قديم 03-12-2014, 01:57 PM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا استاذة مباركة

- الشكر لك على هذه القصة الجميلة، والتي اخترتها لهذه الورشة لانها تستحق ان تمحص ونتعلم منها.

- يقال ان النص عندما يلد يصبح ملك الجمهور لكن ذلك لا يعني انه لا يجوز لك التدخل في مجريات ورشة العمل هذه... بل ارى بأن تدخلك سيكون ضروري وملح لايضاح وتفنيد بعض الجوانب والتعليق او الاضافة على جوانب اخرى...ثم ليس هناك قوانين في المنتدى تحدد كيفية ادارة ورشات العمل والحوار حتما مفتوح على مصارعه وطرح الاسئلة هو فقط لتشجيع الحوار...ولك ان تردي على كل صاحب مداخلة وبما يغني الحوار والنقاش والعصف الذهني..

- الغرض من الورشة هو ان نتعلم اكثر عن طرق وادوات واليات السرد الجميل والمؤثر والبليغ والذي على شاكلة قصتك هذه والتنبيه لامور قد لا نعرفها او قد نغفلها ونحن تحت تأثير وحي الابداع حيث تكون الاولية لتوليد النص وهي عملية عسيرة دائما، وبهدف اتقان هذه الادوات وتعلمها ..لعلنا نستطيع استحضارها تلقائيا في كل مرة نكتب سرد قصصي ونرتقي في كتاباتنا السردية...

- قولي المؤيد لقول الاستاذة فاتحة الخير عن العنوان ( بانه يفضح المكنونات ) لا يعني انه ليس جيدا ، لكنه حتما يقول الكثير... وطبعا تظل هذه وجهة نظر يمكنك قبولها او رفضها ولك دائما حرية التصرف والاختيار عن الكييفية التي تخرج بها نصوصك الابداعية... فهذا هو النمط الذي يميز كاتب عن غيره، لكننا نتحدث هنا بشكل عام عن الخواص التي تجعل النصوص السردية في اعلى درجات التأثير والاتقان من حيث البناء السردي وحشد اداوت وعناصر التأثير والجمال.

- قد يكون كلامك عن العنوان " اختيارنا للعنوان الذي يستقطب كل المشاهد في بؤرته ،ومنه تتحرك المفاهيم ،يُعتبر بمثابة الفانوس الذي به تتوضح الرؤى شيئا فشيئا" صحيح لكنني افضل، وكأن الاخت فاتحة تؤيدني في ذلك، الطريقة الاخرى وعلى ان لا يكون العنوان (دوامة) كما تقولين وانما يشيء بالقليل القليل عن المحتوى وفي نفس الوقت يوقع دماغ المتلقي في بوتقة الفضول..ويولد فيه اكبر عدد من الاسئلة.

- مثلا العنوان المقترح " خناجر الألم " يوسع دائرة الفضول والتوقع ويجعل المتلقي يذهب بعيدا بعيدا ...في خياله واسئلته عن كل ما يتعلق بتلك الخناجر ليجد في نهاية النص ان لا الم اشد من الم تلك الفتاة بطلة قصتك...والسبب الطلاق.

- كما تقولين العنوان " أنت طالق" هو حتما مباشر، وصحصح انه لمجرد تمرير الأجفان على حروفه السوداء، ينغرس في تلافيف الدماغ، أن القصة تتحدث عن امرأة مطلقة...وسيظل في قصتها ما يستحق الدفع الى المتابعة لكن: هل هذا الذي يدفعنا فعلا الى اعلى درجات الفضول ويأسرنا للمتابعة بصورة حاسمة؟

==
وفي انتظار ان نستمع للمزيد عن العنوان نسأل :

- جملة البداية..اي مدخل القصة...


أنت طالق...!!
" حملت حقائبها المثقلة بأوجاع السنين، وراحت تدقُ أبواب الرّجاء، وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة، بعدما شَربت نخب طلاقها، ووشمت حُروف اسمها في لائحة المطلقات، وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان.!"

