قديم 08-23-2010, 02:05 PM
المشاركة 11
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



جزاك الله خيرا ً أستاذ حميد وبارك الله في جهودك

سلمت يمينك أخي الفاضل .

قديم 08-23-2010, 06:24 PM
المشاركة 12
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



جزاك الله خيرا ً أستاذ حميد وبارك الله في جهودك

سلمت يمينك أخي الفاضل .
يحفظك َ اللهُ تعالى
أخي الأستاذ عبد السلام
و يُكثرُ من أمثالك َ الطيبين
دمتَ في عز ٍ و سعادة
أخوك المحب دوما ً
حميد

23 / 8 / 2010

قديم 08-27-2010, 03:50 PM
المشاركة 13
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

[ المصـحف ]
-------------------
1 ـ في اللّغة :
( الصحيفة : التي يُكتَب فيها ، والجمع صحائف وصُحُف وصُحْف ، والمُصْحف والمِصْحف : الجامع للصحف بين الدفّتين ) .
وقالوا في تفسير الدفّتين ، الدفّة : الجنب من كلّ شي وصفحته ، ودفّتا الطبل : الجلدتان اللتان تكتنفانه ، ويضرب عليهما ، ومنه دفّتا المصحف ، يقال : حفظ ما بين الدفّتين ـ أي حفظ الكتاب من الجلد إلى الجلد .
وبناء على ما ذكرنا ، فإنّ المصحف : اسم للكتاب المجلّد ، وذلك لانّه إذا كانت الصحيفة هي ما يُكتَب فيها وجمعها الصحف ، والمصحف :
هو الجامع للصحف بين الدفّتين ، والدفّتان ـ هما جلدتا الكتاب ـ فالمصحف في كلامهم بمعنى الكتاب المجلّد في كلامنا .
وبناء على ما ذكرنا ، إنّ المصحف :
اسم لكلّ كتاب مجلد قرآنا كان أم غير قرآن .

2 ـ في مصطلح الصحابة :
استعمل المصحف بالمعنى اللّغوي الذي ذكرناه في روايات ( جمع القرآن ) حتى عهد عثمان .
فقد روى البخاري عن الصحابي زيد بن ثابت ما ملخّصه :
أن الخليفة أبا بكر أمره بجمع القرآن . قال : (( فتتبّعتُ القرآن أجمعه ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفّاه اللّه، ثمّ عند عمر في حياته ، ثمّ عند حفصة بنت عمر (رض) .
وروى بعدها عن أنس ما ملخّصه :
( أنّ عثمان عندما أراد أن يجمع القرآن أرسله إلى حفصة : أن ارسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ، ثمّ نردّها إليك... ) الخبر .
ومن الواضح أنّ الصحف والمصاحف ذكرا في الخبرين المذكورين آنفا بنفس المعنى اللّغوي : (الكتاب المجلد) .
وأكثر تصريحاً ممّا جاء عند البخاري ، ما جاء عند ابن أبي داود السجستاني في باب : جمع القرآن في المصحف من كتابه :
( المصاحف ) ، فقد روى فيه :
أ ـ عن محمّد بن سيرين ، قال :
(( لمّا توفِّي النبيّ (صلى الله عليه و آله و سلم ) أقسم عليُّ أن لايرتدي الرداء إلاّ لجمعة ، حتّى يجمع القرآن في مصحف )).
ب ـ عن أبي العالية :
( أنّهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر ) .
ج ـ عن الحسين :
(أنّ عمر بن الخطاب أمر بالقرآن ، وكان أوّل من جمعه في المصحف ) .
استشهدنا بهذه الروايات الثلاث لانّها تدلّ على أنّ في عصر روايتها كان المصحف في كلامهم أعمّ من القرآن ، فقد جاء فيها على حسب التسلسل :
أ ـ ( حتى يجمع القرآن في مصحف ) .
ب ـ ( جمعوا القرآن في مصحف ) .
ج ـ ( وأمر بالقرآن فجمع ، وكان أوّل من جمعه في المصحف ) .
ولو كان المصحف لديهم هو القرآن لكان تفسير الروايات كالاتي :
أ ـ حتى يجمع القرآن في القرآن .
ب ـ جمعوا القرآن في القرآن .
ج ـ وكان أوّل من جمع القرآن في القرآن .
وبناء على ما ذكرنا ثبت أن المصحف كان يستعمل في كلام الصحابة والتابعين والرواة ويراد به الكتاب المجلّد ، أي : أنّ المصحف استعمل في محاوراتهم في عصر الاسلام الاوّل في معناه اللّغوي واشتهر بعد ذلك في تسمية القرآن المدوّن والمخطوط بين الدفّتين بـ ( المصحف ) .

