احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3302
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
12-20-2011, 09:41 PM
المشاركة 1
12-20-2011, 09:41 PM
المشاركة 1
افتراضي هدير.. ااالخوووووف !!
هدير الخوف





اثناء رحلة استجمامية لهم معاً, رضخ "هاني" لمشيئة زوجته في زيارة إحدى الجزر القريبة. لآنّه لم يرغب في تخييب أملها فهي حبيبة عمره وأم ابنه مع إبداء تحفّظه فالبحر غدّار, وهي لا تعرف السباحة كما وأنّ هاني نفسه لا يتقنها جيّدا, وأخبرها قائلا:



- أود تذكيرك بحادثتي عندما أوشكت الغرق في أحد أحواض السباحة لولا العناية الإلهيّة ووجود صديقي الذي تمكّن من إنقاذي.



وأضاف خجلا:



- ومنذئذ وأنا أخاف النزول في الماء!





لكنّها أصرَّتْ فهي لا تخاف وتعشق المغامرة, والجزيرة تستاهل فقد تسنّى لها زيارتها سابقا.



نزلوا البحر ومعهم طفلهم "حسام" وركبوا قارب عامل على خط الجزيرة. لكن بالرغم من طبيعة شخصيّة "هاني" الهادئة إلاّ أنّه أمضى الرحلة يفرك يدا بيد واستمرّ بالحوقلة والبسمل والتسبيح طيلة الوقت راجيا من الله بأن تنتهي رحلتهم بأمان دون مشاكل.



فكّرت في داخلها:



" غريب أمر هاني.. من الواضح خوفه, بل هو يتصرّف كأنّه شخص رعديد! على الرغم من تمكّنه من إنقاذ حسام عندما أغلق باب البيت على نفسه لمّا كنا خارجه نعتني بنباتات الزينة."

واصلت التفكير: "وكانت عمليّة خطيرة اضطرّ يومئذ القفز من شرفة الجيران ومشى مسافة لا بأس بها على حافة رفيعة ثمّ دخل الشقّة من خلال شرفة المنزل في الدور الرابع ! "

...



فجأة .. في عرض البحر مال القارب بانعطاف حاد على اليمين ثمّ إلى الشمال, ممّا أقلق الركّاب وقلقلهم, وضجّوا يتساءلون عمّ يحدث؟!



نظرت إلى زوجها تستنجد به, وإذا بعينيه تقدحان شررا, همس لها:

- هل يعجبك ما يحدث الآن يا "حنان" ؟! طيّب كل شيء بحسابه!







لم تجبه واكتفت بأن ترنو إليه وإلى طفلهما الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام من عمره, وكان جالسا في حضن أبيه مطمئنّاً إلى ذراعيه الملتفّتين حوله تشدّانه بقوّةٍ وحنان إلى صدره..



شعرت بالانقباض وتأنّيب الضمير, أطرقت برأسها نادمة دون ان تنبس ببنت شفة, وقد فات أوان الاعتذار وكان باديا للعيان شدّة تشنّجه وفرط غضبه منها.









بعد قليل سمعوا هرجا ومرجا من عند ربّان القارب ومساعده:



- ها هي ذي إنّني أراها. توقّف توقّف.. اقترب إلى اليمين قليلا.



ركّزوا نظرهم ناحية الموقع حيث يؤشر الرجل..



فرأوا حافظة جلدية تطفو على سطح البحر.



نزل المساعد في الماء وعاد يحملها. وسلّمها لمالكها الذي سقطت منه بالخطأ في البحر, وكانت من امترئها توحي باحتوائها مبلغا محترما من المال.. وتهلّل الجميع مصفقين لعملية التقاطها.



التفتت إلى زوجها وقد استرخى قليلا يهمس بأذنها قائلا:

- سنعود في نفس القارب, لن ننزل إلى الجزيرة, أريد الانتهاء من هذه المحنة في أقرب وقت ممكن, فلست مرتاحا هنا.



وهكذا صار.. دفعوا أجرة العودة, وركبوا قاربا آخر من جديد.



في طريق العودة وجدت نفسها قد تطيّرت خيفة هي الأخرى, وبدأت تتلو آيات قرآنيّة داعيةً الله في سرّها طالبةً النجاة,



استغرقت في التفكير: "يا لي من بلهاء!".



...



عادت بها الذاكرة إلى الوراء قبل بضعة سنوات عندما قدمت إلى الجزيرة, هي في الواقع قد قامت بزيارتها مرّتين سابقا ولم تستمتع فيهما بتاتا:

في المرّة الأولى جاءت مع أهلها وتفاجأوا لمّا توقفوا في عرض البحر.. حينئذ اضطرّ المساعد النزول في الماء ليزيل كيس (نايلون) التصق بمروحة المحرك, خلال العمليّة أشفقت على والدتها التي اصفرّت من الخوف, وزاد الطين بلّة لمّا شارك الابن الشاب في العملية.





أمّا في المرة الثانية فقدمت إليها في رحلة جَماعيّة مع أختها الصغيرة وأصدقائها..

وصعدت معهم على نفس القارب امرأة محليّة من سكّان الجزيرة, حادثتهم مطمئنة لهم:

- لا تخافوا! هذه رحلة عادية, فأنا أركب القارب من وإلى الجزيرة كل يوم.

في عرض البحر باغتهم هبوب عاصفة عاتية, فهاج البحر وماج وصفعهم الماء عند دخوله من كوّات القارب, ودبّ الذعر والهلع.. وأخذ القارب يتمايل بعنف على ضربات الأمواج القويّة ففارت دماءهم وتعالت صيحاتهم الفزعة.

