قديم 09-04-2010, 02:41 AM
المشاركة 91
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أوقـات الصـلاة والتوقيت الغـروبي

د. حسن بن محمد باصرة

لقد ربط الشارع توزيع أوقات الصلوات بحركة الشمس والظلال، وهو الأمر المتاح للحاضر والباد والجاهل والمتعلم؛ لأن مراقبة الظل من الأمور التي يمكن القيام بها مع القليل من المعرفة. فمع ظل الاستواء (وهو أقصر ظل خلال النهار وذلك لحظة بلوغ الشمس أقصى ارتفاع لها) يدخل وقت صلاة الظهر، ويدخل وقت صلاة العصر عندما يصبح طول الظل مساوٍ لطول الجسم بالإضافة إلى ظل الاستواء. أما الصلوات الأخرى فلا علاقة لها بحركة الشمس نهارًا بل بمدى انخفاضها عن الأفق. وعلى هذا الأساس ظهرت جداول زمنية تعتمد على الظل موضحة دخول وقت صلاتي الظهر والعصر خلال العام موزعة على بروج الشمس أو منازل القمر المتوافقة مع السنة الشمسية.

ومن أمثلتها جدول السيد عبدالرحمن مشهور الحداد المتوفى بتريم (حضرموت - اليمن) سنة 1320هـ وهو جدول معتمد على الظل وموزع على السنة الشمسية بناءً على منازل القمر. ومع ظهور الساعات تم استبدال عنصر الظل في الجدول إلى زمن الساعات وهو التوقيت الغروبي وذلك ما درجت عليه العادة في ذلك العهد ـ أي قبل قرن من الزمان ـ ويعتمد التوقيت الغروبي على معايرة الساعات مع غروب الشمس كل يوم على الثانية عشرة إشارة إلى نهاية يوم وبداية يوم آخر. ومع التغيرات التي طرأت على طرق التعامل مع التوقيت ظهر التوقيت الزوالي والذي يعتمد على جعل نهاية اليوم وبدايته لحظة منتصف الليل، وانتشر استخدام التوقيت الزوالي بعد أن نُسب إلى خطوط طول رئيسة وأثبت مدى صلاحيته وقدرته على توحيد الزمن على مناطق شاسعة تغطي دُوَلاً بأكملها، بينما كان التوقيت الغروبي يفتقر لمثل هذه التغطية؛ لأنه يعتبر توقيتًا محليٌّا يختلف من مكان إلى آخر، وإن كان على بُعد عدة كيلومترات.

وفي محاولة لتجديد جدول السيد عبدالرحمن الحداد قام البعض بتحويل الجدول من التوقيت الغروبي إلى التوقيت الزوالي، وبعد ظهور الساعات الحديثة والمبرمجة والتي تدل على دخول أوقات الصلوات بعد تغذيتها بخطوط الطول والعرض للمكان المقصود، ظهر أن جدول السيد عبدالرحمن بعد تحويله لا يتفق في دخول صلاة العصر مع ما تشير إليه الساعات المبرمجة وذلك في بعض فصول السنة. فإذا عرفنا أن السيد عبدالرحمن مشهور كان على قدر كبير من العلم والفقه؛ إذ كان مفتيًا لحضرموت ومؤلفًا لكتاب (بغية المسترشدين) في الفقه الشافعي وكان بالإضافة لذلك على دراية بعلم الفلك كما يلاحظ من الأجزاء الأخيرة من كتابه، فبعد هذا يظل السؤال: كيف حدث مثل هذا الفرق في جدول السيد مشهور وما تظهره بعض الحسابات الحديثة؟

لقد اتخذ البعض ذلك ذريعة ليبثوا ويشيعوا عدم الاعتماد على ما صدر عن أولئك الأفذاذ من فتاوى وعلم، ويشككوا في مدى ما كان عليه السيد عبدالرحمن من مكانة علمية، الأمر الذي ينعكس أيضًا على الذين وضعوه في تلك المرتبة، فلنتتبع كيف نشأ هذا الخطأ وما مصدره؟