3- وقد سُمِّي غير القرآن بالمصحف كالاتي :
مصحف خالد بن معدان :
روى كل من ابن أبي داود ( ت : 316 هـ ) وابن عساكر ( ت : 571 هـ ) والمزّي ( ت : 742 هـ ) وابن حجر ( ت : 852 هـ ) بترجمة خالد بن معدان وقالوا :
إنّ خالد بن معدان كان علمه في مصحف له ازرار وعرى .
فمن هو خالد بن معدان صاحب المصحف ؟
كان خالد بن معدان من كبار علماء الشام ومن التابعين ، أدرك سبعين من الصحابة ، ترجم له ابن الاثير ( ت: 630 هـ ) في مادّة الكلاعي ، وقال : توفِّي خالد سنة ثلاث أو أربع أو ثمان ومائة هجريّة .
4 ـ اشتهار المصحف في كل ما كُتِبَ وجُعِلَ بين الدفّتين : الكتاب المجلّد
كان استعمال المصحف في ما كُتِبَ وجُعِلَ بين الدفّتين ، أي الكتاب المجلّد مشهورا ومتداولاً لدى العلماء والباحثين ، وإليكم المثالين الاتيين لذلك :
أ ـ عنوان ابن أبي داود السجستاني من أعلام القرن الثالث الهجري في كتابه المصاحف كالاتي :
1 ـ جمع أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) القرآن في المصاحف بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله وسلم ).
2 ـ جمع عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه ) القرآن في المصحف .
ب ـ ومن المعاصرين قال ناصر الدين الاسد في كتابه مصادر الشعر الجاهلي : وكانوا يطلقون على الكتاب المجموع : لفظ المصحف ، ويقصدون به مطلق الكتاب ، لا القرآن وحده ، فمن ذلك ما ذكره .
ثمّ نقل خبر مصحف خالد بن معـدان من كتاب المصـاحف لابن أبي داود السجستاني .
5 ـ في مصطلح الاُمم السابقة :
تسمية الكتب الدينية للاُمم السابقة بالمصحف :
وكذلك سمّيت الكتب الدينية للاُمم السابقة بالمصحف كما جاء في طبقات ابن سعد بسنده :
عن سهل مولى عُتيبة أنه كان نصرانيا من أهل مريس ، وأنه كان يتيما في حجر أُمِّه وعمِّه ، وأنه كان يقرأ الانجيل ، قال : فأخذتُ مصحفا لعمِّي فقرأته حتى مرّت بي ورقةٌ ، فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومَسِستُها بيدي ، قال : فنظرت فإذا فصولُ الورقة ملصق بغراء ، قال : ففتقتُها فوجدت فيها نعت محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أنه لا قصير ولا طويل ، أبيض ، ذو ضفيرين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتِباء ، ولا يقبل الصّدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصا مرقوعا ، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر ، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرّيّة إسماعيل اسمه أحمد ، قال سهل : فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم ) جاء عمِّي ، فلما رأى الورقة ضربني وقال : ما لَك وفتح هذه الورقة وقراءتها ؟ فقلت : فيها نعت النبيّ (صلى الله عليه و آله و سلم ) أحمد ، فقال : إنه لم يأت بعد .

