احصائيات

الردود
17

المشاهدات
7077
 
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي


فاطمة جلال will become famous soon enoughفاطمة جلال will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
8,285

+التقييم
1.57

تاريخ التسجيل
Nov 2009

الاقامة

رقم العضوية
8124
10-09-2013, 11:36 PM
المشاركة 1
10-09-2013, 11:36 PM
المشاركة 1
افتراضي الأنفاس الآخيرة ( ويحكى آن )
[tabletext="width:80%;background-color:white;border:9px outset red;"]

الأنفاس الأخيرة ( ويحكى آن )


المطر غزير والسماء تزمجر رعدا وبرقا , تعالت أصوات الرصاص ,ومدرعات حربية قد نُصبت على أطراف المخيم , وكأننا على وشك
حرب دامية, وخرج شباب المخيم ومعهم - ابراهيم - نظرتْ اليه طويلا وكأنه الوداع الآخير ،ربما هو شعور خالجها في ذلك الوقت
فبكت ليال طويلة .
مضت أيام وما زال القصف مستمرا, وأشباح الموت تُعيث في الأرض فسادا ،يوقظنا صوت البيوت المهدمة وبكاءالأطفال ، وسماعات
تنادي على الرجال لتصلب أجسادهم العارية .
مسلسل يومي من الوجع المميت ، كنا نتقاسم كسرة الخبز وشربة الماء ،حتى رائحة الموت والدمار ... كنت أخاف أن أنظر في
عيون أمي و الحيرة تسكنها والدمع رفيقها على غياب أخي ابراهيم ، وما صارت اليه أحوالنا ...أما أبي قد أصابه الوجوم ,كنت
أتمنى أن ينبس ولو بكلمة واحدة ..كان يقضي وقته بصلاة وتسبيح حتى غارت عيناه ،وخارت قواه ، وعندما يهدا القصف
أتسلل نحو النافذة البعيدة أسترق الأخبار لكن لا جديد سوى دمار ودمار وسحب من دخان .


حتى كانت الليلة السابعة على التوالي من الحصار ، الساعة قاربت على الثالثة بعد المنتصف ، نظرت إلى إخوتي نائمين متلفين حول
أمي فقد استبد بهم الجوع والعطش ،كنا نحتمي بجدار اسمنتي في زاوية من البيت تكاد أن تكون أشبه بزنزانة لا نوافذ فيها ولا ضوء ،
بعد أن تصدعت الجدران ..ولم يعد يسترنا من البرد إلا غطاء رقيق، والموت يحيط بنا من كل جانب .
ولأول مرة أعرف أن الجوع كافر ...لم يعد ما يسد رمقنا يا الهي ...وماذا بعد ...!!!؟؟
وكلما جن الليل لا نعلم هل ستشرق علينا الشمس أو نكون في عداد الموتى ،كان تبادل إطلاق النار عشوائيا , حتى تبعه دوي
انفجار هائل ، فشعرت أن البيت تَهدم على رؤوسنا .. امتلكنا الذعر ،وسمعت أصوات تكبير وتهليل وقلت في سري رحماك يا رب ، رحماك ....
فاستفاق اخوتي مذعورين فاحتضنتْهم أمي ، نظرتُ الى أبي ما زال على حاله منذ الأيام الماضية يتكأ على عصاه فهو لم يتذوق طعم
النوم ، وصوت أنفاسه تَشق الصمت .



وعاد تبادل اطلاق النار بكثافة ، يا ترى ماذا خلف هذا القصف وهذا الهدم تملكني الذعر والخوف وافكار تحملني بعيدا فشعرت
ببرودة في أطرافي حتى أن أسناني بدأت تصطك دون وعي مني ، حينها شعر بي أبي ..أمسك بيد ي وقال :

- أراك كقطعة ثلج باردة عودي الى نومك وتدثري .
- لقد فارق النوم العيون يا أبي ، وكيف أنام ..!!!
- نامي با ابنتي ....
فضمني إلى صدره بحنان لم أعهده ، وبدأ يرفلنا بالدعاء حتى سمعت شخيره يعلو ، فقد غلبه النعاس ..فحاولت جاهدة ابتلاع

أنفاسي وبقيت عيناي تحلق في الفضاء.

فسمعت صوت أنين في الخارج ، اختلط الصوت بالشخير ، حاولت الإفلات من يده بهدوء فسقطت عصاه ...

