قديم 06-01-2014, 04:06 PM
المشاركة 31
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يمكنني القول بان الجزء الثالث لا يقل روعة عن الجزئين الاول والثاني وانا مثل الاستاذ ياسر أزعجني القفز الى سن الخامسة والسابعة .
لا اتصور ان هناك مشكلة فنية في ذلك القفز ولا اعتقد انه يوثر على سحرية النص وعبقريته لكن يمكن استثمار سنوات الطفولة اي المرحلة التي تم القفز عنها لإضافة مزيد من السحرية على النص وحيث ان الذاكرة قد تكون فارغة من احداث ذات قيمة فنية اتصور انه يمكن اللجو الى تكنيك يجعل المتحدث هنا الاب او الام فلا بد ان في جعبتهم الكثير ليقال اضافة الى ما قيل ويتم من خلال هذا التكنيك الحديث اكثر عن مصاعب الحياة مثلا وقصة صراع الاب من اجل الحصول على لقمة العيش وجعله يروي بعض تجاربه مع البحر على سبيل المثال .
المهم على اي اضافة على النص تغطي المرحلة المذكوره ان لا تخل في متانة البناء السردي وان تحافظ على نفس المستوى من السحرية والروعة والادهاش ان لم يكن ان عليها ان تقدم اضافة في جعل النص اكثر سحرية وتشويق وان لا تكون مجرد حشو يخلو من المضمون ....واتصور ان افضل مكان يمكن الحصول منه على حكايات من هذا النمط هو البحر لان سحرية البحر لا يضاهيها سحرية وحكايا البحر لا تنضب أبدا
*
إيــــــه يا أ. أيوب ...

فكّرتُ كثيراً قبلَ أن أقفز ...

هناك منمنمات أريدها أن تبقى لي ...

لَم أنس شيئاً فذاكرتي صندوق حديدي..

أريد ذاك المنزل المتهدم المكسو بالتراب المحتّل بالحمام في كل مكان ..

و تلك النخلة المتداعية في وسط المنزل التي كان أبي يرعاها كبنت سابعة

و ذاك الدجاج الذي يركض بين أرجلنا بجنون ...

أريد تلك الغرفة الصغيرة التي نتكدس فيها نحن الستة نائمين فيها بهدوء على الأرض ..

أريد تلك الرائحة... تلك الكولونيا القديمة التي كانت أمي تعطر بها الغرف ..

أريد أن أن أجتاز الشارعين و أصل للبحر و أسرق بعض السمك المجفف ضاحكة ..

ليعاقبني أبي بهدوئه و أمي بلسانها و صراخها ...

أريد أن أتحدث عن صديقي [ جوزيف ] الأجنبي الذي افتتن بي و لاحقني كظلي ...

لن أكمل ... فهذه الذكريات لي وحدي .. مع احترامي الشديد لوجهة نظرك ....

فالحياة أكثر تعقيداً من أي حكاية تُروى

و لو دققت على كلّ ما حولي كُنت سأغرق ....

و جئتُ هُنا بحثاً عن طوق نجاة ...!

احترامي .. تقديري

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-01-2014, 04:53 PM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أفهمك تماماً واقدر مدى صعوبة الحديث عن تلك االتفاصيل الحميمة وربما ان ذلك هو السبب بعينه الذي دفعني لأقترح تغطية تلك الفترة الزمنية بصورة غير مباشرة وذلك بجعل المتحدث شخص اخر قريب حيث يمكنك من خلال حكايته نقل صورة للمشهد الذي كان ونقل حالة من حالات الصراع او اكثر ولا بد ان ذلك سيضيف شيئا من السحرية على المشهد خاصة ان تلك الحكاية ستوفر مجال للمقارنة بين ما كانت عليه الحياه وكيف اصبحت بعد فورة النفط وتغير نمط الحياة .... ولكن يظل الخيار لك

قديم 06-01-2014, 05:10 PM
المشاركة 33
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أفهمك تماماً واقدر مدى صعوبة الحديث عن تلك االتفاصيل الحميمة وربما ان ذلك هو السبب بعينه الذي دفعني لأقترح تغطية تلك الفترة الزمنية بصورة غير مباشرة وذلك بجعل المتحدث شخص اخر قريب حيث يمكنك من خلال حكايته نقل صورة للمشهد الذي كان ونقل حالة من حالات الصراع او اكثر ولا بد ان ذلك سيضيف شيئا من السحرية على المشهد خاصة ان تلك الحكاية ستوفر مجال للمقارنة بين ما كانت عليه الحياه وكيف اصبحت بعد فورة النفط وتغير نمط الحياة .... ولكن يظل الخيار لك

ممتنّة لجمال روحك أ. أيوب ...

