قديم 07-28-2014, 08:27 PM
المشاركة 221
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد مصطفى عبدالقادر*
هو الشيخ محمد مصطفى بن عبدالقادر بن حسين السوداني ، من جهة الأب هو من الجعافرة من صعيد مصر، و من جهة أمّه يعود إلي (المحس) من منطقة المَقْرن مقرن النيل،
تحدث عن نفسه قائلا:
كنت كغالب السودانيين صوفي لغلبة المتصوفة على السودان، فكان شيخ المسجد من المتصوفة الختمية فأخذنا منه معلومات عن الدين خاطئة و فيها مخالفات _و نحن لا ندري _ و كانت (جماعة التبليغ ) تتردد على المسجد و نخرج معهم إلي أماكن تواجدهم في مسجد (شَرْوَدِي) ، و في مرحلة الثانوية انتظمت مع جماعة (الإخوان المسلمون) و عملت معهم في ما يسمى بالحركة الإسلامية ،و كنت أعمل في قسم الدعوة و توليت أميناً للمكتبة، و فيها تعرفت على بعض الكتب السلفية مثل:
تفسير ابن كثير ، و تفسير الظلال لسيد قطب ، فقه السنة ، الحلال و الحرام للقرضاوي، منهاج المسلم للجزائري.
و أكثر ما استفدت في مجال التصحيح من تفسير ابن كثير ،و كتاب منهاج المسلم للجزائري و بخاصة الفصل الأول لجمعه لكثير من القضايا العقدية، و كذلك بداية كتاب الحلال و الحرام حيث خصصها القرضاوي للعقيدة، و من هذا تغير خطاب الدعوة لدي من التركيز على القضايا السياسية كما هو لدى جماعة (الإخوان المسلمون) إلي خطابٍ يركز على تصحيح العقيدة.
و كانت السودان تعج بالخرافات و البدع، مع وجود ماشائخ أنصار السنة كالشيخ أبي زيد و لشيخ الهدية(1) ،و لكنهم قلة لدرجة أن أفراد الجماعة يعرفون بعضهم بعضاً.
و بعد تزودي بصحيح العقيدة اتجهت إلي ميدان الأمم المتحدة الذي يوجد به القبة الخضراء الآن ، و كانت جماعات كبيرة من الدجاجلة من ضاربي الرمل و أصحاب السحر (الأحجبة)،و هم يخالفون الشرع لادعائهم علم الغيب و نشرهم الشرك،
فاتجهت إلي ذلك الميدان أناقش هؤلاء المارقين عن الدين و تجتمع زُلف الناس علينا ما بين مؤيد و معارض ، و كان نشطاء أنصار السنة يغشون الأسواق ينشرون مذهب السلف ، و حضر بعضهم إحدى حلقاتي فعرفني بمنهجهم و أنهم أنصار للسنة المطهرة و تعرفت من خلاله على بعضهم و منهم الشيخ حسن عبدالله الحسن و كانت لهم حلقات في جامع الخرطوم، ثم أخذوني للمركز العام لجماعة (أنصار السنة المحمدية) و انتظمت في الدعوة إلي التوحيد.
سئل الشيخ:القرضاوي هو من أعمدة الإخوان و الإخوان لا يهتمون بالعقيدة بل ربما يسفهون من يسعى في نشرها، فكيف نجمع بين هذا و قولك إنك استفدت في تصحيح توجهك مما سطره الشيخ القرضاوي في كتابه (الحلال و الحرام)؟
أجاب حفظه الله: هذا الذي دعاني لمعرفة أن جماعة (الإخوان المسلمون) جماعة باطلة، فلما كنت أقول بخطابهم الذي لا يمثل المنهج السلفي كان يحضر دروسي مجموعة من الطلبة ، و ما إن غيرتُ الخطاب إلي خطاب دعوي سلفي حتى فقدتهم و التف حولي السلفيون من أنصار السنة المحمدية فعرفت بطلان منهج الإخوان و أنهم قد يقولون ما لا يفعلون.
و يروي الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر حادثة طريفة مع الصوفي الختمي بحيهمؤقائلاً:
كانت لنا أرض و كنت نذهب إليها بعد فراغي من المدرسة و يعترض الطريق كلب عقور يؤذي المارة ، فذهبت إلي الشيخ الصوفي بالمسجدت أشكو حالي مع ذلك الكلب فكان علاجه أن قال:
إذا رايت الكلب فاعقد ابهامك مع سبابتك و أفرد البقية من أصابع يدك.
فقلت له يا شيخ: و ما معنى هذا؟
قال: الله!
و صدقت كلامه لأن ظاهرها تشبه كتابة لفظ الجلاله، و ذهبتُ أبحث عن ذلك الكلب كي أذيقه من علاج الشيخ الويل، فلما أبصرته أشرت له بإشارة الشيخ الصوفي، فما شعرت إلا وهو ينهشني ، و أخذني أهلي للطبيب و صبرت على إحدى و عشرين إبرة مضادة للتيتانوس، فعرفت كذب هؤلاء المتصوفة و دجلهم.

انتقل الشيخ للعمل بالسعودية فعمل بالمدينة المنورة بمؤسسة العصيمي عاماً واحداً ، و كان يشتري بمعظم راتبه كتباً ، لأن همهم تكوين مكتبة ضخمة لأن الهم هو مواجهة البدع و الخرافات و خاصة المتصوفة، فلما عاد للسودان قطعَ عقد العمل و تفرغ للدعوة السلفية.

و قد نفع الله به أهل السودان في هذا العصر الموافق لعام 1435 هجري و عام 2014 ميلادي.

_____________________

* سمعت هذا الكلام و رأيته و هو يتحدث على تسجيل بالصوت و الصورة فى موقع youtube.com و قد أوردت هذه الترجمة عنه في كتابنا ( النازعون عن الصوفية) : http://www.gunfdh.com/vb/showthread.php?t=219907&page=4

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-28-2014, 08:27 PM
المشاركة 222
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علي الحزيزي
هوصديقنا الشاعر اليمني أبو حمزة علي بن عبدالله بن محمد بن محمود الحزيزي،من مواليد صنعاء باليمن في عام ، 1981 متزوج وله ولدان ، حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية،يعمل موظفاً حكوميا.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-28-2014, 08:28 PM
المشاركة 223
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحمد دحبور
هو أحمد بن خضر دحبور ،(شاعر حداثي
فلسطيني ولد في عام 1365هـ/ م1946 في حيفا ، خرج إلي لبنان ، ويستقر الآن في سوريا * ، تتلمذ شعر في نشأته على يد موريس قيق الذي بغَّض إليه الشعر العربي ، و علَّقه بالحداثة و علمه كيف يكون حداثيا ، و بدأ بتقليد خليل حاوي ، و ابتهج بلقاء الفرنسي جان جينيه ، ملأ شعره بمضامين الملَّة الحداثية )**
عمل مديراً لتحرير مجلة "لوتس" حتى عام 1988م ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطيني وعضو في اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين. استقر في تونس منذ عام 1983م.

و شعر دحبور لا يلتفت إليه و لا أمثاله و إنما أثبتنا ترجمته لنبين حقية هؤلاء الحداثيين ممن يروج للشعر الحر أو ما يسمى بقصيدة النثر لضرب اللغة العربية لغة القرآن و السنة، و من هذه السخافات قوله :
( على القناة علامة
و دم على الجولان
و أسأل : أين وجه الله؟
تأخذني كواكب سبعة و تعيدني مئة)
و من هذا الرخيص من الكلام قوله مستهزئا بكلام الله حين سمعه على المذياع :
(أنشد راحو نفسي فأفتح المذياع:
( والتفت الساق بالساق
إلي ربك يومئذٍ المساق)
فليبارك الرب لهاثنا و آثامنا الضرورية
بمزيد من الظلام الضروري) ***

وهذا هو منطق الحداثة و الحداثيين أجمع ركاكة منطق و سقوط أسلوب و سفاهة معنى و سخافة فكر و كفر صريح و زندقة واضحة.

