احصائيات

الردود
4

المشاهدات
6047
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,699

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
11-11-2014, 07:17 PM
المشاركة 1
11-11-2014, 07:17 PM
المشاركة 1
افتراضي من كتاب المزهر في علوم اللغة للسيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
كنت قبل مدة قد بدأت السير (ولو بخطى عرجاء) لقراءة الخطة التي أكرمنا بها الشيخ عماد الزبن حفظه الله لدراسة اللغة، وكان في بدايتها كتاب المزهر في علوم اللغة للإمام السيوطي رحمه الله، ونعم اختيار البداية من شيخنا الفاضل، فهو كتاب في غاية الروعة، ولا نظير له في بابه، لإمام موسوعي بلغ في علوم اللغة مبلغا عظيما، قال في مقدمته:

هذا علمٌ شريف ابتكرتُ ترتيبَه واخترعتُ تنويعه وتبويبه وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أداَئها وسَمَاعها حاكيتُ به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع وأتيتُ فيه بعجائبَ وغرائبَ حسنة الإبداع
وقد كان كثيرٌ ممَّن تقدم يُلمّ بأشياء من ذلك ويعتني في بيانها بتمهيد المسالك غير أن هذا المجموعَ لم يسبقني إليه سابقٌ ولا طرقَ سبيلَه قبلي طارقٌ وقد سميتُه بالمزهر في علوم اللغة
فأحببت أن أقتطف من هذا الكتاب الماتع مقتطفات، تدفع القارئ اللبيب بإذن الله للإقبال على قراءة هذا الكتاب، وتنبئه عن كنوزه الثمينة، وأسراره الدفينة، بعون الله..
سائلا المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتنا وفي ميزان مشايخنا وكل من له فضل علينا، وهو ولي التوفيق.

قال في التصدير:

( تصدير )
وقبل الشروع في الكتاب نصدّر بمقالة ذكرها أبو الحسين أحمد بن فارس في أول كتابه فقه اللغة :
قال : اعلم أن لعلم العرب أصلاً وفرعاً أمَّا الفرعُ فمعرفةُ الأسماء والصفات كقولنا : رَجُلٌ وفرسٌ وطويلٌ وقصيرٌ وهذا هو الذي يُبْدَأُ به عند التَّعلم
وأمَّا الأصلُ فالقولُ على وَضْع اللغة وأوَّليتها وَمَنْشئها ثمَّ على رسوم العرب في مخاطباتها وما لَها من الافْتنان تحقيقاً ومجازاً

ثم قال : والذي جَمَعْناه في مؤلَّفنا هذا مفرّقٌ في أصناف كُتب العلماء المتقدمين ( رضي اللّه عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء ) وإنما لنا فيه اختصار مبسوطٍ أو بسطُ مخْتَصر أو شرحُ مُشْكل أو جَمْعُ مُتَفَرّق
انتهى
وبمثل قوله أقولُ في هذا الكتاب

وهذا حين الشروع في المقصود بعَوْن اللّه المعبود
النوع الأول معرفة الصحيح وفيه مسائل
* حد اللغة :

- قال ابن جني في الخصائص: حدُّ اللغةِ أصواتٌ يعبِّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم،

- وقال ابن الحاجب في مختصره: حدُّ اللغةِ كلُّ لفظٍ وُضِعَ لمعنى.

- وقال الأسنوي في شرح منهاج الأصول: اللغاتُ: عبارةٌ عن الألفاظ الموضوعةِ للمعانِي.
* تصريفها:

- قال ابن جني في الخصائص: وأما تَصْريفها فهي فُعْلة من لَغَوْت أي تكلَّمت، وأصلها لغوة، ككُرَة وقُلَة وثُبَة، كلّها لاماتها واوات لقولهم كروت بالكرة، وقلوت بالقلة؛ ولأن ثبة كأنها من مقلوب ثاب يثوب، وقالوا فيها لُغاتٌ ولُغُون كثُبَات وثُبُون، وقيل منها لَغِيََ يَلْغَى إذا هَذَى.