- هل وفقت الاستاذة مباركة في صياغة وبناء جملة البداية؟

- هل كان بالامكان تضمين النص ( جملة البداية ) ما يوحي بحالة صراع وهو الذي يجعل النص اقرب الى الحياة؟
- ام ان الكلمات الدالة على الحركة كانت كافية لجعل النص حيويا ينبض بالحياة؟
- وما هي المحسنات البديعية التي استخدمتها الاستاذة مباركة هنا؟
- وهل كان بالامكان عمل المزيد؟
- هل هناك اي مآخذ على هذه البداية وما هي ان وجدت؟
- هل كان من الافضل جعل جملة البداية جملة وصفية لمحت فيها الى الصراع وما ينتج عنه كتهيئة للموضوع واخرت الحديث عن البطلة للجملة الثانية ؟

قديم 03-12-2014, 04:23 PM
المشاركة 22
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


أود أن أقول أن دلوي في الموضوع ليس نقدا أو دراسة معمقة للقصة بقدر ما هو لمسات بسيطة أبثها أمامكم لهذا النص العملاق وهو بالفعل كذلك سواء من الناحية التصويرية والأدبية وكذا الجمالية لهذا النص العميق والذي مهما بحث المختصون فيه يبقى دائما يحمل الكثير.

بالنسبة لي أرى كقارئة بعين القارئة البسيطة وليس المتخصصة، أن الكاتبة اتخذت منحى ما يسمى ب"الفلاش باك" أي بدأت بتسليط الضوء على النهاية التي كانت محتومة وهي نهاية زواج ليس فيه أي تكافؤ لا من ناحية السن ولا من الناحية الفكرية.
ثم عادت بنا إلى بداية البداية وكيف كانت الحياة في كنف الاب الذي تخلى عن فلذة كبده لأول طارق دون اعتبار للمعايير الضرورية لقبول الزوج وهي أولا وقوع القبول والاستحسان من بين الطرفين.
والكاتبة هنا لم تخرج عن منطق الواقع بل ما زال هناك آباء وأولياء أمور يرمون ببناتهم أو من هن تحت كنفهم لأول عريس، وما زالوا يعتبرون الزوج هو الخلاص .بل لا زال من يعتبر البنت عارا على العائلة كما كان ذلك إبان الجاهلية، الفرق الذي طرأ بين الزمن الغابر والحاضر هو اختيار طريقة جديدة للوأد وهي رمي الابنة في أحضان أول طارق بل في براثن أول طارق.

بالنسبة لي كانت جملة البداية قوية جدا ووفقت أختي امباركة في رسم ذاك التهي الذي خلفته الصدمة
( الفرحة) واقول ذلك لأن بطلة قصتنا شربت نخب طلاقها وشرب النخب يكون في حالة الفوز والنجاح، لكن رغم شعورها الخفي بالانعتاق من شرنقة زوج لا يهمه من المرأة سوى الصحة والعافية وكأنها بهيمة في إصطبل جبلت على العمل الدؤوب ولا مجال لمرض ولا تعب ولا عياء.إلا أن الكاتبة صورت لنا أروع صورة للمطلقة العربية، وهي الحيرة والتفكير في المجهول والتذبذب والصراع الداخلي حول إطلاق صرخة التحرر أو التقوقع داخل هوان الطلاق.
وهنا تكمن روعة النص، وهي ذاك الفرح المنغمس في الخوف من واقع آخر ربما سيكون أكثر وحشية مما سبق.

من ناحية المحسنات أرى أن النص كله عبارة عن صور إبداعية وجمل بلاغية وأسلوب غاية في العطاء الأدبي والشموخ التصويري، حيث ارتوى وشرب من شتى ينابيع الإبداع الحسي واللفظي .