ما بكِ ..؟؟!!
- صوت في الخارج ، أتسمع ...إنه أنين
التزمنا الصمت للحظات
فإذا بطرقة خفيفة على الباب ، أتكأ أبي على عصاه واقترب رويدا لينظر من الشق ، فتح الباب فإذا بجسد يغرق في الدماء
ونفس ما بين صاعد وهابط ، بالكاد استطعنا أن نسحبه الى الداخل ، جثى أبي على ركبتيه ، خلغ اللثام ومسح بيده الدماء عن
عينيه ، أشعلت له شمعة حتى نتعرف الى هذا الشخص ، أصيب أبي بالوجوم وعندها وفقد القدرة على النطق ...
صرخت أمي أنه ابراهيم ...




ابراهيم يا ولدي إنني أشتم رائحة أنفاسه ... ما بك يا قرة العين ضمته إلى صدرها ، حاولَ الكلام ، فسبقته روحه صاعدة الى خالقها ،
صرخت صرخة مدوية مزقت الصمت العربي ... وسقطت عصا أبي ليلفظ انفاسه الأخيرة .

وما زلنا نحلم بفجر قادم
فاطمة جلال ( ليلة من ليالي المخيم )
( ويحكى آن )
13-01-2013


[/tabletext]


تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 10-10-2013, 01:00 AM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نص تفوح منه رائحة الشهادة
الوطن يقوم على دماء أبنائه
نهاية مؤلمة حقا

و سنبقى في انتظار سلسلة يحكى أن

كامل التقدير والاحترام




قديم 10-13-2013, 04:14 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المطر غزير والسماء تزمجر رعدا وبرقا
انطلاقة فعلية و قوية للنص ، حين تضع الطفل في هذا الظرف تعرف تماما حالته النفسية ، بين خوف من الرعود التي تؤذي سمعه وبين برق يتخطف بصره ، ناهيك عن مطر غزير يشل الحركة و ضوضاء تزمزجر السكون .
إن كان ظرف كهذا قاس على الطفل ويحتاج إلى حضن أمه و سقف بيت يحميه وركن شديد يأوي إليه ، فما بالك بما توحي به الجملة الموالية التي تزيد المشهد رعبا .
هنا يظهر الرعد صاغرا أما هول الحقيقة ، على الأقل الرعد والبرق شبيه بوعيد و عيون محمرة لا تصل إلى حد الضرب ، والذبح والسلخ والموت ، فالكاتبة هنا صعدت من الموقف بقوة بذكر تعالي أصوات الرصاص و دوي المدافع ، لتشعر القارئ بأن الخطر أصبح قاب قوسين أو أدنى ، بل أطلقت صفارات إنذار لأن الخطر على الأبواب ، ولا يبتعد غير أمتار معدودات حيث تنتصب آلات القتل على أطراف المخيم حصارا لأهله و استعدادا لإبادتهم .
كلمة المخيم وحدها حمولتها هنا أقوى ، تعبير عن تهجير ، عن لجوء ، عن ضياع مسقط الرأس ، عن نوع من التشرد ، عن حالة غير مستقره ، فوجود الآليات العسكرية والحصار ، وصوت الرصاص ، هو إيقاظ لحمولة الماضي بكل مآسيه .
كلمة الحرب تزيد تعظيم الخوف فهنا دمار و موت و جراح ومآسي لا حد لها و لا حصر .
في ظرف كهذا خرج بطل النص مع بعض شباب المخيم بصدورهم العارية ، إيمانا منهم أن الدفاع عن النفس والعرض والوطن أمانة لا تحتاج إلى جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة لإنجازها ، بل قوة عزيمة وإصرار على الوجود .



يتبع


قديم 10-14-2013, 01:39 AM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
هي صورة من صور النكسة والنكبة
وغيرها من المسميات التي ألقت ظلالها على شعب عانى ولا زال يعاني من احتلال بغيض ...
سلمت يداك
عشت القصة لحظة بلحظة ..
وكأني كنت هناك .. وكأني صرخت مع الأم صرختها
كما شعرت بأنك تكتبينها بقلم يرتجف



تحية ... ناريمان الشريف

قديم 10-14-2013, 06:25 PM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نظرت إليه طويلا وكأنه الوداع الأخير ، ربما هو شعور خالجها في ذلك الوقت فبكت ليال طويلة .



