العناق الأخير
===================
حسام الدين بهى الدين ريشو
------------------

كانت ذات قلب تملؤه الحيرة
ضعيفة الى حين تجاه من يدغدغ كبريائها الانثوي بكلماته
في الآونة الأخيرة أجتذبها حديثة
شعرت بتلذذ
الا أنه كان من المحزن بينهما أن تمضي ساعات لقائهما مشوبة بالمنغصات ..
قلقه
وحيرتها
كانت مشاعره النقية تجاهها تجيش في صدره
ولكنها سرعان ما تتوارى مما يقرأه خلف كلماتها المترددة
أخبرته ذات يوم أن ماجذبها اليه هو قوته الشاعرية
وروعة صوره التعبيرية
أما هو فكان مفتقدا الى الدفء دائما .
الا من لحظات عابرة بين كتبه التى تزدحم بها غرفة وحدته !!
أو وريقات يسكب عليها جمر حنينه !!
لكنه في أعقاب لقاءاتهما المتباعدة .. كان كثيرا مايخرج منها مستسلما لحزن هائل .. وسيل من تداعيات القلق على مصيرهما المشترك
يتأرجح بين خفقات قلبه التى تهواها .. ومرارات الوجع التى تجسم على روحه من احساس غير مستقر بأنها تتلاعب به .. وأنه قابع في عنق الوجع
ظن أنها ستنتشله منه !!
لكنها أحكمت الغلق .
وكأنها ماعرفته الا لتخط شهادة وفاته !!
قالت يوما :
تبا لك أيها الحب
لم يتوقف عند العبارة .. ليقرأ جذورها المختفية في أرض حيرتها
يغزوه هاجس .. بأنها ليست سوى سراب حائر فوق رذاذ الموج العابث !!
يقتنص لحظة السعادة التى تمنحها له ثم تسلبها عند المغادرة
تكثفت جراحه يوما .. وشقت رحلتها من القلب الى الروح
فانتفضت الروح في جسده المضنى
أشعلت به نار التمرد
صاحت به :
لقد سئمت منك
ومن قلبك الذليل
وهى تتلاعب به
كما تتلاعب الريح بالنخيل
لم يعد أمامك سوى العناق الأخير ..
لي .. أو لها !!
فاختر لنفسك ماتريد
ما اخدع الحب حين يمتطى كلمات في التيه
مالح ثراه
نار هواه
فلا تتفتح فيه قرنفله
ولا تخضر منه روح معذبة !!