قديم 08-05-2010, 03:42 PM
المشاركة 31
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
قسنطينة وسر الرقم 7

صوفيا منغور
منبر ذاكرة التاريخ و الحضارة





قسنطينة وسر الرقم 7



صوفيا منغور


لقسنطينة معالم وآثار وما يميزها عن باقي المدن في الجزائر، حيث يطلق عليها مدينة الصخر العتيق لوقوعها على قمتي جبلين تربطهما 7 جسور من عدة نواحي وللمدينة 7 أبواب ساهمت قديما في تطور تجارتها وانفتاح المدينة على العالم الخارجي للمدينة 7 مغارات و7 أولياء صاحين وغيرها من الأماكن المرتبطة بالرقم 7

*كانت المدينة محصنة بسور تتخله سبعة أبواب، وبعضهم يقول ستة، تغلق جميعها في المساء وهي:

باب الحنانشة: الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد.
باب الرواح: يمتد عبر سليم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل.
باب القنطرة: يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال.
باب الجابية: ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع 510م.
باب الجديد: يقع شمال ساحة أول نوفمبر، هدم سنة 1925.
باب الواد " أو باب ميلة": يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا.
باب سيرتا : وهو الباب الذي بنا الفرنسيون فوقه سوق بومزو للخضر والفواكه حيث يقال أن هذا الباب كان مدخلا للمدينة في عهد الرومان ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر حزيران من عام 1935، وحسب بعض الدراسات فإن هذا الباب كان معبدا قد بني حوالي سنة 363م.
لقد كانت هذه الأبواب تقوم بوظيفة التحصين للمدينة ضد الغرباء وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي أثارها كلية.

جسور مدينة الجسور
نظراً لتضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، أقيمت عليها سبعة جسور لتسهيل حركة التنقل، واشتهرت بعد ذلك قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة، وهي:
جسر باب القنطرة: وهو أقدم الجسور بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا وذلك سنة 1863.
جسر سيدي راشد: ويحمله 27 قوسا، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه بـ105م، طوله 447م وعرضه 12م، بدأت حركة المرور به سنة 1912،و هو أعلى وأضخم جسر حجري في العالم وهو الذي يظهر دائما مرافقا للصورة الرمزية الخاصة بي أسفل مشاركاتي.
جسر سيدي مسيد: بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ175م وطوله 168، وهو أعلى جسور المدينة.
جسر ملاح#تحويل ملاح سليمان سليمان: هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 15م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة.
جسر مجاز الغنم: هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الأتجاه.
جسر الشيطان: جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسفل الأخدود.
جسر الشلالات: يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح وتعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام 1928.
أما الكهوف في قسنطينة والتي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الميلاد حيث كانت مأوى لأهالي المدينة آنذاك
كهف الدببة: يبلغ طوله 60 م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة.
كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6 م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.
بعد كهف الدببة وكهف الأروي هناك أيضا:
كهف الحمام: على غرار باقي الغارات نسجت حوله أساطير عدة، فهناك من يقول أنه استخدم في عبادة ميترا، أحد الآلهةوهناك من يقول أن النساء الفاسدات كن يرمين فيه وغيرها إلا أن به هوة كبيرة تسمح باشتعال الشموع دون إيقادها كما تشير التنقيبات أن الكهف كان ضريحا لبعض الشخصيات في الأزمنة الغابرة
كهف الشكارة:ارتبطت هذه المغارة بأسطورة رائجة في اوساط المجتمع القسنطيني بأن البايصالح كان يأمر برمي المحكوم عليهم بالاعدام من أعلى المغارة إلى وادي الرمال في الأسفل داخل كيس وبالعامية يقال"الشكارة".
مغارة شطابة : كانت معبدا لبعض الجن والآلهة المحلية ومكانا للحج يقصده سكان المنطقة لتقديم الأضاحي والقرابين
المغارة المنسية: أغلق مدخلها في الحقبة الاستعمارية لأن الثوار كان يسعملونها للدخول والخروج من المدينة بشكل سري ولم تفتح لغاية اليوم والقليلون من أهل المدينة من يعلمون بأمرها وهي تقع تحت أحد الفنادق بوسط المدينة وقد كانت إلى غاية 1939 قبلة للسواح ويقال أنها تشبه مغارة جعيتا في لبنان لوجود ترسبات كلسية داخلها ووجود السمك المضيء أيضا.
المغارة الجديدة: وقد اكتشفت حديثا في قسنطينة بسيدي مسيد وتقع بين مغارتي الدببة والأروى على ارتفاع 9 أمتار.

قديم 08-05-2010, 03:45 PM
المشاركة 32
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
المناهج الدراسية العربية ومقارنتها بالتطورات العالمية الحديثة .




د . محمد الزهراني
منبر الملتقى التربوي




كان المنهج المدرسي في الماضي يهدف لأمرين وهما القراءة والكتابة بحسب حاجة المجتمع ذلك الوقت ، لم يعد الأمر يقف عند هذا الحد ،بل أصبح العالم يتطور من حولنا وبشكل مُتسارع ، اعتقدنا أن حكوماتنا ستعمل جاهدة على تطوير تعليمنا لنلحق بالركب ، إلاّ أن الركب سبقنا بعقود كثيرة ، ولازلنا لا نبرح المكان لا ندري عمداً كان هذا ، أم جهلاً بالمستقبل وما يخبئ لنا . عمدت وزارات التربية والتعليم في الدول العربية وليس الإسلامية في تكويّن خبراء لصياغة تلك المناهج العديمة الجدوى عدا مواد التربية الإسلامية التي لا يحق لي ولا لغيري التنقيص من حقها رغم تحفظي على ما يحويّه بعضها ومدى مناسبتها للصغار وعقولهم ، بل ينبغي على مُعديها إعادة النظر في بعض موضوعاتها .
أمرٌ لازال خبراء التعليم والمسئولين في البلدان العربية يزداد تمسكهم به ، رغم قناعة الكثير بعدم جدوى تلك المناهج التي أكل عليها الزمان وشرب . يحدث أحياناً بعض التعييرات في المحتوى وصورة الغلاف وليس في المضمون . كلنا يعلم أن تلك المناهج يقوم بإعدادها خبراء في المناهج الدراسية ، وبكل أسف هولاء الخبراء يعدونها دون تخطيط مسبق ومتقن ، ففي الكثير من الدول العربية إن لم تكن بأكملها نرى جهلاً من تلك السياسات وقد يكون عمداً لاسيما ما تعانيه مناهجنا من انتقادات في الوقت الحاضر . يعرف الكثير منّا أن تلك المناهج الدراسية في الدول المتقدمة لا تقف عند مجموعة من الخبراء وحدهم ، وهم من يخطط ويُعد لتلك المناهج ، بل المجتمع أيضاً يشترك في التخطيط والإعداد لها. تتجدد تلك المناهج لديهم بين كل فترة وأخرى بحسب حاجة المجتمع والطلب الذي يحتاجون إليه وليس كما تراه تلك الدولة أو الخبراء فيها . نعرف أن أي مجتمع له طلبات يحتاجها ومن خلال تلك المناهج يحدد ما يدون بها حتى تفي بالمطلوب ، بعكس الدول العربية التي تُفرض تلك المناهج احتاجها المجتمع أم لا يحتاجها . سبقتنا الدول ووصلوا إلى ما وصلوا إليه ونحن لازلنا نفرضها على أبنائنا . لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ما بداخل الكثير منها يطلب من الطالب حفظها ومن ثم تسميعها للمعلم نهاية كل فصل دراسي ، لينال الدرجة المستحقة ، في نظري هذا الحشو لن يوصلهم إلى العالمية مادام الأمر على هذا المنوال ، ففي الدول المتقدمة أيضاً معظم تلك المناهج عملية أي أن الطالب يقوم على عمل تلك التجارب أما بمساعدة غيره أو بنفسه لحين يتم إتقانها . في نظري هذه الطريقة هي التي أوصلت ذلك العالم إلى التقدم الذي هم فيه ، بعكس ما نحن فيه ومنا هجنا التي لا تعمل إطلاقا عل أي تقدم يُذكر .لا يراودني الشك أن ما نحن فيه فُرض علينا لنبقى كما نحن . أنا ذكرت هنا الدول العربية ولم أقل الإسلامية شتان بين مناهجنا ومناهج ماليزيا مثلاً .

قديم 08-05-2010, 03:46 PM
المشاركة 33
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
عازف التشيللو السيراجيفي

ترجمة وليد زين العابدين / منابر ثقافية
منبر الاداب العالمية




مشى الموسيقار على المسرح بينما كان التصفيق يصم الآذان , في زي العازفين التقليدي الأسود انحنى للجمهور , وجلس على كرسيه وأمسك بآلة موسيقية , يمكننا القول إنها آلة تشيلو قديمة خمرية اللون . ما هي إلا دقائق حتى بدأت الموسيقى تنساب .
كانت يوغسلافيا السابقة قد تمزقت في عام 1992 بحرب عرقية , ومدينة سيراجيفو الجميلة والعريقة , بكل ما تملك من غنى بالمسارح والفن التقليدي , قد تحولت إلى عاصمة أوربا الجهنمية .
في الرابعة مساءً من يوم السابع والعشرون من أيار من ذلك العام , وبينما كان بعض سكان سيراجيفو يصطفون بصبر أمام آخر الأفران في المدينة . سقطت قذيفة مدفعية في وسطهم , مخلفة اثنان وعشرين قتيلاً . العازف الشهير سمالوفيك نظر من النافذة ليجد اللحم والدماء والعظام والدمار وقد انتشر في المنطقة , عندها عرف بأنها اللحظة التي لا يمكن له أن يبقى صامتاً بعدها .
سمالوفيك كان في السابعة والثلاثين في ذلك اليوم , كان معروفاً بكونه عازف تشيللو موهوب في الفرقة السيمفونية الوطنية وعدد من الفرق الموسيقية الأخرى التي كانت تملأ مدينة بالعودة إلى تلك الفترة يصف سمالوفيك نفسه ومجتمع سيراجيفو بالساذج والبسيط , فقد كانوا على ثقة تامة بمجتمعهم ووحدته , وعندما كانوا يشاهدون الحرب الأهلية المستعرة في باقي ولايات يوغسلافيا , كان لديهم يقين بأن ذلك لن يحدث في مدينتهم , فمجتمع سيراجيفو متين موحد غير قابل للدمار , ولكن ذلك الحلم كان قبل 1992 .

سيراجيفو قبل عام 1992 .
شعر سمالوفيك بالغضب والعجز لما كان يجري من حوله, فهو لم يكن سياسياً ولا جندياً , كان مجرد عازف . وآنى لعازف أن يفعل شيئاً في الحرب ! ولكن هل كونه عازفاً موسيقياً يعني أن يقف مكتوف الأيدي ويشاهد الناس يموتون أمامه ؟ هل يعني أن يبقى خائفاً على حياته طيلة الوقت ؟
وهكذا وبعد المجزرة الرهيبة , وعند الساعة الرابعة من مساء كل يوم , كان سمالوفيك يسير إلى وسط الشارع حيث وقعت المجزرة . بزيه التقليدي وكأنه ذاهب للعزف في عرض مسرحي حي, كان يجلس هناك على كرسي صغير في وسط الفوهة التي حفرتها القذيفة القاتلة , وكان يعزف الموسيقا بآلة التشيللو , وكان يستمر بالعزف رغم أن القذائف والرصاص كان يتطاير في كل مكان من حوله, إلا أن صوت الموسيقا في داخله كان أقوى من كل أصوات الرصاص والقذائف والدمار .
لمدة اثنان وعشرون يوماً , في ذكرى ضحايا المجزرة الاثنان والعشرون . سمالوفيك عزف في نفس المكان , للبيوت المدمرة , للنيران المستعرة , للناس الممزقين المختبئين في أقبية المباني , عزف لكرامة الإنسان والتي كانت أول ضحايا هذه الحرب . وبشكل غير محدد فقد عزف للحياة والسلام , للأمل الذي ينبثق من أحلك ساعات الظلمة . وكجواب على سؤال أحد الصحفيين فيما إذا كان العزف وسط القصف جنوناً أم لا ؟ أجاب سمالوفيك : تسألني إذا كان عزف التشيللو جنوناً ؟ لماذا لا تسأل إذا ما كان قصف سيراجيفو هو الجنون .
استمر سمالوفيك بعزف موسيقاه حتى كانون الأول من عام 1993 , في المقابر وأماكن القصف تحت شعار " صلاة موسيقية يومية من أجل السلام " . وهكذا أصبح رمزاً للسلام في البوسنة .
الملحن الإنكليزي ديفيد وايلد أُخِذَ بهذه القصة المؤثرة , فألف مقطوعة موسيقية خاصة بآلة التشيللو منفردة وسماها ببساطة " عازف التشيللو السيراجيفي " حيث سكب فيها أحاسيسه الخاصة من تقدير وحب وأخوة اتجاه العازف فيدران سمالوفيك .

