احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5573
 
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أنين أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
302

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Feb 2012

الاقامة
السعودية

رقم العضوية
10907
03-16-2016, 03:26 PM
المشاركة 1
03-16-2016, 03:26 PM
المشاركة 1
افتراضي لقاءٌ مُر ..
لقاءٌ مُر ..



ارتجلَ من سيارته .. و سارَ بهدوءٍ قاصداً محلاً صغيراً ليبتاع بعضِ الحاجيات , و لكنه توقفَ فجأةً حينما وقعتْ عيناهُ على فتاةٍ جالسة على الرصيف , حدقَ فيها ملياً .. إنها فتاةٌ يعرفها جيداً .. فتاةٌ كانت في يومٍ من الأيامِ له حبيبه!
انتفضَ قلبهُ في صدره , و عاد به الحنين إليها بسيلٍ من الذكرياتِ التي جمعت بينهما , لطالما أحبها و لطالما أحبته .. و لكن حدثَ أن افترقا منذُ أكثرِ من سنة , فما عاد يعرفُ خبراً عنها و لم يلتقي بها ثانيةً .
ظلّ يحدقُ بها بصمتٍ و تردد .. اجتاحتهُ رغبةٌ شديدة للإقترابِ منها و تبادل الحديثِ معها , و لكنَّ ترددهُ انجلى حينما لاحظَ الشحوبَ البادي في وجهها اللطيف .. تقدمَ خطوتينِ و هو يتفحصُ تقاسيمَ و جهها , كان الإرهاقُ واضحاً عليها .. و عينيها تشكيان الذبول و الإعياء .. تألمَ لأجلها .. و فكرَ في نفسه

- أهي مريضة؟ .. لا تبدو بخير!

أخذَ نفساً و تقدمَ إليها بخطىً ثابتة , توقفَ قبالتها .. فنظرتْ إليهِ و قد بدت أنها أفاقت من شرودها لتوها .. و علتْ ملامحها الدهشة حينما رأته , بينما تكلم بلطفٍ و ابتسامة

- مرحباً حنين .. كيفَ حالكِ؟

ما زالت تنظر إليه بعينيها الواسعتين دهشة .. ثم تكلمت بعد استيعابٍ قائلة

- بخير , ماذا عنكَ يا وليد ؟
- جيد .

ابعدت عينيها عنه , رؤيتها لوليد عادت بها للوراء .. قبل سنةٍ و أكثر .. حركت بداخلها مشاعر حاولت جاهدةً إخمادها ..
بينما هو تكلمَ ليكسر الصمت

- مررتُ من هنا , و رأيتكِ .. استغربتُ رؤيتكِ في الواقع .

عادت بنظرها إليهِ و قالت موضحةً في هدوء

- كنتُ في مكانٍ قريبٍ من هنا .

قال وهو يحدقُ في عينيها

- تبدينَ متعبة .. و لستِ بخيرٍ كما تدعين .

أنكستْ رأسها .. وعضت على شفتها السفلى متألمة , ثم هزت رأسها بالإيجاب و قالت بصوتٍ مخنوق و الدموع أغرقتْ عينيها

- ذلكَ صحيح , في الواقع .. كنتُ منذُ قليلٍ في المقبرة , واريتُ والديَّ الثرى .. لقد فقدتهما .

اتسعت عيناه وظل يحدق إليها في صمتٍ للحظات , ثم همسَ أخيراً

- ذلكَ مؤسف .. متى كان ذلك؟
- البارحة .