شيء اخير لو سمحت لي وهو اختيارك لعنوان " خناجر الألم" في رأيي أن هذا العنوان أيضا يلمح لمضمون النص وهو وجود ألم من البداية للنهاية، وربما عنوان " دوامة" سيكون الأقرب لمعانات بطلة قصتنا، أو ربما " تيه" "الضحية"...

ربما سأسبق زمن التحليل، وأنوه بشدة على القفلة البارعة التي ولدت من رحم المآسي والتي أرى فيها بنظرتي المتواضعة لهذا النص العملاق، إرتماء الضحية في حضن الأم وكأن الكاتبة تريد أن تفتح لنا فجوة ولو ضيقة من ضوء وأمل في نهاية النص.

هذا ما استطعت الوصول إليه من فهمي للنص، رغم أنه استعصى علي منه الكثير والكثير
شكرا لك أستاذة امباركة على القصة الرائعة، وشكرا لك أستاذ أيوب على فتح هذه النافذة التحليلية لنص وكذا على صبرك على قراءتي المتواضعة.

وأتمنى أن تكون هذه النافذة بداية لدراسة وتحليل ما يجود به المنتدى من نصوص إبداعية في شتى مجالات الكتابة.

قديم 03-12-2014, 06:15 PM
المشاركة 23
د. زياد الحكيم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هنا نقرأ عن فتاة حصلت بعد ثلاث سنوات
من الزواج على شهادة طلاقها من الرجل الذي شاءت
قوى دينية ومجتمعية واسرية ان تتزوج
منه دون ارادة منها. والفتاة ليست اكثر من دمية لا تملك من
امرها شيئا. لا تستطيع الا ان ترفع رايات الاحتجاج بصمت. قوى
فوق طاقتها تعبث بمقدراتها. فنحن امام شكل من اشكال المجتمعات
المتخلفة التي تعبث بحياة افرادها بانانية وسلطوية وقصر نظر.

وبفضل القيم السلبية السائدة نجد ان جميع افراد المجتمع دمى:
الفتاة وامها وابوها وزوجها وحبيبها.
كل منهم ينال نصيبه من قسوة المجتمع وجبروته دون
ان يجد في نفسه الطاقة للاحتجاج.
وهو يعاني من جراء ذلك ويسهم من حيث يريد او لا يريد
في ترسيخ القيم الفارغة من كل انسانية وكرامة.
اليس الاب دمية وهو يطأطئ الرأس لمجتمع قاس متخلف؟
اليس نبيل دمية وهو يعتبر ان من المستحيل ان يأخذ احد منه حبيبته
ولكنه يرضخ صاغرا مستكينا؟ اليس الزوج دمية
وهو يقود حياته كما يظن ان المجتمع يتوقع ويقبل؟
اليست الام دمية وهي لا ترفع صوتا مسموعا لنصرة
ابنتها الشابة لان المجتمع لا يجيز ذلك؟ اذن نحن امام صورة
مصغرة لمجتمع كل افراده من الدمى التي لا تشعر ولا تفكر.

اما من الناحية الفنية فانا اقول ان النص لا يرقى الى مستوى
القصة القصيرة بالمعنى الفني للكلمة: الاشخاص
فيه كائنات مجردة ومبهمة، والسرد فيه اشبه
بسرد خاطرة تهدف الى خلق حالة وجدانية غير محددة عند القارئ،
واللغة – على اناقتها – لغة شاعرية تسعى الى ابهار القارئ
دون ان تنقل اليه صورة دقيقة لحالة مجتمعية وانسانية
على جانب كبير من الخطورة.

واتمنى للكاتبة مباركة بشير احمد
التوفيق دائما فيما تخطه وتكتبه.
واشكر الاستاذ ايوب صابر على دعوته لي
لقراءة النص والتعليق عليه.

قديم 03-12-2014, 07:17 PM
المشاركة 24
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الشكر للأستاذ صابر على تفضله باختيار هذا النص للدراسة ، و الوقوف عند أهم مميزاته التي تجعله أخاذا ، يثير القارئ و يفرض عليه التفاعل معه.