عازف التشيللو الشهير Yo Yo Ma عزف هذه المقطوعة في مهرجان التشيللو الدولي الذي أقيم في مدينة مانشيستر الانكليزية في عام 1994 .
عازف البيانو بول سوليفان كان حاضراً هذا المهرجان وقد وصف هذا المشهد كالآتي : بهدوء تام وبشكل تدريجي بدأت الموسيقا بالانسياب في جو القاعة الساكن . محدثة حالة من الوهم , الفراغ الكوني , والشعور بملامسة الموت , وأخذ صداها يتردد حيث بدأت ترتفع الموسيقا بشكل مضطرب بالتدريج لتصبح عويلاً وصراخاً لامسنا جميعاً وسيطر على أحاسيسنا . لتنتهي المقطوعة بصمت يشبه الموت , بدءاً من الصمت الذي بدأت منه .
عندما انتهى Yo Yo Ma من عزف المقطوعة بقي صامتاً , منحنياً فوق التشيللو بخشوع , لم يتحرك أحد في الصالة , الصمت كان مطبقاً لفترة طويلة , وكأننا قد شاهدنا لتونا المجزرة الرهيبة أمام أعيننا . أخيراً , وبصمت وهدوء استوى Yo Yo Ma في كرسيه ونظر إلى الحضور ماداً يده باتجاهنا , كل الأعين اتجهت حيث دعا أحدٍ ما إلى الصعود إلى المسرح , وكأن صدمة كهربائية عارمة قد اجتاحتنا عندما أدركنا من كان المدعو , لقد كان فيدران سمالوفيك , عازف التشيللو , عازف سيراجيفو . استوى واقفاً ومشى عبر الممر في الوقت الذي نزل فيه YO YO MA عن خشبة المسرح ومشى باتجاه فاتحاً يديه , وتعانقا بشكل مؤثر وعاطفي تماماً بجانب مقعدي .
المشهد كان لا يصدق , كل واحد من الحضور وقف بذهول , بحالة من الاضطراب العاطفي , يصفقون , يصفرون , يهتفون , يبكون وسط شعور بالغبطة والتأثر . كأن موجة مد عاطفية قد اجتاحت الجمهور , كانت الأصوات عالية لدرجة كبيرة . ووسط كل ذلك كان يقف الرجلان متعانقان , ينتحبان بدون خجل .
Yo Yo Ma أمير العزف الكلاسيكي الأكثر شهرة عبر العالم , كان بكامل أناقته وصحته , وإلى جانبه فيدران سمالوفيك الناجي من مجازر سيراجيفو , مرتدياً معطفاً من الجلد البالي والممزق , مع إشارة ما وضعت على ذراعه , بالإضافة إلى شعره الطويل وشاربه الضخم , كل ذلك أوحى بسنوات طويلة من الألم والجراح المصاحب لدموع لا يمكن حصرها .
بعد سنوات من موقفه البطولي المعادي للحرب , سمالوفيك استقر في بلفاست في إيرلندا . حيث يؤلف ويعزف الموسيقا وينتجها على مستوى محلي وعالمي . ولكن الرسالة التي تحملها قصته أعظم بكثير من الرجل الذي صنعها .

الفيلسوف الأمريكي روبرت فولكهام يقول في كتابه الذي يسمى على ما أعتقد ( تأملات أخرى من حياة خاصة ) : " اسمع , لا تأسف أبداً لاعتقادك يوماً بأنه عندما يقرر شخص ما بمواجهة العالم بالحقيقة , فإن العالم سيصغي له ويتوقف . هناك الكثير من الأدلة على عكس ذلك . ما أن نتوقف عن اعتقادنا ذاك حتى تتوقف الموسيقى بكل تأكيد . إن أسطورة الأحلام المستحيلة أقوى من كل حقائق التاريخ . في مخيلتي أضع الزهور على النصب التذكاري الخاص بفدران سمالوفيك , هذا النصب الذي لم بينى بعد , وهذه اللحظة لم تأت بعد , ولكن ربما تأتي "

قديم 08-05-2010, 03:48 PM
المشاركة 34
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
الحضارة الفرعونية المفترى عليها


محمد جاد الزغبي
منبر ذاكرة التاريخ و الحضارة



من غرائب ما تواجهه هذه الأمة ويعد من أخطر أسباب تراجعها رغم الماضي العريق .. هو

أن الأجيال الحديثة لا علاقة لها بماضيها مطلقا .. على نحو يكفل التخلف المحقق لأى أمة

دون شك ..

لأن التاريخ كعلم يعد هو الأساس الأقدر فى الحضارات جميعا وذلك لطبيعة العلوم الحضارية

ذاتها من أنها تكون بالصبغة التراكمية فيجب أن تتواصل الأجيال اللاحقة مع السابقة وإلا

فقدت بإرادتها الحرة كل مقومات التراث وبالتالي كل مقومات الحضارة ..

ولو أضيف لتلك الكارثة كارثة أخرى وهى التسطيح وعدم التدقيق ينقلب التخلف إلى موت

حقيقي لتلك الأمة .. وهو ما نعانيه بحذافيره سواء كنا كعرب من ورثة الحضارة الإسلامية

أو مصريين من ورثة تاريخ الكنانة الأقدم فى الأرض وهو إيماننا ببعض المعارف أو

الثقافات التى أخذناها على عواهنها دون تدقيق ودونما بذل الحد الأدنى من الجهد

لتحرى الصدق والواقع فيها كما لو كانت مسلمات غير قابلة للنقض أو النقد ..

وثالثة الأسافي أن من يعانون من هذه وتلك هم من المنتمين لزمرة المثقفين والمفكرين

والمواهب الجادة التى تعول عليهم الأمة بنيان ما تهدم منها عبر سنوات طوال من قرون

التخلف

والأمثلة على ذلك بلا حصر ..

مثال ذلك ثقافة المهدى المنتظر التى تعد تراثا عربيا يضرب بجذوره فى أعمق نقطة من

نقاط المثقفين بالرغم من أن المسألة ذاتها قد فندها علماء المسلمين وآخرهم الدكتور عبد

المنعم النمر من أن كل الأحاديث الواردة فى شأن المهدى المنتظر غير صحيحة وبالرغم من

كثرتها ورواجها بزمن البخارى علامة الحديث إلا أنه طوى كشحا عنها نهائيا بالإضافة

إلى التناقض فى الأحاديث المروية فى صفات وهدف المهدى مما يتعارض مع الآية الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم " اليوم أكملت لكم دينكم .. "

وما إلى ذلك من حجة العالم الكبير التى احتواها كتابه الشهير " الشيعة ـ المهدى ـ ا

لدروز "

بالإضافة إلى آفة الثقافات ودائها وهى ثقافة الإتكالية الغير مقبولة بأى منطق حول بعض

الأدعية المأثورة وبغض النظر عن صحتها وعما هو غير حقيقي فيها فان الكارثة تكمن فى

اعتبار تلك الأدعية المأثورة ضامنة لإجابة الدعوة أو النجاة من النار بمجرد القراءة وهو

تسطيح لدعوة الإسلام وفكره الذى ينص أول ما ينص على مصادقة القلب للقول بالعمل

وأيضا فى المعارف العادية نجد الكثير من أصحاب القلم وهم أهل التدقيق كما يفترض

مسلمين أنفسهم وعقولهم لبعض المعارف التى سقطت أو التى لا تعد من قبيل المعرفة

وكأنى بأهل الثقافة يقتربون حثيثا من مستوى العامة الذين يرضون بأقل المعرفة مما هو

لازم لحياتهم وفقط ..

مثال ذلك ما انتشر عن نظرية التطور التى ابتكرها تشارلز داروين واشتهر عنها أن

داروين يقول بأن الإنسان أصله قرد وهى السمعة الصحفية التى نشأت كنادرة أو طرفة ثم

انتشرت على أنها محتوى النظرية كله ..

مع أن داروين لم يقل بهذا مطلقا والطريف أن محتوى النظرية الحقيقي أكثر طرافة

ومدعاة للضحك من مقولة انتماء الإنسان للقرود فى أصله البعيد .. فالنظرية تقول بأن كل

الأنواع والمخلوقات منشؤها خلق واحد تفرعت منه أنواع المخلوقات حسب التكيف الطبيعى

عبر آلاف السنين .. وهو ما سقط بالطبع عندما جاء علم التصنيف ليكتشف أن بعض أنواع

الزهور والتى تعد نوعا واحدا من النبات له أنواع مختلفة فى شكله وغذائه يربو عددها

على ثلاثين ألف نوع مما يجزم بالطبع بأن كل نوع وكل عائلة وفصيلة لها منشأ مستقل

تماما

ومنها ما يتم تدريسه عن عمد أو عن جهل بحقائق التاريخ لطلبة المراحل الأساسية للتعليم

فى مصر على نحو يعد جريمة معرفية بحق هؤلاء الطلبة ..

فمنذ بضع سنوات واثر الكشف عن عدد من أقوى الوثائق البريطانية والفرنسية والايطالية

المتزامنة مع أحداث تنصيب محمد على باشا واليا على مصر .. ظهرت للوجود حقائق تقلب

تاريخ تلك الفترة رأسا على عقب فالمعروف والذى يتم تدريسه لطلبة التاريخ أن محمد

على تم تنصيبه على مصر باتفاق العلماء وقادة المجتمع المصري فى فترة حساسة من

تاريخ البلاد وكان هذا الاختيار للجندى الألبانى الأصل محمد على من اتفاق وتزكية هؤلاء

السادة برياسة السيد عمر مكرم العالم الأزهرى المعروف ونقيب الأشراف وقتها

ولأن المدقق خلف هذا الأمر يجد عجبا من أن سير الأحداث لا يبدو سيرا منطقيا مع انتفاء

أى تأثير للقوة الأجنبية الأوربية التى كانت تملك زمام الأمر فى المنطقة حتى من قبل

فترات الاحتلال الصريح .. وهو ما بينته الوثائق عندما تم الكشف عن أن محمد على أخذ

طريقه إلى كرسي العرش فى مصر بمعاونة ومباركة فرنسا بعد تحييد بريطانيا وتمت

الصفقة بين محمد على نفسه الذى اشترى الولاية وبين " بافاروتى " القنصل الفرنسي فى

ذلك الوقت وكان الثمن مجموعة منتقاه من الآثار الفرعونية نقلها بافاروتى كاملة وأسس

بها متحفا خاصا به فى مسقط رأسه بايطاليا فى الوقت الذى ظن فيه كبار المصريين أنهم

بصدد صفقة تتم بمقتضي إرادتهم فقط دون إدراك لكوامن السياسة العالمية التى كانت

علاقاتها فى ذلك الوقت بالنسبة لهم تمثل لغزا وحجابا من غموض تام ..