- قال إمامُ الحرمين في البرهان: اللغةُ من لَغِي يَلْغَى من باب رَضِي إذا لهِج بالكلام، وقيل من لَغَى يَلْغَى.
* في بيان واضع اللغة أتوقيفٌ هي وَوَحْيٌ أم اصطلاح وتواطؤ

- قال أبو الحسين أحمد بن فارس في فقه اللغة: اعلم أنَّ لغة العرب توقيفٌ، ودليل ذلك قولُه تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ".

> والدليلُ على صحته إجماعُ العلماء على الاحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون فيه أو يتفقون عليه ثم احتجاجهُم بأشعاَرهم ولو كانت اللغة مُوَاضَعةً واصطلاحاً لم يكن أولئك في الاحتجاج بهم بأوْلَى منَّا فِي الاحتجاج بنا لو اصطلحنا على لغةِ اليوم؛
> ولعل ظاناً يظنُّ أن اللغةَ التي دللنا على أنها توقيفٌ إنما جاءت جملةً واحدة وفي زمان واحد وليس الأمر كذلك بل وقّف اللّه عزّ وجلَّ آدم عليه السلام على ما شاء أن يُعَلّمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه وانتشر من ذلك ما شاء اللّه ثم عَلّم بعد آدم من الأنبياء - صلوات اللّه عليهم - نبيّاً نبيّاً ما شاء اللّه أن يُعَلّمه حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد فآتاه اللّه من ذلك مالم يُؤته أحداً قبلَه تماماً على ما أحسنه من اللغة المتقدمة ثم قرّ الأمر قَراره فلا نعلمُ لغةً من بعده حدثَتْ
> هذا كله كلام ابن فارس وكان من أهل السنة

- قال ابنُ جني في الخصائص أكثَر أهلِ النظر على أن أصلَ اللغةِ إنما هو تواضعٌ واصطلاح، لا وَحْيٌ ولا توقيفٌ، إلاّ أن أبا علي ( رحمه اللّه ) قال لي يوماً : هي من عند اللّه.
- وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات؛
- ثم قال ابن جني: واعلم فيما بعد أنني على تَقَادم الوقت دائمُ التَّنْقير والبحث عن هذا الموضع فأجد الدَّواعي والخوالج قويَة التَّجاذب لي مختلفةَ جهات التَّغَول على فكري وذلك ( أنني ) إذا تأملتُ حالَ هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدّقَّة الإرهاف والرّقَّة ما يملك عليَّ جانب الفكر حتى يكاد يطمحُ به أمامَ غَلْوَة السّحْر فمن ذلك ما نَبَّه عليه أصحابنا (رحمهم اللّه) ومنه ما حَذَوْتُه على أمثلتهم فعرفت بتَتَابُعه وانْقياده وبُعْد مَرَاميه وآماده صحةَ ما وُفّقُوا لتقديمه منه ولُطْف ما أُسْعدوا به وفُرق لَهم عنه وانْضَاف إلى ذلك واردُ الأخبار المأثورة بأنها من عند اللّه تعالى فَقَويَ في نفسي اعتقادُ كونها توقيفاً من اللّه سبحانه وأنها وحيٌ

- وقال الإمام فخر الدين الرازي في المحصول وتبعهُ تاج الدين الأرموي في الحاصل وسراج الدين الأرموي في التحصيل ما ملخَّصه:
النظر الثاني في الواضع : الألفاظُ إما أن تدل على المعاني بذواتها أو بوَضْع اللّه إياها أو بوَضْع الناس أو بكَون البعْض بوَضْع اللّه والباقي بوضع الناس والأول مذهب عباد بن سليمان والثاني مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري وابن فُورَك والثالث مذهب أبي هاشم وأما الرابع فإما أن يكونَ الابتداءُ من الناس والتَّتمَّة من اللّه وهو مذهب قوم أو الابتداءُ من اللّه والتتمة من الناس وهو مذهب الأستاذ أبي إسحاق الإسفرائيني، والمحققون متوقفون في الكل إلاّ في مذهب عباد (أي أنه فاسد) - وزعم الأستاذُ أبو إسحاق الإسفرائيني أن القَدْرَ الذي يدْعو به الإنسان غيرَه إلى التَّواضع يَثْبتُ توقيفاً وما عدا ذلك يجوز أن يثبت بكل واحدٍ من الطريقين.

- وقال القاضي أبو بكر : يجوز أن يثبت توقيفاً ويجوز أن يثبت اصطلاحاً ويجوز أن يثبت بعضه توفيقاً وبعضه اصطلاحاً والكلّ ممكن.