كما نستسمح الأستاذة مباركة بشير أحمد إن وقع الاختيار على نصها و نتمنى أن تكون رحابة صدرها بقدر قوتها البلاغية .

كما أشكر كل المتدخلين و المساهمين في هذه الورشة :

الأستاذة : فاتحة الخير التي أرحب شخصيا بعودتها إلى المنابر و أتمنى لها مقاما طيبا.
الدكتور : زياد الحكيم الذي نتمنى أن لا يطيل الغياب عن منبر القصة و يتفضل بين الحين والحين بتوجيهاته القيمة .
الكاتبة : روان عبد الكريم التي نتمنى أن تساهم في هذه الورشة بتجربتها و خبرتهاالواسعة .
الأستاذة : ريما ريماوي صاحبة الكتابة الرشيقة.
الأستاذة : ناريمان الشريف بعينها الإعلامية و ثقافتها الموسوعة.
الأستاذ : أحمد فضول بذائقته الأدبية الشعرية.
و أعتذر إن نسيت أحدا و ننتظر فعلا باقة أخرى من محبي القلم و الأدب ، كالأستاذة فاطمة جلال و الأستاذ حسام بهي الدين ريشو ، و كذاالأستاذ عمر مسلط و الأستاذة جليلة ماجد و كل من يحب أن يدلي بدلوه في هذه الورشة المفتوحة على كل الآراء .

كما لا يفوتني أن أعتذر عن تأخري في الانضمام إلى هذا العمل الخلاق الذي يعيد الحياة إلى نصوص منبر القصة , و يضعها تحت المجهر ، حقيقة أتابع أولا بأول كل الردود و قمت بتثبيت النص اعتبارا لمكانته أولا ثم أيضا ليكون قريبا من كل الذين ينوون التدخل و المشاركة في هذه الورشة .

بالنسبة للعنوان فهو يمكن أن يكون اختزالا للفكرة العامة للنص و أظن أنه إن كان يحمل علامات معينة كما حصل هنا بالضبط فهو يحمل طابع الإثارة ، فلاحظ هنا أن العنوان ، هو مكتوب بصيغة الانفعال ، وهو مقطع من الحوار الذي دار في النص ، مما يجعله مثيرا أضف إلى ذلك تلك المشاعر التي تثيرها لفظة الطلاق و مدلولاتها العميقة في ثقافتنا الشرقية ، أو في الثقتافة العالمية كهدم للصرح الأسري وتشريد لكل أفراده .
رغم أنه من المستحسن أيضا أن يكون العنوان بعيدا عن إفشاء مضمون النص و خاصة قفلته و ذلك لكي لا يتضرر بناء النص و خاصة في أركانه الأساسية ، فكلما كان العنوان حاملا للإثارة مفتوح الدلالة و له علاقة بالنص فذلك يساعد على جعل العمل الإبداعي متكاملا .
رغم ذلك فأرى العنوان هنا موفقا جدا .

و لي عودة







قديم 03-12-2014, 08:51 PM
المشاركة 25
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"
حملت حقائبها المثقلة بأوجاع السنين، وراحت تدقُ أبواب الرّجاء، وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة، بعدما شَربت نخب طلاقها، وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان
.!"

