قديم 12-16-2019, 02:23 AM
المشاركة 441
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
ركله افتراضية
بقلم سهام البيايضة


أستاذ الرياضيات المتخصص في الإحصاء ..الذي يرى العالم بمنخفضات السالب ..معادلاته طرح وحذف فقط ..أعلى مستوى لنقاط منحنى اعتداله لا يقارب الصفر المعنوي.. عمل معلماً خصوصياً لطلاب القرية وما حولها..نبذه طلابه والأهالي ،عندما رسب طلاب التوجيهي بامتياز بمادة الرياضيات .و.اكتشف الأهالي والطلاب أن المعلومات التي كان يدرسها، مغلوطة وتشتت فكر الطالب.والسبب في ذلك انه شحيح ولئيم في تقديم المعلومة..أنانيته لا تسمح له بالعطاء وبأمانة رسالة التعليم.. فهذا لا يوافق طبعة المتشائم الانتهازي

حمادة الشاب الذي تجاوز الثلاثين وهو غارق في حياته وعدم اكتراثه.. حتى أطلقت عليه القرية " أبو ملاّهي"(بسكون الميم ) إمعانا في تأكيد شخصيته المازحة والعبثية..رسب أخوه المتفوق في التوجيهي..بسبب ثلاث علامات في الرياضيات.

كتم حمادة غضبه وغيضه الشديد على المعلم البائس خشيةً، إغضاب كبيرهم "أبو عاصم" الشيخ الجليل المحترم الذي كان يوصيهم بالجيران والغرباء ممن سكنوا قريتهم ويؤكد حرصه على واجب الجيرة والاحترام

كثيرة هي المرات التي كان فيها، المعلم الإحصائي المتمرس بالغرور والتعالي، يقفز أمام المصلين في مسجد القرية لإقامة الصلاة وأحيانا كان يتربع لخطبة الجمعة، عندما يغيب شيخ الجامع لأمر ما..من حسن حظه أن حمادة لا يكون موجودا بين المصليين،غالباً، لغيابه في عمله خارج القرية..في العيد الماضي حضر وإخوته صلاة العيد . .وعندما هم المعلم تصدر الصف الاول ،تقدم حمادة لاقتلاع أثره من أمام المنبر..لكنه لم يستطع ذلك عندما تشبث به شقيقاه وثبتاه مكانه قبل أن يصل الى المعلم ،و نظرات أبو عاصم المحذرة من بعيد، التي أشارت عليه بالهدوء والتروي ..مما اضطر حمادة للخروج غاضباً من المسجد.

جلس حمادة يرتجف عصبيةً. على سور المسجد.. كعادته وهو مراهق، ينتظر خروج المعلم وهو ينفث دخان سجائره واحدةً تلوى الأخرى

لحسن حظ المعلم أن أبو عاصم كان أول من ظهر من باب الخارجي ، متوجهاً إليه، معاتباً ، عصبيته يوم العيد مؤنبا إياه على الخروج بهذه الطريقة، حجته أن الرجل مريض نفسي ،وان المسكين عنده نقص ما يحتاج لعلاج وان من واجبهم مراعاته ، وله عليهم حق الجيرة ولا يجوز الاقتراب منه حتى لا يقول الناس وأنهم ضربوا "قصيرهم "في عقر دارهم!!

صمت حمادة مختزلا الحديث بصمته واحترامه لكبيرهم، متوعداً بسريرته إن ينال منه وينتقم لجميع الطلاب الراسبين وليكون عبره لمن اعتبر .

مرت أيام على تلك الحادثة العيدية، وكاد الناس أن ينسوها تماما ..تمادى المعلم حتى عين نفسه مراقبا على قريتهم معتبرا نفسه معلماً على أخلاقهم وتصرفاتهم وقد ألبس نفسه عباءة التقوى معتبرا نفسه عين الله على الأرض ،ينتقد تصرفاتهم ويتدخل في شؤونهم ، وأخيرا انضم الى جمعية القرية واستلم صندوقها واخذ يرافق لجانها في جمع التبرعات والسعي باسم القرية لأهل الخير..احياناً ،كان يعود بمبالغ بسيطة لا يعلم احد من أين جاء بها مستغلاً جملة "فاعل خير" متجاوزين عنه السؤال ومكان تحصيلها، متغاضين عن اقتطاع قيمة خدماته ووقود سيارته ، وهو العالم بالطرح والجمع والإحصاء وقادر على التحليل والتفسير والإثبات بالبراهين والوصول الى النتائج!