ولبحث هذه المشكلة لا بد من التطرق إلى عدد من الحقائق الكونية المتعلقة بحركات الأرض حول نفسها والشمس، وقد تم عزو حركة الشمس الظاهرية خلال اليوم (من شروق وعبور لخط الزوال ظهرًا ثم الانحدار نحو الغرب) إلى حركة الأرض حول محورها مرة كل يوم. من المعلوم أن العرب قديمًا قسّموا اليوم إلى أربع وعشرين ساعة، وأطلقوا على كل ساعة منها اسمًا معينًا. واستمر الاعتقاد بأن طول اليوم مساوٍ للأربع والعشرين ساعة تمامًا لكن الحقيقة العلمية تنفي صحة هذا الاعتقاد، وأن ما هو معتمد من استخدامنا لرقم أربع وعشرين يعتبر متوسط طول اليوم المتغير خلال العام، أما أسباب هذا التفاوت فهي خارج نطاق ما نكتبه الآن. فأطول يوم يصل إلى 24 ساعة و17 دقيقة بينما أقصر يوم حوالي 23 ساعة و46 دقيقة ويكون تمامًا 24 ساعة في أربعة أيام فقط خلال العام، وهذا ما يوضحه الشكل(1)، وتُسمى هذه الظاهرة علميٌّا بمعادلة الزمن والتي لا يمكن لأي كتاب فلكي يُعنى بالتوقيت أن يخلو من التعرض لها، وتعتبر معادلة الزمن من الأساسيات الأولية المستخدمة في تحديد مواعيد الصلوات في جميع الجداول المتخصصة في حساب مواقيت الصلاة.



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:42 AM
المشاركة 92
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




الشكل (1) يمثل المنحنى التغير في طول اليوم بالزيادة أو النقصان عن 24 ساعة حيث نلاحظ أنه يبلغ أقصى طول له أوائل نوفمبر أي بزيادة حوالي 17 دقيقة ويقل عن 24 ساعة بحوالي 14 دقيقة حوالي منتصف فبراير. ويكون طول اليوم 24 ساعة فقط في أربعة أيام خلال السنة الشمسية.
الشكل (2) تغير موعد صلاة العصر إذا لم تستخدم معادلة الزمن، فالتوقيت غير المصحح يسبق الصحيح خلال آخر السنة وذلك لمدينة تريم إذ يبلغ أقصى قيمة للفرق حوالي 17 دقيقة وذلك في أوائل نوفمبر، كما يشير السهم.
هذا من الناحية العلمية، ومن الناحية العملية فقد كان هنالك ما يشير إلى التفاوت في طول اليوم وهو معايرة الساعات في التوقيت الغروبي على الساعة الثانية عشرة مع غروب الشمس كل يومين أو ثلاثة حيث إن الساعة قد تتقدم أو تتأخر خلال هذه الأيام المتتابعة حوالي دقيقة، وكان يُظن أن هذا ناتج من عدم دقة الساعات ولم يخطر بالبال أن هذا ناشئ عن اختلاف طول اليوم وهذه إشارة غير مباشرة لتفاوت طول الأيام.

وفي الحقيقة فغروب الشمس يتأخر كل يوم من 2 سبتمبر إلى 4 نوفمبر حوالي ربع دقيقة بعد مرور 24 ساعة عن الغروب الماضي، لهذا فإن طول اليوم في هذه الفترة يزيد دقيقة واحدة تقريبًا كل أربعة أيام وبالتالي فإن يوم 4 نوفمبر يعتبر أطول يوم في السنة وطوله حوالي 24 ساعة و17 دقيقة تقريبًا. ومن بعد 4 نوفمبر يبدأ طول اليوم في التناقص بنفس المعدل السابق حيث يتم إنقاص دقيقة كل أربعة أيام وذلك حتى يوم 25 ديسمبر حيث يكون طول اليوم فعلاً 24 ساعة تمامًا، ويستمر التناقص في طول اليوم عن 24 ساعة بنفس المعدل إلى يوم 11 فبراير وهو أقصر يوم في السنة وطوله حوالي 24 ساعة إلا 14 دقيقة ثم يبدأ طول اليوم في التزايد بنفس المعدل السابق حيث يتم زيادة دقيقة كل أربعة أيام وذلك حتى يوم 16 إبريل حيث يكون اليوم فعلاً 24 ساعة تمامًا، وما بين هذا التاريخ حتى الثاني من سبتمبر يتأرجح طول اليوم بين زيادة ونقصان يصل أقصاها إلى ست دقائق.