اقتربَ منها و جلسَ بجانبها على الرصيف بحزن , و بعد دقيقة .. التفتَ إليها , فنظرتْ إليه هي الأخرى .. و التقت عيناهما , وبدا أن كلاً منهما يقرأ أفكار الآخر

منذُ أكثرِ من سنة , كان وليد يرغب بالإرتباط بحنين .. لكن والديها لم يقبلا به لتواضع مهنته .. فعاد وليد حاملاً خيبته , وحنين خضعت مرغمةً لرغبةِ والديها الصارمين في أمرِ ارتباطها بوليد .. و انقطعا منذ ذلكَ الحين حتى اليوم .
أما الآن , وبعدَ أن رحل والديها رحيلاً أبدي .. فلعل القدر جمعهما اليوم ليمنحهما الفرصة , و يخبرهما أنه عاد بالإمكان أن يرتبطا من جديد .

هذا ما تبادر في رأس حنين , و لقد استطاعَ وليد أن يقرأ ما دار برأسها .. فوقفَ على قدميه و نظرَ إليها محاولاً استجماع رباطةِ جأشهِ و قال

- كوني بخيرٍ يا حنين , عليَّ أن أذهبَ الآن .

و مد يدهُ إليها لمصافحتها , فنظرت إلى يدهِ الممدودةِ أمامها .. و أصابتها الدهشة و الخيبة حينما وجدت خاتماً في أحدِ أصابعِ يده!
وجهت بصرها إليه و قالت بصوتٍ مخذول

- تزوجتْ ؟!

ازدرد ريقه بصعوبةٍ شديدة .. ولم يستطع الجواب
بل اكتفى بهز رأسهِ بالإيجاب .. و عيناه لم تبرحا النظر في عينيها المصدومتين
خاب ظنها .. و تبددتْ أحلامها التي لم ترتسم بعد , و آمالها التي تبرعمت للتو سحقت سريعاً! .. لم يهبها القدرُ فرصةً لتفرح .. لقد خطفَ الأماني منها بلمحة .

أخذت نفساً و همست بشفتينٍ مرتجفتينٍ و قلبٍ معتصر ..

- آه .. ذلكَ جيد , أرجو لكَ حياةً سعيدة .

و مدت يدها إلى يده تصافحه في ألم , فشد على كفها بقوة .. ينظر إليها بعينينٍ ترجيانِ العفو و المغفرة .. و همس

- إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .

و تركَ يدها ليغادر المكان .. و يبتعد عن حنين و يتجاهل ما حدث , هذهِ الصدفة جمعتهما عبثاً .. لتزيدَ بؤسهما بؤساً .. لتجدد حزناً قل وقعه في قلبيهما .. تأجج اليوم مستعراً بعد هذا اللقاء .
ركبَ سيارته و أطلقَ نفسه الذي حبسه لفترة , و قبل أن يديرَ المحرك
نظر إلى حنين من وراءِ الزجاج .. التي كانت تمسحُ دموع الخيبةِ بكم قميصها , مما زاد من ألمه و اعتصار قلبه , وضعَ قبضتهُ عند َ شفتيه .. و انحدرت دموعٌ ساخنة على وجنتيه .. و همسَ في داخلهِ المحترق

- عذراً حنين , ما كان بوسعي الإنتظار حتى هذهِ اللحظة , فبعدَ أن قُوبلت بالرفض من والديكِ .. اشتطت أمي غضباً و لم يهدأ لها بالٌ إلا بتزويجي , حنين .. رؤيتك اليوم هيجت القلب و الحب الدفين .. لو أن القدرَ منحني إياكِ و أتاح الفرصةَ قبلَ اليوم! .. لكن , ما عاد بالوسع شيء .. بكل أسف .


انتهت .


أنين أحمد


شكراً لقلبكِ يا أمي

شكراً لكِ يا قرة عيني و مستقري الأولي
قديم 03-16-2016, 06:04 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لا بل هو شديد المرارة
سرد جميل للغاية واسلوب مشوق . والحركة في عتبة النص منحته الحيوية والحياة. في النص لحظة إنقلاب مؤثره وهي رؤية الخاتم بعد ان كنت كمتلقي اتوقع ان تتجه الاحداث اتجاه اخر.

