قديم 05-24-2012, 03:42 PM
المشاركة 671
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكان يتعاقب على هذا المسرح ثلاثة من الكوميديين المسرحيين هم عبد اللطيف فتحي, ومحمد علي عبده, وسعد الدين بقدونس.‏
وكانت تلك السهرة تختتم عادة بأغنية لسيدة تغني لأم كلثوم اسمها (نور الصباح) فأنا وفي عمر ستة عشر عاماً عشقت أغاني أم كلثوم بسبب استماعي لأغنيات تلك المطربة, وكانت السهرة تنتهي في الواحدة ليلاً, وعندئذٍ أذهب إلى كوخ والدي الحارس (وهو كوخ خشبي) فأجده جالساً في الكوخ مشعلاً النار في برميل صغير, فيقول لي (شوف يا بابا أنا نعست خذ هذا القلبق (الطربوش) ضعه على رأسك, وخذ هذه العصا وتجول في المنطقة, واضرب على أبواب المحال بقوة حتى يشعر الناس أن الحارس موجود, وخذه هذه الصفارة, وصفّّر بها, وانتبه من الدوريات التي تراقب الحراس, إن صادفتها تعال وأيقظني حالاً.‏
ـ طيب إذا كان ليلك مملوءاً بهذه الأشغال, فماذا كنت تفعل نهاراً؟‏
* في تلك الفترة كنت أكتب بين الحين والآخر, وأرسل قصصي إلى الجرائد السورية (دمشق المساء, النصر, الأيام, الأخبار) لتنشر فيها مجاناً دون أية مكافآت.‏
ـ في تلك الأثناء قامت الوحدة بين سورية ومصر... هل تتذكر شيئاً عنها؟‏
* عندما قامت الوحدة خرجت مع المتظاهرين في الشوارع, ننادي بالوحدة العربية ونحن سعداء جداً بهذا الإنجاز التاريخي, ما أذكره هو أنني كتبت مقالاً عن هذه الوحدة ونشرته في جريدة (دمشق المساء) وكان مقالاً من القلب, فيه سعادة وأحلام كبيرة وأحاسيس ومشاعر جياشة تجاه الوحدة, وقد لفت الانتباه فعلاً, وذلك لأنه بعد يومين أو ثلاثة من نشره دخل ثلاثة أشخاص إلى فرن أبي وسألوه عني (بعد أن ترك عالم الحراسة, وعاد إلى مهنته القديمة حين أصبح الطحين متوفراً) فتوجس أبي منهم خيفة وسألهم لماذا يسألون عني؟! فقالوا لـه نريده لأمر خاص.‏
فخاف أبي عليَّ, وطلب مني أن أذهب إلى بيت عمتي, أي أن أتوارى عن الأنظار, وقال لي جماعة من مخابرات عبد الحميد السراج يسألون عنك, فخفت وتواريت فعلاً, ولكن هؤلاء الجماعة ظلوا يسألون عني, وقد أدرك أحدهم أن والدي يكذب عليهم, فتقدم منه وقال لـه: يا عم, ابنك, وبطلب من الرئيس عبد الناصر, يريدونه في المكتب الصحفي في القصر الجمهوري! فدهش أبي وقال لهم ابني كعيكاتي فماذا سيصنع لكم في القصر الجمهوري؟ فقالوا لـه لا ندري, ما ندريه هو أنهم يريدونه, عندئذٍ جاء والدي إلى بيت عمتي وأخبرني أن الجماعة يريدونني في القصر الجمهوري, فذهبت إليهم حيث كانوا منتظرين لي في فرن الوالد, ومن هناك.. من (الفرن) أخذوني إلى (القصر)؛ نقلة مذهلة لم أكن أحلم بها إطلاقاً.‏
ـ ولماذا أخذوك؟!‏
*أخذوني لكي أعمل في المكتب الإعلامي في القصر, وبراتب شهري قدره (850) ليرة سورية, وقد كان هذا المبلغ كبيراً جداً أيام ذاك (راتب وزير) وقد سألني مدير المكتب الصحفي في القصر الأستاذ نشأت التغلبي: أتعرف من كان واسطتك لكي تأتي للعمل في القصر الجمهوري, قلت لـه: من؟! قال لي: صديقتك كوليت خوري, بالفعل فوجئت, ولكني لم استغرب, لأنني كنت أتردد على بيت السيدة كوليت, وقد كانت, وهي في بداية حياتها الأدبية, تستقبلنا في بيتها نحن مجموعة من الأدباء, وكنت آنذاك أحب فتاة, أصبحت فيما بعد كاتبة مشهورة, وكانت تعذبني كثيراً.‏