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:44 AM
المشاركة 93
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هكذا نلاحظ أن طول اليوم بالتوقيت الغروبي دائمًا عبارة عن 24 ساعة يزيد أو ينقص ربع دقيقة تقريبًا (وإن كان ذلك اليوم هو يوم 4 نوفمبر، الذي طوله 24 ساعة و17 دقيقة تقريبًا) لأن كل يوم ينسب إلى اليوم الذي قبله، بينما المعايرة التي تحدث يوميٌّا خلال السنة مع كل غروب تعمل على تعديل الفرق اليومي، في حين يوجد هناك فرق تراكمي يحدث في طول اليوم وهو الذي أطلق عليه معادلة الزمن. ومن هنا نرى أن تحويل التوقيت الغروبي إلى زوالي بطريقة أولية لا تتضمن معادلة الزمن (التي تحل مشكلة اختلاف طول اليوم) تسبب في ظهور هذا الإشكال الذي نحن بصدده.

وباستخدام المعادلات الرياضية لتحديد مواعيد صلاة العصر وتطبيقها على خط عرض مدينة تريم التي عُمل الجدول فيها (16.05 درجة شمالاً) خلال السنة بالتوقيت الزوالي وذلك باستخدام معادلة الزمن وبدونها، وهو ما يوضحه الشكل(2) نجد أن المنحنى الذي يمثل وقت حلول الصلاة المصحح يتأخر تدريجيٌّا عن المنحنى الآخر غير المصحح في فصل الشتاء ليصل غايته إلى ما يقدر بـ 17 دقيقة. وهنا لا بد لنا من وقفة، فعند وجود جدول للصلاة عُمل قبل أكثر من قرن من الزمان معتمد على الأرصاد المباشرة للظل ومشيرًا إلى اختلاف (ظاهري) في تقديم وقت صلاة العصر (عند تحويله من توقيت غروبي إلى زوالي) بحوالي 17 دقيقة تقريبًا وبالتحديد في أوائل نوفمبر وهو التاريخ الذي حددت فيه الدراسات الحديثة أكبر تغيير في معادلة الزمن فإنما يدل على مدى الدقة التي رافقت عمل ذلك الجدول بالرغم من صعوبة ومحدودية الوسائل التي كانت متاحة في ذلك الزمان مقارنة بما نحن فيه الآن، وما مصدر هذا الاختلاف الظاهري إلا عن عدم إتقان التحويل بين التوقيتين الغروبي والزوالي.



//

انتهى ..

د. حسن بن محمد باصرة

قديم 09-04-2010, 02:46 AM
المشاركة 94
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل الكولا تهضم الطعام وتروي الظمآن؟

د. فوزي الفيشاوي

نشرت مجلة (العلم) في عددها رقم (130) إجابة وافية على سؤال: هل الكولا تروي العطشان أو تهضم الطعام؟ وقد جاءت الإجابة بقلم الدكتور فوزي الفيشاوي على النحو الآتي:

1. هل الكولا تروي العطشان؟

إن الشعور بالظمأ أحد الأحاسيس القوية في حياة الإنسان. فما الذي يجري في جسم الظمآن؟

حين يقل معيار الماء بالجسم وتبدأ الخلايا في طلب المزيد تتولد آليتان مدهشتان لطلب الإرواء: فالماء الذي نقص في الدم يجعل تركيز الأملاح يزيد، ومن ثم يزيد الضغط الإزموزي للدماء.

وحتى يعوض الدم ما فقد من ماء يلجأ إلى غدد الفم اللعابية يأخذ ما تنطوي عليه من ماء وهكذا يشعر المرء بجفاف فمه، ويطلب الماء للإرواء.

وفي الوقت نفسه فإن الدم لا يتوقف عن إرسال إشاراته إلى المخ يبلغه فيها بنقصان الماء مما يولد لدى المرء رغبة جامحة في الإرواء.