قديم 03-17-2016, 10:25 AM
المشاركة 3
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكراً أستاذ أيوب صابر

لمروركَ و اطلاعكَ على النص
سرني و اسعدني حضورك

دمتَ بخير .. مع التقدير و الامتنان

شكراً لقلبكِ يا أمي

شكراً لكِ يا قرة عيني و مستقري الأولي
قديم 03-20-2016, 08:34 AM
المشاركة 4
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]
الأديبة الراقية أنين احمد


لقد دخلت هذه القصة سعيدة بحرفك وخرجت باكية ولعلي ناقمة على ما أل اليه مصير البطلة في القصة
وخاصة في قرارت مصيرية للحياة واحدة لا يمكن ان نعيشها بعد
رحل الأب ورحل الحبيب وبقيت وحيدة واحزانها التي سوف ترافقها ربما الى نهاية العمر

قصة رائعة متسلسة الأحداث والفكرة

الابداع رفيقك

كل التقدير
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 03-20-2016, 11:44 AM
المشاركة 5
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكراً أستاذة فاطمة لتواجدكِ الجميل
و النظرة العميقة
و الاحساس الرقيق

ممتنة أنكِ هنا

شكراً جزيلاً
مع باقةِ الزنبق

شكراً لقلبكِ يا أمي

شكراً لكِ يا قرة عيني و مستقري الأولي
قديم 03-30-2016, 05:38 PM
المشاركة 6
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دائما .. في هذه الحياة .. في فترة من الفترات ..
تشعر بفقد كل ما حاربت لأجله يوما ...
قلب / وظيفة / حياة ..
و يبدو و كأن كل شيء سيكون أفضل بمرور الأيام ..
لكنه أمل بسراب بعيد ..
أنين ..
لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب ..
فلو كان قدرنا لوجدناه في كأس و لشربناه هنيئا مريئا ..
قصة جميلة ..
وقدرة راقية على تصوير الأحاسيس ..
استمري ..
انتظر جديدك حتما
كل الود ..

قديم 04-01-2016, 02:48 PM
المشاركة 7
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اهٍ يا جليلة

وجودكِ أيقظَ مكامنَ الشوقِ إليكِ
عبقكِ له شذاً خاص و متفرد لا ينسى

شكراً لروعة الحضور

أنا أتشرف

شكراً لقلبكِ يا أمي

شكراً لكِ يا قرة عيني و مستقري الأولي
قديم 04-12-2016, 02:40 PM
المشاركة 8
زياد وحيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
و كأن وليد أختفى وراء سحب الغياب و هو يهمس لذكرى حنين

كيف السبيل الى التلاشي من وهج عينيك،،
كيف السبيل الى الشفاء منك
كيف السبيل للرحيل من مقلتيك التي نثرتْ دموعا في وجهك المتلبد بالإهمال
سأركب قطار منتصف الليل و أهرب منك بلا عودة
سأمتطي شوقي لك لارحل عنك
فلقد باعدت بيننا الاقدار
ساصبر ...
وساترك قلبي و قلبك للزمن قد ييشفيهما من الحنين

قصة رائعة ...إنه الابداع

تقديري لقلمك ايتها الاديبة أنين

قديم 04-14-2016, 04:25 AM
المشاركة 9
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ممتنة كثيراً لروعةِ المرور أستاذ زياد

شكري و تقديري
دمتَ بخير

شكراً لقلبكِ يا أمي

شكراً لكِ يا قرة عيني و مستقري الأولي
قديم 04-14-2016, 10:47 PM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
العزيزة أنين ..
لقاء مرّ عنوان دقيق جداً ومناسباً للقصة
اللغة جميلة وبسيطة
والمعنى رائع
ما عاد ينفع الحنين ...
أشكرك على الامتاع والمؤانسة

تحية ... ناريمان الشريف


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: لقاءٌ مُر ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقاءٌ بعد الغياب.. نجاة الحربي منبر البوح الهادئ 10 08-17-2011 03:37 PM

الساعة الآن 12:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.