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-05-2014, 07:49 PM
المشاركة 34
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"]



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[marq="6;up;1;scroll"]و ... جميلة ؟؟
[/marq]



تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال
جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد
انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع .. و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء
غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!



[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة


[marq="4;down;3;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[/TABLETEXT]

قديم 06-06-2014, 02:15 PM
المشاركة 35
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:90%;background-color:black;"]



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[marq="6;up;1;scroll"]و ... جميلة ؟؟
[/marq]



تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال
جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد
انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع .. و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء
غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!



[ ذَاتْ ] - سيرةٌ ذاتيّة


[marq="4;down;3;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[/tabletext]
هل تكفي [ شكراً ] يا أ. أحمد ؟؟

غمرتني بلطفك و الله ..

خجلة أنا مِنكَ و ربي ...

ممتنّة ..و أكثر

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-06-2014, 02:36 PM
المشاركة 36
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي قصرٌ مِن جليد ::
[tabletext="width:70%;"]

قصرٌ رُخاميّ مُذّهب ..غُرَفٌ واسِعةٌ مُزخْرَفة .. سُلّمٌ طويل يفْصِلُ الطابق العلويّ عن الطابق السُفليّ فتح الابن البكر الباب و صرخ فرحاً ... يا الله !! ياللجمال !! فرد جناحيه و طار و هو يضحك .. سنلعبُ هُنا كثيراً يا أبي .. أليس كذلك ؟؟
:
هزّ الوالد رأسه جذِلا و هو يرى أبناءه يَعُّبُّون الفرحة عَبّاً .. يكادون منها اختناقاً ...
و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ....
:
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- غُرفة جلوس ...!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- جهاز تكييف ..!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- سرير ...!!
- كُفّي يا [ جليلة ] دعي أباكِ يرينا البيت ..( تصْرُخ فيها الغالية )
- دعيها يا غالية فبراءتها قاتِلة ...!
:
ذاتِ سنواتٍ ثمان ببراءة بنت الست تركض و تقفز و تصرخ و تضحك للصدى
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- مزرعة لتلعبي فيها
- يا سلاااااااااام ( تصرخ بصوت مرتفع )
- تعالي أريك غرفتك ..
- حسناً ... حسناً ...
- ماذا تتوقعين أن يكون لونها ؟؟
- وردي !!
- شبيكِ لبيكِ .. بابا يحقق أمانيكِ ...!
- أغمضي عينيكِ ...
- ياااااه ... أبي ... غرفة جميلة ..! شكراً ..( ارتمت بين ذراعيه)
- تستحقين أكثر يا معجزتي الصغيرة ..
سجّاد ناعم وردي يغلل الغرفة بلون حالِمٍ جميل .. ستائر عليها رسومات لتيجان حائط مدهون بلون وردي فاتِح ، و ملصقات لأميرات ديزني متناثرات هُنا و هُناك ...
:
- لمَ سريرين يا أبي ...
- معكِ أختكِ [ جميلة] ..
- هاه ؟؟ لكن ...
- [ جميلة ] تحبّك يا [ جليلة ]
- إنّها لا تفعل يا أبي .. تنظرُ إليّ شذراً طوال الوقت .. و تسميني غبيّة ..
- لذلك وضعتكما في ذاتِ الغرفة ربما تتوصلان لحل مع علاقتكما الغريبة
- ( اغرورقت عيناها بالدموع ) ... أبي ؟؟
- لا أريد أن أسمع أكثر عن هذا الموضوع .. لو سمحتِ ..لأجلي ..
- حاضر أبي
- ارفعي رأسك يا صغيرة أنيري البدر بابتسامتكِ هيا ...!
- ( تبتسمُ بارتجافةٍ في طرف شفتها السفلى )
- هذه ابنتي الحلوة ..!
:
جلستْ على طرف السرير تفكّر .. جلبت الخادِمة حقيبتها و شرعت ترتب ملابسها في خزانةٍ كبيرة .. سَرَحت في الملابِس .. نعم [ جميلة] تكرهها و تنتظِر خطأها في أي شيء كي تهوّل الأمر و توصله للغالية انتظاراً لِعقاب مؤلِم لها .. تنهّدت و رفعت بصرها
:
- هذا سريري .. ذاك سريرك يا غبيّة ..
- حسناً .. كما تريدين ...
- لا تجلسي عليه .. لا أحب أن يتسخ ..
- لستُ قذرة ..
- اصمتي .. أف منكِ لا أدري لِم وضعنا أبي في غرفة واحدة ..
- اسأليه ..
- أنا ؟؟ لا .. أبي لا يحبني بل يحبّك أنتِ يا .... يا بسبوسة ( باستهزاء)
- و أنا أحبه ..( تبدأ دموعها بالانهمار )
- كُفّي يا غبية ارتدي ملابس النوم و نامي ...
- سأفعل ما يحلو لي ..
- اذهبي إلى أبيك دعيه يهدهدك كما يفعل دائماً ..
- أنا كبيرة و عاقِلة و سأخرج ..
:
تهدج صوتها ... تدافعت الدموع إلى مقائيها شلالاً من نار .. جسدها مشتعِل و التنهيدات تهزّها .. نزلت من الطابِق العلوي مروراً بالصالة إلى خارِج المنزل
اختارت نخلة قصيّة و بكت تحتها حتى تورمت أهدابُها .. سمِعت صراخ الوالِد يناديها مِن بعيد فخرجت مِن مخبئها ..
:
- أنا هُنا بابا ...
- أوه ... لا تفعلي هذا يا حبيبتي ...[ و ضمّها إلى صدره ][ أمسَك جديلتها الطويلة و هو يقول] : انظري قد اتسخ شعرك ..
- أنا آسِفة بابا
- اششششش اهدئي ...
و قبل أن تشعر غطّت في نومٍ عميق ...
:
- صباحٌ جميلٌ
- صباح الخير أبي [ و هي تقبّل رأسه ]
- تعالي اجلسي و تناولي الفطور
- أريد الحليب فقط
- أين [ جميلة ] ؟
- آتيّة ...
- و كيف ليلتكما ...
- أمممم... جيدة ..!
- طيّب الحمدلله [ جميلة ] .. يا [ جميلة ]...
- نعم يا أبي
- تعالي و كُلي شيئاً يا ابنتي السائق ينتظر ...
- حسناً ...
:
تقف و تتجه إلى الباب .. تفتحه و تتنفّس بعمق و تنظُر جيداً إلى هذا القصر الكبير ... مزرعة بألوانٍ خلابة سرقها الربيع و أسكنها هُنا و رحل ... أرجوحة .. لعبة حِبال .. و الكثير مِن العصافير ..
- صباح الخير شمس الدين ..!
- هلا لولو هل أشغل السيارة ؟؟
- لا ..لا ... سأنظر إلى الحديقة
- يهزّ رأسه أن نعم .. افعلي ما يطيب لكِ ..
تجلِس على الدرج تتأمّل و لا تلاحِظ أن هْناكَ مَن يراقِبها مِن بعيد و يحصي تحركاتها ... و يبتسِم بخُبثٍ لا تملكه هذه الطاهِرة الصغيرة .
[/tabletext]

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-06-2014, 04:06 PM
المشاركة 37
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذة جليلة
مزيد من الروعة والحوار يجعل النص حيا لكن هذه العبارة هي التي اشعلت نار التشويق والادهاش وجعلتني انتظر القادم على احر من الجمر

*" و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ...."

بهذه العقدة الجديدة لا يجد المتلقي مفرا من ان يقف على رؤوس اصابعه منتظرا بشوق تطور الحبكة وكيف ان القصر والذي تمت انسنته هنا كيف سينوح على ساكنيه؟؟!!

