احصائيات

الردود
44

المشاهدات
20819
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
06-06-2013, 03:59 AM
المشاركة 1
06-06-2013, 03:59 AM
المشاركة 1
افتراضي حافية على جسر طبرية -رواية
الفصل الاول

طبرية - تل ابيب
زفرت ديان بحنق وهى تقف بسيارتها فى رتل السيارات المكتظة على الطريق السريع من طبرية لتل ابيب..لا يستغرق الطريق اكثر من ساعتين..لكن يبدو ان ثمة حالة طوارىء قصوى جعلتهم يغلقون الطريق..ضحكت بسخرية منذ متى لم يكن لديهم حالة طوارئ..
رن الجوال بجانبها واضيئت الشاشة برقم راؤول..عنفت نفسها بشدة وغضب على الورطة التى وضعت فيها نفسها..مازال الرنين يتواصل ..امسكت الجوال ولم تجب
ترجلت من سيارتها الصغيرة لتتنفس قليلا من الهواء النقى ولم تنسى ان ترتدى السترة الصفراء العاكسة حتى لاتصاب باذى
كانت الساعة تشير لنحو الثانية عشر مساءا بتوقيت تل ابيب..رن الجوال مرة اخرى برقم راؤول ..صرخت وهى تغلقه كلياً
- اللعنة
لقد سلمت نفسها كليا الليلة لراؤول ..هو من اقترح رحلة بحيرة طبرية وقضاء الليلة فى احد الفنادق هناك..وصلوا نحو السابعة مساء الجمعة وكان المقرر ان يمكثوا عطلة السبت كلها هناك
ثم قررت هى المغادرة فى نحو العاشرة مساء الجمعة.. تركته يغط فى نوم عميق وجسدها يشمئز قرفا
كانت افكارها كلها مع خالد..لم تكن المقارنة ابدا فى صالح راؤول
عادت بافكارها لخالد وهى تتذوق من يده ماء بحيرة طبرية العذبة ..كانت تحب دائما فى كل زيارة ان تتذوق مياه البحيرة من يده..ان صوت خالد يفتح نوافذ قلبها على مصرعيه..بينما صدمت من صوت رؤول الذى جعلها تشعران كل بؤر الجحيم اندلعت لتحرقها
اخرجت من سترتها علبة سجائرها..ادمنت السجائر فى الفترة الاخيرة..اشعلت سيجارتها الا ان انهمار الامطار الفجائى اطفئها على الفور
تخللت اصابعها فى خصلات شعرها البنية القصيرة الذى قصته مؤخرا ..كان خالد يحبه طويلا منسدلا حتى خصرها..همست بضعف والامطار تلحف وجهها بقوة ..لا شئ يكتمل
تمنت لو الامطار العاصفة مزقت جسدها او نقلتها لارض اخرى او زمن اخر..احست بالدنس يجتاحها
نخرت الرياح الباردة الهوجاء عظامها ...لجئت لسيارتها القابعة على جانب الطريق ..لسوء حظها ..نسيت المفتاح داخل السيارة..احست ان فى جبينها طعنة من خيبة الامل ..وجدت حجرا على جانب الطريق..كسرت النافذة الجانبية لتدخل سيارتها..فى بلد كاسرائيل ليس من المستحب ابدا طلب مساعدة من اى كان
جلست خلف المقود وقد اغرقت الامطار بعضا من داخل السيارة..اردات البكاء بشدة ولكنها شعرت انها تستجدى الدموع على ارصفة الامل ..اى امل تنتظره ..ماحدث قد حدث.. ولا شئ سيعيد خالد ..الذى سسلمته بيدها وليمة لذئاب الشين بيت (1)
لقد تصارعت مشاعرها بعنف فى غابة الحب والوطن واختار قلبها وطنها اسرائيل ..هى لم تعرف فى حياتها اماً سوى اسرائيل..هجرتها امها منذ طفولتها التى قضتها كلها فى الكيوبتس (2) حيثت تعملت هناك ان تنتمى فقط لدولة اسرائيل
بدأ رتل السيارت فى التحرك ببطء شديد ثم تسارعت الحركة مع توقف الامطار ..تنفست ديان الصعداء ..كانت نحو الواحدة صباحاً حينما عبرت سيارتها بزجاجها المحطم بوابة مدينة تل ابيب استرعت انتباه احد سيارت دوريات الشرطة
طلب منها التوقف والنزول بهدوء ..فتشها بمكر ويده تعبث بجسدها النحيل ..نظرت له بكراهية ..اصبح اشد صرامة معها ثم طلب منها بطاقة هويتها وانتظرت الكلمة التى تؤلم
اذنها كالعادة.. ديان الليثى ..ديان احمد الليثى ..اصبح اكثر عنفا معها واساريره تنطق بالكراهية
عربية
اجابت فى مقت
بل اسرائلية يهودية ايها الاحمق وابرزت بطاقتها الاخرى التى تبرزها فى مواقفها المحرجة
ديان الليثى مبرجمة كومبيوتر..وزارة الدفاع الاسرائيلية
اى ظابط شرطة صغير فى اسرائيل يدرك خطورة وظيفتها وقوة اتصالها لكن هذا لم يمنعه ان ينظر مرة اخرى فى بطاقتها ..تبلغ الثامنة والعشرين من عمرها..الامر الذى يتناقض تماما مع مظهرها المراهق والنمش الذى يغطى وجهها وخصلات شعرها التى جفت والتصقت بجيبنها..نزعت البطاقة بقوة من يده دون ان تعيره ادنى التفاتة
ادارت سيارتها وهى تغمض عينيها واعماقها تربد يغضب مريع
مزيد من الحمقى الذين قابلتهم اليوم
فى الواحدة والنصف دلفت لشقتها فى احدى مبانى تل ابيب الحديثة بعد ان سلمت سيارتها لحارس الجراج ..اخرجت ثلة من المفاتيح للباب الحديدى ثم الباب الداخلى للمبنى
تجاهلت المصعد ..كانت متعبة لكن بها شئ من الطاقة تأبى ان تحترق
ادارت مفتاح شقتها..يأتيها صوتاً من خلفها يكمل تعذيبها لهذا اليوم
ديان ...افتقدتك اليوم
تدير جسدها وهى تحاول ان ترسم ابتسامة باهتة فى وجهه المرأة العجوز ..استغربت الحجاب الذى يغطى راسها والعباية التى اخفت جسدها..لم تتعود كل هذا التحشم من ليلى امه لخالد..اخرجها صوتها من افكارها السوداء
اليس هناك انباء عنه ديان..ثم مسحت دمعة فارة ساخنة ..اتراه مازال حياً..مرت ثلاثة اشهر

