قديم 09-26-2019, 09:07 PM
المشاركة 111
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
فرسان العرب في الجاهلية والإسلام
كان فارس العرب في الجاهلية ربيعة بن مكدم؛ من بني فراس بن غنم ابن مالك بن كنانة، وكان يعقر على قبره في الجاهلية، ولم يعقر على قبر أحد غيره.
وقال حسان بن ثابت وقد مر على قبره:
نفرت قلوصي من حجارة حرة ... بنيت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منه فإنه ... شريب خمر مسعر لحروب
لولا السفار وطول قفر مهمه ... لتركتها تحبو على العرقوب
وكان بنو فراس بن غنم بن كنانة أنجد العرب، كان الرجل منهم يعدل بعشرة من غيرهم. وفيهم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأهل الكوفة: من فاز بكم فقد فاز بالسهم الأخيب. أبدلكم الله بي من هو شر لكم، وأبدلني بكم من هو خير منكم. وددت والله أن لي بجميعكم - وأنتم مائة ألف - ثلثمائة من بني فراس بن غنم.
ومن فرسان العرب في الجاهلية: عنترة الفوارس، وعتيبة بن الحارث ابن شهاب، وأبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، وزيد الخيل، وبسطام بن قيس، والأحيمر السعدي، وعامر بن الطفيل، وعمرو بن عبد ود، وعمرو ابن معد يكرب.
وفي الإسلام: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، والزبير وطلحة، ورجال الأنصار، وعبد الله بن خازم السلمى، وعباد بن الحصين، وعمير بن الحباب، وقطري بن الفجاءة، والحريش بن هلال السعدي، وشبيب الحروري.
وقالوا: ما استحيا شجاع قط أن يفر من عبد الله بن حازم، وقطري بن الفجاءة صاحب الأزارقة.
وقالوا: ذهب حاتم بالسخاء، والأحنف بن قيس بالحلم، وخريم بالنعمة، وعمير بن الحباب بالشدة.
وبينما عبد الله بن خازم عند عبيد الله بن زياد إذ دخل عليه بجرذ أبيض. فعجب منه عبيد الله وقال: هل رأيت يا أبا صالح أعجب من هذا؟ ونظر إليه. فإذا عبد الله قد تضاءل حتى صار كأنه فرخ، واصفر كأنه جرادة ذكر. فقال عبيد الله: أبو صالح يعصى الرحمن، ويتهاون بالسلطان، ويقبض على الثعبان، ويمشي على الليث الورد، و يلقى الرماح بنحره، وقد اعتراه من جرذ ما ترون، أشهد أن الله على كل شيء قدير.
وكان شبيب الحروري يصيح في جنبات الجيش، فلا يلوي أحد على أحد. وفيه يقول الشاعر:
إن صاح يوماً حسبت الصخر منحدراً ... والريح عاصفة والموج يلتطم
ولما قتل أمر الحجاج بشق صدره، فإذا له فؤاد مثل فؤاد الجمل. فكانوا إذا ضربوا به الأرض ينزو كما تنزو المثانة المنوخة.
ورجال الأنصار أشجع الناس. قال عبد الله بن عباس: ما استلت السيوف، ولا زحفت الزحوف، ولا أقيمت الصفوف، حتى أسلم ابنا قيلة. يعني الأوس والخزرج. وهما الأنصار من بني عمرو بن عامر، من الأزد.
العتبي قال: لما أسن أبو براء عامر بن مالك، وضعفه بنو أخيه وخرفوه، ولم يكن له ولد يحميه، أنشأ يقول:

دفعتكم عني وما دفع راحة ... بشيء إذا لم تستعن بالأنامل
يضعفني حلمي وكثرة جهلكم ... علي وأني لا أصول بجاهل

