احصائيات

الردود
5

المشاهدات
6331
 
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د. زياد الحكيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
380

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2008

الاقامة
لندن - بريطانيا - عضو اتحاد الصحفيين البريطانيين

رقم العضوية
5315
03-23-2013, 11:22 PM
المشاركة 1
03-23-2013, 11:22 PM
المشاركة 1
افتراضي تعزيز احترام الذات واثره في تحسين نوعية الحياة - د. زياد الحكيم
من اكبر المشكلات الناجمة عن الافتقار الى احترام الذات الشعور انه يتعين على المرء ان يرضي الاخرين باي ثمن ليحظى بحبهم واحترامهم. ويترتب على ذلك ان معظم من يسعون الى ارضاء الاخرين باي ثمن يشعرون بالسخط لان الاخرين – بدل ان يبادلوهم حبا بحب واحتراما باحترام – يستعملونهم ويستغلونهم. فعلى هؤلاء ان يتعلموا اذن كيف يقولون لا – وهذه كلمة سحرية تعلم الناس كيف يتعاملون باحترام مع من يقولها. يجب ان يتعلم المرء الذي يفتقر الى درجة كافية من احترام الذات ان قيمته كانسان لا تحدد بدرجة حب الاخرين له واستحسانهم لتصرفاته. وعليه ان يعلم نفسه ان يكون على درجة صحية من الانانية. فالناس الذين يحترمون انفسهم يعرفون كيف ومتى يعطون انفسهم الاولوية، وكيف ومتى يضعون حدودا لتصرفات الاخرين وتعليقاتهم، ويعرفون كيف ومتى يرفضون.

ومع ان الناس في الاحوال الطبيعية "يكرهون" احيانا بعض افكارهم وتصرفاتهم الا ان هذا الكره اذا تجاوز حدودا معينة فانه يشير الى تراجع في درجة احترام الذات. فكره الذات يثير الكثير من مشاعر الغضب والاحباط ويجعل من العسير ان يتسامح المرء مع نفسه حتى في الاخطاء الصغيرة التي يرتكبها. وعلى مثل هذا الشخص ان يتعلم كيف يغير الطريقة التي يخاطب بها نفسه. فانتقاد الذات لكل كبيرة وصغيرة يؤجج مشاعر كره الذات. والخطوة الاولى هي ان يسكت هذا الصوت الداخلي الذي لا يكف عن انتقاده وتوبيخه اذا ارتكب خطأ صغيرا او كبيرا. عليه ان يعمل على جعل هذا الصوت صوتا ايجابيا، ومتفهما، ومتسامحا، وحكيما. عليه ان يتسامح مع نفسه. فليس ثمة انسان لا يخطئ. وكما يقولون فان جملة من الاخطاء لا تجعل منك انسانا شريرا، كما ان جملة من الافعال الطيبة لا تجعل منك قديسا. عليه ان يتحدى الافكار السلبية التي تدور في رأسه والتي تصر على انه شخص قليل القيمة. فهذه الافكار ربما تولدت على غير وعي منه مما خلفته النشأة الاولى ومما اسهم فيه تعامل الاخرين معه من اهل ورفاق ومعلمين وغرباء وغيرهم كثير. عليه ان لا يحاول ان يكون مثاليا. فالسعي الى المثالية هو اقصر الطرق الى الشعور بالدونية والضعف والاحباط. والاعتقاد بانه يجب ان يكون مثاليا يعني انه دائم الاحساس بالفشل وبان ما يفعله – مهما بلغ من الروعة – هو اقل من المطلوب بكثير.

عليه ان يضع لنفسه اهدافا واقعية تتوافق مع ظروفه وامكانياته. ليتذكر ان الحياة ليست مثالية. ليتذكر ان ثمة فرقا شاسعا بين ان تفشل في تحقيق هدف معين وان تكون شخصا فاشلا. ونذكر هنا ما قاله رياضي شهير: قال اني لم افشل عشرة الاف مرة، ولكني اكتشفت عشرة الاف طريقة لا تعمل ولا يمكن ان تعمل. فالمثاليون يبحثون في ادق التفاصيل ويركزون على اتفه النقاط متجاهلين الصورة الشاملة التي تضم كل شيء ولا وقت لديهم للاستمتاع بما فيها من جمال يسر العين والقلب والوجدان على الرغم مما فيها من عيوب هنا وهناك.