فأحكي لكوليت عنها وأشكو لها وأبكي على كتفها, فتواسيني.‏
آنذاك كنت صاحب نفوذ في القصر, فبعد أن كنت أذهب إلى الفرن بالقبقاب, صارت تأتي سيارة القصر وتأخذني من مدخل الحي الذي نقيم فيه لأنها لا تستطيع الدخول إلى أمام البيت, وحين كنت ألبس (الأفرول) في الفرن, صرت ألبس البذلة, وقد أصدرت في ذلك الحين مجموعة (الحزن في كل مكان) عام 1960, ونشرها لي, بواسطة نفوذي, مدحت عكاش, وعندما وقع الانفصال, قبضوا عليّ كمصري وألقي بي في الملعب مع آخرين.‏
وعند التحقيق اكتشفوا أنني سوري, فأطلقوا سراحي, بعد ذلك بحوالي شهر أو شهرين, أعادوني إلى القصر الجمهوري, وقد كان زميلي في المكتب الإعلامي آنذاك الأديب اسكندر لوقا الذي ما زال ليومنا هذا في عمله, وبعد فترة فوجئت بقرار تسريحي من القصر بتهمة (الشيوعية) وأنا لم أكن شيوعياً لا في البدء, ولا في النهاية, فقلت لأبي ها قد عدنا إلى الفرن يا أبا ياسين, ولم تمض سوى أيام حتى أتى أحد رجال (التحري) المخابرات‏
إلى الفرن وكنت موجوداً, وقال لي رئيس الشعبة السياسية يريد أن يراك, فقلت لـه: لماذا؟ قال: لا تخف, يريد رؤيتك, وكان اسم ذلك الشخص شتيوي سيفو الذي أصبح وزيراً فيما بعد, وكان مكتبه خلف وزارة الثقافة: ذهبت إليه فاستقبلني استقبالاً جيداً, وقال لي بالحرف الواحد: أنا أعرف الشيوعيين فرداً فرداً في هذا البلد, وأنت لم تكن شيوعياً في كل حياتك لكن أحد المقربين لك في العمل وأحد أصحابك وشى بك في أذن مدير القصر بأنك شيوعي فطرودك من الوظيفة, أنا أعرف بأنك مظلوم لذلك سأكلم الدكتور يوسف شقرة [أمين عام وزارة الثقافة] من أن أجل أن يضمك إلى وزارة الثقافة كموظف, وسألني ما رأيك؟ قلت: يا ريت! فعلاً اتصل به, فقال لـه يوسف شقره, أرسله إليّ.‏
وكانت المسافة قريبة جداً, فذهبت إليه, فاستقبلني استقبالاً جيداً, وكان عنده الكاتب الكبير فؤاد الشايب, ويبدو أنهما كانا يتحدثان عني, لأن فؤاد الشايب أمسك بيدي, وقال تعال ياسين إننا نؤسس لمجلة اسمها (المعرفة) ستكون سكرتيراً لها, وبالفعل صدر العدد الأول من المجلة على يدي, وبقيت في مجلة المعرفة من عام 1961 إلى‏
عام 1965.‏
ـ ولماذا تركت العمل في مجلة المعرفة؟!‏
*كان في ذلك الحين أحد معلمي المدارس, يرسل مقالات إلى المعرفة, وكان فؤاد الشايب يرفض نشرها, وإذا بهذا الشخص يأتي وزيراً للثقافة, فقام أحد المقربين الذي يريد الإساءة لي, وقال لـه مقالاتك موجودة في درج ياسين رفاعية, فكان أول قرار يوقعه الوزير هو تسريحي, فؤاد الشايب انزعج جداً, وقال لي سأترك المجلة, وبالفعل طلب من الوزارة انتدابه ليكون مدير مكتب الإعلام التابع للجامعة العربية في الأرجنتين, واستلم وظيفته في المجلة أديب اللجمي, في ذلك الوقت سافرت إلى بيروت, وعملت مسؤولاً أدبياً في مجلة (الأحد) التي كان رئيس تحريرها آنذاك رياض طه, وسكرتير تحريرها طلال سلمان (رئيس تحرير السفير الآن) وكنا معاً في غرفة واحدة, وعندما توفي في دمشق, صاحب مجلة المضحك المبكي حبيب كحاله الذي هو خال كوليت خوري عدت إلى دمشق لأشترك في تشييع الجنازة, وإذا كتفي إلى كتف وزير الثقافة الذي نقر بأصابعه على كتفي فألتفت نحوه, وسألني ألم تجع بعد؟! قلت لـه: يا فلان يوجد عندي فرن أبي, فهل نبعث لك كيساً من الكعك, فارتجف, وابتعد عني!‏
