قديم 12-30-2019, 03:47 AM
المشاركة 511
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
" جـــدران الخـــوف"
بقلم : خالد عبداللطيف


نظر إلى ساعته، بدت له الدقائق والثواني أبطأ من سلحفاة ثخيثة، أو حمار أعرج واهن. تأمل الغرفة التي ضمته جدرانها الصدئة في غيظ وحنق. تزحزح من مكانه بحثا عن نسمة هواء منعشة. لكن دخان السجائر وزوابع الشيرا، ورياح القنب الهندي كانت أسرع إلى رئتيه. تحسس ملكيته الأضيق من كفي دعاء، فوجدها مليئة بعرق نتن، وسائل لزج لم يتبين ما هو. أشبه بالمخاط أو حبيبات اللصاق. حرك يديه المتشنجتين، لكن أياد آثمة كانت أسرع إلى جسده ،وانهالت عليه بالضرب أينما اتفق. حاول حماية وجهه، حتى لا تبصر زائرة عزيزة عليه ندوبا، أو زرقة على خارطة وجهه. تركههم يتلذذون بتنشيط قبضاتهم الحديدية على ظهره، حتى أصبح ألين من قطعة عهن أو اسفنجة مبللة. نظر إلى ساعته ممددا. ولعن هذا الزمن الأكلب الذي أثقل زمنه الخاص بفرامل كابحة. ارتعشت أوصاله أكثر من أي وقت مضى. بصق على"كرونوس" الذي سيحرمه من هذه الزيارة، ان هو تمادى في تنويم اللحظات والدقائق والثواني. حاول التغلب على قلقه. والتشبت ببصيص أمل. رفع رأسه للأعلى رآى وزغة وبقربها بيت عنكبوت. لعن في سره كل الكائنات البطيئة . جرب تحريك رجليه ورأسه، ليتأكد أنه مازال حيا. كان جسمه أثقل من جبل، ودبيبا يسري في عروقه. تذكر سليمان والنمل، واعتقاد بلقيس أن ماتراه لجة بل هو صرح ممرد من قوارير.استشعر بحسه العلمي أن مادة الأدريالين والكورتزول قد ارتفعت نسبتها في دمه. وأنه لاخلاص له من هاتين المادتين إلا بأخذ نفس عميق، وإغماض العينين، ومحو هذا المكان الآسن من ذاكرته ولو مؤقتا. حاول تجريب رياضة الليوغا، والقيام بعملية استرخاء، لكن الزبانية ما يزالون يرقبون حركاته خوفا من مقاومة غير منتظرة . نظر حواليه في يأس وقال لهم"اتركوني إني سقيم"تمنى في هذه اللحظات العصيبة ، ان يتوقف الزمن ولو قليلا حتى يتمكن من ترويض جسده، عساه يسترجع طاقة مؤقتة استنزفتها معاول الهدم، وأسياخ الشر. تمتم بكلمات غير مفهومة ،فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في مربعه بين مطرقة الإنتظار، وسندان الزمن. أحس بأن خلايا دماغه تتآكل بسرعة غريبة كفعل السرطان. حاول تمالك نفسه حتى لايدخل في غيبوبة. قاوم بكل ماتبقى له من آليات دفاعية للبقاء، تذكر يونس وهو في بطن الحوت، ولولا تسبيحه لبقي في بطنه إلى يوم يبعثون.بسمل وحوقل واستعاذ بالله، هو ليس نبيا كيوسف أو سليمان ويونس. مملكته الضيقة لاتسمح له بالصلاة .الزبانية عند رأسه وأخمصي رجليه. الذباب يلسعه والصراصير ترقص فوق فراشه المتعفن. شحذ ذاكرته لاسترجاع كل آيات الخلاص وسور النجاة. في عز يأسه رآى في كوة صغيرة غرابا. لم تعد له قدرة على التفكيروقال في نفسه:" أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب". شرع في البكاء. تذكر ناقة صالح التي عقرها قدار ظلما.هو ليس بقدار ولافرعون. ماله وماناقة صالح ماالذي أقحمها في مربعه القذر. أحس بأن داخل رأسه تقرع عشرات الطبول، وملايين محركات السيارات بهديرها النافر. وسط هذا الضجيج القاتل سمع صوتا جهوريا يعرفه الجميع، صوت المنادي للزيارة، لمعت عيناه ببريق نصر ونشوة وأمل. خفق قلبه وهو يسمع اسمه. قال في نفسه" لاوقت للألم والبكاء والشكوى في فرصة سريعة الفوت بطيئة العودة.استجمع قواه. وانطلق كثور هائج نحو مكان الزيارة. نسي العذاب والجلد والأسياخ الحامية. هرول بسرعة ونظرات حاقدة مفعمة بالكراهية تشيعه حتى اختفى عن الأنظار. في غرفة الزيارة قبل زوجته بعنف أمام أنظار الحراس. لثم يديها وصدرها وجيدها ورأسها. خرجت الكلمات من فيه كالحمم.سألها عن الصحة والأولاد والأبوين.سألها عن الأصدقاء والأقارب العمات والخالات. سألها عن أشجار البرتقال والقطة سوسو والكلب" صام" حاول أن يبقي يده في يدها، وأن يفرغ ما في صدره دفعة واحدة. لكنه سمع الحارس ينطق بأسوأ عبارة يكرهها السجناء" انتهت الزيارة"

خالد عبداللطيف/ روائي مغربي.
صدرت لي رواية" أسوار الظلام" منشورات وزارة الثقافة.2012.

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12439

وحيدة كالقمر
قديم 12-30-2019, 03:54 AM
المشاركة 512
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
حامد جو
بقلم : أحمد إبراهيم


لا اعرف لماذا سمى حامد بحامد جو ، يبدو لى ان هذا اللقب قد اقترن بحامد عندما كنا طالبا بالمدرسة الثانوية ، كانت كلمة " جو " شائعة بين طلاب المدرسة ، و قد اعتاد الطلاب إطلاقها ، على كل شخص يميل إلى المبالغة ، سواء كان ذلك ، فى المظهر ، أو فيما يقص و يحكى ، من قصص و حكاوى. كما كانت كلمة " جو " تطلق أيضاً على كل من يميل إلى الاستعراض ، و لفت النظر ، و قد أطلقت على بعض لاعبى كرة القدم ، و غيرهم من الطلاب المبرزين فى الأنشطة ، ممن ارتبط أداؤهم بالميل للاستعراض .

غير ان حامد جو كان الشخص الوحيد ، الذى التصق اللقب باسمه ، و ظل ملازما له بصورة ثابتة ، حدث ذلك بالرغم من ان حامد جو ، لم يكن مبرزا ، فى اى من الأنشطة المعروفة ، الا انه ظل معروفا لكل طلاب المدرسة .