قديم 06-07-2014, 03:02 AM
المشاركة 38
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
و ... جميلة ؟؟
:
تمّر الأيام و يشتد العود .. تظهر ملامِحها واضِحة .. عين واسِعة سوداء أنف صغير و فمٌ ممتلىء .. شعر حريري بلون بني غامِق وبشرة كالحليب ، لا زال جِلدها شفافاً فالعروق مرسومة بوضوح على وجهها و سائر بدنها ، التصق بها الأب فصارت حياته الصغيرة المرحة البريئة .. و ابتعدتْ عنها الغالية فقد انصّب اهتمامها بـ [ جميلة ] ....
-أنت تهتم بـ [ جليلة ] كثيراً ...
-[ و هو يحملها على كتفه ] طبعاً تصوري حياتي بدونها ...!
-و [ جميلة ] ؟؟
-ما بالها ؟؟
-أنت لا تهتم بها و تدللها كأختها .. و هذا حرام في حقّك ! ستكرهك البنت
-قولي هذا الشيء لنفسِك ..
-المقصود ؟؟
-لن أشرح أنتِ ذكيّة و تفهمين .. تعالي يا بسبوسة بابا ...!
-أكلّمك أنا .. فرّدّ علي ّ ...!
-أحبك يا غالية فاهدئي ...!
-[ تبكي ]
-[ جميلة ] ابنتي أيضاً و أحبها جداً لكنّكِ لا تعطيني الفرصة فأنتِ تغدقين عليها حنانك كلّه ألم تفكري بالبقيّة ؟ و تستكثرين عليّ بسبوسة كأنّكِ تغارينَ منها ..!
-أنا لا أفعل .. لكنها معكَ طوال النهار ....
-لو وجدتكِ لما التصقت فيي ... سأذهب ..
تبكي الصغيرة بلا توقف .. فتحضنها الغالية .. تهدأ قليلاً ثمّ تنام ..
:
:
تمّر السنون أسرع مِن شهاب حارِق ..هاهي البسبوسة أكملت عامها الخامس و [ جميلة ] عامها السابِع ..و دخلت المدرسة .. و هُناك عاملها الجميع كـ داء غريب فجمالها الفاتِن لم يحل مشكلة يدها القصيرة .. في كلّ يوم لا تريد الذهاب إلى المدرسة فالجميع ينظر إليها و يتأفف من يدها ...
اقتربت مِن أختِها الباكية ...
-لماذا تبكين [ جميلة ] ؟
-اتركيني أنتِ لا تفهمين غبيّة ..!
-..........
-أنتِ طبيعيّة لن تفهمي مثلي ...
-هلْ أنا طبيعية ... ما فهمت ..!
-غبيّة .. أكرهك ..!
-أنا أحبّك ..
-ابتعدي عني ...
اختبأت في صدر أبيها باكيّة .. رغم سؤاله المتكرر عن سبب بكائها .. لَم تقل شيئاً احتضنته بقوة فردّ عليها بِعناقٍ طويل .. مسح رأسها حتى هدأت ..
-[ جميلة ] لا تحبني يا بابا...
-تتخيلين .. أختك تحبك بجنون ..
-تقول عني غبيّة
-[ يضحك] هذه وظيفة الأشقاء ... جعل الحياة أكثر صعوبة ..
نظرت إليه ببراءة فهي لم تفهم آخر جملة .. فضحك طويلاً ثم قال :
-لا تكبري يا [ جليلة ] لا تكبري أبداً ...!
:
و ذات صيف جمع الأب العائلة و وضح لهم أنه ترقى في عمله و وصل لمنصبٍ مهم ... قال لهم .. سننتقِل مِن جميرا .. فقد بُني قصرٌ خاصٌ لعائلته الصغيرة
بكت الغالية فقد تحققت أمانيها ... فرح الجميع فلا بد أن القصر الكبير أفضل مِن هذا البيت الاسمنتي البسيط ... و كم كانوا مخطئين ...!
عزيزتي جليلة، أرى أمامي الآن امرأة رائعة الجمال، فطبعا لن يحدث تغيير كبير بين جليلة الصغيرة وجليلة الآن، وأرى أيضا طيبتك فمن اغترف حب الوالدين لن يكون إلا إنسانا سويا طيبا
كما أنني لا أعارض أن تقفزي على السنين بل كم أتمنى أن تأخذي طائرة نفاثة وتنزلي لسن المراهقة، هنا ( الشغل سيحلو ههههههههه) بعد أن تبدأ الأنثى تتحرك داخلك... ويبدأ القلب يعرف خفقانا آخر غير ما اعتاد عليه، وظهور الحب الأول يااااااااااااااااه يالا بسرعة اقفزي ههههههههههه واتركي محطات الطفولة البريئة وحدثينا عن جليلة المراهقة والشابة ههههههههههههه

[tabletext="width:70%;"]