ـ عندما عدت إلى بيروت بقيت في جريدة الأحد؟!‏
*عندما عدت إلى بيروت أُتيحت لي فرصة عظيمة جداً فقد اتصل بي صاحب جريدة الرأي العام الكويتية عبد العزيز المساعيد وطلب مني افتتاح مكتب للجريدة في بيروت براتب شهري مقداره خمسة آلاف ليرة لبنانية (حوالى 2000 دولار) وقال لي (خذ أجمل بناية في بيروت لنؤسس فيها مكتب الجريدة, فاخترت بناية جميلة في شارع الحمراء اسمها بناية (الديرادو) وكان المكتب عبارة عن أربع غرف, الغرفة الرئيسية كبيرة جداً وتقارب في حجمها غرفة الوزير في وزارة الثقافة حيث كنت أعمل, فوصفت للفتاة التي ستؤثث الغرفة, مكتب وزير الثقافة ليكون مكتبي مثله تماماً, وبعد عدة أشهر جاءني الدكتور يوسف شقره ليزورني في بيروت, استقبلته السكرتيرة, ثم جاءت إليّ وقالت يوجد شخص اسمه يوسف شقره يريد رؤيتك, فهببت إليه مرحباً, وعانقني وقد دمعت عيناه, وسألته هل هذه الغرفة أجمل أم غرفة وزير الثقافة؟ فضحك!‏
ـ لكنك عملت فيما بعد في جريدة الثورة بدمشق؟‏
*نعم, فحين توقفت مجلة (الأحد) بقيت عدة أشهر دون عمل, وإذ بي التقي بشخص أردني من أصل فلسطيني, فسألني ماذا أعمل, فقلت لـه أنا عاطل عن العمل, فاتصل بشخص اسمه حبيب حداد وقال لـه ياسين رفاعية كاتب ولا يجوز أن يظل دون عمل, فأرسلني إليه, ذهبت إليه, فاتصل بوزير الإعلام, وطلب منه أن أعين في جريدة الثورة, وهذا ما حدث فعلاً فأصبحت محرراً في جريدة الثورة.‏
ـ لكنك ما لبثت أن تركت جريدة الثورة؟!‏
* فعلاً تركتها لظروف لا أريد شرحها.‏
ـ أود أن نتوقف قليلاً عند قصصك, فقد أحدثت مجموعتك (العصافير) ضجة أدبية واسعة حين صدورها؟‏
* صدرت (العصافير) بعد توقفي عن الكتابة أحد عشر عاماً, وفوجئت بأن هذه المجموعة أحدثت ضجة كبرى في الصحافة اللبنانية حيث وجدوا فيها نقلة نوعية في كتابة القصة العربية, وقد وصلت شهرتها إلى مصر, فدعاني في ذلك الوقت وزير الثقافة المصري يوسف السباعي لزيارة مصر وبالفعل سافرت مع زوجتي المرحومة أمل جراح إلى مصر, وعقدت هناك ندوات عديدة حول هذا النوع الجديد من القصة, وأذكر أنني في إحدى حفلات العشاء قدمت نسخة من (العصافير) إلى نجيب محفوظ, فقال لي في اليوم التالي وفي حفلة أخرى وبحضور عدد من الكتّاب المصريين: يا ياسين لقد أذهلتني, وشجعتني على أن أكتب مجموعة قصص قصيرة, وبالفعل بعد فترة قصيرة صدرت لنجيب محفوظ مجموعة قصص جديدة.‏
ـ وما الذي ولّده هذا النجاح في نفسك؟‏
*بسبب هذا النجاح الكبير طبعت المجموعة أربع طبعات متقاربة زمنياً, استعدت أنفاسي, فعدت إلى الكتابة بنشاط مع أن الحرب الأهلية اللبنانية قد نشبت, فأصدرت روايتي (الممر), وقد طبعت مرتين في سورية ولبنان, ثم أصدرت روايات عديدة هي: (مصرع ألماس) و(وردة الأفق), و(دماء بالألوان), و(امرأة غامضة), و(رأس بيروت), و(أسرار النرجس), و(وميض البرق).. كما صدرت لي ست مجموعات قصصية, وكتاب في السيرة هو (رفاق سبقوا) إلى جانب كتب نثرية تحت عنوان (نصوص في العشق).‏
ـ وكيف عشت الحرب الأهلية اللبنانية؟‏