كان حامد ميالا بالفعل ، لغريب الملبس ، و غريب المسلك ، و غريب الحديث ، و يبدو ان ذلك هو ما جعله ملفتا للأنظار . كان كلانا ينتمى إلى أسرتين متوسطتي الحال ، الا ان حامد واجه اليتم فى سن مبكر ، توفى والده ، و هو لا يزال يافعا ، اذكر يوم وفاة أبيه ، و كأنها حدثت بالأمس ، كنت مع بعض الصبية فى فناء منزلهم ، و كانت النسوة الثاكلات يتصايحن فى باحة المنزل .

كان بعضهن ينحن و هن يطرقن بالعصى ، على قرع طاف فوق طسوت بها ماء ، و كانت تلك هى المرة الأولى التى أرى فيها مثل ذلك المنظر النائح ، الثاكل ، كانت أجنحة الفجيعة ترفرف فوق سماء القرية ، بشكل مخيف ، لقد انطبع ذلك المشهد فى نفسي لفترة طويلة . كنا على طرفى نقيض من حيث الإحساس بالانتماء إلى أسرتين عاديتين ، من اسر مزارعي المشروع الزراعى ، انتمائى إلى أسرة اب مزارع ، أورثنى حالة من الانزواء ، و الانطواء ، فى المدارس الداخلية التى بدأت ارتيادها منذ سن مبكرة ، و من ذلك مثلا تجنب الاحتكاك بأبناء الموظفين ، و أولاد التجار الأغنياء ، الذين ضمتنى بهم الداخليات .

كنت أحس بأننى غير مؤهل طبقيا لصداقتهم ، و صحبتهم ، اما حامد ، فلم يخامر وعيه أبدا ، اى إحساس بالدونية تجاههم ، كان يخالطهم باعتيادية ، و فى الحقيقة كان يتصيد صداقاتهم ، ظل يقتحم عالمهم ، غير هياب و لا وجل ، كنت اصادق ممن هم على شاكلتى من حيث الطبقة الاجتماعية ، اما حامد ، فكنت أراه يلبس البنطلونات و الجاكيتات فى الشتاء ، كما كان يدخن ، و يرتاد صالات السينما ، و المطاعم ، و محلات الحلوانية ، مع أولاد التجار و الموظفين ، بوتيرة ثابتة ، فى حين كان أمثالنا ، من أبناء المزارعين ، يظلون قرابة الشهر بالداخلية ، و ذلك ، بسبب ضيق ذات اليد . الشاهد ان صداقاته الواسعة ، و جاذبيته ، كفلتا له قدرة أوسع على الحركة .

من يرى أسلوب عيشه يحسب ان أباه تاجرا أو موظفا كبيرا ، ذلك يوم ان كانت للموظفين دولة ... يتبع

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11908

وحيدة كالقمر
قديم 12-30-2019, 04:07 AM
المشاركة 513
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
هل يمكن الوصول للحقيقة؟
بقلم : أحمد الوراق


السؤال هل يمكن الوصول للحقيقة ؟ وهل يمكن الوصول لجميع الحقائق؟ وكيف يتم الوصول للحقيقةماهو الطريق او المنهج الموصل لها؟

الرد:
يمكن الوصول للحقيقة وإلى جميع الحقائق بحسب ما أوتي الإنسان من نطاق محدد لمعرفة الحقيقة، لا يمكن أن يتعداه لكنه يكفيه فيما يتعلق بمشاكله وحياته ، قال تعالى {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}.

أما المعرفة الكاملة في أي شيء فهذا ليس للإنسان ، ولا يوجد شيء واحد يعرفه الإنسان بالكامل ، لكن يعرف منه ما يكفيه ، نحن نعرف العقل لكننا لا نعرفه بنفس الوقت! ومع ذلك نستفيد منه ونعتمد عليه ، نحن نعرف المشاعر ولا نعرفها بنفس الوقت! لكننا نستطيع أن نتعامل معها ، نحن كبشرية نعرف القوانين الطبيعية ونقيم علمنا على أساسها لكننا لا نعلم ماهيتها ولا لماذا لم تكن قوانينها أخرى غيرها! لأننا لا نعرف، نحن نعرف المادة ولا نعرفها بنفس الوقت! فلا نعرف كيف جاءت قوانينها ولا من أين جاءت ولا ما هو أبعد من ذراتها، ومع ذلك نتعامل معها ونستطيع أن نعرف عنها ما يتعلق بحياتنا البشرية وهي حقائق أسميناها بـ "حقائق العلم المادي" ،ومن يتشكك فيها فعليه أن يخالفها إن استطاع!

إذاً توجد حقيقة ولا توجد بنفس الوقت!! فالعلم الكامل لله ، إذا تجاوزنا خيال الماديين والملاحدة الشاطح بأن المختبر المادي يوماً من الأيام سوف يعرف الحقائق الكاملة عن كل شيء ، بينما مادة المختبر نفسها غير مفهومة بالكامل إلا بالقدر الذي نستفيد بها منها .

إن جعلنا أنفسنا بشراً نقول : توجد معرفة وحقائق موهوبة لنا نستفيد منها ولا نحيط بها ، وإذا نصبنا أنفسنا آلهة فسنكون آلهة لكن بلا علم؛ لأنها تريد أن تعرف كل شيء بالكامل أو ترفض المعرفة بالكامل ، وهذا ما ذهب إليه الإلحاد في آخر المطاف حيث يشكك في العلم والعقل ، أي: آلهة بدون علم ولا حتى قليل، لأنهم يتشككون في العلم والمنطق ولا يقرون بوجود حقائق مطلقة، أي: يتشككون بوجود الحقيقة نفسها ونسبية كل شيء ، لكن لا يتشككون بوجود أهوائهم أبداً ولا أهميته.


أما سؤالك عن كيفية الوصول للحقيقة: فأول شرط هو اختيار الحق على الباطل- والخير على الشر- والجمال على القبح ، ولا أقول التجرد الكامل ، لأن التجرد الكامل وهم، ولو كان لكان بلا دافع، أي أن التجرد الكامل لا يدلنا على الحقيقة ، بل محبة الحق والخير والجمال ويجمعها محبة الله هي الدافع إلى المعرفة ، فمن أحب الله سلك طريق الحقيقة والبحث عنها ، وكذلك من أحب الحق والخير والجمال سلك طريق الله الموصل للمعرفة الحقيقية وليست المفبركة، كنظريات التطور والأكوان المتعددة وما شابه ذلك من غير العقلانيات .

أما صاحب الهوى فلن يعرف أبداً إلا هواه ولا يعرف حتى كيف يشبعه ، وسوف يضر نفسه من حيث أراد مصلحتها ، مهما اغتر الإنسان وطالت بناياته وطائرته فليس في حقيقته إلا عبد لخالق أعظم آتاه بعض العلم ليختبره، ولو لم يكن هناك إله لربما أمكنت المعرفة الكاملة .

