احصائيات

الردود
0

المشاهدات
1181
 
شاكر صبري محمد السيد
من آل منابر ثقافية

شاكر صبري محمد السيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Aug 2008

الاقامة

رقم العضوية
5480
10-16-2019, 05:34 PM
المشاركة 1
10-16-2019, 05:34 PM
المشاركة 1
افتراضي المهدي المنتظر- قصة مستوحاة من الفكر الاسلامي - د/ شاكر صبري
قصة من الادب المستوحي من الفكر الاسلامي تحكي حال العالم الاسلامي حال وجود المهدي المنتظر ووجود المسيخ الدجال
البداية
الشيخ محمود طلب في المرحلة الثانوية كان نموذجا يحتذي به في الاخلاق والطاعة ومع ذلك كان متفوقا في الدراسة والتحصيل العلمي لحد كبير كان الثالث في اسرة كبيرة تتكون من احد عشر فردا .
كان والده قد كبر في السن وقام بتسوية معاشه حيث انه كان موظفا حكوميا
الاحوال الاسرية كانت غير متيسرة تماما
كان التعليم امر مهم في حياة الاسرة لم يستغن الوالد عن تعليم جميع الابناء حتي اتمام كل واحد منهم مراحل تعليمه كاملة
امتاز الشيخ محمود بالميل إلي الاتجاه الديني وحفظ القران الكريم وكان متميزا تميزا ملحوظا فبدأ يصعد المنبر ويخطب خطبة الجمعة وكان يقوم بالقاء بعض الدروس الدينية وكان يحصل علي مقابل مالي من المساجد التي يعمل بها كان هذا المبلغ يفيده الي جانب ما كان يحصل عليه من مكافات المتفوقين في المسابقات التي تقوم الدولة بعملها لحفظ القران والمسابقات الدينية وغيرها وكان محاربا تماما للدروس الخصوصية ويابي ان يقوم بتكليف والده باي مبلغ مالي في مثل هذه الدروس الي جانب اقتناعه بان هذه الدروس غير صحية تماما لنجاح العملية التعليمة كان يعتبرها فشلا في العملية التعليمية واهدارا للوقت والجهد ثم المال خاصة للطلاب الفقراء
بدا الفتي يميل الي كتابة الشعر وكان اول ما كتب من الشعر عدة ابيات كان منها
اسلمت نفسي للكريم الباري رب البرايا خالق متعالي
وشددت رحلي كي انال عطاءه وهو العليم بذلتي وسؤالي
سبحانه هو الغني عن الوري وهو البصير بعالمي وبحالي
وقد نالت هذه الابيات استحسن مدرسيه وزملاءه وخاصة انه كان ذا ثقافة دينية وحب للتيار الديني
انضمامه لجماعة الاخوان المسلمين
كانت جماعة الاخوان المسلمين قد حوربت من قبل الدول العربية وتبعثرت اشلاؤها مع انها كانت جماعة قوية مثبتة الاركان ولكن بقي منها افراد قلائل يدعون الي فكرهم وعقيدتهم خاصة ان عدد كبير من القادة كانوا قد دخلوا السجون
من خلال الصلاة في المسجد تعرف عليه بعض الاصدقاء الذين ادخلوه دون ان يدري بسبب حبه للجانب الديني إلي جماعة الاخوان المسلمين ووجد الفتي نفسه وقد وصل الي نهاية المرحلة الثانوية قد اصبح عضوا نشطا في الجماعة ولكنه نشط في الجانب الديني دون السياسي لم يكن الفتي يستوعب ما يكن له اعضاء جماعته من عداء للحكومة وللدولة او للشرطة ولكنه كان يستغل طاقته المكبوتة لديه في افادة المجتمع وافادة الناس من حوله
كانت جماعة الاخوان تبيح حلق اللحي باعتباره انه سنة وليس فريضة وجلس الشيخ مع احد اركان احدي الجماعات الاسلامية التي تجعل اطلاق اللحية شعارا لها باعتباره ركنا أساسيا من أركان الاسلام ولكنه في النهاية أنهي الحوار ثم ترك الحديث
ولكنه فكر مع نفسه كثيرا واراد ان يصل الي حل ما هو حال الجماعات الاسلامية لماذا كل هذه الاختلافات حتي بين اصحاب الدين لماذا التشتت كل فرقة اسلامية تعتقد بانها افضل وتتخذ لنفسها منهجا واتجاها ولكن لماذا
ولكن لصغر سنه لم يجد حلولا غير ان جماعته التي ينضم اليها تعد افضل لانها اكثر رقيا وعلما خاصة في الارادا التي تنضم اليها معظمهم من الطبقات المتميزة علميا وخلقيا ولم يزدد الا تمسكا بحبه لنزعته الدينية التي ذابت داخل روحه
وتمر الأيام علي الفتي الذي عرف بأنه الشيخ محمود حيث
كانت الجوانب الدينية قد تملكت من زمامه تماما ومع ما هو فيه من انشغال بهموم تعليمه وحالته الاسرية كان مغرما بالبحث في احوال العالم الاسلامي
كان من داخله يتساءل ما هو مصير المسلمين اليوم انني اري مسلمين بلا اسلام
وحتي المسلمين الذين يسعون لاقامة دولة مسلمة كانوا يحاربون من جهة الامن هكذا كان تفكيره وكان هناك صراع فكري داخل عقله للوصل الي ما يجب عليه ان يقوم بعمله للتعامل مع هذا العالم الذي يموج بالفتن والاهواء
ومع ذلك كان يوجد فيه اسلام وتعاليم اسلامية ولكن كل هذه التساؤلات كان يقول فيها الي اين تتجه الدولة المعاصرة ؟
كان حينما ينظر في التلفاز ويشاهد ما يظهر فيها من رقص وغناء وخروج عن الحال الديني كان ينتابه الغثيان كان يدور بداخله هذا السؤال اليس هذا مخالفا للشرع الاسلامي لماذا يتناسي المسلمون تعاليم دينهم