والافتقار الى احترام الذات يدفع بالمرء الى الشعور بان افكاره ومشاعره لا تحظى باهمية عند الناس، الامر الذي يزيد من الاحساس بالغضب المكبوت. ويمكن ان ينفجر هذا الغضب باساءة صغيرة قد تكون متخيلة. لذلك من المهم ان يتعلم المرء ان لا يسمح للغضب بان يتراكم يوما بعد يوم وان يعبر عن مشاعره كلما استدعى الامر ذلك ولكن بهدوء.

ولا شك ان الخوف والشعور بالعجز يرتبطان ارتباطا وثيقا بتدني درجة احترام الذات. ويتعين على المرء في هذه الحالة ان يدرب نفسه على التمييز بين الخوف الحقيقي والخوف الذي لا يقوم على اساس بتذكر الحقائق التي لا يشك بصحتها. كما ان بناء الثقة بالنفس بالتدريج استراتيجية مطلوبة لمواجهة الاحساس بالخوف والعجز.

والمغالاة في الحساسية المرهفة مظهر آخر من مظاهر ضعف احترام الذات. ومن المهم ان يعلم المرء نفسه ان يواجه النقد والتعليقات الجارحة من الناس – سواء كان ذلك مقصودا او عابرا – بصلابة وقوة وذلك بتعلم الانتباه الى ما يقال انتباها قويا بحيث يلاحظ ان كانت الملاحظات المطروحة تقوم على اساس حقيقي قبل ان يقرر كيف يستجيب لها بالشعور حيالها. واذا كان النقد غير مقبول فيجب عليه ان يعلن انه لا يوافق عليه. واذا كان في النقد جانب من الصحة فعليه ان يتعلم كيف يستفيد منه ويصحح سلوكه دون ان يجلد نفسه جلدا عنيفا مؤلما. وعليه ان يتعلم ايضا كيف يواصل المسير دون ان يسمح للتعليق الجارح ان يفسد عليه حياته في الليل والنهار.

ولا شك ان معظم الناس يشككون بقدرتهم – بين حين وآخر – على القيام بعمل ما في مجال ما. ومرد ذلك هو الاحساس باننا لسنا بالقدر المطلوب من القيمة. واذا كان هذا ما تشعر به احيانا فيجب ان تعلم ان القيمة ليست منحة يعطيك اياها الاخرون، ولكنها شيء تعلم نفسك كيف تحدده وتغذيه وترعاه. ولنا ان نعجب بما يحققه الاخرون من نجاح ولكن ليس على حساب اقتناعنا باننا اصحاب قيمة لا يمكن ان ينال منها ما نرى الاخرين يحققونه في مجالات كثيرة. يجب ان يعلم المرء نفسه ان كل انسان يمتلك من المواهب والمزايا الفردية ما لا يمتلكه الاخرون. فالواحد منا يمتاز بصفات فردية جديرة بالاحترام والتقدير والمحبة. ويجب ان نذكر هنا اننا نحن الذين نعلم الاخرين كيف ينظرون الينا ويعاملوننا.

وهناك علاقة وثيقة بين ما يسمى بلغة الجسد والاحساس بالقيمة. فالاحساس بالقيمة او بعدمها ينعكس على تصرفاتنا ووقفتنا وجلستنا وصوتنا واسلوبنا في التعبير. ويجب ان يكف الواحد منا عن مقارنة نفسه بالاخرين لان هذه المقارنة تفضي الى الاحساس بعدم الامان، الامر الذي ينعكس سلبا على ما نقوله وما نفعله. ويجب على المرء ان يهتم بصحته العامة بتناول الغذاء الصحيح والقيام بما يمكن من تمرينات رياضية ليشعر بانه يتمتع باللياقة البدنية والنفسية المطلوبة. عليه ان يهتم ايضا بمظهره الخارجي. فالاشخاص الذين يعانون من صورة سلبية للذات لا يقومون بالجهد الكافي لتحسين المظهر الذي يقدمون به انفسهم للناس.


zedhakim@yahoo.co.uk


قديم 03-28-2013, 03:10 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقال بالغ الاهمية لان القيمة الذاتية self esteem هي من اهم العناصر التي يحتاجها الانسان للنجاح والتوازن في حياتة وعدم وصوله الى نقطة اللاعودة.