لا شيء نعرفه أكثر من ذواتنا ، وفي الحقيقة أكثر شيء نجهله هو ذواتنا! نحبها ولا نعرفها! نحب ولا نعرف ما هو الحب! نتذوق الجمال ولا ندرك ما هو الجمال!! هل رأيت أننا عبيد ولا يمكن أن نكون آلهة؟! لأن أكثر شيء نعرفه هو أكثر شيء نجهله . إنه تسخير الله عندما أعطانا هذا الشعور –رحمة منه- الذي يجعلنا نحس بالمعرفة بينما نحن في الحقيقة لا نعرف ، وإلا لقتلنا الخوف والتشكك حتى من أنفسنا .

عندما تقول "أنا" تقولها بملئ فمك ، لكن لو سألك طفل متفلسف : أرني هذا الأنا؟ وأين مكانه في جسمك؟ وما هو؟! وأي شيء في جسمك تقصد عندما تقول "أنا" ؟ وهل هو في جسمك أو خارجه؟؟ لأن هناك من استؤصلت أجزاء من جسمهم ولا تزال الأنا عنده لم تنقص!!

إذا نظرنا إلى الكامل والكلي فنحن لا نعرف شيئاً ، وإذا نظرنا إلى ما يتعلق بوجودنا وحياتنا نجد أننا نستطيع أن نعرف الكثير من ذلك القليل من العلم، لكنها كلها معرفة ناقصة وإن كانت معرفة لا تتشكك في أنها معرفة،

فعندما تقول "أنا" فأنت ميّزت شيئاً عن أشياء ، لكن ما هو هذا الشيء بتفاصيله؟؟ لا تعرف .

لا حظ دقة الآية {وما أوتيتم من العلم ...} تدل على السعة ، لكن "من" تفيد التبعيض ، أي: بعضاً من كل العلم – شيئاً من كل شيء ، لكن معرفة كل شيء عن كل شيء فهذا أمر مستحيل أن يصل إليه البشر وليس مسألة وقت ، لأن العقل منحة مجهولة محددة ، وهو وسيلتنا للمعرفة ، أي: نحن نجهل حقيقة وماهية ما نعرف به ، فهل بعد هذا تتفاءل بأن العلم سيعرف كل شيء ما دام لم يعرف ولا حتى وسيلته بالمعرفة؟ فاقد الشيء لا يعطيه .

أما المنهج الموصل للحقيقة فهو حب الحق وكراهية الباطل صغيراً أو كبيراً- قليلاً أو كثيراً- معنا أو ضدنا ، من اختار هذا الاختيار فسيكون الله معه ، قال الله تعالى عن الكفار المعاندين المعرضين عن الحقيقة {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم} ، فالله يهدي الضال الباحث عن الهداية ، لكنه لا يهدي الضال الذي يكره الهداية ويحب العمى على النور لأجل مصالح وشهوات عاجلة يتوقع أنها ستسعده بينما الحقيقة ليست كذلك؛ لأنه طلبها دون أن يطلب الحقيقة ، والحقيقة هي التي تسعد ، والسعادة مرتبطة بالحقيقة ، والشقاء مرتبط بالباطل .

لاحظ أن أي خطأ نتهاون به يأخذ حقه منا ، فما بالك إذا أخطأنا في الحقائق الكبرى فلابد أنها ستأخذ حقها منا وبشدة أكبر ، كل شيء منضبط ومحكوم ولا مكان للفوضى كما يتمنى الملاحدة المؤمنون بالعبثية واللاهدف من الوجود ، بينما الحقائق الصغيرة تنتقم منهم ، كأن تهمل في قيادة السيارة أو إغلاق محبس الغاز ....الخ ، فما بالك بالحقائق الكبرى؟؟! كالظلم والكذب على الله وإنكار وجوده وظلم الحقائق والتهاون بها والتشكيك بها .

ولنتذكر دائماً أن الأخطاء الصغيرة تنتقم منا لأنها تعتمد على حقائق ، ولهذا فطلب الحقيقة والفلسفة الباحثة عن الحق واجب وفريضة وليست من الترف الفكري كما يتصور الكثيرون ، ما دام مفتاح الباب يعاقبنا إذا أخطأنا ونسيناه داخل الغرفة فما بالك بخالق الكون وتجرؤهم عليه؟! وكلاهما حقائق دل عليها الحس والمنطق ، هم احترموا حقيقة المفتاح ولم يحترموا حقيقة خالق أوجد الوجود ونظمه وهم يعرفون أنهم ليسوا هم من فعل ذلك!

والعقل يشير على أن الإله حقيقة كبرى ، إذاً سيتحقق قوله تعالى {إنا من المجرمين منتقمون} الظانين بالله ظن السوء والقائلين على الله إنكاراً وجحوداً بغير علم ولا إله بديل .

منبر الحوارات الثقافية والدينية العامة

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=17445

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 01:26 AM
المشاركة 514
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
ثقافة العيب وراء عزوف العديد عن العمل
بقلم : محمد القواسمة