لحسن حظ الجميع ..ولسوء حظه!! غاب أبو عاصم عن القرية في زيارة لابنه عاصم في العاصمة من اجل فحوصات طبية ألزمته المشفى هناك.

اليوم هو الجمعة المنتظرة !! استفاق حمادة كغير عادته منذ الصباح الباكر، ليأخذ زينته الى المسجد ، لبس ثوبه الأبيض المنسدل فوق طوله والشاف لعضلاته التي بدت تقاسيمها تحت أكتافه العريضة ،نظيفاً معطراً،يسير خفيفاً، متوجها الى المسجد ..وقبل أن يأخذ المعلم موقعه على المنبر انقض عليه، ممسكاً بياقة ثوبه الخلفية رافعا ً ثوبه حتى وصل ركبتيه..حتى كادت أطراف أزار الثوب أن تخترق لحيته.. وحمادة لا يزال يضغط بشده حتى جحظت عيناه في محجرهما وقد أوشك نفسه على الانحباس ..جاراً..إياه الى الخارج .

البعض أصابه ذهول!!...البعض الآخر التزم الصمت مفسحاً المجال أمام حمادة لجره خارجاً.

لا يزال حمادة ممسكاً بتلابيبه، مقربا وجهه لوجهه محذراً:"اسمع أيها النذل يا من عافتك النذالة ورجولة الرجال، إياك والاقتراب من هؤلاء الناس الطيبون الذين منعتهم أخلاقهم من لفظك خارج قريتهم وخارج عقولهم..عد لأهلك الذين عافوك حتى طردوك لنحتويك نحن بأدبنا وأخلاقنا..ورغم ذلك تحشر أنفك في شؤونهم.. تخيف الأطفال وتلوث أفكار الشباب، بكذبك...هيا انصرف من هنا وأصلح شأنك ولمَ عرضك وانته عن أعراض الناس. .تثير الرجال على النساء، وتثبط العزائم وتكسر أجنحة الأمل في الحياة..تكفر من تشاء وترفع من تشاء ..إياك والاقتراب من هؤلاء الناس..انظر كم أنت محبط متشائم .. قتلت آمالهم وأفقدتهم الشعور بالرحمة والمغفرة..اخرج ولا تعد الى هنا ابدآ" ..وبحركة قوية بقدمه ركله في مؤخرته حتى كاد أن يقع على وجهه.

عندما عاد أبو عاصم من استراحته، لاحظ بفراسته وحسه أن هناك سكون يخيم على المكان..و هدوء غير عادي! ..اخبره أهل القرية ما حصل مع حمادة وما فعله بالمعلم..في البداية، ظهرت على وجهه علامات الامتعاض مؤنباً الرجال لعدم وقوفهم لمنع ما حدث..لم يتلقى أي جواب من احد ..الجميع كان صامتا منتظرا ردة فعله ..وبعد برهة في التفكير وإعادة المشهد..انفجر أبو عاصم ضاحكا، لينطلق مرح الحاضرين وقد استراحت ملامح وجوههم وظهرت عليهم بوادر الرضي وإقرار الفعل!

استدعى أبو عاصم "حمادة " ليؤنبه ،لاجماً ابتسامته،التي لا تلبث وتظهر وهو يكابد الجد والكياسة أثناء معاتبته محذراً إياه من تكرارها، مذكرا بسمعة أهله ومنزلة والده بين الناس ووجوب ترفعه عن صغائر الأمور ..وحمادة صامتاً.. لا يرد احتراماً وإجلالاً لمنزلته..وعندما انتهى من تأنيبه، سألهم عن المعلم ولماذا لا يراه كالسابق، اخبروه انه يلتزم بيته ولم يروه منذ أسبوعين..اخبرهم احد الشباب الحاضرين انه رآه وقد اشترى جهاز حاسوب وشبكة انترنت وانه قابع ليل نهار يتابع الأخبار ومقالات ..وانه وجد عالمه الجديد بعيدا عن أهل القرية الذين عرفوه واكتشفوا سمومه في معادلات الطرح والحذف والاشتقاق الذاتي..وبتكامل تشاؤمه ولؤمه على عباد الله وقد توسع نشاطه على مستوى الوطن والعالم يزور المواقع التي أصبحت له قرى يمارس فوقها وظيفته التي خص نفسه بها في مراقبة الناس ونشر اللؤم وتفريغ الحقد وأساليبه التي برع بها على ارض الواقع.

