احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3250
 
محمد محضار
من آل منابر ثقافية

محمد محضار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
401

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Jan 2011

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
9663
12-29-2011, 01:51 AM
المشاركة 1
12-29-2011, 01:51 AM
المشاركة 1
افتراضي الصرخة.................محمد محضار
الصرخة.................محمد محضار
ثوبها الضيق يلتصق بجسدها، يبرز مفاتنها، كعبها الفضي اللامع يحدث إيقاعا حالما هي تمشي على إفريز الشارع شعرها الكستنائي يتهدل على كتفيها العاريين. عيناها الخضراوان تعلنان عن ثورة غضب تعتمل في أعماقها:
أمام عمارة من ثلاثة طوابق تتوقف. تنظر إلى ساعة يدها، ثم تتخطى بوابة العمارة، صاعدة السلم في رشاقة.



تدير المفتاح في قفل الشقة رقم ستة، بالطابق الثالث، تدفع الباب، تدلف داخلة. ردهة الشقة مصباحها مضاء. تخطو نحو قاعة الجلوس، كان قد سبقها في الحضور، المنفضة أمامه على المنضدة الصغيرة، مكتظة بأعقاب السجائر، وهو مستلق على كنبة "جلدية"، النافذة مفتوحة على مصرعيها، ونسيم عليل يتسرب منها، تلقي إليه بتحية باردة، يستيقظ من شروده، يستوي في جلسته، تجلس هي على الكنبة المجاورة، تفتح حقيبة يدها، تخرج علبة سجائرها، تمسك بلفافة تبغ، تودعها شفتيها، يتصاعد لهب أصفر من ولاعتها الفضية، وهي تشعل اللفافة، تنفث الدخان بعصبية، يتبادلان النظرات يغمر وجهه براحتيه، يمر بهما على رأسه الذي بدأ يغزوه الشيب، يحرك فكيه ببطء، تخرج الكلمات من فمه مضطربة:
- هل تراك فكرت جيدا فيما عرضته عليك البارحة؟
تحدجه بنظرة ثاقبة، وترد:
- لقد وعدتني بالزواج قبل الآن، ولن أتنازل عن هذا.
- لكنني رجل متزوج.. وأشغل منصبا اجتماعيا هاما، ماذا سيقول الناس عني؟
- وماذا تراهم سيقولون عني أنا أيضا، وبين أحشائي جنين لا ذنب جناه أو ارتكبه.
- سأمنحك عشرين ألف درهما نظير الإجهاض، والتخلي عن مطلبك بالزواج.
- لا تهمني دراهمك في شيء، أريد لجنيني الحياة وأريدك له أبا.
- لا، لا أستطيع.
- إذن تفضل الفضيحة وردهات المحاكم.


يرمقها بنظرة غامضة، وهو يميل إلى الأمام، يقول بصوت ناري:
- لن أسمح لك بتحطيم حياتي أيتها المومس.
- مليون لعنة عليك عليك يا كهل السوء، يا من يسترخص أعراض بنات الناس.
- لم أجبرك على الارتباط بي.
- لكن إغراءاتك، ومكانك الاجتماعي، أجبرني على ذلك، ألم تضغط علي بوسائلك الخسيسة، وماذا بوسعي أن أفعل، وأنا مجرد كاتبة صغيرة بمصلحتك، أكافح من أجل لقمة العيش، سوى الاستسلام لأجل والدتي وإخوتي الصغار.
- هذه مجرد تبريرات.
فورة الغضب تشتعل بين ثنايا الصدرين، الصمت الزافر يحتل المكان، والنظرات الشزراء تتهاوى من كلا الجانبين، ربما كانا يشعران بالندم على ما ورطا نفسيهما فيه.
من مكانها تقوم، يشخص ببصره نحوها، صوته مشوب برنة قلق ينساب إلى أسماعها.
- اسمعي يا سميرة أنا لا أريد بك إلا خيرا، حَكّمي عقلك زواجنا شيء مستحيل.
- لن اسمع منك مثل هذا الكلام، وموعدنا بالمحكمة.
- لا، لا لن تفعلي هذا.
- بل سأفعله وأتعداه.
يد تمسك بساعدها، وأخرى تهوى على خذها، وصرخة تنبعث من عمق حلقها، يداها تمتدان إلى عنقه، أظافرها الطويلة تنغرس في لحم رقبته، الأحمر القاني يطفر.. يدفعها بكل قوة.. النافذة مفتوحة على مصرعيها، صرخة تحطم السكون، والجسم اللدن الجميل يتهاوى كريشة على الرصيف، يسبح في بركة دم.




محمد محضار خريبكة : 5يونيو 1985





رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا اجمع
قديم 01-02-2012, 04:08 PM
المشاركة 2
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هي جنت على نفسها, وكان الاحرى بها أن تتوقع هذا...
لكنني حزنت على نهايتها المشؤومة,

شكرا لك الأستاذ محمد.

تحياااتي.

قديم 01-02-2012, 10:03 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم محمد محضار خريبكة المحترم

ما يبدأ بالخطأ فلا صلاح له . .
وضعنا الكاتب أمام خيارين أهونهما مر . .
لا نستطيع أن نبرىء هذه السميرة من خطئها غير المبرر أمامنا من الناحية الاجتماعية والأخلاقية . .
ولكننا أيضاً لا نستطيع لحظة واحدة أن نبرر لهذا المدير حطته واستغلاله لمنصبه وثروته . .
ومع أن السميرة سقطت وماتت ولكن الفضيحة أبت إلا أن تظهر . .

عزيزي . .
تقبل مني التحية والاحترام . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 01-05-2012, 10:40 PM
المشاركة 4
محمد محضار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم محمد محضار خريبكة المحترم

ما يبدأ بالخطأ فلا صلاح له . .
وضعنا الكاتب أمام خيارين أهونهما مر . .
لا نستطيع أن نبرىء هذه السميرة من خطئها غير المبرر أمامنا من الناحية الاجتماعية والأخلاقية . .
ولكننا أيضاً لا نستطيع لحظة واحدة أن نبرر لهذا المدير حطته واستغلاله لمنصبه وثروته . .
ومع أن السميرة سقطت وماتت ولكن الفضيحة أبت إلا أن تظهر . .

عزيزي . .
تقبل مني التحية والاحترام . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **
الواقع أن هذه القصة واقعية ، وقد عشت أحداثها ، لأن الواقعة كلها جرت في عمارة مقابلة لعمارتنا ، حدث ذلك سنة 1985، كنت حينها في بداية حياتي المهنية وكنت أعزبا، .........مودتي

رب ابتسامة طفل خير من كنوز الدنيا اجمع

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الصرخة.................محمد محضار
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العامريات محمد محضار محمد محضار منبر القصص والروايات والمسرح . 1 10-29-2016 10:39 AM
شرود من نوع خاص ....محمد محضار محمد محضار منبر القصص والروايات والمسرح . 1 07-02-2016 10:33 PM
ليل بلا قمر...........محمد محضار محمد محضار منبر شعر التفعيلة 2 09-16-2013 12:29 AM
خلوة ....................محمد محضار محمد محضار منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-27-2012 04:53 PM
تناقض ...............محمد محضار محمد محضار منبر القصص والروايات والمسرح . 6 07-22-2011 04:01 PM

الساعة الآن 06:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.