والماء القراح هو مطلب الأبدان ولكن الناس اليوم استبدلوا أشربة الكولا الغازية بالماء القراح فهل هذه الأشربة حقٌّا تروي الظمآن؟

ربما يدهشك أن تعلم أنها لا تروي أحدًا من ظمأ، بل ربما تزيد حرقة الظمآن ويعود ذلك إلى المحتوى السكري للأشربة والذي يزيد من قيمة الضغط الإزموزي فهو يصل في الكوكا كولا ـ على سبيل المثال ـ إلى 576.

وهكذا فإذا شرب الظمآن كثيرًا من الشراب زادت إزموزية الدماء وزادت رغبته في الإرواء. وإن المرء ليعجب حقٌّا وهو يرقب الناس في كل لقاء يقدم فيه الطعام وهم يعرضون عن الماء القراح إلى أشربة الكولا ثم لا يلبثون أن يطلبوا الماء. هذا لأنه لا يطفئ الظمأ شراب مثل الماء، ولا بديل عن الماء في الشعور بالرضا والإرواء.

وإذا كانت أشربة الكولا لا تطفئ الظمأ فإن أخذها بحالة باردة ومثلجة في الصيف ليس له أدنى تأثير على شعور المرء بالحر، فهي لا ترطب الأبدان، كما أنها لا تخفف من وطأة الجو الخانق مثلما يعتقد الكثيرون، بل العكس هو الصحيح بمعنى أن تناول السوائل الساخنة هو الذي يخفف من وطأة القيظ ويرطب الأبدان.

ونستطيع أن نفهم السبب إذا أدركنا آلية الشعور بالحرارة والبرودة، فعندما نأخذ شرابًا ساخنًا فإنه يؤدي إلى الشعور بارتفاع موضعي في حرارة الجسم وإذا ما أزيلت هذه الحرارة بانتشارها في أنحاء الجسم نشعر ببرودة نسبية، وفي الوقت نفسه فإن الأوعية الدموية التي كانت متمددة تتقلص، مما ينجم عنه بطء انتقال الحرارة إلى الجسم. وكذلك يعمل المشروب الدافئ على زيادة تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي ويكون هذا على حساب تدفقه إلى الجلد مما يؤدي إلى الإحساس ببعض البرودة والتلطيف.

2. هل الكولا تهضم الطعام؟

بمجرد أن ينزع غطاء زجاجة الكولا تظهر على الفور فقاعات كثيرة، ويحدث فوران شديد فما هو السبب؟

الواقع أن الأشربة الغازية تصنع عادة من مكونين كبيرين أحدهما هو الشراب الأساسي والآخر هو ماء الصودا SODA WATER وهذا الأخير هو بغيتنا الآن وهو (ببساطة) المحلول الذي ينتج عن إذابة غاز ثاني أكسيد الكربون النقي في الماء تحت ظروف محددة من حيث درجة الحرارة والضغط.

وبهذه المناسبة فإن تعبير (ماء الصودا) لا يعني وجود الصوديوم أو أحد أملاحه ضمن تركيب المحلول، بل إنه يعبر عن الطريقة التي كانت سائدة للحصول على غاز ثاني أكسيد الكربون.

فقد كان ينتج بطريقة تعتمد على تحميض كربونات الصوديم أو بيكربونات الصوديوم، وبسبب الاعتماد على هذه الأملاح الصوديومية أطلق على المحلول الناتج (ماء الصوداء)، على العموم فإن الغـاز يكـون ذائبًا في الأشربة الغازية بواقع لتر من الغاز في كل لتر من الشراب، وتجري إذابته تحت ضغط مرتفع.

ولكن ما إن ينزع غطاء الزجاجة لا سيما عند ارتفاع درجة حرارة الشراب فإن الغاز ينطلق مسرعًا من العبوة في صورة فقاعات وفوران شديد.

ويدعونا هذا الحديث للتساؤل عن دور غاز ثاني أكسيد الكربون في المساعدة على هضم الطعام، وهل بوسعه حقٌّا إزالة الشعور بالتخمة وحالة التلبك الهضمي؟

الواقع أن هذا السؤال مثير للجدل إلى حد كبير، ولكن العلماء اهتدوا ـ مؤخرًا ـ إلى حل بارع له؛ إذ فكّروا في منح بعض المتطوعين شراب الكولا، بعد أن تناولوا طعامًا أضيف له نظير مشع Radioctive isoiope، بغية متابعة حركة الطعام في قناة الهضم، ثم حساب الزمن الذي يمكنه في المعدة قبل الإفراغ.

