قديم 06-16-2014, 10:00 PM
المشاركة 201
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لحسن عسيلة
هو أبو معاذ لحسن بن محمد بن محمد بن العربي الملقب بعسيلة ، وهو من مواليد مدينة الدار البيضاء بحي الأميرة للا مريم بتاريخ السادس من يونيو من عام 1973 للميلاد . ـ، و لحسن عسيلة حاصل على شهادة البكالوريا آداب عصرية بتاريخ 30 يونيو 1994 ميلادي ، ـ حاصل على دبلوم مركز تكوين المعلمين والمعلمات لمدة سنتين بتاريخ 30/06/1996. ـ حاصل على شهادة إتمام دورات العروض الرقمي بتاريخ : 10/07/2010 ـ مشرف بمنتدى العروض الرقمي ـ مشرف قسمي الشعر الفصيح والمدرسة الأدبية بملتقى رابطة الواحة الثقافية . مقيم الآن بمدينة ابن جرير ويعمل أستاذا للتعليم الابتدائي تخصص : لغة عربية متزوج و أب لثلاثة أبناء : معاذ، حمزة، والشيماء من اهتماماته الأدب بصفة عامة والشعر العمودي على وجه الخصوص متابعة الأخبار وبخاصة أخبار الأمة الإسلامية .
من أشعاره :
- قصيدة في مدح رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه و سلم:

هــذا الــذي طـرِبَـتْ أذْنـــي لِسـيـرَتِـهِ = فَكـيْـفَ لــوْ نَعِـمَـتْ عَيْـنـي بـرُؤيَـتِـهِ
الحُسْنُ مِـنْ حُسْنِـهِ جَافـى مَفاتِنَـهُ = وقــالَ لا حُـسْـنَ إلا حُـسْـنُ طلْعَـتِـهِ
أوْفَـى عـلـى قــدَرٍ والـنـاسُ جَاهِـلـةٌ = والوَحْـيُ فـي دَرْبِــهِ نِـبْـراسُ دَعْـوَتِـهِ
مُـحَــمَّــدٌ ثـــــوْرَةُ الإيـــمَـــانِ بَــاقِــيَــةٌ = ومَلْمَـحُ الدِّيـنِ فـي سَيْمـاءِ نَزْعَـتِـهِ
اَلـعَـيْـنُ وَسْـنـانَـةٌ والـقـلـبِ مُنْـشَـغِـلٌ = باللهِ ، والــذِّكْــرُ أطْــيــارٌ بِـرَوْضَــتِــهِ
والــوِرْدُ فـــي فَـمِــهِ شَـهْــدٌ بِخـافِـقِـهِ =والـوَرْدُ مُنْفَتِـحٌ فــي صَـحْـنِ وَجْنَـتِـهِ
والشَّـعْـرُ قِـطْـعَـةُ لَـيــلِ دُونَـــهُ قَـمَــرٌ = والشِعْرُ مَفْخَرَةٌ فـي وَصْـفِ رَوْعَتِـهِ
يَفْتَـرُّ عَـنْ لُؤلُـؤٍ كالـبَـرْقِ وَمْضَـتُـهُ = فــي عَيـنِـهِ دَعَــجٌ ، قَـصْـدٌ بِهَـيْـأتِـهِ
فــي صـوْتِـهِ بَـحَّـةُ المِـزْمَـارِ فَـاتِـنَـةٌ = وسَاطِعُ الصِّـدْقِ فـي لَألاءِ لَهْجَتِـهِ
فـي كَـفِّـهِ شَـثَـنٌ فــي جـيـدِهِ سَـطَـعٌ = فـي كُـلِّـهِ آيَــةٌ مِــنْ حُـسْـنِ خِلْقَـتِـهِ
مُنمْنَـمُ الحُسْـنِ فـي عِرْنينِـهِ شَـمَـمٌ = في عَرْفِهِ نَفْحَةٌ مِنْ مِسْكِ رَشْحَتِهِ
هُـوَ الأميـنُ الجـوادُ الطِيـبُ مَعْـدِنُـهُ = والـوَحْـيُ فــي رُوعِــهِ وَقّــادُ جَـذوَتِـهِ
بـادي المَلاحَـةِ فـي أشْـفـارِهِ وطَــفٌ = أغَـــــــرُّ والــــبدْرُ دوارٌ بِـــغـــرَّتِــــهِ
الله أبْـــدَعَـــهُ مِــــــنْ كُــــــلِّ فــاتِــنَـــةٍ = وقَـــالَ لا هَــــدْيَ إلا هَــــدْيُ مِـلَّـتِــهِ
إذا تــبَــدَّى لِــــذي عَـيْـنَـيْـنِ طـالِـعُــهُ = تــبَــدَّدَ الــهَــمُّ فــــي آفــــاقِ فِـكْــرَتِــهِ
أبْهَـى وأجْمَـلُ عَـنْ بُعْـدٍ وَعَـنْ كَثَـبٍ = أسْمَى الفَضَائِلِ تَغْنَـى فـي سَجِيَّتِـهِ
مُـقَـصَّـدٌ رَبْـعَــةٌ حَـــفَّ الـجَــلالُ بِـــهِ = كـأنــهُ غُـصْــنُ بـــانٍ طَــــيَّ بُــرْدَتِــهِ
فَهَـلْ رَأى أحَــدٌ فــي الـنـاسِ مَنْـزِلَـةً = تَـرْقَــى بِـحَــقٍّ إلـــى عَـلْـيَـاءِ رُتْـبَـتِـهِ
كــلَّا وَمَــنْ بَــرَأ الأنْـسَـامَ لَـيْـسَ لَــهُ = نِــدٌّ يُضاهـيـهِ فــي أفْـــلاكِ سِـدْرَتِــهِ
نَــحَـــا بِـأمَّــتِــهِ وَالــوَحْـــيُ خَـــارِطَـــةٌ = نَحْـوَ الخُلُـودِ عَلـى مِنْهَـاجِ شِرْعَتِـهِ
يَـفْـنــى بَـيَـانِــي ولا تَـفـنَــى مَـنـاقِـبُـهُ = أنَّــــى لِـمـثْـلـيَ تَـوْصِــيــفٌ لِـرِفْـعَـتِــهِ
مَـدَحْـتُ حِـبِّــي رَسُـــولَ اللهِ مُـعْـتَـذِراً = إنْ قَصَّـرَتْ لُغَتـي فـي حَـقِّ حُرْمَتِـهِ
مَنْ لي بِرُؤيـا أبـي الزهْـراءِ شافِيَـةٍ = إلّاكَ يـــا سَـنَــدي فـامْـنُـنْ بـرُؤيَـتِــهِ

2. قصيدة ( عشقتها )
:
عشقتها يا لائمي في هواها والهـوى قـدَرُ = اَللوْمُ أعْذرَنـي والعُـرْفُ والفِطَـرُ
وتُمْعِنُ اللوْمَ عَنْك النفْسُ شـارِدَةٌ = ويُمْعِنُ الحـبُّ والأحْشـاءُ تُعْتصَـرُ
أمَا رأيْت جُيُوشَ الحُسْـنِ تأسِرنـي = اَلمَيْسُ والـدَّلُّ والأهْـدابُ والحَـورُ
يا أيُّها التيهُ فـي عَيْنَـيْ مُتيِّمتِـي = أصْميتَ قلبـي ولا منْجـى ولا وَزَرُ
عيْنانِ بَوَّابَتـا الإلهـامِ فـي قمَـرٍ = يَتيـهُ دونَهُمـا الإعْجـابُ والفِكَـرُ
وتَغرَقُ الدَّهْشَة الحيْرى بِرَوضَتِهـا = ويَشرُدُ السَّمْعُ والأشعـارُوالنظـرُ
تَمْشِي الهُوَيْنى وإعْجَابي يُسَابِقُهـا = وناظِري فـي مآقيهـا لـهُ سَفَـرُ
مَعَابـرٌ نحْـو مجْهُـولٍ مَحاسِنُهـاَ = حِبَالُها المِشْيَةُ الميْسـاءُ والخَفَـرُ
لِسِانُها الضادُ خَمْرٌ تَنْتَشِـي طرَبـاً = لـهُ المسَامِـعُ والأرْوَاحُ والوَتَـرُ
وطَيْفُهَـا مُزْنَـةٌ والوَصْـلُ وَابِلُهـا = وأيْكَة العِشق ريَّـى غصْنهـا نضِـرُ
تغْنى بِفـرْدَوْسِ قَلبـي لا تُفارقُـهُ = أنا لها مِثْلُ أفْقٍ وَهْـيَ لـي قَمَـرُ
آوَيْتُ طِفْلَ الهوى في خافِقي زَمَنـاً = واليَوْمَ أضْحى الهَوَى فَحْلا لهُ بَطـرُ
ولَّيْتُ وجْهَ غرامي شطْـرَ قِبْلتهـا = يحُجُّها في الهـوى قلبـي ويَعْتمِـرُِ
ويْلي وسَعْدي بها ، قدْ جَاسَ كَوْثرُها = خِلالَ رُوحي فهَل يُبْقي وهَل يـذرُ؟
حَسْناءُ فاتِنَتِـي تسْعَـى بِـلا قَـدَمٍ = خالٌ على وَجْنَةِ التاريـخ لا فخَـرُ
فَرْعاءُ نَجْلاءُ والمِزمارُ في فمِهـا = في وصْلِها أَرَبٌ في بُعْدهـا الكَـدَرُ
وجذعُها مسْتقيمٌ غيْـرُ ذي عِـوَجٍ = وفرْعُها مُغدِقٌ داني الجنـا خضِـرُ
عَشِقْتها واحَتي الفيْحـاءَ لا كَـذبٌ = والعِشقُ سوْسَنةٌ في القلبِ تزْدهِـرُ
عُيونُ تِلك التِي أهْوى تُخاطِبُنـي: = "ظفرْتَ بالحُسْنِ فَلْيَهْنَأ لك الظَّفَـرُ"

