قديم 09-22-2010, 09:48 PM
المشاركة 11
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي شكرا لكم
كم تمتعنا هذه الحوارات القيمة
لكم التقدير من تحاولون استخراج اللآلئ من أماكنها
لأنا نرى أن تقدير أهل المعرفة والعلم قد يتحقق جزء منه بهذا
وكم نستفيد نحن أيضا
أستاذنا محمد ليتنا نملك كل المفاتيح ونحاول ولوج الأبواب معك واستمثار نتائجها

قديم 09-23-2010, 03:13 PM
المشاركة 12
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
أهلا بك مجددا أستاذة ريم ,
ولك خالص التقدير على ما تبذلينه من فتح أبواب الحوار الجاد المثمر
ولا داعى لأى اعتذار فكلنا يمر بظروف تمنعه أحيانا من التواصل ,

الأخت الفضلي حنان آدم
لك خالص المودة لتقديرك الكبير ,
وأرجو أن أكون عند حسن الظن دائما ,

أما بالنسبة لسؤالك الجديد شقيقتنا الفضلي ريم ,
فينبغي أولا تقسيمه إلى جزءين ,
جزء خاص بإعداد العملاء عامة , وجزء خاص بإعداد عملية الجمال ,
وقبلها مقدمة أراها ضرورية للتمهيد في هذا المجال ,

هناك فارق ضخم بين الجاسوس أو العميل وبين رجل المخابرات العامل ,
فرجل المخابرات العامل هو ضابط المخابرات المحترف الذى يقوم بعمله بعد تدريب هائل مكثف ,
أما العميل فهو شخص من خارج أجهزة المخابرات عادة يتم تدريبه لزرعه في وسط العدو
والفارق هنا هو في المقياس التدريبي حيث يكون تدريب وخبرات رجل المخابرات المحترف أضعاف أضعاف الجاسوس أو العميل لأن الجاسوس يخضع لدورات تدريبية تؤهله لمهمة التقاط المعلومات ,
أما رجل المخابرات فيتم تدريبه على أساليب التخابر نفسها وطرق العمل وتجنيد العملاء والمراقبة والتحرى فضلا على عشرات المعارف حول أساليب جهازه في العمل
لهذا فإن سقوط أى جاسوس أو عميل مهما كانت خطورته ومكانته لا يساوى عشر معشار سقوط رجل مخابرات في يد العدو ويقيم الخبراء سقوط رجل المخابرات بعمل عامين كامين كاملين لو تمكن الجهاز العدو من استخلاص المعلومات منه
وفى الحرب العالمية الثانية تمكن جهاز المخابرات الألمانى من الإيقاع برجلى مخابرات من رؤساء الأقسام في المخابرات البريطانية وكان من جراء ذلك أن قامت المخابرات البريطانية بتغيير أسلوب عمل الجهاز وتقسيمه وتغيير كافة عملاء الجهاز وكانت خسارة فادحة للبريطانيين مات في إثرها رئيس الجهاز من قوة الصدمة ,

وعملية الزرع في قلب العدو من الممكن أن تتم لجاسوس أو عميل وأيضا من الممكن أن تتم لرجل مخابرات عامل ,
ومن أمثلة الجواسيس رفعت الجمال , ومن أمثلة الضباط العاملين إيلي كوهين رجل المخابرات الإسرائيلي الذى تم زرعه في سوريا وكشفته المخابرات المصرية عن طريق رفعت الجمال نفسه وتم إعدامه في دمشق ,

وهناك معلومة جوهرية ينبغي للقارئ أن ينتبه لها ,

وهى أننا في حديثنا عن طرق التجنيد والزرع إنما نتحدث عن الأساليب القديمة التي بطل إستخدامها منذ ثلاثين عاما على الأقل ولا يستطيع أى كاتب أو محلل أن يتحدث عن أسلوب من أساليب الزرع إلا إذا كان هذا الأسلوب قد استغنت عنه أجهزة المخابرات منذ وقت طويل لأنه من المستحيل الوصول للأساليب الحديثة ,
فمثلا :
كانت عملية تجنيد العملاء في الستينات والسبعينات تعتمد على استقطاب العملاء بطريق خداعهم وإيهامهم في البداية أن يعملون لحساب مؤسسات صحفية أو شركات عابرة للقارات تحتاج لمعلومات اقتصادية وما شاكلها , وبعد أن يتورط العميل تتم مصارحته بأنه يعمل لحساب جهاز مخابرات وتتم السيطرة عليه عن طريق خط يده في المعلومات التي أرسلها وشيكات المقابل المادى التي حصل عليها ,
وهذا الأسلوب بطل استخدامه واستهلكت السينما والروايات وغيرها ,
أما الأساليب الحديثة للتجنيد فالله أعلم بطرقها اليوم ,