كانت المعاملات المالية في ذلك الوقت بالربا وكانت البنوك تتعامل بالفائدة وان كانت تدر انتاجا وربحا للدولة ولكن لماذا لا تتعامل بغير الفائدة اليس الربا من المحرمات ومن الكبائر خاصة ؟
اليس هناك دار للإفتاء لتحريم ما حرمه الله ؟ ولكنه كان بعد الاضطلاع والقراءة بدا يعرف ان الامة الاسلامية منذ عهد النبي ص وحتي وقته هذا قد مرت بامور كثيرة كما وضحها النبي ص في حديثه " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها،
ثم تكون ملكًا عاضًا - يصيب الرعية فيه عسْفٌ وظُلْم، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا - فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها،
ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت. رواه أحمد
كان يجلس مع كبار العلماء في الدين ويسالهم عن رضاهم بما يدور حوله من فتن وما دروهم ولكنه كان يجد منهم لا مبالاة وكان يجد الانشغال الاكبر لهم الدنيا فبدأ يتكلم الشيخ عن النفاق وعدم تحمل المسئولية لامانة الدين قال رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم : ( مَثَل العالم الذي يعلِّمُ الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه “”رواه الطبراني في الكبير،
وقال رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم : (مررت ليلة أسري بي على قوم تُقْرض شفاههم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء؟ قالوا: خطباء أمتك من أهل الدنيا، ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون) ”رواه الإمام أحمد في مسنده عن أنَس بن مالك””، وقال صلى اللَه عليه وسلم : (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق به أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) “”رواه الإمام أحمد ورواه البخاري ومسلم بنحوه””، وقد ورد في بعض الآثار أنه يغفر للجاهل سبعين مرة، حتى يغفر للعالم مرة واحدة، ليس من يعلم كمن لا يعلم. وقال تعالى: { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب} ، وروي عن النبي صلى اللَه عليه وسلم أنه قال: (إن أناساً من أهل الجنة يطّلعون على أناس من أهل النار، فيقولون بم دخلتم النار؟ فواللّه ما دخلنا الجنة إلا بما تعلَّمنا منكم، فيقولون: إنّا كنا نقول ولا نفعل) “”رواه ابن عساكر في ترجمة الوليد بن عقبة”” وجاء رجل إلى ابن عباس فقال يا ابن عباس: إني أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، قال: أبلغْتَ ذلك؟ قال: أرجو، قال: إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب اللّه فافعل، قال: وما هن؟ قال: قوله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} أحكمت هذه؟ قال: لا، قال: فالحرف الثاني، قال: قوله تعالى: { لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} أحكمت هذه؟ قال: لا، قال: فالحرف الثالث، قال: قول العبد الصالح شعيب عليه السلام: { وما أُريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح} أحكمت هذه الآية؟ قال: لا، قال: فابدأ بنفسك “”رواه الضحّاك عن ابن عباس””وقال ابراهيم النخعي: إني لأكره القصص لثلاث آيات قوله تعالى: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} ، وقوله: { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} ، وقوله إخباراً عن شعيب: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} .
وهذا ما درات به خطبته التي القاها في مسجد جامع بالمدينة التي يقيم بها
وجر بعد ذلك الي المعتقل حيث كان متابعا من رجال امن الدولة وخاصة بعد ان انضم الي جماعة الاخوان المسلمين
كان الفتي قد التحق بكلية الهندسة واجتاز العام الاول بتقدير مقبول
حيث كان فكره متجها كله للاتجاه الديني والفكر الديني فقط
بدأ ينظم الشعر واثناء وجوده بالمعتقل وجد نفسه يتعلم كتابة الشعر وخاصة الشعر الديني فنظم
في رحاب الليل ادعو والدجي بيت ظليل
وانا بالباب ارنو لائذ عبد ذليل
يا اله العرش صني واحفظ القلب العليل
ان للنفس هداها واستنارت بالدليل
وجد نفسه يتنفس داخل السجن من خلال ابياته الشعرية ولكنه عاد ليسال نفسه ماذا استفدت من هذا الفكر الديني الذي لم يعد علي بفائدة غير الاعتقال ؟لماذا انضممت الي جماعة الاخوان وخالفت الحكومة ؟ انني بهذا ادمر نفسي ولن استطيع ان احقق اي حلم لي حتي الدعوة الي الله التي هي غايتي واملي لن اجد لي فيها متنفسا .