- وقال إمام الحرمين في البرهان: والمختارُ عندنا أن العقلَ يجوِّزُ ذلك كلَّه؛ فأما تجويزُ التوقيف فلا حاجةَ إلى تكلُّف دليلٍ فيه؛ ومعناه أن يُثْبِتَ اللّه تعالى في الصدور علوماً بَدِيهيَّةً بِصَيغٍ مخصوصة بمعاني؛ فتتبَيَّنُ العقلاءُ الصِّيَغَ ومعانيها؛ ومعنى التوقيف فيها أن يلقوا وَضْع الصيغ على حكم الإرادة والاختيار؛ وأما الدليلُ على تجويز وقوعها اصطلاحاً فهو أنه لا يبعدُ أن يحرك اللّه تعالى نفوسَ العقلاء لذلك، ويُعْلِم بعضَهم مرادَ بعض، ثم ينشئون على اختيارهم صِيغاً، وتقترنُ بما يريدون أحوالٌ لهم، وإشارات إلى مسمّيات؛ وهذا غيرُ مُسْتَنْكَر؛ وبهذا المسلك ينطلقُ الطفل على طَوَالِ ترديد المُسْمَع عليه ما يريد تلقينه وإفهامه؛

- وقال الغزالي في المنخول : ... وكيف لا يجوزُ في العقل كلُّ واحدٍ منهما ونحن نرى الصبيَّ يتكلمُ بكلمة أبويه ويفهم ذلك من قرائن أحوالهما في حالة صغَره فإذَنْ الكل جائزٌ
وأما وقوعُ أحد الجائزين فلا يستدرك بالعقل ولا دليل في السمع وقوله تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماَءَ كُلَّهَا ) ظاهرٌ في كونه توقيفياً وليس بقاطع ويُحْتَمل كونُها مصطلحاً عليها من خَلْق اللّه تعالى قبل آدم

- وقال ابن الحاجب في مختصره : الظاهرُ من هذه الأقوال قول أبي الحسن الأشعري
قال القاضي تاج الدين السبكي في شرح منهاج البيضاوي : مَعْنى قول ابن الحاجب : القولُ بالوقْف عن القَطْع بواحدٍ من هذه الاحتمالات، وترجيحُ مذَهب الأشعري بغلَبَة الظن
ثم قال : والإنصافُ أن الأدلةَ ظاهرةٌ فيما قاله الأشعري.
* تنبيهات

- إذا قلنا بقول الأشعري إن اللغات توقيفيَّة - ففي الطريق إلى علمها مذاهب حكاها ابنُ الحاجب وغيره: أحدُها بالوَحْي إلى بعض الأنبياء، والثاني بخَلق الأصوات في بعض الأجسام، والثالث بعلمٍ ضروري خلَقه في بعضهم حَصَل به إفادةُ اللَّفظِ للمعنى.

- قال -ابنُ السبكي- في رفع الحاجب: الصحيحُ عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة، وهو ما صحَّحه ابنُ الأنباري وغيرُه؛ ولذلك قيل: ذِكْرُها في الأصول فضولٌ،