3. قصيدة ( تشرنقت الأخلاق ):
فــــــؤادي إذا لــــــم تـنـفــجــرْ ولــســانــي = لــحـــال ضـحــايــا الـــغـــدر فـلـتـدَعَـانــي
ومـــــا نــفـــعُ قـــلـــب بــــــاردٍ ومَقَاوِلٍ = يَـلُــذْنَ بـرُكْــنِ الـصـمـت وقـــت بــيــان
فيـا مِـذوَدي أعْـدِدْ سهامـك للـعـدى = ويـــــا خـافــقــي قُــدْنـــي بـغــيــر توانِ
إذا المجـد نـادى مَـنْ وقـودي وشعلـتـي = ومَـنْ يفتـدي ، خِـلـتُ الـنـداءَ عنـانـي
يـعــز عـلــى مـثـلـي الـسـكـوت وأمــتــي= تـــــبـــــادُ بــتــدبـــيـــر بـــغــــيــــر طـــــعــــــانِ
طعينـا بسهـم الـغـم أمـسـي وأغـتـدي = تــمــزقــنـــي الـــبـــلـــوى بـــغـــيـــر ســـــنـــــانِ
وتستهـلـك الأكــدار حـلــو سـعـادتـي = ويـقـتــاتــنــي حــــــــزنٌ بــقــلــبـــيَ غـــــــــانِ
حـزيــن وحـــادي الأمــــة الــيــومَ فُــرقــة = وجـــهْـــلٌ وخــــــذلانٌ وحــــــب قـــيــــانِ
فـــمَــــنْ مــبــلـــغُ الأرزاءِ عـــنــــي تــحــيـــةً = فــــقــــد عــرّفــتــنــي دائــــــــرات زمــــانـــــي
ومَـــــنْ مـبــلــغٌ عــنـــي الـقـتـيــل رســالـــةً = يــنـــوء بــمـــا فـيــهــا شَـــغـــاف جــنــانــي
ومــــا لــــيَ لا أبــكــي رجــــالا ونــســوةً = قـضــوا فـــي سـبـيـل الـمـجـد دون هــــوانِ
ومـــا لـــيَ لا أهـجــو سـجـونـا حـقـيـرةً = بـــهـــن عـفــيــفــات الــنــفـــوس عـــــــوانِ
إذا ما ذكرت القـوم جـادتْ قرائحـي = وبـــــات جـمــيــل الــمـــدح قــيـــد بــنــانــي
رجـــال ونـــابُ الـغــدر مـــزّق شـمـلـهـمْ = أبـــوا أن يطـيـعـوا الـدهــرَ أمـــرَ جـبــانِ
تـنــادَواْ إلــــى شــــأوٍ وكــــل سـلاحـهــمْ = صــــمـــــودٌ وإيــــمـــــان ورفـــــــــع بــــنـــــانِ
هـــتـــافٌ وشــــــارات بـــأيـــدٍ وضــيــئـــةٍ = وبــــنـــــدٌ لـــمـــجـــدٍ بـــــــــاديَ الــخــفـــقـــانِ
ولا عـيــب فـيـهـم غـيــر أن نـفـوسـهـمْ = شِـــدادٌ عـلــى الأعــــداء غــيــر حــــوانِ
ونـالـوا ثـمـار القـلـب والـكــونُ شـاهــدٌ = ورامــــــوا بـــلـــوغ الــمــجــد بـــيـــن قـــنــــانِ
أصــارهـــمُ الــخـــذلان والــغـــدرُ غــايـــةً = لـــكــــل عــمــيـــل حـــاقــــدٍ و مــــهــــانِ
فأمسـوا ضحايـا الحـرق والقتـلِ فجـأةً = وحـــفَّ جـنــاة الـظـلـمِ طــيــفُ أمــــانِ
تشَرْنقتِ الأخلاق في الصمت ليْتها = صحـتْ مـنْ كـراهـا قـبـل فــوْتِ أوانِ
ومهمـا فشـا فـي النـاس ظلـمُ جناتـهـمْ = سيـبـقـى قـبــولُ الـظـلــم أقــبــحَ جــــانِ

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-17-2014, 09:31 AM
المشاركة 202
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سيد قطب
هو نابغة العصر في الفكر و الشعر و الأدب سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم بن حسين الشاذلي ، ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية " قها" الواقعة في محافظة أسيوط و قيل في قرية ( موشة) بأسيوط ، في السادس و قيل في التاسع من أكتوبر عام 1906 ميلادي .
تلقّى دراسته الابتدائية في قريته. في سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي. ثم التحق بتجهيزية دار العلوم.
في سنة 1932 م حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة.ابتعث لأمريكا لمدة سنتين ليعود في عام 1950 م .
عين في وزارة المعارف بوظيفة "مراقب مساعد" بمكتب وزير المعارف آنذاك ـ إسماعيل القباني ـ، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية.
وقبل مجلس ثورة يوليو الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقال السيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء "الإخوان المسلمين". وحكم عليه بالسجن لمدة (15) سنة. ولكن الرئيس العراقي عبد السلام عارف تدخّل لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964.
وفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر واستلام الاخوان المسلمين الحكم في مصر.
وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966) قبل أن يتدخّل الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود .



لسيد قطب علاقة وثيقة مع الصحف والمجلات. فقد بدأ بنشر نتاجه وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره. وقد نشر أولى مقالاته في صحيفة "البلاغ" و"الحياة الجديدة" و"الأسبوع" و"الأهرام" و"الجهاد".
وكان السيد قطب غزير الإنتاج، يكتب المقالات الأدبية والنقدية والتربوية والاجتماعية والسياسية.
ففي المجلات كتب في "الكاتب المصري" و"الكتاب" و"الوادي" و"الشؤون الاجتماعية" و"الأديب" و"الرسالة" و"الثقافة" و"دار العلوم" وغيرها. وقد اشرف على مجلتي "الفكر الجديد" و"العالم العربي"، كما اشرف على مجلة "الإخوان" التي لاحقتها السلطات وفرضت عليها الرقابة دون غيرها من الصحف وأوقفتها عن الصدور في 5 / 8 / 1954.
وبسبب نشاطه الإخواني أغلقت كثير من الصحف أبوابها بوجه إبداعه فكتب يشكو أن الصحف المصرية ـ إلا النادر القليل منها ـ هي مؤسسات دولية، لا مصرية ولا عربية، مؤسسات تساهم فيها أقلام المخابرات البريطانية والفرنسية والمصرية والعربية أخيراً.
وفي موقع آخر كتب ليعرّف الجمهور الكادح الفقير انه ليس هو الذي يموّل الجريدة بقروشه...:
"تعتمد هذه الصحف على إعلانات تملكها شركات رأسمالية ضخمة، وتخدم بدورها المؤسسات الرأسمالية.. وتعتمد ثانيا على المصروفات السرية المؤقتة أو الدائمة التي تدفعها الوزارات لصحافتها الحزبية أو للصحف التي تريد شراءها أو ضمان حيادها.. وتعتمد ثالثا على المصروفات السرية لأقلام المخابرات الدولية وبخاصة إنكلترا وأمريكا..".


سيد قطب أديب له مكانته في عالم الأدب والنقد وله علاقات مع عدة أدباء منهم طه حسين وأحمد حسن الزيات وتوفيق الحكيم ويحيى حقي ومحمود تيمور ونجيب محفوظ وغيرهم.
ولكن علاقته المميزة كانت مع عباس محمود العقاد. وهو أستاذ سيد قطب واثّر كثيراً على مسار تفكير سيد قطب الأدبي والنقدي والحزبي.
كان سيد قطب يكتب عن جميع كتب العقاد ويمدحه ويشير إلى عبقرية الرجل واعتبره شاعر العالم أجمع. لكنه في سنة 1948 خرج نهائياً من مدرسة العقاد. وكان سيد قطب قد دفع الثمن غالياً بسبب دفاعه المستميت عن العقاد وأدبه من قبل الصحف الوفدية (بعد خروجهما من الحزب) والمسؤولين في وزارة المعارف.

كما أشرت سابقاً، انضمّ سيد قطب إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين - نسبة إلى سعد زغلول - لكنه ملّ من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلاً:
"لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله".
منذ سنة 1953 انضم سيسد قطب عمليا لحركة الإخوان المسلمين وكلّفه الإخوان بتحرير لسان حالهم جريدة "الإخوان المسلمين" وإلقاء أحاديث ومحاضرات إسلامية. كما مثّل الإخوان خارج مصر في سوريا والأردن اللتين منع من دخولهما، ثم القدس.

مما لا شك فيه انه كان للإخوان المسلمين تنظيم قوي قبيل قيام الثورة، وأنهم لم يكونوا بمعزل عن الأمور والتطورات في مصر، وان تنظيمهم الفكري والاجتماعي والسياسي كان أكثر نضوجاً من تنظيم الضباط الأحرار. زد على ذلك أن بعض الضباط الإسلاميين كانوا شركاء حقيقيين مع الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر، وزد عليه محاولة محمد نجيب الرئيس الأول لمصر بعد الجلاء البريطاني التقرب من الإخوان المسلمين من اجل احتواء قوتهم. لكن مطلبه هذا كلفه العزل من منصبه وفرض الإقامة الجبرية عليه، حتى جاء السادات وفكّ أسره المنزلي.
وتروي لنا بعض المصادر الشحيحة إن الضباط الأحرار قبيل الثورة كانوا يتشاورون مع سيد قطب حول الثورة وأسس نجاحها. والذي يؤكّد ذلك انه تم تعيينه من قبل قيادة الثورة مستشاراً للثورة في أمور داخلية وأوكلت له مهمة تغيير مناهج التعليم التي عُمِل بها في مصر، والتي أكل الدهر عليها وشرب.
كما أن لا أحد ينكر قيمة المقالات التي نشرها سيد قطب والتي دعا فيها الشعب المصري للخروج على سياسة القهر والرجعية المصرية.
وقد حاول سيد قطب التوفيق بين عبد الناصر والإخوان. وانحاز سيد قطب إلى الإخوان ورفض جميع المناصب التي عرضها عليه عبد الناصر مثل وزير المعارف، ومدير سلطة الإذاعة ...
تم إلقاء القبض على سيد قطب وزجّه في السجن فرأى أهوال التعذيب من قبل المحققين. وكان قد قتل من جراء التعذيب عدد من أعضاء تنظيم الإخوان.
وكان سيد قطب جريئاً أثناء محاكمته القصيرة، والتي منع محامون أجانب وممثلو هيئات الدفاع عن حقوق السجين من المرافعة عنه فيها، وعن باقي أعضاء التنظيم.
وفي ليلة تنفيذ الحكم، طلب منه أن يقبل بالمساومة والاعتذار ، أو أن يكتب سطراً واحداً يطلب فيه الرحمة من الرئيس جمال عبد الناصر فرفض. وفي نفس الوقت حاول ملك السعودية التوسط لدى عبد الناصر بالعدول عن إعدام سيد قطب، ولكن عبد الناصر رفض.
وقد أعدم سيد قطب في فجر يوم 29 / 8 / 1966ميلادي ، وقد ضرب الأمن المصري طوقاً أميناً كبيرا على القاهرة حين و بعد إعدامه و دفن سراً في إحدى مدافن القاهرة فلا يعلم قبره .


و الناس في سيد قطب ثلاثة أصناف:
صنف يرفعه فوق منزلته و لا يقبل النقد لأعماله ، و صنف يقدح فيه و يعد عليه هفواته ، و صنف ثالث وسط عدل _ أسأل الله أن أكون منهم !_ يعطونه حقه و يذكرون ما له و ما عليه تحت شعار من ذا الذي لا يخطيء من البشر، فأقول:
سيد قطب مدرسة فكرية و أدبية لا نظير لها في العصر الحديث فقد كان صحفيا و شاعرا و ناقدا و منظرا كبيرا استفاد من أستاذه الكبير عميد الأدب الحديث عباس بن محمود العقاد فاستقام بيانه و طاب أسلوبه فجاء كما يشتهي الأدباء ، و كتبه شواهد على عظمة ثقافته و كبير موهبته التي وهبها الله له .
و يبقى أن اشير إلي أن سيد قطب وقع في تفسيره في أخطاء في مسائل معروفة كمسائل العرش وإنكاره السحر وتفسير صفات الله فقد تأولها تأوّل الأشاعرة ، فسيد قطب كأديب لا نظير له و من قرأ الظلال سيعلم من هو سيد قطب في الأدب العربي فيأخذ أدبه و لا يعتمد على قوله في مسائل العقيدة فسيد قطب ليس بفقيه ولا بمحدث.