نعود لعملية زرع العملاء وهى على وجهين
إما الزرع لعملاء وطنيين يضحون بحياتهم لخدمة أوطانهم وهؤلاء في حالة نجاحهم يتم تأمين مستقبلهم ومكافأتهم وتكريمهم بعد الاعتزال مثلما حدث مع الجمال ومع أحمد الهوان ( جمعة الشوان ) ومع ليلي عبد السلام ( سامية فهمى )
وإما عن طريق التجنيد المباشر لعناصر خائنة لأوطانها وهؤلاء تقتصر مكافأتهم على الأموال فقط مثل الدكتور إسرائيل بيير مستشار وزارة الدفاع الإسرائيلية الذى جندته المخابرات السوفياتية وكانت مصر تعلم بهذا التجنيد وجندت هى بالمقابل عشيقته ( ريناتا ) التي نقلت لنا كافة معلومات إسرائيل بيير , أى أنه كان يعمل لصالح المخابرات المصرية دون أن يدرى !

وبالنسبة لعملية زرع العملاء الوطنيين فهذه تخضع لمقاييس تخطيط عالية التركيز حيث يتم اختيار شخصية مناسبة ليتقمصها العميل الذى يتم زرعه في المجتمع المرغوب فيه ويتم تأهيل وإختراع تاريخ مناسب له لتغطية شخصيته الأصلية
مع الوضع في الإعتبار أن يكون هذا التاريخ مقبولا منطقيا وله أدلة ظاهرة حال التحرى عنه
وقد نفذت المخابرات المصرية هذا الأمر بالنسبة لرفعت الجمال وعمرو طلبة وعشرات غيرهم وتم دسهم في المجتمع الإسرائيلي بتاريخ ملفق بمنتهى البراعة
فالنقيب عمرو طلبه تم زرعه على أنه يهودى مغربي يحمل اسم موشي زكى رافي وتم تجنيده في الجيش الإسرائيلي كأحد شباب إسرائيل وظل هناك منذ زرعه وحتى قيام حرب أكتوبر حيث ضحى بنفسه وكشف هويته عندما علم بقيام الحرب فعليا وراسل مصر على الموجات المفتوحة وظل يرشدهم إلى نقاط ضعف العدو في قلب سيناء والتى تم نقلها للقوات الجوية المصرية مما حقق لها هذا النجاح الساحق في ضرب مراكز قيادة العدو ,
واستشهد عمرو طلبة الذى رفض مغادرة موقعه وفق خطة تأمينه وفضل أن يبقي وسط النيران لإرشاد الطائرات المصرية حتى استشهد رحمه الله

أما رفعت الجمال فقد تم زرعه عن طريق اختراع شخصية يهودى مصري من المنصورة يحمل اسم جاك بيتون وزرعته المخابرات المصرية في اليهود المصريين وتمت مطاردته من الشرطة المصرية فعلا وواقعا وتمكن هو من الهرب حتى قام اليهود بمعاونته على الفار من مصر ودخل إسرائيل على هذا الأساس
وفى إسرائيل قامت الموساد بالتحريات الدقيقة عنه ووجدت أن قصته كلها حقيقية تماما !
وهذا يشي بمدى براعة عملية صياغة ماضي رفعت الجمال باعتباره شخصية يهودية تماما ,
وكان عبد المحسن فائق وحسن بلبل ضابطى المخابرات الذين أعدا العملية بالغى البراعة في تدريب رفعت الجمال على نسيان شخصيته تماما وتقمص الشخصية اليهودية إلى درجة النخاع وكانا يعتمدان على موهبتهما في ظل نقص الخبرات لديهما في ذلك الوقت فكان تدريب رفعت يصل لدرجة إعادة التدريب عند حدوث أى خطأ عفوى منه ,
فمثلا لو ناداه أحد الأشخاص باسم رفعت وعلى نحو مفاجئ واستجاب رفعت للنداء كان التدريب يُعاد حتى ينسي رفعت اسمه الأصلي ولا يرد ـ ولو بطريقة عفوية ـ على اسمه لو تم نداؤه به ,
هذا فضلا على السرية التامة حتى أن حقيقة العملية لم يتم كشفها خارج الجهاز ولا حتى على سبيل المعاونة فتم تعريض رفعت الجمال لخطر مطاردة الشرطة حقا وواقعا باعتباره يهوى مشاغب وتم تدريب رفعت على طرق الفرار منهم