قديم 09-26-2019, 09:08 PM
المشاركة 112
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذ رأى همدان وغناءها في الحرب يوم صفين:
ناديت همدان والأبواب مغلقة ... ومثل همدان سنى فتحة الباب
كالهندواني لم تفلل مضاربه ... وجه جميل وقلب غير وجاب
وقال ابن براقة الهمداني:
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... مراغمة ما دام للسيف قائم
متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم
وقال تأبط شراً:
قليل التشكي للمهم يصيبه ... كثير الهوى شتى النوى والمسالك
يبيت بموماة ويضحي بغيرها ... جحيشا ويعروري ظهور المهالك
إذا حاص عينيه كعرى النوم لم يزل ... له كالئ من قلب شيحان فاتك
ويجعل عينيه ربيئة قلبه ... إلى سلة من حد أخلق باتك
إذا هزه في عظم قرن تهللت ... نواجذ أفواه المنايا الضواحك
وقال أبو سعيد المخزومي، وكان شجاعاً:
وما يرى بنو الأغبار من رحل ... بالجمر مكتحل بالنبل مشتمل
لا يشرب الماء إلا من قليب دم ... ولا يبيت له جار على وجل
ونظير هذا قول بشار العقيلي:
فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلا بدم
وقال عبد الله بن الزبير: التقيت بالأشتر النخعي يوم الجمل فيما ضربته ضربة حتى ضربني خمساً أو ستاً، ثم أخذ برجلي فألقاني في الخندق وقال: والله لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع منك عضو إلى آخر.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أعطت عائشة رضي الله عنها الذي بشرها بحياة ابن الزبير، إذ التقى مع الأشتر، عشرة آلاف درهم.
وذكر متمم بن نويرة أخاه مالكاً وجلده، فقال: كان يخرج في الليلة الصنبر، عليه الشملة الفلوت، بين المزادتين على الجمل الثفال. معتقل الرمح الخطي. قالوا: وأبيك إن هذا لهو اجلد.
وكتب عمر بن الخطاب إلى النعمان بن مقرن وهو على الصائفة: أن استعن في حربك بعمرو بن معد يكرب، وطليحة الأزدي، ولا تولهما من الأمر شيئاً، فإن كل صانع أعلم بصناعته.
وقال عمر بن معد يكرب يصف صبره وجلده في الحرب:
أعاذل عدني بزي ورمحي ... وكل مقلص سلس القياد
أعاذل إنما أفنى شبابي ... إجابتي الصريخ إلى المنادي
مع الأبطال حتى سل جسمي ... وأفرح عاتقي حمل النجاد
ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي
ومن عجب عجبت له حديث ... بديع ليس من بدع السداد
تمنى أن يلاقيني أبي ... وددت وأينما مني ودادي
تمناني وسابغتي قميصي ... كأن قتيرها حدق الجراد
وسيف من لدن كنعان عندي ... تخير نصله من عهد عاد
فلو لاقيتني للقيت ليثاً ... هصوراً ذا ظباً وشباً حداد
ولاستيقنت أن الموت حق ... وصرح شحم قلبك عن سواد
أريد حياته ويريد قتلى ... عذيرك من خليلك من مراد
ومن قوله في قيس بن مكشوح المرادي:
تمناني على فرس ... عليه جالساً أسده
علي مفاضة كالنه ... ي أخلص ماءه جدده
فلو لاقيتني للقي ... ت ليثاً فوقه لبده
سبنتي ضيغماً هصراً ... صلخداً ناشزاً كتده
يسامي القرن إن قرن ... تيممه فيعتضده
فيأخذه فيرديه ... فيخفضه فيقتصده
فيدمغه فيحطمه ... فيخضمه فيزدرده

قديم 09-29-2019, 07:04 AM
المشاركة 113
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
المكيدة في الحرب
قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة.
وقال المهلب لبنيه: عليكم بالمكيدة في الحرب، فإنها خير من النجاة.
وكان المهلب يقول: أناة في عواقبها فوت، خير من عجلة في عواقبها درك.

وقال مسلمة بن عبد الملك: ما أخذت أمراً قط بحزم قط فظلمت نفسي فيه وإن كانت العاقبة علي، ولا أخذت أمراً قط وضيعت الحزم فيه إلا لمت نفسي عليه وإن كانت العاقبة لي.
وسئل بعض أهل التمرس بالحرب: أي المكايد فيها أحزم؟ قال: إذكاء العيون، وإفشاء الغلبة، واستطلاع الأخبار، وإظهار السرور، وإماتة الفرق، والاحتراس من البطانة، من غير إقصاء لمن يستنصح، ولا استنصاح لمن يستغش، واشتغال الناس عما هم فيه من الحرب بغيره.