فكتب في ذلك
يا سابل الدمع والاوهان تطويه يا باغي الخير ويوما عاش في التيه
هذا شبابك يسرقه الضنا كمدا هل كان بخسا ففي الخولات ترميه
اضناك بعد عن الامجاد فلتبغي حب الاله وذاك الحب يرضيه
قرر محمود ان يغير فكره واتجاهه وقال في نفسه " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم " يجب ان اثبت لرجال الامن بانني غيرت فكري حتي اخرج من محنتي هذه
واتجه الي مدير السجن واعلمه بانه نوي التوبة وانه شعر بالندم
وتقبل مدير السجن كلامه ولكنه قال يجب ان تثبت لي صدق كلامك بالفعل لا بالقول . وانصرف محمود من عنده وهو في حيرة من امره ماذا افعل لكي اثبت له ما يريد كيف وهو داخل جدران المعتقل ظ الامر صعب ولكنه وجد ان الشعر هو وسيلته الوحيدة لاثبات ذلك وكان يقوم بتعليق هذه القصائد علي جدران السجن من الداخل ومن خارج السن كان يطلب من السجان ان يعلقها وذلك لكي يصل الخبر الي مدير السن فيتاكد من تخليه عن الاتجاه السياسي في عقيدته , وفعلا اطلق مدير السجن سراحه بعد ان حصل علي وعد منه بانه لن يعود الي فكر جماعة الاخوان وانه سيتجه للدعوة بدون اي فكر مخالف لمصلحة الدولة وخرج من المعتقل ليبدا حياة جديدة من الجهد والعناء
فقد ضاع عليه عامه الدراسي من كلية الهندسة ليعيد العام الدراسي وبدأ
يتجه للدراسة ويتنحي عن القلق الديني الذي كان يراوده بين الحين والاخر
وزاد نشاطه الدراسي والتحق الفتي بجماعة انصار السنة المحمدية وكأنه وجد فيها ضالته المنشودة من خلال اصدقاءه في الجامعة ومن خلال نشاطه الديني المتجدد والبارز واصبح عضوا بارزا ونشيطا بينهم ووقفوا بجواره في انتخابات الطلاب واصبح في العام النهائي بكلية الهندسة رئيسا لاتحاد الطلاب
وكان مشهورا بخطابته الجذابة وباسلوبه البارز والقوي
غضبت عليه جماعة الاخوان لانها خسرت عضوا نشيطا وبارزا وناجحا فيها فكانوا يواجهونه في خطابته ويحالون اظهار فشله او سوء نيته ولكن كانت هذه المواجهة كانت مع جماعته من انصار السنة فكانت الحرب معهم وليس معه
وانهي الشيخ محمود دراسته بكلية الهندسة وهو ينظر للحياة بمنظور جديد
هو متأهب للعمل والجد والبحث عن الذات ومؤمنا ان العمل عبادة وبان قضيته في الحياة ليست التفكير ولكن العمل وهو ادلور الذي خلق من اجله
يموت الوالد ويجد الشيخ محمود نفسه يشغر بفراغ نفسي كبير مع ان والده كان غير مؤثر كثيرا في حياته فكان والدا تقليديا لا يتدخل في كثير من شئون ابنه ويسبب له احيانا القلق والضيق او يحاول تغيير مجري حياته
يجد الفتي نفسه امام بحر من الصراع لقد شعر بانه مسئول مسؤلية كاملة عن اخوته وعن الاصغر منه سنا وجد نفسه في عالم اخر
وكان ما عليه الا ان يكرس جهده اكثر للعمل والبناء ويتخلي عن فكره الكاتم علي اعماق نفسه ولكنه مع ذلك كان دائما ما يقوم بالخطابة ما اتيحت له الفرصة
وتمر الايام وهو يكرس جهده لكي يثبت دوره العملي في الحياة من ناحية ومن ناحية اخري لكي يساعد صغار اخوته من ناحية اخري ولكي يقيم حياة اسرية ويجهز لنفسه منزل الزوجية
ويجد الفتي زميلة له مهندسة جادة وملتزمة بالقيم الدينية تعجبه ويعجبها ويتفقان علي الزواج ويقيمان اسرة طيبة
لم ينس اخوته فقد كان مهتما بهم قدر استطاعته وان كان اصغرهم بدأ يججتاز مرحلة الصغر ويبدأ في الاعتماد علي نفسه
وتمر الايام ويشعر تجاههم باداء رسالته وخاصة بعد ان تزوجت اصغر البنات من اخواته الخمس اما اخيه الاصغر فكان قد جاوز الثامنة عشر
كانت هذه الامور قد نالت قسطا من تفكيره الذي كان يشغله عن محور تفكيره الاساسي وهي قضية الدين , وبدا الشيخ يعود اليها ثانية
جلس يتحدث مع زوجته عن علامات الساعة وكانت علي شغف كبير بهذا الامر فقال بان هناك علامات صغري وعلامات كبري فالصغري هي التي ظهرت في وقتنا هذا والكبري والتي تحدث قبل قيام الساعة بفترة وجيزة ومعناها قيام الساعة لا محالة ولكنها بعيدة عن حالنا هذا حيث ان هناك امور لم تظهر بعد حتي تاتي العلامات الكبري ومنها نزول المسيخ الدجال وقدوم سيدنا عيسي ووجود المهدي المنتظر الذي يملا الارض خيرا ويعيد الحق الي الأرض