ترك سيد قطب رحمه الله تعالى ميراثاً أدبيا كبيرا منه:
_ كتاب ( الظلال في تفسير القرآن).
_ كتاب ( معالم في الطريق)
_ كتاب ( المستقبل لهذا الدين)
- ديوان شعر.
- كتاب ( كتب و شخصيات)
- كتاب ( التصوير الفني في القرآن)
- كتاب ( خصائص التصور الإسلامي و مقوماته)


من أقواله:
(
فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولا سلطانًا، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد لها أعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة، وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها، وكرامتها، وعزتها، وحريتها".
  • ويوم تنفيذ الإعدام، وبعد أن وضع على كرسي المشنقة عرضوا عليه أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه، فقال: "لن أعتذر عن العمل مع الله". ثم قال: "إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية". فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال: "لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل". )




من أشعاره :
1. قصيدة

تطيفُ بنفسي وهيَ وسنانةٌ سكرى= هواتفُ في الأعماق ساريةٌ تترى
هواتفُ قد حجّبنَ ؛ يسرينَ خفية= هوامسُ لم يكشفنَ في لحظة ستراً !
ويعمُرنَ من نفسي المجاهل والدجى= ويجنبن من نفسي المعالم والجهرا
فيهنّ من يوحينَ للنفس بالرضـا= وفيهن من يلهمنها السخط والنكرا
ومن بين هاتيك الهواتف ما اسمهُ= حنينٌ ، ومنهنّ التشوق والذكرى
أهبن بنفسي في خفوتٍ وروعةٍ= وسرنً بهمس ، وهي مأخوذة سكرى
سواحر تقفوهنّ نفسي ولا ترى= من الأمر إلا ما أردنَ لها أمرا
إلى الشـاطئ المجهول والعالم الذي= حننتُ لمرآهُ ؛ إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لا تدري .. إلى حيثُ لا ترى= معالم للأزمان والكون تستقرا
إلى حيث " لا حيث " تميز حدوده != إلى حيث تنسى الناس والكون والدهرا
وتشعر أن ( الجزء ) و ( الكل ) واحد= وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا ( أمس ) وليس هنا ( غد )= ولا ( اليوم ) فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا ( غير ) وليس هنا ( أنا )= هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا
خلعتُ قيودي وانطلقتُ محلقاً= وبي نشوة الجبار يستلهم الظفرا
أهوّم في هذا الخلود وأرتـقي= وأسلك في مسراهُ كالطيف إذ أسرى
وأكشف فيه عالما بعد عالم= عجائب ما زالت ممنعة بكراً
لقد حجب العقل الذي نستشيرهُ= حقائق جلت عن حقائقنا الصغرى
هنا عالم الأرواح فلنخلع الحجا= فننعم فيه الخلد ، والحب ، والسحرا

2. قصيدة ( إهداء) في مقدمة ديوانه :
" أخي " ذلك اللفظ الذي في حروفهِ =رموز ، وألغـازٌ ، لشتى العواطفِ
" أخي " ذلك اللحن الذي في رنينهِ =ترانيمُ إخـلاص ، وريا تآلـــف
" أخي " أنتَ نفسي حينما أنت صورة =لآمـاليَ القصـوى التي لم تشارف
تمنيتُ ما أعيـا المقاديرُ ، إنّمــا =وجدتكَ رمزاً للأمـاني الصوادف
فأنتَ عزائـي في حياة قصيــرةٍ =وأنتَ امتدادي في الحياة وخالفي
تخذتكَ لي ابناً ، ثم خدناً ، فيا تـرى =أعيشُ لألقى منكَ إحسـاس عاطف ؟
على أيما حالٍ أراكَ مخلّـــدي =وباعث أيامي العِــذاب السوالفِ
فدونكَ أشعـاري التي قد نظمتها =لتبقى على الأيـام رمزَ عواطفي .

- له موشح ( الماضي) :
شبحُ الماضي وما الماضي سوى = بعضُ نفسي قد تولاه العدم
يتراءى كلَّما شطَّ النَّوى = فإذا الذكرى شجون و ألم

و إذا الكامن في نفسيَ ثار - جائشاً مضطرما - كالجحيم

كلَّما أقبل يومٌ و مضى = أوغَلَ الماضي بمجهول سحيق
ذاهباً عني كبرقٍ أوْمضا = ثمَّ دوَّى بعده الصَّمتُ العميق

و هو صمتُ تحته صخبٌ مثار - و حنينٌ أضْرما - و وَجُوم

آهِ لو مُلكت تصريف الزَّمن = كيفما أهوى و أنَّى أرغبُ
لرجعت الدهر للماضي إذن = فإذا بي حيثُ كُنَّا نلعب ُ

و رفاقٌ لَيِّنو العودِ صغار - ليس تدري الألما - و الهموم

زهراتٌ ناضِرات باسماتٌ = تلمحُ الغِبْطةَ فيها و الرضا
مرحاتٌ مشرقاتٌ لاهياتٌ = لا ترى في الكون إلاَّ ما تشاء

فهو روض زاهرٌ داني الثِّمار - و هي نورٌ قد نما - في الكروم

نتساقى الودَّ من غير انتباه = فإإذا العيش سرور و فَرح
و إذا الكونُ و فيه حياهُ = تتبدَّى في نشاطٍ و مرح


تلك أيَّام ٌ طويلاتٌ قصار - في زَمانٍ بَسَمَا - و نعيم

أينَ مِنِّي ذلك العهد الوسيم = أينَ مني بعضُ أيَّام الصِّغَر
إنَّها مرَّتْ كما يهفو النَّسيم = فيحيي و يحييه الزَّهَر

ذهب الماضي و أعيا الانتظار - و هو يعدو قُـدُما - كالظَّـليم ***

ايُّها الماضي رُويداً في خُطاك = فَعَلامَ اليومَ تمضي مُسْرعا
إيهِ مهْلاً حَسْبُنا طول َ نَواكْ = و بحسبي منك أنْ لنْ ترجعا

لَجَّتِ الذِّكرى و لمْ يبقَ اصطبار - و ستغدو عَدما - لا يدوم

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-23-2014, 11:50 AM
المشاركة 203
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخطل الصغير
هو بشارة بن عبدالله الخوري، و الأخطل الصغير لقبه تأسياً بالشاعر الأموي غياث بن غوث التغلبي الملقب بالأخطل قرين جرير و الفرزدق ،و اختار هذا اللقب لأن كلاً من بشارة الخوري و الأخطل نصارى يعبدون الصليب ، و بشارة شاعر و وشاح من أشهر شعراء العرب في العصر الحديث. ولد في مدينة بيروت عام 1303 هجري و الموافق لعام 1885 ميلادي ، وتوفي فيها بتاريخ 1388 هجري و الموافق لـ 31 يوليو 1968 ميلادي ، وأصل أسرته من قرية أهمج (قضاء جبيل)، وكان بشارة أصغر أخوته السبعة. والده عبد الله كان يمارس الطب على الطريقة العربية، وأمه حلا نعيم تنتمي إلى أسرة بيروتية عريقة. تلقى بشارة علومه بادئ الأمر في المدرسة الإكليركية الأرثوذكسية ثم انتقل بعد أربع سنوات إلى مدرسة الحكمة فدرس فيها ثلاث سنوات، وفيها بدأت موهبته تتفتح فكان من المتفوقين. وتعرّف في هذه الحقبة جبران خليل جبران، ثم انتقل إلى مدرسة المزار في غزير فمدرسة الأخوة (الفرير) في بيروت. فأتقن اللغة الفرنسية إضافة إلى لغته العربية، وبعدئذ توقف عن الدراسة.
آنس بشارة في نفسه ميلاً إلى الصحافة، فأخذ يتردد على جريدة «المصباح» الأسبوعية، ومنذ عام 1906 أخذ ينشر فيها باكورة أشعاره.
في سنة 1908م أعلن الدستور العثماني الذي توسّم الناس فيه الخير، فأصدر الشاعر جريدة سمّاها «البرق». وتحولت إدارة الجريدة إلى منتدى يضم كبار الأدباء والشعراء ورجال الفكر، وانطلقت الجريدة تناصر حركات التحرر وقضايا الشعوب. ولما طغى الاستبداد التركي في بلاد الشام في عهد جمال السفاح انبرى الشاعر يناهض في جريدته الحكام المستبدّين ويندد بسياستهم الجائرة وظلمهم وإدارتهم السيئة. فعرّض نفسه بذلك لسخط الحكام ومضايقتهم حتى لقد تعرض سنة 1910 إلى محاولة لاغتياله.
ولما نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 عمدت الدولة التركية إلى كمّ الأفواه وفرضت الرقابة على الصحف، فاضطر بشارة أواخر عام 1914 إلى إغلاق جريدته ولكنه تابع نشاطه السياسي خفية، حتى إن اسمه ورد في لائحة المغضوب عليهم من قبل الحكومة التركية، فاضطّر إلى التواري في منزل صديقه خليل فاضل حيث تعرّف ابنته أديل التي أصبحت زوجته فيما بعد.
وفي عام 1916 حينما أشاع الحلفاء أنهم سيعملون لنيل الأمة العربية استقلالها واستعادة مكانتها تحركت عواطف الشاعر الوطنية. ولكن خوفه من بطش الحكام الأتراك حمله على اتخاذ لقب «الأخطل الصغير»، وأخذ ينشر مقالاته بهذا التوقيع. ويحدّثنا الشاعر عن سبب اتخاذه هذا اللقب فيقول: «كانت الحرب العالمية الأولى، ثم كان عهد «جمال» في سورية ولبنان، وهو عهد النفي والمشنقة، بل عهد الإرهاب بجميع أسبابه وأنواعه. وانطوت الأعوام بعد الشهور على حالات شتى من البؤس، ومفاجآت مفعمة بالمخاوف، حتى كان تموز من عام 1916، فإذا أنا مطمئن قليلاً إلى نفسي، آنس كثيراً بكتبي بعد طويل وحشة وأليم غربة، ولقد كنت وسائر الناس خلال ذلك نتنسّم الأخبار من البادية حيناً ومن البحر حيناً آخر ولا ندري أيدركنا السلم وفينا رمق من الحياة.
وكانت الفكرة السائدة أن الحلفاء سيبعثون الإمبراطورية العربية، وكانت الحاجة الماسّة إلى إثارة الخواطر في البلاد تعجيلاً ليوم الخلاص، وهو كل أمنية البلاد العربية في ذلك العهد.
ولم يكن ليجرؤ واحدنا ولو في الحلم أن يرسل كلمة في سبيل النهضة، ولو همساً، فكيف به إذا هو شاء أن يرسل في ذلك السبيل قصيدة يترجّع صداها.
وكان يعجبني من الأخطل خفّة روحه وإبداعه في اصطياد المعاني يقودها ذليلة إلى فصيح مبانيه. وفوق ذلك فقد كان الشاعر المسيحي الفذّ تتفتح له أبواب الخلائف، يملؤها لذة وطرباً وإِدلالاً، بل يملؤها ذلك الشرف الذي لا يبلى، والمجد الذي لا يفنى.
فرأيت وأنا أدعو للدولة العربية، وموقفي منها موقف الأخطل من دولة بني مروان، أن أدلّ على حقيقة الشاعر المتنكّر، فلم أر «كالأخطل الصغير» أوقّع به ما كانت تقطره القريحة المتألّمة من شعر لم يبق لي منه إلا كبقية الوشم في ظاهرة اليد».
ولّما وضعت الحرب أوزارها عام 1918 عاود الشاعر إصدار جريدته ولكنه جعلها أسبوعية. وفي هذه المرحلة يحسّ بالاطمئنان والاستقرار النفسي فيتزوج سنة 1920 من أديل فاضل.
وإبّان الانتداب الفرنسي أخذ الشاعر ينظم قصائد يبث فيها عواطفه الوطنية، وعلى أنه اضطّر إلى مهادنة المستعمر الفرنسي.
وفي تموز عام 1925 رشّح نفسه للانتخابات النيابية ولكنه خسر المعركة. وفي العام نفسه انتخب نقيباً للصحفيين اللبنانيين.
وفي عام 1930 عُيّن رئيساً لبلدية برج حمّود، ثم تعرّضت جريدته للإغلاق سنة 1932. وفي العام نفسه انتخب عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي بدمشق. وفي عام 1946 عُين مستشاراً فنياً للغة العربية في وزارة التربية الوطنية ببيروت.
وفي عام 1953 صدر ديوانه «الهوى والشباب». وفي سنة 1961 أقام أصدقاؤه والمعجبون به حفلاً تكريمياً له في قصر الأونيسكو ببيروت ونودي بلقب «أمير الشعراء». توفي بشارة في بيروت في منزله بالدورة.