في المقدمة هناك اشتغال على اللغة والتعابير ، لكن المقدمة توحي أننا بصدد حياة البطلة بعد الطلاق ، بصدد رحلة لتحقيق الذات ، لكن النص توقف عند استقبال الأم لابنتها في حيرة ، فهناك بداية بحيرة ونهاية بحيرة .
المقدمة لم تستطع أن ترسم للبطلة طريقا صحيحا ، ولم تستطع فتح المشهد ، هل حالة حزن عميقة أم هي حالة نصر معينة ، حقائب مثقلة بأوجاع السنين ،هناك رحلة هنا اضطرارية ثقيلة موجعة ، تدقُ أبواب الرّجاء، هناك نفخ للأمل ،وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة ، هناك نفض و انتفاضة ، لكن منسوب الأمل تضاءل هنا ، بعبارة جاهدة . بعدما شربت نخب طلاقها هنا احتفالية ، ووشمت حُروف اسمها في لائحة المطلقات هنا انخفاض منسوب الاحتفالية بذكر لا ئحة المطلقات . وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان.!"
هنا قتامة كبيرة ، كأن تلك البدايات وتلك الآمال زائفة كلية .
فالمقدمة حاملة لتناقض غريب و لو أنه يتوارى خلف التعابير التي تضفي جمالية على النسج .
لكنها في الأخير أظهرت ذلك التردد المخيف من الاحتفال بالطلاق لاشعوريا عند البطلة وهذا يحد من قدراتها الانفتاحية على واقعها الجديد و هذا ما جعل النص ينغلق ولا يقتحم المستقبل لبناء قصة كاملة .

قديم 03-12-2014, 10:33 PM
المشاركة 26
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
وافر شكري لجملة النقاد الذين أمطروني بالثناء، وكذا سعوا لتوجيهي بما يمتلكون من خبرات ،أكيد في عالم القص الجميل.
القصة هذه ،مجتثة من الواقع ، كتبتها منذ مايزيد عن ثلاث سنوات ،بلغة مضمخة بالشاعرية ،ليس لأنه طبعي الذي جُبلتُ عليه ككاتبة أوشاعرة ،فلي قصص أخرى متنحية تماما عن هكذا أسلوب، تغشاه رداءات العواطف الجياشة ،وليس استعراضا لعضلاتي الفكرية ،إنما لأنني حاولت تقمص الدور بكل جوارحي ،وأعبَر عن معاناة البطلة في مجتمع لايرحم المطلقة ،رغم أن في طلاقها تحررها من أسر العبودية الذي ألقيت على أرضيته الباردة قسرا ، والتناقض في البداية ، يا أستاذ ياسر علي ،ليس وليد العشوائية أوالصدفة ،إنما يدلل على صراع داخلي كابدته البطلة وهي متوجهة إلى بيت/ حضن والدتها ، - تجمع بين دمعة وإبتسامة- مابين سعادتها بطلاقها ،وتذكرها لماضيها الحبيب . - ماكانت لتتذكر حبيبها وهي تحت جناح زوجها ،ولو بينها وبين نفسها ،الأعراف تقول ذلك - اما كلمة لايقتحم المستقبل لبناء قصة كاملة ،فهذه مافهمتها . فالقصة تعتمد على مقدمة ،شخصية بطلة ،موضوع تتوسع فيه رؤى الكاتب ، بأسلوب متمكن ، جذاب ،ونهاية .فأين يكمن الخلل لكي نستشف خلاصة أنها غير كاملة ،او أنها مجرد خاطرة كما قال الأستاذ زياد الحكيم ؟ بمعنى : إلى ماذا تحتاج القصة لتكون قصة كاملة ،هل إلى حوار داخلي مثلا ؟ هل إلى نهاية مفتوحة ؟ أنتظر الإجابة ،لكي نستفيد جميعا.

************
تقول يا دكتور زياد الحكيم في نقدك للقصة :

هنا نقرأ عن فتاة حصلت بعد ثلاث سنوات
من الزواج على شهادة طلاقها من الرجل الذي شاءت
قوى دينية ومجتمعية واسرية ان تتزوج
منه دون ارادة منها. والفتاة ليست اكثر من دمية لا تملك من
امرها شيئا. لا تستطيع الا ان ترفع رايات الاحتجاج بصمت. قوى
فوق طاقتها تعبث بمقدراتها. فنحن امام شكل من اشكال المجتمعات
المتخلفة التي تعبث بحياة افرادها بانانية وسلطوية وقصر نظر.