ونفس الأمر حدث فى اتفاقية الوفاق الودى بين بريطانيا وفرنسا عام 1907 حيث تم تقسيم

التركة مسبقا بين بريطانيا وفرنسا وكان محتوى التركة يشمل منطقة الخليج والعراق

والشام بأكملها فضلا على دول شمال افريقيا والمغرب فى غيبة كاملة من السلطان

العثمانى المغيب وأولياء الأمر العرب فى تلك المناطق ممن كانوا بعيدين كل البعد عن

مجرى الأحداث وطرق السياسة الدولية بين القوى العظمى الأوربية والتى كانت تبدو من

الظاهر غير متدخلة فى مصائر شعوب مستقلة حيث كان الاحتلال لم يبدأ بعد فى أغلب

المناطق العربية بينما خلفية الأحداث تحمل فى وضوح بصمات الدول الكبري ومصالحها

وهذا هو الذى دعا كلا من بريطانيا وفرنسا للتدخل معا لتحطيم جيش وأسطول محمد على

عندما قويت شوكته وهدد السلطنة العثمانية فى الشام وكاد يسقطها فتدخلت الدولتان

لتحجيمه فورا عقب الاتفاق مع الباب العالي على المقابل الذى شمل وعدا صريحا بتوطين

اليهود تمهيدا لإنشاء وطن قومى لهم ..

والذى لم يعرفه السلطان العثمانى أن بريطانيا وفرنسا كانتا ستحطمان محمد على حتى

لو لم يطالبهما الباب العالى بذلك تبعا لقواعد اللعبة السياسية والتى لا تسمح لقوة محمد

على أن تتعدى الحدود للمحميات التى تسيطر عليها الدولتان خفية ولذلك تركا محمد على

حرا فى تدمير الدعوة الوهابية بينما لم يصبروا عليه يوما عندما طرق أبواب الشام

ونفس الأمر أيضا مع تجربة سابقة على محمد على وهى تجربة على بك الكبير ذلك القائد

المملوكى الأسطورة الذى كاد أن يمتلك زمام الشام إلى مصر لولا أن تدخلت القوى الخفية

ليخونه أقرب أعوانه محمد بك أبو الدهب ويسلمه لأعدائه منهيا تلك التجربة التى لا تسمح

بها القوى العظمى وهى اتحاد مصر باللسان الشامى والذى انفك منذ وفاة صلاح الدين

ولم يلتئم بعدها فى محاولة كاملة قط وفشلت جميع تجارب إحيائه

وإذا نظرنا لكتب التاريخ التى يدرسها الطلبة فى معظم أقطارنا نجدها خاوية على

عروشها إلا من معارف سقطت منذ قرون لكنها أصبحت مسلمات تحكم ثقافة العقل العربي

مع الأسف الشديد

ومنها أيضا تلك الثقافة التى حكمت الكثيرين من أن الحضارة الفرعونية حضارة وثنية

وتعددية ولها 2800 إله وهم الذين تنتشر تماثيلهم عبر ربوع مصر شمالا وجنوبا بالإضافة

إلى أن القرآن الكريم حدثنا عن فرعون الطاغية الذى ادعى الإلوهية فهى بالتالي حضارة

كفر وإلحاد وما إلى ذلك من المعارف التى ترسخت فى الأذهان

بينما الحقيقة كانت واضحة حتى من قبل النظريات الحديثة للتاريخ المصري ومن خلال قصة

فرعون ذاتها قاطعة بأن أرض مصر لم تعرف عبادة الأوثان فى أى مرحلة من مراحل

حضارتها المدركة بالتاريخ عبر خمسة آلاف عام قبل الميلاد وحتى اليوم ..

وتعالوا نلقي نظرة سريعة لنعرف ونر ..



عمق الحضارة الفرعونية ..

علم المصريات أو الفرعونيات هو علم تأسس من ثلاثة قرون على يد الغرب الأوربي ثم

الأمريكى فيما بعد وصارت جامعات الغرب وباحثيه هم أساس هذا العلم مع الأسف الشديد

ولم ينبغ من العرب أو المصريين أنفسهم إلا عدد قليل للغاية من علماء الآثار كان أولهم

أحمد كمال باشا والدكتور سامى جبرة والدكتور سليم حسن وأخيرا زاهى حواس بالرغم

من أنها حضارتنا نحن إلا أن الغرب بلغ شغفه الغير اعتيادي بها حدا يفوق الجنون ذاته ..



صار كل أثر وأسرة تمثل فى التاريخ المصري قسما مستقلا

كما أن علم " بيرامدولجى " وهو علم الهرميات تأسس كعلم مستقل وله أقسامه المتفرعة

والتى يعكف الباحثون عليها منذ عشرات السنين ليضيفوا العديد والعديد لتلك الحضارة

التى سادت العالم عشرات القرون

فى نفس الوقت الذى كانت فيه مصر قبل منتصف القرن الماضي لا تعير لتلك الآثار اهتماما

حتى أن بعض أحجار وقشرة الطبقة الجيرية التى كانت تكسو الهرم بأكمله وعليها نقوش

ذهبية وجداول فلكية رهيبة أخذها سكان مصر القديمة واستخدموها لبناء أركان منازلهم

التى لا زال بعضها حتى اليوم يحمل فى قلبه أحجار منتزعة من الهرم منذ انهيار القشرة

الجيرية بجداولها فى الزلزال الذى ضرب المنطقة فى القرن السابع عشر .. وبصعيد مصر

عندما فكر عبود باشا الاقتصادي المصري الشهير فى بناء مصنع سكر نجع حمادى يمم

وجهه ناحية معابد الأقصر وانتزع منها العديد من الأحجار ووضعها فى أساس المصنع !

وقد بدأ البحث خلف سر الهرم الأكبر الذى يعد أعقد ألغاز الحضارات القديمة على مر

التاريخ منذ أيام خلافة المأمون عندما دخل بعض علماء العرب للهرم وكتبوا عنه وأثارتهم

دقة البناء وتساءلوا عن هدف بنائه وهو الهدف الذى لا زال حتى وقتنا هذا لغزا غامضا لم

يتم حسمه ..

والحديث عن الهرم الأكبر يطول بأحجاره التى بلغت مليون وستمائة ألف حجر يتراوح

وزنها بين 12 طن وسبعين طنا مجلوبة من أقاصي الصعيد بوسيلة مجهولة ومرصوصة فى

دقة هندسية خرافية بوسيلة غير معروفة أيضا ويبلغ الإعجاز الهندسي فيه حدا لا زال

العلم الحديث بكل منجزاته يقف عاجزا عن محاكاتها لأن الهندسة التقليدية التى نعرفها

تقف عاجزة عن تقنين العلاقات الرياضية الرهيبة بين أطراف الهرم والتى تحاكى بدقة

مذهلة أبعاد الكواكب والنجوم بحيث يعد الهرم معجزة فلكية أو مرصد كما قالت بعض

النظريات ..

هذا الهرم الذى قال عنه علماء القرن الثامن عشر أنه مقبرة للملك خوفو .. !!

وبالرغم من أن تلك المعلومة سقطت من مائتى سنة أو يزيد إلا أننا حتى الآن كمصريين

ندرس أن الهرم هو هرم خوفو مع أن علماء المصريات عندما صححوا تلك المعارف كانت

الأدلة قاطعة على زيف معظم ما توصل إليه علماء ذلك الوقت من أن خوفو هو بانى الهرم

الأكبر لأنهم اعتمدوا على عبارة منقوشة بداخل إحدى الخرطوشات الملكية ومكتوب عليها

بالهيروغليفية " هيليم خوفو " وهى التى اعتمد عليها العلماء منفردة فى وقتها لينسبوا

الهرم الأكبر إلى هذا الملك الذى نجهل كل شيئ عنه ولا وجود له فى التاريخ القديم

بالرغم من وجود تمثال صغير وحيد له وبعض معلومات ضئيلة عثر عليها الدكتور زاهى حواس منذ سنوات

وعبارة " هيليوم خوفو " هذه لا تعنى الملك خوفو كما تمت ترجمتها بل تعنى حرفيا

بالهيروغليفية " الله جل جلاله "

الأكثر مدعاة للأسي أن عمر الهرم نفسه والذى ندرسه كمصريين بأنه يبلغ من العمر خمسة

آلاف عام هو أمرٌ تراجع عنه العلماء الموثوق بهم فى التاريخ الفرعونى وأجمعوا على

خطئه وعلى رأسهم " مانيتون " أكبر عالم أثريات فى هذا التخصص وذلك عندما عجز

العلماء عن تحديد عمر صخور الهرم بالرغم من أن علم الجيولوجيا عن طريق تحليل وقياس

كمية غاز الأرجون فى الصخور يتمكن بمنتهى البساطة من قياس عمر أى صخرة على

الأرض وبدقة تبلغ نسبة الخطأ فيها مائة عام لكل خمسة مليون عام !

وكانت تلك الوسيلة البحثية الفريدة هى التى مكنتنا من معرفة عمر الأرض من أقدم

صخورها وهو عمر يمتد فى التاريخ إلى أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة

وبالرغم من ذلك فقد وقفت الأجهزة عاجزة عن هذا ونقل لنا تاريخ العرب فى مصر أن أحد

علماء العرب وضع تفسيرا لبناء الهرم وتحليلا له كان منه أن الهرم بنى منذ خمسة وثلاثين

ألف عام

ولو أننا وضعنا بأذهاننا أن التاريخ المكتوب للعالم أجمع بدأ منذ عشرة آلاف عام فقط

فلنا أن نتخيل مدى الحيرة التى استبدت بعلماء الغرب عندما توصلوا لكشفيات أثرية

إغريقية تؤيد القول بقدم الهرم بهذا الشكل

فالتاريخ الفرعونى لدينا يبدأ من عهد الأسرة الأولى التى أسسها الملك مينا موحدا بها

قطرى مصر شمالا وجنوبا منذ سبعة آلاف عام أما قبل هذا التاريخ لا نعرف معلومة

واحدة .. ولنا أن نتخيل كم الأسرار الذى تحتويه فترة الدولة الفرعونية المزدوجة شمالا

وجنوبا قبل مينا وهى التى استمرت فى التطور بعد ذلك مكملة للحضارة الفرعونية

ولو أننا ألقينا نظرة على أحدث الكشوف والنظريات العلمية فى هذا المجال سنكتشف ما

هو أعجب ..

فعمر الإنسان على الأرض يبلغ مائة ألف عام وكما سبق القول لا يوجد تاريخ مكتوب يصل

لأقصي من عشرة آلاف عام فقط وقد عثر العلماء على أدوات علمية ومعادن وآثار لأشعة

وقنابل تراوحت أعمارها بين عشرين ألف عام وخمسة وثلاثين ألف عام وكلها تنبئ عن

حضارات سادت ثم بادت وهى التى ينقل لنا القرآن الكريم ومعظم الكتب المقدسة لمحات

عنها ..