- وقيل: فائدتها النظرُ في جواز قَلْب اللغة؛

- وقال الزَّرْكشِي في البحر: حكى الأستاذ أبو منصور قولاً: إن التوقيف وقعَ في الابتداء على لُغَة واحدة، وما سواها من اللغات وقعَ التوقيف عليها بعد الطوفان من اللّه تعالى في أولاد نوح حين تفرَّقوا في أقطار الأرض،
- وقال في شرح الأسماء : قال الجمهور الأعظم من الصحابة والتابعين من المفسرين : إنها كلَّها توقيفٌ من اللّه تعالى
وقال أهلُ التحقيق من أصحابنا : لا بدّ من التوقيف في أصل اللغة الواحدة لاسْتحَالة وقوع الاصطلاح على أوَّل اللغات من غير معرفةٍ من المصطلحين بعَين ما اصطلحوا عليه وإذا حصلَ التوقيفُ على لغةٍ واحدة جاز أن يكونَ ما بعدَها من اللغات اصطلاحاً وأن يكون تَوقيفاً ولا يُقْطَع بأحدهما إلاّ بدلالة
قال : واختلفوا في لغة العرَب فمَن زعم أن اللغات كلَّها اصطلاحٌ فكذا قوله في لغة العرب ومن قال بالتَّوقيف على اللغة الأولى وأجاز الاصطلاحَ فيما سواها من اللغات اختلفوا في لغة العرب فمنهم من قال : هي أول اللغات وكلُّ لغةٍ سواها حدثَتْ بعدها إما توقيفاً أو اصطلاحاً واستدلوا بأن القرآن كلامُ اللّه وهو عربيّ وهو دليلٌ على أن لغةَ العرب أسبقُ اللغات وجوداً
ومنهم من قال : لغة العرب نوعان :
أحدهما - عربيةُ حمْير وهي التي تكلّموا بها من عَهْد هود ومَنْ قَبله وبقي بعضُها إلى وقتنا
- والثانية - العربيَّةُ المحْضَة التي نزل بها القرآن وأولُ من أُنْطقَ لسانُه بها إسماعيل فعلى هذا القول يكون توقيف إسماعيل على العربية المحْضة يَحْتَمل أمرين: إما أن يكون اصطلاحاً بينه وبين جُرْهم النازلين عليه بمكة وإما أن يكون توقيفاً من اللّه تعالى وهو الصواب.انتهى
* أقسام العرب

- وقال ابنُ دحْيَة : العربُ أقسام :
الأول - عاربة وعرباء : وهم الخلَّص وهم تسع قبائل من ولد إرم بن سام بن نوح وهي : عاد وثمود وأُمَيم وعَبيل وطَسْم وجَديس وعمْليق وجُرْهم وَوَبار، ومنهم تعلَّم إسماعيل عليه السلام العربية
والقسم الثاني - المتعرّبة : قال في الصحاح : وهم الذين ليسوا بخُلَّص وهم بنو قحطان
والثالث المستعربة - وهم الذين ليسوا بخلّص أيضاً كما في الصحاح
قال ابن دحية وهم بنو إسماعيل وهم ولد معدّ بن عدنان بن أُدّ.

- وأخرج الحاكم في المستدرك وصحّحهُ والبيهقي في شعب الإيمان عن بُرَيدة رضي اللّه عنه في قوله تعالى : ( بلسَانٍ عَرَبيٍّ مُبينٍ ) قال : بلسان جُرْهم
- وأخرج الحاكم في المستدرك وصحَّحه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق سفيان الثّوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : أن رسول اللّه تلا : ( قُرآناً عَرَبّياً لقومٍ يعلمون ) ثم قال : (أُلْهمَ إسماعيلُ هذا اللسان العربيَّ إلهاماً )

- فأما العربُ المستعربة وهم عربُ الحجاز فمن ذرّية إسماعيل عليه السلام وأما عربُ اليمن وحمْيَر فالمشهورُ أنهم من قَحْطان واسمه مهزَّم قاله ابن مَاكُولا
* ذكْر إيحاء اللغة إلى نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام

- قال أبو أحمد الغطْريف في جُزْئه : [بسند إلى] عمر بن الخطاب أنه قال : يا رسول اللّه مَا لَكَ أفصحنا ولم تَخرج من بين أَظْهرنا قال : كانت لغةُ إسماعيل قد دَرَست فجاء بها جبريلُ عليه السلام فحفَّظَنيهَا فحفظتُها. أخرجه ابنُ عساكر في تاريخه
* في بيان الحكمة الداعية إلى وضع اللغة :

- قال الكيَا الهَرَّاسي في تعليقه في أُصول الفقه : وذلك أن الإنسانَ لمَّا لم يكن مكتفياً بنفسه في معاشه ومُقيمات معاشه لم يكن له بدٌّ من أن يسترفد المعاونة من غيره ولهذا اتَّخَذ الناسُ المدنَ ليجتمعوا ويتعاونوا