* من غير شك مررت بظروف صعبة في أثناء الحرب الأهلية في لبنان, وتعرضت إلى الخطف فيها, وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان غادرت إلى لندن حيث عملت فترة مسؤولاً ثقافياً في مجلة (الدستور), ثم انتقلت إلى جريدة (الشرق الأوسط) حتى عام 1996, وعدت بعد ذلك إلى بيروت مراسلاً لجريدة الشرق الأوسط 1996, ثم تفرغت للكتابة وبقيت فيها إلى أن عملت على رئاسة القسم الثقافي في جريدة المحرر حيث أكتب الآن, كما أكتب في صحف ومجلات عربية عديدة عن كتب صدرت حديثاً.‏
وقد مرت بي خلال هذه الفترة أربع فواجع متتالية, وفاة الوالدة, ووفاة الوالد, ووفاة الزوجة, ووفاة الابنة, وإذا أردت أن تختم هذا الحوار فلنقل معاً ما زال ياسين رفاعية يعيش.‏
ـ أود أن أسألك عن رأيك بالتجارب الأدبية التالية:‏
* عادل أبو شنب: اعتبره كاتباً متميزاً في القصة القصيرة, لـه خط واضح, وكان مجدداً فعلاً في القصة القصيرة بالنسبة لجيله, وأحببت قصصه كثيراً خصوصاً مجموعته الأولى (عالم ولكنه صغير).‏
* كوليت خوري: الإنسانة والكاتبة شخصية واحدة.‏
كتبت بالفرنسية والعربية, وستظل رواية (أيام معه ) من أجمل أعمالها, وإن كان لي من رأي في هذا المجال أقول لكوليت الفضل الكبير في شق الطريق أمام الكاتبات السوريات اللواتي ظهرن فيما بعد.‏
* عبد السلام العجيلي: أمير القصة القصيرة لغة وموضوعاً.‏
لقد قرأت لـه قصة قبل ثلاثين عاماً ما زلت أتذكر تفاصيلها حتى الآن, وكانت من أجمل قصصه, وعنوانها (مصرع أحمد بن محمد حنطي) وقد تحدثت عن هذه القصة أثناء تقديم لـه في الجامعة الأمريكية في بيروت.‏
* نزار قباني: كان صديقي على مدى أربعين عاما,ً كنت قريباً منه أكثر من أهله, وملتصقاً بمآسيه أكثر من أهله, شاعر الوجدان والروح, ولن يأتي زمان بمثله.‏
* فؤاد الشايب: أستاذي وعلى يديه تعلمت كيف تبنى القصة القصيرة, وكيف تخرج من السرد العادي إلى البناء الفني شكلاً ومضموناً.‏
* زكريا تامر: رفيقي منذ الشباب الأول, وجاري في الحي, وكنا نقرأ قصصنا لبعضنا بعضاً في مقبرة الدحداح, هو أكبر مني في العمر, فكنت اعتبره أستاذاً, وعندما يقرأ قصة من قصصي يبستم ويقول جملة واحدة: هذه يا ياسين قصة جيدة أحببت زكريا لأننا من نفس الطبقة, عانينا ما عانيناه وتشردنا معا.‏
وكان هناك صديق لنا فلسطيني, نقرأ نحن وإياه القصص في المقبرة هو يوسف شرورو, كان يوسف من عائلة متوسطة الحال, بينما أنا وزكريا كنا فقيرين جداً, زكريا تامر متفرد في كتابة القصة التي لم يتخلَ عنها ولم يكتب غيرها.‏
* غادة السمان: أنا أول من نشرت لها, وأول من اكتشف موهبتها, وقد اعترفت بذلك في مقابلاتها الأدبية, قد أقول لك إنها كاتبة خطيرة جداً, خطورتها إيجابية في خلق نماذج في قصصها نعيشها ونراها ولكن لا ننتبه إليها, كاتبة كبيرة بكل المقاييس.‏
* حنا مينة: هذا الروائي الذي كتب حتى الآن خمساً وثلاثين رواية والذي يستطيع أن يكتب رواية في بضعة أشهر, أحببت رواياته الأولى (الشمس في يوم غائم) (الدقل) (المصابيح الزرق).. (الياطر) أكثر من رواياته القصيرة التي ينشرها الآن.‏
* سعيد حورانية: رحمه الله, كان شخصية قوية, وكانت لقصته شخصية قوية أيضاً, والموضوعات التي تناولها معظمها مأساوي, وحزين... وهي الحياة التي عاشها, وقد خسرنا فيه كاتباً كبيراً كان من الممكن لـه أن يثري أعمالنا الأدبية بروائع غير مسبوقة.‏
