل عملية الإبداع.
- وعلى الرغم من تعدد النظريات حول ولادة النص لكن يكاد يكون هناك إجماع بأن العبقري مثل المريض العقلي يعاني من تأزم داخلي وان العبقري تمكن من تحقيق نوع من التوازن العقلي عن طريق توليد نصوص إبداعية. وكأن الإبداع هو الذي يحرر الإنسان المبدع من أزمة الداخلية.
- وبهذا المعنى فأن الإبداع يمثل انفجار خارج من الأعماق، وهو ولادة تأتي بعد مخاض عنيف وخطر، وهكذا يستعيد المبدع توازنه لفترة من الزمن وذلك قبل أن يدخل في دورة أزمة جديدة تنحل أيضا عن طريق الإبداع.
- لكنني لا أميل شخصيا إلى الاتفاق مع الرأي القائل بأن الإبداع والجنون ينبعان من منبع واحد، ولا أتصور أن الأمر له علاقة بالتعويض، وهو حتما ليس مؤشر على وجود تأزم داخلي...وفي تصوري أن الإبداع ينتج عن زيادة حادة في الطاقة الذهنية بغض النظر عن المسببات لتلك الزيادة...هذا الارتفاع في منسوب الطاقة الذهنية قد يتحول إلى مخرجات إبداعية، إذا ما توفرت الفرصة للشخص ليتعلم ويتدرب ويحاكي من سبقه ويقلدهم في الأنماط الإبداعية. وقد تسبب الجنون في حالة استمرار ارتفاع منسوبها وعدم تفريغها بشكل ايجابي.
- وما يهمنا في الموضوع هنا وإذا ما أخذنا بالرأي القائل بأن الإبداع يمثل حالة يكون فيها مستوى الطاقة الذهنية مرتفع، نجد أن العمل الإبداعي قد يتولد في المستوى الواعي من الدماغ وفي هذه الحالة يكون نص غير عميق وغير معقد ولا يشتمل على ابعاد غير مفهومه.
- ولكن كنتيجة لوفرة الطاقة الذهنية( والتي تكون عالية المنسوب عند الايتام والمأزومين في الطفولة كما اظهرت دراساتي المنشوره في منبر الدراسات) قد يتولد النص الابداعي من المستوى الأعمق من الدماغ، ويكون مصدره العقل الباطن وفي مثل هذه الحالة يكون فذا عبقريا وعنددها في الغالب لا يعي المبدع نفسه قيمة المنتج الإبداعي ، والذي قد يشتمل على كودات ولغة رمزية توحي بمعاني مستقبلية واستشراف قد لا تتجلى معانيه إلا بعد زمن بعيد، ذلك لان مصدر العمل الإبداعي هو العقل الباطن غير محدود القدرة.
- من خلال فهمنا لعملية ولادة النص الإبداعي هذه وما يصاحب ذلك من شعور بالخواء المؤقت والذي يشعر به المبدع كنتيجة للتفريغ الذي حصل ونقصان منسوب الطاقة في الدماغ.
- وإذا ما أخذنا بأن مصدر بعض النصوص الإبداعية يكون العقل الباطن وذلك يحدث كلما كان منسوب الطاقة عالي، وعليه فأن الشخص الذي يولد النص الإبداعي لا يكون في حالة تمكنه من الحكم على نصه ولا يكون لديه المقدرة أصلا على ذلك لان مصدر النص الإبداعي بقوته الخارقة واليات عمله خارج عن نطاق الفهم والاستيعاب الواعي.
يتبع،،

قديم 04-10-2012, 09:39 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "هل ولادة النص عمل واعي ام مصدره العقل الباطن الذي ينظر اليه علماء الدماغ انه غير محدود القوة وعليه قد يشتمل المنتج الابداعي ما يفوق الفهم والاستيعاب حتى عند صاحب النص؟"

تقولين "واعي لحد الجنون".