والذى يعنينا فى هذا الشأن ما كشفه أحد الباحثين الفرنسيين من أن أفلاطون عندما جاء

لمصر والتقي بكهنة الفراعنة أخبروه عن أطلانطس وسجل أفلاطون هذا اللقاء فى

محاورة " كريتياس " كما أن هيرودوت التقي بهم وكان تعليقهم أن علوم الحضارة

الفرعونية بلغت حدا مرعبا وهى علوم تقتصر فقط على الكهنة كما أن الفراعنة تركوا آثار

حضارتهم فى حضارة الأزتيك بالمكسيك والحضارة الصينية أى أنهم قطعوا العالم شرقا

وغربا وكل هذا قبل التاريخ المعروف والمكتوب

الأكثر إثارة هو ما كشفته صحف نبي الله إدريس عليه السلام والتى اكتشفت فى عدة نسخ

بعدة مواضع وهو أول الأنبياء بعد آدم عليه السلام ومعروف أنه استقر بمصر وتبعه أهلها

وعلمهم الكتابة والخياكة وصنع أدوات الحضارة مما وهبه الله ونقل لهم أخبار طوفان

سيأتى على العالم بعده وهو طوفان نوح عليه السلام والذى جاء مكتسحا لكل العهد

القديم .. وهو السبب الرئيسي لغياب كل أوجه وعلامات الحضارة السابقة عليه مما دعا

ببعض العلماء للخروج بنظرية أن الأهرامات بنيت لأجل الحفاظ على تراث الفراعنة من

الطوفان ومن ثم أودعوا الأهرامات الثلاثة كل الأسرار العلمية والكونية التى توصلوا لها

حتى تقنيات السفر للفضاء والتى أكدتها مسلات القمر التى تقف مسببه صداعا مزمنا

للعلماء عن كيفية وصولها

ومنذ إحياء الحضارة الفرعونية بمصر عقب الطوفان ظهرت للوجود أسطورة أزوريس التى

دخلها الكثير من التحريف وحملت الكثير من حقائق وجود نبي الله إدريس عليه السلام وبقايا

علمه الذى علمه للمصريين

والواقع أن هذا يعنى ببساطة أن العالم أجمع يلهث ويكتشف كل يوم جديدا فى أثر تلك

الحضارة ونحن فى غفلة مرهونة بعلوم ندرسها عفا عليها الزمن .. وأمام تاريخ يحتاج

الكتابة من جديد بل والتحديث المستمر مع الكشف المذهل الذى يتتابع ويربط بين حضارات

العالم القديم ويصوغ ويضبط أحداث ما قبل التاريخ المكتوب



التوحيد فى مصر ..


كانت النظرية القديمة القائلة بأن الحضارة الفرعونية تعددية ووثنية تعتمد على وجود

2800 إله كما سبق القول وأيضا من خلال قصة فرعون الذى اتضح أنه رمسيس الثانى بعد

ما كشفه العالم الفرنسي الشهير موريس بوكاى عندما حلل جثة رمسيس الثانى واكتشف

بقايا الملح البحرى على جسده وأطلعه بعض أصدقائه على القصة القرآنية مما تسبب فى

إسلامه بعد ذلك وخرج يروى عن الحقائق المذهلة التى اكتشفها بتدبر القصص القرآنى

وذلك فى كتابه الأشهر " القرآن والإنجيل والتوراة والعلم "

هذا عن المعلومات القديمة والمعروفة ..

لكن المعلومات الأكثر صحة والتى اتضحت بعد العثور على كتاب " الموتى " وهو أقدم

كتاب فرعونى تمت ترجمته وفك رموزه ليتضح أن الحضارة المصرية قامت على أساس

التوحيد وذلك بسبب الآتى .

أولا ..

كلمة " نفر " والتى وجدها الأثريون تصف 2800 تمثال لشخصيات متعددة لا تعنى كلمة "

إله " بل ترجمتها الحرفية " اليد القوية " أى أنها صفة وليست مسمى الهي ..

وتتجلى الإثارة الحقيقية فى الصفات التعريفية المكتوبة إلى جوار تماثيل هذه الآلهة

ولفتت نظر العديدين من الباحثين لقوة الربط الحادث بالأنبياء والمرسلين ..

فهناك " أتوم " والتعريف به هو أنه أول بشري نزل من السماء وأبو الحياة على الأرض

وهناك " أوزوريس " ووصفه يقول بأنه الذى علم الناس الكتابة والحياكة وسبل التسجيل

وهناك " نوه " ووصفه بأنه الذى أنقذ البشرية من الغرق

والأسماء والأوصاف شديدة الوضوح

ثانيا ..

وهو الدليل القاطع على التوحيد لدى الفراعنة .. ما نقلته نصوص كتاب الموتى حيث قالت

إحدى صحائفه بالحرف

" أنت الأول قبل كل شيئ وأنت الآخر وليس بعدك شيئ "

" قال الله خلقت كل شيئ وحدى وليس بجوارى أحد "

كما يُعرف كتاب الموتى المسلات أنها إشارة التوحيد وهو ما يتضح من إشارتها الدائمة

للسماء .. فضلا على أخناتون الذى يعد الملك الفرعونى الوحيد الذى نادى بالتوحيد من

بين الملوك ووجوده الغامض فى قلب التاريخ الفرعونى لا يمكن قبوله على أنه كان

مصادفة ـ على حد قول د. مصطفي محمود ـ

بل من المؤكد أنه جاء معبرا عن أصل شعبي حاربه الكهنة من قديم الزمن وسعوا فيه

ومعهم الملوك لعبادة تماثيل الأنبياء والصالحين على النحو المعروف فى سائر الحضارات

وتكرر فى الجزيرة العربية كما تكرر فى الحضارات الصينية والهندية مع بوذا

وكونفشيوس وهم من أهل التوحيد قبل الميلاد بثمانمائة عام وتوارثتهم الحضارات

وعبدوهم فى النهاية

يضاف إلى ذلك أن الاهتمام الفرعونى بحياة ما بعد الموت يصل حدا لا يمكن وجوده فى

حضارة وثنية على الإطلاق لاختلاف المبادئ نهائيا بين الأسلوبين كما أن الفرانة هم

الحضارة الوحيدة قبل التاريخ التى آمنت بالبعث دون تحديد لرسول أتى إليها أو أحد

الأنبياء فيما عدا إدريس وعيسي عليهما السلام

ويبدو الأمر أكثر وضوحا عندما نتأمل التحقيق القرآنى لقصة فرعون فى قوله تعالى

" وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه "

وهو التعبير القاطع عن وجود الإيمان داخل الشعب وخروج الفئة الضالة بسبب أهواء الحكم

وحصرها فى الكهنة والملوك وهو ما أكده أيضا موقف السحرة الذين واجهوا موسي عليه

السلام فآمنوا به ورفضوا التراجع أمام بطش فرعون الذى مزق أجسادهم وألقاها فى نقاط

مختلفة من صعيد مصر وكان هؤلاء السحرة هم " أسيوط ـ إسنا ـ أرمنت " ولا زالت البقاع

التى ألقيت فيها تلك الجثث تحمل أسماء هؤلا السحرة حيث تعد أسيوط قلب محافظات

الصعيد واسنا و أرمنت مدينتين متجاورتين تقعان جنوب الأقصر بأربعين كيلومترا تقريبا

هذا بخلاف موقف المصريين من موسي عليه السلام حيث أعطى المصريون ذهبهم كله لبنى

إسرائيل قبل خروجهم وكان عطاؤهم طواعية وليس كما قال بعض المفسرين أنه كان

إخراجا بالاحتيال لأن عدد بنى إسرائيل بلغ نحو ثلاثمائة ألف شخص من المستحيل أن

يذهبوا لجيرانهم المصريين فى نفس الوقت ليطلبوا حليهم على سبيل الاقتراض لفترة

وإعادتها لأن هذا كان كفيلا بإيضاح نيتهم فضلا على أن العدد الهائل لا يسمح بالخروج

تسللا بل كان خروجا صريحا ومن ثم تبعهم فرعون وحاشيته فقط وهم الذين خرجوا معه

أما الذهب المسروق فهو الذهب الذى سرقه قارون عندما كلفه موسي عليه السلام بالعودة

إلى العاصمة لتنصيب ملكا يختاره الشعب المصري لضبط الأمر بعد هلاك فرعون فعاد

قارون على رأس جيش ونفذ الأمر واحتال لنفسه فاستولى على بعض كنوز فرعون المخبأة

فى سراديب قصره

وآخر نقطة تخص هذا الأمر هى أن جميع الأمم السالفة التى طغت وبغت أرسل الله عز وجل

إليها ما قضي عليها مثل عاد وثمود وإرم والنمروذ وقوم لوط وأصحاب الأيكة وغيرهم ..

بينما ظلت الحضارة الفرعونية بشعبها بمنأى عن أى عقاب الهي فى مطلق تاريخها

واقتصر عقاب الغرق على فرعون وحاشيته فقط وهذا مما يؤكد على استمرار التوحيد فى

المصرين منذ قدوم إدريس عليه السلام ..

والبدايات المتشابهة تؤدى للنهايات المتشابهة فكما استقبل المصريون دعوة إدريس

وموسي عليهما السلام استقبلوا المسيحية بالبشر واعتنقوها وكذلك عندما جاء عمرو بن

العاص وعلى أبواب سيناء استقبلته قبائل البدو بالترحاب وانضمت جيوشهم لجيشه

وقادهم عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وعلمهم الإسلام لينطلقوا مخلصين مصر من يد

الرومان لتنشأ الحضارة الإسلامية بمصر بتأيد كاسح من جموع القبط المصريين

هذه هى الحضارة الفرعونية التى نبذ البعض منا أسباب الفخر بها والبحث يها باعتبارها

حضارة وثنية دون أن نكلف أنفسنا ساعات قليلة لنتبصر فيها تاريخ بلادنا التى احتفي

بها الغرباء وأهملها الأبناء

لمزيد من التفاصيل نرجو مراجعة الآتى

" قصة الحضارة " ـ وول ديورانت ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" مصر القديمة " ـ د. سليم حسن ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" الهرم المعجزة " ـ د. مصطفي محمود حلقة تليفزيونية من برنامج العلم والايمان
" الذين عادوا الى السماء " ـ أنيس منصور ـ طبعة دار الشروق
" أخبار الأول فيمن تصرف من أخبار الدول " ـ اسحاق المنوفي ـ طبعة الذخائر ـ مصر
" القرآن والانجيل والعلم " ـ بروفيسور موريس بوكاى ـ نسخة الكترونية
" قصص الأنبياء " ـ الامام متولى الشعراوى
" قصص الأنبياء " ـ د. أحمد الكبيسي

قديم 08-05-2010, 03:48 PM
المشاركة 35
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
الحضارة الفرعونية المفترى عليها


محمد جاد الزغبي
منبر ذاكرة التاريخ و الحضارة



من غرائب ما تواجهه هذه الأمة ويعد من أخطر أسباب تراجعها رغم الماضي العريق .. هو

أن الأجيال الحديثة لا علاقة لها بماضيها مطلقا .. على نحو يكفل التخلف المحقق لأى أمة

دون شك ..

لأن التاريخ كعلم يعد هو الأساس الأقدر فى الحضارات جميعا وذلك لطبيعة العلوم الحضارية

ذاتها من أنها تكون بالصبغة التراكمية فيجب أن تتواصل الأجيال اللاحقة مع السابقة وإلا

فقدت بإرادتها الحرة كل مقومات التراث وبالتالي كل مقومات الحضارة ..

ولو أضيف لتلك الكارثة كارثة أخرى وهى التسطيح وعدم التدقيق ينقلب التخلف إلى موت

حقيقي لتلك الأمة .. وهو ما نعانيه بحذافيره سواء كنا كعرب من ورثة الحضارة الإسلامية

أو مصريين من ورثة تاريخ الكنانة الأقدم فى الأرض وهو إيماننا ببعض المعارف أو

الثقافات التى أخذناها على عواهنها دون تدقيق ودونما بذل الحد الأدنى من الجهد

لتحرى الصدق والواقع فيها كما لو كانت مسلمات غير قابلة للنقض أو النقد ..

وثالثة الأسافي أن من يعانون من هذه وتلك هم من المنتمين لزمرة المثقفين والمفكرين

والمواهب الجادة التى تعول عليهم الأمة بنيان ما تهدم منها عبر سنوات طوال من قرون

التخلف

والأمثلة على ذلك بلا حصر ..