آثاره:
- ديوان الهوى والشباب عام 1953 م.
- ديوان شعر الأخطل الصغير عام 1961 م .
_ أنشأ حزبا سياسيا عرف باسم حزب الشبيبة اللبنانية، وانتخب رئيساً لبلدية برج حمودعام 1930 م.

غنى لها كثير من مطربي العرب منهم: فريد الأطرش اللبناني و قيروز اللبنانية و وديع الصافي اللبناني و و عبدرب الرسول اليمني و محمد عبدالوهاب المصري.

و ينعته المتعصبون له بـ ( أمير الشعراء) و هذا اللقب لا يكون إلا لأمير الشعر العربي أحمد شوقي المصري لعدة أمور منها:
أولا:أن اللقب لا يجوز منحه مرتين، حتى لا تصبح الألقاب نهب الناهبين .
ثانيا: بشارة أرتضى لنفسه لقب الأخطل الصغير و لم ينازعه في ه احد.
ثالثا: لا يستحق الخوري لقب أمير الشعراء و في شعره هنات و زلات عروضية، لا تقلل من جميل ابداعه و لكنها لا ترفعه لمستوى ينازع أحمد شوقي الأمارة.
من شعره:
1. قصيدة ( أتت هند تشكو إلي أمها ):

أتت هند تشكو إلى أمها
فسبحان من جمع النيرين
فقالت لها إن هذا الضحى
أتاني وقبلني قبلتين
وفر فلما رآني الدجى
حباني من شعره خصلتين
وما خاف يا أمي بل ضمني
وألقى على مبسمي نجمتين
وذوب من لونه سائلاً
وكحلني منه في المقلتين
وجئت إلى الروض عند الصباح
لأحجب نفسي عن كل عين
وكان الغصن على رأسه وردتان
فقدم لي تلك الوردتين
وخفت من الغصن إذ تمتمت
بأذني أوراقه كلمتين
فرحت إلى البحر لأتبرد
فحملني ويحه موجتين
هو البحر يا أم كم من فتى
غريق وكم من فتى بين بين
فها أنا أشكو إليك الجميع
فباالله يا أم ماذا ترين
فقالت وقد ضحكت أمها
و ماست من العجب في بردتين
عرفتهم واحداً واحداً
وذقت الذي ذقتيه مرتين

2. قصيدة ( يا عاقد الحاجبين):
يـاعاقد الـحاجبين =على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي =قـتلتني مـرتين
مـاذا يـريبك مني =ومـاهممت بـشين
أصُـفرةٌ في جبيني = أم رعشة في اليدين
تَـمر قـفز غزالٍ = بين الرصيف وبيني
وما نصبت شباكي = ولا أذنت لـعيني
تـبدو كأن لاتراني =ومـلء عينك عيني
ومـثل فعلك فعلي = ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني = حـياً سوى رمقين
صبرت حتى براني = وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني = وليس هـذا بهين
أخاف تدعو القوافي = عليك في المشرقين

3.قصيدة ( عش أنت إني مت بعدك ):
عش أنت أني مت بعدك = وأطل إلى ماشئت صدك
كانت بقايا للغرام بمهجتي = فختمت بعدك
مـاكان ضرك لو عدلتَ = أمـا رأت عيناك قدك
وجـعلت من جفنيَّ= متكأً ومـن عـيني مـهدك
ورفعت بي عرش الهوى = ورفعت فوق العرش بندك
وأعـدت للشعراء سـيْـ =ـيــــدهم ولـلـعـشاق عـبـدك
أغـضاضه ياروض إن = أنا شاقني فشممت وردك
أنقى من الفجر الضحو= ك فـهل أعرت الفجر خدك
وأرق مـن طبع النسيـــ=ـــم فـهل خلعت عليه بردك
وألـذ مـن كأس النديـــ=ـــم فهل أبحت الكأس شهدك
وحياة عينك وهي عــنـــ=ــدي مـثلما الأيـمان عندك
مـاقلب أمك إن تفا= رقها ولــم تـبـلغ أشـدك
فـهوت عليك بصدرها = يـوم الـفراق لتستردك
بـأشد مـن خفقان قلبــ=ـيَ يـوم قيل:خفرت عهدك.

4. قصيدة ( آه يا هند لو تدرين) و قام بمعرضته كثير من الشعراء من مثل الشاعر القروي و ندره حداد:



يتبع إن شاء الله قريباً!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-23-2014, 11:53 AM
المشاركة 204
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سعيد يعقوب
هو سعيد بن أحمد بن خالد يعقوب، شاعر أردني ولد في مدينة مادبا بالأردن في الخامس و العشرين من شهر نوفمبر لعام 1967 ميلادي ،يحمل درجة البكالوريوس في اللغة العربية و يعمل معلما لمادة اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ، اشتغل بالتدريس في الأمارات العربية المتحدة و في السعودية و في الأردن.

أصدر سعيد يعقوب جملة من الدواوين هي :
1. العلائيات /صدر عام 1985 - 1
2. الدرّ الثمين / صدر عام 2007 -2
3- في هيكل الأشواق/صدر عام 2008/بدعم من وزارة الثقافة
4 عبير الشهداء/صدرعام 2009/ بدعم من أمانة عمَّان
رنيم الرُّوح / صدر عام 2010 بدعم من وزارة الثقافة-5
6- قسمات عربيَّة صدر عن دار الينابيع عام 2011
7- ندى الياسمين 2011 ضمن إصدارات معان مدينة الثقافة الأردنية
8ـ رعود وورود 2012 ضمن إصدارات مادبا مدينة الثقافة الأردنية
9ـ أنداء وأنواء 2013 ضمن إصدارت عجلون مدينة الثقافة الأردنية
10ـ أعذاق 2013 بدعم اتحاد الكتاب والادباء الأردنيين /دار يافا ـ عمان
11ـ أعلاق 2013 بدعم مديرية ثقافة أمانة عمان الكبرى .


نشاطه :

- عضو اتّحاد الكتّاب والأدباء الأردنيّين/ رئيس لجنة الشِّعر .
- عضو أسرة أدباء المستقبل/عضو الهيئة الإداريَّة/رئيس اللجنة الثَّقافيَّة .
- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميَّة/ عضو لجنة العضويَّة.
- عضو نادي الوحدة /مادبا
- عضو شرف نادي القدس / مادبا
ـ عضو اللجنة العليا لمادبا مدينة الثقافة الأردنية لعام 2013
ـ عضو العديد من الهيئات والمنتديات الثقافية الأخرى
- نشر الكثير من القصائد الشعريّة في الصحف والمجلات المحليّة والعربيّة .
أقام العديد من الأمسيات الشعرية وشارك في الكثير من المهرجانات المحلية والعربية والمناسبات الوطنية والدينيَّة والاجتماعيَّة.


الجوائز الأدبيَّة :
1- جائزة ملتقى بصيرا /الطفيلة عن قصيدة ( عرش القلوب )عام 2007.
2- جائزة أسرة أدباء المستقبل عن قصيدة ( البتراء) عام 2007.
3- جائزة سعيد فياض اللبنانيَّة عن ديوان (في هيكل الأشواق) عام 2007
4- جائزة القوات المسلحة / التوجيه المعنوي في الذكرى الأربعين لمعركة الكراة الخالدة عن قصيدة (عبير الشهداء) عام 2008
5- جائزة مجلة أقلام جديدة عن قصيدة (ضلال) تصدر عن الجامعة الأردنية مسابقة الإبداع الشَّبابي الأوَّل /2010
7- جائزة المعلم الأديب من وزارة التربية/ عن قصيدة (عمان)2011
8ـ جائزة العلامة روكس بن زائد العزيزي عن ديوان رنيم الروح وزارة الثقافة الأردنية /2013
9ـ جائزة أمراء قصيدة السنة 2013/عن قصيدة "هذا مقام محمد " /رابطة شعراء العرب /دبي/الإمارات العربية المتحدة
10- حصل على العديد من شهادات الشُّكر والتَّقدير والدُّروع التَّكريميَّة.

من شعره:
- قصيدة
( عَوْدٌ عَلَى البَدْءِ) :

عَوْدٌ عَلَى البَدْءِ أَمْ بَدْءٌ عَلَى العَوْدِ= وَهَلْ أَنَا مَعَهُمْ أَمْ أَنَّنِيْ وَحْدِي

وَجْدِيْ يُصَوّرُ لِيْ مَا لَيْسَ يُعْقلُ يَا = وَيْليْ لِمَا أصْطَلِيْ مِنْ وَقْدَةِ الوَجْدِ

عِنْدِِيْ مِنَ الشَّوْقِ مَا لَوْ رُحْتُ أَذْكُرُهُ = مَا كُنْتُ أَذْكُرُ إِلَّا عُشْرَ مَا عِنْدي

صُدُّوا فُؤَادِيْ كَمَا شِئْتُمْ أَزِدْ شَغَفَاًً = بِكُُمْ عَلَى كُلِّ مَا أَلْقَى مِنَ الصَدِّ


يتبع إن شاء الله!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-23-2014, 12:38 PM
المشاركة 205
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحسين الحازمي
هو صديقنا أبو أحمد الحسين بن إسماعيل الصلهبي الحازمي شاعر سعودي من مواليد عام 1387هـ بالظبية من قرى منطقة جازان جنوب السعودية يحمل بكالوريوس تاريخ من جامعة الإمام محمد بن سعود فرع أبها عام 1410 هـ ويعمل مدرسا بالمعهد العلمي في صبيا متزوج وله عدد من الأبناء وله نشاط أدبي وثقافي متنوع عضو نادي جازان الأدبي وعضو ملتقى شعراء جازان شارك في العديد من الملتقيات والأمسيات الشعرية، وأشرف على كثير من المنتديات الأدبية على الأكترونية له مجموعات شعرية متنوعة والكثير من المطارحات والمساجلات الشعرية مع عدد كبير من شعراء السعوديين والعرب من مختلف الأقطار العربية على شبكة الأنترنت ، عرفته في منتديات منابر ثقافية في عام 2008 للميلاد، أشرف فترة على قسم الشعر هناك حيث له إلمام كبير بعلوم العربية من نحو و عروض و صرف ، و هو أديب متفنن .


