احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3885
 
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي

عمر مصلح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
346

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Aug 2013

الاقامة

رقم العضوية
12309
10-25-2013, 12:39 AM
المشاركة 1
10-25-2013, 12:39 AM
المشاركة 1
افتراضي عباءات
عـباءات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ سولاف هلال

ركضتُ صوب نفسي ، احتضنتها ، وأقسمت لها أن أتبرأ من سذاجتي التي كادت أن تسقطني وأسرتي في غور سحيق .
لم أكن ذات خبرة بهذا العالم المسوّر بالغدر ، وتجاربي محض سراب ، فما أنْ خرجت من تحت عباءة أبي وأخوتي حتى انضويت تحت عباءة زوجي ، ولم تكن هناك مسافة بين هاتيك العباءتين ، فكيف لي معرفة محيطي وأنا محاصرة بين خاصرتين ؟.
تزوجت قبل انتهاء دراستي الثانوية بعامين ، وحين حصولي على الشهادة بامتحان وزاري خارجي ، أعربت لزوجي عن رغبتي باتمام تعليمي الجامعي الذي رفض الفكرة .. وكعادتي أطعت وانزويت.
لا أدري لِمَ قررت البوح ، ربما أمرني صوت الخشية من الاندماج ، أو قد تكون سذاجتي ، لكني قررت .. وهذا مايشعرني بالارتياح.
في صبيحة أحد الأيام البعيدة جداً رن جرس الباب.
كنت نائمة حينها ، نهضت أتعثر بنعاسي ظنا مني أن القادم هي الخادمة التي اعتادت أن تأتي في مثل هذا الوقت ، لكني فوجئت برجل لا أعرفه ، سلم علي بحميمية لم آلفها من رجل غريب ، ثم سألني عن زوجي بعد أن عرفني بنفسه :
ـــ أنا الدكتور هيثم صديق الأستاذ حسن فهل هو موجود .
ــ لا .. هو ليس هنا ، بإمكانك أن تذهب إليه في مكتبه.
ـــ للأسف يتعذر علي الذهاب إليه الآن ، لدي بعض الأعمال التي ينبغي علي إنجازها لأنني عدت من السفر ليلة أمس ، لكن يمكنني أن أترك له بعض الأشياء التي طلبها مني قبل أن أسافر إلى كندا ، أرجو أن تبلغيه تحياتي وأن تخبريه أني جلبت له معظم ما طلبه مني ، اسمحي لي أن أحضر لك الأغراض من السيارة .. آه ..وددت أن أخبرك أن زوجك يحبك جداً لأن كل الطلبات تخصك أنت .. جلبت لك ملابس فاخرة و قطعة بلاتينيه محفور عليها أول حرف من اسمك ، كما أحضرت لك دواء أرجو أن ينظم ضربات قلبك .. مم تشتكين؟
وجهت له نظرة استغراب ، لكنه قال لي على الفور :
ــ أنا دكتور جراح متخصص في جراحة القلب والأوعية الدموية ، ويمكنني معالجتك .. أرجو أن تشرفيني في العيادة ، فالأستاذ يعرف مكانها ، أرجو ألا تقلقي على قلبك فصحتك تهمنا وزوجك عزيز علينا.
مد يده دون مقدمات ليجس نبضات قلبي .. لم أعترض ، ثم راح يسأل وأنا أجيب ، ولم يوقفني شيء سوى ملاحظتي لتلك الارتعاشة التي بدت على صوته وعلى أصابعه التي راحت تزحف صوب ثديي ، فابتعدت عنه قائلة :
ــ كفى لو سمحت سوف أزورك في العيادة لإجراء الفحص اللازم .
ــ حسنا .. سأحضر الأغراض من السيارة.
لم أفكر طويلا قبل أن أقوم بإغلاق باب الشقة بإحكام ، هدأت نفسي ثم اتصلت بزوجي ، وقصصت عليه ما حدث فأوصاني ألا أفتح الباب لأنه لا يعرف هذا الشخص ، وأن هذه ليست إلا لعبة قذرة غايتها توريطه في أمر ما .
بعد دقائق حضر الرجل بالفعل لكني لم أفتح له بالطبع فانصرف ، وأنا لم أفعل شيئا سوى الاختباء داخل نفسي من شدة الخوف .. حتى أدمنت عباءته.
وبعد فشل تلك المحاولة بأيام ألقي القبض على زوجي بتهمة ملفقة من أحد الأصدقاء ، لكن الشرطة أخلت سبيله لعدم كفاية الأدلة ، فتبين لنا فيما بعد أن الرجل الذي ادعى أنه صديق زوجي كان مدفوعا من قبل ذلك الصديق الذي أراد توريطه من خلالي ، معوِّلاً على حب النساء للهدايا ، ومن حسن حظ زوجي أنني ارتديت عباءة الحيطة قبل أن أتسلم تلك الهدايا المزعومة وإلا كان مصيره مرهون بيد الشيطان.
توالت الأيام وأنا أتحاشى الناس .. وتوسَّد زوجي محبتي في مثواه الأخير ، فصار لزاماً علي خوض غمار الحياة ، لكني لم أفعل شيئا سوى الاختباء تحت عباءة أبنائي .