اقتربت منها ديان وهى محتارة
ليلى ..ليس لدى اى اخبار..لا اعرف لاين اخذوه
ربتت ليلى على كتف ديان بامومة ..لا بأس يا ابنتى لا بأس ..تحملى تهرؤات عجوز تبكى على على وحيدها
اومأت ديان وعينيها تهرب من نظرة ليلى المنكسرة
لا بأس
اراك فى الصباح ..انى متعبة الان
دخلت شقتها ..نظرت لصورته العابثة وضحكتة الحنون فى صورتة الكبيرة النابضة بالحياة التى تحتل حائط باكمله
اهدته له فى عيلاد ميلاده السابق ...ثمة سنة نصف مكسورة جانبية تظهر فى فى فمه..بينما تلمع عيونه فى مكر وشقاوة



تمنت لو تكسرت كل عقارب الساعة وعاد بها الزمن حيث هى وخالد فقط
ارتدت تى شيرت يصل لمنتصف ركبتها..احضرت البيتزا التى اشترتها بالامس لتأكلها..مازالت صالحة للاكل ..لعلها برودة الجو..لم تهتم بتسخينها..غص حلقها باول لقمة ثم لفظتها وتركت الباقى جانبا
نظرت مرة اخرى لصورة خالد.. ثم ادارات بصرها فى ارجاء الشقة
ثمة شئ غريب..نور المطبخ مضاء..تشعر بحركة ما فيه ..ثم انطفئ نور المطبخ مرة اخرى
راقبت الجسد الذى يقف على باب المطبخ مدثرا بالظلام وقلبها يبنبض بارتياع وصرخت
من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

..............

"هامش "

(1) شين بيت :- جهاز الامن الداخلى فى اسرائيل
(2) كيبوتس : تجمع سكانى زراعى اشتراكى متقشف تتلاشى فيه فردية الشخص ويصبح الولاء للامة اليهودية..