والنتيجة لن يصدقها الكثيرون، فقد استبان للباحثين أن أخذ شراب الكولا لا يزيد من قدرة عضلات المعدة على تحريك الطعام باتجاه المخرج. وبتعبير آخر فإن الشراب لا يزيد من انقباضات المعدة المتجهة من المدخل باتجاه المخرج وهي المعروفة بالتقلصات الدودية Peristalsis ومن ثم لا يزيد من قدرة المعدة على تحريك ما تحويه من طعام.

وتبين أيضًا أن دور الشراب لا يتجاوز مجرد إعادة توزيع الطعام داخل فراغ المعدة، فالغاز يتجمع في الجزء العلوي من المعدة دافعًا الطعام والسوائل بالجزء السفلي.

بقي أن نزيد أن هذه الغازات المتجمعة في المعدة قد تضغط على أعلى البطن مفجرة موجة من الآلام لا تخف بغير إخراج عاجل عن طريق الجشاء، على أنها قد تهرب إلى الأمعاء الدقيقة والغليظة، فيعم ـ عندئذ شعور بالانتفاخ يستوجب إخراج الرياح ومعاودة الجشاء.

فانظر كم في أشربة الكولا الغازية من متاعب ومنغصات، وانظر كم ينسبون إليها من منافع صحية ومكرمات هي في الحقيقة من قبيل الخرافات.


//

قديم 09-04-2010, 02:49 AM
المشاركة 95
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السماء بناء وزينة

إدريس الأشقـر

( قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) يونس (101)

ويقول سبحانه: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آل عمران (191).

يقصد بالكون ـ حسب المعلومات والاكتشافات التي أدركها الإنسان ـ هذا الفضاء الرحيب الممتد والذي لم تعرف له نهاية، حيث تنتشر فيه وتتوزع ـ بحساب وجلال وحكمة ـ عدد كبير من المجرات Galaxies، وهي عبارة عن جزر كونية هائلة ملتهبة ينتظم فيها ـ بتقدير من رب العالمين ـ بلايين من الأجرام السماوية المنوعة من سحب غازية وغبار كوني Clouds Gas وسدم Nepulas ونجوم Stars وكواكب Planets ومذنبات Comets ونيازك Meteors وشهب.

والكون بصيغته الربانية هو هذه السماوات الأرض وما بينهما، وقد أورد الله ـ عز وجل ـ ذكرها في كثير من الآيات منها: (
الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) السجدة (3).إن السماوات والأرض موضوع ضخم، والتطرق إليه ليس بشيء هين ما دامت المعلومات المتوفرة ليست بكافية وثابتة، خصوصاً وأن أكثرها ما زال قيد الدراسة والتطوير. كما أ، هناك أشياء ما زالت وستبقى خارجة عن حدود الإدراك الإنساني. يقول الله ـ عز وجل ـ: (
ولله غيب السماوات والأرض) النحل (77).

(خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) غافر (56).

لهذا سوف نكتفي في هذا المقال بسماء أرضنا، هذا الكوكب الذي ينتمي إلى مجرة (درب التبانة أو الطريق اللبني (Milky Way) التي هي على شكل قرص هائل من النجوم والغاز والغبار الكوني وسحابة مخلخلة جداً من الغاز. وحول هذا القرص توجد الهالة الكروية المكونة من تجمعات النجوم، عدا المذنبات، والنيازك، والكواكب، ولاكوازارات، والبوليسارات، والثقوب السوداء، والثقوب البيضاء، وما لا حصر له من الذرات، وشكل المجرة الخارجي حلزوني إذا نظر إليه من أعلى، وعدسي مسطح إذا نظر إليه من الجنب.



يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:50 AM
المشاركة 96
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السماء بناء وزينة


يقول الله ـ عز وجل ـ في سورة ق (6): (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزينها وما لها من فروج). في هذه الآية الكريمة يخاطب الله ـ سبحانه وتعالى ـ الكافرين بقوله، أفلم يبصروا ويدركوا تفاصيل الكيفية التي بنيت عليها وزينت بها السماء التي من فوقهم بدون أن يكون لها فروج، ولقد مكن الله ـ عز وجل ـ كثيراً من العلماء ـ وجلهم من غير المسلمين أو الكافرين ـ ليدركوا تفاصيل ذلك، فأعطاهم ـ في عصرنا هذا ـ العلم وسخر لهم التكنولوجيا المتطورة ـ من أجهزة ومراصد ـ فاكتشفوا ما كان مقدراً لهم أن يكتشفوا ونشروا بحوثاً ومعلومات عديدة حول ذلك. وما زالوا يبحثون ويعملون ليلاً نهاراً، لا ليبرهنوا على عظمة الخالق ـ عز وجل ـ ولكن ليشفوا رغباتهم العلمية التي طغت عليها المادة والهيمنة والعولمة. وصدق قوله تبارك وتعالى: (
وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون...) يوسف (105).


يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:51 AM
المشاركة 97
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



شكل (1) المجموعة الشمسية في درب التبانة

فكل المعلومات التي جاءت بها التحليلات العلمية النظرية والتجريبية والاكتشافات التي واكبتها تؤكد أن هذا الفضاء ليس بفراغ ـ كما كان يعتقد من قبل ـ لكنه بناء محكم بنموذج فريد آخذ في الاتساع إلى أجل مسمى. والقرآن الكريم كان سباقاً في الخبر عن ذلك كله في كثير من الآيات التي نذكر منها:

(ءأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها). النازعات (27 ـ 28).

(والسماوات ذات الحبك) الذاريات (7).

فنحن نشاهد جزءاً من هذا البناء بالعين المجردة، أو بواسطة المجاهر الضخمة: فهذه كواكب، وهذه أقمار تدور حول الكواكب، وهذه نجوم (تعد بالبلايين) تتخلل السماء وتتلألأ في ظلمة الليل، والكل معلق في الفضاء، سابح في أفلاكه ومداراته، لكن متماسك بدون عمد فيما بينه بقوة وحكمة ربانية (قوة جاذبية وقوة طاردة وأخرى لا يعلمها إلا الله). فلا اختلال ولا اضطراب في هذا التماسك بل هو بنيان متين وفريد. وهو صنع الله الذي أتقن كل شيء، والذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، وصدق تعالى عند قوله: (
الله الذي رفع السماوات والأرض بغير عمد ترونها). الرعد (2). (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا). فاطر (41). (ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه) الحج (65).


فالسماء بناء والغلاف الجوي الأرضي جزء منه حيث لا تراه العين المجردة بل تحس به من خلال أجهزة القياس التي رصدت لهذه الغاية والمعلومات التي جمعت في هذا الميدان.

أ ـ الغلاف الجوي الأرضي وزينته



يؤدي الغلاف الجوي الأرضي دوراً كبيراً في استمرار الحياة والنمو لكل المخلوقات، فهو باب مفتوح في بعض الحالات وباب مغلق (يعني سقف محفوظ للرد والرجع) في حالات أخرى، وكما نعلم فالأرض كوكب تحيط به طبقات جو تحتوي على كمية كبيرة من الهواء ـ وهو خليط من جزيئات النتروجين (78%) والأكسجين (21%) والهيدروجين (1%) وأكسيد الكربون والنتروجين وغازات أخرى وغبار، وتنقلص كثافة هذه الجزئيات كلما ارتفعنا من سطح الأرض لتندثر بعد ذلك في أجواء جد عليا (10).


يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:52 AM
المشاركة 98
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




شكل رقم (2) طبقات الجو الأرضية

على ضوء الأشعة الشمسية المرئية خلال النهار (التي هي مزيج من الأشعة المرئية المختلفة الألوان من البنفسجي إلى الأحمر أي من 4.0 (m) إلى 75.0 (m) يظهر لنا هذا الغلاف (عند خلوه من السحب والغبار) أزرق كالقبة من فوقنا. أما أثناء الشروق والغروب فيميل هذا الغلاف على الاحمرار. وإن هذه الزرقة وهذا الاحمرار، إن دل على شيء، فهو يدل على وجود تلك الجزيئات السالفة الذكر في بناء منظم ومحكم، فزرقة السماء دليل على تشتيت الأشعة الشمسية وانتشار الضوء الأزرق بكثرة في طبقات الجو (تشتت رايليغ. (2) diffusion of Rayleigh أما احمرار السماء فهو كذلك نتيجة تشتيت الأشعة الشمسية وكثرة انتشار الضوء الأحمر في الأجواء السفلى التي تحيط بسطح الأرض.