وفى إسرائيل بعد أن تم الزرع فعلا صدرت الأوامر لرفعت الجمال بأن يلتزم السكون التام فلا يقوم بأى نشاط تجسسي لمدة معينة حتى يتم تثبيت أركان شخصيته الجديدة وحتى تمر فترة تحريات الموساد عنه بسلام ,
وهى الطريقة التي تمت معرفتها فيما بعد بأسلوب ( الجاسوس النائم ) وهى المرحلة من مراحل عملية الزرع حيث يظل الجاسوس كامنا بلا أدنى نشاط لفترة محسوبة ثم يستيقظ أى يبدأ نشاطه ,

وبعد مرور ثلاث سنوات على زرعه وبعد أن نجح رفعت الجمال في الحصول على معلومات الهجوم الإسرائيلي خلال العدوان الثلاثي قبل موعده بثلاثة أشهر كاملة ,
تم اتخاذ القرار بضرورة ترقية تدريب رفعت الجمال وهى الفترة التي تولى تدريبه فيها اثنان من أكفأ وأخطر رجال المخابرات في مصر وهما محمد نسيم ( نديم هاشم ) ورفعت جبريل ( الرجل الذى كان ملقبا باسم الثعلب وقدم شخصيته نور الشريف في مسلسل شهير حمل اسم الثعلب تحت اسم مستعار وهو شوكت فهمى )

واستمر تدريب رفعت على مراحل نظرا لتصاعد خطورته وبعد أن تم تكوين شبكته التي كانت لها أعظم دور خلال حرب أكتوبر وبلغت تدريبات رفعت الجمال حدا جعله يبلغ مستوى ضابط الحالة أى رجل المخابرات المحترف ,
هذه باختصار إجابة سؤالك



قديم 09-25-2010, 03:15 PM
المشاركة 13
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
هذه إجابة وافية أ. محمد جاد الزغبي و أرضت فضولي في المعرفة
عندما شاهدنا المسلسل " رأفت الهجان " و قرأت الرواية المعنونة بالاسم ذاته من إصدارات صالح مرسي أشاروا أن رأفت الهجان اخترعت له شخصية مغربية الاصل من سلالة عائلة كانت تعيش في مصر ثم رحلت عائدة الى المغرب ... و الان علمت ممن جوابك انه يهودي مصري من المنصورة " اقصد الشخصية الملفقة "
حبذا لو حدثتنا عن القصة الاصلية كما ذكرت في المصادر التي استقيت منها فهناك التباس كبير مع القصة المكتوبة و المتلفزة
تحيتي لك

قديم 09-25-2010, 08:00 PM
المشاركة 14
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بك مجددا شقيقتنا الفضلي ريم ,
حبذا لو حدثتنا عن القصة الاصلية كما ذكرت في المصادر التي استقيت منها فهناك التباس كبير مع القصة المكتوبة و المتلفزة
تحيتي لك
ليس هناك تضارب ,
فالقصة تشير إلى أن التغطية التي تمت للهجان تمت على أساس أنه يهودى من المنصورة , وهذا ما ذكره صالح مرسي بالفعل
أما ما ذكره عن حكاية المغرب ,
فقد اختلط الأمر عليك
لأن القصة تحدثت عن رأفت الهجان كيهودى مصري هاجر للمغرب قبل الحرب العالمية الثانية وهناك انتهت عائلته وعاد لمصر ـ موطنه الأصلي ـ وحده
فلم يذكر في القصة أنه كان يهوديا مغربيا بل ذكر أنه مصري هاجر للمغرب فترة مؤقتة ثم عاد بعد ذلك

وقد توصل عبد المحسن إلى تلك التغطية عقب معرفته بأن رفعت الجمال ألقت الشرطة الحدودية القبض عليه على حدود ليبيا وهو يحاول الهرب بجواز سفر مزور
ورحلته إلى الإسكندرية حيث ادعى أنه يهودى مصري وتم حبسه مع عدد من اليهود المصريين ,
وهذا كله طبعا قبل تجنيده ولقائه بعبد المحسن فائق
فراعى هذا الأخير في قصة التغطية ضرورة أن يكون هناك تبرير لقصة إلقاء القبض عليه على الحدود الليبية لأنها أصبحت منتشرة عنه وعلمها اليهود المحبوسون معه ,
وعثر عبد المحسن فائق في ملفات اليهود المصريين بالفعل على عائلة يهودية مصرية الأصل هاجرت للمغرب واندثرت هناك عقب دخول قوات المحور إلى هناك
وتمت العملية على هذا الأساس