ولكن من اشراط الساعة واماراتها ما ورد عن النبي ص قال " يوشك ان تداعي عليكم الامم كما تتداعي الاكلة الي قصعتها قيل يا رسول الله او من قلة يومئذ ظ قال لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت "
ومنها ان تفقد الامانة لما في حديث البخاري قال بينما النبي نحن في مجلس يحدث القوم جاءه اعاربي فقال متي الساع ؟ فمضي رسول الله ص يحدث فقال القوم سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم لم يسمع حتي اذا قضي حديثه قال اين اراه السائل عن الساعة ؟ قال ها انا يا رسول الله قال فاذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة قال كيف اضاعتها ؟ قال إذا وسد الامر الي غير اهله فانتظر الساعة "
ومنها كثرة الهرج اي القتل وقد اخبر عنه النبي ص لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم القتل " ومنها كثرة الزلازل كما في قوله ص لا تقوم الساعة حتي تقتل فئتان عظيمتان وتكثر الزلازل "
ومنها تقريب الزمان والمقصود بتقارب الزمان نزع البركة من الوقت فما ان تصبح حتي تمسي وما ان تمسي حتي تصبح وهكذا . وقال ص " يتقارب الزمان حتي تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة والجمعة كاليوم واليوم كاحتراق السعفة "
يتفرغ الشيخ محمود بعد ذلك الي العمل الديني والدعوة عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة وهي الشبكة العنكبوتية وقام ببث قناة اذاعة علي نفقته وكانت امكانياته المالية غير كافية ولكنه وجد الكثير من المتبرعين الذين عاونوه من اجل العمل الديني ونشر الفكر الديني
ساعدته زوجته كثيرا في اتمام نشاطه وكان لها دور بارع في التنسيق والترتيب لها
فكر الشيخ محمود في اكمال الدراسة ودرس الماجستير وحصل عليه خلال فترة عمله ونشاطه الديني بجدارة واستحقاق ثم تاهب لدراسة الدكتوراة
بدأ الشيخ ينتشر اسمه ويقتنع الكثير به ويلقي ترحيبا واقتناعا من قبل الجميع باستثناء بعض الحاقدين عليه وعلي طموحه او الكارهين للاسلام ولاهله وبدأت الدولة تقوم بالثقة فيه لا مطاردته واعتباره اخوانيا معاديا للسلطة
لقد اصبح رئيس جماعة انصار السنة المحمدية
وبعد وقت مناسب حصل علي الدكتوراة
جلس ذات يوم مع احد افراد جماعة الاخاون التي كان منضما اليها وسأله لمذا تظنون انفسكم الفرقة الناجية فقال الشيخ لسنا نظن ذلك ولكن كل ما في امرنا اننا نعتمد علي الله ونرجع الي سنة نبيه وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعده وذكر له حديث النبي ص عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ .
وذكره بحديث النبي ص ستكون بعدي فتنا كثيرة وحديث النبي ص تفترق اليهود الي اثنتين او ثلاث وسبعين فرقة وتختلف النصاري الي اثنتين وسبعين او ثلاث وسبعين فرقة
وتختلف امتي الي اثنتين وسبعين فرقة كلهم في النار الا واحدة فقيل ما هي يا رسول الله قال ما انا عليه واصحابي "
تظن كل فرقة من فرق الاسلام بانها هي الناجية وهي التي تسير علي الحق وان ما سواها علي الباطل وهو ما يجعلها احيانا تحارب الجماعات الاخري او ربما تسخر منها او تضادها في اعمالها
تحدث ثورات دينية داخل الوطن العربي حيث تتجه أفراد الجماعات الي الثورات علي حكامها وطبعا الدين افيون الشعوب تستجيب لهم الشباب والمظلومين من شتي الفئات الكادحة وتساعدهم ايضا المخابرات الاجنبية المعادية للاسلام والبلد ويقوم الشيخ بالتوعية والتوجيه وبأن الدين الإسلامي هو محور سعادة الكون ولكن الحكومات أساسا مسلمة تقوم علي محورها الأساسي وهو الإسلام ولكن ما يحدث يؤدي الي فتن كثيرة فان كل جماعة ستحاول أن تفوز هي بالحكم وتقوي دعائمها وهي واإن كانت مختلفة مع جماعات أخري فبعد ان تهدأ الامور ستكون الاختلافات بينها قاتلة وهو ما حدث فعلا
وكان دور الشيخ محمود دائما هوالدور المنصف والمعتدل وان كانت اراؤه وافكاره لا ترضي الجماعات الاخري او اعداء الوطن الذين لهم مصالح خاصة واتجاهات اخري تتنافي مع وجهة الشيخ المعتدل والمتزن .