قديم 09-29-2019, 07:06 AM
المشاركة 114
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وفي كتاب للهند: الحازم يحذر عدوه على كل حال، يحذر المواثبة إن قرب، والغارة إن بعد، والكمين إن انكشف، والاستطراد إن ولى.
وقال المأمون للفضل بن سهل. قد كان لأخي رأى لو عمل به لظفر. فقال له الفضل: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: لو كتب إلى أهل خراسان وطبرستان والري ودنباوند أنه قد وهب لهم الخراج لسنة لم نخل نحن من إحدى خصلتين، إما رددنا فعله ولم نلتفت إليه، فعصانا أهل هذه البلدان وفسدت نياتهم فانقطعوا عن معاونتنا، وإما قبلناه وأمضيناه فلا نجد ما نعطى منه من معنا وتفرق جندنا ووهي أمرنا. فقال الفضل: الحمد الذي ستر هذا الرأي عنه وعن أصحابه.
وكتب الحجاج إلى المهلب يستعجله في حرب الأزارقة فكتب إليه: إن من البلية أن يكون الرأي بيد من يملكه دون أن يبصره.
وكان بعض أهل التمرس يقول لأصحابه: شاوروا في حربكم الشجعان من أولي العزم، والجبناء من أولي الحزم فإن الجبان لا يألوا برأيه ما يقي مهجكم، والشجاع لا يعدو ما يشد بصيرتكم. ثم خلصوا من بين الرأيين نتيجة تحمل عنكم معرة الجبان، وتهور الشجعان، فتكون أنفذ من السهم الزالج، والحسام الوالج.
وكان الإسكندر لا يدخل مدينة إلا هدمها وقتل أهلها، حتى مر بمدينة كان مؤدبه فيها. فخرج إليه، فألطفه الإسكندر وأعظمه. فقال له: أصلح الله الملك، إن أحق من زين لك أمرك، وأعانك على كل ما هويت لأنا. وإن أهل هذه المدينة قد طمعوا فيك لمكاني منك، فأحب أن تشفعني فيهم، وأن لا تخالفني في كل ما سألتك لهم. فأعطاه من العهود والمواثيق على ذلك ما لا يقدر على الرجوع عنه. فلما توثق منه قال: فإن حاجتي إليك أن تهدمها وتقتل أهلها. قال: ليس إلى ذلك سبيل، ولا بد من مخالفتك. فقال له: إرحل عنا.
وقيل: صالح سعيد بن العاص حصناً من حصون فارس على أن لا يقتل منهم رجلاً واحداً، فقتلهم كلهم إلا رجلاً واحداً.

قديم 09-29-2019, 07:09 AM
المشاركة 115
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
أما ابن الكلبي فقال: لما فتح عمرو بن العاص قيسارية سار حتى نزل غزة، فبعث إليه علجها: أن أبعث إلي رجلاً من أصحابك أكلمه. ففكر عمرو وقال: ما لهذا أحد غيري. قال: فخرج حتى دخل على العلج فكلمه، فسمع كلاماً لم يسمع قط مثله. فقال العلج: حدثني: هل في أصحابك أحد مثلك؟ قال: لا تسأل عن هذا، إني هين عليهم إذ بعثوا بي إليك وعرضوني لما عرضوني له، ولا يدرون ما تصنع بي؟ قال: فأمر له بجائزة وكسوة، وبعث إلى البواب: إذ مر بك فاضرب عنقه وخذ ما معه. فخرج من عنده فمر من رجل من نصارى غسان فعرفه فقال: يا عمرو، قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج. ففطن عمرو لما أراده، فرجع. فقال له الملك: ما ردك إلينا؟ قال: نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك يسع بني عمي، فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية، فيكون معروفك عند عشرة خيراً من أن يكون عند واحد. فقال: صدقت، أعجل بهم. وبعث إلى البواب أن خل سبيله. فخرج عمرو وهو يلتفت، حتى إذا أمن، قال: لا عدت لمثلها أبداً. فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج، قال له: أنت هو! قال: نعم، على ما كان من غدرك.