مثال ذلك ثقافة المهدى المنتظر التى تعد تراثا عربيا يضرب بجذوره فى أعمق نقطة من

نقاط المثقفين بالرغم من أن المسألة ذاتها قد فندها علماء المسلمين وآخرهم الدكتور عبد

المنعم النمر من أن كل الأحاديث الواردة فى شأن المهدى المنتظر غير صحيحة وبالرغم من

كثرتها ورواجها بزمن البخارى علامة الحديث إلا أنه طوى كشحا عنها نهائيا بالإضافة

إلى التناقض فى الأحاديث المروية فى صفات وهدف المهدى مما يتعارض مع الآية الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم " اليوم أكملت لكم دينكم .. "

وما إلى ذلك من حجة العالم الكبير التى احتواها كتابه الشهير " الشيعة ـ المهدى ـ ا

لدروز "

بالإضافة إلى آفة الثقافات ودائها وهى ثقافة الإتكالية الغير مقبولة بأى منطق حول بعض

الأدعية المأثورة وبغض النظر عن صحتها وعما هو غير حقيقي فيها فان الكارثة تكمن فى

اعتبار تلك الأدعية المأثورة ضامنة لإجابة الدعوة أو النجاة من النار بمجرد القراءة وهو

تسطيح لدعوة الإسلام وفكره الذى ينص أول ما ينص على مصادقة القلب للقول بالعمل

وأيضا فى المعارف العادية نجد الكثير من أصحاب القلم وهم أهل التدقيق كما يفترض

مسلمين أنفسهم وعقولهم لبعض المعارف التى سقطت أو التى لا تعد من قبيل المعرفة

وكأنى بأهل الثقافة يقتربون حثيثا من مستوى العامة الذين يرضون بأقل المعرفة مما هو

لازم لحياتهم وفقط ..

مثال ذلك ما انتشر عن نظرية التطور التى ابتكرها تشارلز داروين واشتهر عنها أن

داروين يقول بأن الإنسان أصله قرد وهى السمعة الصحفية التى نشأت كنادرة أو طرفة ثم

انتشرت على أنها محتوى النظرية كله ..

مع أن داروين لم يقل بهذا مطلقا والطريف أن محتوى النظرية الحقيقي أكثر طرافة

ومدعاة للضحك من مقولة انتماء الإنسان للقرود فى أصله البعيد .. فالنظرية تقول بأن كل

الأنواع والمخلوقات منشؤها خلق واحد تفرعت منه أنواع المخلوقات حسب التكيف الطبيعى

عبر آلاف السنين .. وهو ما سقط بالطبع عندما جاء علم التصنيف ليكتشف أن بعض أنواع

الزهور والتى تعد نوعا واحدا من النبات له أنواع مختلفة فى شكله وغذائه يربو عددها

على ثلاثين ألف نوع مما يجزم بالطبع بأن كل نوع وكل عائلة وفصيلة لها منشأ مستقل

تماما

ومنها ما يتم تدريسه عن عمد أو عن جهل بحقائق التاريخ لطلبة المراحل الأساسية للتعليم

فى مصر على نحو يعد جريمة معرفية بحق هؤلاء الطلبة ..

فمنذ بضع سنوات واثر الكشف عن عدد من أقوى الوثائق البريطانية والفرنسية والايطالية

المتزامنة مع أحداث تنصيب محمد على باشا واليا على مصر .. ظهرت للوجود حقائق تقلب

تاريخ تلك الفترة رأسا على عقب فالمعروف والذى يتم تدريسه لطلبة التاريخ أن محمد

على تم تنصيبه على مصر باتفاق العلماء وقادة المجتمع المصري فى فترة حساسة من

تاريخ البلاد وكان هذا الاختيار للجندى الألبانى الأصل محمد على من اتفاق وتزكية هؤلاء

السادة برياسة السيد عمر مكرم العالم الأزهرى المعروف ونقيب الأشراف وقتها

ولأن المدقق خلف هذا الأمر يجد عجبا من أن سير الأحداث لا يبدو سيرا منطقيا مع انتفاء

أى تأثير للقوة الأجنبية الأوربية التى كانت تملك زمام الأمر فى المنطقة حتى من قبل

فترات الاحتلال الصريح .. وهو ما بينته الوثائق عندما تم الكشف عن أن محمد على أخذ

طريقه إلى كرسي العرش فى مصر بمعاونة ومباركة فرنسا بعد تحييد بريطانيا وتمت

الصفقة بين محمد على نفسه الذى اشترى الولاية وبين " بافاروتى " القنصل الفرنسي فى

ذلك الوقت وكان الثمن مجموعة منتقاه من الآثار الفرعونية نقلها بافاروتى كاملة وأسس

بها متحفا خاصا به فى مسقط رأسه بايطاليا فى الوقت الذى ظن فيه كبار المصريين أنهم

بصدد صفقة تتم بمقتضي إرادتهم فقط دون إدراك لكوامن السياسة العالمية التى كانت

علاقاتها فى ذلك الوقت بالنسبة لهم تمثل لغزا وحجابا من غموض تام ..

ونفس الأمر حدث فى اتفاقية الوفاق الودى بين بريطانيا وفرنسا عام 1907 حيث تم تقسيم

التركة مسبقا بين بريطانيا وفرنسا وكان محتوى التركة يشمل منطقة الخليج والعراق

والشام بأكملها فضلا على دول شمال افريقيا والمغرب فى غيبة كاملة من السلطان

العثمانى المغيب وأولياء الأمر العرب فى تلك المناطق ممن كانوا بعيدين كل البعد عن

مجرى الأحداث وطرق السياسة الدولية بين القوى العظمى الأوربية والتى كانت تبدو من

الظاهر غير متدخلة فى مصائر شعوب مستقلة حيث كان الاحتلال لم يبدأ بعد فى أغلب

المناطق العربية بينما خلفية الأحداث تحمل فى وضوح بصمات الدول الكبري ومصالحها

وهذا هو الذى دعا كلا من بريطانيا وفرنسا للتدخل معا لتحطيم جيش وأسطول محمد على

عندما قويت شوكته وهدد السلطنة العثمانية فى الشام وكاد يسقطها فتدخلت الدولتان

لتحجيمه فورا عقب الاتفاق مع الباب العالي على المقابل الذى شمل وعدا صريحا بتوطين

اليهود تمهيدا لإنشاء وطن قومى لهم ..

والذى لم يعرفه السلطان العثمانى أن بريطانيا وفرنسا كانتا ستحطمان محمد على حتى

لو لم يطالبهما الباب العالى بذلك تبعا لقواعد اللعبة السياسية والتى لا تسمح لقوة محمد

على أن تتعدى الحدود للمحميات التى تسيطر عليها الدولتان خفية ولذلك تركا محمد على

حرا فى تدمير الدعوة الوهابية بينما لم يصبروا عليه يوما عندما طرق أبواب الشام

ونفس الأمر أيضا مع تجربة سابقة على محمد على وهى تجربة على بك الكبير ذلك القائد

المملوكى الأسطورة الذى كاد أن يمتلك زمام الشام إلى مصر لولا أن تدخلت القوى الخفية

ليخونه أقرب أعوانه محمد بك أبو الدهب ويسلمه لأعدائه منهيا تلك التجربة التى لا تسمح

بها القوى العظمى وهى اتحاد مصر باللسان الشامى والذى انفك منذ وفاة صلاح الدين

ولم يلتئم بعدها فى محاولة كاملة قط وفشلت جميع تجارب إحيائه

وإذا نظرنا لكتب التاريخ التى يدرسها الطلبة فى معظم أقطارنا نجدها خاوية على

عروشها إلا من معارف سقطت منذ قرون لكنها أصبحت مسلمات تحكم ثقافة العقل العربي

مع الأسف الشديد

ومنها أيضا تلك الثقافة التى حكمت الكثيرين من أن الحضارة الفرعونية حضارة وثنية

وتعددية ولها 2800 إله وهم الذين تنتشر تماثيلهم عبر ربوع مصر شمالا وجنوبا بالإضافة

إلى أن القرآن الكريم حدثنا عن فرعون الطاغية الذى ادعى الإلوهية فهى بالتالي حضارة

كفر وإلحاد وما إلى ذلك من المعارف التى ترسخت فى الأذهان

بينما الحقيقة كانت واضحة حتى من قبل النظريات الحديثة للتاريخ المصري ومن خلال قصة

فرعون ذاتها قاطعة بأن أرض مصر لم تعرف عبادة الأوثان فى أى مرحلة من مراحل

حضارتها المدركة بالتاريخ عبر خمسة آلاف عام قبل الميلاد وحتى اليوم ..

وتعالوا نلقي نظرة سريعة لنعرف ونر ..



عمق الحضارة الفرعونية ..

علم المصريات أو الفرعونيات هو علم تأسس من ثلاثة قرون على يد الغرب الأوربي ثم

الأمريكى فيما بعد وصارت جامعات الغرب وباحثيه هم أساس هذا العلم مع الأسف الشديد

ولم ينبغ من العرب أو المصريين أنفسهم إلا عدد قليل للغاية من علماء الآثار كان أولهم

أحمد كمال باشا والدكتور سامى جبرة والدكتور سليم حسن وأخيرا زاهى حواس بالرغم

من أنها حضارتنا نحن إلا أن الغرب بلغ شغفه الغير اعتيادي بها حدا يفوق الجنون ذاته ..



صار كل أثر وأسرة تمثل فى التاريخ المصري قسما مستقلا

كما أن علم " بيرامدولجى " وهو علم الهرميات تأسس كعلم مستقل وله أقسامه المتفرعة

والتى يعكف الباحثون عليها منذ عشرات السنين ليضيفوا العديد والعديد لتلك الحضارة

التى سادت العالم عشرات القرون

فى نفس الوقت الذى كانت فيه مصر قبل منتصف القرن الماضي لا تعير لتلك الآثار اهتماما

حتى أن بعض أحجار وقشرة الطبقة الجيرية التى كانت تكسو الهرم بأكمله وعليها نقوش

ذهبية وجداول فلكية رهيبة أخذها سكان مصر القديمة واستخدموها لبناء أركان منازلهم

التى لا زال بعضها حتى اليوم يحمل فى قلبه أحجار منتزعة من الهرم منذ انهيار القشرة

الجيرية بجداولها فى الزلزال الذى ضرب المنطقة فى القرن السابع عشر .. وبصعيد مصر

عندما فكر عبود باشا الاقتصادي المصري الشهير فى بناء مصنع سكر نجع حمادى يمم

وجهه ناحية معابد الأقصر وانتزع منها العديد من الأحجار ووضعها فى أساس المصنع !

وقد بدأ البحث خلف سر الهرم الأكبر الذى يعد أعقد ألغاز الحضارات القديمة على مر

التاريخ منذ أيام خلافة المأمون عندما دخل بعض علماء العرب للهرم وكتبوا عنه وأثارتهم

دقة البناء وتساءلوا عن هدف بنائه وهو الهدف الذى لا زال حتى وقتنا هذا لغزا غامضا لم

يتم حسمه ..

والحديث عن الهرم الأكبر يطول بأحجاره التى بلغت مليون وستمائة ألف حجر يتراوح

وزنها بين 12 طن وسبعين طنا مجلوبة من أقاصي الصعيد بوسيلة مجهولة ومرصوصة فى

دقة هندسية خرافية بوسيلة غير معروفة أيضا ويبلغ الإعجاز الهندسي فيه حدا لا زال

العلم الحديث بكل منجزاته يقف عاجزا عن محاكاتها لأن الهندسة التقليدية التى نعرفها

تقف عاجزة عن تقنين العلاقات الرياضية الرهيبة بين أطراف الهرم والتى تحاكى بدقة

مذهلة أبعاد الكواكب والنجوم بحيث يعد الهرم معجزة فلكية أو مرصد كما قالت بعض

النظريات ..

هذا الهرم الذى قال عنه علماء القرن الثامن عشر أنه مقبرة للملك خوفو .. !!

