إبحار في أزرقها.. الفنانة سلمى العلاّق
ريم بدرالدين بزال
فإن دخلت أرضا تعرفها من زمن لا اسم له.. زمن في المخيلة مكث،
روائحها تعشش في خلايا القلب ، تعرف أن ثمة رهطاً من هنا قد مر..
من عطر باق منهم تعرف أنهم عبروا ..
مكثوا إن يوما أو بعضه ..
إن دهرا أو شيئا منه..
دسوا بين حجرين رسالة حب ..
جففوا عطر ياسمينة في طيات كتاب قصائد ..
رقصة مشاغبة في نوتات أغنية ..
ضفروا عشبا عرّش ظلا للطرقات،
لمّوا عطر الزهر الأبيض إذ باغته نسيم العصر.
بعد الفالس الأول .. رتّب فوضى العطر على صفحة ماء ..
كمشته أيد حانية صاغته بنار الشوق ليبارك عشقا يتجدد ..
مروا .. مروا من قبل ...
سكنت أصواتهم ملء فضاء ..
هامت و ارتحلت .. عاشقة ، حزنى، مثكولة ، راقصة , ألوان لا لون لها عجنت أصواتهم.
أنصت.. فصلاة الليل أقيمت ، قداس يتلوه كاهن لم يوقظه في عتمه ليله إلا هذا الشغف المفرط ..
اصبر حتى الخيط الأبيض ترتيل ينشده من هاجسه ذات الشغف ..
ذاكرة ولدت من قبل،
صالت ، دالت، وأدت ، ملت من محبسها ،خرجت ،
جالت في حيوات الـ ولدوا بعد...
سكنت في أمداء الورد الـ نبت بعد...
عبرت مرة طيفا أبيض .. تقسم بنت الأرجوحة أن شاهدتُ بأم العين ..
لو كانت تحكي الأطيار باحت بالسر وشوشه في هدأة صبح نسيما ما فارقه الشغب.
في الرائحة ثمة ذاكرة موشومة ،
في الذاكرة رهط مروا من قبل ،
رهط تركوا الصوت هناك..
في الصوت ضياء ..
في الضوء اللون الشارد من حامل ألوان وضعته أيد حانية ...
زرقة نافذة مزروعة في عين الصبح ..
ثمة قبة دثرها فضي .. ذهبي .. وردي .. ما قدر اللون أن يتلون إذ تلك الشمس أتمت دورتها اليومية ..
سعف أزرق ، هل ثمة نخل أزرق؟!
و الباب تراه يزيد الدكنة ..إن تلمس تلك السقّاطة ..تغزُ يدك غواية ماء ..
إن تدخل رحم الماء تدنيك الزرقة طرف سماء ..
لو حافتها كانت رفعت لاستتر من عري من مكث هناك ... يتدثر ما سنح من غيم شارد .
و أقول من يقدر أن يبكي العين .. لا الحزن أساسٌ، لا القهر ...
من يملك برشاقة ريشة أن يبكي روحا عاشقة فاض عليها شغف اللون اللـ انداح من ذاكرة مطوية ..
من يقدر أن يفعل هذا كاد يكون نبيا.
http://www.mnaabr.com/vb/showthread....564#post120564
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
إبحار في أزرقها..