قديم 06-06-2013, 12:48 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سرد قوي ومكثف وبداية مشوقة للغاية والموضوع مثير للاهتمام...فهل هذه رواية واقعية ام متخيلة؟ ساكون بانتظار كيف ستتطور الحبكة...وهل ستنجح هذه الكاتبة المصرية بأن تمنح روايتها مصداقية وتشد انتباه المتلقي خاصة انها اختارت مكان الرواية بلد ربما زارته زيارة عابرة في احسن الاحوال..فهل ذلك سيكون كافي لتتتمكن من منح روايتها المصداقية..ثم ما سر شخصية بطلة الرواية وما سر اسمها؟ فهل الليثي شخص عربي؟ او هو يهودي عربي مصري؟ وربما ان اهم ما يشد المتلقي هو نجاح الكاتبة في محورة حبكتها حول ذلك الصراع الداخلي في نفس البطلة فهي تتمزق بين حبها لخالد الذي سلمته لجهاز المخابرات وعلاقتها مع راؤؤل التي تبدو محاولة للهروب من الم تعذيب الضمير..فكيف سيتطور هذا الصراع؟

رواية تستحق المتابعة.

قديم 06-06-2013, 04:16 PM
المشاركة 3
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
سرد قوي ومكثف وبداية مشوقة للغاية والموضوع مثير للاهتمام...فهل هذه رواية واقعية ام متخيلة؟ ساكون بانتظار كيف ستتطور الحبكة...وهل ستنجح هذه الكاتبة المصرية بأن تمنح روايتها مصداقية وتشد انتباه المتلقي خاصة انها اختارت مكان الرواية بلد ربما زارته زيارة عابرة في احسن الاحوال..فهل ذلك سيكون كافي لتتتمكن من منح روايتها المصداقية..ثم ما سر شخصية بطلة الرواية وما سر اسمها؟ فهل الليثي شخص عربي؟ او هو يهودي عربي مصري؟ وربما ان اهم ما يشد المتلقي هو نجاح الكاتبة في محورة حبكتها حول ذلك الصراع الداخلي في نفس البطلة فهي تتمزق بين حبها لخالد الذي سلمته لجهاز المخابرات وعلاقتها مع راؤؤل التي تبدو محاولة للهروب من الم تعيب الضمير..فكيف سيتطور هذا الصراع؟

رواية تستحق المتابعة.
.
استاذى العزيز
اشكرك لردك على الفصل الاول من الرواية
الكاتبة لم تزر اسرائيل فى حياتها وان تخصصت فى اللغة العبرية كدراسة جامعية
بمناسبة الروايىة الواقعية ام المتخيلة اعتقد ان الرواية دائماً تكتب نفسها ..فكم من افكار ورداتنا وووجدنا الاحداث تأخذ منحى اخر تماماً..بل احيانا اتفاجئ وانا اعيد القراءة واتسأل هل هى حقيقة ام خيال
سنرى أين تأخنا الاحداث

قديم 06-11-2013, 04:55 PM
المشاركة 4
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الثاني
ضائعة فى تل ابيب