وتحدث امور جسيمة وفتن كثيرة يموت فيها الكثير من الشباب ويعتقل الكثير ولكن في النهاية تزول الحكومات بحجة قيام دولة اسلامية ولكن الفتن تزيد والذي كان يتوقعه الشيخ بدأ يحدث وتدخل الماخبرات المعادية ووجود الخونة داخل المجتمع صنع نوعا من الفوضي وعدم الوصول إلي الحقائق لأن الكل يتخبط ولا أحد يعرف الحقيقة ومع ذلك هناك الوعي ولكن لا احد يصدق خاصة وان المطامع والاهواء كانت مسيطرة والاختلافات بين اصحاب الدين اولاحد ووجود عناصر هدامة كان له دور كبير
ولكن كان الشيخ دائم الثقة في حفظ الله تعالي لوطنه مصر وكما قال في احدي خطبه ان الله قد حمي مصر وحفظها وهي محروسة باذن الله من السقوط افعلوا ما شئتم يا أعداء الوطن ويا أعداء الدين ويا اصحاب الاتجاهات والاراء المعاكسة فابدا لن تسقط مصر ان الدول الاسلامية الاخري اذا تفتت او ضعفت من كثرة هذه الفتن فان مصر لن تسقط باذن الله فقد حفظها الله ولانه ذكرها في كتابه العزيز وقال " ادخلوا مصر إن شاء الله امنين " وذكرها في أكثر من موطن ومصر بلد فيها طور سيناء والواد المقدس طوي وفيها الجبل الذي كلم الله عليه نبيه موسي ومصر محفوظة بأمر الله .
وكان الشيخ محبا لمصر كعادته وكبند أساسي من بنود دينه وقد ادي فكره المعتدل هذا الي حب وثقة الاغلبية من المصريين فيه وقامت ثورة الجيش لقد ظهر قائد في الجيش قوي استطاع ان يوحد قوي الجيش لمحاربة كل مغالي وكل متطرف وكل من يفرط في مصلحة الوطن
هكذا قال الشيخ وقد التف حوله ودعا افراد جماعته الي الوقوف بجانب جيش دولته المنصف المعتدل وهنا ظهرت جهات معادية للشيخ بدت تضطهده وتشوه صورته ولكن كان الجميع لها بالمرصاد وهنا حاولوا ايضا قتله ولكنه نجي من الموت باعجوبة اكثر من مرة وزاد الالتفاف حوله وهو ملتف ومتجه بقوة اكثر الي الجيش والي مصلحة وطنه الذي يتاكد تمام التاكد ان امنه هو ما اراده القران وليس في الحفاظ علي امنه ما يخالف النهج النبوي ولا القران الكريم
واحب الشعب المصري هذا الشيخ اكثر حيث ثبتت مواقفه لمصلحة الوطن اما المخالفون والمعارضون ومن يحاولون اسقاط الوطن فقد اصبح الشيخ خصيمهم وعدوهم اللدود
استطاع الجيش ان يسيطر علي الدولة وان يقضي علي شأفة الجماعات المتطرفة المتعطشة للدماء ولكن لم يات ذلك الا بالعمل والتضحية بالارواح والجهد والصبر ومحاربة الاشاعات والتصدي لمن يحاولون افساد الحياة
ولكن كل ذلك بتكاتف الملخصين من الشعب والمحبون لهذا الوطن ومنهم هذا الشيخ محمود المنصف والمعتدل فكره وليس له اي اتجاهات معادية او ميول عدوانية تجاه ما يفيد البلد
هدات الامور كثيرا ودخل الكثير من المتشددين والكارهين لامن الوطن المعتقلات واصبح الجيش هو سيد الموقف وصاحب القوة وذلك ليس بطشا منه ولكن حبا من الشعب لمواقفه البناءه تجاه الوطن ولثقة الجيش والناس في هذا الرجل فقد تم تعيينه وزيرا للاوقاف ومستشارا بعد ذلك لرئيس الدولة بعد ا ن نال من حب الناس الكثير ومن ثقتهم وايضا من ثقة الحكومة
كان مع كل ذلك ومع هذه الاحداث الجسيمة بدا يعلم الناس قيمة الدين وقيمة الرجوع اليه ولهذا احبوا الشيخ المتمسك بدينه والمتحضر بفكره والمتفتح افقه بدا يعيد الشيخ الكثير من الامور الخاصة بالدين وبدا اتجاه الدولة الي العمل الاسلامي المعتدل فبدا يحارب الخمور وكل مشاهد العري والناس تستجيب له فقد عرف الجميع قيمة الاسلام المعتدل والمنصف
بدأ الناس يفكرون أكثر في الرجوع إلي القيم الاسلامية وإن كانت الأحوال لم تصل إلي ما يتمناه فقد كان هناك الكثير والكثير من الفساد في شتي مناحي الحياة ولكن الشيخ كان هادئا وراضيا وخاصة وأنه وجد نفسه يؤدي دورا داخل وطنه وخاصة وانه وجد أن الناس عندهم رغبات كثيرة للوصول الي ما هو افضل في أمور الدين والاقتناع بان هناك خللا وبعدا عن قيم إسلامية أساسية في حياة المجتمع
أصبح الشيخ في الأربعين ولكنه لم يرزق بذرية إلا بعد وصوله إلي سن الأربعين
فقد رزقه الله ببنت ثم بعد ذلك بولد ثم ولد اخر