* شوقي بغدادي: شاعر أكثر مما هو كاتب قصة ورواية, لكنني أجد فيه الشاعر الكبير الذي يكتب الشعر بالروح والدم, وهو مميز.‏
وشخصية فريدة في هدوئها الظاهر, وغليانها الداخلي, ومن جيله لم يبق لنا سواه أطال الله عمره.‏
* هاني الراهب: أحببت روايته (المهزومون) حين كان طالباً في الجامعة, كانت عفوية وصادقة, وأحببت لـه (ألف ليلة وليلتان), ورواية (رسمت خطاً على الرمال) عدا عن كونه باحثاً مهماً.‏
* وليد مدفعي: هو من الكتاب الساخرين, وليس لنا في ذلك الجيل كاتب بهذا المستوى الذي وصل إليه وليد مدفعي, وقد نشرت لـه في بيروت روايته الكبيرة (غرباء في أوطاننا) قبل ثلاثين سنة, وقد استشهد بها طلال سلمان منذ أشهر في جريدة السفير حين قال مازلنا غرباء في أوطاننا, أرجو الله أن يعافيه.‏
* وليد إخلاصي: جدد في الرواية فعلاً نقلها من السرد إلى التجريب, وخصوصاً عندما مزج التراث بالمعاصرة, واستمد من التاريخ العربي الكثير ليطّعم بها أعماله, في مسرحياته كان بارعاً في تشكيل الشخصيات.‏
* جمانه طه: معجب بكتابها عن الأمثال (الجمان في الأمثال) وقصصها في (الأبواب) مذهلة, وهي كاتبة مختلفة عن ما هو حولها, وصاحبة قصص مفاجئة.‏
* يوسف إدريس: لم أحب كتابته, مع أن شخصيته كانت مختلفة عن الشخصية المصرية, في شخصيته إدعاء, وغرور, وقصصه فيها تأليف لا صدق فيه.‏
* فؤاد التكرلي: كاتب جيد, أحبه كثيراً في قصصه القصيرة.‏
ـ ما الكتاب الذي كنت تتمنى لو أنه كان لك؟‏
* عالميا:ً قرأت أعظم رواية, رواية (الساعة الخامسة والعشرون), وقد أثرت بي هذه الرواية تأثيراً فظيعاً, وكنت أتمنى لو أنها كانت لي.‏
* عربياً, أحببت يوسف الشاروني وتمنيت لو أنني كتبت قصصه الرائعة والعظيمة.‏
* وسورياً, أحببت عبد السلام العجيلي, وتمنيت لو كانت بعض قصصه لي.‏
ـ لو التفت إلى الوراء, هل تتمنى أن تستعيد حياتك كما كانت؟‏
*أتمنى ألا تعاد حياتي مرة ثانية.‏
ـ من هم أساتذتك الذين تعلمت منهم؟‏
* الكتاب الروس تولستوي, دوستويفسكي, غوغول... هؤلاء أساتذتي.‏
ـ هل أنت متفائل تجاه القصة والرواية عربياً؟‏
* متفائل بالرواية. متشائم في القصة.‏
متفائل بما كتبته المرأة من روايات.‏
ـ ما رأيك في الرواية في لبنان؟!‏
* أحب كتابة إلياس خوري ـ رشيد الضعيف. حسن داوود.‏
ـ وما هو دور المرأة في حياتك الأدبية؟!‏
* أنا مررت بمعرفة العديد من النساء.‏
وأحببت حتى الطفاف, وكنت مخلصاً في كل حب عشته, بدليل أن كل حبيباتي أصبحن صديقاتي فيما بعد, أي لم أنفصل عنهن.‏
ـ ومن شد انتباهك في القصة والرواية عربياً وعالمياً.‏
* خلال السنوات العشر الأخيرة:‏
لفت انتباهي: سهيل الشعار (سورية)‏
لنا عبد الرحمن (لبنان) أنيسة عبود, خليل صويلح.‏
ـ ماهو الكتاب الذي تحب أن يرافقك؟‏
* كتب كولن ولسون. ألبير كامو‏
جيمس جويس.‏
مجلة الموقف الأدبي

قديم 05-24-2012, 10:00 PM
المشاركة 672
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ياسين رفاعية
- لكن ما إن تصدمنا فاجعة حتّى يتحوّل كل شيء إلى نقيضه، وتصبح العاطفة غامضة ومبهمة، ويصبح الحزن جامحاً ملتهباً بالألم، يأخذ كل شيء في طريقه كالعاصفة التي تأخذ كل شيء في طريقها: البشر والحجر والرمال والغابات...