وبالرغم من أن تلك المعلومة سقطت من مائتى سنة أو يزيد إلا أننا حتى الآن كمصريين

ندرس أن الهرم هو هرم خوفو مع أن علماء المصريات عندما صححوا تلك المعارف كانت

الأدلة قاطعة على زيف معظم ما توصل إليه علماء ذلك الوقت من أن خوفو هو بانى الهرم

الأكبر لأنهم اعتمدوا على عبارة منقوشة بداخل إحدى الخرطوشات الملكية ومكتوب عليها

بالهيروغليفية " هيليم خوفو " وهى التى اعتمد عليها العلماء منفردة فى وقتها لينسبوا

الهرم الأكبر إلى هذا الملك الذى نجهل كل شيئ عنه ولا وجود له فى التاريخ القديم

بالرغم من وجود تمثال صغير وحيد له وبعض معلومات ضئيلة عثر عليها الدكتور زاهى حواس منذ سنوات

وعبارة " هيليوم خوفو " هذه لا تعنى الملك خوفو كما تمت ترجمتها بل تعنى حرفيا

بالهيروغليفية " الله جل جلاله "

الأكثر مدعاة للأسي أن عمر الهرم نفسه والذى ندرسه كمصريين بأنه يبلغ من العمر خمسة

آلاف عام هو أمرٌ تراجع عنه العلماء الموثوق بهم فى التاريخ الفرعونى وأجمعوا على

خطئه وعلى رأسهم " مانيتون " أكبر عالم أثريات فى هذا التخصص وذلك عندما عجز

العلماء عن تحديد عمر صخور الهرم بالرغم من أن علم الجيولوجيا عن طريق تحليل وقياس

كمية غاز الأرجون فى الصخور يتمكن بمنتهى البساطة من قياس عمر أى صخرة على

الأرض وبدقة تبلغ نسبة الخطأ فيها مائة عام لكل خمسة مليون عام !

وكانت تلك الوسيلة البحثية الفريدة هى التى مكنتنا من معرفة عمر الأرض من أقدم

صخورها وهو عمر يمتد فى التاريخ إلى أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة

وبالرغم من ذلك فقد وقفت الأجهزة عاجزة عن هذا ونقل لنا تاريخ العرب فى مصر أن أحد

علماء العرب وضع تفسيرا لبناء الهرم وتحليلا له كان منه أن الهرم بنى منذ خمسة وثلاثين

ألف عام

ولو أننا وضعنا بأذهاننا أن التاريخ المكتوب للعالم أجمع بدأ منذ عشرة آلاف عام فقط

فلنا أن نتخيل مدى الحيرة التى استبدت بعلماء الغرب عندما توصلوا لكشفيات أثرية

إغريقية تؤيد القول بقدم الهرم بهذا الشكل

فالتاريخ الفرعونى لدينا يبدأ من عهد الأسرة الأولى التى أسسها الملك مينا موحدا بها

قطرى مصر شمالا وجنوبا منذ سبعة آلاف عام أما قبل هذا التاريخ لا نعرف معلومة

واحدة .. ولنا أن نتخيل كم الأسرار الذى تحتويه فترة الدولة الفرعونية المزدوجة شمالا

وجنوبا قبل مينا وهى التى استمرت فى التطور بعد ذلك مكملة للحضارة الفرعونية

ولو أننا ألقينا نظرة على أحدث الكشوف والنظريات العلمية فى هذا المجال سنكتشف ما

هو أعجب ..

فعمر الإنسان على الأرض يبلغ مائة ألف عام وكما سبق القول لا يوجد تاريخ مكتوب يصل

لأقصي من عشرة آلاف عام فقط وقد عثر العلماء على أدوات علمية ومعادن وآثار لأشعة

وقنابل تراوحت أعمارها بين عشرين ألف عام وخمسة وثلاثين ألف عام وكلها تنبئ عن

حضارات سادت ثم بادت وهى التى ينقل لنا القرآن الكريم ومعظم الكتب المقدسة لمحات

عنها ..

والذى يعنينا فى هذا الشأن ما كشفه أحد الباحثين الفرنسيين من أن أفلاطون عندما جاء

لمصر والتقي بكهنة الفراعنة أخبروه عن أطلانطس وسجل أفلاطون هذا اللقاء فى

محاورة " كريتياس " كما أن هيرودوت التقي بهم وكان تعليقهم أن علوم الحضارة

الفرعونية بلغت حدا مرعبا وهى علوم تقتصر فقط على الكهنة كما أن الفراعنة تركوا آثار

حضارتهم فى حضارة الأزتيك بالمكسيك والحضارة الصينية أى أنهم قطعوا العالم شرقا

وغربا وكل هذا قبل التاريخ المعروف والمكتوب

الأكثر إثارة هو ما كشفته صحف نبي الله إدريس عليه السلام والتى اكتشفت فى عدة نسخ

بعدة مواضع وهو أول الأنبياء بعد آدم عليه السلام ومعروف أنه استقر بمصر وتبعه أهلها

وعلمهم الكتابة والخياكة وصنع أدوات الحضارة مما وهبه الله ونقل لهم أخبار طوفان

سيأتى على العالم بعده وهو طوفان نوح عليه السلام والذى جاء مكتسحا لكل العهد

القديم .. وهو السبب الرئيسي لغياب كل أوجه وعلامات الحضارة السابقة عليه مما دعا

ببعض العلماء للخروج بنظرية أن الأهرامات بنيت لأجل الحفاظ على تراث الفراعنة من

الطوفان ومن ثم أودعوا الأهرامات الثلاثة كل الأسرار العلمية والكونية التى توصلوا لها

حتى تقنيات السفر للفضاء والتى أكدتها مسلات القمر التى تقف مسببه صداعا مزمنا

للعلماء عن كيفية وصولها

ومنذ إحياء الحضارة الفرعونية بمصر عقب الطوفان ظهرت للوجود أسطورة أزوريس التى

دخلها الكثير من التحريف وحملت الكثير من حقائق وجود نبي الله إدريس عليه السلام وبقايا

علمه الذى علمه للمصريين

والواقع أن هذا يعنى ببساطة أن العالم أجمع يلهث ويكتشف كل يوم جديدا فى أثر تلك

الحضارة ونحن فى غفلة مرهونة بعلوم ندرسها عفا عليها الزمن .. وأمام تاريخ يحتاج

الكتابة من جديد بل والتحديث المستمر مع الكشف المذهل الذى يتتابع ويربط بين حضارات

العالم القديم ويصوغ ويضبط أحداث ما قبل التاريخ المكتوب



التوحيد فى مصر ..


كانت النظرية القديمة القائلة بأن الحضارة الفرعونية تعددية ووثنية تعتمد على وجود

2800 إله كما سبق القول وأيضا من خلال قصة فرعون الذى اتضح أنه رمسيس الثانى بعد

ما كشفه العالم الفرنسي الشهير موريس بوكاى عندما حلل جثة رمسيس الثانى واكتشف

بقايا الملح البحرى على جسده وأطلعه بعض أصدقائه على القصة القرآنية مما تسبب فى

إسلامه بعد ذلك وخرج يروى عن الحقائق المذهلة التى اكتشفها بتدبر القصص القرآنى

وذلك فى كتابه الأشهر " القرآن والإنجيل والتوراة والعلم "

هذا عن المعلومات القديمة والمعروفة ..

لكن المعلومات الأكثر صحة والتى اتضحت بعد العثور على كتاب " الموتى " وهو أقدم

كتاب فرعونى تمت ترجمته وفك رموزه ليتضح أن الحضارة المصرية قامت على أساس

التوحيد وذلك بسبب الآتى .

أولا ..

كلمة " نفر " والتى وجدها الأثريون تصف 2800 تمثال لشخصيات متعددة لا تعنى كلمة "

إله " بل ترجمتها الحرفية " اليد القوية " أى أنها صفة وليست مسمى الهي ..

وتتجلى الإثارة الحقيقية فى الصفات التعريفية المكتوبة إلى جوار تماثيل هذه الآلهة

ولفتت نظر العديدين من الباحثين لقوة الربط الحادث بالأنبياء والمرسلين ..

فهناك " أتوم " والتعريف به هو أنه أول بشري نزل من السماء وأبو الحياة على الأرض

وهناك " أوزوريس " ووصفه يقول بأنه الذى علم الناس الكتابة والحياكة وسبل التسجيل

وهناك " نوه " ووصفه بأنه الذى أنقذ البشرية من الغرق

والأسماء والأوصاف شديدة الوضوح

ثانيا ..

وهو الدليل القاطع على التوحيد لدى الفراعنة .. ما نقلته نصوص كتاب الموتى حيث قالت

إحدى صحائفه بالحرف

" أنت الأول قبل كل شيئ وأنت الآخر وليس بعدك شيئ "

" قال الله خلقت كل شيئ وحدى وليس بجوارى أحد "

كما يُعرف كتاب الموتى المسلات أنها إشارة التوحيد وهو ما يتضح من إشارتها الدائمة

للسماء .. فضلا على أخناتون الذى يعد الملك الفرعونى الوحيد الذى نادى بالتوحيد من

بين الملوك ووجوده الغامض فى قلب التاريخ الفرعونى لا يمكن قبوله على أنه كان

مصادفة ـ على حد قول د. مصطفي محمود ـ

بل من المؤكد أنه جاء معبرا عن أصل شعبي حاربه الكهنة من قديم الزمن وسعوا فيه

ومعهم الملوك لعبادة تماثيل الأنبياء والصالحين على النحو المعروف فى سائر الحضارات

وتكرر فى الجزيرة العربية كما تكرر فى الحضارات الصينية والهندية مع بوذا

وكونفشيوس وهم من أهل التوحيد قبل الميلاد بثمانمائة عام وتوارثتهم الحضارات

وعبدوهم فى النهاية

يضاف إلى ذلك أن الاهتمام الفرعونى بحياة ما بعد الموت يصل حدا لا يمكن وجوده فى

حضارة وثنية على الإطلاق لاختلاف المبادئ نهائيا بين الأسلوبين كما أن الفرانة هم

الحضارة الوحيدة قبل التاريخ التى آمنت بالبعث دون تحديد لرسول أتى إليها أو أحد

الأنبياء فيما عدا إدريس وعيسي عليهما السلام

ويبدو الأمر أكثر وضوحا عندما نتأمل التحقيق القرآنى لقصة فرعون فى قوله تعالى

" وقال رجل من آل فرعون يكتم إيمانه "

وهو التعبير القاطع عن وجود الإيمان داخل الشعب وخروج الفئة الضالة بسبب أهواء الحكم

وحصرها فى الكهنة والملوك وهو ما أكده أيضا موقف السحرة الذين واجهوا موسي عليه

السلام فآمنوا به ورفضوا التراجع أمام بطش فرعون الذى مزق أجسادهم وألقاها فى نقاط

مختلفة من صعيد مصر وكان هؤلاء السحرة هم " أسيوط ـ إسنا ـ أرمنت " ولا زالت البقاع

التى ألقيت فيها تلك الجثث تحمل أسماء هؤلا السحرة حيث تعد أسيوط قلب محافظات

الصعيد واسنا و أرمنت مدينتين متجاورتين تقعان جنوب الأقصر بأربعين كيلومترا تقريبا

هذا بخلاف موقف المصريين من موسي عليه السلام حيث أعطى المصريون ذهبهم كله لبنى

إسرائيل قبل خروجهم وكان عطاؤهم طواعية وليس كما قال بعض المفسرين أنه كان

إخراجا بالاحتيال لأن عدد بنى إسرائيل بلغ نحو ثلاثمائة ألف شخص من المستحيل أن

يذهبوا لجيرانهم المصريين فى نفس الوقت ليطلبوا حليهم على سبيل الاقتراض لفترة

وإعادتها لأن هذا كان كفيلا بإيضاح نيتهم فضلا على أن العدد الهائل لا يسمح بالخروج

تسللا بل كان خروجا صريحا ومن ثم تبعهم فرعون وحاشيته فقط وهم الذين خرجوا معه

أما الذهب المسروق فهو الذهب الذى سرقه قارون عندما كلفه موسي عليه السلام بالعودة

إلى العاصمة لتنصيب ملكا يختاره الشعب المصري لضبط الأمر بعد هلاك فرعون فعاد

قارون على رأس جيش ونفذ الأمر واحتال لنفسه فاستولى على بعض كنوز فرعون المخبأة

فى سراديب قصره

وآخر نقطة تخص هذا الأمر هى أن جميع الأمم السالفة التى طغت وبغت أرسل الله عز وجل

إليها ما قضي عليها مثل عاد وثمود وإرم والنمروذ وقوم لوط وأصحاب الأيكة وغيرهم ..