عباءات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمرمصلح

على نحو غير مألوف قرائياً – نوعاً ما – يتكرر العنوان في النص أكثر من مرة، ويُعتبر هو ثيمة النص، والمُهَيمِن على البنية النصية عموماً..

اشتغلت القاصة على هذا، وهي تعلم بأنها شبه مجازفة.. فتناولت العباءة كرمز دلالي لأكثر من مثابة، إلا أنها تصب بحوض واحد..
وهذا الرمز التحجبي المعروف صار ملجأً تخندقت به من راجمات العادات والتقاليد وبعض المفاهيم الرثة.
إلا أنها كانت الملاذ الآمن لصباها.. ثم انتقلت بسلاسة، وبلا تعقيدات صورية أو توعير لغوي، إلى عباءة أخرى أدخلتها عالم آخر، لايختلف كثيراً عن خندقها الدفاعي الأول، غير أنه أنه أكثر انفتاحاً، ممنية نفسها أن ترى الضوء حتى ولو من كم العباءة التي صارت أبعد منالاً من نيل شهادتها الدراسية.. لتُعلن عن انهزام آخر وانضواء تحت عتمة الإنطواء والتبعية.

ثم ألحقتها بعباءة أخرى، لترسم مستوى تكوينياً للخوف الذي كانت تشعره من قبل إلا أنها لم تعشه تفصيلياً، وكانت انعطافة مهمة في رسم مصير موغل بالتبعية والخشية والترقب.

فتأكدت التراكيب هذه إلى تراكيب باعثة إلى الحيطة والحذر من أي شيء، بحَدَس فطري أدركته شعورياً بعد سيل فيوضات القهر، والشعور بالاغتراب، في عالم لايد لها في جرائمه إلا أنها اختارت..

وكان هذا الاختيار متجراً لاستهلاكها نفسياً.. وصارت القيم التعاملية مبنية على .. أنا أخاف.. إذاً أنا موجود..
حتى أجهشت أحشاؤها بدموع على شكل بشر..
دموع تغسل طرقات الأسى، فوجدت نفسها تختبئ تحت عباءة أخرى أشد حذراً، وأكبر مقاساً كي تتسع لمدى واسع يسمى أطفال.

نخلص من هذا إلى أن القاصة أرادت أن تؤكد على أن العباءة هي سيدة مشهد المرأة العربية في العصر الحجري الحديث.
وأنها ثيمة بقائها على خارج خارطة أنياب كونية، تسمى حياة..

إذاً كانت جرأتها باختيار هذه المفردة المتعددة الدلالات لتكون ثريا النص، اول إجراء هجومي تشنه بعد انكسارات متتالية.
ولو تأملنا النص بنائياً لوجدناه ينضوي تحت لواء الواقعية، المستوفية لكل اشتراطاتها، إلا أنها تميزت بجعل الصراع بيني ومتشظ من جهة، وبين رمز صامت من جهة أخرى.
هذا عمل يستوجب الكثير من التأمل.


قديم 10-25-2013, 02:26 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


انتقاء موفق وتحليل جيد
تعدد العباءات في مجتمع يحب الانغلاق ، يكبح الأحاسيس ، يسفه الإبداع ، يعالج قضاياه بتركها وإهمالها ، يحب الصورة النمطية الغارقة في القدم التي لا يقتحمها تجديد .

دام قلمك الوهاج .



قديم 10-25-2013, 03:29 PM
المشاركة 3
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سيدي
العباءة هنا تحمل أكثر من معنى ..وأهم معنى فهمته واراني مقتنعة فيه
هو التبعية والإنقياد ...وضياع الشخصية ...والسير حسب رضاهم
طمس الشخصية هو المعنى الأصح


مرور أول

وتحياتي لك صديقي

قديم 10-25-2013, 07:03 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الم تلاحظ ان بطلة القصة لم تكن بتلك السذاجة رغم انها ليست متعلمة وانتقلت في عيشها من عباءة لعباءة . صحيح ان النص واقعي ولكني اجد قدرة البطلة على التعامل مع الموقف بعيد عن المنطق وعلى الرغم ان القاصة استخدمت ضمير المتكلم وهوالراوي العليم صاحب المصداقية لكنني لم اقتنع بانها كانت قادرة على التعامل مع ذلك الموقف بتلك النباهة واتصور انه كان بامكان القاصة جعل النص اكثر درامية من خلال تسجيل تبعات صورة لذلك الرجل وهي ممدودة لصدرها. السرد جميل وكافة شروط القصة القصيرة متوفرة لكن لحظة الانقلاب خجولة والنهاية غير مقنعة. *

قديم 10-26-2013, 10:36 PM
المشاركة 5
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي


انتقاء موفق وتحليل جيد
تعدد العباءات في مجتمع يحب الانغلاق ، يكبح الأحاسيس ، يسفه الإبداع ، يعالج قضاياه بتركها وإهمالها ، يحب الصورة النمطية الغارقة في القدم التي لا يقتحمها تجديد .