من أثاره:

1.
الضواري وعيون الأطفال- شعر- حمص 1964.
2-حكاية الولد الفلسطيني- شعر- بيروت 1971.
3-طائر الوحدات- شعر- بيروت 1973.
4-بغير هذا جئت- شعر- بيروت 1977.
5-اختلاط الليل والنهار- شعر- بيروت 1979.
6-واحد وعشرون بحراً- شعر- بيروت 1981.
7-شهادة بالأصابع الخمس- شعر- بيروت 1983.
8-ديوان أحمد دحبور- شعر- بيروت 1983.
9-الكسور العشرية- شعر.


من شعره:


قصيدة ( قمر الظهيرة ) جاءت في موقع( أدب):
رويدًا
إنه قمر الظهيرة في مدى بصري
وإن أُحرز مكافئة
فليس أقل من ألا أكف عن الظنون
أراه وحدي والعيون ترى جنوني
ليس لي هذا الجنون
ولست أزعم أنني أنشأت معجزة
ولكني أرى قمري
لهم أن يضحكوا
ويُظَنُّ بي أني نسيت الشمس في وعر الطفولة
ربما أنسى
ولكني أرى مالا يرون الآن
فليمضوا إلى أيامهم
ولأمضِ من صيفي إلى مطري
على أني وحيد
والعزاء معلَّق في سلة عبث الهواء بها
فلا أعلو إليها وهي لا تدنو إلي
لعل فاكهةً هناك
لعل أعنابًا وأبوابًا ستفتح لي
فأمسك ذيل أمي
وهي تضحك حين أخبرها
بأني ألمس الوحي
كأني أدخل الدنيا
كأني لم أكن فيها
وأدرك أنني لا أملك الإقناع
أمي أمس من ماتت
وها أنا لم أمت إلا قليلاً
وانبعثت
فكيف أني بي أعزِّيها؟!
إذن أين الطريق؟
وهل أعود من الكهولة
أهتدي بدمي الذي ينمو مع الثمر؟
لماذا ليس لي عينان كالبشر؟
لماذا لا أرى الأيام تولد من لياليها
فأحزن إن دعا سبب إلى حزن
وأهجس إن دعا قلق إلى ظن
وأسبق حين يغريني السباق
وإن تعبت؟
فإن لي أني أحاول
أي عفريت تعرض لي
فصرت سواي
لست أريد إلا أن أنام
وأنفض العفريت والأقزام
رويدًا إنه قمر الظهيرة
لست أريده لي
وأريد كالأولاد قمح العيد
يُقْبل من جنوب الصيف ثانية
لنصغر مثلما كنا، ونسرق من شوال
خطُّه أحمر
ويركض خلفنا الفلاح
ينجو سائر الأولاد.
لكني أقصر في الهروب
ومن يقصر عادة يخسر
لماذا الخوف لي والقمح للأولاد
كيف أكون منهم إن رجعت
فهل سأقهر في خوفي
هل سأخرج من يدي ضعفي
وأدخل في الجموع كأنني منهم
وأخجل من دموعي
لا أريد سوى كما يحيون أن أحيا
ولكني أرى ما لا يرون
تعبت أو تعبت بي الرؤيا






_________________________________

* هذا الكلام يؤرخ للفتروة التي عاشها دحبور في سوريا حيث درس بمخيم اللاجئين قرب حمص السورية ،قبل مغادرته إلي تونس.
** د. سعيد بن ناصر الغامدي، الانحراف العقدي في أدب الحداثة و فكرها، ص 283.
*** المصدر السابق، ص: 284.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-28-2014, 08:28 PM
المشاركة 224
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالرحيم محمود*
هو أبو بيان عبد الرحيم بن محمدبن محمود يامين ، ولد عام 1948 ميلادي بالأردن بقرية ( جيت) شاعر عروبي يحمل الدكتوراه الفخرية لإسهاماتي الأدبية والماجستيرمن القاهرة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية والبكالوريوس في اللغة العربية والنقد من بيروت العربية ، عمل في السلك التربوي لست و عشرين عاما كمدرس إلى مدير عام ،
يشرف_ اليوم _ على عدد كبير من مواقع النشر الأدبي الإليكتروني في الشعر والأدب و له منتديات ( ملتقى الأدباء و المبدعين العرب) .

- له ديوان بعنوان ( أسقطي اللاءات ).
وله عدة دواوين مخطوطة وكتاب المعجم الشعري لابن الرومي وعدة كتب قيد الإعداد.

من شعره:

__________
* المصدر للترجمة الشاعر نفسه

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-28-2014, 08:28 PM
المشاركة 225
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي*
هو الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي
، المولد في سنة1381 في الملد من بلاد غامد ،تخرج في المرحلة الابتدائية من المدرسة السلفية في بلجرشي سنة 1392هـ ، ثم تخرج في معهد الباحة العلمي في سنة 1398هـ
نال شهادة البكالوريوس في كلية الشريعة في أبها عام 1402هـ
ثم حصل على الماجستير من كلية أصول الدين في جامعة الإمام في الرياض سنة 1410هـ في تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة
نال الغامدي درجة الدكتوراه في التخصص نفسه سنة 1420هـ ثم أصبح أستاذاً مساعداً في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية الشريعة وأصول الدين – جامعة الملك خالد بأبها
- عمل وكيلا لكلية الشريعة وأصول الدين 1406-1408
- عمل مشرفاً على وحدة البحث العلمي في كلية الشريعة وأصول الدين من تاريخ25/2/1421 ومازال
- القيام بالتدريس في كلية الشريعة وأصول الدين من سنة 1403 ومازال حتى كتابة هذه السيرة ، من معيد إلى محاضر إلى أستاذ مساعد في جامعة الملك خالد
المؤلفات:
1- حقيقة البدعة وأحكامها
2- إثبات صفتي الوجه واليدين لله تعالى
3- حزب البعث ،تاريخه وعقائده
4- زغل الدعاة
5- الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها
دورات ومهارات و أبحاث ومشاركات علمية وندوات:
- شهادة ممارس في البرمجة اللغوية العصبية nlp معتمدة من الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية inlpta في 1419 هـ الموافق 17/6/1997 م
- ممارس متقدم في البرمجة اللغوية العصبية nlp في 14/7/1421
- هندسة التغيير 1420
- بوصلة التفكير 1420
- اتخاذ القرارات 1420
- فن القيادة 1420
- تنمية وتطوير الذات3/5/ 1421
- أنماط الشخصية الإنسانية 20/7/1421
- التفكير الإبداعي 26/12/1419
- بناء الثقة بالنفس 6/4/1421
- السنن الإلهية في الصراع بين الحق والباطل 6/8/1419
- الإشراف الفعال 12/6/1419
- الشخصية الناجحة 24/3/1421
- المشاركة في فعاليات المؤتمر العالمي الثامن للندوة العالمية للشباب الإسلامي تحت عنوان (الشباب المسلم والتحديات المعاصرة)
المنعقد في العاصمة الأردنية عمان في الفترة من 20-23 1998 الموافق 3/7/1419
- المشاركة في فعاليات الملتقى السنوي الرابع لشاب دول مجلس التعاون الخليجي بموضوع: (تنمية الذات وتطويرها) في 27/5/1421
- المشاركة في برنامج رعاية الموهوبين الذي عقدته وزارة المعارف في 8/4/ 1421 بموضوع ( خصائص وصفات الشخصية الناجحة)
- المشاركة في برنامج ملتقى (فيما) العالمي الثاني لطلاب الكليات الطبية المنعقد في أبها في الفترة من 25/4-9/5/1421 وذلك بتقديم دورة عن ( تفعيل الذات والارتقاء بها)0
- الإشراف والمشاركة في برنامج دورة العلوم الشرعية في نيوزيلاندا الذي عقدته الندوة العالمية للشباب الإسلامي لمسلمي نيوزيلاندا واستراليا ودول الباسفيك في الفترة من26/5-1/6/1421 وذلك بتقديم الموضوعات التالية:
أ‌- أهمية الدعوة إلى الله تعالى
ب‌- الإسلام بين الصورة والحقيقة
ت‌- نظام الاعتقاد والعمل في الذات الإنسانية
ث‌- عناصر الخط التربوي المتكامل
ج‌- أسس ودعائم تطوير المسلم لذاته
ح‌- أسس وضوابط التفكير الإبداعي وثمراته
خ‌- صحة الاعتقاد وأثر ذلك في حياة الإنسان
- المشاركة في إعداد وتنظيم الندوة العلمية التي عقدتها جامعة الملك خالد بعنوان ( منهج الشيخ بن باز في العمل للإسلام والدعوة إلى الله) في الفترة من 17-20/1421 ،وكان عضو اللجنة التنفيذية ، ورئيس مكتب الندوة
- المشاركة في إعداد مشروع (وثيقة الحوار بين الحضارات وبرنامجها التنفيذي) المقدم من جامعة الملك خالد في 23/2/1421
- البدع وآثارها في المجتمع المسلم ، نشر في مجلة التوعية الإسلامية عدد 216 في 3/6/1420 بالاشتراك مع آخرين
- قاعدة في الألفاظ والمصطلحات الشرعية والحادثة ،بحث ألقي في إحدى حلقات البحث العلمي في 24/6/1417
- أصول الفكر الحداثي ، بحث معد للطباعة ، ألقى ملخصه في النادي الأدبي في أبها في24/7/1420
- العلوم المعاصرة ماذا نأخذ منها وماذا ندع ؟ بحث معد للنشر ،ألقي ملخصه في محاضرة
ثقافية في الجامعة في 22/8/1421

و الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي باحث و أكاديمي مرموق سليم المعتقد ناصح القلم زاكي الفكر حاضر البديهة يدري ما يجري حوله في عالمنا المعاصر و لا شاهد أبلغ و لا شهادة أصدق من كتابه الشهير ( ا
لانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها) حيث عرى هذه الملة المارقة و الطغمة الفاسدة منتصراً في كل ذلك لذات الله العلية و لآيات كتاب الله السنية و لسنة سيد البرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم البهية ، فاصاب من القوم مقتل لم تقم لهم مع رميته قائمة و صاروا ينعتون بالزنادقة و الزندقة هي حقيقتهم ، و أنار الله به الأفهام و نفع به الفئام بعد الفئام من خاصة الناس و عامتهم فاسأل الله أن يجزيه عن جهده الفردوس الأعلى من الجنة.
__________________
* هذه الترجمة مصدرها المترجم له نفسه.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-28-2014, 08:28 PM
المشاركة 226
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رياض بن يوسف
هو رياض بن يوسف من مواليد في عام 1973 في بلدة عموشة بولاية سطيف شرق الجزائر، وهو أستاذ بجامعة منتوري في قسنطينة قسم اللغة العربية و آدابها منذ 2001.
حاز على البكالوريا سنة1991 ، و الماجستير من جامعة منتوري سنة 2001 ، ثم الدكتوراه في الآداب من الجامعة نفسها سنة 2010. حصل سنة 1995 على الجائزة الوطنية الثالثة في الشعر بمناسبة ذكرى أحداث 8 ماي 1945.

عرفته في منتديات مجلة أقلام لصاحبها سامر سكيك فيما بين 2007 إلي 2011 ميلادية ،و هو أديب متفن يكتب الشعر و القصة و له إلمام كبير بالعروض.

صدر له ديوان "على مشارف القصوى " عن منشورات أمواج –سكيكدة- الجزائر- في أوت 2005 م.

من شعره:
_ قصيدة (موتي إذا شئت) :

إني لفظتك.. بين الشوك.. والحجر= موتي إذا شئت أو.. فاحيَيْ بلا وتر
لا روح في نبضات لست أرسمها= لا عطر للزهر إن لم يسقه.. مطري..
لا بحر.. في أعين نجلاءَ, فاتنةٍ= إن لم يكن هدبها.. يرسو على قدري..
لا ورد في الخد إن لم يستنم بيدي= وينتعشْ بمدادي.. عابدًا درري..
لاماء في الوجه يغوي الناظرين إذا= لم يلتمع من شراراتي.. ومن سقري
لا تاج فوقك من عشب ومن سُدفٍ= إن لم تعانق بقايا ليله.. سَحَري..
أنتِ الملاك استوى في ظل قافيتي= وإن عَدَ وْتِهِ: طينٌ كامدُ الخبر!
ليلاي!دونك مهري: نغمة, ولغًى= فإن رضيت.. فبَيْتي في ذرى القمر
ومركبي ورقٌ.. والحبر أجنحتي= ووجهتي شعلة.. في أعين الغجر
وذي سماء شرودي لاغروب لها= سحَّتْ بضوءٍ.. من الأقلام منهمر
هذا أنا: عاصفٌ, جمرٌ, وأغنيةٌ =وغابةُ الماس.. لم تُسْفِرْ لذي نظر
فإن تأبّيْتِ.. فاهوي من ذرى ألمي= إلى سفوح.. من الأهواء والضجر
إلى صقيع بليدٍ.. ليس يعرفه= دربي المرصَّعُ.. بالنيران والشرر
اهوي, أو ارقيْ فلاعنوان غيرُهم= ا: معراج صوفيتي.. أو لعبة البشر

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-28-2014, 08:33 PM
المشاركة 227
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ علي الطَّواشي
وجدت سيرته ممهورة بقلم صديقنا الأستاذ / أبي أحمد بن حمود بن أحمد العمري نسباً ، الحلوي نشأةً و سكنا ،و المشهور و شهرته حمود الجَبَل وعنونها بقوله (الشيخ علي الطواشي (صاحب حلي) و نصها :

هو ابو الحسن علي بن عبدالله الطواشي حجة عصره واحد ائمة الشافعية عاش في الفترة الزمنية الواقعة بين عامي675 و748هـ في مدينة حلي بن يعقوب كان اماما عالما زاهدا تقيا ورعا عارف بالفقه واصوله وبعلوم الطب والادب والتربية وكثير من المعارف والعلوم المادية وفي شهد عصره نهضة في العلوم المختلفة في سائر بقاع العالم الاسلامي حيث ظهر العديد من رجال العلم والفكر والدين حيث كان لهؤلا العلماء الاثر البالغ في شتى بقاع العالم الاسلامي
ففي عصر الشيخ علي الطواشي كان هناك ابن تيمية وابن منظور والامام الذهبي وابن كثير وكذلك تلميذ الطواشي المخلص الامام اليافعي
وغيرهم.

نبذة بسيطة عن الحياة في حلي ابان عصرالطواشي:
في تلك الفترة كانت في حلي سلطنة عظيمة تسمى سلطنة حلي بن يعقوب وكان سلطانها انذاك عامر بن ذؤيب وهومن بني كنانة ومدينة حلي كما وصفها ابن بطوطة في تلك الفترة كانت كبيرة حسنة العمارة تسكنها طائقتان من كنانة هما بنو حرام بن ملكان وكنانة كما وصف جامعها بانه من احسن الجوامع
وموطن حلي بن يعقوب حاليا هو مكان ما مندثر تحت قرية حلي قديم كما اشار جون فليبي وكما اشار الفقيه والزيلعي باستدلالهم بالنقوش والاحجار الموجودة في تلك المنطقة
ليس هذا فحسب بل بها عدة قرى كانت منتشرة حول ضفتي وادي حلي كانت الزراعة والتجارة هي ما يتميز به الانسان الحلوي فكانت العملة المستخدمة ذلك الوقت هي ما يسمى بالدينار العثري بالاضافة الى المقايضة
وكان سلاطين حلي يفرضون حق الحماية على سفن الحجيج التي تمر بسواحل حلي بما يقدر بخمسين الف دينار عثري في تلك الفترة مقابل الحماية والتموين بالمواد الغذائية من منتجات حلي الزراعية حينها.

