احصائيات

الردود
1

المشاهدات
754
 
رشيد عانين
من آل منابر ثقافية

رشيد عانين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
47

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16150
10-08-2022, 02:34 AM
المشاركة 1
10-08-2022, 02:34 AM
المشاركة 1
افتراضي حيرة أصيل
حيرة أصيل
دلف أصيل من باب المؤسسة بخطى متثاقلة ووجه عبوس وعينين ذابلتين كأنما سَحَّ منهما الدمع ليال طوال. قسمات وجهه تدفعه إلى سن الأربعين رغم أنه في منتصف العشرين. انقباض محياه يجعله أكبر من سنه بكثير. مسحت خطواته منتصف الساحة واضعا محفظته المهترئة تحت إبطه كأنما يدخل محكمة يواجه فيها قضية خاسرة.
مازال صديقه يتذكر اللحظات الأولى التي رآه فيها، فأخذ يهرف به النهار كله. ظل يرسل إليه ومضات فتشرق بها الروح بين الفينة والأخرى، لولاها لكان في عداد الموتى. لكن هي الدنيا ساعة وساعة. تتقلب لحظة من الفرح بين ساعات طوال من الشقاء، يرجو فيها أصيل أن ينال ما يصبو إليه.
يحب ما يحب لكنه يخفيه إلى الساعة المعلومة، يريد أن يرحل بعيدا، خوفا على المستقبل، بل خوفا من المجهول. لا شك أن خوفه من الغد لا يعدو أن يكون صنيعة أفكاره السوداء، لأنه لا يدري أن بين الأمل والعمل، مساحات من الألم يتربى فيها السائر إلى هدفه على الصبر، وجلد الطريق، وشظف العيش، وحقارة الدنيا، يركب سفينتها، يسلس العنان لقائدها ليبحر به أنّى يشاء. جراحات وطن لا توجد إلا في خياله، عساها تندمل في يوم من الأيام، وأنى لها أن تندمل وهي تُنكأ مع مطلع كل شمس فيستحيل الأمل ألما.
وصل أخيرا إلى باب الحجرة ينوء بحمله الثقيل، نظر في أعين محبيه ثم أمرهم بالدخول وهو يتفرس في وجوههم فردا فردا، وبعدها انتهى إلى مكتبه فأقعدته على الفور أفكاره التي تجمدت في رأسه. سرى على ظهره تيار أشبه بالماء البارد حتى اقشعر جلده. خاطب نفسه بصوت مسموع:
ــ لا أستطيع... لا أستطيع!
رد عليه الأنا المقموع في داخله:
ــ ما الذي لا تستطيعه؟
ــ لا أستطيع أنا أبقى ممثلا زائفا إلى الأبد. لابد من نهاية لهذه المسرحية. دوري تافه ومقزز.
تأبط محفظته والدموع قد تحجرت في مآقيه وخرج تاركا وراءه أفواها مشدوهة. لقد غادر من غير رجعة. مع الأسف لقد خسر نفسه وأحباءه.



مع إشراقة كل صباح يتجدد الحلم والأمل
قديم 07-29-2023, 11:55 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: حيرة أصيل
هذا حديث النفس ..
من تبعها خاب ..
ومن سيطر عليها نجح وفاز ..

سلمت الأيادي ..


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حيرة أصيل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة: حيرة بجماليون عبد الكريم الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 2 09-17-2022 07:32 PM
حيرة إيلين إيمان منبر البوح الهادئ 1 01-04-2021 11:25 AM
حيرة أنثى رشيد الميموني منبر البوح الهادئ 4 02-20-2020 12:06 PM
حجرة الذكريات والهروب نجلاء فتحي منبر البوح الهادئ 56 06-28-2019 03:49 AM

الساعة الآن 03:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.