بينما ظلت الحضارة الفرعونية بشعبها بمنأى عن أى عقاب الهي فى مطلق تاريخها

واقتصر عقاب الغرق على فرعون وحاشيته فقط وهذا مما يؤكد على استمرار التوحيد فى

المصرين منذ قدوم إدريس عليه السلام ..

والبدايات المتشابهة تؤدى للنهايات المتشابهة فكما استقبل المصريون دعوة إدريس

وموسي عليهما السلام استقبلوا المسيحية بالبشر واعتنقوها وكذلك عندما جاء عمرو بن

العاص وعلى أبواب سيناء استقبلته قبائل البدو بالترحاب وانضمت جيوشهم لجيشه

وقادهم عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وعلمهم الإسلام لينطلقوا مخلصين مصر من يد

الرومان لتنشأ الحضارة الإسلامية بمصر بتأيد كاسح من جموع القبط المصريين

هذه هى الحضارة الفرعونية التى نبذ البعض منا أسباب الفخر بها والبحث يها باعتبارها

حضارة وثنية دون أن نكلف أنفسنا ساعات قليلة لنتبصر فيها تاريخ بلادنا التى احتفي

بها الغرباء وأهملها الأبناء

لمزيد من التفاصيل نرجو مراجعة الآتى

" قصة الحضارة " ـ وول ديورانت ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" مصر القديمة " ـ د. سليم حسن ـ طبعة مكتبة الأسرة بمصر
" الهرم المعجزة " ـ د. مصطفي محمود حلقة تليفزيونية من برنامج العلم والايمان
" الذين عادوا الى السماء " ـ أنيس منصور ـ طبعة دار الشروق
" أخبار الأول فيمن تصرف من أخبار الدول " ـ اسحاق المنوفي ـ طبعة الذخائر ـ مصر
" القرآن والانجيل والعلم " ـ بروفيسور موريس بوكاى ـ نسخة الكترونية
" قصص الأنبياء " ـ الامام متولى الشعراوى
" قصص الأنبياء " ـ د. أحمد الكبيسي

قديم 08-05-2010, 03:50 PM
المشاركة 36
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر
ثلاثة قرون من الادب الامريكي

- د. زياد الحكيم
منبر الاداب العالمية





منذ بداية التاريخ الأمريكي وحتى يومنا هذا سجل الأدب الأمريكي قصة بحث، واتخذ هذا

البحث أشكالا مختلفة في أوقات مختلفة. في القرن السادس عشر ، هاجر الأوروبيون إلى

العالم الجديد بحثا عن قارة اتلانتيس المفقودة وعن مدن الذهب التي استحوذت على

خيالهم .

وتحولت هذه الأحلام الخيالية مع الزمن إلى أحلام بالنجاح أكثر واقعية دفعت بالملايين من

الناس في القرى والمدن الصغيرة إلى الهجرة إلى المدن الكبيرة أملا في كسب الشهرة

والثروة. وفي وقت من الأوقات اتخذ البحث شكل حجيج ديني . فمثلا ، أمل البيوريتانيون

ان يغدو العالم الجديد مكانا يقيمون فيه مجتمعا يحظى برضى الله ، واجتاز المورمونيون

السهول والأودية باتجاه ولاية يوتاه يحدوهم الأمل ذاته ، واتجه الرواد الآخرون - وكثير من

الأمريكيين في فترات لاحقة أيضا - نحو الغرب مدفوعين بطموحات مادية او دينية .

وبطريقة او بأخرى كان "السعي وراء السعادة" حافزا لعملية البحث هذه ، والأدب

الأمريكي في واقع الأمر تسجيل لهذا البحث.

أولا : القرن السابع عشر

هدفت الكتابات الأمريكية الأولى التي ألفها مؤلفون انجليز إلى تسجيل خبرات المهاجرين

الأوائل وإمتاع القراء بهذه الخبرات . وأشهر هؤلاء المؤلفين هو جون سميث (1850-1631)

الذي نشر كتابا عن خبراته في جيمستاون بعنوان "أنباء حقيقية عن أحداث في

فيرجينيا" . وقدم الكتاب وصفا دقيقا للمنطقة ، ولكنه غالى في وصف سهولة الحياة

بالنسبة الى المستوطنين . وفي هذه المغالاة ولدت الحكاية الطويلة للدعابة الأمريكية .

وصل الحجاج ، كما كانوا يسمون أنفسهم ، إلى ميناء بليموت عام 1630 فيما يسمى

اليوم بماساتشوستس . وقد أرادوا ان ينفصلوا عن كنيسة انكلترة بحيث يستطيعون عبادة

الله بالطريقة التي تروق لهم . وصف وليام برادفورد (1590-1657) في كتابه "تاريخ

مستعمرة بليموث" الرحلة الملحمية التي قام بها الحجاج إلى أمريكا عن طريق هولندا

والمشقات التي كابدوها في إقامة مستعمرتهم . ويعكس أسلوب برادفورد البساطة التي

اتسمت بها حياة الحجاج ، اذ لم يكن ثمة مجال للزخرفة لا في الكتابة ولا في الحياة

اليومية .

وبعد عشر سنوات من وصول الحجاج إلى العالم الجديد وصلت مجموعة أخرى من

المستوطنين الانكليز الذي أقاموا مستعمرة خليج ماساتشوستس واستوطنواسالم في بادئ

الأمر ثم بوسطن . ويشترك هؤلاء القادمون الجدد الذي يدعون بالبيوريتانيين مع الحجاج

بمعتقدات كثيرة ، غير أنهم أرادوا أن يحافظوا على عضويتهم في كنيسة انكلترا من اجل

أن "يطهروها" بدل أن ينفصلوا عنها كما فعل الحجاج . كان البيوريتانيون أكثر ثراء من

الحجاج ووصلوا الى العالم الجديد بأعداد اكبر وبمثقفينأكثر ، ولذلك سرعان ما بسطوا

نفوذهم على انكلترة الجديدة - نيوانغلاند .

تضمنت الكتابات الأمريكية في القرن السابع عشر أنواعا عديدة مثل السير والمقالات

والمواعظ الدينية وادبالرحلات . واما في المسرحية والرواية فكانت المنجزات نادرة نظرا

لتعصب البيوريتانيين ضدهما . ومن أشهر الكتاب في ذلك العصر كوتون ماذر (1663-1728)

الذي كتب فيما كتب عددا من التراجم . وهذا اللون من الكتابة صادف هوى في نفوس

البيوريتانيين الذين كانوا يؤمنون بان الإحداث في حياة الناس هي انعكاس لحياتهم

الروحية . وفي كتابه "ماغنيا كريستي امريكانا" 1702 ، زاوج ماذر بين الترجمة والتاريخ

لرسم صورة رائعة لعقل انكلترا الجديدة . ومن المع الكتاب البيوريتانيين أيضا جوناثان

ادواردز (1708-1758) الذي استطاع ان يناغم بين المعتقدات التاريخية للبيوريتانيين

والمعرفة الجديدة في عصره . أشهر أعماله "حرية الإرادة" اما ادواردتيلر (1644-1729) ،

وهو رجل الدين الطبيب المولود في انكلترا ، فقد كان اقل تشاؤما من البيوريتاني العادي

، فنظم قصائد غنائية عبرت عن سروره بالعقيدة الدينية .

كان الأدب الأمريكي في القرن السابع عشر على طراز الأدب البريطاني في الفترة ذاتها .

كانت كتابات جون سميث وفق تقليد الأدب الجغرافي ، وكان أسلوب برادفورد يشبه

أسلوب الكتاب المقدس للملك جيمس ، كما كان نثر ماذر حسب الطراز السائد في بريطانيا

في ذلك الحين ، بينما اقتفى تيلر اثر الشعراء الميتافيزيقيين من أمثال جورج هيربيرت

وجون دن . وهكذا كان الأدب الأمريكي في القرن السابع عشر أدبا انكليزيا شكلا

ومضمونا .

ثانيا : القرن الثامن عشر

1- عصر العقل : في حين انالبيوريتانيين شددوا على ان الانسان خاطىء ، نادى بنجامين

فرانكلين (1706-1780) وغيره من مفكري القرن الثامن عشر بالتأكيد على العقل ، وأصر

فرانكلين على ان الإنسان قادر على السيطرة على بيئته اذا هو استفاد من قدراته

العقلية . نشر كتابه "تقويم ريتشارد الفقير" بين عامي 1733 و1758 ، والكتاب عبارة عن

مجموعة من المعلومات المفيدة والأقوال المأثورة . وقد أصاب الكتاب شهرة واسعة في

جميع أرجاء المستعمرات. إما كتابه "سيرة ذاتية " فقد حقق له شهرة خالدة ، فمن بين

جميع السير الذاتية التي خطها الأمريكيون فان سيرة فرانكلين هي الأعظم والأكثر صراحة

ومرحا وإلهاما .

وكان آخر من أكد على "عقلانية" الأشياء هو توماس بين (1737-1806) . وفي كتابه "عصر

العقل" 1794 حاولبين أن يبرهن أن الله خلق الكون في دقة متناهية ، ثم ما أن أتم خلق

الكون حتى ترك للإنسان موقع المسؤولية - الإنسان الذي يستطيع ان يفكر والقادر على

المحاكمة . وبالرغم من أن بين ولد في انكلترة ، إلا انه كان شديد الحماسة للاستقلال

الأمريكي . ففي كراسته "التفكير السليم" 1776 ومجموعة مقالاته "الأزمة الأمريكية" 1783

دافع عنسكان المستعمرات الأمريكية ضد البلاد الأم انكلترا .

كان هناك كتاب آخرون تبنوا القضية الأمريكية ودافعواعنها من أمثال جون ديكنسون (

1732-1808) في كتابه "رسائل من مزارع بنسلفانيا" 1726وتوماس جيفرسون (1743-

1826) الذي كتب "إعلان الاستقلال" 1776.

2- الرواية والمسرحيةوالشعر

كانت أول رواية أمريكية من تأليف وليام هيل براون (1765-1793) بعنوان "قوة التعاطف"

1789 وهي محاكاة ذكيةللروايات المغرقة بالعاطفية التي كانت تكتب في انكلترا في ذلك

الحين . اما المسرحية الوحيدة التي تستحق الذكر في هذه الفترة فهي "المقارنة" 1787

التي سخر فيها المؤلفرويال تايلر (1757-1826) من البريطانيين وأثنى على الأمريكيين .

وفي ميدان الشعرفقد أراد الشعراء أن يمجدوا الأمة الأمريكية وأبطالها فنظم تيموثي

دوايت (1752-1817) وجول بارلو (1754-1812) ، بجودة متفاوتة ، الملاحم والقصائد

الطويلة .