- ربما ان الفكرة او الافكار الاولية يكون مصدرها العقل الواعي ونكاد نسمع انفسنا ونحن نفكر، وحين تدور في ذهننا تلك الافكار التي تحاول التشكل على شاكلة نمط ابداعي سواء قصيدة او نص قصصي او غيره، ولكننا في الغالب نجد انفسنا بعد تدوين الافكار الاولية وكأننا فقدنا السيطرة على نبع الافكار ومصدرها، وتأخذ الافكار تتوارد من تلقاء نفسها وكأن جنيا يتلبسنا، وفي ذلك ما يشير الى ان مصدر النصوص الابداعية بشكلها الكلي هو العقل الباطن وليس العقل الواعي، والذي يؤكد هذا الانطباع هو المخرجات الابداعية حيث غالبا ما نحصل على نص غير ذلك الذي خططنا له على مستوى العقل الواعي.

ولا شك ان هناك فروق فردية في طبيعة تلك الحالة التي تسيطر على المبدع اثناء ولادة النص الابداعي والفرق ينتج عن مستوى منسوب الطاقة الذهنية التي تتجمع في ثنايا الدماغ. وكلما كان مستوى الطاقة اعلى كلما زاد سيطرة وتحكم العقل الباطن على توليد النص من هنا يرى البعض بأن العملية الابداعية هي حالة ذهنية اقرب الى لحظة الوجد .

وكلما زادت سيطرة العقل الباطن على توليد النص يصبح النص اكثر تعقيدا وعمقا ووزنا وبالتالي اعظم اثرا ووقعا وعبقرية، ويصبح الاحتمال بأن يشتمل النص على لغة كودية تحمل على معاني مستقبلية اكبر.

ولو اننا لو وثقنا بقدرة العقل الباطن وتركناه يتولى عملية توليد النص من خلال التداعي الحر للافكار لوجدنا المخرجات الابداعية اعظم وزنا دائما. صحيح اننا قد نضطر احيانا لفرض الشكل والنمط الابداعي فمثلا حينما نجد انفسنا ونحن نكتب قصة قصيرة نتجه نحو تطوير احداث جانبية وهو ما يؤدي الى خلل في الشكل المطلوب نجد اننا ندفع انفسنا باتجاه الالتزام بالنمط والاطار المتفق عليه وهو التركيز على حدث واحد رئيسي، وهذا الدفع هو عمل واعي لكننا ما نلبث ان نفقد السيطرة من جديد ويصبح التداعي الحر للافكار هو السمة المسيطرة.

وعليه فأن الاعتقاد بأن العمل الابداعي عمل واعي هو اعتقاد خطير، ذلك لان المبدع قد يتجه نحو تمزيق النص الذي يتولد اثناء سيطرة العقل الباطن على اعتقاد انه ابن غير شرعي. وربما ان هذا هو السبب الذي يؤدي الى ذلك الشعور بعدم الرضى عن النص مهما كان عبقريا، والسبب ان الاسس العقلية الواعية لا تستطيع تقدير مدى العبقرية التي يكون النص قد تضمنها اثناء سيطرة العقل الباطن.

قديم 04-11-2012, 05:26 PM
المشاركة 10
المها اليامي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ - أيوب صابر


كلام علمي جميل جداً محتواه وقد سبق لي قراءة دراستك الرائعة و الموفقة

( أعظم الناس : ما سر عظمتهم !! وهل لليتم دور في العظمة )

ولكني أختلف من وجهة نظر متواضعة ببعض النقاط السابقة

ولي عودة مفصلة بإذن الله


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: متى يدفع المبدع بانتاجه الابداعي الى المطبعة؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الالتفاف الابداعي حول علامة رابعة لتجنب العقاب ماذا يقول لنا ؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 3 01-08-2014 09:13 AM
الشاعر الاردني محمد مقدادي: مشروعي الابداعي غير مكتمل لأن الحياة ظل لا يقيم طويلا ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 12-16-2013 08:57 PM
أمير عربي يدفع 500 ألف دولار ليقضي 15 دقيقة مع ممثلة! علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-12-2013 09:30 PM
الشاعر المبدع حسن الراعي أهلا بك تركي عبد الغني المقهى 9 07-20-2011 06:32 AM

الساعة الآن 10:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.