أما خلال الليل فتغيب الأشعة الشمسية على الغلاف الجوي ونرى كل السماء (بما فيها الغلاف الجوي) مظلمة تتخللها كواكب ونجوم مختلفة الأشكال وهي متلألئة. فالفضاء خارج الغلاف الأرضي هو فضاء مظلم حيث الانعدام النسبي لتلك الجزيئات لأنه لا يسمح بتشتت الأشعة ثم إظهارها(3).


يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:54 AM
المشاركة 99
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




شكل رقم (3) درجات الحرارة عبر طلقات الجو الأرضية

إن هذه الزرقة وهذا الاحمرار وهذه الظلمة التي تتخللها أنوار الأشياء الكونية ـ زيادة على الطيف المتشكل نتيجة السحب المارة ـ تعطي للسماء أردية مختلفة الأشكال والألوان تغيرها كأي إنسان يغير ملابسه المختلفة عبر الأيام. إن هذه المظاهر التي نشاهدها ونمر عليها يومياً هي آيات بينات تدل على الكيفية التي زين بها الله ـ عز وجل ـ هذه السماء وصدق قوله تعالى: (
الذي أحسن كل شيء خلقه) السجدة (7).

ب ـ الطبقةات الجوية الأرضية وأدوارها

(4)و (5)و (6)

يقول الله ـ عز وجل ـ: (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) الفرقان (2). (وأوحى في كل سماء أمرها). فصلت (11) (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه) الجاثية (12). ولقد تبين للعلماء أن الغلاف الجوي يتكون من خمس طبقات مختلفة صنفت من حيث سمكها ونوعية جزيئاتها وكثافتها والأدوار التي سخرت لها بتقدير مضبوط من رب العالمين لضمان الحياة والنمو لكل المخلوقات.

(تروبوسفير): Troposphere طبقة تأتي مباشرة بعد سطح الأرض وترتفع إلى علو بين (8 ـ 15كلم). يوجد فيها 85% من الكتلة الكلية الجوية، أكبرها كمية هو خليط من لاهواء قابل للاستنشاق ثم ثاني أكسيد الكربون، هذه المادة الحيوية والضرورية لتفكيك المادة العضوية (organiquque decomposition de la matiere). كما يتم في هذه الطبقة تنشيط وتفعيل السحب لتمطر ماء أو ثلجاً، وتنشيط الرياح والعواصف.

ستراتوسفير: Stratosphere طبقة تأتي من بعد (التربوسفير) إلى علو يناهز 50كلم. تتكون من جزيئات أكثرها غاز الأوزون الذي يمتص تقريباً كل الأشعة البنفسجية المضرة ويحصرها لحماية الكائنات الحية من الأمراض والأخطار.

(ميزوسفير): Mesosphere طبقة تأتي من بعد (الستراتوسفير) إلى علو يناهزها 90كلم. وتلعب دوراً كبيراً في حفظ الأرض ومن عليها من كل جسم خارجي حيث يتم احتراق وتفتيت الشهب والنيازك والمكوكات الفضائية والمستغنى عنها والأقمار الصناعية العاطلة إلى غير ذلك من شظايا الأجسام الكونية التي تدخل الغلاف الجوي الأرضي.

(تيرموسفير): Termosphere طبقة تأتي من بعد (الميزوسفير) إلى علو يناهز 600 كلم. وقد سخرت لضبط الحرارة عبر كل الطبقات وتكييفها. كما يوضح لنا ذلك الرسم التبياني للتغير الذي يقع في درجة الحرارة عبر طبقات الجو. الشكل (3).