من شعره:
1- قصيدة ( عروج السدر):
عَرُوجَ السِّدْرِ يَا ذِكْرَى مَرَاحِي
وَيَا سلوى فؤادي وَانْشِرَاحِي

وَيَا تَرْنِيمَـةَ الوتـر الْمُعَنَّـى
وَيَا رُوحِي وَرَيْحَانِي وَرَاحِـي

سَكَبْتِ عَلَى حُقُولِ الْقَلْبِ أنسي
فَفَاضَ الأُنْسُ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي

وَطَافَتْ بِالْهَنَـاءِ يَـدُ اللَّيَالِـي
عَلَى مَا كَانَ مِنْ أَمْـرٍ مُتَـاحِ

إِلَى أَنْ عَادَ حُلْوُ الْعَيْشِ مُـرَّاً
وَأَصْبَحَتِ الْمَدَامِعُ فِي انْسِفَاحِ

أَنَا الْبَاكِي وَدَمْعِي فِي قَصِيدِي
وَمَا يُغْنِي بُكَائِي أَوْ صِيَاحِـي

أَنَا الشَّجَنُ الْمُعَتَّقُ فِي الْقَوَافِي
يُسَافِر فِي الْقُلُوبِ بِلا جَنَـاحِ

أَنَا الْمَوَّالُ فِي الأَرْوَاحِ يَهذي
مِنَ الأحزان مَشْبُوبَ النُّـوَاحِ

أَنَا النَّغَمُ الْحَزِيـنُ بِكُـلِّ لَحْنٍ
وَمَا لِي فِي غِنَاءٍ أَوْ صُـدَاحِ

أَنَا الطَّيْـرُ الْمُغَـرِّدُ فِي الْتِيَاعٍ
عَلَى الأَغْصَانِ مِنْ أَلَمِ الْجِرَاحِ

رَأَيْتُكِ يَا عَرُوجَ السِّدْرِ وَلْهَـى
فَفِيمَ الْحُزْنُ يَبْدُو فِي اتِّضَـاحِ

أَمِنْ هَجْرِ الأَهَالِي بَعْدَ وَصْـلٍ
وَمِنْ فَأْسٍ تُغِيـرُ بِـلا مُـزَاحِ

أَمِنْ مَـدِّ الْمَدِينَـةِ فِـي تَحَـدٍّ
وَمِنْ خُطَطِ التَّوَسُّعِ فِي اجْتِيَاحِ

أَمِنْ حَجْزِ السُّيُولِ بِرَفْـعِ سَـدٍّ
تَطَـاوَلَ بِالْحَدِيدِ وَبِالصِّفَـاحِ

فَيُسْلِمُكِ الْجَفَافُ إِلَـى يَبَـاسٍ
وَقَدْ يَدْعُو لِمَـوْتٍ وَانْطِـرَاحِ

كَأَنَّكِ مَا رَفَعْـتِ عِمَـادَ بَيْـتٍ
مِنَ الْخَشَبِ الْجَرِيدِ بِكُلِّ سَـاحِ

فَآهَاً يَا عَـرُوجَ السِّـدْرِ آهَـا
وَوَاهَاً مِـنْ تَنَكُّرِنَـا الْوَقَـاحِ

رَعَاكِ الأَوَّلُونَ فَلَـمْ تُرَاعِـي
وَلا اجْتَاحَتْكِ عَادِيَـةٌ وَمَاحِـي

فَغَادَرَكِ الزَّمَانُ إِلَـى رِعَـاعٍ
تَرَى قَتْلَ الْجَمَالِ مِنَ الْمُبَـاحِ

فَلا حَبَسَ الْمُهَيْمِنُ عَنْكِ قَطْرَاً
وَرَدَّ الْمُفْسِدِينَ إِلـى الصَّـلاحِ

فَإِنِّـي لا أَمِيـلُ إِلَـى حَيَـاةٍ
بِغَيْرِ الرِّيفِ مَمْـدُودِ الْوِشَـاحِ

2_ قصيدة ( جلجة الأسى) :
أنا رغمَ جلجلةِ الأسى المِلحَاحِ
يا بدرُ لم يدر الورى بِنُواحي

يا بدرُ ليسَ سِوى الجمالِ بِخَافقي
شجني الحرونُ ومعزفي وصُداحي

نجواهُ أجنحةُ اليمامِ تَطُوفُ بي
فوق السَّحابِ بِغُدوتي ورواحي

هدهدتُ رغمَ الحزنِ فيه مشاعري
وملأتُه من صبوتي ومَرَاحي

وسفحتُ في أشجانه من لوْعَتي
وسكبتُ في موَّالِه أتراحي

وسخرتُ من دنياي كيف أبثُّها
وجعي وما في القلب غيرُ جراح

وأنا الذي نظمَ الجراحَ جواهراً
وعزفتُ بالشكوى أسى الأرواحِ

آمنتُ بالأقدارِ في جرَيَانِها
ما كنت في حكم القضا باللاحي

أسلمتُ أمريَ للإلهِ فما أنا
في الكونِ إلا ذرَّةٌ بِرِيَاحِ

إنْ مِتُّ مِتُّ وفي شفاهيَ بسمةٌ
وإذا حيِيتُ ففي رِضَا وسَمَاح

أنا في رِحَابِ الله مهجةُ ناسكٍ
يقْظَى تفوحُ بعطرِهَا الفوَّاحِ

_ قصيدة ( عذرا دمشق):
عذرا دمشق

عُذْرَاً دِمَشْقُ إِذَا مَا خَانَنِـي زَجَـلِي
لا يَنْفَعُ الْقَوْلُ مِهْـذَارَاً بِلا عَمَلِ

خَجْلَى حُرُوفِي وَوَجْهُ الشِّعْرِ مُنْتَقِبٌ
فَلَمْ يَعُدْ كَنُجُـومِ الأُفْقِ يَبْسُمُ لِي

عُذْرَاً فَمَـا فِي ضَمِيرِ الْعُرْبِ قَافِيَـةٌ
تَبْكِي مُصَابَكِ عِنْدَ الْحَادِثِ الْجَلَلِ

تَهَـدَّمَ الشِّعْـرُ وَانْثَـلَّتْ دَعَائِمُـهُ
وَأَضْحَتِ اللُّغَةُ الْفُصْحَى بِلا جُمَلِ

مَا قِيمَةُ الْحَرْفِ لَوْ سَحَّتْ مَوَاطِرُهُ
من التَّأسُّفِ أَوْ جَفَّتْ مِنَ الْخَجَلِ

وَلِلشِّكَايَـاتِ نَـارٌ خَلْفَ أَضْـلُعِنَا
وَنَحْنُ فِيهَـا بِلا حَـوْلٍ وَلا طَوَلِ

لَوْلا تَلَبَّـدَتِ الأَجْـوَاءُ فِي سُبُـلٍ
ضَاقَتْ بِنَا عَنْ مَدَاهَا أَوْسَعُ السُّبُلِ

نَأْتِي خِفَافاً وَرِيحُ الْعَاصِفَـاتِ لَظَى
عَلَى جَنَاحَيْنِ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ جَذَلِ

نَفْدِيكِ بِالُّروحِ نَفْدِي دَمْعَةً هَطَلَتْ
مِنْ عَيْنِ أمٍّ وَطِفْـلٍ حَائِـرٍ وَجِلِ

ولا نُبَـالِي بِمَا نَلْقَـاهُ مِنْ عَنَتٍ
دَرْبُ الْجِنَانِ عَلَى شوكٍ مِنَ الأَزَلِ

تَهُونُ عِنْدَكِ يَا فَيْحَـاءُ أَنْفُسُنَـا
لَوْ كَانَ يُجْدِيكِ بَذْلُ الْفَارِسِ الْبَطَلِ

هَيْهَاتَ يَسْكُتُ دَفْقُ الْحُبِّ فِي دَمِنَا
كَلا فَلَيْسَ لَهُ فِي الدَّهْـرِ مِنْ أَجَلِ

الْحُبُّ بَاقٍ ومَـا فِي حُبِّنَـا جَـدَلٌ
حُبُّ الشَّـآمِ لَدَيْنَـا غَيْرُ مُفْتَعَلِ

بِكُـلِّ نَبْضٍ أَحَـاسِيسٌ مُلَوَّعَـةٌ
أَسَىً يُفَجِّرُ دَمْعَ الْحُزْنِ فِي الْمُقَلِ

إِيهٍ دِمَشْقُ فَكَمْ قَـدْ سَامَنَاوَجَـعٌ
يَشُبُّ نَارَاً وفِي الأَحْشَـاءِ لَمْ يزَلِ

تَرَكْتِ فِينَـا جِرَاحَـاتٍ تُمَزِّقُنَـا
عَمْدَاً .. وَجُرْحُكِ فِينَا غَيْرُ مُنْدَمِلِ

هَيَّجْتِ أَشْجَانَنَـا مِنْ حَاكِـمٍ وَقِحٍ
لِصٍّ ، وَشَعْبٍ بِلا حُلْـمٍ وَلا أَمَلِ

فَيَنْثَنِي وَانْبِـلاجُ الصُّبْحِ فِي دَمِهِ
وَلَيْـسَ يَـأْبَـهُ بِالآلامِ والْعِلَـلِ

مِنَ جُرْمِ طَاغِيَـةٍ فَاقَتْ جَرَائِمُـهُ
جُرْمَ الْمُغُولِ عَلَى الأَمْصَارِ وَالدُّوَلِ

مَا زَالَتِ النَّاسُ تَشْكُو مِنْ تَجَبُّـرِهِ
وَاللهُ يَسْطِيعُ دَحْرَ الظُّلْمِ فِي عَجَلِ

إنَّـا لَنَرْقُبُ نَصْرَاً مِنْـهُ مُنْتَظَـرَاً
أَنْعِـمْ بِهِ مِنْ نَصِيرٍ لِلْعِبَـادِ وَلِي

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-02-2014, 01:58 AM
المشاركة 206
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ محمد بن عبدالوهاب
هو مجدد الدين القويم في هذا العصر ، ترجم له الشيخ عبدالعزيز بن باز بقوله:
( ... هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي النجدي ، لقد عرف الناس هذا الإمام ولا سيما علماؤهم ورؤساؤهم وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها ، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول ، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة ، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم ، وبأنه مجدد للإسلام ، وبأنه على هدى ونور من ربه ، وتعدادهم يشق كثيرا ، من جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الأحسائي . فقد كتب عن هذا الشيخ . فأجاد وأفاد وذكر دعوته ، وذكر سيرته وذكر غزواته ، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله واستنباطاته من كتاب الله عز وجل ، ومنهم الشيخ الإمام عثمان بن بشر في كتابه : عنوان المجد ، فقد كتب عن هذا الشيخ ، وعن دعوته ، وعن سيرته ، وعن تاريخ حياته ، وعن غزواته وجهاده ، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه : زعماء الإصلاح ، فقد كتب عنه وأنصفه ، ومنهم الشيخ الكبير مسعود عالم الندوي ، فقد كتب عنه وسماه المصلح المظلوم وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك . وكتب عنه أيضا آخرون ، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني . فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته ، فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها . وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة ، وكتب عنه جمع غفير غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء ، ولأجل كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الإمام وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حاله وما كان عليه من سيرة حسنة ، ودعوة صالحة ، وجهاد صادق وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس ، أو شيء من شك في حاله ودعوته ، وما كان عليه .