---------
والسرد فيه اشبه
بخاطرة تهدف الى خلق حالة وجدانية غير محددة عند القارئ،
واللغة – على اناقتها – لغة شاعرية تسعى الى ابهار القارئ
دون ان تنقل اليه صورة دقيقة لحالة مجتمعية وانسانية
على جانب كبير من الخطورة.

**********************

ألا تعتقد أنك وقعت في تناقض ،،،يا دكتور زياد الحكيم ؟

وأسمى تحاياي.

قديم 03-12-2014, 11:54 PM
المشاركة 27
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة فاتحة الخير
كل الشكر على عودتك في هذه المداخلة الجديدة اتصور ان لديك الاستعداد والمعرفة للاشتغال على النصوص ونقدها بصورة ممتازة *

تصفين القصة بقولك" هذا النص العملاق وهو بالفعل كذلك سواء من الناحية التصويرية والأدبية وكذا الجمالية لهذا النص العميق والذي مهما بحث المختصون فيه يبقى دائما يحمل الكثير"...لكن الدكتور زياد يراه غير ذلك فهل لك ان تسهبي في توضيح اسباب اعتباره نصا عملاقا من النواحي الفنية وهل ترينه كذلك من ناحية البناء الفني ام فقط من حيث اللغة والتصوير ؟

وتقولين " بالنسبة لي أرى كقارئة بعين القارئة البسيطة وليس المتخصصة، أن الكاتبة اتخذت منحى ما يسمى ب"الفلاش باك" السؤال هل نجحت في استخدام هذا التكنيك وبما لا يؤثر على بناء الحبكة وتسلسل الحدث؟

تقولين " والكاتبة هنا لم تخرج عن منطق الواقع"....اذا القصة معزوفة واقعية وربما ان هذه نقطة القوة الاهم في النص حيث يحاكي النص الواقع ولذلك يكون بالغ الاثر في المتلقي.

وتقولين " إلا أن الكاتبة صورت لنا أروع صورة للمطلقة العربية، وهي الحيرة والتفكير في المجهول والتذبذب والصراع الداخلي حول إطلاق صرخة التحرر أو التقوقع داخل هوان الطلاق.
وهنا تكمن روعة النص" اذا ان تعتقدين انها نجحت ايما نجاح في بناء شخصية البطلة وتمكنت من جعلها شخصية دائرية round figure ؟

وتقولين " من ناحية المحسنات أرى أن النص كله عبارة عن صور إبداعية وجمل بلاغية وأسلوب غاية في العطاء الأدبي والشموخ التصويري، حيث ارتوى وشرب من شتى ينابيع الإبداع الحسي واللفظي " أنا شخصيا اتفق معك في هذا لكن ماذا تقولين في من يرى بأن ذلك اثر على جودة البناء السردي فكان النص اقرب الى الخاطرة؟

وتقولين "شيء اخير لو سمحت لي وهو اختيارك لعنوان " خناجر الألم" في رأيي أن هذا العنوان أيضا يلمح لمضمون النص وهو وجود ألم من البداية للنهاية، وربما عنوان " دوامة" سيكون الأقرب لمعانات بطلة قصتنا، أو ربما " تيه" "الضحية"...السؤال هو ما الغاية من العنوان ؟

وتقولين "ربما سأسبق زمن التحليل، وأنوه بشدة على القفلة البارعة التي ولدت من رحم المآسي والتي أرى فيها بنظرتي المتواضعة لهذا النص العملاق، إرتماء الضحية في حضن الأم وكأن الكاتبة تريد أن تفتح لنا فجوة ولو ضيقة من ضوء وأمل في نهاية النص." لكن السؤال هو هل هذه النهاية الافضل من الناحية الفنية؟

شكرا لك استاذة فاتحة الخير

قديم 03-13-2014, 12:20 AM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كل الشكر لكم دكتور زياد على استجابتكم لدعوتي للتعليق على القصة والمشاركة في هذه الورشة .

وعظيم الشكر على هذه المداخلة المهمة التي عالجت الموضوع من جانب يحتاج الى متخصص .اجتماعي ونفسي مثلكم .