إن قضايا المجتمع كثيرة وأغلبها يتغلغل جذورها فيه، وتظل عالقة مع مرور الزمن إن لم نصل إلى حل دائم لها. وثقافة العيب هي من إحدى واهم القضايا. فيما تحث الشرائع السماوية والأحاديث النبوية الشباب على العمل ليعمُر الكون بأسره، ولا سيما القادر منهم. سوف أتناول اثر الجانبان الاجتماعي والتربوي في العزوف عن العمل كأداة سبك لتلك الثقافة ضمن الفقرات الآتية.
نرى شاب يتحرّج من أن يعمل بعمل بسيط يلتمس فيه الكسب الشريف ليقتات منه ويلبّي حاجاته وحاجات أسرته ، خشية التقاليد الاجتماعية والخوف من السنة الناس قائلين:"عيب عليك أن تعمل بهذا العمل ولا يليق بعائلتك ذات الحسب والنسب." وبالرغم من الظروف المادية التي تعصف في بلادنا من انتشار البِطالة والفقر ، ومع توافر فرص العمل البسيطة والشريفة، إلا أن الكثير من الشباب يًعلون ثقافة" العيب" كحجر عثرة في طريق كسب العيش الكريم. كما تُعد ثقافة العيب من أسوأ الظواهر السلبية في المجتمع. رغم أنها قد تكون وظائف شريفة ومحترمة لكنها غير مقبولة اجتماعياً أو أنها غير محببة من الذكور والإناث لأنها ببساطة" أعمال لا تليق بالمقام ، أو المؤهل أو المكانة الاجتماعية. وإلا دهشة في أننا نرى ذلك الشاب لا يمانع من العمل" عامل نظافة" أو في مجال " غسيل الصحون" في بلد أجنبي.
نحن بحاجة إلى ثقافة العيب في الأخلاق لا في العمل، لان تلك الثقافة أخرجتها الألسن اللوامة ، فلا هي بثقافة وليدة حضارة عريقة، ولا هي نِتاج امة كابدت لتضع بصمة لها على خارطة الحياة المهنية. ما هي إلا أفكار خاطئة قديمة توارثها الشباب من الأجداد إلى الآباء ومن ثم إلى الأبناء . كما باتت ثقافة العيب تسيطر على اغلب مواضيع حياتنا، حتى أضحت تتحكم في سلوكتنا ومصايرنا. ولعل المثل التالي يُبين ثقافة العيب التي نحن بأمس الحاجة إليها؛ أذا ارتكب الطفل خطأ ما ، أو جلس في مجلس أبيه ، سرعان ما ينهره الجميع مرددين:" عيب عليك يا ولد" . ولا أريد أن أعرّج على ما حرص عليه النبي-صلى الله عليه وسلم-بما يتعلق بمجالسة الأطفال ، لان الجميع يعلم كيف كان هديه_صلوات ربي وسلامه عليه- في هذا الموضوع. وإذا على صوت الطفل أمه ففي تلك الحالة نقول له:"عيب عليك يا ولد."
تنبثق ثقافة العيب عن ضعف الوازع الديني وتفشّي الجهل اللذان يقودان الشباب إلى العزوف عن العمل، وهنا فإن هذه الثقافة لا تقف عند كونها مصطلحاً سلبياً فحسب، بل تتجاوز ذلك لتكون عائقاً يمنع شبابنا من النهوض ببلدهم ومجتمعها وتطوير أنفسهم. فكم من وظيفة كريمة تعد(غير مقبولة) اجتماعيا في كثير من مجالات العمل الحِرفي ، أو الإنشائي ، أو ألخدماتي. فالعمل في هذه المهنة ببساطة "عيب" وننسى أن معظم الأنبياء كداود وزكريا ونوح عللا سبيل المثال-لا للحصر قد سطروا أروع الدروس في العمل، فكان منهم الحداد والنجار والخياط.
أخراً و وليس أخيراً ، أن التقاليد الاجتماعية والبًعد عن الإيمان الحقيقي بقيمة العمل يقودان إلى ما نسميه اليوم " بثقافة العيب" التي تفشّت في مجتمعنا حتى جعلت الشباب يعزفون عن العمل علماً بأنهم هم محور النهضة والعمران والبناء وليست الوجاهة والمكانة الاجتماعية. وإن بقي الأمر على حاله ، سوف تعيقنا تلك الثقافة عن مواصلة السير في طريق إرادة الله لنا بالعمل والكفاح لبناء هذا الكون الجميل. وبالعمل يحقق الإنسان ذاته ومكانته بين الأمم، محققا آماله وطموحاته، وليس العيب أن نرى بعض الشباب يعملون بأجور متدنية ، وإن كانت لا تتلائم ومؤهلاتهم العلمية. ولا ننسى ما جاء به عظيمنا وحبيبنا محمد-صلى الله عليه وسلم- من حثٍ على العمل وعدم التقاعس قائلاً لرجل يده خشنه:" هذه يد لا تمسها النار." وفي حديث أخر عندما خرج رجُل قوي البنية للعمل، قال بعض الصحابة :" لو أن هذا الرجل سخر بنيته للجهاد لكان أفضل." أجاب الرسول:"إذا كان خارجاً على عيال لهم ، يقيتهم فهو في سبيل الله. وغيره الكثير في هذا الصدد.

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13121

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 01:32 AM
المشاركة 515
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قصيدة عمودية ( خناجرُ غدرها )
شعر : سلطان الغنامي

سلمتْ خناجرُ راحتيكِ و غدرُها
زادتْ محبتُها لديّ و قدرُها
صدري تقلّد بالطعونِ كأنما
صُلبانُ راهبةٍ تزيّن صدرَها
قد أثخنتني بالجراحِ و إنني
لشهيدُ عينيها و راهبُ خدرِها
قد أحرمتني نورَها و كأنني
في ليلةٍ قد غابَ عنّي بدرُها
إن الصليبَ على هُزالي مُحتَملْ
فلقد سئمتُ من اليهودِ و غدرَها

منبر الشعر الفصيح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13550

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 01:42 AM
المشاركة 516
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
بلاد المطربين....أوطاني؟؟!!
بقلم أحلام مستغانمي
نقلتها : الدكتورة مديحة عتيق


وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة.
أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية “دي دي واه” شاغلة الناس ليلاً ونهاراً.
على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.
كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط “الجسد”، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها
جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في
تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً:
“آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!”، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي
برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى
عِبَارة “دي دي واه”؟
وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن “فزّورة” (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء
وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح
عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.
لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب
عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.
ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة
وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد … اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه
وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في “ستار أكاديمي” … وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية
من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في “ستار أكاديمي”، وأُواسَى نيابة عنها ….
هذا عندما لا يخالني البعض مغربية، ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا.
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي
تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول “ستالين” وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي
للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: “دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي”.
وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل
لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن
دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن ….
فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.
وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات
الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل
أحداً في انتظاره من “الجماهير” التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع
في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم “ستار أكاديمي” محمد عطيّة
بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل
موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق
في “ستار أكاديمي”، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً ..
ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب “الزعيم” الذي أطلقه زملاؤه عليه!
ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر
على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن
مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات “ستار أكاديمي”، بأنه
لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه.. ثمّ أواه.. مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى “دي دي واه”!
بقلم : أحلام مستغانمي
منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11611

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 01:51 AM
المشاركة 517
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
امرأة أخرى ..!
بقلم : سعاد حسين العبودي


خرجتُ منك .. امرأة أخرى
مع كومة ذكريات ..
لا تروِ لي شوقا،
ولا تُغن ِعن ألم ..
أشهقك عشقا،
وتزفرني ..توجعا،
وحصدتُ ..
ما اقترف قلبك ..