قديم 09-29-2019, 07:10 AM
المشاركة 116
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وقال:
ولما أتي بالهرمزان أسيراً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له: يا أمير المؤمنين، هذا زعيم العجم وصاحب رستم. فقال له عمر: أعرض عليك الإسلام نصحاً لك في عاجلك وآجلك. قال: يا أمير المؤمنين، إنما أعتقد ما أنا عليه ولا أرغب في الإسلام رهبة. فدعا له عمر بالسيف. فلما هم بقتله، قال: يا أمير المؤمنين، شربة ماء أفضل من قتلى على ظمأ. فأمر له عمر بشربة ماء. فلما أخذها قال له: أنا آمن حتى أشربها؟ قال: نعم. فرمى بها وقال: الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج. قال: صدقت، لك التوقف عنك وأنظر في أمرك، ارفعوا عنه السيف. فلما رفع عنه قال: الآن يا أمير المؤمنين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وما جاء به حق من عنده. قال عمر: أسلمت خير إسلام، فما أخرك؟ قال: كرهت أن يظن أني إنما أسلمت جزعاً من السيف، وإيثاراً لدينه بالرهبة. فقال عمر: إن لأهل فارس عقولاً بها استحقوا ما كانوا فيه من الملك؛ ثم أمر به أن يبر ويكرم. فكان عمر يشاوره في توجيه العساكر والجيوش لأهل فارس.

قديم 09-29-2019, 07:11 AM
المشاركة 117
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
وهذا نظير فعل الأسير الذي أتى به معن بن زائدة في جملة الأسرى فأمر بقتلهم، فقال له أتقتل الأسرى عطاشاً يا معن؟ فأمر بهم فسقوا. فلما شربوا قال: أتقتل أضيافك يا معن؟ فخلى سبيلهم.
وذكروا أن ملك من ملوك العجم كان معروفاً ببعد الغور ويقظة الفطنة وحسن السياسة، وكان إذا أراد محاربة ملك من الملوك وجه إليه من يبحث عن أخباره وأخبار رعيته قبل أن يظهر إلى محاربته، فيكشف عن ثلاث خصال من حاله، فكان يقول لعيونه: انظروا هل ترد على الملك أخبار رعيته على حقائقها أم يخدعه عنها المنهي ذلك إليه؟ وانظروا إلى الغنى في أي صنف هو من رعيته، أفيمن اشتد أنفه وقل شرهه؟ أم فيمن قل أنفه واشتد شرهه؟ وانظروا في أي صنفي رعيته القوام بأمره؟ أفيمن نظر ليومه وغده؟ أم من شغله يومه عن غده؟ فإن قيل له لا يخدع عن أخبار رعيته، والغنى فيمن قل شرهه واشتد أنفه، والقوام بأمره من نظر ليومه وغده؛ قال: اشتغلوا عنه بغيره. وإن قيل له ضد ذلك؛ قال: نار كامنة تنتظر موقد، وأضغان مزملة تنتظر مخرجاً، اقصدوا له فلا حين أحين من سلامة مع تضييع، ولا عدو أعدى من أمن أدى إلى اغترار.
وكانت ملوك العجم قبل ملوك الطوائف تنزل بلخ، ثم نزلت بابل، ثم نزل أردشير بن بابك فارس، فصارت دار مملكتهم، وصار بخراسان ملوك الهياطلة، وهم الذين قتلوا فيروز بن يزدجرد بن بههرام ملك الفرس، وكان غزاهم. فكاده ملك الهياطلة بأن عمد إلى رجل ممن عرفه بالمكابدة وحسن الإدارة، فأظهر السخط عليه، ووقع به على أعين الناس توقيعاً قبيحاً، ونكل به تنكيلاً شديداً، ثم أرسله وقد واطأه على أمر أبطنه معه وظاهره عليه. فخرج حتى أتى فيروز في طريقه، فأظهر له النزوع إليه والاستنصار به من عظيم ما يناله. فلما رأى فيروز ما به من التوقيع والنكاية فيه، وثق به واستنام إليه. فقال له: أنا أدلك أيها الملك على غرة القوم وعورتهم، وأعلمك مكان غفلتهم. فسلك به سبيل مهلكة معطشة. ثم خرج إليه ملك الهياطلة فأسره وأكثر أصحابه. فسألهم أن يمنوا عليه وعلى من معه، وأعطاهم موثقاً لا يغزوهم أبداً، ونصب لهم حجراً جعله حداً بينه وبينهم، وحلف لهم أن لا يجاوزه هو ولا جنوده، وأشهد الله عليه وعلى من حضر من قرابته وأساورته. فمنوا عليه وأطلقوه ومن معه. فلما عاد إلى مملكته أخذته الأنفة مما أصابه، فعاد إلى غزوهم ناكثاً لعهده، غادراً بذمته إلا أنه لطف في ذلك بحيلة ظنها مجزية في أيمانه، فجعل الحجر الذي نصبه لهم على فيل في مقدمة عسكره، وتأول في ذلك أنه لا يجاوزه. فلما صار إليهم ناشدوه الله وذكروه الأيمان به، وما جعل على نفسه من عهده وذمته. فأبى إلا لجاجاً ونكثاً. فواقعوه فضفروا به، فقتلوه وقتلوا حماته، واستباحوا عسكره.