(إكسوسفير: Exophere أعلى طبقة في الأجواء الأرضية. تدور فيها كل الأقمار الاصطناعية ولك المكونات الفضائية حول الأرض.أيونوسفير: Ionosphere وهي طبقة تقع تحت تأثير الأشعة الشمسية (خصوصاً منها أشعة سين الأشعة تحت البنفسجية والجزيئات الشمسية الأخرى) والأشعة الكونية الأخرى التي تدخل الغلاف فينتج تأين المادة Ionisation de la matiere(8) بين علو (60 و 600كلم)، وتسمى هذه الطبقة التي اكتشفها كنيلي (Kennely – Heabisid) عام 1902م، طبقة اليونوسفير (Ionosphere). وتتأثر بالمناخ الذي يسود المنطقة (فصل، نهار أو ليل، حرارة...). وتلعب الطبقة الموجودة على ارتفاع 110 كلم (طبقة كنيلي) دوراً كبيراً في انعكاس الأشعة الراديوية ذات الموجة القصيرة (5) (High Frequencies: HF)، وتستخدم بتسخير من الله ـ عز وجل ـ للاتصالات اللاسلكية بين البلدان والقارات. انظر الشكل (4).


يتبع ~ ~

قديم 09-04-2010, 02:55 AM
المشاركة 100
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





شكل رقم (4) "اليونوسفير" وإنعكاس الأشعة الراديوية

(الماغنيتوسفير: Magnelosphere كما هو الشأن في الكواكب الأخرى يوجد في الأجواء العليا المحيطة بالأرض بعد طبقة اليونوسفير (بين 650 و 160000 كلم) حزام مغناطيسي، وهو يحصل نتيجة التفاعلات التي تقع بين الرياح الشمسية والجزيئات المكهربة. وتلعب هذه الطبقة المتمددة في الاتجاه المعاكس للشمس دوراً كبيراً لمغناطيسية الأرض بقطبيها الشمالي والجنوبي. أنظر الشكلين (4 و 5).





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



شكل رقم (5) الماغيتوسفير

السماء لها أبواب (Fenetres) مالها من فروج والسماء ذات الرجع (Pouboir de reflexion)

أ ـ السماء بناء في اتساع دائم بدون فروج:


مما سبق بيانه يتضح لنا أن السماء بناء متماسك متين ومحكم، بكيفية فريدة ربانية. بحيث لا نرى في خلق الرحمن من تفاوت، فلا خلل ولا اضطراب في هذا التشيد الضخم، بل هناك توازن كوني دائم إلى أجل مسمى. فرب العالمين قد بناها وزينها وأوحى في كل سماء أمرها بتقدير، واتساع بدون أن يكون لها فروج. فلا الشكل (2): طبقات الجو الأرضية أشياء كونية تخرج وتنفلت عبر فروج.

من هذه السماء، ولا أشياء تدخل وتولج فيها، بل هناك فقط ما ينزل منها وما يعرج فيها من خلال أبواب قد سخرت بتقدير وسلطان مبين فهي لذلك سقف محفوظ. اقرأ قوله تعالى:

(وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتنا معرضون). الأنبياء (32). (يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما يعرج فيها). الحديد (4).

نلاحظ من خلال آية سورة الحديد الإشارة إلى النزول من السماء والعروج فيها. وهكذا لم يكن قوله تعالى ـ فيما يخص السماء ـ وما ينزل منها (آتياً من خارجها) وما يعرج فيها(ذاهباً إلى خارجها). وهذا ما يدل على أن الكون (السماء والأرض وما بينهما) بنيان محفوظ بدون فروج. وهو بتدبير من الله رب العالمين أي منه وإليه ـ جل وعلا ـ إن هذه الإشارات وتلك التي جاءت في الآيات الكريمات لهي دليل في نظري على ما توصل إليه العلم حديثاً وبالخصوص نظرية الانفجار العظيم أو الرتق (Big Bang). ومعنى ذلك أن الكون انطلق من نقطة ذات كثافة كبيرة فتناثرت أجزاؤه وأخذت في الاتساع دون توقف، لكن إلى أجل مسمى (1). ويمكن أن يفهم هذا في قوله تعالى: (
أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما) الأنبياء (30).

(أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزينها وما لها من فروج). ق (5).

(والسماء بنيناها بأييد وإنما لموسعون). الذاريات (47).



يتبع ~ ~


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 09:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.