***
خرجتُ منك .. امرأة أخرى
مثخنة بالجراح ..
والألم ..
وما تبقى من أثرك ..
لقي حتفه عند نقطة الوجع ..

***
خرجتُ منك ..امرأة أخرى
لا تُنكرك حقك،
في تعليمها الكثير ..
ولا تبرئك من انكسارها ..

***
خرجتُ منك ..امرأة أخرى
غادرتك .. بلا تذكرة إياب
خلفتك ورائي ..
وكفاني بكاء على
أطلالك ..

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5855

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 02:00 AM
المشاركة 518
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
يوم غير عادي بالمرة (خاطرة و قصة رمزية)
.بقلم : طارق خنفير


أجلس على طاولة مقهى ألفني جيدا و أحبني نادلوه، أحتسي قهوة سوداء لذيذة متقنة الصنع من يدي من صار لي صديقا وفيا، قبل شروق الشمس بقليل، و قد بلغت شوطا وسطا و نقطة خاصة للغاية لا هي البؤس الخالص و لا هي السعادة الخالصة بل و هي متقلبة بين هذا و ذاك و ثالثهما حالة استثنائية للغاية سعادة فيها النار و السعير و الصاعقة و أنا قد صرت في عهد العجب أبلغ أشواطا غير عادية بالمرة و ألاقي أمورا و حكايات عجيبة للغاية لا يمكن فهمها و لا توقع تقلبها و كل هذا ينبؤني بأن ذاك اليوم الحافل سوف لن يكون عاديا بالمرة، أنهيت قهوتي بعد مدة و خرجت إلى الدرب ذات يوم مشمس من آخر الشتاء تدفعني خواطر عجيبة لا تقدر و مشاعر لا توصف، يشتعل حماسي لأسير دربي في بساتين الأزهار البيضاء و الصفراء و الزرقاء و كل ما أراه أنها درب ستأخذني إلى الجمال و أنا الموعود بأحسن العز أكيد بعد تلك الدرب و ما يليها من دروب أقدمت لأسير طويلا حتى بلغت نزلا أنجزت فيه شؤونا و حللت فيه خطوبا لاثنين قصداني و تعاقدا معي و صرت موعودا لأبحث من جديد عن مهمة ختامية سهلة نسبيا لأعين أصحاب النزل في البلدة و منازل شؤونهم و أنا أسير وسط درب الأعشاب الخضراء الكثيرة العثرات أنجز المهام بسهولة بالغة و فخر يا له من فخر عدا طول الدرب و كثرة المشي و الركض و العثرات، قصدوني فأعنتهم و خدمتهم مضحيا فأقصدهم فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن أرد خائبا.
سرت في الطريق الخضراء المزهرة التي زادها الجو الصحو جمالا و قد مر فوقي طير أحمر ثم الثاني في الطريق المعاكسة و سمعت أصواتا أنبأتني بشأن استثنائي للغاية و منى عظيم أجمل ما يكون ينتظرني في محطة من الطريق من حيث لا أدري، رأيت تموجات في الطريق و اشتعل هاتفي بطريقة غريبة أوحت لي بأمور عظيمة و خارقة و أجمل و أحسن المنال موعود به إن فعلت ما علي فعله فاختلج في داخلي اندفاع و حماس و رغبة و إقدام يدفعني لمغامرة عجيبة استثنائية للغاية ارتآها ذهني أرى بعدها أجمل الوداد بعيني و قلبي إن خضت جميع مراحلها المرهقة و قطعت طريق المجهول التي لا تعرف نهايتها بعدها
ففعلت كذا شاقا طريقي وسط الصنوبر و الصفصاف، طريق وعرة للغاية ملؤها العثرات و الفخاخ و أنجزت شؤونا للكثير ممن يحتاجون أرهقت و أجهدت و لاقيت شر الصدمات و تلطخ وجهي و أنا أنجزها على أحسن وجه و قد قمت بعدها بأعمال جد خطرة و جد مضنية وسط الآلات و الأنظمة العجيبة للغاية مغامرات في مطارح مجهزة دوارة رأيت فيها الموت عشرات المرات و أصابني كل الإجهاد و أنا أكابر و أتمالك نفسي عن الانهيار و أخيرا أنجزت جميع المطلوب بكل نجاح و ها قد أعطتني السعادة روحا و حيوية جديدين لأسلك طريق المجهول العطرة بالأزهار و التي كانت أقصر بكثير مما كنت أتوقع و كانت المفاجأة بعد تلك الطريق القصيرة و الجميلة أن التقيت صديقا لطالما كان لي رفيقا في العمل المجيد و الجهاد الجبار ألفته فارسا قويا حليما ترافقنا في غمرات عظمى اتحدنا في أكبر الانجازات و تسابقنا على تقديم أنبل التضحيات للأفاضل و المستجقين تجمعنا ذكريات عمل و جود و عون و تضحية و فداء ذكريات أجل الرجال متحالفون للمنى الأجمل و الأعلى ننفع العباد و نجود عليهم و نحقق الفائدة الأكبر لأقوام بائسة مسكينة، آه يا زمان الأمجاد و الفروسية،
التقينا فعرض علي شأنا عظيما إن دل على شيء فهو يدل على أنه كبر و تطور و ازداد رجولة و أنا بالمثل ننجز الغمرة سويا ثم يأخذ كل منا طريقه و قد قدمنا إنجازا جبارا و عملا متقونا فاق جميع أعمال السنين السابقة التاريخية و حقق الفائدة العظمى التي و إن دلت على شيء فهي تدل على وفائنا للمبادئ النبيلة و القيم السامية و التزامنا بنضالنا و جهادنا العظيمين و سعينا نحو أنبل الغايات و المنى و تدل أن نفوسنا قد تطهرت أكثر من الغواية و الخطيئة و أننا قد تقدمت بنا السنين لتزيدنا ثباتا على درب الخير و الحق و الفضيلة،
اجتمعت و القوم فيما بعد لاحتفال أعظم و أجمل غير عادي بالمرة تبادلنا فيه أعجب النشاط الجميل الاستثنائي للغاية، في حديقة تملؤها الأعشاب الطويلة المزهرة بالأصفر شمالا و الزهور البيضاء الجميلة يمينا و العديد من الأشجار المزهرة المتنوعة، حفل حقق لنا سعادة يا لها من سعادة و رأينا من خلاله جزءا لا بأس به من جميل المنى............
نهضت لأكمل دربي هادئة هنيئة وسط الصنوبر و الصفصاف و الفلين و بعض النخيل و أجمل الأزهار، مستمتعا بالشمس الدافئة و قد بلغت الضحى و السماء الزرقاء و غناء العندليب، درب سكون و سلام و جمال و متعة، مشاعر عظيمة تلج قلبي من حيث لا أدري، و أنا أسير نحو جمال موعود و محطة لمنى منشود، و صوت كوني في داخل نفسي يبعث في كياني لذة و متعة لا مثيل لهما، وقفت في منتصف الطريق قبالة بناء ضخم عالي الجدران متقن العمران تنبعث منه نسائم يا لها من نسائم و تنبت حوله أزهار و أعشاب لا عهد لي بها من قبل و تخرج منه أضواء مبهرة مخلجة تزلزل كياني، ليزلزلني أكثر أن أتذكر أني لطالما كنت أتردد على ذاك المكان منذ سنتين و هي منطقة جمع نساء لطالما رأيت فيهن العظمة و الجلال و لطالما خلتهن كبيرات الشأن صاحبات الكيان العظيم يتحدن من أجل أحسن الخير و يقمن بأنفع و أبدع الأعمال و أكثرها فعالية و إعلاء،