قديم 09-29-2019, 07:13 AM
المشاركة 118
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
أسامة بن زيد الليثي: قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا أخذ طريقاً وهو يريد أخرى، ويقول: الحرب خدعة.
زياد عن مالك بن أنس: كان مالك عبد الله الخثعمي، وهو على الصائفة يقوم في الناس كلما أراد أن يرحل، فيحمد الله تعالى ويثني عليه، ثم يقول: إني دارب بالغداة إن شاء الله تعالى درب كذا. فتتفرق الجواسيس عنه بذلك. فإذا أصبح الناس سلك بهم طريقاً أخرى. فكانت الروم تسميه الثعلب.

قديم 10-05-2019, 01:00 AM
المشاركة 119
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
أسامة بن زيد الليثي: قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا أخذ طريقاً وهو يريد أخرى، ويقول: الحرب خدعة.
زياد عن مالك بن أنس: كان مالك عبد الله الخثعمي، وهو على الصائفة يقوم في الناس كلما أراد أن يرحل، فيحمد الله تعالى ويثني عليه، ثم يقول: إني دارب بالغداة إن شاء الله تعالى درب كذا. فتتفرق الجواسيس عنه بذلك. فإذا أصبح الناس سلك بهم طريقاً أخرى. فكانت الروم تسميه الثعلب.
مجهود أكثر من متميز سيدتي ناريمان الشريف
لا عدمنا لمساتك الفكرية الرائعة
مشكورة الله يعطيكي ألف عافية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الابتسامة هي قوس قزح الدموع

قديم 10-08-2019, 06:13 AM
المشاركة 120
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
مجهود أكثر من متميز سيدتي ناريمان الشريف
لا عدمنا لمساتك الفكرية الرائعة
مشكورة الله يعطيكي ألف عافية

:color-ms-onenote:

أخي تركي ..
سلام عليك .. أشكر مرورك الطيب .. وفي الحقيقة .. هذا الجهد مجرد منقول متتابع لكتاب ضخم من أمهات الكتب العربية ..
وأبسطه هنا للقراءة والفائدة لكل من يبحث عن مواده قاصدة وجه الله
أزكى تحية


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العقد الفريد ... كتاب فريد من نوعه في عالم الأدب العربي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
العقد الفريد - أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-26-2014 11:32 PM
العقد الفريد - ابن عبد ربه الأندلسي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-07-2014 10:05 PM
العقد الفريد . والتبارك بالعقود يزيد الخالد منبر الحوارات الثقافية العامة 14 10-15-2013 09:37 AM
"ايام ع البال": كتاب فريد في نوعه ومضمونه نبيل عودة منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 01-31-2013 05:16 AM

الساعة الآن 05:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.