قبل ان تصرخ ديان..ظهر الجسد الطويل الممشوق ممسكاً بكوب من مشروب ما ساخن
تقدم تجاهها بثقة وهى تهتف بقوة
جنرال حاييم موفاز
ذهبت لتضغط على زر النور لمزيد من الانارة
اشار اليها بهدوء
اجلسى ديان ..هذه الاضاءة كافية لى تماماً
جلست والف سؤال يتصارع بداخلها لماذا اتى
ترى ..هل انتهى الامر يا خالد
تذكرت وهى تدلف مترددة لجهاز الشين بيت مدلية بشكوكها فى خالد
يومها جلست قرابة الساعة حتى اتى هو ..نفس الكهل الذى يجلس امامها ويضع ساقا على ساق ويرتشف ببطء مشروبه
يومها عرفت فقط اسمه وقد لا يكون اسمه بأى حال من الاحوال وانبأتها خبرتها بكينوته من المؤكد انه ينتمى ل (أمان- جهاز المخابرات الاسرائيلية)
صمتت ديان تماماً وهو يركز فى سقف الغرفة..تعلمن ديان الصمت من اقامتها فى كيبوتس نهاريا
دائما هى ديان المطيعة ..تتعرض للضرب من جميع اخوتها فى الكيبوبتس ولا تشكو ..لم تكن لديها اما لتشكو اليها ..تتحمل مداعبات المعلمين والمعلمات المتحرشة فلا تتأفف
لم تخرج من الكيبوتس سوى بشئين هى الصمت وحب بلدها ..هى لم تعرف رافقها طوال طفولتها وصباها سواه ..حباً زاد ه انخراطها فى جيش الدفاع فور خروجها من الكيبوتس حيث امضت هناك ثلاث سنوات اجبارية عانت فيهم مزيدا من الصمت والتحرشات
وضع الكوب بصوت مسموع فانتفضت ديان
قال بصوت متعجب وهو يتثائب:-
تأخرت كثيرا اليوم كثيرا ديان ثم نظر اليها مباشرة ام كان من المفترض ان تأتى الغد ..هل اضجرك راؤول كثيرا يا عزيزتى
قامت بشئ من الحدة
لا احب التطرق لأمورى الخاصة
اشار اليها بصرامة ان تجلس مرة اخرى
جلست وهى تنتفض وتغلى من الغضب ثم جمعت شتات نفسها ..هل لى ان تخبرنى سيدى بسر زيارتك المفاجئة ..نفذت كل ما ا تفقنا عليه بخصوص خالد
ضحك حاييم فى هدوء لم اتى اليوم من خالد ..ديان العزيزة ..بل اتيت من اجلك انت عزيزتى
رسم جبينها الف سؤال وهى تسال فى شك:-
من اجل انا..الشخص الوحيد الذى اعتاد الاهتمام بها وحمايتها هو خالد نفسها.
اوما حاييم وهو يهز ساقيه فى رتم بطئ
بالطبع ديان..نهتم لأمرك كثيرا..
نعلم ان خيانة خالد كانت مؤلمة لك ولنا
ان تترنحين ديان لا تركيز مطلقاً فى عملك وهى الترقية التى حصلت عليها لم تسعدك وحتى راؤول الذى وضعناه فى طريقك هربت منه بعد سويعات قليلة
ترقرت عينيها بالدمع وهى تغمم:-
وضعتموه فى طريقى
قام حاييم ووضع يديه على كتفيها
نعلم كما تعانين ديان..اسرائيل لن تتركك تعانين فى صمت ايتها البطلة ..انت واحدة من اخلص بنات اسرائيل..رغم حبك الشديد لخالد الذى مازلت تحبينه
اعترضت فى ضعف فأشار اليها ان تدعه يكمل
رغم حبك له ..عند اول شك فى ولائه ..ابلغت القيادات فيه .
وضع يده على الاريكة وهو ينظر لها بنظرة جانبيه
اريد ان تريحى ضميرك ديان
اننا نملك اقوى جهاز مخابرات فى الشرق الاوسط ان لم يكن فى العالم..ونضع عرب اسرائيل على قائمة الشك لدينا ..خالد كان مرصودا من قبل عدة اجهزة
لدينا شك فيه منذ رفض الخدمة فى جيش الدفاع كما فعلت ليلى امه..صحيح انها كانت تعمل فى قسم التمريض ولكنها قدمت خدمات جليلة لبلدها
مسحت بأناملها دموعها القليلة وهى تقول بلا مبالاة
تجنيد عرب اسرائيل ليس اجبارياً مثلنا
وافقها حاييم
لكن كنا نتوقع منه هذه الخطوة تظرا لحماسة ليلى الشديدة لخدمة اسرائيل لكنه فضل ان يسافر لوالده فى المانيا ويدرس الطيران هناك
المؤسف انه رغم تعينه كطيار اسرائيلى فى العال وقامته الطويلة بعدها فى اسرائيل كنا نتوقع منه قليل من الولاء لبلده التى ولد بها وتربى وحمل جنسيتها
تنهد ولكن كما اخبرتك دائما نخشى الدماء العربية القذرة التى تملئ اوردة هؤلاء المتجنسون بجنيستنا
نظرت اليه ديان بحدة
تراجع حاييم معتذرا
لا تنزعجى عزيزتى ..انا لا اقصدك بتاتاً..صحيح انك ولدت فى الولايات المتحدة ..لكنك جئت لاسرائيل وعمرك شهور ..تربيت فى الكيبوتس الذى اخرج خيرة قادة اسرائيل وصقور جيشها
تثائب حاييم مرة اخرى
نظرت ديان الى الساعة التى اقتربت من الثالثة فجرا
سيدى لم اعرف بعد سر زياراتك بعد هذه الحديث الطويل وانزعاجكم بشأنى..أنا بخير فقط امر بفترة من التقلبات ومعذرة لو اخبرتك ان وجودك يسبب المزيد من المشكلات لى ..تنحنحت ..خصوصا مع ليلى ..احتضنتى ليلى منذ سنوات كأبنة لها ولا اريد ان
قاطعها حاييم
ليلى ليست محور حديثنا ولا تدعيها تزعجك
فى الحقيقة انها ستكتشف الحقيقة ان عاجلا او اجلا
هتفت ديان ماذا
طرقع حاييم باصابعه
الا اذا ماذا
ردت ديان فى ضعف وتساؤل
الا اذا ماذا
امسك حاييم مرة اخرى بكتفيها
الا اذا سافرت خارج اسرائيل فى اجازة طويلة بعد الشئ
نزعت ديان ذراعه عن كتفيها بحدة
أسافر اسافر لأين
وقف امامها وهو ينظر مباشرة فى عينيها مباشرة
الى وطنك الثانى
ضحكت ياستهزاء
وهل وطن ثانى
ثبت حاييم نظره
بالطبع تعلمين وطنك الثانى ..وطن والدك
ها اقولها بصوت واضح النبرات ..
هل تسمعين ديان
تعلمين من هو وطنك الثانى ديان
هل الفظه بصوت قوى عزيزتى
مصر
هل الاسم صحيح ديان
عقد ذراعيه حول جسده
وديان تتهاوى على الاريكة وتنخرط فى نوبة بكاء مريرة