ثالثا : القرن التاسع عشر

لقد حاول دوايت وبارلووآخرون أن يضعوا أدبا ذا نكهة أمريكية متميزة بعد أن انتهت

الثورة عام 1783 . وبإمكاننا أن نقول إن هؤلاء الكتاب فشلوا فيما حاولوه لأنهم حاولوا

ان يحققوا الكثير . والواقع لم يكن للأدب الأمريكي أن يشتد عوده قبل واشنطن ايرفينغ (

1783-1859) وجيمس فينمور كوبر (1789-1851) . لقد أحس كتاب ما بعد الثورة

بالحرجلضآلة التاريخ الأمريكي ، فحل واشنطن ايرفينغ هذه المشكلة باختراع تاريخ في

كتابه "تاريخ نيويورك" الذي درس فيه استيطان الهولنديين جزيرة مانهاتن وقدم ايرفنغ

فيعمله هذا اول بطل أسطوري أمريكي هو الأب نيكربوكر . وفي كتاباته عن رحلاته في

أوربة، وسيرة حياة كولومبس بين ايرفينغ أن الكاتب يجب أن يكتب عن امريكا فقط من

اجل أن يعتبر كاتبا وطنيا .

وربما كان جيمس فينموركوبر على حظ أوفر من الشهرة . كتب رواية "الجاسوس" 1821،

وهي قصة جاسوسية مثيرة تجري أحداثها في مدينة نيويورك في اثناء الثورة .

ولكن اشهر ما كتبه هو رواية "الراداد" 1823 ، وهي الأولى من خمس رومانسيات عظيمة

درس فيها القيم المتعارضة بين الطبيعة والحضارة ، وواصل كوبر دراسته للحضارة

الامريكيةبطريقة اكثر مباشرة في كتابه "الديمقراطي الأمريكي" .

وكان ادغار الان بو (1809-1849) أعظم كاتب في جنوب الولايات المتحدة قبل الحرب الأهلية

الأمريكية . اشتهر بقصص الرعب مثل "سقوط منزلأشر" و"وليام ويلسون" و"قناع الموت

القرمزي" . ويعود إليه الفضل في استحداث القصص البوليسية التي منها "جرائم شارع

المشرحة" 1841 التي يعدها النقاد الأولى من نوعها . وحقق بو أيضا شهر بقصائده

مثل "الغراب" و"الاجراس" ، وكان تأثيره معتبرا في عددمن الشعراء الأمريكيين اللاحقين

وبخاصة ايمي لويل وازرا باوند .

2- امرسون ، ثورو ، هوثورن، ميلفيل

بينما أكد كتاب القرنالثامن عشر أن العقل هو مصدر الحكمة والتقدم ، أكد امرسون على

القلب ، فالعبقري في نظره ليس هو من يمتاز بالعقل والذكاء ولكنه هو الذي يستطيع أن

يشعر بعمق وان يستخدم الحواس الخمس للاتصال بالحياة . وتمتاز اعماله بالعمق وروعة

البيان . ومن هذه الأعمال "مقالات" 1841 ، ومن اشهر هذه المقالات "العالم الأمريكي "

و"الاعتماد على الذات" . وقد أعطى امرسون قراءه إحساسا بالثقة بقدرة الفرد الأمريكي

على السيطرةعلى مقدرات حياته .

أما هنرى ديفيد ثورو (1817-1862) فقد اخذ هذه الأفكار خطوة ابعد فآثر السجن على ان

يدفع ضريبة الى الدولة لدعم المجهود الحربي في الحرب المكسيكية التي لم يناصرها .

وفي مقالته "العصيان المدني" أكد ثورو ان الاحتجاج الفردي هو القوة الأكثر ثورية

في العالم وان هذا الاحتجاج يمكن ان يحقق العدالة الاجتماعية بسرعة اكبر وبصورة أكمل

من العمل الحكومي . واشهر ما قام به ثورو هو انه أقام في كوخ بالقرب من بحيرة

(والدن) لمدة سنتين لأنه أراد أن يواجه حقائق الحياة الأساسية . وكتاب "والدن" 1854

وهو وصف لتلك الخبرة وهو أفضل أعماله ، اذ ليس هناك وصف أمتع للعيش قرب الطبيعة

من وصف ثورو .

وبالرغم من انناثانييل هوثورن (1804-1864) لم يستطع ان يقبل دين اسلافه البيوريتانيين

الا انه شاركهم الاهتمام بمشكلة الخطيئة . ففي روايته "الحرف القرمزي" 1850 التي تعد

واحدة من اعظم الروايات الامريكية استطاع هوثورن أن يسبر الضمير المعذب بالخطيئة لكل

من هيستربرين وآرثر ديمزديل . وفي روياته "المنزل ذو السقوف السبعة" 1851 درس كيف

ان الشر الذي يمارسه جيل من الاجيال يؤثر على الاجيال اللاحقة .وبرع هوثورن ، شأنه

في ذلك شأن بو ، في كتابة القصة القصيرة . واشهر مجموعاته "حكايات مروية مرتين"

1837كما ان هوثورن الف كتبا للأطفال مثل "كتاب العجائب" 1851. وفي كل ما كتبه اظهر

هوثورن قدرة فائقة على التحليل النفسي ومعالجة المشكلات المعقدة .

ومن أشهر كتاب القرن التاسععشر في الولايات المتحدة هيرمان ميلفيل (1819-1891)

الذي لعب البحر في حياتهوأعماله دورا رئيسيا ، اذ بعد تحصيل قليل في المدرسة عمل

في سفينة صيد للحيتان وراح يجوب البحار .ورواياته حافلة بالمغامرات التي ترتكز على

خبراته في بحار الجنوب ،وهي تدرس موضوعات فلسفية حول الطبيعة الأخلاقية

للكون .أشهر رواياته "موبي ديك" 1851 التي تعد أعظم رواية أمريكية تعنى بالمغامرات

البحرية وواحدة من أكثر الرواياتالتي شغلت النقاد برموزها وتكاملها . والقصة من غير

ريب أكثر من قصة موت حوت .إنهاتجسد الصراع بين الخير والشر وتشرح رغبة الإنسان

الأبدية في البحث عن خفايا الكون وفهمها. وفي روايته القصيرة "بيلي بد" 1891 يتحدث

ميلفيل عن شموخ الروح الإنسانية في مواجهة متاعب الحياة.

د. زياد الحكيم

أستاذ الأدب الانكليزي في جامعة لندن / بريطانيا

قديم 08-06-2010, 05:51 AM
المشاركة 37
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: يبلغ لمن يهمه الأمر


أجمل ما في الحب أن يُعبَّر عنه بكلمة أحبك لما لهذه الكلمة من وقع على الآذان، وسحر في النفوس.
ورغم بساطة هذه الكلمة التي لا تزيد حروفها عن أربعة إلا أن هناك بين العشاق من يجد صعوبة في قولها لأسباب تتعلق بشخصيته التي ربما اعتادت على الكبت وعدم التصريح، وأنا منهم وكأنني بهذه القصيدة أخاطب نفسي قبل الآخرين.
قل لي أحبك
د. طاهر عبد المجيد


هذا غَرامكَ في عيونِكَ قد بدا
قل لي أُحبكَ لا تكن مُتردِّدا

كل الزهور تقولها بعبيرها
ويقولها العصفورُ إن هو غرَّدا

قُلها لأعرفَ أن حُبكَ لم يكن
حلماً إذا طلع الصباح تبدَّدا

قُلها لأعرف ما حدود إرادتي
فيما فعلتُ وما سَأفعلهُ غدا

قُلها فإن المستحيل على يدي
سيكون في إمكانه أن يُوجدا

قُلها «صباح الخير» أو سلِّم بها
ليظل حُبكَ في دمي مُتوقِّدا

قُلها بشكلٍ ما أَلفتُ سماعهُ
إن كنت تأبى أن تكون مقلِّدا

إني سئمتُ الانتظار فلا تَدَعْ
قلبي على أعصابه مُترصِّدا

لو قُلتَها لجعلتُ منكَ مبرراً
لأقول إني الآن لم أُخْلَقْ سُدى

وأقول إن اليوم يوم ولادتي
وبأن عمري مُذْْ نطقتَ بها ابتدا

كيف التقينا والدروبُ كثيرة
ولصوتنا في الليلِ أكثر من صدى

والليلُ أطفأ في السماءِ نجومهُ
نجماً فنجماً ثم أوغلَ في المدى

ما زلتُ أذكرُ حين أيقظني الهوى
كيف اندفعتُ إلى الطريقِ بلا هدى

وخطاي تسألن ي أَتعرفُ أسمهُ
أو أي شيء عنه كي تتأكَّدا

فيجيبها قلبي بصوتٍ هادئٍ
سأكونُ بوصلة لكم أو مُرشدا

في الحب تجتمعُ القلوبُ ببعضها
قبل الوجوه ولا تخونُ الموعدا

ولقد وَجدتكَ حيث ما واعدتني
ووجدتُ نفسي إذ عَرفتكَ جيدا

فائذن لقلبي أن يُؤخر بَوحهُ
لكَ ساعة أو ساعتين ويرقدا

وائذن لروحي حين تُنهي طقسها
في العشقِ بين يديكَ أن تتمددا

فالكلُ أجهدهُ المسيرُ ولم يجدْ
درباً إليكَ من الدروبِ مُعَبَّدا

أنتَ الذي أهدَيتَني حُرِّيتي
وهويَّتي وجعلتَ مني سيِّدا

وأعدتَ لي فرحي وسحر طفولتي
من دونِ أن تدري ولا أن تقصدا

أنت الذي لولاك عشتُ بلا غدٍ
وبقيتُ بالأمسِ البعيدِ مُقيَّدا

أَوَ كلما أبدعتُ فيكَ قصيدة
كلماتها خَرَّتْ أمامي سُجَّدا

واستحلفتني بالذي هو بيننا
أن أنتقيها في القصيد مُجدّدا

خُذني إلى دنيا هواكَ فإنني
سَأعيشُ في محرابهِ مُتعبِّدا

خُذني إليكَ فلو أضعتُكَ مرةً
أُخرى سأصبحُ بالضياعِ مُهدَّدا

خُذني إليكَ ولا تَعدني كالذي
يَعدُ الغريقَ بأن يمدَّ له اليدا



د. طاهر عبد المجيد

قديم 02-10-2018, 12:32 PM
المشاركة 38
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
قبر من عسل!!
--------------------------------------------------------------------------------
صهباء محمد بندق
منبر النصوص الادبية و الفلسفية



الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .. حديث شريف

لا يعرف الناس هذه الحقيقة إلا في مرحلة متأخرة من العمر ..

في لحظة باهرة ينكشف الإنسان فيها تماما ..

فكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد ..


فيرى أنه أمضى عمره يدور حول أمل تارة ..

وحول خوف تارة ..

أو حول حب تارة أخرى ..

ويرى أن كعبته التي أمضى عمره يطوف حولها ..

هي التي سلبته الرؤية ..وأفقدته التمييز ..

وأن فتنتها الطاغية كانت تجذبه من كل عواطفه


لتلقيه مكبلا في جوفها

..كالنحلة التي يجذبها العسل

فتظل ترقص حوله حتى تسقط

في قبر من العسل ..!!

والإنسان يشبه كثيرا تلك النحلة

التي دفنت في قبر من اللذة ..

لكنه في النهاية قبر ..

وعندما يشعر الإنسان فيه بالاختناق والعتمة ..

يعلم أنه هو الذي جعله معتما ..

وهو الذي جعل جدرانه تضيق عليه ..!!

انظر إلى حياتك كل يوم ..

انظر ولو مرة واحدة ..

وسجل ما تراه ..

لا تخجل إن رأيت قلمك يرسم نحلة تخلت عن سربها ..

وأهملت عملها ..وأمضت عمرها ..

ترقص حول العسل !!
الله الله ما أجمل ما قرأت هنا
بوركتم


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: يبلغ لمن يهمه الأمر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اندرو موشن: إلى من يهمه الأمر عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 2 09-14-2018 11:04 PM
*** إلى من يهمه الأمر .. عاجل وهام .. سحر الناجي المقهى 99 03-14-2011 11:48 AM

الساعة الآن 12:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.