استمع حمادة الى ما يقوله أهل القرية عن نشاطات المراقب على الشبكة ألعنكبوتيه ..مستوعبا الأذى الذي ينشره كباقي المتنمرين أصحاب الألقاب، وفي خاطره ركلة افتراضيه على مؤخرته.. تكبه على وجهه.. تفضحه وتخلص العالم من شره!!!

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1579

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 02:30 AM
المشاركة 442
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
وصية
بقلم : جيان الشمري


رفعها أمامه ...بتمعن شديد أوغل النظر فيها..صدمة شديدة شعر بها تسحبه إلى سحيق الأعماق...زادت نبضات قلبه حتى احسها تتردد بوحشية في رأسه..كتم الصدمة..شعور العجز تمكن منه..لطلما أحب اللون الابيض حين يراه يشع بفرح بين الألوان الأخرى...لكن هذا البياض المتصدي لعينه العارفة...اجتاحه بكره ..بتحد..كل ما قرأه..تعلمه..مارسه في مهنته...يهزأ به الآن..يمد له لسانه بسخرية مقيتة.. باستهزاء..ماذا ستفعل الآن..لا فائدة..تلك البقع البيضاء اللعينة ...منتشرة في كل مكان...الكبد ..الرئتين ...وكل مكان..ترك صورة الأشعة تسقط من يده المرتجفة..البكاء..ردة فعل ما استطاع أن يلجمها..يا إلهي رحمتك..أول سنة في ممارسة الطب..بعد العناء .. الجهد..السهر...أقف بعجر متناه أمام صورة الاشعة لمن كانت سبب نجاحي الرئيسي..كطفل تائه بين زحام الأفكار السوداء...أمي..لماذا إلهي..المرض منتشر..وهذا الموقف أوضع فيه على المحك..لا نفع في علاج..لادواء ...أيام معدودات..شهر ربما أو شهرين..مفارقة أنت لي لامحالة ياقرة العين...ترحلين عني..وصلت يا أمي إلى الشاطئ بأمان على يديك..يد المنية تلوح في الافق..تدنو من قلبك الكبير..العظيم..شيئا.. فشيئا..القلب الذي لطالما ذاق طعم الفرح عند سماع نبأ من أنباء نجاحاتي..نظر من بين دموعه إلى أخوته وأخواته الذين شاركوه البكاء...وقد فهموا بقلوبهم فحوى المصيبة الملمة بهم..ونظر إلى امه..تفاجأ...ابتسامة مطمئنة ترقد على شفتيها الذابلتين..ثقة امتلأت بها ملامحها الحبيبة.....كفكفت دموعه بيديها الحانيتين..طبعت قبلة أثقلتها بفيض من الود والعطف على جبهته المتعرقة...لا بأس بني..الموت حق علينا والرضوخ له لابد منه..عزائي أني أوصلتكم..أبنائي بر الأمان..ابدأوا المسير الآن..الخير.. الخير أوصيكم ..تحابوا بينكم لأطمئن في غفوتي الأبدية..يا فلذات كبدي..فخورة أنا بكم..فاجعلوني كذلك ...إلى الأبد...

منبر القصص والروايات والمسرح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=9865

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 02:35 AM
المشاركة 443
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
الحلم
يقلم : عامر الربيعي

أعيشُ الحلم
ليطول العمر ..
يطول الحلم
أعيش العمر
يتحقق ..
يطول العيش
يتضاءلُ العمر
يكبر الحلم
ولا يتحقق ..
أموت طول العمر
لأعيش الحلم
يتحقق ..
ينتهي العمر
يتحقق الحلم
أموت
لأعيش حلماً آخر
لا يتحقق !

منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2055

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 02:43 AM
المشاركة 444
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
راهـــــــــــب الليـــــــــل
راهب الليل

بقلم : أحمد رجب المعاضيدي

يا راحلة بين قلبي والعيون
كانت حياتي مليئه بالصور

ومضة تنفذ من بين الظنون
موعد من وعد حب ينتظر

وباحة البيت تنادي في السكون
يا أيها الليل انجل

أتعبتني فيك خطوات الأرق
ما هدأ البال يوم لم يرق

راهب الليل أنا
في محراب حب اليائسين

يا سنا شمس من سنا الحب سنا
اعتليت للقاك أمواج المنون

أنت الدنى والمنى
ونور فجر من أيامي دنا

والحب ينادي من يأس النوى
وقلبي في هواك قد هوى

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1468

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 02:53 AM
المشاركة 445
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قلبي المذابُ كذوبِ الشموع
بقلم : عبدالسلام القطيط،


كنت دائماً ولازلت أرى شاطئاً واحداً عند كل البحار التي جبتها، كلما وقفت قبالتها. ذلك الشاطيء الذي رأته عيناي وأنا طفل صغير، وظل فيهما كحلم يستيقظ كلما غفوت والآن يشدني الحلم والبحر والذكريات إلى ذلك الشاطيء الوحيد الذي ماعرفت سواه

قلبي المذابُ كذوبِ الشموع
ينوء بحمل سني الغياب

يرى الشاطيء المرتجى في خشوع
تبدى بعيداً كومض السراب

كنقش المرايا
كرسم بلاريشة في الضباب

كحلم بهي زهي الخضاب
مذافاً بأحلام شهد الرجوع

فيوجفُ قلبيْ مع الإقتراب
طوى في إباءٍ سني الصعاب

وألقى على الأرض مر العتاب
وأطرق موجفاً في خنوع

ليسمع صوتاً شديد الوجاب
ينادي بصوت قوي قروع

تعال إلى مرفئٍ مفعم بالثواب

ودعني أضمك إلى دفء قلب
يفتح في دربك ألف باب

تعال نودع غصة الإكتئاب
وندفن في الثرى شهقة الإرتياب

فعينك لن تمتليء بالدموع
وقلبك لن تعتليه الصدوع

ونفسك لن يكتنفها العذاب

منبر الشعر الفصيح
.

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10394

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 03:02 AM
المشاركة 446
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
بائية التبليغ-- دعوة للنقد
بقلم : محمدجدوالدرديرى


هذه القصيدة سبق نشرها فى قسم
الشعر الفصيح لكن لم تكن كاملة
مع بعض التعديلات ثم اعدتُ صياغتها من جديد
فأرجو من الاخوة النقاد التعقيب والتركيز على
اللغة والوزن وما يشوبها من علات

شَفَقُ الـمَغِيبِ بِضَوءِهِ وشهــابِ
مُــزِجَا بِلَــونٍ سَاحِرٍ جَــذَّابِ

فــأنختُ عِندَ بــزوقِهِ وَرقَـاءَتى
وكَتبتُ فـوق الاخشَبــينِ كِتَـابِ

وَهَتفتُ قومى حين اجدَبَ ارضُهُمْ
ورفعتُ طرفى كى يُـرَدُّ جَوَابِ

انتَ القريبُ وفـوقَ كلَّ مُقَــرَّبٍ
وانا الزَّليلُ وانتَ ربُّ حِجَــابِ

فالنُّور منكَ وقد عَطَبْتُ شُوِيـْهِبى
وكَسَوتُ منه كُهولَـتى وَشَبَـابِ

لو انَّنى فى القومِ أَحكُـمُ دولـةٌ
وَيكُونُ عَرشى فَوقَ جُنحِ غُرَابِ

مازَادَ قومى بالمديحِ مَكَانَتى
ولا نَقَــصَت بذاك مَعَزَّتى وإهَابِ

أفنَيتُ عمرْى فى العِبادةِ مُخْبِتاً
فَلَبِستُ ثَـوبَ العِزِّ فوقَ ثِيـَابِ

وسَألتُ ربى ما لِعَبدكَ حيلةٌ
إلاَّ بِفَضْــــلِكَ يا وَدُودُ إذابِ

أضعُ الامورَ على الامورِ نصَابُـهَا
ويـَحِلُّ ضَعفِى حين أُلفى حِسَابِ

من ذا الكَرِيمُ وذا الكَرِيمُ إذا قضى
أمـــراً فليــس لأمــرِهِ بِعـِقــــابِ

فالـوحىُ منه على الحبيب مُنَزَّلٌ
وبـــه تَـوَلَّ الأمرُ كـلَّ صَحَابِ

والتَّـابِـعِـين وتـابِـعِيهِم وكل من
نَقَـل العُـلـوم بِلَقْنـــةٍ وكِـــــتـَابِ