ألا و قد تجلى الحق و عرفتهن على حقيقتهن بعدما قصدتهن مليا و ترجيتهن و توددت إليهن طويلا طويلا من أجل نيل الخلاص و أعطيتهن أجل القدر و أعلى المقام، إنهن لأبشع المجرمين المفسدين الفاتكين و الكثيرون لا في تمام الغفلة لا يعلمون يختفي وراء عظمتهن و جمال صفاتهن الزائفتين المتقنتي الصنعة و الحبكة شر عظيم يا له من شر و جرائم تصعق لها الجبال و نجاسة مخفية بعناية بالغة تقربهن من مقام الشياطين،
ظللت واقفا أمام ذلك المبنى الكبير أسترجع ذكريات عهد غفلتي العظمى و أضحك مليا من جهلي و حماقتي في ذلك الحين، ألا و قد دوى في داخلي صوت الحكمة ليقول لي "بالله عليك ما الذي تفعله هنا أيها الأحمق؟ هيا اهرب بسرعة يا بطل قبل أن تلمحك إحداهن فيحصل ما لا تحمد عقباه." فأسرعت بالركض و انعطفت يسارا ليتلقفني صوت العزة و البطولة و الشموخ و الكبرياء بكل ضراوة يدوي داخل كياني و هو يستهين بي و أنا أهرب منهن كالفأر و يقول لي ويحك أتهابهن و لا تملك أي جرأة و شجاعة لتواجههن و تتحداهن ألا لتكونن الفضيحة إن خرج الأمر للعموم لتضحك أقوام من جبن من لطالما خالوه الفارس الباسل الجسار
و بعد أن عدلت الأصوات داخل كياني دعوت صديقا لنقيم نصبا و حفلا استفزازيا للغاية في ركن خلفي من ميدانهن نتحداهن و نتكابر عليهن و نظهر جزءا كبيرا من العزة و الشموخ و الشجاعة في مواجهتهن فلشدما فرح و استمتع بالفكرة العظيمة كل الاستمتاع و هو الذي لطالما حمل في داخله نفس التحدي و الثورة ضدهن و لشدما انتظر فرصة كهذه ليتكابر عليهن و يدوس على كيانهن و ينكل بعزهن و ها قد أتاه يوم الفرح الموعود أخيرا فاقتنينا القليل من اللحم و بعض المشروبات و بعض التبعات الخفيفة و انتصبنا في ركن خلفي من ميدانهن و شرعنا نحتفل و نحن نتحداهن و نستفزهن شر استفزاز و نهينهن و ننكل بعزهن و نقول و نفعل ما لشدما يكرهن و لحسن حظنا أنهن كن جد مشغولات و غفلن عنا كل الغفلة.........
نهضت لأسير من جديد في الدرب الطويلة و المعوجة قليلا و أنا قد كنت أسير نحو محطة أرتاح فيها و أجدد فيها طاقاتي، و قد كنت أتأمل شؤوني و كياني و وضعي العام و أنا غير راض و أشعر بالنقص و أبحث عن المكمل المجهول لما تتعطش له نفسي و عن الشأن الاستثنائي للغاية و المقصد العظيم من حيث لا أدري اللذان يهزان كياني و يبعثان في أجمل الاختلاجات و السعرات، تأملت نفسي و كياني و القضايا الكونية من حولي و بحثت السبيل لأتطور و أكبر إذ لم أكن راض بحجمي الحالي أبدا و بحثت عن عمل عظيم أنجزه لأعيش أجل الفخر و الاعتزاز و أكرم في حفل أكون فيه أكبر الأسياد فسلكت سبيلي لأغير المحطة و آخذ طريقي نحو غمرة منهكة و أنا الموعود بأعظم المنى الآن أو بعد حين ما دمت متطوعا أقوم بالأعمال زيادة عن المطلوب و بكل إتقان،
أكملت غمرتي و ها أنا أسير في درب العودة مترنحا منهكا أوشك على الانهيار و قررت أخيرا الاستلقاء تحت نخلة قصد الراحة و أنا لا أدري و أنا لا أدري أني نازل بالقرب من ميدان شديد الغموض وراءه ألف حكاية، دعاني هاتف إلى الميدان يقدم لي شأنا استثنائيا للغاية يصحبه جانب كبير من أعظم المنى قليل من السعادة من حيث لا أدري قبل الشأن و الباقي الكثير الكثير بعده و أنا سأحس أجمل السعادة في حماس و إثارة و عظمة ذلك الشأن، و قد كان هاتفا غريبا عجيبا لا عهد لي به و لا بأسلوب دعوته قد يكون حمالا لعديد الأوجه و وراءه ألف حكاية و حكاية، حتى جمعني الشأن بامرأة لمحت في دفئها و هدوئها و حلمها و رجاحة فكرها و إتقان ممارستها لي أنها ليست من نساء العار و الشقاء و الخراب اللاتي لطالما جمعتني بهن شؤون كاذبة زائفة و أنا الذي لطالما خلتهن أحسن و أجل العظيمات و الفاضلات،
رأيتها امرأة أخرى ليست كالتعاسة التي عهدتها سابقا و أنا ألتزم معها في شؤوني العظمى التي صارت أكبر بكثير من السابق و خلتني في هناء معها و شؤوني ستسير إلى أعلى الأعالي من العز و المجد، تحدثنا و لشدما صدمت و أفحمت و تخدر ذهني لما صنعته لنفسها من صفات استثنائية للغاية تلبس ثوب العظمة هي الأخرى لكن بشكل مختلف للغاية عن الأخريات، و أحسست معها بنشوة و متعة لا مثيل لهما و أشعلتني أعظم اختلاجات الرفعة و أحسن الشعور بالرفعة و السمو و عظمة الشأن و أحلى أوقات اللهيب و النشوة و المتعة الاستثنائية للغاية و نحن نتبادل أحسن الحديث و اللعب، اهتز كياني أيما اهتزاز و أحسست أني في زمن عظيم استثنائي للغاية،
سلكنا دروبا سويا و أنجزنا شؤونا عظمى و قد كانت تعمل أحسن مني و مردودها أقوى من مردودي بكثير و نحن نسلك الطريق، بلغنا محطات مجد كبرى و ظللنا في آخر الأوقات نلهو و نتمتع و نمرح كما لا يخطر على بال أحد متعتنا متقنة الصنع من قبلها هي، حتى صرت أحس بأجمل الصواعق لا توصف و أني أعيش زمانا استثنائيا للغاية ينبغي أن أتمتع به كما يجب، ثم سلك كل منا طريقة لإكمال الشؤون و تواعدنا بلقاء استثنائي لا يخطر على بال أعظم بكثير من أقصى ما يمكنني تخيله و بحفل مجيد يصعق جماله و حسن إعداده بقوة كبرى ثم بمركز ارفع ما يكون مدى الحياة يجعلني سيدا أعلى مما يمكن وصفه،
أكملت الدرب لوحدي وسط غابة كثيفة و أنا أخالني و أنا أسير وسط الطريق التي دلتني عليها تلك المرأة العجيبة أني آخذ طريقي نحو أجمل الغايات و أغلى المنى، أكملت دربي الأولى بنجاح باهر و قد أعطاني حماسي طاقة استثنائية، و سرت في الدرب الثانية و أنا ألاحظ أمورا غريبة بعثت في ريبة كبرى و بعض الحذر فدفعتني حنكتي أن أتأمل الأمور جيدا من حولي من الزاوية الخاصة المناسبة، لأستنتج أمورا أغرب بكثير لا تتطابق مع ما يقال لي تنبؤني بمفاجأة صاعقة، أكملت الدرب الثانية بنجاح و قد دفعتني خبرتي و طول حنكتي أن أسير في الدرب الثالثة بروح نقدية للغاية لأستنتج أن تلك المرأة لا تقل شرا عن الأخريات لكنها أكثر منهن حنكة و حرفة و و صنعة للقول و الصفات و قدرة عجيبة على الإيقاع بالرجال أمثالي في المهالك إنها لأخطر ما يكون و شر مجرمة و لو كانت تفوق الأخريات بعلم كبير و تفوقهن أضعاف الأضعاف في الدهاء و حرفة الخطاب و الفعل و التقنيات، و أيقنت أني مهدد بخطر عظيم و أنا أسير إلى هلاك أكيد مصدقا وعودا زائفة متقنة الصنع إن أكملت تلك الدرب فقطعت مغامرتي فورا و التويت و انعطفت و ركضت و دخلت الزوايا، درت الدروب جيدا بكل سرعة و عجب سير حتى أضلل تلك المرأة أكثر ما يكون و لا تعثر أبدا على أي أثر لي، أنقذت نفسي من الهلاك.........