قديم 09-26-2010, 02:10 AM
المشاركة 15
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
بعد فك الاشتباك / اقصد الالتباس / نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و على اعتبار ان العملية التي تم بها تهريب الجمال / الهجان إلى الكيان الصهيوني معلومة يمكننا المرور بها على عجالة ثم ننتقل إلى الحدث من داخل الكيان الصهيوني و كيف استطاع ان يركز دعائمه في داخل المجتمع الاسرائيلي ليكون شخصية مرموقة ومهمة و ليكون عميلا مهما للمخابرات المصرية
بالتفصيل لو سمحت أستاذنا محمد جاد الزغبي
و نتابع

قديم 09-28-2010, 08:53 PM
المشاركة 16
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بك مجددا يا ريم ,
كانت البداية مع الجمال في إسرائيل بداية وعرة وشديدة الصعوبة , لعدة أسباب ,
لكنها تتلخص في شيئ واحد وهو قلة الخبرة وقلة الإمكانيات التي كانت متوافرة للجهاز في ذلك الوقت ,
ولم يتلق الجمال تدريبا عاليا قبل رحيله إلى إسرائيل بل كان تدريبه عاديا ويعتمد بصفة أساسية على فطرته الطبيعية وذكائه المتوقد الذى استشف فيه عبد المحسن فائق قدرة فائقة على الخداع والتلون ,
ولم يكن هناك معيار خطورة أبدا في تلك المرحلة لأن الجمال في فترته الأولى وكما تقتضي قواعد عملية زرع الجواسيس لا يتم تكليفه بالقيام بأدنى نشاط في عمله لأن المرحلة الأولى هى مرحلة الشك والتحرى والتى يجب أن تتم بهدوء كامل بعيدا عن أى شبهات أيا كان نوعها أو صغرها
ولهذا كانت الأوامر صريحة ومشددة على أن يقضي رفعت الجمال الفترة الأولى في حالة كمون وسكون وينشغل فقط بتثبيت مكانته في المجتمع الإسرائيلي وفى تأسيس شركته السياحية التي بدأت كمكتب صغير
ونفذ الجمال الخطة بنجاح ونجح أيضا في أن يرفع مكانته في مجتمع تل أبيب بسببين هامين
الأول : أنه لم يأت مهاجرا فقيرا من السفارديم ( يهود الشرق ) بل رحل ومعه مبلغ لا بأس به من المال مما أهله لأن يفتتح عمله الخاص ويصبح إلى حد من رجال الأعمال في المجتمع اليهودى مما منحه وضعية خاصة
الثانى : التوصيات التي أرسلها يهود مصر بشأنه بعد أن نجحت المخابرات المصرية في أن تجعله بطلا قوميا لدى اليهود بعانى من الإضطهاد المصري مما زاد من رفعته بين المجتمع اليهودى في إسرائيل

وبدأ المكتب السياحى عمله بشراكة قامت بين الجمال وبين شريكه رجل الأعمال اليهودى ( ايمى فريد ) والذي قدمه صالح مرسي في القصة تحت اسم مستعار وهو ( أورلو زوروف )
ولأن شخصية الجمال كانت آسرة بطبيعتها ويتمتع بجاذبية شخصية لا تقاوم وبكاريزما مجاملة فقد نجح في أن يصبح واحدا من أكثر الشخصيات المجتمعية ذات الشعبية خلال فترة قليلة ,
وبمعاونة معارفه في ذلك الوقت من حزب الماباى الحاكم من أمثال موشي ديان وجولدا مائير وكانا في ذلك الوقت شخصيات مرموقة في تل أبيب باعتبار أن ديان كان جنرالا كبيرا في جيش الدفاع وجولدا أحد ركائز الحزب الحاكم
فضلا على شخصية ( إدناه مارش ) وهى إحدى ركائز اتحاد العمال الإسرائيلي ( الهستدروت ) والتى تعلقت بالجمال وفتحت أمامه باب التعارف على كبار المجتمع
وقد قدمها صالح مرسي في القصة تحت اسم مستعار هو ( سيرينا أهارونى )