الحياة الدينية في حلي :
كان للتنوع السكاني والموقع الجغرافي المميز في حلي والاستقرار بسبب وجود اهم المصادر للبقاء البشري وهما الماء والزراعة وكذلك الموقع المميز على طريق الحجيج الاثر الكبير.
في تنوع المذاهب الدينية في حلي فكما كان المذهب الشافعي هو السائد الا ان للتصوف الاصيل كانت مكانة لايستهان بها وللزيدية ايضا اتباع في تلك الفترة كما ان هناك من هم على المذهب المالكي.
يقول ابن بطوطة في تحفة الانظار عندما وصف جماعة من الفقراء في المسجد وإذا صلوا العصر اجتمعوا للذكر بين يدي الشيخ إلى صلاة المغرب وإذا صلوا المغرب أخذ كل واحد منهم موقفه للتنفل، فلا يزالون كذلك إلى صلاة العشاء الآخرة، فإذا صلوا العشاء الآخرة أقاموا على الذكر إلى ثلث الليل ثم انصرفوا ويعودون في أول الثلث الثالث إلى المسجد فيتهجدون إلى الصبح، ثم يذكرون إلى أن تحين صلاة الإشراق، فينصرفون بعد صلاتها ومنهم من يقيم إلى أن يصلي صلاة الضحى بالمسجد وهذا دأبهم، أبدا))

كما كانت هناك اسر علمية دينية في حلي بالاضافة الى اسرة ال الطواشي هناك ال العقبي وال الوكيلي وال عليف لاحقا
وكانت هناك مناظرات مساجلات دينية بين تلك الاسر التي كان كل منها يعتنق مذهبا كما اسلفنا بين المالكية والشافعية والتصوف الاصيل.
وكانت اسرة الطواشي ايضا لها مناظرات مع الزيدية حيث اورد الشرجي في طبقات الخواص
(كان يحصل بينه وبين الزيدية من اهل بلده مكالمة ومجادلة فقال لهم يوما اجعلوني انا وقاضيكم في بيت واحد واحرقوه علينا فمن كان على حق سلم ومن كان على الباطل احترق ولم يفعلوا.).

*****

ونعود الى السيرة العطرة للشيخ علي الطواشي فقد كانت تأتي اليه الركبان وتعقل عنده الارجل طلبا لمعين علمه واعترافا بفضله وتمكينه فقد وصفه تلميذه النجيب الشيخ عبدالله بن اسعد اليافعي (698-762هـ) في كتابة مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان
ما نصه:
الشيخ الكبير العارف بالله الشهير الخبير، ذو المقامات العلية، والكرامات
السنية، والمواهب الجزيلة، والأوصاف الجميلة مطلع الأنوار، وخزانة الأسرار
كما وصفه في نفس الكتاب قائلا:
(شيخنا، وقدوتنا، وسيدنا، وبركتنا الشيخ الكبير، العارف بالله الخبير، خزانة الأسرار،
ومطلع الأنوار، الفقيه الناسك، ا?ذوب السالك، ذو السيرة الجميلة، والمناقب الجليلة، والمحاسن الغالية والمقامات العالية،
والأحوال الباهرة، والمكاشفات الظاهرة، والكرامات الخارقة، والأنفاس الصادقة، والمعارف والعلوم الملدتيات، والآداب
والأخلاق الرضيات، والتربية في سلوك الطريقة، والجمع بين الشريعة والحقيقة، ذو التخصيص والتمكين،)

كما قال عنه اليافعي ايضا:
(اشتغل رضي الله
تعالى عنه بفنون من العلوم حتى في علم الطب، وأكثر اشتغاله بالفقه، وكان الغالب عليه التنسك، وحب الخلواتوالانعزال عن المخالطات، وكان يسافر مع أبيه وأخوته، فإذا دخلوا السوق للتجارات، دخل المسجد للعبادات،)

كما افرد له العالم الكبير احمد بن احمد بن عبداللطيف الشرجي اربع صفحات في كتابة طبقات الخواص من اهل الصدق والاخلاص
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حيث ذكر مايلي:
(صاحب حلي حيث كان شيخا كبيرا عارفا وليا كاملا جليل القدر مشهور الذكر صاحب كرامات خارقة وانفاس صادقة
وهو شيخ الامام اليافعي الذي انتفع به في طريق القوم وذكره في تاريخه واثنى عليه كثيرا)

وقد روى الشرجي بعض سيرة العلامة الشيخ علي بن عبدالله الطواشي في كتابة ومواقفه وكراماته
واشار الى انه هو بنفسه عندما حج سنة 835هـ مر بفبر الشيخ علي في مدينة حلي ووصفه بان( عليه مشهد عظيم وتابوت حسن وعليه من الانس والنور والبركة ما يجل عن الوصف)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


طلاب الشيخ علي بن عبدالله الطواشي :
1-الامام اليافعي صاحب روض الرياحين ومراة الجنان والدرر النظيم والترغيب والترهيب ومرهم العلل المعضلة في الرد على المعتزلة وغيرها الكثير الكثير من المؤلفات
2- الشيخ قبولة الهندي الذي التقاه ابن بطوطة في حلي سنة 730 عندما نزل بها في رحلته الشهيرة حيث قال عنه (الشيخ الصالح العابد الزاهد )
والكثبر الكثير ممن لم تقع عيني على مصادر تخصهم

خلفه ووفاته
انجب الشيخ علي الطواشي من الابناء ثلاثة وهم
عبدالله
ومحمد السني
وابوبكر
وكانوا جميعا من الصالحين
وقد توفي رحمة الله عليه عام 748هـ وقد صلى المسلمون عليه في المدينة الشريقة صلاة الغائب كما روى تلميذه اليافعي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هذه كانت سيرة الشيخ العلامة الامام علي بن عبدالله الطواشي صاحب حلي نسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.

واخيرا
هذه بعض قصائد الامام اليافعي في شيخه علي بن عبدالله الطواشي:




ســقــى الله أيــامــاً خــلــت بـعــدمــاحلت ومرت فمرت بعد ذاك التواصل
وأيــام وصــل واجتـمـاع بــه الـهـنـاوعيش صفا لـي بالحبيـب المواصـل
يحيـى بـه حلـي ابـن يعقـوب زاهــراًلسلـمـى بــه بـاهــي خـيــام مـنــازل


وبقول في احدى قصائده ايضا:


تخلـفـت يــوم البـيـن عـنـه بجثـتـيوراحـوا بقلبـي يـوم بـانـوا أحبـتـي
وناديـت والـركـب اليمـانـي راحــلوعندي مقيم في الحشا حر لوعتي
خليـلـي سـيـرا بـلـغـا لـــي تحـيـتـيإلـى عنـد سـكـان الـربـوع البهـيـة
إذا جئتمـا حلـي ابـن يعقـوب بمـنـاقلـيـلاً إلــى حـيـث الـعـادات حـلــت


واخيرا هذا غيض من فيض سيرة ذلك العالم الجليل وتصوير يسير لطبيعة الحياة العامة في حلي اثناء تلك الحقبة الزمنية
عدم فهمنا للتاريحخ جعلنا نتوجس خيفة من سيرته التي لم تصل الينا كما هي
والسبب ان محبيه حول العالم الاسلامي صوروه بكثير من المبالغات التي تصل حيانا الى حد يفوق التصور البشري محبة فيه وتكريما له
وربما هذا ما جعل كتبه تختفي او تنقل الى خارج حلي بن يعقوب من مريديه نحن لا ننكر اختصاص الله بالكرامات لبعض اوليائه الصالحين ولكننا ابدا لسنا مع المبالغة فيما يروى.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-11-2014, 11:36 PM
المشاركة 228
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبدالله بن علي العمودي