أنا و إن دفعني صوت العزة أن أمعن في استفزاز النساء الأخريات و أدوس على عزهن و شموخهن و أنكل بكبريائهن فإن صوت العقل دعاني هذه المرة أن أكمل دربي متجنبا المشاكل المجانية التي لا جدوى منها و التي لا تجلب سوى المضرة الكبرى فانطلقت في الدرب الانتقالية الطويلة و الوعرة و الشديدة الاضطراب تتوقع فيها كل المفاجآت و قد رأيت الأهوال و عشت الضغط و شر الصدمات و الفزعات و أنا أعيش أصعب فترات مسيرتي و أصبر شديد الصبر و أتمالك ذهني في الظلمات و المجهول قبل أن تستقر أموري أخيرا و قد أخذ منى التعب و الإجهاد بدنيا و معنويا أيما مأخذ فرحت إلى حديقة في طرف البلاد الآخر لا أدري بالضبط أين أنا لأستلقي تحت صنوبرة و أنام قليلا..........
استيقظت و الشمس تلفح وجهي فوجدتني وسط قوم بدا أنهم من كبار الأفاضل و أنهم أهل خير و نفع أحسست وسطهم بالراحة و الأمان و مارستهم في الحديث لأراهم ذوي علم و عقل و حلم لا مثيل لها، تشاركنا الشؤون فتأكدت أنهم من الرجال الفوارس الأشراف ما يصيبني ضرر على أيديهم، خالطتهم و شاركتهم بعض الأمور لأقاد إلى تطوير نفسي و شؤوني و إعادة بناء كياني، فانطلقت في الغمرة الأولى في العهد الجديد و قد تطورت و ازددت قوة لأنهيها بنجاح باهر رغم طولها و شدة عسرها مقارنة بالغمرات السابقة، لأعود للقوم و أتشاور معهم و نبني الخطط و قد تحدثنا مليا قبل أن يسلك كل منا دربه الطويلة المختلفة تماما و التي لا ندري أبدا ما نلقاه فيها، و جميعنا كلمتنا الهواتف الغريبة ببلاغة شديدة و نلنا الوعود السخية لا ندري أصحيحة كانت أم زائفة، انطلقت أحارب الأخطار و أنجز الأعمال المجهدة و أتلقى الصدمة تلو الأخرى من عجائب الطريق المفاجئة، ليأتيني نور أزرق غريب لكن الريح التي تلته أكدت لي أنه ليس غريبا و تمر أمامي حشرة غريبة أفهمتني حنكتي و خبرتي مغزاها ثم لاحقتني تموجات غير مألوفة لأتأكد يقينا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الفرار من كيد تلك المرأة و تجنب عجيب و ماكر سعيها و لو فررت إلى أقصى جبال الأرض، ليبلغني لاحقا أنها تريد بي خطبا عظيما و أنها قالبة الأرض سافلها عاليها بحثا عني و قد أرسلت ألف عين لا تنام لتتعقبني و يا ويلاه من شر ما تريده بي فأنا صرت أراها الأشد خطورة و الأفتك صعقا على الإطلاق، و قد كنت موعودا بمنى عظيم في الطريق لأتبين لاحقا أني كنت موعودا بهلاك أكيد، فاختلج في داخلي فجأة شعور بالنخوة و الكبرياء يتبعه صوت العزة يدوي داخل كياني و رغبة في التحدي و الدوس على عز من لا يستحق بكل قوة لأقرر تحديها التحدي السافر بطريقة فريدة للغاية فحدثت القوم بأمرها فوجدتهم قد ضاقو أضرعا من كيدها و جرائمها و فضاعاتها و شر سعيها في البلاد لتشتعل فيهم هم الآخرون نار النقمة و الثورة و العزة و التسامي و أبدوا الرغبة الجامحة في تحديها بطريقة خاصة للغاية و التفنن في الدوس على كيانها و قد خبرها الكثيرون جيدا و صار الجميع يريد شفاء الغل المتراكم بعد أر رأوا على أيديها الويلات فرحنا نتردد بين أقرب حديقة من منزلها و محيط المنزل، و قد حان الظهر و اشتد الحر فخلعت معطفي و تركته جانبا، أعددنا العدة الكبرى لنتمركز في مواقعنا و نثور و نموج بطريقة تخص استفزازها بأحسن ما يكون في حفل عظيم استثنائي للغاية و نحن نتقلب بين الحديقة و المحيط و نراوح كل المراوحة بين المتعة الخيالية الفريدة و الاستفزاز اللاذع البليغ علنيا و ضمنيا فعلنا ما يعسر تخيله من النشاط الترفيهي
و نكلنا كل التنكيل بكيان تلك المرأة و عزها الباطل بشغل استفزازي عجيب كل العجب أعد بحرفة بالغة ليزيد الحفل جمالا و يزيدنا متعة على متعتنا هو الآخر، فلتراقبنا من النافذة و فلتفعل ما تفعل و فليحصل ما يحصل، فلا نجاة من كيدها أبدا سواء كنت قريبا أم بعيد، استعرنا و ألهبنا و لعبنا و تمتعنا المتعة التي لم يسبق أن تمتع بها أي فينا من قبل لنشعر بسعادة فريدة لا مثيل لها، و أنا من كثرة ما أكلت و شربت لم أعد أقوى على الوقوف و السير فنمنا بعمق في قيلولة طويلة و قد مر الأمر بسلام و سجلت لنا شجاعة تدعو للفخر............
نهضنا من القيلولة لنروح إكمالا للجزء الثاني من الشأن الكبير و قد تأكدنا أننا انتقلنا من الوعود الكاذبة إلى الوعود الحق مع تغير نوعية الهواتف، و ذاك بفضل بسالتنا و حسن سعينا و قوة عملنا و ثباتنا على الدرب الحق نحو أغلى المنى، و قد بقيت أمامنا غمرة واحدة في ذلك اليوم أعسر ما يكون لنختمها فيما بعد بالجزء اليسير للغاية، انطلق كل اثنين منا بكل ما أوتيا من عزم و حماس و بكل ما تبقى له من طاقة و جهد لنعمل في الطريق الوعرة و نجاهد بأقوى ما يكون و نسير دون هوادة و قد اشتد استبسالنا و قوي تحاملنا على أنفسنا حتى أكملنا الغمرة بنجاح و نحن في أقصى حالات الإجهاد و الوهن لكن ظللنا أقوياء معنويا،
قطعنا جزء الإياب السهل لنجتمع في حديقة مقابلة للحديقة التي احتفلنا فيها ظهرا من اليسار، ضحكنا و مرحنا و حدثنا بإنجازاتنا و نجاحاتنا و أمجادنا و ملؤنا السعادة و الفخر و الاعتزاز، قمنا بحفل خاص للغاية لا يقل جمالا عن حفل الظهر، حفل الأبطال المنتصرين المرفوعين القاهرين للأعداء، و كانت الشمس تغرب و لربما كانت تلك المرأة تراقبنا أو تعد لنا مكيدة لكن لا يهم فنحن واثقون و لن نكون إلا أقوى منها، تمتعنا في الحفل و نحن هائجون تختلج فينا أجمل المشاعر التي لا توصف، تشاورنا حول شؤون الغد ثم راح كل منا إلى بيته...........

منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10592

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 02:24 AM
المشاركة 519
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
الأرجوحة
بقلم : جمال سامي عواد


ذات كرب
وقفت تلك السيدة خلف أرجوحة في الحديقة العامة تؤرجح حلما عمره ثلاث سنوات
تدندن أغنية طفلها المفضلة بصوت خفيض مستمتعة بسعادة طفلها تحت أشعة الشمس الساقطة مع باقي الأشياء التي يحدث أن تسقط أحيانا من السماء :

تك تك تك يام سليمان
تك تك تك جوزك وين كان
تك تك تك كان بالحقلة
عم يقط.................
صمتت الدنيا كلها
إلا صوت احتكاك مفاصل الأرجوحة التي تابعت بمنتهى الحياد عملها غير عابئة بخط الدماء الذي يزداد وضوحا على مسقط مسار الأرجوحة على الأرض، كأن تلميذا مستجدا يمعن في تمرير القلم عدة مرات على خيال حرف رسمته له معلمته
.

ذات فرحة
خرج" أبو نهاش" إلى شرفة منزله ممسكا" بالكلاشينكوف" ليساعده برفع صوت فرحته بخروج ابنه من السجن إلى أقصى درجة ممكنة،وليسمع صوت براءة ابنه المشتراة بأغلى الأسعار لكل من تسول له نفسه محاربة مهنته عائلته المتوارثة.
حاولت الطلقات الوصول إلى قبة السماء ،إلا أنها عجزت، فاختارت مرافقة أشعة الشمس الساقطة إلى الأرض مع باقي الأشياء التي يحدث أن تسقط احيانا من السماء

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4559

وحيدة كالقمر
قديم 01-01-2020, 03:13 AM
المشاركة 520
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
دمية من فرو أبيض
بقلم : أسامة نوفل


برزت من بين سواد العوادم ممسحةٌ ترفعها يدٌ نحيلة وصوتٌ لا يتطابق مع قصر قامة وحداثة عهد يطلب أي مساعدة مقابل مسح جزء من السيارة في انتظار الإشارة .. بوجه لا يختلف لونه عن الشعر المجعد حوله إلا في انغماس بياضين لعينين ذابلتين وسط الرمادي

أخرجتُ يدي بدمية من فرو أبيض خارج الزجاج نحوها فكأني نهرتُها فتراجعتْ خوفاً من وهجها ثم آختْ بين بياض عينيها وبينها يحملان السؤال .. ومن عينيّ الجواب: هي لكِ فلا يأخذها منك أحد

قبضتْ أصابعها على فروها الأبيض فارتعش في داخلها بصيص قديم وغاص لسانها في حلقها فلم ترد عليّ .. هربت عيناها لأول الطريق وهرولتْ عائدة إلى الممسحة بيدها الأولى ثم إلى عيني .. واحتارت أتمسكها على هون أم تدسُّها في السواد .. وبعد تجربة لمس اللعبة بخدها علا هدير المحركات من جديد ودار الطريق فلم تجد أأمن من إلقائها في سيارتي لتنقذها من هموم الشارع قائلة: خذها معك .. والشكر يملؤ عينيها والسعادة تكسوها حياة

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11898

وحيدة كالقمر

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: O كانوا هنا .. O
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كانوا .. وصرنا ناريمان الشريف منبر الحوارات الثقافية العامة 3 11-28-2020 12:05 PM
كانوا هنا ... لطفي العبيدي منبر البوح الهادئ 4 05-19-2014 09:59 PM
كانوا العيـد .. ( ق.ق.ج) ابتسام محمد الحسن منبر القصص والروايات والمسرح . 9 12-07-2010 02:05 PM
ليتهم كانوا هنا صلاح المعاضيدي منبر شعر التفعيلة 12 10-23-2010 11:51 PM
كائن ،، الكون ليس بالضرورة كائنا ..! دنيا العطار منبر القصص والروايات والمسرح . 0 09-25-2010 03:35 PM

الساعة الآن 07:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.