هذا عن الفترة الأولى التي امتدت من عام 1954 م حتى عام 1958 م ,
وخلال هذه الفترة بدأ الجمال نشاطه منفردا فلم يكن قد تلقي تدريبا جديدا يؤهله لتكوين شبكة كالتى صنعها فيما بعد ,
ونجح الجمال في إمداد القيادة المصرية بموعد وخطة حرب العدوان الثلاثي قبل موعدها بثلاثة أشهر كاملة,

وبعد حرب 56 م تدهورت أحوال الجمال نظرا لأن السياحة في إسرائيل مرت بأزمة خانقة عقب الحرب مما أثر على نشاط مكتبه وتخلى عنه شريكه اليهودى وعانى الجمال في تلك الفترة من تدهور في أحواله المالية دفعته لطلب الدعم من الجهاز في مصر ,
وفى تلك الفترة لم يحسن الجهاز استغلال الجمال كما ينبغي حتى تولى ملف العملية ضابط مخابرات جديد في ذلك الوقت وهو عبد العزيز الطودى ـ الذى قدمه صالح مرسي باسم عزيز الجبالى ـ وهو رفيق عمر الجمال حيث أصبح الطودى مسئولا عن ملف العملية كله كضابط حالة وتمكن من إعادة تأهيل الجمال تماما ,
وفى البداية أمكنه أن يتعرف على الظروف الضاغطة التي يتعرض لها الجمال في تل أبيب ونقص الخبرة والتدريب الذى يعانى منه , ومن هنا اقترح إعادة تدريبه على أعلى مستوى في ذلك الوقت خاصة بعد أن أصبح جهاز المخابرات المصري في عهد صلاح نصر مديره الشهير منظما على أعلى المستويات
وتم إعادة ترتيب إدارات الجهاز بالشكل الذى وفر الإمكانيات المادية والعلمية ليكون الجهاز منافسا قويا على الساحة
وبالفعل قام محمد نسيم ورفعت جبريل بإعادة تدريب وتأهيل رفعت الجمال على أرقي مستويات التجسس والحصول على المعلومات كما وفروا له أعمالا مميزة مغطاه لشركته السياحية مما جعلها تصبح واحدة من أكبر الشركات في تل أبيب
كما زودوه بأحبار سرية مبتكرة من القسم العلمى لإدارة المخابرات المصرية وكان يتم تغيير الأحبار كل فترة بسيطة لزيادة معامل الأمن
وقد تفوقت المخابرات المصرية والإسرائيلية في ذلك المجال على سائر أجهزة المخابرات في العالم نظرا لقوة المنافسة بينهما
وبدأ الجمال تحت رعاية محمد نسيم في تكوين اللبنة الأولى لشبكته الموسوعية فى تل أبيب وبدأت الأعمال الإحترافية تترى من تلك الشبكة
ونجح الجمال في زيادة تعميق شخصيته في المجتمع الإسرائيلي حتى وصل الأمر إلى أن رشحوه في الكنيست وأصروا على طلبهم , وأرسل الجمال يستشير فجاء الرد بالرفض القاطع
وذلك لأن وجود الجمال في دوائر السلطة بصفة رسمية يعنى أن تركيز الأضواء سيشتد عليه وكذلك الرعاية الأمنية والرقابة المشددة مما يعرضه لخطر كشف أمره ,
وفيما بعد عام 65 م أصبح رفعت الجمال واحدا من أكثر شخصيات المجتمع الإسرائيلي بروزا وفوق مستوى الشبهات للدرجة التي مكنته من معرفة تصرفات أجهزة الأمن الإسرائيلية وتحرياتها عنه في فترته الأولى بتل أبيب حيث صارحه ضباط الأمن الداخلى بما يشبه الدعابة أنهم وضعوه تحت الرقابة فترة طويلة وأتت النتائج سلبية في صالحه طبعا

وظل على هذا الحال يتقدم اجتماعيا بين الفترة والأخرى حتى قيام حرب أكتوبر واستئذانه من الجهاز في إنهاء عمله عام 1974 م ,
وتم ذلك بالفعل بعد زواجه من فالتراود بيتون وتصفية أعماله في تل أبيب والهجرة إلى ألمانيا ,
هذا باختصار مجمل الحالة الإجتماعية للجمال خلال فترة زرعه ,



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حول رأفت الهجان ...تفضل أ. محمد جاد الزغبي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رأفت الهجان أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 02-17-2016 07:46 PM
مبادئ علم الإجتماع - أحمد رأفت عبد الجواد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-17-2014 09:43 PM

الساعة الآن 02:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.