تغيرت افكاره واتجاهاته وبدا يشعر بأن وجود الاولاد عامل مؤثر كثيرا علي شخصيته وبدأت ثورته الداخليه تهدأ كثيرا وتستقر وبدأ يقتنع في نفسه بانه مهما فعل او اخلص لدينه فان دوره محدود وهو ليس بنبي حتي يقيم العدل والاسلام في الكون انه مواطن عادي ما عليه الا اداء دوره لا اكثر اما انتظار العواقب وهداية الناس والوصول الي الخير المرجو فان ذلك هو تدبير الله وان الكون له نظام انت عجلة تسير فيه وامكانياتك محدودة أمام هذا الكون
يجد الشيخ نفسه متجها الي التاليف وكتابة الكتب ويخرج اوراقه القديمة
يجد فيها قصيدة كان كتبها ايام دراسته بالجامعة
بنو كيد
بنو كيد لكم طال العداء وكم زادت بانفاسي الدماء
تدور بنبضي الاكدار حتي تملك من مسالكي العياء
دعوني قد نأي الخلان عني وغاب الصدق عني والوفاء
اذا كان البعاد به عنائي ففي طلب البعاد ليا الدواء
الي اخره
كان قد كتبها اثناء محاولته البعد عن جماعة الاخوان التي جرته الي المعتقل واراد البعد عنها والخلاص منها
ووجد قصيدة اخري كان قد نشرها في احدي الجرائد اثناء وجوده في المعتقل وعلقها علي جدران السجن مادحا رئيس الدلوة انذاك قائلا فيها
الصقر الطموح
يا ايها الصقر الطموح الجائز الدرب العسير
متوكل بالله تسر بحيث ينهي لا تسير
نعم الرئيس لدولة يا ايها القلب الكبير
نعم الحبيب لشعبه وبك السعادة والمصير
يا قائدا شعب الكنانة انت نور وضمير
قبطان امرك حكمة بجناحك الدنيا تطير ...... الي اخره
ووجد قصيدة اخري كان قد كتبها حين اتجه الي الفكر السلفي واصبح عضوا في جماعة انصار السنة المحمدية كتبها كحب منه للاتجاه الديني
يا نفس توبي
يا نفس توبي عن رجاء مناها وابغي التقي ثم انظري عقباها
هذا الاهك في السماء وحكمه بالحق يسري والحقوق سماها
يغدو الانام جميعهم باموره والله قد برا الدنا وبناها
يا نفس توبي فالحياة مذلة للخارجين عن الدنا ورحاها
والنفس تزكو بالرعاية والنقا قد افلح الباني وخاب من دساها .........الي اخره
بدا الشيخ يتجه للكتابات الدينية والتاليف واتجه الي اصدار عدة كتب ومؤلفات ولكنه بعد عشرة سنوات في وزارة الاوقاف وعلاجه للكثير من قضايا الفساد والبعد عن الدين شعر انه قد ادي دوره بنجاح وبامانة وان هناك ثمرة لتعبه وجهده ولكنه وجد نفسه قد اعطي كل ما عنده وقد اصبح عاجزا عن الاستمرار فاستقال ليتجه بعد ذلك الي التأليف والنشر
وقد استفاد من كل خبراته السابقة وفكره المتنوع في مراحل حياته السابقة وصب كل ذلك في عدة مؤلفات كبيرة كانت ذخرا للفكر الاسلامي ونفع بعلمه كثيرا من الطالبين للعلم في شتي البقاع .
كان الشيخ يعلم تمام العلم ان هناك فرجا لانقاذ الكون من الفتن ولاصلاح الدنيا كلها وهو المهدي المنتظر وكما كان في ما تعلمه وفيما ورد عن النبي ص ان المهدي المنتظر سيكون اسمه محمد وابوه سيكون اسمه عبد الله كما هو اسم النبي ص ويكون من ذرية النبي ص الطاهرة ومن نسل فاطمة ويولد في المدينة وكنيته ابو عبد الله ويهاجر الي بيت المقدس
ويظهر وعمره عمر النبوة أربعون عاما وهو عمر بلوغ الاشد
وستكون مدة مكثه في الارض سبع سنين وفي رواية ثمان وقيل تسع سنين
وبان صفاته اجلي الجبهة واقني الانف وادق الحاجبين وكث اللحية وبراق الثنايا وكما كان راي الكثير من العلماءانه المهدي المنتظر يهاجر من المدينة خوفا علي نفسه من الفتن وفيخرج سبعة من العلماء كلهم يطلب المهدي ليبايعه فيجتمعون في مكة ويهرب منهم خوفا ولكنهم يتبعونه ثم يهرب ثانية الي مكة وهكذا ثلاث مرات حتي يجتمعون بين المقام والركن في بيت الله الحرام فيقولون له اما تري ما حل بالناس اثمنا عليك فيمد يده فيبايع مرها عند بيت الله الحرام بين الركن والمقام وما قيل انه يخرج فيباعيه الناس ويقصدونه من فجاج الارض حتي اذا ذاع صيته قصده جيش ليقتله فيخسف الله بهم الارض عن بكرة ابيهم
اراد الدكتور محمود ان ينال الشرف حين يكون من السبعة علماء الذين يبايعون المهدي المنتظر ولهذا ترك كل متعلقاته وكل ما يخصه وكل هموم حياته وتفرغ للعبادة وقصد المدينة المنورة ولكن اولاده الذين بلغوا سن الرشد وقد تزوجوا ارادوا البقاء في مصر فلم يمانع بينما سافرت معه زوجته علي ان يزور اولاده مرة كل عام ويتواصلوا
تكلم الشيخ محمود في خطبه وقد كان معروفا لان سيرته قد جابت الافاق وعلمه وفكره كان متاحا للجميع عبر وسائل الاتصال وعبر شاشات التلفاز