فَسَمَ المُـعَلِّمُ والـمُعَلَّمُ كُلُّهـم
مثل السَّحَابِ يَفُوقُ كلَّ رَوَابِ

أنــَّى التقيتُ الرُّوحَ بعد ذهابها
وجُمِعْتُ عندأحبَّتى وصحابِ

وأُريتُ وجه المشرقينِ بمَجلِسى
جَازَ الـمُثُولُ لِمَن تَوَضَّ بِبَــابِ

إنَّ الطهارةَ للودودِ عبـادةٌ
فالزَمْ أُخَىَّ الطُهْرَ لاتَكُ وَابِ

شتان أن تلقى المنيةِ طاهِراً
وتموتَ بين فويســقٍ وذبابِ

من كان يعشقُ فى الحياةِ زبالةٌ
سيموتُ كالأرمامِ بينَ ذئــابِ

ويعُبُّ من نَتــَنِ الفَطِيسِ عِيالَهُ
مِلأَ الجَـوَارحِ مِلأَ كلُّ جُــرَابِ

لـمَّـا رأيتُ الشرقَ اكـــثرَ اهلَــهُ
تاهو هنالك حرَّكو الازنابِ

ورَقَتْ نِيَاقَ الغرب فرحةَ عَارِمٍ
ايقنتُ أنَّ الجهلَ بالأعقـابِ

حَظُّ العروبة فى الشعُوبِ خبالةٌ
وهمٌ تبدَّلَ وجهَهُ بســــرابِ

يا مَعْشَرَ الاعرَابُ إنَّ عُهُــودَنا
نكــثت بفِعلِ مذبذبٍ مرتابِ

ما إن رأيته فى الحشود رأيتــه
كــلبٌ يلــوصُ بزيلـه لرقــابِ

تضعُ الحقيقةِ فى إناءِ صحيفةٍ
تبدو كــلوثةِ باطن الاحقــابِ

فى جوفها شرخٌ تناثر حيثما
رشفت نقيعَ صَفُوفَةُ الاحزابِ

فأنا أُبلغ ما رأيتُ بأعينــى
حسبى أَهَابُ من الورى وأُهَابِ

هذى الحقيقةُ فى العروبةِ بعدُمَا
كَذَبَ المُسَيلِمَة ذَاكَهُ الكَذَّابِ

منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7377

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 03:06 AM
المشاركة 447
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
اغواءة فجر
بقلم : غادة الشيباني


رحلت أول نجمة على بحر الظلام
مرفأ الليل ترتفع امواج الهدوء على سواحله
اشاهد من نافذة الصمت قادماً
طرق زجاج الشبابيك ... طيف آخر يدخل عيناي
اعتقدت أني مستيقظة عند السبات الأول من الحلم
حاصرتني الاوهام وانا تحت رداء التأمل
هل جئت من وراء السحاب .؟
إطلالة شمس في آخر الليل .. وقبيل السهاد ؟
اطبق كتابك على أمنيات أوجاعي. واقرأ فهرستي
ستجدني رقماً يشير إليك لصفحة اميناتي
آخر الأنفاس قبل طلوع الشمس ... كان حلمك

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=10368

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 03:13 AM
المشاركة 448
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
بلا شجن !
بقلم الأستاذ : جميل العتيبي


هذه الأرض لا تسعني ..!

ضيقةٌ جداً لاتساع حزنيَ الأبدي
متبلدةٌ جداً كواقعي الأحادي
ككل الأشياء السوداء التي
تلفُ عينيَّ عنوةً

كشرياني الأكبر ذو وصمة العار
كبسمتي التي هاجَرت قبيل الانكسار

لم أعد أتنفس

يهرول الأوكسجين عني
أصرخ إليه
إنني أختنق ..
كما كسرة المرآة .. أختنق ..
كما الرغيف بين فاه الفقير .. أختنق ..
كما الفرح يهرب مني ..