- إننا نتسلّق في الحزن درجات من الحدّة والعذاب، فتتغيّر الصورة، إنها تتحوّل جذرياً حتّى ليتغيّر نوعها، وتبدو الحياة في رمادها الأسود كما لو أنها كيانٌ آخر.
- وعندما يبلغ الحزن حدّه الأقصى نقترب من الجنون، أو في أبسط الأحوال من الهلوسة وضباب الرؤية. والحزن على عكس الفرح، هو إرغام جميع حواسنا وأحاسيسنا على الانحناء والقبول بما أراده الله لنا، لا نستطيع أن نناقش العدالة السماوية، وعقلنا أعجز من أن يحيط بستر الأقدار ومفارقات الحياة التي رسمها الله للبشر.
= يقول عنه رشاد ابو شاور : شخصيّاً لم أقرأ في السنوات الأخيرة رواية فيها كّل هذا الموت، والحب، ولوعة الفراق، كما في رواية (الحياة عندما تصبح وهماً). بطل الرواية يغسّل زوجته، يقلّب جسدها، يتأملها، يحوّل لحظة الفراق إلى حالة تأمّل محموم في سؤال الموت ولغزه.
- كان أول كتاب نشر له صدر في العام ( 1960 ) بعنوان «الحزن في كل مكان» عبَّر فيه عن قسوة الحياة التي عاشها منذ أن كان في الرابعة عشرة من عمره حين ترك الدراسة، والتحق بالعمل الشاق في ( فرن والده ).
- ياسين رفاعية الذي لم يكمل دراسته في المدرسة أكملها في مكانين اثنين شديدي الخصوصية والطقسية،
* الأول: فرن أبيه، حيث كان يستمع لقصص عمال الفرن، ينصت بشغف لقصص عشقهم، ويتألم لألمهم، ويحزن لحزنهم، كانت معايشته لهم إبداع من نوع خاص، عرف من خلاله أبرز مقومات القص، وهما: الحياة والناس.
* أما المكان الثاني: فهو المقبرة، فقد كان يتردد عليها باستمرار، ويلتقي فيها بالقاص زكريا تامر، والروائي الفلسطيني يوسف شرورو، يتحاورون في الأدب، ويستمعون لقصة كتبها أحدهم. كان ياسين رفاعية يفرغ ضجيج الفرن في المقبرة حيث الهدوء والإنصات والوحدة المطبقة. ومنها تعلّم فن الصفاء والإصغاء.
- عاش ياسين رفاعية زمن الحرب الأهلية اللبنانية بظروف صعبة، تعرض فيها للخطف.
- بالإضافة إلى الترحال الدائم، وشظف العيش الذي عانى منه، مرت بحياة رفاعية أربع فواجع متتالية وهي: وفاة والدته، ووفاة والده، ووفاة زوجته، ووفاة ابنته.
- الحرب اللبنانية أثرت الحرب اللبنانية التي استمرت سنوات طوالاً في تكوين ياسين رفاعية الأدبي فكانت مادة خصبة للكتابة، ويعتبررفاعية الكاتب الوحيد الذي كتب عن الحرب اللبنانية الأهلية أربع روايات، وكل رواية تناولها من زاوية مختلفة عن الأخرى، وإن كانت في الحقيقة تكمل بعضها بعضاً. من «رأس بيروت» إلى «الممر» و «امرأة غامضة» وصولاً إلى «دماء بالألوان».