أرسل لي الشاعر و الأديب خالد بن حامد البار السيد ترجمة لحياة عبدالله بن علي العمود كان قد أطلع عليها تحت مسمى (عبدالله بن علي العمودي حياته، وجهوده في تدوين تاريخ منطقة جازان )من جهد الأستاذ محمد بن يحيى الفيفي *:
- اسمه ونسبه:هو: عبدالله بن علي بن عبدالله باسُند العمودي، والعمودي بمعنى: العُمُودية أو عمود الدين، وهو لقب اطلق على الجد الجامع لآل العمودي (سعيد بن عيسى العمودي) المتوفى بمدينة قيدون بحضرموت في سنة 671ه، نظراً لورعه وتقواه وكثرة تعبده بالصلاة آناء الليل وأطراف النهار. وقد كان نسب آل العمودي محل خلاف بين المؤرخين والكتاب قديماً وحديثاً، ولعل عالم حضرموت في القرن الرابع عشر الهجري عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف - في كتابه بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت - من أفضل من بسط القول في هذا الموضوع، حيث استعرض العديد من أقوال وآراء علماء ومؤرخي حضرموت، ثم رجح انتسابهم إلى الصديق رضي الله عنه. وهو عين رأي مؤرخنا عبدالله العمودي، كما يظهر من تدوينه لاسمه في كثير من كتبه ورسائله، حيث غالباً ما يذيله بعبارات ذات دلالة، مثل: الصديقي، البكري الصديقي، والقرشي الصديقي، إضافة إلى نصّه على ذلك صراحة في رسالته الموسومة ب (نبذ في الأنساب لمن سكن بحضرموت وفي أنساب عدنان وقحطان) - كما يذكر د. عبدالله أبو داهش -، وما أفاد به نفسه بعض معاصريه، مثل المؤرخ إسماعيل الوشلي. ومهما يكن من أمر، فقد استطاع جد آل العمودي سعيد بن عيسى العمودي، بفضل تدينه وتعدد مواهبه، أن يخلق له مكانة مرموقة بين العلماء في عصره، وأن يؤسس لأسرته نفوذاً روحياً وزعامة دينية في المنطقة، تحولت مع الزمن إلى زعامة سياسية، فقامت لها إمارة قوية في وادي دوعن بوسط حضرموت في حوالي منتصف القرن التاسع الهجري، امتد نفوذها في بعض الأحيان إلى الساحل. وعلى مدى القرون التالية دخلت في صراع مرير مع القوى السياسية المنافسة في المنطقة، وخاصة الكثيري، والكسادي، حتى إذا ما دخل القرن الرابع عشر الهجري كان الضعف قد أخذ منها مأخذه، نتيجة لتلك الصراعات المتواصلة من جهة، والتنافس على المناصب والزعامة الدينية والسياسية بين أفراد أسرة آل العمودي أنفسهم من جهة أخرى، الأمر الذي ساعد الدولة القعيطية على احتوائهم وإزالة إمارتهم في أواخر العقد الثاني من ذات القرن. 2- مولده ونشأته: من المتفق عليه أن عبدالله بن علي العمودي قد ولد في مدينة أبي عريش، ولكن الخلاف كان في سنة مولده؛ هل كان في سنة 1278ه، أو 1295ه، أو 1299ه ؟ فقد قال بالتاريخ الأول الاستاذ إبراهيم بن عبدالله العمودي، ولكن دون الإشارة إلى مصدر محدد أو دليل يدعم وجهة نظره. وبه أخذ الدكتور عبدالله أبو داهش، بحجة: أن القائل به ولده، الذي يفترض أن يكون قد اعتنى بتحقيقه (تحفة القارئ والسامع ، 1/1؛ الأدارسة في تهامة، ص 16). أما التاريخان الآخران فقد قال بهما المترجم له في العديد من المناسبات، سواء في كتاباته، أو في إفادته لبعض من ترجم له من معاصريه، ويلاحظ إنه لم يشر - أي المترجم له - البتة إلى التاريخ الذي قال به ابنه إبراهيم، وهو 1278ه، مما يدعو إلى الشك في مدى مصداقيته هذا التاريخ، والقول بعدم صحته. لقد بدى المترجم له متردداً وحائراً في تحديد سنة مولده بين سنتي 1295، و1299ه، فكتب للشيخ أحمد بن حسن العاكشي (ت 1388ه) قائلاً: " وكان بروزي في عالم الوجود في عام خمسة وتسعين في القرن الثالث عشر، أو على رأس القرن بقرائن، فعلى الرقم الأول يكون سني الآن - أي سنة 1388ه - ثلاثة وتسعين، وعلى الرقم الثاني فعمري الآن ثمانية وثمانين..." (عبدالله العمودي، نبذة في ترجمته كتبها للشيخ أحمد بن حسن عاكش، ص 1، زودني بها الاستاذ حجاب بن يحيى الحازمي، فله مني جزيل الشكر والعرفان). وذكر في كتابه (اللامع اليماني، 46/2ب - 47أ) معلقاً على إحدى الحوادث الكونية - تساقط النجوم - التي أرخها المؤرخ اليمني عبدالواسع بن يحيى الواسعي برمضان 1289ه، قائلاً: إن ذلك على خلاف ما علمه من الأثبات إنها كانت في سنة 1304ه، وأردف قائلاً: إنه يتحققها وكان في الخامسة أو السادسة من عمره، مما يعني إن مولده كان في سنة 1299ه تقريباً، إذ يفهم من زبارة الذي ذكر تلك الحادثة نفسها بإنها كانت في أواخر سنة 1304ه. ولكن الشيء الملفت للنظر إن العمودي نفسه عندما ذكر الحادثة نفسها في أحد مجاميعه الشعرية قدّر عمره بتسع سنوات تقريباً، وكرر ذلك عندما روى الحادثة نفسها لحفيده أحمد بن صالح العمودي، مما يعني أن مولده كان في سنة 1295ه. وفي موضع آخر من كتاب اللامع ( 50/2ب) علّقَ على تاريخ تعيين أحد الولاة العثمانيين في أبي عريش والمؤرخ في سنة 1295ه، بقوله: "لعله في سنة تسع وتسعين لأنه تكررت عمالته بأبي عريش مرات، لإني عقلت زمن ذلك العمل وأنا صبي في الخامسة تقريباً". هذا فيما يتعلق بما خطه قلم العمودي، أما تاريخ مولده عند معاصريه، فقد أرّخه الوشلي بسنة 1299ه، بناء على ما أفاده به المترجم له، وذكر الشيئ نفسه المؤرخ زبارة في كتابه (نزهة النظر في رجال القرن الرابع عشر، 377/1)، ولكن صاحب كتاب (تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع، ص 344) خالفهما وحدده - أي مولده - بسنة 1295ه، وهذا الاختلاف يعكس آراء العمودي نفسه، وعدم جزمه - كما أسلفنا - بتاريخ معين من التاريخين المذكورين. وخلاصة القول إن تاريخ مولد القاضي العمودي قد انحصر بين سنتي 1295و1299ه، ولكن من الصعوبة بمكان الجزم بأحدهما دون الآخر؛ نظراً لتأرجح العمودي نفسه بينهما، وعدم استطاعته تحديد أحدهما كتاريخ نهائي لمولده. كان علي بن عبدالله العمودي قد رزق بالعديد من البنين والبنات، إلا أن الله تعالى توفى البنين جميعاً، ولم يعش منهم إلا المترجم له، ثم لم يلبث الوالد نفسه أن توفاه الله مخلفاً وراءه زوجته وابنه الصغير الذي لم يكن عمره يتجاوز بضع سنوات، إضافة إلى عدد من البنات، فنشأ المترجم له وتربى في حجر أمه يتيم الأب. ويذكر المترجم له أن أحد موالي أبيه يسمى (مباركاً) قد قام بشئون العائلة ورعايتها خير قيام، وكان بمثابة الوالد في العطف والتفاني في خدمتها وتلبية متطلباتها. فقام ببناء سقيفة (عشة) صغيرة على الطريق المؤدي إلى سوق المدينة الاسبوعي، وجعلها بمثابة استراحة للمتسوقين يتفيئون فيها في غداتهم ورواحهم، وجهزها بما يحتاجون إليه من المياه العذبة وغيرها، فكان ما يتحصل له منها يقوم بصرفه على متطلبات عائلة مولاه، مما كان له بالغ الأثر فيها، وكان محل تقديرها واحترامها، حتى إنها كانت لا تناديه إلا بالأب مبارك، وسماه الناس بمبارك العمودي (أحمد العمودي، مرجع سابق، ص 2). 