طبعا ان تتحدث عن السلبية التي واجه فيها ابطال القصة الواقع الاجتماعي المر وكنت تتمنى مثلي لو ان الكاتبة جعلت من بعض شخصيات القصة تتمرد على هذا الواقع وانا أوافق معك على ان الفتاة لها صفات وسمات نقيض البطلة وليس البطلة anti hero. هذا من ناحية المحتوى .

لكن من الناحية الفنية هل فعلا ان القصة اقرب الى الخاطرة ؟ الا ترى معى بان عناصر القصة القصيرة جميعها موجودة ومتوفرة ...ففي النص حبكة مكتملة البناء وهي تتمحور حول لحظات زمنية محدودة والمكان محدود واللغة شعرية مكثفة والشخوص عددهم قليل وهناك حشد هائل من الادوات الفنية التي سخرت لايقاع اعظم اثر في المتلقي ففي النص حركة جعلته ينبض بالحياة وفيه صراع وتسخير للتضاد وفيه الوان وربما اهم ما فهي لغتة الشعرية المكثفة....

صحيح ربما ان شخصيات القصة استاتيكية غير متطورة لكنها مكتملة البناء.. وصحيح انه لا يوجد في النص لحظة انقلاب حادة كما ان النهاية غير مزلزلة لكنها مفتوحة على الاحتمالات وهو تكنيك مناسب ربما لهكذا حدث؟

على كل حال كل الشكر لكم على هذه المداخلة التي لفتت انتباهنا الى جانب ربما فاتنا جميعا بسبب سحرية اللغة وروعة التصوير التي خطفت انتباهنا وجعلتنا نصفق للنص دون تردد ودون تعمق في الجانب الفني . ولكم جزيل الشكر ولعلنا نستمع من الاخرين الى المزيد حول موضوعة البناء الفني للنص .

علما انه كان بودي لو انكم اسهبتم في تفنيد اسباب اعتقادكم بان النص "لا يرقى الى مستوى القصة القصيرة بالمعنى الفني للكلمة: الاشخاص فيه كائنات مجردة ومبهمة، والسرد فيه اشبه بخاطرة تهدف الى خلق حالة وجدانية غير محددة عند القارئ،
واللغة – على اناقتها – لغة شاعرية تسعى الى ابهار القارئ دون ان تنقل اليه صورة دقيقة لحالة مجتمعية وانسانية على جانب كبير من الخطورة".

- فما خواص وصفات وسمات الشخوص الواجب توفرها في القصة القصيرة حتى لا تكون كائنات مجردة ومبهمة؟

- هل صحيح ان السرد اقرب الى الخاطرة ؟ الا يوجد فيه كل عناصر القصة القصيرة؟ وما اسباب قولك ذلك؟ وهل صحيح ان النص لم يترك اثر سوى حالة وجدانية غير محددة ؟

- وهل فعلا فشلت القصة في نقل صورة لحالة مجتمعية وانسانية؟ الا ترى بأن تفاعل المشاركين هنا مثلا يؤشر الى اثر و وقع القصة عليهم؟ صحيح اننا قد لا نتعاطف مع الشخوص في القصة ولا نوافق على ردة فعلهم او بالاحرى استكانتهم تجاه ما جرى لهم خاصة البطلة ..لكن الم توصل لنا القصة صورة واقع اجتماعي مؤلم دفعنا للسخط على البطلة مثلا ؟

- وفي رايكم ماذا كان على القاصة ان تفعل لنقل الصورة لتلك الحالة المجتمعية ؟ وهل هذا هو دور الادب ؟ ام ان دوره يقتصر على تصوير الواقع كما هو ؟