نظرت إليه نظرة ليست عادية ، نظرة طويلة ، قد يفهم منها رغبة في نيل إشباع ما ، و ربما نظرة تتوسل من إبراهيم العودة بسلام ، نظرة لا تخلو من تساؤلات كثيرة وربما نوع من استغراب الخروج في مثل تلك الظروف ، لكن نظرة فيها كثير من اليقين أنها سوف تكون الأخيرة وخصوصا عندما أضيف إليها التشبيه كأنه الوداع الأخير . لكن الكاتبة لم تحسم الأمر عندما شككت بكلمة ربما هي مشاعر الوداع والفراق من جعلتها تقضي أو ستقضي بعد ذلك اليوم ليال طويلة في بكاء مرير .

العنوان يحيلنا على موت قادم ، لذلك في المقدمة هناك ما يشير أن البطل سيودع لكن يبقى المبهم هو كيف ، وأين ومتى ، ومن تلك التي تنتظره وبكت عليه أياما وأياما .
ما أعجبني في النص كثيرا أن ضمير المتكلم لم يدخل في المقدمة . ولم يتم التركيز إلا على الجو العام و موضعة القارئ في المشهد .



قديم 10-14-2013, 10:36 PM
المشاركة 6
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نص تفوح منه رائحة الشهادة
الوطن يقوم على دماء أبنائه
نهاية مؤلمة حقا

و سنبقى في انتظار سلسلة يحكى أن

كامل التقدير والاحترام


[tabletext="width:70%;"]

هي حكاية ليست بحكاية من خيال الكاتب
هي واقع يومي مُعاش فقد عجزت الحروف عن سردها
ولكن قلمي تمرد على الواقع بسرده
رغم مرارة اللحظات
وتبقى حكايا الكان
ويحكي آن

الأديب ياسر لي عودة ان شاء الله
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 10-15-2013, 10:15 PM
المشاركة 7
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

المطر غزير والسماء تزمجر رعدا وبرقا
انطلاقة فعلية و قوية للنص ، حين تضع الطفل في هذا الظرف تعرف تماما حالته النفسية ، بين خوف من الرعود التي تؤذي سمعه وبين برق يتخطف بصره ، ناهيك عن مطر غزير يشل الحركة و ضوضاء تزمزجر السكون .
إن كان ظرف كهذا قاس على الطفل ويحتاج إلى حضن أمه و سقف بيت يحميه وركن شديد يأوي إليه ، فما بالك بما توحي به الجملة الموالية التي تزيد المشهد رعبا .
هنا يظهر الرعد صاغرا أما هول الحقيقة ، على الأقل الرعد والبرق شبيه بوعيد و عيون محمرة لا تصل إلى حد الضرب ، والذبح والسلخ والموت ، فالكاتبة هنا صعدت من الموقف بقوة بذكر تعالي أصوات الرصاص و دوي المدافع ، لتشعر القارئ بأن الخطر أصبح قاب قوسين أو أدنى ، بل أطلقت صفارات إنذار لأن الخطر على الأبواب ، ولا يبتعد غير أمتار معدودات حيث تنتصب آلات القتل على أطراف المخيم حصارا لأهله و استعدادا لإبادتهم .
كلمة المخيم وحدها حمولتها هنا أقوى ، تعبير عن تهجير ، عن لجوء ، عن ضياع مسقط الرأس ، عن نوع من التشرد ، عن حالة غير مستقره ، فوجود الآليات العسكرية والحصار ، وصوت الرصاص ، هو إيقاظ لحمولة الماضي بكل مآسيه .
كلمة الحرب تزيد تعظيم الخوف فهنا دمار و موت و جراح ومآسي لا حد لها و لا حصر .
في ظرف كهذا خرج بطل النص مع بعض شباب المخيم بصدورهم العارية ، إيمانا منهم أن الدفاع عن النفس والعرض والوطن أمانة لا تحتاج إلى جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة لإنجازها ، بل قوة عزيمة وإصرار على الوجود .