* * *
وهكذا وجدنا المصحف اسما عامّا للصحف بين الدفّتين وإن صحّ ما جاء في رواية المصاحف لابن أبي داود أنّ الخليفة أبا بكر كان قد سمّى القرآن بالمصحف فإنّ هذه التسمية لم تشتهر حتى عصر عثمان ، كما يظهر ذلك من الخبرين اللّذين نقلناهما آنفا من صحيح البخاري ، وإنما اشتهرت تسمية القرآن بالمصحف بعد ذلك ، وعند ذاك أيضا لم تبق هذه التسمية منحصرة بالقرآن ، بل سُمِّيت كتب اُخرى بـ( المصحف ) .
6 ـ مصاحف الصحابة :
كان لكثير من الصحابة مصاحف كتب كل منهم في مصحفه القرآن وما سمعه من رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) في تفسير بعض آيات القرآن، إذا كان معنى مصاحف الصحابة في عصر الصحابة : القرآن المكتوب مع حديث الرّسول ( صلى الله غليه و سلم ) في تفسير بعض آياته كما هو الحال في تفاسير القرآن بالمأثور مثل الدرّ المنثور في تفسير القرآن بالمأثور للسيوطي .

27 / 8 / 2010

قديم 08-27-2010, 04:07 PM
المشاركة 14
عادل بشير
المهندس اللطـيـف

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيكي اخي حميد
وجعله في ميزان حسناتك
ان شاء الله

المهندس اللطيف
adel010101@yahoo.com
قديم 08-27-2010, 05:07 PM
المشاركة 15
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك اخي حميد
وجعله في ميزان حسناتك
ان شاء الله
أشكرك أخي عادل
جزاكَ اللهُ تعالى خيرا ً
و وفقكَ لما يُحبهُ و يرضاه
لكَ تقديري

27 / 8 / 2010

قديم 08-31-2010, 01:47 PM
المشاركة 16
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيم

[ السّورة والاية ]
------------------------
أ ـ السّورة :

1 ـ في اللّغة :
اختلفوا في أصلها لغة ، منها قولهم : أنّها من سور المدينة لاحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور .

2 ـ في المصطلح الاسلامي القرآني :
جزء من القرآن يفتتح بالبسملة ما عدا سورة براءة ، ويشتمل على آي ذوات عدد ، وقد جاءت بالمعنى الاصطلاحي في القرآن الكريم بلفظ المفرد تسع مرّات ، وبلفظ الجمع مرّة واحدة .
وإنّ أصغر سور القرآن الكوثر وأكبرها البقرة .

3 ـ في القرآن الكريم :
نرى أنّ أسماء سور القرآن المنحصرة باسم ‌واحد مثل ( الرحمن ) و( الانفال ) و( الانعام ) مصطلحات إسلاميّة نزلت عن طريق الوحي إلى رسول اللّه ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) وما اشتهر لها اسمان أو أكثر مثل سورة الاسراء التي تُسمّى أيضا بني إسرائيل ..
ينبغي أن ندرس الروايات المرويّة عن الرّسول ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) في شأن تعدّد أسماء بعض السور لمعرفة المصطلح الاسلامي منهما عن مصطلح المسلمين .

ب ـ الاية :

في اللّغة :
أشهر معاني ( الاية ) في اللّغة : العلامة الواضحة للشي‌ء المحسوس ، والامارة الدالّة على المراد للامر المعقول .
ومثال الاوّل قوله تعالى في سورة مريم في حكاية قول زكريّا ( عليهِ السلام ) :
( قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّا ) ( الاية 10) .
أي : قال اجعل لي علامة واضحة ...
ومثال الثاني قوله تعالى في سورة يوسف :
( وَكأَيِّن مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) ( الاية 105 ) .
أي كم من أمارة تدُلُّ على قدرة اللّه وحكمته ، أو غيرها من صفاته يمرُّون عليها وهم عنها معرضون .
وقول الشاعر :
وفي كلِّ شي‌ء لهُ آية
تَدلُّ على أنّهُ واحدُ