قديم 03-13-2014, 01:10 AM
المشاركة 29
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
قد اختلف قليلا مع المتداخلين في هذا الحوار حول النص الأدبي فمن حيث العنوان أرى أنه موفق جدا لأنه خلق نوعا من المفاجأة المطلوبة في القصة القصيرة بغرض إدهاش القارىء و كسر التوقع فعنوان " أنت طالق" يستدعي إلى ذهن المتلقي حكاية من البؤس و تبعات الطلاق و آثاره و الظلم الواقع على المرأة من خلاله لكن تفاجئنا الأستاذة مباركة بأن الطلاق إشراقة جديدة
حفل النص بالكثير من الصور و التخييل و أعتقد أنه أرهق النص في بعص مفاصله و أعاق حركته مع أن هذه الصور نفسها في جنس أدبي آخر ستكون بديعة جدا كالشعر و الخاطرة مثلا
بالمجمل الاديبة مباركة تمتلك لغة جميلة غنية و قد اختارت ثيمة مهمة في وجه مجتمع يحتاج إلى انقلاب جذري
تحيتي لك

قديم 03-13-2014, 01:56 AM
المشاركة 30
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أهلا مجددا بالجميع ، رجوعا إلى المقدمة التي تعتبر مفتاح النص الإبداعي ، فهي في المجمل تبين الحالة النفسية للبطلة ليأتي باقي القصة كتبرير لهذه الحالة النفسية كعقدة تحتاج إلى الحل وهذا ما جعل النص قريبا من الخاطرة ، كأننا هنا بصدد تفسير للظاهرة النفسية و سبب السلبية و ليس إلى بناء قصة ، فالمقدمة لم تفتح النص على حدث معين ، فالتأملات و الأفكار ربما موضعها في المقالات ، والقصة تبنى بأحداث حقيقية يقوم بها البطل آنيا ، و الفلاش باك مجرد استكمال للصورة و تفسير لتصرفات البطل .
لكي يتم اختبار مدى رصانة المقدمة يمكن حذفها وإعادة قراءة النص ، هل هناك أثر فعلي لهذه التوطئة . و بحذفها ربما ظهرت انسيابية القصة كرونولوجيا مع بعض التعديلات الطفيفة .
غالبا ما تكون المقدمة هي التي تموضع القارئ في النص ، بتشويقها و أيضا بتناولها للبطل في سياق زماني و مكاني فحدث جزئي .
أومن بأن الأدب لا يحتمل النمطية ، لكن رغم ذلك فلابد من فعالية البطل ، و البطل السلبي ، مهما حاولت أن تجعل نصه قويا تبقى مفعوليته تتلبس النص و تدحرجه من الأعالي ، فالبطولة تقويها الأحداث التي تشير إلى فعالية البطل .

حتى من حيث الرمزية فالنص هنا ليس في صالح المرأة بل يبينها كشخصية ضعيفة تستحق الشفقة أكثر من النصرة ، سواء تعلق الأمر بالأم أو بالبطلة . أيضا الحل المقترح برجوع المرأة إلى بيت أبيها يبرز الصبغة التواكلية و الصورة النمطية للمرأة في ثقافتنا ، فربما اختارت أن تذهب عند صديقتها و لو مرحليا ، كرمز لاختيار فعالية الأنا أكثر من الرضوخ لثقافة الحال ، فالصديق في الغالب هو اختيار نحن من يصنعه .

الأستاذة مباركة بشير أحمد
لا أعتقد أن الملاحظات تنتقص من قيمة النص فربما ما اختاره الأستاذ أيوب إلا لكونه له من المواصفات ما يجعله قابلا للدراسة ، و لكونه نصا ناجحا ، و لك كامل الحق في الدفاع عن نصك ، لا يمكن لأحد أن يصادر إبداعك لكن تبقى الملاحظات و الدراسة هي ما يثري العمل القصصي و الأعمال الإبداعية عموما و منها يستفيد النقاد و الكتاب و القراء على حد سواء .




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أنت طالق...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
* أنت طالق * محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 6 12-17-2021 04:40 PM
طالق بالثلاثة ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 20 08-28-2021 02:32 AM

الساعة الآن 06:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.