تجرّني خطوةً نحو الهاوية
وتدفعني أختها إلى أسفل ..
الطريق طويلٌ أسفل ..
الليلُ كافرٌ أسفل ..
أنا لست نائماً كي لا أرى ..
أنا لستُ ميتاً كي لا أشعر ..
بين الاثنتينِ أنا ..
أترنّحُ كالطفل ..


ذهبَت ..
فتركتني لأجلِ رجُلٍ آخرَ ..
ولم تَعُد ..
أقسمت أن للحزنِ آخر..
فلم أجد ..
أمضيت ولست أمضي
إلاّ إلى طريقٍ يجتثني
نحو
قبرٍ وَ
لحَد ..

الحب لعنةُ الفقراء
هكذا قال جَدّي ذاتَ مساء
هنالك ابتسمتُ ولم أعقّب
وهناكَ كان الجفاءُ يَترقّب
فقيرٌ أنا حظاً ..
فقيرٌ أنا وطناً ..
كل أصدقائي سافروا إلى
الوطَن ..
وأنا هنا في منفايَ
بلا شَجن !

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11749

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 03:22 AM
المشاركة 449
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
ذاكرة بيضاء
بقلم : علي عيسى


أتجول في ذاكرتي البيضاء افتش عن سرد يسر السامعين
اشتم رائحة الجد المخضرم وهو يحمل آنية فضية
أنامله الخشنة تنبش التمر الهجري
تحاكي سعفات تداعبها رياح الشمال
يتمتم بكلمات وهو يمضغ ما في فمه من طعام
يدغدغ بأصابعه فنجان القهوة المعتقة
تتناقل ما بينهم تميرات الاخلاص
يسطع نور الشمس من نوافذ خشبية في مجلس مسقف بجريد النخيل
تتسلل اشعة عسجدية تعكس ظل الخوص
ترقصها نسمات الرياح
اسمع كلمات مرتدية ثوب الماضي المحلى بصوت رخيم
يشنف آذاني طنين همهمات ترجع بي إلى ايام خلت
لا افقهها لكني استمتع بالإصغاء اليها
تطيب النفوس تلك الحشرجة
في حلق الشيخ الكبير ترتسم على محياه سمات الطيبة و الوقار
اطرب بخرير ماء الدالية الذي يبتهل لصباح مشرق بملامح وجه البراءة.

منبر القصص والروايات والمسرح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13214

وحيدة كالقمر
قديم 12-16-2019, 03:29 AM
المشاركة 450
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
ضيف المساء ولحظة انتهاء الرقص
بقلم : عمرو مسلم