شكرا د. زياد الحكيم على هذه المقالات التثقيفية . حبذا لو تشرح لنا آليات تحسين الشعور بالقيمة الذاتية. فهل هناك وصفة سحرية لزيادة الشعور بالقيمة الذاتية؟


من محتوى مقالك الرائع يمكنني مثلا تحديد هذه الخطوات كوصفة لتحسين القيمة الذاتية ومنع الضرر من انهيارها والذي قد يؤدي الى المهالك:
- مع ان الناس في الاحوال الطبيعية "يكرهون" احيانا بعض افكارهم وتصرفاتهم الا ان هذا الكره يجب ان لا يتجاوز حدودا معينة.
- على الانسان السيطرة على مشاعر الغضب والاحباط وان يتسامح مع نفسه حتى في الاخطاء الصغيرة التي يرتكبها.
- على الانسان ان يتعلم كيف يغير الطريقة التي يخاطب بها نفسه وان لا ينتقد نفسه على كل صغيرة وكبيرة.
- عليه ان يسكت هذا الصوت الداخلي الذي لا يكف عن انتقاده وتوبيخه اذا ارتكب خطأ صغيرا او كبيرا.
- عليه ان يعمل على جعل هذا الصوت صوتا ايجابيا، ومتفهما، ومتسامحا، وحكيما.
- عليه ان يتسامح مع نفسه. فليس ثمة انسان لا يخطئ.
- عليه ان يتذكر بان جملة من الاخطاء لا تجعل منك انسانا شريرا، كما ان جملة من الافعال الطيبة لا تجعل منك قديسا.
- عليه ان يتحدى الافكار السلبية التي تدور في رأسه والتي تصر على انه شخص قليل القيمة.
- عليه ان لا يكون اسير الماضي وان لا يسمح لما خلفته فيه النشأة الاولى ومما اسهم فيه تعامل الاخرين معه من اهل ورفاق ومعلمين وغرباء وغيرهم كثير بأن يحطم ذاتيه ويقلل من قيمة نفسه.
- عليه ان لا يحاول ان يكون مثاليا.
- عليه ان يتذكر بأن السعي الى المثالية هو اقصر الطرق الى الشعور بالدونية والضعف والاحباط.
- عليه ان يتجنب ذلك الاحساس بالفشل وبان ما يفعله – مهما بلغ من الروعة – هو اقل من المطلوب بكثير.
- عليه ان يضع لنفسه اهدافا واقعية تتوافق مع ظروفه وامكانياته.
- عليه ان يتذكر ان الحياة ليست مثالية.
- عليه ان يتذكر ان ثمة فرقا شاسعا بين ان تفشل في تحقيق هدف معين وان تكون شخصا فاشلا.
- عليه ان يكون مثاليا فالمثاليون يبحثون في ادق التفاصيل ويركزون على اتفه النقاط متجاهلين الصورة الشاملة التي تضم كل شيء ولا وقت لديهم للاستمتاع بما فيها من جمال يسر العين والقلب والوجدان على الرغم مما فيها من عيوب هنا وهناك.

قديم 03-29-2013, 11:13 PM
المشاركة 3
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقالٌ جديرٌ بالنشر والتداول لـ مضمونه الرائع والبالغ الأهميّة ..