قديم 11-09-2013, 11:11 AM
المشاركة 5
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الثالث


نظرت ليلى لسماء تل ابيب وهى تستمع لاذاعة القرأن الكريم من راديوطولكرم ..كانت بحاجة للهدوء والسكينة ..بكت وهى تتذكر انه مرت سنوات طويلة لم تصلى وتسجد..سنوات نسيت فيها كينونتها ونسيت فيها انها عربية مسلمة ..كانت الساعة نحو الثالثة صباحاً بتوقيت تل ابيب

مسحت بيدها الزجاج الذى كساه الضباب وهى تتامل بسكون الشوارع الخالية حيث تسكن فى الجزء الجنوبى من تل ابيب فى الحى القديم
يبعد بيتها بضعة دقائق بالسيارة عن الميناء والشاطئ حيث اعتادت هى وصغيرها خالد التنزه
عاودت النظر وهى تبتسم فى حزن
اى بائس هذا الذى اطلق عليها تل ابيب اى ربوة الربيع بالعربية ان الصقيع والامطار تغطيها والبرد يتخلل عظامها
لم تشهد منها ليلى الا انهزام تلو الاخر وضياع تلو الاخر
تتذكرضياعها الاول حينما قرر والد خالد مغادرة اسرائيل كلها دون رجعة..اخبرها انه سأم المدينة وكره ان يعيش وسط اليهود بعد مجازر صبرا وشاتيلا ..انه حتماً سيرتكب جريمة قتل ما..هؤلاء لا سلام ولا سلم معهم قال لها بوضوح وبصوت لا ضعف فيه:-
لن اعيش مع السفاحين ..سفكة الدماء ..لن ابتسم فى وجه يهودى صباحاً وهو يشرب من دماء اهلى فى المخيمات مساءاً
..طلب منها بهدوء ان تعد اشياؤها واشياء الصغير للرحيل..سألته لأين..فاجاب وعيونه تترقرق بالدمع:-
ارض الله واسعة
نظرت له بعيون مرتعبة وقلباً مرتجف فقدت ليلى كل اخوتها الذكور فى مجزرة خانيونس عام 1956 ولم يبق من عائلتها سوى ابوها وامها وقد تركوا خلفهم لدى هروبهم جدتهم العجوز لأنهم لم يستطيعوا حملها ..وقد ركن ابوها لمولاة اليهود والخضوع لهم حتى يضمن الاقامة والحياة لعائلته..مازالت تتذكر بكاء جدتها العجوز وبكاء ابيها وعجزه عن حملها..تركوها خلفهم ولا تعرف شئ عن مصيرها بعد كل هذه السنوات..لقد استقرت وامنت وودعت الحروب والاشتباكات مع اليهود ..كانت حياتها هادئة وساكنة حتى تزوجت محمد الناغى وتوفى والداها .
كانت ترتاع من اراء زوجها وتغلق الابواب خشية ان يسمعه احدهم وهو يسب اليهود ويتوعدهم..يوم ان قرر الرحيل ..تذكرت رحيلها الاخير من خان يونس والاهوال التى قاستها وهى طفلة غريرة..بكت وهى تقول فى سريرتها
الى اين تأخذنا يا ناغى ..الى مزيد من الضياع..الى مزيد من الدماء
اخذت ابنها الذى يبلغ عام من العمر وغادرت على غير هدى قبل ان يبزغ الصباح..استوقفتها احدى الدوريات الراكبة وقادتها لاحد مخافر الشرطة الاسرائلية
ليلتها بكت ليلى حتى احمرت وجنتاها والضابط يصرخ فيها محتداً..لم ينقذها سوى دخول موشيه هركابى وهو ضابط اخر ..بهى الطلعة وسيم ..عاملها برقة وانسانية مما جعلها تروى له قصتها على الفور وعدم رغبتها فى الرحيل ابدا عن وطنها الذى عاشت فيه ..هذا هو ما علمه اياها ابوها
مولاة اليهود حتى تحتفظ بحياتها وليست حياتها فقط بل حياة خالد ابنها
اطمأنت لموشيه كثيرا وروت له كل اسرار الناغى زوجها..الذى هرب فور محاصرة قوات الامن الاسرائلية لمنزله..هرب وهو يعض على نواجذه الماً
ويتوعد ليلى بالانتقام.
اخذتها الذكريات تلو الاخرى ..تتذكر انهزامها الثانى بعد وهى تقع فريسة لموشيه..صعقها انهيارها وانحدارها..لكن لم يكن لديها اى مقاومة..عملت على التجسس على العرب الذين تعرفهم بل وتعرفت على عائلات جدد ونقلت كل اخبارهم لموشيه الذى اغدق عليها باموال تكفيها شر الحاجة