قصرٌ رُخاميّ مُذّهب ..غُرَفٌ واسِعةٌ مُزخْرَفة .. سُلّمٌ طويل يفْصِلُ الطابق العلويّ عن الطابق السُفليّ فتح الابن البكر الباب و صرخ فرحاً ... يا الله !! ياللجمال !! فرد جناحيه و طار و هو يضحك .. سنلعبُ هُنا كثيراً يا أبي .. أليس كذلك ؟؟
:
هزّ الوالد رأسه جذِلا و هو يرى أبناءه يَعُّبُّون الفرحة عَبّاً .. يكادون منها اختناقاً ...
و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ....
:
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- غُرفة جلوس ...!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- جهاز تكييف ..!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- سرير ...!!
- كُفّي يا [ جليلة ] دعي أباكِ يرينا البيت ..( تصْرُخ فيها الغالية )
- دعيها يا غالية فبراءتها قاتِلة ...!
:
ذاتِ سنواتٍ ثمان ببراءة بنت الست تركض و تقفز و تصرخ و تضحك للصدى
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- مزرعة لتلعبي فيها
- يا سلاااااااااام ( تصرخ بصوت مرتفع )
- تعالي أريك غرفتك ..
- حسناً ... حسناً ...
- ماذا تتوقعين أن يكون لونها ؟؟
- وردي !!
- شبيكِ لبيكِ .. بابا يحقق أمانيكِ ...!
- أغمضي عينيكِ ...
- ياااااه ... أبي ... غرفة جميلة ..! شكراً ..( ارتمت بين ذراعيه)
- تستحقين أكثر يا معجزتي الصغيرة ..
سجّاد ناعم وردي يغلل الغرفة بلون حالِمٍ جميل .. ستائر عليها رسومات لتيجان حائط مدهون بلون وردي فاتِح ، و ملصقات لأميرات ديزني متناثرات هُنا و هُناك ...
:
- لمَ سريرين يا أبي ...
- معكِ أختكِ [ جميلة] ..
- هاه ؟؟ لكن ...
- [ جميلة ] تحبّك يا [ جليلة ]
- إنّها لا تفعل يا أبي .. تنظرُ إليّ شذراً طوال الوقت .. و تسميني غبيّة ..
- لذلك وضعتكما في ذاتِ الغرفة ربما تتوصلان لحل مع علاقتكما الغريبة
- ( اغرورقت عيناها بالدموع ) ... أبي ؟؟
- لا أريد أن أسمع أكثر عن هذا الموضوع .. لو سمحتِ ..لأجلي ..
- حاضر أبي
- ارفعي رأسك يا صغيرة أنيري البدر بابتسامتكِ هيا ...!
- ( تبتسمُ بارتجافةٍ في طرف شفتها السفلى )
- هذه ابنتي الحلوة ..!
:
جلستْ على طرف السرير تفكّر .. جلبت الخادِمة حقيبتها و شرعت ترتب ملابسها في خزانةٍ كبيرة .. سَرَحت في الملابِس .. نعم [ جميلة] تكرهها و تنتظِر خطأها في أي شيء كي تهوّل الأمر و توصله للغالية انتظاراً لِعقاب مؤلِم لها .. تنهّدت و رفعت بصرها
:
- هذا سريري .. ذاك سريرك يا غبيّة ..
- حسناً .. كما تريدين ...
- لا تجلسي عليه .. لا أحب أن يتسخ ..
- لستُ قذرة ..
- اصمتي .. أف منكِ لا أدري لِم وضعنا أبي في غرفة واحدة ..
- اسأليه ..
- أنا ؟؟ لا .. أبي لا يحبني بل يحبّك أنتِ يا .... يا بسبوسة ( باستهزاء)
- و أنا أحبه ..( تبدأ دموعها بالانهمار )
- كُفّي يا غبية ارتدي ملابس النوم و نامي ...
- سأفعل ما يحلو لي ..
- اذهبي إلى أبيك دعيه يهدهدك كما يفعل دائماً ..
- أنا كبيرة و عاقِلة و سأخرج ..
:
تهدج صوتها ... تدافعت الدموع إلى مقائيها شلالاً من نار .. جسدها مشتعِل و التنهيدات تهزّها .. نزلت من الطابِق العلوي مروراً بالصالة إلى خارِج المنزل
اختارت نخلة قصيّة و بكت تحتها حتى تورمت أهدابُها .. سمِعت صراخ الوالِد يناديها مِن بعيد فخرجت مِن مخبئها ..
:
- أنا هُنا بابا ...
- أوه ... لا تفعلي هذا يا حبيبتي ...[ و ضمّها إلى صدره ][ أمسَك جديلتها الطويلة و هو يقول] : انظري قد اتسخ شعرك ..
- أنا آسِفة بابا
- اششششش اهدئي ...
و قبل أن تشعر غطّت في نومٍ عميق ...
:
- صباحٌ جميلٌ
- صباح الخير أبي [ و هي تقبّل رأسه ]
- تعالي اجلسي و تناولي الفطور
- أريد الحليب فقط
- أين [ جميلة ] ؟
- آتيّة ...
- و كيف ليلتكما ...
- أمممم... جيدة ..!
- طيّب الحمدلله [ جميلة ] .. يا [ جميلة ]...
- نعم يا أبي
- تعالي و كُلي شيئاً يا ابنتي السائق ينتظر ...
- حسناً ...
:
تقف و تتجه إلى الباب .. تفتحه و تتنفّس بعمق و تنظُر جيداً إلى هذا القصر الكبير ... مزرعة بألوانٍ خلابة سرقها الربيع و أسكنها هُنا و رحل ... أرجوحة .. لعبة حِبال .. و الكثير مِن العصافير ..
- صباح الخير شمس الدين ..!
- هلا لولو هل أشغل السيارة ؟؟
- لا ..لا ... سأنظر إلى الحديقة
- يهزّ رأسه أن نعم .. افعلي ما يطيب لكِ ..
تجلِس على الدرج تتأمّل و لا تلاحِظ أن هْناكَ مَن يراقِبها مِن بعيد و يحصي تحركاتها ... و يبتسِم بخُبثٍ لا تملكه هذه الطاهِرة الصغيرة .
[/tabletext]
أهلا بي أيتها الجليلة في قصركم المنيف ( ربنا يجعله عامر) عندك حق فالقصر يحوي كل مواصفات الجمال، من اتساع الحجم وكثرة الغرف وزخرفة وحديقة غناء، لكن أتعرفين، أنا من بين الناس الذين لا يحبون العيش في الأماكن الكبيرة، لأنها بصراحة تفرق بين العائلة، فالبيت الصغير، يضفي على العائلة ( اللمة) التي تصبغ الأسرة بالمحبة والوئام والانصهار في جسم واحد وكذا الارتباط الوجداني، لكن البيت الكبير يولد البعد وانفصال العائلة عن بعضها.