3- حياته العلمية: ويبدو إنه قد تنقل بين عدد من الكتّاب مثل: كتّاب الفقيه حسن آدم، والفقيه حسن بن هندي الحكمي، والفقيه أيوب في رباط مسجد ابن أبي أيبك، ولم يستقر أو يتقيد بكتّاب معين دون سواه. وعلى الرغم من ختمه قراءة القرآن الكريم، إلا إنه وصف لنا قراءته خلال هذه الفترة المبكرة من حياته العلمية بأنها كانت سطحية (نبذة في ترجمته كتبها للشيخ أحمد بن حسن عاكش، ص 1- 2). كانت مرحلة الكتّاب تمثل الدرجة الأولى في سلّم التعليم، وكان على الطالب إذا انتهى منها أن ينتقل إلى المرحلة الأعلى، مرحلة الحلقات العلمية التي كان يقيمها أبرز علماء العصر، وهي الاختبار الحقيقي لإمكانيات الطالب ومقدرته على الاستيعاب والاستمرار في الطلب والتحصيل، إذ كان يتوجب عليه حفظ المتون الطويلة وغيرها في مختلف العلوم الشرعية والعربية. وهذا بالضبط ما حصل بالنسبة للمترجم له، حيث التحق بحلقة آل عاكش المشهورة في المنطقة، وكان القائم عليها العلامة إسماعيل بن حسن عاكش (ت 1322ه) منذ وفاة والده العلامة الحسن بن أحمد عاكش في سنة 1290ه. فدرس على يديه - كما يذكر - في الفقه، والتفسير، والحديث، واللغة العربية، ونحو ذلك. ولما كانت تلك الحلقة من أشهر - إن لم تكن أشهرها - حلق العلم في المنطقة خلال تلك الفترة، فقد كانت مقصداً للكثير من طلبة العلم في المنطقة، ومن أبرز من قصدها في تلك المرحلة وزامل المترجم له في الأخذ عن العلامة العاكشي الإمام محمد بن علي الإدريسي (ت 1341ه)، الذي يصفه العمودي بإنه كان في عنفوان الشباب، وإنه قد استفاد منه في مبادئ بعض العلوم، وكذلك العلامة محمد بن حيدر القبي النعمي (ت 1351ه). ولذلك فقد بادر المترجم له بالهجرة إلى بعض المراكز العلمية المشهورة في تهامة اليمن، التي كانت تشكل معاقل مهمة من معاقل الفقه الشافعي التي يؤمها طلبة العلم من كل مكان. فوصل إلى ميناء الحديدة في سنة 1315ه، وفيها عكف على ملازمة علمائها والأخذ عنهم في شتى العلوم الشرعية والعربية، وكان من أبرز - كما يذكر - شيوخه فيها: العلامة محمد باري بن عبدالقادر الأهدل (ت 1326ه)، ومفتي الحديدة وعالمها في تلك الفترة عبدالله بن يحيى مُكَرّم (ت 1329ه)، والعلامة فرج بن محمد الحوكي (ت 1326ه). وبعد أن أمضى في الحديدة ما يقارب العام أو أكثر بقليل، انتقل إلى قرية (المراوعة) - شرق الحديدة بنحو 20كيلاً -، أحد معاقل العلماء آل الأهدل المشهورين في تهامة اليمن، حيث مكث فيها ثلاث سنوات ملازماً لعلمائها، مثل: العلامة محمد طاهر بن عبدالرحمن الأهدل (ت 1347ه)، والعلامة حسن بن عبدالله بن معوضة الأهدل (ت 1352ه)، والعلامة عبدالله بن محمد بن عبدالباري الأهدل، الملقب بالجمالي، والعلامة حمزة بن بن عبدالرحمن بن حسن الأهدل، وقد أجازوه إجازات خاصة وعامة، في مختلف العلوم النقلية والعقلية، ولا سيما فيما يروونه عن آبائهم ومشايخهم بالتسلسل، قراءة وسماعاً، لصحيح البخاري. إلا أن أكثر ملازمته كانت للعلامة محمد بن عبدالرحمن بن حسن الأهدل (ت 1352ه)، حيث درس على يديه مختلف العلوم الشرعية، من تفسير وفقه وحديث، والعربية، من نحو وصرف، ونحو ذلك، وأجازه إجازة عامة في كل تلك العلوم. ويذكر الاستاذ أحمد العمودي إن جده حدثه عن رحلته إلى مدينة زبيد - العاصمة التاريخية لمنطقة تهامة اليمن - وأخذه عن علمائها، لا سيما العلامة محمد بن عبدالله بن زيد الشنقيطي، وما كان يلاقيه من الأخير من عطف وعناية، لما لاحظه عليه من النجابة والمواظبة، وحب المطالعة والتحصيل، كما قص عليه نتفاً من ذكرياته عن حياته العلمية والمعيشية هناك، إلا إنه لم يوضح متى كانت رحلته تلك ؟ والذي يظهر لي إنها بعد رحلته إلى المراوعة، لأنه قد ثبت أن رحلته الأولى كانت إلى الحديدة، ومن غير المرجح أن يخرج منها إلى زبيد مباشرة دون التوقف في المراوعة التي لا تبعد عن الحديدة سوى عشرين كيلاً تقريباً.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-11-2014, 11:37 PM
المشاركة 229
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولما كان الحجاز مقصد كل مسلم، لآداء فريضة الحج والعمرة والزيارة، فقد كان متوقعاً أن يكون وجهة المترجم له بعد عودته من تهامة اليمن في سنة 1320ه، فحج في السنة التالية، وهناك ألتقى بعلمائها، وارتاد حلقاتهم التي كان يعج بها المسجد الحرام، وأخذ عنهم في العديد من العلوم. وفي هذا الصدد يذكر صاحب كتاب (تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع ص 345) إن المترجم له قد تردد على مكة المكرمة مراراً، واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم، وأخذوا عنه، وتدبج مع بعضهم. 4حياته العملية: يمكن القول إن القاضي عبدالله العمودي قد قضى معظم حياته العملية في القضاء، والتدريس، والوعظ والإرشاد، وهذا شيء طبيعي، حيث كانت هذه الوظائف تشكل جلّ مخرجات التعليم القائم - في تلك الفترة - بشكل رئيس على العلوم الشرعية والعربية. ولذلك فبعد عودة المترجم له في سنة 1320ه من رحلاته العلمية في تهامة اليمن، جلس للتدريس، والوعظ والإرشاد، فالتف حوله طلبة العلم للنهل من علمه. وفي أواخر سنة 1324ه غادر مدينة أبي عريش إلى (مِيءدي)، لأسباب غير معروفة، وهناك التقى بزميل الدراسة القديم السيد محمد بن علي الإدريسي، الذي كان - فيما يبدو - قد بدأ نشاطه الديني في المنطقة الهادف - في الظاهر- إلى القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم. ولما كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض منذ أيام الطلب في أبي عريش، فقد توثقت العلاقة بينهما بشكل كبير، وقام الإدريسي بتكليف العمودي بالقضاء في تلك المدينة وما جاورها، والإمامة والتدريس في جامعها. وفي خلال هذا اللقاء أجاز الإدريسي العمودي