وتكلم عن ظهور المهدي المنتظر وان من علامة ظهور المهدي او بداية ظهوره ان يظهر جبل من الذهب بالفرات فيتقاتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ومع ذلك يهجم الجميع عليه يظن كل واحد منهم انه هو الذي يحظي به ومع ذلك فقد نهي النبي ص لمن بدا له ذلك ان لا ياخذ منه شيئا
ولماذا طلب النبي ص ذلك لان ما هي الا ايام بعد ذلك حتي ياتي المهدي المنتظر ويملأ الارض خيرا وتخرج الارض كنوزها ويفيض المال ويؤت ملك الارض كلها كما اوتي ذو القرنين ويوؤلف بين قلوب العباد فلا تبقي بين اثنين خصومة وترسل السماء ماءا منهمرا يخرج النبات ويكثر الخير فلا يحتاج احد يجتمع في زمان المهدي الشاة والذئب ويلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا يضرهم منها شيء وكانها مرحلة الاحتضار للكرة الارضية تؤتي الارض اكلها وتؤتي كل جميل فيها بنمط لم يظهر عليها منذ بدء الخليقة الي وقتها وستكون هذه الفترة تاريخية وغير مسبوقة وغير متكررة لانها ستاتي بعدها احداث يوم القيامة
كان الدكتور يستشعر من قلبه بان المهدي المنتظر قد اوشك علي الاقتراب وياتيه ملوك الهند مقيدين بالقيود وتكون غنائمهم حليا لبيت المقدس ويهاجر من المدينة الي بيت المقدس وكما قال ص " عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح قسطنطينية خروج الدجال " ولا يزال المهدي كذلك حتي ياتي المسيخ الدجال ولما ياتي المسيخ الدجال يعصم الله المهدي بوصولهم الي بيت المقدس
أما سيدنا عيسي عليه السلام بعد ان ينزله الله فيقضي علي المسيخ الدجال ثم يتجه الي المهدي المنتظر رضي الله عنه فيلحقه وقد اقيمت الصلاة فاذا راي عيسي عليه السلام اذن له بالصلاوة لكن عيسي عليه السلام لا يرضي ويجعله الامام ثم يعيش سيدنا عيس عليه السلام مع المهدي زمانا ثم يموت المهدي فيغسله عيسي بن مريم ويدفنه ويصلي عليه ثم يمكث عيسي عليه السلام ما شاء الله له ان يمكث ثم يموت ويدفن بجوار النبي صلي الله عليه وسلم في قبره بالمدينة .
كانت هذه هي خطبة من خطب الامام الشيخ الدكتور محمود ولكنه وقد تجاوز الخامسة والستين لم يعد يلقب بغير الامام
وكان الدكتور محمود ينتظر ويترقب المهدي وهو آمل من الله ذلك وفوجيء بخبر عن انحسار الذهب في نهر الفرات وكما جاء في السنة النبوية
ولم تمر ايام حتي ظهر المهدي كما في جاء في السنة واتجه علي الفور الي مكة ليكون من السبعة من العلماء الذين يبايعونه وكان الامام محمود فرحا جدا ان مناه الله بامنيته وحدث ما جاء في السنة من الاحداث فقد هرب منهم المهدي خوفا فذهبوا خلفه الي المدينة فهرب منهم الي مكة فهرب الي المدينة ثلاثا حتي تقابلوا في بيت الله الحرام وبايعوه وبايعهم والتف الناس حول المهدي وكان الامام محمود واحدا من السبعة الذين بايعوه وهو فرح بما انعم الله عليه من انه نال شرف المبايعة للمهدي .
وظهر الخير وكل ما كان الامام قد تعلمه وقراه في السير وجده يحدث في عهد المهدي كثر الخير وفاض حتي لم يعد الناس يكترثون به او يتقاتلون علي شيء
الدكتور محمود فكر بعقله وقال لم يعد شيء من التنبؤات الا المسيخ الدجال
ووجلس ذات يوم مع زوجته وهو مشغول بهذا الامر فتحدثت معه عن المسيخ الدجال فشرح لها وصفه كما جاء في سنة النبي ص هو شاب احمر الوجه جسيم راسه كانها اغصان شجرة ( أي ان شعره كثير متعلق قائم ) اعور العين اليمني وهي ممسوحة ولهذا سمي بالمسيح او المسيخ والعين اليسري ناتئة بارزة تري رؤية خفيفة وعليها ظفرة وهي لحمة تخرج في العين وهو قصير وليس بالطويل ويخرج المسيخ الدجال من خراسان او اصبهان ويبعه من يهودها سبعون الفا تطوي له الارض طيا وحينما سئل رسول الله ص عن سرعته فقال كالغيث استدبرته الريح اي كالغيت تسوقه الرياح بسرعة شديدة
ويقيم بعد ظهوره اربعين يوما وكما جاء عن النبي ص يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي ايامه كايامنا
سمي المسيح بالدجال لكثرة دجله وكذبه وافترائه
يخرج الدجال ومعه ماء ونار فاما ناره فماء وماءه فنار ولهذا اوصي النبي ص من ادرك الدجال ان يطاطيء راسه ويغمض عينيه ثم يشرب من النهر الذي يظنه نارافانما هو ماء عذب .