وجاء انهزامها الثالث وهى تجد نفسها حامل دون زواج ومن يهودى ..هذا الحمل الذى ابى موشيه ان تسقطه ..بل تركت تل ابيب شهور الحمل ووضعت فى مستشفى هداسا باورشليم 1..لم تحمل ابدأ طفلتها ولم تسمها ولم تأخذها فى حضنها بل حتى لم تطلب ان تفعل ..ولم تسأل موشيه عنها الا بعد سنوات من باب الفضول حينما جمعهم لقاء وهى تطلب منه ان يساعدها فى تعيين خالد فى العال الاسرائيلية ...فقد سبق ان ساعدها فى تعينها ممرضة فى جيش الدفاع الاسرائيلى

قديم 11-09-2013, 11:14 AM
المشاركة 6
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
بقية الفصل

اخبرها يومها انه محظور تعيين العرب ..لكنها ذكرته ان خالد ترك اسرائيل وهو فى الثامنة عشر وانه تعلم فى المانيا وتعين بالفعل فى اللوفترهانزا الالمانية وهو طيار محترف وان سعيها لذلك ان يعود بعد سنوات من هجرها

نظرت ليلى مرة اخرى للشوارع الخالية وهى تمسح دموعها بالم
ليتنى ما تركته يعود اليك ايتها المدينة الكارهة لنا مهما فعلنا ومهما كان ولاؤنا
فجأة وجدت رجل يخرج من البناية ..هيكل جسدى تعرفه جيدا وخطوات عاصرتها سنوات راقبته وهو يركب سيارته وعرفته على الفور وهى تنظر تجاه شقة ديان وتهمس
ترى هل؟؟
#######
عبرت ديان بسيارتها شارع زنجروف يوم السبت بعد ليلة مضنية لم تذق فيها النوم بعد عرض حاييم الذى صدمها
صدمها وهو يقول
ديان ...نعلم جيدا حينما كنت فى زيارة لمصر لدى التبادل الطلابى للتطبيع مع القاهرة فى المركز الاكاديمى الاسرائيلى انك فوت رحلة الاهرام
لتزوريهم..نعنى عائلتك ديان..احمد الليثى والدك
مسحت ديان دمعة ساخنة وهى تتذكر انه مر على هذه الزيارة اكثر من عشرسنوات..كانت تملك شيئا من الفضول لمعرفة الذى انجبها ثم تركها ..فضول لا اكثر..يومها نظرت اليه وهو يدخل فيلا الندى خاصته ..القى عليها نظرة فضولية ..نظرة واحدة ثم نسيها ودخل بيته..تماما كما نسيها منذ سنوات
لم يكمل حاييم جملته وهو يراها تبكى وتنهار
ارتاحى ديان وسنتقابل الخامسة عصرا فى فندق ارمون هيكارون
وها هى تبحث عن مكان لوضع سيارتها ..ضغطت دواسة الفرامل بشئ من العنف امام الفندق بعدما ياست من ايجاد مكان لها..اعطت للحارس مفاتيح السيارة وهو يقول سيدتى
زجاجها مهشم
نظرت له باستخفاف
وهذا يدعى ان تكون اكثر حرصا عليها
لم تسمع لاعتراضه وهى تدلف للفندق قبل ساعة كاملة من الموعد المتفق عليه

قديم 11-09-2013, 11:17 AM
المشاركة 7
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الرابع