في المصطلح الاسلامي :

ما قاله الراغب في مفردات القرآن :
( ويقال لكلّ جملة من القرآن دالّة على حكم : آية ، سورة كانت ، أو فصولاً ، أو فصلاً من سورةٍ .
وقد يقال لكلّ كلام منه ، منفصل بفصل لفظي : آية .وعلى هذا اعتبار آيات السورة التي تعدّ بها السورة ) .
وتُضاف إليه الحروف المقطّعة المبدوء بها بعض سور القرآن مثل قوله تعالى في سورة البقـرة : ( الَّم ذلِكَ الْكِتابُ ... ) وفي سورة فصِّلت : ( حم تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .
إنّ الراغب وإن لم يفرِّق بين المعنى اللغوي للاية والذي قدَّم ذكره وبين معانيها في المصطلح الاسلامي والتي أخَّر ذكرها ، غير أنّا لمّا وجدنا المجموعة الثانية لم ترد عند العرب وإنّما جاءت في الكتاب والسنّة خاصّة ، وشاع فيهما استعمال ( الاية ) في تلك المعاني ، قلنا بأنها من معاني (الاية) في المصطلح الاسلامي ، وكذلك القاعدة في معرفة المصطلح الاسلامي ، مثل مصطلح الصّلاة والزّكاة والخمس في الشريعة الاسلاميّة .
وإنّ الراغب في تعريفه معنى ( الاية ) قسم ما وصفناه بالمصطلح الاسلامي إلى قسمين :
1 ـ ما اعتبر ( الحكم ) في التسمية ، حيث قال :
( كلّ جملة دالّة على حكم ٍ آية ، سورة كانت أو ... ) .
2 ـ ما اعتبر ( اللفظ ) في التسمية ، حيث قال :
( كلّ كلام ... ) .
ونحن بعد البحث والفحص عن موارد استعمال ( الاية ) في القرآن الكريم وجدنا الراغب مصيبا في قوله ، وإليكم الدليل على ذلك :
أوّلاً ـ وجدنا من أمثلة القسم الاوّل :
1 ـ قوله تعالى في سورة البقرة :
( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَو مِثْلِهَا ) ( الاية 106 ) .
2 ـ قوله تعالى في سورة النحل :
( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) ( الاية 101 ) .
3 ـ وقوله تعالى في سورة الاحزاب في خطابه لازواج النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( واذكرنَ ما يُتلى في بيوتكنّ من آيات اللّه والحكمة ) ( الاية 34 ) .
4 ـ ومنها قوله تعالى في سورة القصص :
( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِنا ) ( الاية 59) .
وقوله تعالى في سورة الزمر في حكاية خطاب الملائكة لاهل جهنم : ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنِذرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هذَا ) ( الاية 71) .
5 ـ وقوله تعالى في سورة آل عمران :
( لَيْسُوا سَوَاء مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللّيْلِ ) ( الاية 113) .
والمعنى في الاية الاُولى :
ما ننسخ من حكم في فصل من كتاب اللّه أو ننسه نأت بخير منه أو بمثله .
وفي الاية الثانية :
وإذا بدّلنا حكماً في فصل أو فصول من كتاب اللّه بحكم آخر في فصل أو فصول من كتاب اللّه .
وفي الاية الثالثة :
واذكرن يا أزواج النبيّ ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) ما يُتلى في بيوتكنّ من أحكام اللّه التي جاءت في فصول كتاب اللّه .
وفي الاية الرابعة :
حتى يبعث اللّه في أُمّ القرى رسولاً يتلو على أهلها أحكام اللّه في فصول كتاب اللّه .
وفي الاية الخامسة :
ليس أهل الكتاب متساوين في أمر الدِّين، منهم أُمّة مستقيمة يتلون أحكاما من فصول كتاب اللّه .

