قديم 06-25-2014, 01:53 AM
المشاركة 61
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



[marq="4;up;1;scroll"]انْتِهاك …![/marq]






أصواتُ صلاةٍ و دعاء .. خشوعٌ يملأ المكان .. قد تقّدس الجو .. فهذا رمضان ..!
رمضان الرحمة .. رمضان المغفِرة ...
الحي في حالةِ نشاط ، صحنٌ يأتي وآخر يخرج ، الوالِدة تأمُر رئيس الطباخين بما لا يُطاق ..
و الخادمات .. نحلات لا يتوقفن عن الطنين و العمل ، و الصغيرة مدهوشة بهذا كله 

:

:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


- كُلي شيئاً لا يصح ما تفعلينه ..
-لا ... أريد أن أصوم ...!
-صومي صوم العصافير حتى العصر فقط ..
-لا ... أريد أن أكون مثلكم ...!
-[ جليلة ] اسمعي الكلام ...
-أريد أن أحصُل على الأجر ..
-ستحصلين يا ابنتي بالنيّة ...
-نية ؟؟ لم أفهم ...!
-يعني برغبتك ربي يعطيكِ الأجر ...
-هااااه .. فهمت ..[ رضيّة ]..[ رضيّة ] ...
-لماذا تنادين الخادِمة دعيها ستذهب إلى بيتِ أبي يعقوب ..
-سأذهبُ معها أمي ...
-لا ... اجلسي في المنزل .. يكاد يغزونا الليل ...
-أرجوك ..ماما .. حبيبتي .. قلبي .. روحي .. ماما .. ألا تحبينني ؟؟
-بلى .. بلى ... إذهبي . [رضيّة ] انتبهي لها .. هذه طِفلة لا تفقه شيئاً ..
-حاضِر ماما تعالي لولو...
:
:
تقفز فرِحةَ جذلى .. تسأل رضية عن الصحن الذي تحمل .. فتوضح لها أنه هريس *

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تصّر أن تحمله هي .. ترفض لكبر حجم الصحن مقارنة بضآلتها ..لكنها تصر و تأخذه مِن يدها ..
تنشغِل [ رضيّة ] مع إحدى الخادِمات في المنزل المُقابل ،
تمشي الصغيرة إلى بيت أبي يعقوب بابتسامة عريضة على وجهها البريء و هي تفكّر أن أم يعقوب ستعطيها الحلوى ..
و إذا به يعترِض طريقها صبيٌّ في الحادية عشرة من عمره حليق الرأس بابتسامة خبيثة على وجهه عادت أدراجها ..
لكنّه سحبها مِن جديلتها الطويلة و التصق بها :
-تعالي يا حلوة ..!
لمسها بطريقة لم تفقهها و عِندما حاولت الصراخ
أطبق عليها بشفتيه اللتين ضاعت في حلقه صرختها ..
أصدر صوتاً غريباً : كـ : أمممم...
أوقعت الهريس على الأرض ..
فتركها و هرب و هو ينظر إليها بمكر و يقول : لذيذة ..!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نظرت إلى التراب الذي كساها .. و بكت ..
ما هذا الكائن الذي يستعذِب ألمي و يستلّذّ بآهاتي ..
ستقتلني أمي .. سيذبحني أبي .. لِم أنا فتاة ؟؟ لا أريدُ أن أكون !
مسكينةٌ هي .. لا تعلم أن هذا الكائن – دائما- سيستمتع بألمها و آهاتِها ..!
:
:
-لولو ؟؟ يا ربي ...! لولو ؟؟
-... صوت بُكاء ...!
-يا الله لولو ...؟؟
-وقع الهريس مِن يدي [ رضيّة] ..!
-لا مُشكلة .. دعينا نعود للمنزِل ...
-ليتني لَم أخرج من البيت ... لو تنفع ليت ..!
:
:
:

:
:
تُدخلها الخادمة من الباب الخلفي ..
تُحممها بسرعة و تدعها في الصالة و تذهب برنامجها المفضل [ جزيرة الكنز ] قد بدأ لكنها لا تحسّ بشيء ..
كلّ ما تفكّر فيه كيف سكتت ؟؟ كيف سمحت للقذر بلمسها ؟؟ و تقبيلها ؟؟
تمرر يدها على شفتيها فتحس بتورّم خفيف ، و ألم عظيم ..
كيف لَم ترفسه ؟؟ كيف لم تضربه بصحن
الهريس ؟؟ لابُدّ أن هذا خطؤها .. هي المخطئة ..
ربما لأنها لوحدها ؟؟
نعم هذا هو السبب يجب ألا تخرج لوحدها أبداً ... أبداً ..
تشْعُرُ أن شفتيها ثقيلة .. و مشوّهة كنفسها التي لَم تعد كما كانت ..
- [ جليلة] تعالي و افطري يا ماما .. قد أذن المغرب
بِصَمت تتجه لكرسيها و بعيون زجاجية تأكل ببطء ...
- ما بالها ؟؟
- لا أدري يا حبيبي ..
- ربما هي مُتعبة مِن الصيام ..
- ربما ...!
- لستُ مرتاحاً لهدوئها هذا ...!
دع عنك وساوس الشيطان و افطر يا رجل ...
:
:
تتجه لغرفتها على غير عادتها .. تطفئ النور ..
تسجي جسدها على فِراشها و تلتحِف بملاءتها ..
تحشر الملاءة في فمها و تبكي بصوتٍ عالٍ ..
لعلّ المطر ينسيها ما حصل ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مطر ..مطر .. مطر .. حتى النوم ...!
تستيقظ في الساعة الرابِعة على فِراش مبلول ..
يا إلهي !! لأول مرّة تبلل فراشها ..! تبكي بصمت ..
و تجلس على حافة السرير .. تضع يدها على رأسها مفكّرة ما الحل ؟؟
أمها ستذبحها .. لأن وسواس النظافة يجري في دمها ...
تدخل الحمام تستحِم بسرعة تلبس منامتها و....
- [ جليلة ] ؟؟ ما بِك ؟؟
- لا شيء ... أنا بخير ...
- ما هذه الرائحة ؟؟؟ هل بللت فراشِك ؟؟
- [ تهزّ رأسها باكية ]
- يا إلهي [ جليلة ] ! لَم تفعليها قط ماذا حدث ؟؟ أهناك شيء ؟؟
- لا شيء [ جميلة] لا شيء ...!
- حبيبتي الصغيرة تعالي نامي بجانبي الليلة و لا تهتمي ..
في تِلك الليلة فهمت أختها جيداً هذه اليد المشوهة تمسّد رأسها و توشوشها بأن كل شيء في الصباح سيتغيّر
وأن الفراش المبلول سرهما مع [ رضيّة ] عرفت [ جليلة] أن الأخت أهم ما في الوجود ..
فهي الحضن اللامشروط و الكتف الممدود و الظهر المسنود ..
و نامت و هي فرحة بحدائق [جميلة ]التي تفتّحت في قلبها ...!
:
:
:
تحضن مخدتها و تنظر للجدار الوردي .. و تفكّر ..
تهلع من الخروج من غرفتها و اللعب في الحديقة المشتهاة ...
يطرق الباب عليها أخوها الأكبر الأحب إلى قلبها: - مرحبا يا حلو ..!
- هلا [ خالد ]
- هلا يا حلو ماذا تفعلين و أين قبلتي ؟؟
- [ تقبله على خديه ] و تجلس أمامه ..بابتسامةٍ كبيرة ...
- لم لم أعد أراك في الحديقة ؟
- لا أحبها ..
- ماذا ؟ و الألعاب التي في التراب تكرهينها أيضاً ؟
- [ تهزّ رأسها أن نعم ]
- ينظر لها بعمق قائلا : أحيانا يا [ جليلة ] نحتاج أن نبقى لوحدنا
- نعم أعرف ...
- خذي .. حاولي أن تقرئيه ..
- [ نظرت إلى الكتاب بين أصابعها الصغيرة [ قصص الأنبياء ] ]
- اقرئي يا حلو القراءة تفتح العقل و تريح البال
- شكراً أخي
- العفو يا حلو ...!
:
:
:

- قيح .. لا أشعرُ إلا بالقيح يجري في دمائها ..
- تعوّذ من الله يا رجل ما بالها هاهي كالوردة ..!
- أي وردة ؟؟ انظري إلى البنت شاحبة ..ساكتة .. هادئة ..
تدفن رأسها في الكتب و لا تخرج من المنزل و لا الحديقة ..
أين الفراشات التي كانت تزغرد في دمها ..
أين الشمس التي كانت تشرِق في جبينها .. لا ..لا أنا خائفٌ عليها ...
- لا تخف يا أبي
- [ جليلة ] ؟؟
- أنا بخير .. حقّاً ..[ بابتسامة صفراء ]
- يمسك وجهها و يمطرها بقبلات صغيرة على جبهتها .. فتجفل ..:
صغيرتي الحلوة إن كنت أستطيع أن أخفف عليكِ ما تشعرين ..
- لي طلبان ..!
- آمريني ...
- شعرٌ قصير ... ملابِس ولاّدّية ...
:


الهريس: أكلة شعبية إماراتية قوامها لزج ، مكونة من اللحم و
القمح و الماء و المِلح و هي الأكثر غلاءً و مضرِب إكرام الضيف .


[marq="4;up;1;scroll"]جليلة ماجد
[/marq]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/TABLETEXT]

قديم 06-25-2014, 10:57 PM
المشاركة 62
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


رائع يا أستاذ سليم، شوقتني كي أكتب أنا أيضا سيرتي الذاتية ههههههههه من أجل أن أحظى بهكذا " جينيريك"
سلمت يداك أستاذ أحمد سليم و الأستاذة جليلة تستحق أكثر

قديم 06-26-2014, 01:57 AM
المشاركة 63
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


رائع يا أستاذ سليم، شوقتني كي أكتب أنا أيضا سيرتي الذاتية ههههههههه من أجل أن أحظى بهكذا " جينيريك"
سلمت يداك أستاذ أحمد سليم و الأستاذة جليلة تستحق أكثر
[TABLETEXT="width:70%;background-color:black;"]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




[marq="4;up;1;scroll"]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
[/marq]



أنت الأروع أستاذة فاتحة الخير
لست بحاجة لتكتبي سيرتك الذاتية لتحظي بهكذا " جينيريك"
انا جاهز لتصميم أي مشاركة لك تختاريها
ولك كل تقديري واحترامي،
وأنا واثق تماما أن روحك كأسمك تفيض خير وطيبة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[marq="4;down;1;scroll"]
فاتحة الخير
[/marq]

ما اجمل أسمك سيدتي
دمت بكل الخير ياطيبة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/TABLETEXT]

قديم 06-27-2014, 04:41 PM
المشاركة 64
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ. أحمد العيسى ....

فنّان راقٍ أنت ....

لا عدِمتُ جمالك ...

أشكرك ....

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-30-2014, 04:08 PM
المشاركة 65
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قسوة المجتمع ضد التغيير ، فكلما لم يستطع شخص التخلص من أغلاله لام من له القدرة على كسر قيوده و تجرأ على رفع رأسه تطلعا لاستكشاف الطريق .

في انتظار المزيد

تحياتي الرمضانية .

قديم 07-01-2014, 09:03 PM
المشاركة 66
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الموضوع مغلق

تحياتي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.