لماذا غدرت بك؟

سأل النادل ديان عن ما تريده للشراب
أجابت بشرود قهوة تركى بالحليب نفس التى يحبها خالد
جفلت وقد افاقت من شرودها وهى تنظر للشاطئ البعيد ..لم تخلع سترتها بعد ..تكومت اصابع يدها على ركبتها وشئ من البرد يكتسح جوانحها..كانت تجلس وحيدة فى مقهى الفندق الخالى من الزوار فى هذا الوقت من العام اواخر يناير 2013..هذا المقهى الذى ارتادته هى وخالد كثيراً
نظرت للقهوة الساخنة امامها وقوالب السكر بيضاء بريئة كضحكة خالد الصافية ..دمعة حارقة المت جفونها فطوحت القهوة فى الهواء..فزع النادل وهو يهرع فى اثرها. تركت بعض الشيكلات(1) على المائدة فى عصبية
ثم ركضت وركضت الى الشاطئ ..توقف هناك وهى تشهق وتتكئ بيدها على ركبيتها..بكت بشدة وهى تصرخ على الشاطئ الخالى وقت الغروب
اللعنة..دعنى يا خالد..اذهب بعيدا..وكأنى اقتفى دائما دروبك..وكأنى اقتفى غيابك..متى أنساك ايها الخائن ..لكن قسما يا خالد...ساسترجع ذاتى
ساسترجع ذاتى قالتها وهى تجلس فى انهيار على الرمال والموج يتهادى حولها وقد بدأت النوارس فى الرحيل فى صوت صاخب
مسحت الرمال عن ساقيها ..نظرت لبنطالها القصير ..كان خالد يستاء ويكفهر وجهه اذا رأها ترتديه فى الخارج وقد يخاصمها اياماً..كانت وضعته فى الخزانة مهملا .. اخرجت كل ملابسها التى قبلت الا ترتديها كى ترضيه ..عادت حرة من جديد
همست فى كآبة وهل أنا حرة؟
استرجعت نفس جلستها منذ اربع سنوات فى نفس البقعة من الشاطئ ..منزوية وحيدة ..ترقب رحيل النوارس وبوارج السفن البعيدة فى الميناء
تتابع الشمس الغاطسة كأنها تسرق معها روحها..حاولت القيام للرحيل لكن قدميها تيبست فوقعت مرة أخرى على الرمال ..امتدت يديه لمساعدتها على النهوض ..قال ناصحاً
كان عليك تلديكهما قبلاً
قالها بعبرية مهتزة
شكرته وهى تنظر لوجهه الوسيم وطوله الفارع وعينيه الآسرتين
سألته فى شك وهى تحاول أن تسترجع اين رأته من قبل فوجهه بدا مألوفاً جدا لها :-
ساكن جديد فى اسرائيل
ضحك فى سخرية
بل ساكن أصلى يا سيدتى
عقدت حاجبيها مستغربة
أجاب فى بساطة اسرتها دوماً:-
سافرت عشر سنوات وعدت فقط البارحة
اجابت فى فضول وهى تلاحظ نطقه العين والحاء فى حروفه
يهودى شرقى
ضحك ضحكة عابثة اظهرت السنة الجانبية المكسورة
بل فلسطينى عربى
انعقدت اسارير جبينها وهى تغمم
تبدو مألوفاً
رد بحيرة
نفس الشئ ..تذكرنى بشخص ما وشرد بعينيه ناحية البحر
اخرجت علبة سجائرها من جيبها وعرضت عليه واحد فرفض ووضعت اخرى بين شفتيها واعطتة الولاعة كى يشعلها لها معتذرة وهى تنظر بخبث:-
اليوم السبت ..انت تعلم انه محرم على اليهود اشعال النيران فهل فعلت لى واردفت بصوت ممطوط متعمد يحمل نبرة ازدراء
ايها العربى الفلسطينى
امسك الولاعة لبرهة فى يده ثم طوح بها فى البحر بعيدا واخذ السيجارة من بين شفتيها والقاها ثم داسها بقدميه
نظرت اليه بغضب وهو يقف متحديأً..ثم صرخت:-
عربى أحمق
لوح بقبضته لو لم تكونى امراة ..ثم ادار ظهره ورحل
راقبته وهو يمضى بعيداً على قدميه
طوحت بيدها فى الهواء وهى تضحك مستغربة نفسها..لقد حرك فيها هذا العربى الكثير فيها..ليست ملكة الرخام كما كانوا يطلقون عليها فى الجيش والجامعة.
بحثت عن ولاعتها حتى وجدتها على الشاطئ قد عبت كثير من المياه ونجحت بصعوبة فى اشعال النار بها..نظرت للسيجارة المحطمة على الرمال وهى تضحك ابقى مكانك
حينما وصلت لمنزلها ..همت باخراج سلسلة مفاتحيها للابواب الخارجية
وجدته هناك يتكئ على الجدار
نظرت اليه بتوجس وهى خائفة ..كان يضع يديها فى جيب سترته ..نادته
انت ..ماذا تفعل هنا..ماذا تريد
نظر اليها بغموض وتسلية وقد لمع شيئاً ما فى عينيه
وما شانك انت؟
اخرجت هاتفها من جيبها بشئ من العصبية وهى تهم بطلب المساعدة ..لوى ذراعها ..همس ايتها المجنونة ماذا تفعلين..ركلته بعنف فتراجع عنها وقد وقعت ارضأ ووقع الهاتف
زحفت بسرعة لتلتقط الهاتف فركله بعيدا ..صرخت ديان وقد بدأ البعض فى التجمع وقبل ان تهمس بكلمة وجدت نفسها بين ذراعى ليلى
صرخ فيها بالعربية مجنونة
اجابته بعربية سليمة
ارهابى
ارتعشت ليلى وقد بدا توتر من فهموا الصراخ
ديان ..هذا ابنى خالد
عرفت لماذا بدا لها مألوفا فقد رأت صورته لدى جارتها ليلى . ليلى التى رعتها منذ جاءت للدراسة هنا فى الهندسة وساندتها كثيرا
تقبلت من يدها كوب الشاى الدافئ وراقبت خالد وهو يشكر امه على القهوة بالحليب
جلست ليلى ..ديان ..هذا ابنى خالد..اخبرتك عنه...سافر عشر سنوات لالمانيا
اليوم عاد. نظرت لخالد مستعطفة وهى تكمل ..وسيبقى
وضع شرابه جانباً..سأخرج قليلا لاستشناق الهواء
همست ديان..وهى تنظر عبر الزجاج بدأ المطر فى الهطول..كيف ستخرج فى هذا الجو الماطر..اجاب فى غيظ
ارحم من الجيران المجانين
اجابت مدافعة عن نفسها
ظننتك احد هؤلاء العرب الحمقى المجانين بهوس قتل اليهود
لوح باصبعه مرة اخرى
انت ..هتفت ليلى فى حنو
خالدديان
بعدها صار هو خالد وصارت هى ديان حبيبته
نظرت مرة اخرى للرمل الندى وصارت تضربه بقسوة وتطيره فى الهواء
تتذكر تعينيه فى العال الاسرئيلية
وفرحته الطفولية وبكاء ليلى
مسحت دمعة اخرى حارقة بعنف وقد المتها الرمال على وجنتها :0