شيء واحد أريد أن أسألك عنه، هل ما ذكرته من أحداث وجزئيات صغيرة وجدت فعلا أم أنها ضرورة لتوليد حوار و بناء دراما وتشويق.
لأنه صعب أن يبقى العقل البشري محتفظا بجزئيات من عمر 5 سنين وأنت هنا جعلتنا نعيش معك لحظة بلحظة وكأنك للتو عشت تلك المواقف،فالتحاورالذي بينك وبين الأب وبينك وبين جميلة وبين الأب وجميلة وبين الأب والغالية جعلته وكأنه ما زال ساخنا وكأنه يدور بينهم في هذه اللحظات.
وإذا كان هذا الحوار هو لشد القارئ ولتوليد دراما وإضفاء حركة وديناميكية على المشاهد، أليس هذا له تأثير سلبي على الشكل العام للسيرة الذاتية التي يجب أن تكون واقعية؟
وهناك شيء آخر لديك إخوة وأخوات أخريات فلم لم تضعيهم معك في الصورة؟
أعتذر منك، فهذا استفسار فقط

قديم 06-07-2014, 05:15 PM
المشاركة 39
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذة جليلة
مزيد من الروعة والحوار يجعل النص حيا لكن هذه العبارة هي التي اشعلت نار التشويق والادهاش وجعلتني انتظر القادم على احر من الجمر

*" و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ...."

بهذه العقدة الجديدة لا يجد المتلقي مفرا من ان يقف على رؤوس اصابعه منتظرا بشوق تطور الحبكة وكيف ان القصر والذي تمت انسنته هنا كيف سينوح على ساكنيه؟؟!!

أهلاً أ. أيوب ...

و اللهِ القادم ما يخيفني بصراحة ...

و أتردد قبلَ أن أبوح به .... فليعينني المولى ..

لكن عليي أن أفعل ذلك ..علني أتحرر ...

ودي الصافي لجميل متابعتِك ...