ولد هذا الإمام في عام ( 1115 ) هجرية هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه ، وقيل في عام ( 1111 ) هجرية والمعروف الأول أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية .
وتعلم على أبيه في بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه ، وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو مترا تقريبا ، أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب . ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة . وقرأ القرآن مبكرا .
واجتهد في الدراسة ، والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان - وكان فقيها كبيرا وعالما قديرا ، وكان قاضيا في بلدة العيينة - ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف .
ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، فاجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة ، وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت ، وهما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ، أصله من المجمعة ، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض ، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة . هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة . ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف .
ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها ، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم ، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة ، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وناقش وذاكر في ذلك ، وناظر هنالك من العلماء ، واشتهر من مشايخه ، هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي ، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى ، فخرج من أجل ذلك وكان من نيته أن يقصد الشام فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية ، فخرج من البصرة إلى الزبير وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين ثم توجه إلى بلاد حريملاء وذلك ( والله أعلم ) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية ، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هـ أو بعدها ، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء حتى مات والده في عام 1153 هجرية فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه ، وهم بعض السفلة بها أن يفتك به .
وقيل : إن بعضهم تسور عليه الجدار فعلم بهم بعض الناس فهربوا ، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه ، وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء ، ومن جملتهم هؤلاء السفلة الذين يقال لهم : العبيد هناك ، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم وأنه لا يرضى بأفعالهم ، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم ، والحد من شرهم غضبوا وهموا أن يفتكوا به ، فصانه الله وحماه ، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن محمد بن معمر ، فنزل عليه ورحب به الأمير ، وقال : قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك وأظهر له الخير ، والمحبة والموافقة على ما هو عليه ، فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل ، وتوجيه الناس إلى الخير ، والمحبة في الله ، رجالهم ونسائهم ، واشتهر أمره في العيينة وعظم صيته وجاء إليها الناس من القرى المجاورة .
وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان : دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى ، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل ، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد ، وحصل بها الشرك فيجب هدمها ، فقال الأمير عثمان لا مانع من ذلك ، فقال الشيخ : إني أخشى أن يثور لها أهل الجبيلة ، والجبيلة قرية هناك قريبة من القبر ، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة ، ومعهم الشيخ رحمة الله عليه فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها .
فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك ، فباشر الشيخ هدمها لإزالتها فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-02-2014, 02:00 AM
المشاركة 207
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ محمد بن عبدالوهاب (2):
ولنذكر نبذة عن حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه ، وعن أسباب قيامه ، ودعوته :
كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن ، وكان الشرك الأكبر قد نشأ في نجد وانتشر حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار ، والأحجار ، وعبدت الغيران ، وعبد من يدعي بالولاية . وهو من المعتوهين ، وعبد من دون الله أناس يدعون بالولاية ، وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم ، واشتهر في نجد السحرة والكهنة ، وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله ، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها ، وقل القائم لله والناصر لدينه وهكذا في الحرمين الشريفين وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك وبناء القباب على القبور ، ودعاء الأولياء والاستغاثة بهم ، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير ، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى ، ما بين قبر وما بين غار ، وبين شجرة وبين مجذوب ، ومجنون يدعى من دون الله ويستغاث به مع الله ، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم وذبح الذبائح لهم وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم ، وخوف شرهم ، فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس وعدم وجود منكر لذلك وقائم بالدعوة إلى الله في ذلك شمر عن ساعد الجد وصبر على الدعوة وعرف أنه لا بد من جهاد ، وصبر ، وتحمل للأذى . فجد في التعليم والتوجيه والإرشاد وهو في العيينة ، وفي مكاتبة العلماء في ذلك والمذاكرة معهم رجاء أن يقوموا معه في نصرة دين الله ، والمجاهدة في هذا الشرك وهذه الخرافات . فأجاب دعوته كثيرون من علماء نجد وعلماء الحرمين ، وعلماء اليمن ، وغيرهم وكتبوا إليه بالموافقة ، وخالف آخرون وعابوا ما دعا إليه وذموه ونفروا عنه وهم بين أمرين ، ما بين جاهل خرافي لا يعرف دين الله ولا يعرف توحيد الله ، وإنما يعرف ما هو عليه وآباؤه وأجداده من الجهل والضلال والشرك ، والبدع ، والخرافات ، كما قال الله جل وعلا عن أمثال أولئك : { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ }
وطائفة أخرى ممن ينسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا لئلا يقوم العامة : ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟! لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟! فحسدوه وخجلوا من العامة ، وأظهروا العناد للحق إيثارا للعاجل على الآجل ، واقتداء باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة نسأل الله العافية والسلامة .
أما الشيخ فقد صبر وجد في الدعوة وشجعه من شجعه من العلماء والأعيان في داخل الجزيرة ، وفي خارجها ، وعزم على ذلك ، واستعان بربه عز وجل ، وعكف على الكتب النافعة ودرسها وعكف قبل ذلك على كتاب الله ، وكانت له اليد الطولى في تفسير كتاب الله ، والاستنباط منه ، وعكف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه ، وجد في ذلك وتبصر فيه حتى أدرك من ذلك ما أعانه الله به وثبته على الحق فشمر عن ساعد الجد ، وصمم على الدعوة وعلى أن ينشرها بين الناس ويكاتب الأمراء والعلماء في ذلك وليكن في ذلك ما يكون ، فحقق الله له الآمال الطيبة ، ونشر به الدعوة ، وأيد به الحق ، وهيأ الله له أنصارا ومساعدين وأعوانا حتى ظهر دين الله وعلت كلمة الله ، فاستمر الشيخ في الدعوة في العيينة بالتعليم والإرشاد ، ثم شمر عن ساعد الجد إلى العمل وإزالة الشرك بالفعل لما رأى الدعوة لم تؤثر في بعض الناس فباشر الدعوة عمليا ليزيل بيده ما تيسر وما أمكن من آثار الشرك .
فقال الشيخ للأمير عثمان بن معمر : لا بد من هدم هذه القبة على قبر زيد - وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع ، وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية ، فكان ممن قتل هناك وبني على قبره قبة فيما يذكرون ، وقد يكون قبر غيره ، لكنه فيما يذكرون أنه قبره - فوافقه عثمان كما تقدم ، وهدمت القبة بحمد الله وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة ، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة ، وقصد مستقيم ونصر للحق ، وهناك قبور أخرى منها قبر يقال :
إنه قبر ضرار بن الأوزر كانت عليه قبة هدمت أيضا ، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل ، وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا فأزيلت وقضى عليها وحذر الناس عنها .
والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة قولا وعملا كما تقدم ، ثم إن الشيخ أتته امرأة واعترفت عنده بالزنا عدة مرات ، وسأل عن عقلها فقيل : إنها عاقلة ولا بأس بها ، فلما صممت على الاعتراف ، ولم ترجع عن اعترافها ، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة ، أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره حالة كونه قاضيا بالعيينة ، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة وبرجم المرأة وبالدعوة العظيمة إلى الله وهجرة المهاجرين إلى العيينة ، وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان بن عريعر الخالدي أمر الشيخ وأنه يدعو إلى الله وأنه يهدم القباب ، وأنه يقيم الحدود فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ ، لأن من عادة البادية إلا من هدى الله ، الإقدام على الظلم ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال ، وانتهاك الحرمات ، فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره ويزيل سلطان الأمير البدوي ، فكتب إلى عثمان يتوعده ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة ، وقال : إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا ، وكذا!! فإما أن تقتله ، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب ، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير ، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه ، فقال للشيخ : إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا ، وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته ، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت ، فقال له الشيخ : إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا إله إلا الله ، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله ، فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه ، فإن صبرت واستقمت وقبلت هذا الخبر فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره ، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته ، فقال : أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته ، ولا صبر لنا على مخالفته ، فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية ، جاء إليها ماشيا فيما ذكروا حتى وصل إليها في آخر النهار ، وقد خرج من العيينة في أول النهار ماشيا على الأقدام لم يرحله عثمان ، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له : محمد بن سويلم العريني فنزل عليه ، ويقال : إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرض بما رحبت ، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له : أبشر بخير ، وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله ، وسوف يظهره الله ، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد ، ويقال :
إن الذي أخبره به زوجته جاء إليها بعض الصالحين وقال لها : أخبري محمدا بهذا الرجل ، وشجعيه على قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته وكانت امرأة صالحة طيبة ، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له : أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك ، رجل داعية يدعو إلى دين الله ، ويدعو إلى كتاب الله ، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته ، ولا تقف في ذلك أبدا ، فقبل الأمير مشورتها ، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه ويقال : إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين وقالوا له : لا ينبغي أن تدعوه إليك ، بل ينبغي أن تقصده في منزله ، وأن تقصده أنت وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير ، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه وأكرم الله مثواه ، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم ، وقصده وسلم عليه وتحدث معه ، وقال له يا شيخ محمد أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة ، فقال له الشيخ : وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة ، هذا دين الله من نصره نصره الله ، ومن أيده أيده الله وسوف تجد آثار ذلك سريعا ، فقال : يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله وعلى الجهاد في سبيل الله ، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام ، أن تبتغي غير أرضنا ، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى فقال : لا أبايعك على هذا . . . أبايعك على أن الدم بالدم والهدم بالهدم لا أخرج عن بلادك أبدا ، فبايعه على النصرة وعلى البقاء في البلد وأنه يبقى عند الأمير يساعده ، ويجاهد معه في سبيل الله حتى يظهر دين الله ، وتمت البيعة على ذلك .
وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان ، من العيينة ، وعرقة ، ومنفوحة ، والرياض وغير ذلك ، من البلدان المجاورة ، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان ، وتسامع الناس بأخبار الشيخ ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه ، فأتوا زرافات ووحدانا .
فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا ورتب الدروس في الدرعية في العقائد ، وفي القرآن الكريم ، وفي التفسير ، وفي الفقه ، وأصوله ، والحديث ، ومصطلحه ، والعلوم العربية ، والتاريخية ، وغير ذلك من العلوم النافعة ، وتوافد الناس عليه من كل مكان ، وتعلم الناس علمه في الدرعية الشباب وغيرهم ، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة ، والخاصة ، ونشر العلم في الدرعية واستمر على الدعوة .
ثم بدأ بالجهاد وكاتب الناس إلى الدخول في هذا الميدان وإزالة الشرك الذي في بلادهم ، وبدأ بأهل نجد ، وكاتب أمراءها وعلماؤها . كاتب علماء الرياض وأميرها دهام بن دواس ، كاتب علماء الخرج وأمراءها ، وعلماء بلاد الجنوب والقصيم وحائل والوشم ، وسدير وغير ذلك ، ولم يزل يكاتبهم ويكاتب علماءهم وأمراءهم .
وهكذا علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين ، وهكذا علماء الخارج في مصر ، والشام ، والعراق ، والهند ، واليمن ، وغير ذلك ، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم الحجج ويذكر الناس ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع ، وليس معنى هذا أنه ليس هناك أنصار للدين بل هناك أنصار والله جل وعلا قد ضمن لهذا الدين أن لا بد له من ناصر ولا تزال طائفة في هذه الأمة على الحق منصورة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ، فهناك أنصار للحق في أقطار كثيرة .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-02-2014, 02:02 AM
المشاركة 208
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ محمد بن عبدالوهاب (3):
ولكن الحديث الآن عن نجد ، فكان فيها من الشر والفساد والشرك والخرافات ما لا يحصيه إلا الله عز وجل . مع أن فيها علماء فيهم خير ، ولكن لم يقدر لهم أن ينشطوا في الدعوة وأن يقوموا بها كما ينبغي ، وهناك أيضا في اليمن وغير اليمن دعاة إلى الحق وأنصار قد عرفوا هذا الشرك وهذه الخرافات ، ولكن لم يقدر الله لدعوتهم النجاح ما قدر لدعوة الشيخ محمد لأسباب كثيرة ،
منها : عدم تيسر الناصر المساعد لهم .
ومنها : عدم الصبر لكثير من الدعاة وتحمل الأذى في سبيل الله ،
ومنها : قلة علوم بعض الدعاة التي يستطيع بها أن يوجه الناس بالأساليب المناسبة ، والعبارات اللائقة ، والحكمة والموعظة الحسنة .
ومنها : أسباب أخرى غير هذه الأسباب ، وبسبب هذه المكاتبات الكثيرة والرسائل والجهاد اشتهر أمر الشيخ ، وظهر أمر الدعوة ، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة ، وفي خارجها . وتأثر بدعوته جمع غفير من الناس في الهند وفي أندونيسيا ، وفي أفغانستان ، وفي أفريقيا وفي المغرب ، وهكذا في مصر ، والشام ، والعراق ، وكان هناك دعاة كثيرون عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم ، وزادت قوتهم واشتهروا بالدعوة ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره ، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه ، ورسائله ، وكتب أبنائه ، وأحفاده ، وأنصاره ، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها ، وكذلك طبعت الكتب في دعوته ، وترجمته ، وأحواله ، وأحوال أنصاره ، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار ، ومن المعلوم أن لكل نعمة حاسدا وأن لكل داعي أعداء كثيرين قال الله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }
فلما اشتهر الشيخ بالدعوة وكتب الكتابات الكثيرة ، وألف المؤلفات القيمة ، ونشرها في الناس ، وكاتبه العلماء ، ظهر جماعة كثيرون من حساده ، ومن مخالفيه ، وظهر أيضا أعداء آخرون ، وصار أعداؤه وخصومه قسمين :
قسم عادوه باسم العلم والدين ، وقسم : عادوه باسم السياسة ولكن تستروا بالعلم ، وتستروا باسم الدين ، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء الذين أظهروا عداوته وقالوا : إنه على غير الحق ، وإنه كيت وكيت .
والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه ، ويوضح الدليل ، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي علي من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وطورا . يقولون : إنه من الخوارج ، وتارة يقولون : يخرق الإجماع ، ويدعي الاجتهاد المطلق ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منه وطائفة أخرى قلدت غيرها واعتمدت عليها ، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة وتستتر باسم الإسلام والدين واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين .
والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام :
علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا ، ويعتقدون أن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ،ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دين وهدى ، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين ، وأبغض الأولياء ، وهو عدو يجب جهاده .
وقسم آخر : من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل ، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه بل قلدوا غيرهم وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين ، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء ، ومن معاداتهم ، وإنكار كراماتهم ، فذموا الشيخ ، وعابوا ونفروا عنه .
وقسم آخر : خافوا على المناصب والمراتب فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم فتنزلهم عن مراكزهم ، وتستولي على بلادهم ، واستمرت الحرب الكلامية . والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه ، يكاتبهم ويكاتبونه ، ويجادلهم ويرد عليهم ، ويردون عليه ، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره وبين خصوم الدعوة . حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة ، وردود جمة ، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات ، وقد طبع أكثرها والحمد لله ، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية ، وجد الأسرة السعودية على ذلك ، ورفعت راية الجهاد وبدأ الجهاد من عام 1158 هـ .
بدأ الجهاد بالسيف ، وبالكلام والبيان ، والحجة ، والبرهان ، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف ، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفي شهرته ، ثم يقل أنصاره .
ومعلوم ما للسلاح والقوة من الأثر العظيم في نشر الدعوة ، وقمع المعارضين ونصر الحق ، وقمع الباطل ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات ، وهي الحجج والبراهين الساطعة التي يوضح الله بها الحق ، ويدفع بها الباطل ، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان ، والهدى والإيضاح ، وأنزل معهم الميزان ، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم ، ويقام به الحق وينشر به الهدى ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط ، وأنزل الحديد فيه بأس شديد ، فيه قوة وردع وزجر لمن خالف الحق ، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة وتؤثر فيه البينة ، فهو الملزم بالحق ، وهو القامع للباطل ، ولقد أحسن من قال في مثل هذا :
وما هو إلا الوحي أوحد مرهف *** تزيل ظباه اخدعي كل مائل
فهذا دواء الداء من كل جاهل *** وهذا دواء الداء من كل عادل
فالعاقل ذو الفطرة السليمة ، ينتفع بالبينة ، ويقبل الحق بدليله ، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف ، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد ، وساعده أنصاره من آل سعود ، طيب الله ثراهم على ذلك ، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريبا من خمسين عاما . جهاد ، ودعوة ، ونضال ، وجدال في الحق ، وإيضاح لما قاله الله ورسوله ، ودعوة إلى دين الله ، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام .
حتى التزم الناس بالطاعة ، ودخلوا في دين الله ، وهدموا ما عندهم من القباب ، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور ، وحكموا الشريعة ، ودانوا بها ، وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد ، وقوانينهم ، ورجعوا إلى الحق .
وعمرت المساجد بالصلوات ، وحلقات العلم ، وأديت الزكوات ، وصام الناس رمضان ، كما شرع الله عز وجل ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، وساد الأمن في الأمصار ، والقرى ، والطرق ، والبوادي ، ووقف البادية عند حدهم ، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق ، ونشر الشيخ فيهم الدعوة .
وأرسل الشيخ إليهم المرشدين ، والدعاة في الصحراء والبوادي ، كما أرسل المعلمين ، والمرشدين ، والقضاة إلى البلدان والقرى ، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها وانتشر فيها الحق ، وظهر فيها دين الله عز وجل .
ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه استمر أبناؤه ، وأحفاده ، وتلاميذه ، وأنصاره في الدعوة والجهاد ، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد ، والشيخ حسين بن محمد ، والشيخ علي بن محمد ، والشيخ إبراهيم بن محمد ، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن ، والشيخ علي بن حسين ، والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد وجماعة آخرون ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر ، وجمع غفير من علماء الدرعية ، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشر دين الله تعالى وكتابة الرسائل وتأليفات المؤلفات ، وجهاد أعداء الدين ، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل ، والاستقامة على ذلك ، وهدم المساجد والقباب التي على القبور ، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها ودعوا إلى
الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود الشرعية . هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس .
والخلاصة : أنهم أرشدوا الناس إلى توحيد الله ، وأمروهم بذلك وحذروا الناس من الشرك بالله ومن وسائله وذرائعه ، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية ، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان ، والإيضاح والحجة ، جاهدوه في الله عز وجل وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق ، وينيب إليه ويلزموه به بالقوة والسيف ، حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-02-2014, 02:03 AM
المشاركة 209
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ محمد بن عبدالوهاب (4):
كذلك حذروا الناس من البدع والخرافات ، التي ما أنزل الله بها من سلطان ، كالبناء على القبور ، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت ، وسؤال السحرة والكهنة ، وتصديقهم وغير ذلك ، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعا . وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة ، والتاريخ الإسلامي ، والعلوم العربية النافعة ، وصار الناس في مذاكرة ، وعلم ، وهدى ، ودعوة ، وإرشاد ، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك ، علم وعمل ، ودعوة وإرشاد ، ودنيا ودين ، فهو يتعلم ويذاكر ، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي ، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك . فتارة لدينه ، وتارة لدنياه دعاة إلى الله وموجهون
إلى سبيله ، ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم ، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم ، وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين ، وجنوب الجزيرة ، كاتبوا علماء الحرمين سابقا ، ولاحقا فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب ، واتخاذها على القبور ، ووجود الشرك عندها ، والسؤال لأربابها ، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة توجه إلى الحجاز ، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي ، ونازلهم بقوة أرسلها إليها الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم ، ساعدوه حتى استولى على الطائف ، وأخرج منها أمراء الشريف ، وأظهر فيه الدعوة إلى الله ، وأرشد إلى الحق ، ونهى فيها عن الشرك ، وعبادة ابن عباس ، وغيره مما كان يعبده هناك الجهال ، والسفهاء من أهل الطائف ، ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز ، وجمعت الجيوش حول مكة .
فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة . ودخل سعود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال واستولوا على مكة في فجر 1 من شهر محرم من عام 1218هـ وأظهروا فيها الدعوة إلى دين الله ، وهدموا ما فيها من القباب التي بنيت علي قبر خديجة وغيره ، فأزالوا القباب كلها ، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل ، وعينوا فيها العلماء والمدرسين ، والموجهين والمرشدين ، والقضاة الحاكمين بالشريعة .
ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة ، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220هـ بعد مكة بنحو سنتين ، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود ، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين ، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة ، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقرائهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال ، وواسوهم ، وعلموهم كتاب الله ، وأرشدوهم إلى الخير ، وعظموا العلماء ، وشجعوهم على التعليم ، والإرشاد ولم ينزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226هـ ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز لقتال آل سعود وإخراجهم من الحرمين ، لأسباب كثيرة تقدم بعضها ، وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم ، وحسادهم ، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة ، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم ، وأن تقضي على أطماعهم ، كذبوا على الشيخ ، وأتباعه ، وأنصاره ، وقالوا إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنهم يبغضون الأولياء ، وينكرون كراماتهم ، وقالوا إنهم أيضا يقولون كيت وكيت مما يزعمون أنهم ينتقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وصدق هذا بعض الجهال ، وبعض المغرضين ، وجعلوه سلما للنيل منهم والقتال لهم ، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم ، فجرى ما جرى من الفتن والقتال - وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم وبين آل سعود في نجد ، والحجاز ، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل .
والخلاصة : أن هذا الإمام الذي هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه إنما قام لإظهار دين الله ، وإرشاد الناس إلى توحيد الله ، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات ، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق ، وزجرهم عن الباطل ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر .
هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه ، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه ، وصفاته ، ويؤمن بملائكته ، ورسله وكتبه ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وهو على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله ، وإخلاص العبادة له جل وعلا . وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه ، لا يعطل صفات الله ، ولا يشبه الله بخلقه . وفي الإيمان بالبعث ، والنشور ، والجزاء .
والحساب ، والجنة والنار ، وغير ذلك .
ويقول في الإيمان ما قاله السلف أنه قول وعمل يزيد وينقص . يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، كل هذا من عقيدته رحمه الله ، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم قولا وعملا ، لم يخرج عن طريقتهم البتة ، وليس له في ذلك مذهب خاص ، ولا طريقة خاصة ، بل هو على طريق السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان . رضي الله عن الجميع .
وإنما أظهر ذلك في نجد ، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليه من أباه ، وعانده ، وقاتلهم ، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق ، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله ، وإنكار الباطل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق ، ويلزمونهم به ، وينهونهم عن الباطل ، وينكرونه عليهم ، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه .
وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته . فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة ، والنزل بينه وبين الناس . وهي :
أولا : إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص .
ثانيا : إنكار البدع ، والخرافات ، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة .
ثالثا : أنه يأمر الناس بالمعروف ، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه ، ألزم به وعزر عليه إذا تركه وينهى الناس عن المنكرات ، ويزجرهم عنها ، ويقيم حدودها ، ويلزم الناس الحق ، ويزجرهم عن الباطل ، وبذلك ظهر الحق ، وانتشر ، وكبت الباطل ، وانقمع ، وسار الناس في سيرة حسنة ، ومنهج قويم في أسواقهم ، وفي مساجدهم ، وفي سائر أحوالهم .
لا تعرف البدع بينهم ولا يوجد في بلادهم الشرك ، ولا تظهر المنكرات بينهم . بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام ، وزمن أصحابه ، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم .
فالقوم ساروا سيرتهم ، ونهجوا منهجهم ، وصبروا على ذلك ، وجدوا فيه ، وجاهدوا عليه ، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية ، والدولة المصرية ، مصداق قوله عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب ، رفعة وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم .
ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد ، وقتلت من قتلت ، وخربت ما خربت ، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت ، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمه الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها ، وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك والمصريين أخرجهم من نجد وقراها ، وبلدانها وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240هـ وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233هـ .
فمكث الناس في نجد في فوضى ، وقتال وفتن بنحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239هـ ثم في عام أربعين بعد المائتين وألف اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود ، وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل إلى القرى والبلدان ، وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانطفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين ، وأعوانهم ، وهكذا انطفأت الحروب ، والفتن التي وقعت بينهم على أثر تلك الحروب ، وخمدت
نارها ، وظهر دين الله ، واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم ، والإرشاد ، والدعوة ، والتوجيه ، حتى عادت المياه إلى مجاريها .
وعاد الناس إلى أحوالهم ، وما كانوا عليه في عهد الشيخ ، وعهد تلامذته ، وأبنائه ، وأنصاره ، رضي الله عن الجميع ورحمهم ، واستمرت الدعوة من عام 1240هـ إلى يومنا هذا بحمد الله ، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا ، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله .
وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه ، والتوجيه إلى الحق . إلا أن الحرمين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهرا طويلا ، ثم عادا إليهم في عام 1343هـ ، واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ابن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا ...)* أ.هـ