كان كل شئ مثالى يا خالد لماذا دمرته

قديم 11-09-2013, 11:18 AM
المشاركة 8
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
بقية الفصل الرابع

جاء هذا الالم الشنيع فى ليلة مظلمة الم جعل خالد يصرخ فى جنون
لتهرع به ديان على الفور لاحدى مستشفيات تل ابيب
اخبرها الطيبب ينبغى اجراء جراحة على الفور ..يعانى من احتمال انفجارالزائدة ..اصرت ديان ان تدخل معه غرفة العمليات..كاد قلبها يتوقف عن النبض وهى تخشى ان يتلاشى حلمها وحبيبها
خرجت من الغرفة وقد مات حلمها..ما زال خالد حى لكن ما همس به تحت تأثير المخدر قتلها فى تلك الليلة
هم كلمتين فقط ..داليا...عملية الضفة
فى الشين بيت لم يعرفوا مطلقاً من هى داليا..لكن عملية الضفة تم القبض على كل العناصر المشاركين فيها لتفجير احد مؤتمرات حزب الليكود
كلت يدها من ضرب الرمال
جاءها الصوت من خلفها



هل اكتفيت ديان ..هل نفست عن غضبك
رأت حاييم يقف فوق رأسها كالطود



كان موعدنا فى المقهى..لكن كل شئ يقودك اليه فى جنون..يقودك اليه ..يقودك الى خالد
ادرك مدى ألمك يا ديان
صرخت وهى تبكى

بل لا تعلم مدى ألمى ..لم يكن خالد فقط حبيبى ..بل كان زوجى..هل تدرك معنى كلمة زوجى

قديم 11-09-2013, 12:09 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
انا في المتابعة.

قديم 11-09-2013, 08:06 PM
المشاركة 10
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حافية على جسر طبرية -رواية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية كوخ العم توم عبد الكريم الزين منبر الآداب العالمية. 4 04-17-2021 05:14 PM
حافية في جنة شعري محمد حمدي غانم منبر شعر التفعيلة 5 04-25-2020 05:18 AM
رواية رديئة محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 4 02-24-2012 05:49 PM
إمرأة حافية محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 2 07-24-2011 05:11 PM

الساعة الآن 11:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.