في ثبته المسمى (العقود اللؤلؤية في الأسانيد الدينية)، مما يدل على أن الجانب العلمي كان حاضراً في ذلك اللقاء أيضاً. وقد ظل المترجم له يقوم بوظائف القضاء، والإمامة، والخطابة، والتدريس، والوعظ والإرشاد في ميدي وتوابعها طوال عهد محمد بن علي الإدريسي، جدير بالذكر إنها - ميدي - كانت تعد من أبرز حواضر الإمارة الإدريسية، والميناء الرئيس لها في عهد مؤسسها. وبعد وفاة محمد الإدريسي في سنة 1341ه، خلفه ابنه علي بن محمد الإدريسي، فلم يغيّر شيئاً بالنسبة لمترجم له، وبقي في وظائفه بميدي حتى استولت عليها الجيوش اليمنية في جمادى الآخرة 1344ه، حيث خرج منها هارباً بعائلته دون أن يستطيع حمل أي شيء من أمتعته وكتبه. وقد أصبح بعد ذلك من جملة المرافقين للسيد علي الإدريسي، ومن أعيان إمارته الذين يعتمد عليهم في المشورة والسفارة وما إلى ذلك. وفي عهد السيد الحسن بن علي الإدريسي تولى القضاء في مدينة جازان، وظل من أعيان إمارته حتى تم ضم المنطقة إلى الدولة السعودية الحديثة. وفي العهد السعودي استمر في ممارسة وظائفه من قضاء وتدريس ووعظ وإرشاد، في بعض المدن والقرى، مثل أبي عريش، والحقو، حتى سنة 1365ه عندما طلب إعفاءه من وظيفة القضاء، فكلفه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بالتدريس، والإمامة في أبي عريش، مع استمرار صرف رواتبه ومخصصاته المالية، فكان ذلك دأبه حتى آخر حياته عندما ضعف وعجز نتيجة لكبر سنه. ولما كان المترجم له من أعيان المنطقة وعلمائها الذين يشار لهم بالبنان، فقد حظي بمنزلة كبيرة في الإمارة الإدريسية، لا سيما في إمارتي السيدين: علي بن محمد الإدريسي، والحسن بن علي الإدريسي، حيث كان من علماء وأعيان إمارتيهما المعتمد عليهم، وقام بالعديد من الأدوار السياسية، مثل: التوسط بين الإمارة وبين خصومها، والمشاركة في الوفود المشكلة للتفاوض مع شيوخ القبائل وغيرهم من الخصوم والمعارضين. كما بذل جهوداً ملحوظة في محاولة - مع غيره - المصالحة بين السيدين المذكورين عندما نشب الخلاف بينهما على السلطة، والذي انتهى باستيلاء الحسن بن علي على الإمارة في أواخر سنة 1344ه. وفي عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي اشتهر بتقدير العلماء أيما تقدير، حظي المترجم له بعطفه وعنايته - كغيره من حملة العلم - حتى إنه كتب له في إحدى المرات رداً على قصيدة تهنئة بالعيد كان قد بعثها له، قائلاً: "إن القصيدة اعجبنا بها، وتدل على إخلاصكم، وتقديركم نحونا، فثقوا أنكم منا ومن المحسوبين علينا" (مجموع شعري غير مرقم، توجد صورة منه في مكتبتي؛ أحمد العمودي، مرجع سابق، ص 5). 5- نتاجه العلمي: لقد تميز القاضي العمودي بالثقافة الموسوعية، يظهر ذلك واضحاً في تعدد وتنوع مؤلفاته؛ حيث ألف في العديد من العلوم، الدينية، والعربية، والأدبية، والتاريخ والتراجم والأنساب، والرحلات. ولعل الدكتور عبدالله أبو داهش خير من صوّرذلك ،عندما تحدث عنه قائلاً: "لم يبلغ شأو العمودي أحد من معاصريه - في المنطقة بالطبع - في كثرة نتاجه ووفرته، فقد خلّف نتاجاً وافراً غير عادي، إذ يبدو أنه كان مكثراً في: تأليفه، وشعره، ورسائله، ومقاماته وإخوانياته، وتقريضاته، فضلاً عن مناظراته التي كان يجريها مع علماء عصره، وما كان يميل إليه من كتابات تاريخية، ورسائل دينية، وعلى الرغم من نتاجه الوافر... لم يكن بذي حظ في النشر، والطباعة، إذ بقيت مؤلفاته ورسائله بعيدة عن اهتمامات الدارسين وعنايتهم..." (تحفة القارئ والسامع ، 5/1؛ الأدارسة في تهامة، ص20- 21). ومما يدعو للأسف أن ذلك التراث العلمي العظيم قد تعرض معظمه للضياع، ولم يبق منه إلا النزر اليسير في بعض المكتبات الخاصة، وبخاصة تلك المجموعة التي حصل عليها الدكتور عبدالله أبو داهش من الاستاذ إبراهيم بن عبدالله العمودي. ومما يحمد لأبي داهش إنه من أوائل الذين تنبهوا لأهمية تراث العمودي واستفادوا منه، وعملوا على إظهار بعضه للباحثين، سواء بالتحقيق والنشر، أو بالإشارة له في دراساته المتعددة عن تاريخ وتراث وأدب جنوب وجنوب غرب المملكة. وبسبب كثرة - كما سبق - مؤلفات المترجم له وتنوعها، فسوف نقتصر هنا على ذكر مؤلفاته التاريخية عن شبه الجزيرة العربية بشكل عام، ومنطقة جازان على وجه الخصوص، مع تعريف بسيط بكل واحد منها بقدر الإمكان، وذلك حسب المعلومات المتوافرة. وفيما يلي عرض لتلك المؤلفات: 1- تحفة الأدب بسيرة ملك العرب (مفقود): يذكر العمودي بخصوص هذا الكتاب إنه ألّفه بناء على اقتراح أمير منطقة جازان الأمير محمد بن عبدالعزيز الماضي، ويضيف بإنه لما انتهى من تأليفه حج في سنة 1358ه، وقام بإهدائه على الملك عبدالعزيز رحمه الله. وأهمية هذا الكتاب واضحة من عنوانه ولا تحتاج إلى مزيد بيان، فهو يتناول سيرة مؤسس هذه الدولة المباركة، وباني وحدتها ونهضتها الحديثة، الملك عبدالعزيز رحمه الله. وعلى الرغم من المحاولات الجادة للبحث عن هذا الكتاب في المكتبات والمراكز المحلية، إلا إنها لم تثمر عن شيء، مما يدعو للأسف، وفي الوقت نفسه التساؤل عن مصير المكتبة الخاصة للملك عبدالعزيز، وبخاصة تلك النوادر التي كانت تهدى له رحمه الله. فما بقي منها لا يشكل - كما يبدو - إلا جزءاً بسيطاً منها، وهو عبارة عن كتب عادية معروفة ومتداولة، فأين يا ترى ذهبت الكتب النوادر ؟ 2- الروض المبتسم الحسن في تثقيف أبناء حزب الوطن (مفقود): لم يتضح لي بشكل دقيق محتوى هذا الكتاب، فعلى الرغم مما يتبادر إلى الذهن من أنه يتحدث عن أعضاء حزب الوطن الحجازي، لا سيما إنه كان على علاقة ببعضهم، إلا أن السياق الذي وردت فيه الإشارة له لا تعطي هذا الانطباع. فقد أشار المؤلف له في موضعين: الأولى باسم (الروض المبتسم الحسن) فقط، وذلك في أثناء حديثه عن استيلاء الملك عبدالعزيز على الحجاز، حيث علق في الهامش الأيمن للصفحة على ما حصل من الإخوان بكلمات بسيطة ثم بتر الحديث قائلاً: "إلى آخر ما ذكرته في مؤلفي الروض المبتسم الحسن". أما في الموضع الآخر فقد أشار له كما في العنوان أعلاه، وذلك خلال استعراضه لبعض قصائده التي مدح بها السادة الأدارسة في منطقة جازان. 