جلست إحداهنّ على الأرض تحتضن طفلها الأصغر تبكي وتصرخ وقد تمكّن منها الرعب, أما الابن الأكبر فقد طاله خوف أمّه فأفرغ ما في جوفه على عروس شابّة محجبّة, ومن شدّة اشمئزازها وبردة فعل عفويّة خلعت جلبابها , وإذا بها في قميص نوم شفاف يبدي من جسدها البضّ أكثر ممّا يخفي, فَحَضِنَها زوجها محتجّا يريد سترها بجسده.

دهشت حنان من هذا المنظر النادر الحدوث وأصيبت بحالة خدر غريبة سلختها عن الواقع وصارت الأحداث لا تخصّها وكإنّها تشاهد مقطعا سينمائيّا.

- يا للخسارة! لقد أفسد الماء تسريحة شعري الذي حرصت على ترتيبه في الصباح الباكر بواسطة مجفف كهربائيّ. هنفت أختها.. ممّا أثار سخريتها فضحكت بطريقة هستيرية.



أمّا أكثر المشاهد إثارة لدهشتها فمنظر تلك المرأة المحليّة
- ومن المفروض تعوّدها البحر وعواصفه- عندما ركعت على أرض القارب تبكي وتولول, وقد أصابتها عدوى الفزع من الركّاب الذين لم يألفوا جو البحر ولا ركوبه!!





بعدها بقليل انتهت العاصفة.. وعاد البحر إلى هدوئه وسكونه المخادِعيْن, لكن بعد نجاحه في طمس فرحة الجميع..



...





عادت إلى واقعها.. ما زالوا موجودين على القارب في طريق العودة, نظرت إلى الساعة متلهفة الوصول إلى شاطيء الأمان, فكّرت:



"على ما يبدو لي منيّتي هي التي جلبتني إلى هنا لثالث مرّة!.. ولكن ما ذنب طفلي وزوجي الحبيبين؟"



أخلصت الدعاء إلى الله بأن ينجيهما هما على الأقلّ.



"وأخيرا.." تنفست الصعداء: "الحمد لله وصلنا بر الأمان".



لم تتردّد عن الإمساك بيد مساعد الربّان الممدودة لها لمساعدتها على النزول من القارب بعد التجربة القاسية التي أرهقتها إلى درجة الانهاك, أحسّت بقوّة البحّار وهو يسندها. نعم البحر يتطلب أناسا شديدي القوة عظيمي البأس!



ألقت النظرة الأخيرة على البحر.. عاقدة العزم ألاّ تعود إليه مطلقا, فلقد اكتفت ممّا نالها من رعب فيه, "وليست في كل مرّة تسلم الجرّة".



...



بعد أيّام فكّرت بأحداث القارب, وسألت زوجها الحبيب تناغشه:



- عندما قلت لي كلّ شيء بحسابه ماذا كنت تقصد حينها؟



نظر إليها نظرة غامضة, وبسط يديه الاثنتين جاذبا إيّاها إلى حضنه وغيّبها في قبلة طويلة,

ثمّ نظر في عينيها, فرأت عينيه تبرقان حبّا, ثم ابتسم بعذوبة وقال سألتِ وإليكِ الجواب:

- أود أوّلا القول أنّ هذه التجربة كانت مفيدة لي كثيرا, وأعتقد أنّني قادر على ركوب البحر من جديد.. ولولاك أنت لما استطعت ذلك في حياتي! لكن حينئذٍ ونحن في البحر فكّرتُ,,

- لو لا قدّر الله غرق القارب, ماذا سأفعل؟ ..
طبعا لأنّني أعرف السباحة قليلا فسأنقذ "حسام".. أمّا أنتِ أيّتها العنيدة..
فكلّما ظهرتِ برأسك فوق سطح الماء كنت سأمسكُه وأغطّسكِ بنفسي تحته!!







...مع تحياتي

ريما ريماوي


قديم 12-20-2011, 10:39 PM
المشاركة 2
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هناك كلمات كثيرة تُقال لنا تزعجنا ولكنها في الحقيقة كل الحب والدفء بين حروفها رغم أنهاقاسية ..
عشتُ مع تلك الحروف القصة كاملة وصورت أحدثها بمخيلتي ...
جميلة جداً يا ريما ...
مؤثرة ومرعبة في بدايتها لكنها دافئة في نهايتها التي تجعل الدمعة تفر من العين رغماً عنها

الهوازن ..



لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..
قديم 12-21-2011, 04:01 PM
المشاركة 3
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هناك كلمات كثيرة تُقال لنا تزعجنا ولكنها في الحقيقة كل الحب والدفء بين حروفها رغم أنهاقاسية ..
عشتُ مع تلك الحروف القصة كاملة وصورت أحدثها بمخيلتي ...
جميلة جداً يا ريما ...
مؤثرة ومرعبة في بدايتها لكنها دافئة في نهايتها التي تجعل الدمعة تفر من العين رغماً عنها

الهوازن ..


أهلا وسهلا بك ومرحبا الأستاذة العزيزة هوازن,

لكم أسعدني حضورك الجميل وإعجابك بالقصّة,

الله يسعدك ويحفظك, وعسى أن لاترى عيناك إلاّ دموع الفرح.

مودّتي وتقديري.

تحياااتي.

قديم 12-27-2011, 11:51 PM
المشاركة 4
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تم تشذيب النص, إن شاء الله يكون في تحسن؟!


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هدير.. ااالخوووووف !!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هجير الرّؤى حسين الأقرع منبر الشعر العمودي 1 09-25-2020 10:55 AM
هدير الحروف عبدالله الشيخي منبر البوح الهادئ 4 07-17-2016 05:30 PM
هدير العشق يزن السقار منبر البوح الهادئ 5 02-14-2014 08:11 PM
هدير الصمت لجيــن خالد منبر البوح الهادئ 2 01-08-2012 07:04 PM

الساعة الآن 10:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.