يتبع
[tabletext="width:70%;"]

وقفت طويلا أحدق في حروفي المسطورة بدم الواقع المرير
بحكايا لمشهد من المشاهد اليومية
واطلاق النار الكثيف بعبثية جنود هنا وهناك
والآلآت توحي بان الحرب وشيكة
وان القوة الأخرى تفوقها عدة وعتاد
هم تسلحوا بالرصاص بالمدافع
بالدبابات التي تحطم كل شيئ
أما شبابنا فقد تسلحوا بالصبر والايمان
فما بالك من مواطن جعلت منه الظروف أن يسكن في المخيمات
ان يعيش حياة تختلف عن حياته السابقة
الا الخروج والتصدى لهؤلاء الطغاة
وتبقى حكايا المخيم
سلسلة لحكايات الكان

الأديب القدير ياسر علي
صدقا جزيل الشكر والامتنان على وقوفك على هذه القصة
وتحليلك الرائع الذي أضاف عمقا أدبيا أخر
وفي انتظار ال يتبع

تقديري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 10-17-2013, 01:15 AM
المشاركة 8
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


مضت أيام ومازال القصف مستمرا وأشباح الموت تعيث في الأرض فسادا ، يوقظنا صوت البيوت المهدمة ، وبكاء الأطفال ، وسماعات تنادي على الرجال لتصلب أجسادهم العارية .

يدخل الراوي في بداية العرض ليفصل في الأحداث .
في هذه الجملة المشبعة بمفردات الحرب : قصف ، موت ، هدم ، صلب . وبمفردات لها وقع على النفس وتعكر المزاج : أشباح ، الفساد ، البكاء ، العري .
جات هذه الجملة لتفيد الإستمرارية لظروف المقدمة من جهة ، و لتصف واقع الحرب من جهة أخرى .
هناك تركيز كبير على السمع في الجملة ، قصف ، يوقظنا صوت البيوت ، سماعات تنادي ، بكاء الأطفال ، وهو تعبير عن حالة الحصار التي يعاني منها الراوي و انغلاق الآفاق في وجه عينيه ، فهو في سجن بين جدران يترقب أشباح الموت متى تمتد إليه مخالبها .

مسلسل يومي من الوجع المميت ، كنا نتقاسم كسرة الخبز و شربة الماء ، حتى رائحة الموت والدمار ....

هذه الجملة التي تفيد الاستمرارية في المعاناة و الوجع المميت ،جاءت لتبين تلك اللحمة بين سكان المخيم ذلك التعاضد بين أفراده ، تقاسم الخبز على ندرته و الماء الذي يتم تخريب شبكته فلا يبقى غير القليل منه ، سكان المخيم يتقاسمون كل شيء حسب استرسال النقط حتى أنهم يتقاسمون الموت والدمار فكل بيت ينال نصيبه من تلك الأهوال و المصائب "


في الفقرة الثانية من العرض " من: كنت أخاف ......إلى : أو نكون في عداد الموتي ." ينتقل الراوي من المشهد العام الذي يسود المخيم إلى وسطه القريب أسرته ، ذلك لينقل بشكل جلي وعن قرب ما يجتاح الأسرة خلال هذه الأيام العصيبة ، الفقرة تتشكل من ثلاث جمل . أولها تتحدث عن العلاقة بين البطل ابراهيم و التي كانت تنظر إليه تلك النظرة الطويلة ، إنها عين الأم التي يسترسل دمعها منذ خروج البطل إلى القتال ، و تأخر عودته ، فقلب الأم تكاد تتكشف أمامه الأحداث المستقبلية ، ورابطة الأمومة هي أقوى الروابط الاجتماعية ، وهي خير معبر عن الوجدان البشري وما يعنيه الفراق والانتظار ، وصورة معبرة أكثر عن الأحاسيس الجميلة ، فاختيار الأم هنا لم يكن اعتباطيا ، فهي رمز للقدسية ، رمز للحب ، رمز للحنان ، رمز للوطن الذي يبكي أبناءه و في ذات الوقت يفتخر بهم .
في هذه الجملة يتحدث الراوي لأول مرة عن نفسه ، فالكاتبة هنا تبني شخصية الراوي وفي نفس الوقت تعمق معرفة القارئ بمختلف العلاقات الرابطة بين أشخاص النص . ولعل قوة هذا النص تكمن أساسا في طريقة البناء والأسلوب الجميل والاستعمال الأمثل للمفردة باقتصاد وبدون تكرار و إقحام المعلومة في الوقت المناسب في قالب أدبي شهي .


الجملة الأولى : كنت أخاف أن أنظر إلى عيون أمي والحيرة تسكنها ، والدمع رفيقها على غياب أخي ابراهيم ، وأبي قد أصابه الوجوم ، كنت أتمنى أن ينبس و لو بكلة واحدة .