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-07-2014, 05:52 PM
المشاركة 40
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عزيزتي جليلة، أرى أمامي الآن امرأة رائعة الجمال، فطبعا لن يحدث تغيير كبير بين جليلة الصغيرة وجليلة الآن، وأرى أيضا طيبتك فمن اغترف حب الوالدين لن يكون إلا إنسانا سويا طيبا
كما أنني لا أعارض أن تقفزي على السنين بل كم أتمنى أن تأخذي طائرة نفاثة وتنزلي لسن المراهقة، هنا ( الشغل سيحلو ههههههههه) بعد أن تبدأ الأنثى تتحرك داخلك... ويبدأ القلب يعرف خفقانا آخر غير ما اعتاد عليه، وظهور الحب الأول يااااااااااااااااه يالا بسرعة اقفزي ههههههههههه واتركي محطات الطفولة البريئة وحدثينا عن جليلة المراهقة والشابة ههههههههههههه





أهلا يا فاتحة ... أشكرك على جميل مدحِك .. لا عدِمتُ روحك أبداً ... مراهقتي كانت صعبة و بعيدة عن الحب كل البعد ... أمممم لا تستعجلي سوف يأتي دورها قريباً جداً ... الشابة ربما !


أهلا بي أيتها الجليلة في قصركم المنيف ( ربنا يجعله عامر) عندك حق فالقصر يحوي كل مواصفات الجمال، من اتساع الحجم وكثرة الغرف وزخرفة وحديقة غناء، لكن أتعرفين، أنا من بين الناس الذين لا يحبون العيش في الأماكن الكبيرة، لأنها بصراحة تفرق بين العائلة، فالبيت الصغير، يضفي على العائلة ( اللمة) التي تصبغ الأسرة بالمحبة والوئام والانصهار في جسم واحد وكذا الارتباط الوجداني، لكن البيت الكبير يولد البعد وانفصال العائلة عن بعضها.


معكِ كل الحق يا جميلة لذلك سميت هذا الفصل [ قصر من جليد] فهذا القصر الذي أسكن باعدنا عن بعضنا لم نعد ننام معاً أو نأكل معاً أو نلتقي حتى ... و هذا صعب ..جداً .. كان ذاك المنزل البسيط أكثر سعادة مع كلّ الفقر المحيط به كنّا قلباً واحداً

شيء واحد أريد أن أسألك عنه، هل ما ذكرته من أحداث وجزئيات صغيرة وجدت فعلا أم أنها ضرورة لتوليد حوار و بناء دراما وتشويق.
لأنه صعب أن يبقى العقل البشري محتفظا بجزئيات من عمر 5 سنين وأنت هنا جعلتنا نعيش معك لحظة بلحظة وكأنك للتو عشت تلك المواقف،فالتحاورالذي بينك وبين الأب وبينك وبين جميلة وبين الأب وجميلة وبين الأب والغالية جعلته وكأنه ما زال ساخنا وكأنه يدور بينهم في هذه اللحظات.
وإذا كان هذا الحوار هو لشد القارئ ولتوليد دراما وإضفاء حركة وديناميكية على المشاهد، أليس هذا له تأثير سلبي على الشكل العام للسيرة الذاتية التي يجب أن تكون واقعية؟
وهناك شيء آخر لديك إخوة وأخوات أخريات فلم لم تضعيهم معك في الصورة؟
أعتذر منك، فهذا استفسار فقط



يا أجمل روح لا يضايقني أن تسأليني فبساطنا أحمدي !
هذه الحكاوي يحكيها أبي لي باستمرار يسردها على مسامعي كلّ حين يريني الصور القديمة و يذكرني بما مضى و يردد دائماً حادثة ولادتي و يهز رأسه عِندما يراني الآن امرأة أمامه ..
أكبر صدمة مرت على أبي مدى كوني عاقلة ... مدى كوني هادئة .. هذا ما يجعله يحاكيني دائماً
كأنني روح أخرى له ... لي أخوين كبيرين خالد و أحمد و أختين أكبر مني و من جميلة عايدة و عالية
الأخوين أكبر مني بـ 12 أو 13 سنة و الأختين بـ 9 أو 7 سنوات ... أكثر وقت طفولتي و مراهقتي مع جميلة لذلك أكرر ذكرها كثيراً ربي يحفظهم لي أجمعين ....

لوجودِكِ جمال و نقاء ... عودي دائماً ...

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.