- الحارة الشامية غادر ياسين رفاعية دمشق وحاراتها العتيقة، إلا أنها ظلت تسكن بداخله يستعيد في كتاباته عنها طفولته ووقع شبابه، فكتب «مصرع الماس» التي تناول فيها مرحلة من طفولته المبكرة، حيث اكتنزت ذاكرته بالأحداث المتشابكة في دمشق الأربعينيات، تحدث فيها عن ( قبضايات الشام ) أبو عبدو الطويل، وأبو علي الماس. هؤلاء الرجال بلباسهم العربي الشعبي الكامل، وأخلاق أولاد البلد الذين يؤمنون بالشرف، شرف الوطن الذي لا يكون إلا بتطهيره من الاستعمار، لكنهم كانوا بنظر السلطة الاستعمارية مجرمين وقطاع طرق، هؤلاء هم أبطال روايته. «فالماس» كان مجرماً بنظر السلطة، لأنه قتل يهودياً يتجسس على رجالات الثورة، وأبو عبدو الطويل قتل ابنته لأنها أقامت علاقة مع ضابط فرنسي، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.
- أما في روايته ( أسرار النرجس ) نراه يجوب عالم «المحرم المكرّس» في دمشق، مخترقاً فيها الثوابت المتحجرة، واصفاً أزقتها وبيوتها المتلاصقة، وما تخفيه من أسرار خلف جدرانها العالية، من علاقات اجتماعية بين أفراد الأسرة الممتدة، بأسلوب شفاف لا يخلو من القساوة، قساوة المدينة ومناعتها في دمشق الستينيات.
- الحبيب العاشق أحب ياسين رفاعية نساء كثيرات، إلا أن حبه الكبير هو الشاعرة أمل جراح زوجته التي فقدها باكراً، وبرحيلها يعترف أنه فقد الإحساس بالوجود، الإحساس بأي طعم للحياة، لأنه فقد الحبيبة، والزوجة، والأم. وهو يرى حياته بعدها وقد تحولت إلى فوضى وعزلة وخوف مستمر، ورعب من كل شيء.
- وفي روايته «الحياة عندما تصبح وهماً» يصور علاقته بزوجته راصداً لحظات الفرح والحزن والألم التي جمعتهما، مسترجعاً ذكرياته بدءاً من اللحظات الأولى لعشقه لها إلى أن ارتبط بها، ليروي تفاصيل فرحها، وعلاجها، وعطرها المفضل، وثيابها، وحتى اللقاء الجسدي بينهما. إنها ذكريات رجل عن امرأته التي غادرته بتفاصيل تفاصيلها، والتي لا يمكن نسيانها حتى بعد أن رحلت وتحولت حياته بعدها إلى جمود ورماد.
- الجسد وميض برق وفي روايته «وميض برق» يقدم بطل روايته في شيخوخته، وهو أرمل وحيد، لا أحد معه، حتى ابنه وابنته تزوجا وغادرا بعيداً، فيشعر وكأن شيخوخته ( عاهة ) لذا نراه يحتجب عن الناس، ولا يغادر شقته، يدور داخلها مسترجعاً ذكرياته بكل ما فيها، لديه وقت طويل ليتذكر، وهذا ما يستطيع فعله.
- يتمنى الموت ويراه قريباً وبعيداً في الوقت نفسه، وكأنه يمارس معه عمليات شد وجذب. إن الفرح نادر في هذه الرواية، كأنها منسوجة من الحزن وله. ورغم التنوع الإشكالي الذي نلمحه في أعماله الأدبية إلا أنه يعترف بأن مشروعه الروائي لم يكتمل بعد، فبذاكرته رواية لم تكتمل موجهة للمجتمع الإنساني الذي أصابه الجشع وتضارب المصالح والمال الذي يسود على كل شيء.
-العالم برأيه عالمان، عالم الأغنياء الذين يموتون من التخمة، وعالم الفقراء الذين يموتون من الجوع.
- البعض يعتبر ان قصصه مغرقة في تراجيديا الموت.


واضح انه عاش حياة بؤش وشقاء والم وعذاب.