مرحبا يا ضيف المساء.. ها انت تهل باسما بين تلك العاليات .. لما ذالك ؟ وكأني المح خجلا وحياءً ؟ .. ولعلي المس استئذانا منك للمرور بينها .. لا تستأذن يا جميلي دعني اغنم برؤية اكتمال هذا الجمال الذي ندُر من يقدره , نعم انا اهلوس دعوني .. ابرحوني فانا العاشق المتيم لهذه الدقائق الثمينة .. انه موعد درجة الحرارة المنخفضة ووقت النفحات الباردة التي تأخذ سخونة الزفرات معها بعيدا عن الوجوه , رغم اني لست ممن يبردون بسهوله إلا انها ها هي الليالي الملاح والوجوه الصِّباح ليلة من ليالي صرب (1) ظفار .. هُنــا حيث تُزهر المروج وتُرقرق الجداول وتنبعث روائح الرّياحين والحشائش التي تصبّغت بإيات الصّقعاء ولطائف النسمات العليلة .. ساترك كل المعالم من حولي الى حين , يهمني ذلك الضيف الباسم .. مرحباً بك .. فنواف جبلنا تسمح لك بالتفضل الى صدر سماء الأحقاف (2) , تفضل ودع وجودك ينعكس على معالم وكل تفاصيل هذا المكان .. هيّـــا فالتبدد الظلام الذي يحاول غمس ليلتي بقتامته .. ذاك هو يتسلل خلف حمرة شفق المغيب.. لا تدع له مجالا ! ولا تتركه يلف كلا ما هو حولي ! .. انت الوفي كن كما عهدتك .. هيّـــا فلتتسابق سيوف نورك مطاردة لأذيال الظلام المتسلّلة في تلك الربوع.. هيّـــا يا جميلي اكمل رحلتك ودع عنك تلك الزاوية .. لن اترك هذه اللحظات دون ان اعدل كاس الشاي .. حطب جبلي والإبريق الذهبي وسكر وشاي وكاسات زجاج .. هذا ما احتاجه من زاد في هذه الامسية .. آخر ما كنت افكر بهي في عالمي الخاص اصدقائي في الرحلة , وجودهم في كفه وحضور الوجه الباسم في كفة اعذروني لن اشغل قلمي بكم .. لا يعلمون عما اقوله هنا , ربما مذكرتي هي من يعلم فقط . الى ملامح الموقع من حولي ..النسمات زاد اندفاعها من السفح القريب منا .. لم تشعل لنا نار . لم يكن هناك حل إلا بناء عازل حجري , وما اكثر الحجارة هنا , جمعنا الصخور وتم بناء العازل ووضعنا المقاعد للإبريق الذهبي وشعلت نار ليلتنا الباردة . اعود لك يا اجمل ثغر تبسم وأبها وجه يتجلى في هذه الليلة .. ها انت تتقدم بملائكية عدم نظيرها وحضور مهيمن يحسدك عليه الكثير , لا الوم شجيرات الجبل عندما بدأت تتراقص مع ظلالها ونورك , حتى تلك الشجرة المعمرة على ذلك التل استطيع ان اميز رقصها التقليدي مع الظلال والنور ..في هذه الاوقات اتوصل الى مفاهيمي واستنتاجاتي الخاصة في علاقة ” النسمات الباردة وموسم الصرب و وتوسط قمر 14 السماء ” , ثلاث مكونات حين اكتمالها يتجسد اكثر الطقوس روعة على وجه الأرض ربما يشاركني بهذا اناس ! وربما لا ! وربما مذكرتي فقط ! لكن هذه الخلطة لن اخيبها فهي ناجحة وبشدة في انطباعاتي .. مع وصول هذا الطقس لأشد ذرواه لا تنفع ولا تشفع سبوعيتي (3) فهي تقف عاجزة امام سيل التيار المتدفق دون توقف .. من المفاجئ ان نسمع صوتا يصدر لحركة جسم في تلك الحشائش , ما ذلك ؟ ماذا هناك ؟ ما الأمر ؟ كانت هذه تساؤلات الجميع .. لكن الاجابة كانت لدي وأسجلها .. ليست تلك الخفخفه إلا موكب متنقل تحت هذه الأجواء الاحتفاليات القائمة في هذه الليلة السامرة .. اعود اليك يا من اشتاق له كل عام .. هذه اللحظات الاثمن لدي .. هُنــا اكتملت المكونات هُنــا البدر التمام .. و هُنــا اقترب موعد الانتصاف .. هنا عندما يتوقف رقص الظلال .. ها هي اكثر اللحظات قداسة .. فيها تخجل الاجسام ان تراقص القمر عند تعامده مع الأرض .. وفي هذه اللحظات يعرف المرء معنى الصمت عندما يتوسط ذلك الجميل السماء كل عام.. في اروع الاوقات هنا على اغلى واثرى تراب في جنوب جزيرة العرب .. اغني لك يا قمر اضاء على تلال اريافي .. وأنا من اضناه وصولك في صرب كل عام.
_________________________________________________
معاني :
(1) الصرب : موسم الربيع في ظفار .
(2) الأحقاف : جنوب الجزيرة العربية .
(3) السّبوعيّة أو سباعيّة: مصطلح من المحلية الظفارية يُطلق على وشاح من الصوف او القطن يتدفأ بهي الرجال .

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=12304

وحيدة كالقمر

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: O كانوا هنا .. O
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كانوا .. وصرنا ناريمان الشريف منبر الحوارات الثقافية العامة 3 11-28-2020 12:05 PM
كانوا هنا ... لطفي العبيدي منبر البوح الهادئ 4 05-19-2014 09:59 PM
كانوا العيـد .. ( ق.ق.ج) ابتسام محمد الحسن منبر القصص والروايات والمسرح . 9 12-07-2010 02:05 PM
ليتهم كانوا هنا صلاح المعاضيدي منبر شعر التفعيلة 12 10-23-2010 11:51 PM
كائن ،، الكون ليس بالضرورة كائنا ..! دنيا العطار منبر القصص والروايات والمسرح . 0 09-25-2010 03:35 PM

الساعة الآن 05:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.