و ما رأيت من يبغض الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عصرنا إلا كلّ صاحب بدعة و ضلالة من أمثال الروافض الشيعة و المتصوفة القبوريين و الإباضية الخوارج و العلمانيين و الليبراليين الملاحدة ، و ينعتوننا أهل السلف بالوهابية ليسهل عليهم تلفيق التهم و كيل الدعاوي الباطلة و من هذا ما يقوم به المغرضون الفاسدون من الخلط بين دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على ضوء الكتاب و السنة الصحيحة و سيرة السلف الصالح و بين دجال ظهر بالمغرب يدعى محمد بن عبدالوهاب فانتبهوا لمثل هذا الأفك المبين.

و جاء في ترجم
العلامة الشيخ أحمد بن حجر بن محمد آل أبو طامي عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ما نصه::
حسين ، عبد الله ، علي ، إبراهيم .
وقد كان لكل واحد منهم – قرب بيته – مدرسة ، وعنده من طلاب العلوم من أهل الدرعية والغرباء العدد الكثير ، بحيث قد يعده السامع أنه قد بولغ في العدد . ولا زال العلم في ذرية الشيخ وسيكون – إن شاء الله – باقياً إلى أن تقوم الساعة .
وآل الشيخ في هذا اليوم ، هم القائمون في المملكة العربية السعودية بالوظائف الدينية ، من الإفتاء ، والتدريس ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورئاسة المعاهد والكليات ، وحل المشاكل ، والدفاع عن حوزة الدين ، ونصر شريعة سيد المرسلين فجزاهم الله أحسن الجزاء ، ووفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه .
وأما التلامذة والطلاب الذين نهلوا من منهل الشيخ ، وتخرجوا على يده ، وصاروا قضاة ومفتين ، فلا تحصيهم الأقلام . ولا بأس أن نذكر عدداً قليلاً فمنهم الشيخ العالم الجليل حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر والد مؤلف منحة القريب .
والشيخ الزاهد الورع عبد العزيز بن عبد الله الحصين الناصري ، تولى القضاء إذ ذاك في ناحية الوشم .
والشيخ الفاضل العالم العامل سعيد بن حجي ، قاضي حوطة بني تميم .
والعالم الجليل الشيخ عبد الرحمن بن نامي ، تولى القضاء ببلد (( العيينة )) والاحساء .
والشيخ المفضال أحمد بن راشد العريني ، القاضي في ناحية (( سدير )) .
والشيخ عبد العزيز أبو حسين .
والشيخ حسن بن عيدان ، وكان قاضياً في بلد حريملاء .
والشيخ عبد العزيز بن سويلم ، وكان قاضياً في بلد (( القصيم )) .
ومن ذرية الشيخ حسن وأشهر الموجودين من نسله في عصرنا الحاضر ، الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وهو الآن مفتي المملكة العربية السعودية وإليه مرجع الهيئات الدينية .
وأخوه الشيخ عبد اللطيف رئيس المعاهد الدينية والكليات ، والشيخ عبد الملك رئيس هيئات الأمر بالمعروف بمكة المكرمة ، كما أن من أشهر الموجودين من نسل الشيخ حسين بن محمد ، الشيخ عمر بن حسن،رئيس هيئة الأمر بالمعروف بـ(( نجد))والمنطقة الشرقية)**


___
* ترجمة بعنوان (محمد بن عبدالوهاب و دعوته و سيرت) لعبدالعزيز بن باز ،و الذي نشره موقع صيد الفوائد.
** عن موقع صيد الفوائد من مقالة بعنوان ( ترجمة الإمام محمد بن عبدالوهاب).

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-02-2014, 02:03 AM
المشاركة 210
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إحسان إلهي ظهير
نقل خالد بن محمد الجبرين في موقع صيد الفوائد عن مجلة الجندي المسلم التي تصدرها وزارة الدفاع السعودية ترجمته كما يلي:
إحسان إلهي عالم باكستاني من أولئك الذين حملوا لواء الحرب على أصحاب الفرق الضالة، وبينوا بالتحقيق والبحث الأصيل مدى ماهم فيه من انحراف عن سبيل الله وحياد عن سنة نبيه ، وإن ادعوا الإسلام وملأوا مابين الخافقين نفاقاً وتقية.
ولد في "سيالكوت" عام (1363ه) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرف بالانتماء إلى أهل الحديث.. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفي الوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينية والشرعية.

الجامعة والنبوغ الجامعي:
لقد حصل الشيخ على الليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان ترتيبه الأول على طلبة الجامعة وكان ذلك عام (1961م).
وبعد ذلك رجع إلى الباكستان وانتظم في جامعة البنجاب، كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفي ذلك الوقت عين خطيباً في أكبر مساجد أهل الحديث بلاهور. ثم حصل على الليسانس أيضاً.
وظل يدرس حتى حصل على ست شهادات ماجستير في الشريعة، واللغة العربية، والفارسية، والأردية، والسياسة. وكل ذلك من جامعة البنجاب وكذلك حصل على شهادة الحقوق من كراتشي.

المناصب والوظائف والدعوة:
كان رحمه الله رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية.
بالإضافة إلى رئاسة تحرير مجلة "ترجمان الحديث" التابعة لجمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، كذلك كان مدير التحرير بمجلة أهل الحديث الأسبوعية.
وكان رحمه الله عظيم الشأن في أموره كلها.. رجع يوم رجع إلى بلاده ممتلئاً حماساً للدعوة الإسلامية.
وقد عرض عليه العمل في المملكة العربية السعودية فأبى آخذاً بقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122) {التوبة: 122}.
يقول عنه الدكتور محمد لقمان السلفي في مجلة الدعوة (1) :
"لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب كان يخرج من الفصل.. ويتبع مفتي الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني(2) ويجلس أمامه في فناء الجامعة على الحصى يسأله في الحديث ومصطلحه ورجاله ويتناقش معه، والشيخ رحب الصدر يسمع منه، ويجيب على أسئلته وكأنه لمح في عينيه ما سيكون عليه هذا الشاب النبيه من الشأن العظيم في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالقلم واللسان".
وكان الشيخ رحمه الله يتصل بالدعاة والعلماء في أيام الحج في شتى بقاع الأرض.. يتداول معهم الموضوعات الإسلامية والمشاكل التي يواجهها المسلمون.

دعاة الضلالة والحقد المستعر:
لكل مجاهد مخلص.. خصوم وأعداء، ولكل حق ضده من الباطل وبما أن الشيخ كان سلفي العقيدة من المنتمين لأهل الحديث فقد جعله هذا في حرب فكرية دائمة مع الطوائف الضالة كالرافضة والإسماعيلية والقاديانية.
لقد كان يرفضها.. ويرد على ضلالاتها.. ويجابهها في كل مكان وكل منتدى شأنه شأن كل مؤمن حقيقي الإيمان يعتقد في قرارة نفسه أن الكتاب والسنة هما الطريق الأوحد ولا طريق سواه لكل من أراد أن يكون من المنتمين لدين الإسلام. ويعتقد كذلك أن أدياناً تبنى على الكذب وتتستر خلف الترهات والأباطيل لجديرة بألا تصمد أمام النقاش وأن تتضعضع أمام سواطع الحق ونور الحقيقة.
ولهذا الأمر طفق يلقي المحاضرات، ويعقد المناقشات والمناظرات مع أصحاب الملل الضالة، ويصنف الكتب المعتمدة على مبدأ الموضوعية في النقل والمناقشة والتحقيق. وكثيراً ما كان يرد على المبطلين بأقوالهم.. ويسعى إلى كشف مقاصدهم والإبانة عن انحرافهم وضلالهم وفي كل ذلك كان يخرج من المعركة منتصراً يعضده الحق، وينصره الله تعالى.
ولما أحس به أهل الانحراف، وشعروا بأنه يخنق أنفاسهم، ويدحض كيدهم عمدوا إلى طريقة تنبئ عن جبن خالع.. عمدوا إلى التصفية الجسدية بطريقة ماكرة!

وفاته واستشهاده:
في لاهور بجمعية أهل الحديث وبمناسبة عقد ندوة العلماء كان الشيخ يلقي محاضرة مع عدد من الدعاة والعلماء، وكان أمامه مزهرية ظاهرها الرحمة والبراءة، وداخلها قنبلة موقوتة.. انفجرت لتصيب إحسان إلهي ظهير بجروح بالغة، وتقتل سبعة من العلماء في الحال وتلحق بهم بعد مدة اثنان آخران.
كان ذلك في 23-7-1407هـ ، ليلاً.
وبقي الشيخ إحسان أربعة أيام في باكستان، ثم نقل إلى الرياض بالمملكة العربية السعودية على طائرة خاصة بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله واقتراح من العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
وأدخل المستشفى العسكري، لكن روحه فاضت إلى بارئها في الأول من شعبان عام (1407ه)، فنقل بالطائرة إلى المدينة المنورة ودفن بمقبرة البقيع بالقرب من صحابة رسول الله (3).

آثاره:
بالإضافة إلى محاضراته في الباكستان، والكويت، والعراق، والمملكة العربية السعودية والمراكز الإسلامية في مختلف ولايات أمريكا.
فقد كتب العديد من الكتب والمؤلفات التي سعى إلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كأسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر.. وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب(4) :
1 الشيعة والسنة (1393ه).
2 الشيعة وأهل البيت (1403ه) وهي الطبعة الثالثة.
3 الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4 الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405ه).
5 البابية عرض ونقد.
6 القاديانية (1376ه).
7 البريلوية عقائد وتاريخ (1403ه)
8 البهائية نقد وتحليل (1975م).
9 الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبدالواحد وافي (1404ه).
10 التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406ه).
11 دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني .
12 الشيعة والقرآن (1403ه).
13 الباطنية بفرقها المشهورة.
14 فرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها.
15 النصرانية.
16 القاديانية باللغة الإنجليزية.
17 الشيعة والسنة بالفارسية.
18 كتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية.
19 كتاب التوحيد.
20 الكفر والإسلام بالأوردية.
21 الشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فهرس مرآة العصر لسير أهل الشعر و النثر عبده فايز الزبيدي منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 13 08-12-2015 05:13 PM
نقد النثر في تراث العرب النقدي حتى نهاية العصر العباسي - نبيل خالد أبو علي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-22-2014 08:56 PM
ألف ليلة وليلة مرآة الحضارة والمجتمع في العصر الاسلامي - ميخائيل عوّاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:36 PM
مرآة فتحية الحمد منبر البوح الهادئ 3 02-10-2011 02:27 PM

الساعة الآن 06:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.