ثانيا ـ وجدنا من أمثلة القسم الثاني ، قوله تعالى في سورة يوسف :
( الَّر تِلْكَ آياتُ الكِتابِ المُبينِ ) ( الاية 1) .
وقوله تعالى في سورة الرّعد :
( الَّمر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ... ) ( الاية 1) .
وكذلك جاء نظيرها في أوّل يونس والنمل ، والثانية من الشعراء والقصص ولقمان .
إنّ هذه الايات ونظائرها تشير إلى الايات التي ‌تشخص في كلِّ سورة بالعدد ، ويقال مثلاً :
سورة الحمد سبع آيات ، كما جاء في حديث الرّسول ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ).
والاية بهذا المعنى لم ترد في القرآن الكريم بغير لفظ الجمع ، وقد قصد من ( الاية ) هنا ألفاظ الجملة القرآنيّة دون معناها .
ونضيف إلى ما سبق ما جاء في مادّة الاية من معجم الفاظ القرآن الكريم قولهم : وسُمِّيت معجزات الانبياء
( آية ) ، لانّها علامة على صدقهم وعلى قدرة اللّه.
ونقول : إنّ منها قوله ـ تعالى ـ في حكاية قول صالح لقومه :
( هذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً ) ( الاعراف / 73 ) ، و( هود / 64 ) .
وقوله تعالى في سورة النمل في خطابه لموسى بن عمران حين أرسله إلى فرعون وقومه :
( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوء فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْما فَاسِقِينَ ) ( الاية 12) .
وبناء على ما بيّناه فلفظ ( آية ) مشترك بين ثلاثة معان في المصطلح الاسلامي مضافا إلى معانيها في اللّغة العربيّة .
وقد استعملت ( الاية ) بكثرة في معانيها اللغويّة والاصطلاحيّة جميعا في القرآن الكريم .
ولا بدّ لنا في تشخيص المعنى المقصود أن نعمل بما قرّره العلماء في علم اُصول الفقه من أنّ اللفظ المشترك إذا جاء في الكلام لابدّ أن تدلّ قرينة على المعنى المقصود منه .
وعليه ينبغي لفهم المراد مما جاء من مادّة ( الاية ) في القرآن ، أن نبحث عن القرينة الدالّة على المعنى المقصود في التعبير القرآني .

الخلاصة :
السورة في المصطلح القرآني جزء من القرآن يفتتح بالبسملة عدا سورة براءة ، ويشتمل على آيات تميّز بالترقيم ، ونرى أن اللّه قد سمّى كل سورة باسم واحد . وما اشتهر لها أكثر من اسم واحد مثل سورة الاسراء وسورة بني إسرائيل ينبغي أن يبحث في السنّة النبويّة عن اسمها في المصطلح القرآني .
( الاية ) في اللّغة : العلامة الواضحة على شي‌ء محسوس أو الامارة الدالّة على شي‌ء معقول .
وفي المصطلح الاسلامي قد تكون ( الاية ) :
معجزة من معاجز الانبياء أو جملة من ألفاظ سورة قرآنيّة معيّنة بالعدد أو فصلاً أو فصولاً من كتاب اللّه تبيِّن حكماً من أحكام شريعته .
ولا نقول : إنّ معنى الاية في المصطلح الاسلامي ينحصر بما ذكرناه ، بل نقول :
هذا ما عرفناه من معاني الاية إلى اليوم ، ولعلّ البحث يعرِّفنا بعد اليوم غيرها من معاني الاية في المصطلح الاسلامي .
إذاً لفظ الاية مشترك في المصطلح الاسلامي بين عدّة معان ، ولا يستعمل اللفظ المشترك في الكلام دونما قرينة تعيِّن المعنى المقصود .
منقول

31 / 8 / 2010


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " مصطلحات قرآنية " ........... ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
[ " نفحات ٌ قرآنية ٌ "............ ] حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 44 01-18-2017 01:16 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 06:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.