3- نهاية العبر في تراجم وفيات القرن الرابع عشر (مفقود): يتضح من عنوان الكتاب إنه في تراجم أهل القرن الرابع عشر الهجري، وهو يحيل إليه كثيراً في كتاب (اللامع) الآتي ذكره، وكذلك كتاب (تحفة القارئ والسامع)، وذلك عند ذكره لوفيات بعض الشخصيات، حيث غالباً ما يختم ترجمته للشخص بعبارة: "وقد ترجمته في كتابي الوفيات فانظره هناك"، ونحو ذلك من العبارات التي تفيد بترجمته للشخص بشكل أكثر تفصيلاً في الكتاب المذكور. وقد ورد في بعض المواضع باسم (نهاية العبر في تراجم وحوادث القرن الرابع عشر)، وفي مواضع أخرى باسم (الطبقات نهاية العبر). 4- رحلة الأسفار فيمن لقيت من الأنظار: خصص العمودي هذا الكتاب لمشايخه، وأسانيده، وثبته، فضلاً عن زملائه أيام الطلب، وغيرهم ممن قابله أثناء رحلاته العلمية واستفاد منه، ويبدو أنه قد حذا فيه حذو شيخ مشايخه - كما يطلق عليه - الحسن بن أحمد عاكش في كتاب (حدائق الزهر في ذكر الأشياخ أعيان الدهر). وقد ذكر المؤلف في أحد مجاميعه انه قد ضاع عليه مع مجموعة كتب أخرى نفيسة أثناء تنقلاته المستمرة من مكان إلى آخر أيام الاضطرابات التي شهدتها المنطقة في أوائل العقد السادس من القرن الرابع عشر، قبيل توحيدها ضمن الدولة السعودية. 5- الرحلة التعزية: وهي عبارة عن وقائع رحلته التي قام بها إلى مدينة تعز اليمنية لمقابلة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وقد ضمنها وصفاً لطريق رحلته من أبي عريش إلى تعز، والمحطات التي توقف فيها، كما قدم من خلالها وصفاً للعاصمة اليمنية في عهد الإمام المذكور، متحدثاً في الوقت نفسه عن الإمام، وديوانه، وموظفيه، ومجلسه، وبعض مدائحه الشعرية في الإمام وبعض رجال دولته، ونحو ذلك مما جرت العادة على وصفه وتدوينه في مثل مصنفه. 6- نبذ في الأنساب لمن سكن بحضرموت، وفي أنساب عدنان وقحطان. 7- الدر النفيس في ولاية الإمام محمد بن علي بن إدريس: يذكر المؤلف في مقدمته أنه ألّفه للسيد علي بن محمد الأهدل، ليكون عنده بجهات القطر اليماني، لما اشتمل عليه من السير والأخبار والمعاني، وأنه قد أجاز له نسخه وروايته، وقد كان تأليفه له في سنة 1342ه. وكما هو واضح فهو في سيرة الإمام محمد بن علي الإدريسي، مؤسس الإمارة الإدريسية في منطقة جازان، وتاريخ حوادث إمارته. 8- لقطة العجلان فيما جرى على السيد الإمام علي بن محمد الإدريسي من حوادث الزمان وقد نبهني لوجود هذه السيرة الأستاذ الكريم محمد الديباجي وفقه الله وزودني مشكوراً بصورة منها. 9- ذيل لقطة العجلان بسيرة الإمام الحسن بن علي الإدريسي. هاتان السيرتان خاصتان - كما يتضح من عنوانهما - بالسيدين علي بن محمد الإدريسي، والحسن بن علي الإدريسي المذكورين، وتاريخ الإمارة في عهديهما، وقد حققهما ونشرهما الدكتور عبدالله أبو داهش، بعنوان: الأدارسة في تهامة، 1341- 1347ه: رسالتان تاريخيتان في إمارتي السيدين: علي بن محمد الإدريسي والحسن بن علي الإدريسي، 1415ه.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-11-2014, 11:38 PM
المشاركة 230
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ويلاحظ أن سيرة السيد الحسن غير كاملة، ويمكن تكملتها من كتاب اللامع. 10- اللامع اليماني بذكر ملوك اليمن والمخلاف السليماني (يوجد في مكتبة الملك فهد الوطنية): يعد هذا الكتاب من أهم كتب العمودي، وهو عبارة عن موسوعة تاريخية شاملة في تاريخ جنوب غرب الجزيرة العربية بشكل عام، ومنطقة جازان بشكل خاص، منذ التاريخ القديم حتى عهد الملك عبدالعزيز. ومما يميز الكتاب أن المؤلف قد رجع لمعظم المصادر التاريخية المحلية، مثل: العقيق اليماني، وخلاصة السلاف، والعقد المفصل، وخلاصة العسجد، ونزهة الظريف، ونفح العود، وضمنه خلاصة ما ورد في تلك المصادر عن تاريخ المنطقة، السياسي، والثقافي، والأدبي. ويلاحظ تأثره الكبير بمؤرخ المنطقة في القرن الثالث عشر الحسن بن أحمد عاكش (ت 1290ه)، حيث يمكن القول إنه قد نقل كتابه الديباج الخسرواني بشكل شبه كامل، وانتهج منهجه في طريقة التأليف، وربما قلده في اختيار مواضيع مؤلفاته، لا سيما التاريخية منها. غير أن ما يميز الكتاب على الإطلاق، إنه المصدر المحلي الأول الذي دون تاريخ المنطقة من سنة 1271ه، وهي السنة التي توقف عندها العاكشي في كتابه (الديباج الخسرواني)، وحتى عهد الملك عبدالعزيز، بشكل متسلسل ومتواصل، فألقى الضوء على أوضاعها السياسية، والثقافية، والأدبية، خلال هذه الفترة الطويلة، وكان مصدراً مهماً لمن جاء بعده. ومما يزيد من أهميته أن المؤلف يعد شاهد عيان على ما دونه من أحداث المنطقة منذ أوائل القرن الرابع عشر الهجري، مشاركاً في كثير من تلك الأحداث، ومطلعاً على خباياها، مما يجعله قميناً بالتحقيق والنشر، وهو ما يعمل كاتب هذه السطور عليه الآن، بتكليف من مكتبة الملك فهد الوطنية. 11- تحفة القارئ والسامع في اختصار تاريخ اللامع: كما يتضح فهو اختصار لكتاب اللامع السالف الذكر، غير انه يتضمن بعض الإضافات والاستدراكات التي لا توجد في الأصل. وقد حققه ونشره الدكتور عبدالله أبو داهش في جزءين. 12- الرحلة السديرية بسيرته النظورية بجبال الأودية الجيزانية من أعمال القبائل الريثية وباقي القبائل العربية بساق الغراب الشرقية: هذا المؤلّف عبارة عن رسالة صغيرة دون فيها العمودي وقائع وحوادث الحملة العسكرية التي قادها كل من أمير جازان (خالد بن أحمد السديري)، وأمير عسير (تركي بن أحمد السديري) في سنة 1361ه على جبال الريث الواقعة في الشمال الشرقي من منطقة جازان. ونظراً لأهميتها فقد قمت بتحقيقها وإعدادها للنشر بتكليف من دارة الملك عبدالعزيز. 13- وفاته: كان القاضي العمودي في آخر حياته قد ضعف بصره، ووهن عظمه، فلما كان في أحد الأيام يؤدي صلاة الضحى سقط على الأرض فوقع له انفصام في عظمة الورك فظل طريح الفراش بسببها لعدة أيام حتى توفاه الله في يوم الجمعة الحادي عشر من شهر صفر سنة 1398ه، في مدينة ابي عريش عن عمر يناهز القرن ونيف من الزمان، رحمه الله تعالى (احمد العمودي، مرجع سابق، ص9).

_______________
* كان نشرها بجريدة الرياض السعودي في يوم
الجمعه 26 شوال 1427هـ - 17نوفمبر 2006م - العدد 14025

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 08:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.