دام قلمك الوهاج .


أستاذ ياسر الموقر.. طبت منى
طالما استفزتني جمالياً استعارات ورموز هذه القاصة، فكتبتُ أكثر من عشر قراءات عن قصص احتوتها مجموعتها المتميزة "إلى الوراء دُر"
هنا استخدمتْ هذا الرمز، كشاهد عيان، معروف عند كثير من الشعوب.
وأجدك قد وضحَّت الأمر بأناقة أكيدة.
سعيد بمرورك أيها الراقي.

قديم 10-26-2013, 10:38 PM
المشاركة 6
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
سيدي
العباءة هنا تحمل أكثر من معنى ..وأهم معنى فهمته واراني مقتنعة فيه
هو التبعية والإنقياد ...وضياع الشخصية ...والسير حسب رضاهم
طمس الشخصية هو المعنى الأصح


مرور أول

وتحياتي لك صديقي
تحليلك صحيح جداً.. وهنا إشارة واضحة إلى واقع المرأة في جل مجتمعاتنا.
ومع خطوتك الأولى هذه، ازداد المكان بهاءً أيتها الندية.
لك محبتي وعظيم تقديري.

قديم 10-26-2013, 10:39 PM
المشاركة 7
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
الم تلاحظ ان بطلة القصة لم تكن بتلك السذاجة رغم انها ليست متعلمة وانتقلت في عيشها من عباءة لعباءة . صحيح ان النص واقعي ولكني اجد قدرة البطلة على التعامل مع الموقف بعيد عن المنطق وعلى الرغم ان القاصة استخدمت ضمير المتكلم وهوالراوي العليم صاحب المصداقية لكنني لم اقتنع بانها كانت قادرة على التعامل مع ذلك الموقف بتلك النباهة واتصور انه كان بامكان القاصة جعل النص اكثر درامية من خلال تسجيل تبعات صورة لذلك الرجل وهي ممدودة لصدرها. السرد جميل وكافة شروط القصة القصيرة متوفرة لكن لحظة الانقلاب خجولة والنهاية غير مقنعة. *
النص الذي يتحمل أكثر من قراءة.. هو النص الأبقى
فكلما تعددت الرؤى، والانطباعات.. كان في صالح النص.
وكما تفضلت أستاذنا الموقر.. ألنص كان واقعياً، لكنه يشي برمزية دسَّتها القاصة بحَرفَنة، كي تصل إلى إثارة قضية الركود الذي لازم جل النسوة في مجتمعاتنا.
أما الموقف الذي توقفت عنده، فهو رد فعل طبيعي، وما أعقبه بعض ماتمتلكه المراة من مناورات، للتخلص من مأزق.
وقد أختلف بالرأي معكم حول الخاتمة.. إذ أكدت فيها على النكوص إلى المسلَّمات.
دمتَ أستاذاً نتعلم منه الكثير.. مع محبتي وعظيم احترامي.

قديم 10-29-2013, 04:38 PM
المشاركة 8
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صاحبة العباءة تلك تخفي بداخلها بركان من الإحتجاج والتذمر
وتتظاهر بالضعف والإستسلام..ربما لشيء ما في نفسها

صاحبة العباءة عندها عقدة منذ الطفولة

تحياتي لك صديقي

قديم 10-29-2013, 11:06 PM
المشاركة 9
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
صاحبة العباءة تلك تخفي بداخلها بركان من الإحتجاج والتذمر
وتتظاهر بالضعف والإستسلام..ربما لشيء ما في نفسها

صاحبة العباءة عندها عقدة منذ الطفولة

تحياتي لك صديقي

وهل هناك امرأة واعية لا تخفي براكيناً من الاحتجاجات والأسى؟.
وهل هناك امراة لاتخفي أشياءً لغايات أُخَر؟.
إذاً.. موقفك صحيح جداً، وأنا أتفق معك.
لكن مسألة تحديد العقدة.. أظن هذا أمر خاضع لزاوية تناول العقدة، ووفق أية نظرية..
هل هي نظرية الانعكاسات الشرطية أم تحقيق الذات أم الجنس أم الشعور بالنقص أم الشعور بالرضا والأمان.. إلخ.
وياليت لو تتحفينا بموقفك التحليلي أزاء هذه الشخصية؛ لنتناول التحليل قرائياً، ونستمتع بالنتائج التجريبية.
مرورك عطَّر أمكنتي أيتها الندية.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عباءات
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصدر في التلفزيون لـ"المناطق": عباءات المذيعات خضراء ليوم واحد! علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-01-2013 01:27 PM

الساعة الآن 02:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.