- وهذا الكلام إنما هو حرفٌ وصوتٌ فإن تركه سدًى غفلاً امتدَّ وطال وإن قطعه تقطَّع فقطَّعوه وجزّؤوه على حركات أعضاء الإنسان التي يخرج منها الصوت وهو من أقصى الرّئة إلى منتهى الفم فوجدوه تسعةً وعشرين حرفاً لا تزيد على ذلك ثم قسَّموها على الحلْق والصَّدْر والشَّفَة واللثَّة ثم رَأَوْا أن الكفاية لا تقعُ بهذه الحروف التي هي تسعةٌ وعشرون حرفاً ولا يحصل له المقصود بإفرادها فركّبوا منها الكلامَ ثُنائيّاً وثلاثيّاً ورباعيّاً وخماسيّاً هذا هو الأصل في التركيب وما زاد على ذلك يُسَتثْقَل فلم يضعوا كلمةً أصلية زائدة على خمسة أحرف إلاّ بطريق الإلْحاق والزيادة لحاجة
- وكان الأصلُ أن يكون بإزاء كل معنى عبارةٌ تدلُ عليه غير أنه لا يمكنُ ذلك لأَن هذه الكلمات متناهيةٌ وكيف لا تكون متناهية ومَوَاردها ومَصَادرها متناهية فدعت الحاجةُ إلى وضع الأسماء المشتَركة فجعلوا عبارةً واحدةً لمسَمَّيَاتٍ عدَّة كالعَيْن والجَوْن واللون
- ثم وضعوا بإزاء هذا على نقيضه كلماتٍ لمعنىً واحد لأن الحاجةَ تدعو إلى تأكيد المعْنى والتحريض والتقرير فلو كُرّرَ اللفظ الواحد لسَمُجَ ومُجَّ، ويقال: الشيء إذا تكرّر تكرَّج، والطّباعُ مجبولةٌ على مُعَاداة المُعَادات فخالفوا بين الألفاظ والمعنى واحد
- ثم هذا ينقسم إلى ألفاظ متواردة وألفاظ مترادفة : فالمتواردة كما تسمَّى الخمرُ عَقاراً وصَهْبَاءَ وقهوة وسلسالاً والسبعُ ليثاً وأسداً وضرْغاماً
والمترادفة هي التي يُقام لفظٌ مقام لفظٍ لمعانٍ مُتَقَاربة يجمعها معنىً واحد كما يقال : أَصْلَح الفاسدَ ولمَّ الشَّعَث ورتقَ الفَتقَ وشعبَ الصَّدْع
- ثم هذه الألفاظ تنقسم إلى مشتركة وإلى عامَّة مطلقة وتسمى مستغرقة وإلى ما هو مفرد بإزاء مفرد وسيأتي بيان ذلك.

- قال الإمام فخر الدين وأتباعه : السببُ في وضع الألفاظ أن الإنسان الواحد وحدَه لا يستقلُّ بجميع حاجاته بل لا بدَّ من التعاون ولا تعاونَ إلاَّ بالتَّعارف ولا تعارفَ إلاَّ بأسباب كحركات أو إشاراتٍ أو نقوش أو ألفاظٍ توضع بإزاء المقاصد وأَيْسَرُها وأفيدُها وأعمُّها الألفاظ...
- فلما كانت الألفاظُ أيسرَ وأفيدَ وأعمَّ صارت موضوعةً بإزاء المعاني
منقول


قديم 11-12-2014, 09:44 AM
المشاركة 2
مها مطر مطر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
جميل ما سطرت هنا ودي واحترامي

قديم 03-24-2015, 12:05 AM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أشكر لك أدبتنا القديرة أستاذة مها مطر مطر مرورك الكريم وتعليقك الجميل.

قديم 03-24-2015, 03:57 AM
المشاركة 4
ألطاف أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
معلومات جميلة .. شكرا لك استاذ
دمت الى خير

قديم 03-30-2015, 11:38 PM
المشاركة 5
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معلومات جميلة .. شكرا لك استاذ
دمت الى خير
أشكر لك أدبتنا القديرة أستاذة ألطاف أحمد مرورك الكريم وتعليقك الجميل.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من كتاب المزهر في علوم اللغة للسيوطي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب النحو الواضح في قواعد اللغة العربية ثريا نبوي منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 5 10-26-2022 08:29 AM
فوائد لغوية من كتاب الاتقان في علوم القرآن ياسر حباب منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 6 05-29-2020 10:02 PM
في رأيك...ما اهم كتاب وضع ( كتب ، الف) في اللغة العربية ولماذا؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 4 06-16-2013 02:17 PM

الساعة الآن 06:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.