خوف ، حيرة ، دمع ، غياب ، وجوم ، تمني " أب ، أم ، أخ " جملة مثقلة بالمشاعر و الأحاسيس ، جملة تكاد تختزل النص كاملا .
الراوي يخاف النظر إلى عيني أمه ، هو خوف من الحقيقة ، فالعين هي قرينة الصدق ، الأم مسترسلة في دمعها و الأب تمكن منه الوجوم ، و الراوي يتمنى لو تتغير هذه المعادلة دون القدرة على التأثير على المشهد ، فهو يستنجد بالأب لعله يقاوم ذهوله وحيرته وينطق و لو بكلة واحدة تعيد الثقة إلى النفوس المنهارة .




يتبع




قديم 02-10-2015, 09:23 PM
المشاركة 9
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هي صورة من صور النكسة والنكبة

وغيرها من المسميات التي ألقت ظلالها على شعب عانى ولا زال يعاني من احتلال بغيض ...
سلمت يداك
عشت القصة لحظة بلحظة ..
وكأني كنت هناك .. وكأني صرخت مع الأم صرختها
كما شعرت بأنك تكتبينها بقلم يرتجف



تحية ... ناريمان الشريف
الغالية ناريمان الشريف
وتبقى حروفنا التي لم نكتبها هي الأجمل
في زمن الظلم والغدر والخيانة
في زمن ضاعت فيه العدالة
وماتت الضمائر
أين انت يا عروبة..؟؟؟


ولحضورك شمس لا تغيب

محبتي

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 02-10-2015, 09:29 PM
المشاركة 10
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نظرت إليه طويلا وكأنه الوداع الأخير ، ربما هو شعور خالجها في ذلك الوقت فبكت ليال طويلة .



نظرت إليه نظرة ليست عادية ، نظرة طويلة ، قد يفهم منها رغبة في نيل إشباع ما ، و ربما نظرة تتوسل من إبراهيم العودة بسلام ، نظرة لا تخلو من تساؤلات كثيرة وربما نوع من استغراب الخروج في مثل تلك الظروف ، لكن نظرة فيها كثير من اليقين أنها سوف تكون الأخيرة وخصوصا عندما أضيف إليها التشبيه كأنه الوداع الأخير . لكن الكاتبة لم تحسم الأمر عندما شككت بكلمة ربما هي مشاعر الوداع والفراق من جعلتها تقضي أو ستقضي بعد ذلك اليوم ليال طويلة في بكاء مرير .

العنوان يحيلنا على موت قادم ، لذلك في المقدمة هناك ما يشير أن البطل سيودع لكن يبقى المبهم هو كيف ، وأين ومتى ، ومن تلك التي تنتظره وبكت عليه أياما وأياما .
ما أعجبني في النص كثيرا أن ضمير المتكلم لم يدخل في المقدمة . ولم يتم التركيز إلا على الجو العام و موضعة القارئ في المشهد .

[tabletext="width:70%;"]

بدم الواقع المرير كان الحرف يكتب الحكاية
كان الوداع الأخير وكان الفراق الذي قسم ظهرها فانحنى برحيله عن عالمها
كان للدمع حكاية ...وللوطن الف حكاية
وللحرية شمعة تتأرجح في لجة ظلمات القهر
وآه من جراح لا تلتئم

وما أسعدني بقراءة أنت كاتبها
بعين تترجم الواقع
بحس أدبي ونقدي
صدقا هذه القراءة أضافت الى النص الكثير
والى امور كتبتها بعفوية لحظة انفعال ما
لحظة كان المشهد هو سيد الموقف

كل التقدير لك أديبنا القدير ياسر علي
لقد توجت النص بحضورك الأميري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأنفاس الآخيرة ( ويحكى آن )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الليلةُ الأخيرة جورج جريس فرح منبر شعر التفعيلة 4 02-03-2022 08:12 AM
آخر الأنفاس (قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 0 04-04-2020 12:53 AM
الليلة الأخيرة ..!!! أحمد النجار منبر القصص والروايات والمسرح . 2 12-02-2015 04:50 PM
الحرب الأخيرة !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر القصص والروايات والمسرح . 2 10-06-2015 03:23 PM
على هامش الذكراه (ويحكى آن ) فاطمة جلال منبر القصص والروايات والمسرح . 8 02-20-2015 01:58 AM

الساعة الآن 04:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.