تحيّاتي لكَ ~ د. زياد الحكيم

~ ويبقى الأمل ...
قديم 04-05-2013, 08:44 PM
المشاركة 4
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخ الاستاذ ايوب صابر - القصد من تعويد المرء على احترام ذاته هو ان يعيش في سلام مع نفسه
ومع الاخرين، وبذلك يسود جو من الود بين الافراد ويساعد ذلك في ان يعيش
المجتمع كله في سلام. ويبدو لي ان الاساس في احترام المرء لذاته يكمن في
التسامح مع الذات وفي قبول ان الانسان يخطىء ويصيب. اعرف اشخاصا يدعون الى الحرص
على عدم ارتكاب خطأ من اي نوع، وفي حال ارتكاب خطأ - في نظرهم - فان على المخطىء ان
يجلد نفسه في الليل والنهار لئلا يرتكب خطآ آخر. ولكن الانسان بطبيعته خطاء وهو يخطىء من
شدة حرصه على ان لا يخطىء. وبذلك يسير المخطىء في دائرة مفرغة.

وشكرا للاستاذة امل محمد على المتابعة والاهتمام.

قديم 04-06-2013, 12:10 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
د. زياد الحكيم
لكن العوامل التي يمكن ان تؤدي الى تطوير الانسان نظرة سلبية لذاته لا تقتصر على ارتكابه شخصيا الاخطاء فنوع وطبيعة التربية سواء في المنزل او في المدرسة والعلاقة مع الاخرين يمكن ان تؤدي الى انخفاض في الروح المعنوية وهي مؤشر الى النظرة السلبية التي يمكن ان يطورها الانسان لذاته.

لذلك على الانسان ان يتدرب على الشعور بقيمته الذاتية ويطورها على شاكلة ما ورد في النقاط المذكورة في المداخلة السابقة وان بدأ مسلسل الشعور السلبي من الانسان تجاه ذاته ولم يقم بما هو لازم لعكس الاتجاه فأن ذلك يؤدي الى الامراض النفسية في تصوري وربما اكثر من ذلك اذا تفاقمت الامور، ومن هنا نجد ان بعض الرياضات الروحية والجسدية تشكل مخرج لاناس كانوا على حافة الانهيار.

ثم على الانسان ان يتعلم بالاضافة طبعا الى مسامحة نفسه على ارتكاب الاخطاء عليه ان يتعلم استحضار الانجازات السابقة له في وقت الازمات ولو كانت صغيرة وان يرى الضوء في آخر النفق وان لا يسمح لنفسه بأن توقعه في وهم الفشل المطبق الذي لا فكاك منه، وان الطريق اصبح مسدودا وانه لن ينجح في شيء.

هذا الشعور يتضخم في حالة تدني الشعور بالقيمة الذاتية ولكن اذا تغيرت الظروف يجد الانسان انه ما يزال قادر على العطاء وان الحياة ليست طريق مستقيم منبسط ففيها الطلعات وفيها النزلات وفي احلك الظروف وفي الحضيض يكون الانسان في اشد الحاجة للشعور بقيمته الذاتية.

قديم 04-06-2015, 12:33 AM
المشاركة 6
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ ايوب صابر - شكرا للمتابعة والتعليق الوافي الجميل.
لا شك ان الواحد منا في مختلف الاعمار بحاجة الى الاحساس
بالقيمة لنتمكن من مواصلة الطريق بما فيه من "طلعات ونزلات" كما تسميها.
ان الطفل الذي يعرف قيمة عالية لنفسه
اقدر بما لا يقاس على ان يعيش حياته بشكل مثمر وممتع وان يبني علاقات منتجة
مع الاخرين. من المهم ان نساعد الطفل على ان يحب نفسه ويحترمها.

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تعزيز احترام الذات واثره في تحسين نوعية الحياة - د. زياد الحكيم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي البنيوية؟ - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 10 02-25-2021 06:03 PM
تي إس إليوت – د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 2 12-28-2016 06:33 PM
الحياة في لندن – د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 3 06-20-2014 06:17 PM
ما هي الحياة؟ كيف هي؟ ماذا قالوا فيها؟ - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 06-24-2013 07:32 PM

الساعة الآن 07:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.