وحين يمر الدجال علي قوم فيؤمنون به فيزيد حرثهم ونسلهم وتنبت ارضهم واما القوم الذين يكفرون به
فاذا اصبحوا جفت المياه عندهم وهلك الحرث والنسل لديهم
وقال الامام محمود بان المسيخ الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة لان الملائكة تحرسهما منه بسيوفها فلا يستطيع الدخول الي هذين المكانين كام ان الله يحمي المهدي ومن معه من الدجال وفتنته فلا يقرب منه
الدجال فتنة ياتي علي قوم فيطلب منهم ان يؤمنوا به فيابوا فيقوم باخذ رجل منهم ممتليء ويقوم بشقه نصفين ثم ينادي عليه فيقوم حيا ومع ذلك المؤمن لا يؤمن به ويعصمه الله من فتنته
ويجوب المسيخ الارض كلها شرقها وغربها وكانه اختبار من الله وحين يقترب من بيت المقدس فان الله يحمي المهدي ومن تبعه منه وحينئذ ينزل عيسي عليه السلام ليقتله فاذا راي عيسي عليه السلام ذاب كما يذوب الملح وهنا يقول عيسي عليه السلام ان لي فيك ضربة لن تفوتني فيقتله عند باب لد بفلسطين ثم يقتل المسلمون اليهود اتباع المسيخ الدجال وحينئذ يهرب اليهود ويختبئون خلف الشجر والحجر فينطق الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله الا شجر يسمي شجر الغرقد . ومع ذلك يتم القضاء علي اليهود تماما ولا يبق في الارض غير الخير وغير الاسلام ويدين الكون كله بالاسلام تحت راية المهدي وسيدنا عيسي اللذان يمكنا في الارض زمانا سويا ثم يموت المهدي ويقوم سيدنا عيسي بغسله والصلاة عليه ودفنه بنفسه ثم يمكث سيدنا عيسي ما شاء الله ان يمكث ثم يموت ويدفن مع النبي ص في قبره في المدينة المنورة .
كان هذا هو حديث الامام محمود مع زوجته وهنا اتجه هو وهي الي المهدي المنتظر ليكونا برفقته انتظارا واحتسابا لفتنة الدجال وايضا لانه لا يتمني من حياته غير رفقة المهدي المنتظر وليري سيدنا عيسي عليه السلام ويكون مرافقا لهما
وما هي الا اوقات بسيطة حتي يسمعوا عن فتنة الدجال وتكون كما جاء في احاديث النبي ص وما تعلموه عنه لم يكف الامام ومن معه من الائمة عن توعية الناس بامر الدجال وذلك عبر وسائل الاعلام والتصال والشبكة العنكبوتية ولكن كل ذلك كان ضعيف الاثر امام قوته وفتنته الخارقة ومع ذلك فكان يثقون تمام الثقة ان المؤمن يري كلمة كافر بين عيني الدجال حتي ولو لم يكن يعرف القراءة يلهمه الله قراءتها اما غير المؤمن فلا يراها فيقع في فتنته لان قوة الاغراء لديه عالية جدا كما ان عقوبته كبيرة وهي الشق بمنشار نصفين فالخوف من بطشه وجبروته ربما اغري ضعاف الايمان ان يؤمنوا به وكان الشيخ يقول ان الله اراد ان يطهر الارض من ضعاف الايمان حتي لا يبقي علي الارض الا الخير
وهكذا يكمل المسيخ مدته وهي اربعين يوما ثم ياتي بيت المقدس فيقتله المسيح عيسي عليه السلام ويصلي خلف المهدي وتعم الحياة بالنور البركات والخيرات والاسلام
بدا الشيخ يشعر بعد تمام هذه الاحداث بقرب نهايته وبانه لم يعد يتمني من الدنيا شيئا فقد اتم الله عليه النعم كلها وسيغادر الحياة وهو شاعر بالرضا عن كل شيء ولكنه اتصل باولاده وهنا تقابلوا جميعا في مكة ليؤدوا عمرة لله وليودعهم وداعه الاخير
واستجابوا لدعوته وتقابلوا بعد اداء العمرة وهنا قعد الرجل في الفرش والتفوا جميعا حوله وما هي الا ساعات حتي لقي ربه راضيا مرضيا عنه
وبعد ايام تمرض زوجته وتودعهم هي الاخري ليدفنا سويا في مدافن البقيع بجوار صحابة النبي ص وكانت هذه هي وصيته ووصيتها
وهكذا انتهت قصة الامام الفاضل محمود



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المهدي المنتظر- قصة مستوحاة من الفكر الاسلامي - د/ شاكر صبري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإبداع الشعري / شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 3 02-14-2020 01:50 PM
الإخــــــوة الأشرار - قصة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-29-2020 12:50 PM
ايقاف - قصة قصيرة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 3 01-10-2020 12:22 PM
أبوان مزيفان - قصة - شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-03-2020 05:19 PM
ياجوج ومأجوج - قصة مستوحاة من الفكر الاسلامي - د/ شاكر صبري شاكر صبري محمد السيد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 10-17-2019 11:03 AM

الساعة الآن 06:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.