مأزوم

قديم 05-24-2012, 10:21 PM
المشاركة 673
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
88- عين الشمس خليفة حسين مصطفي ليبيا

للاسف لم اعثر على قراءات لهذه الرواية الفائزة ضمن قائمة المائة اروع رواية عربية :

==
تطور الرواية في الخليج والإمارات بالقياس إلى مسار الرواية العربية

بين تأصيل السرد.. و«تمدين» النقد

تاريخ النشر: الخميس 28 مايو 2009

محمود إسماعيل بدر
نموذج الأديب العربي المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ على أهميته، وقيمته الفكرية والتقنية العالية التي يتمتع بها، ربما لم يعد مع التطور الهائل الذي شهدته الرواية المعاصرة في العالم، المقياس الحقيقي للرواية العربية المعاصرة، هذا من وجهة نظر بعض نقاد الحداثة وإشاراتهم إلى تلك النماذج التي ظهرت في السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي، والتي طال بعضها آفاق التجريب والنهايات المفتوحة، كما في ميلودراما المسرح، حيث اعتدنا على رؤية أكثر من نهاية، فيما اقترب بعضها من منظومة «الحداثة» وامتدادا إلى ما عرف في أوروبا مؤخرا بـ «القصة التلغرافية» القائمة على تكثيف الحدث واختزال الحوار والصورة المشهدية إلى الحد الذي وصلت فيه بعض الروايات إلى بضعة أسطر فقط. وقد وصلت بعض النماذج إلى حالة تشبه «المتاهة» والتي تكاد تكون مشاعا في عديد من روايات الحقبة الأخيرة من القرن الماضي.
في هذا السياق نقتطف «لم تعد الرواية العربية الحداثية في حاجة لتبرير. قسماتها الرئيسية بدأت تتضح وكتاباتها تترسخ بما يوحي بان الرواية التقليدية ـ كلاسيكية أو نيوكلاسيكية ـ قد وصلت بالفعل إلى نهاية طريقها».. هذا هو رأي الناقد المصري إدوار الخراط، وهو يشي بدون مواربة إلى اضمحلال الرواية التقليدية التي تعود عليها القارئ منذ سنوات طويلة ليحل محلها الرواية الحديثة التي هي بطبيعتها صعبة الفهم، وربما اندرجت تحت مفهوم ثقافة للنخبة أو المتخصصين نظرا لاحتوائها على تقنيات وأساليب لم يألفها بعد القارئ العربي.
من ذلك، نقف على حقيقية واضحة أن هناك فجوة ما بين النقد والإبداع الروائي.. وفي تقديري أن ذلك عائد إلى التبعية السلبية في النقد إلى النموذج الغربي بصفة عامة، وفي مجال النقد بصفة خاصة من جانب بعض النقاد العرب، وبصورة أوضح في الساحة الثقافية الخليجية.. بمعنى آخر أن نقدنا الحديث والمعاصر قد تعودا أن يتابعا باستمرار (الموضات) النقدية التي ينتجها الغرب، دون أن ينتبه الناقد إلى أن هذه المناهج النقدية هي نتاج لحركة أدبية ثقافية فلسفية ظهرت في مراحل معينة في تاريخ المجتمع الغربي ولا يمكن لنا تطبيقها على ظروف زمان ومكان المجتمع العربي.. أما خطوة هذه التبعية فإنها تؤدي إلى خلط (المفاهيم) أي نقل الأشياء والمصطلحات على ما هي عليه دون تفسيرها، وبالتالي يحدث تضارب في المفاهيم ولغة التعبير.. كما تؤدي هذه التبعية إلى أننا لا ننتج مدارس نقدية واضحة المعالم، متميزة، وهذا معناه أن المسألة باتت متروكة لذوق الناقد واختياراته الفردية دون الاهتمام بالقيمة وترسيخ مفاهيم أساسية في الأسلوبية والمنهج النقدي.
من هنا وهناك
في أدب المقاومة الفلسطينية نحن إزاء رواية فلسطينية تدعو إلى لغة القوة والتحدي والحياة بدلا من سياسة المهادنة التي ثبت فشلها مع عدو لا يعرف غير لغة الموت.. وفي مسار الأدب الروائي في لبنان، نتابع إشكالية جدلية رئيسية ما زالت تطرح مضامينها علينا معلنة موقفها من (الغرب) في رفضها لأن تكون صورة ونموذجا غربيا تابعا، لا سيما من خلال روايات السنوات الأخيرة وتركيزها على الحرية والتحرير والوحدة الوطنية. يجب أن نعترف أن رياح التغيير العاتية قد هبت علينا من أركان وزوايا الرواية العراقية والخليجية رغم مرور سنوات عجاف على (عاصفة الصحراء) من حيث تغيير في البنية والمفردات والخطاب والرؤيا الخاصة للمكان.. ونحن أيضا في معاقل رواية مصرية ومغربية حيث ما زالت قضايا الواقع الشائك تزرع نباتات شيطانية تائهة في دوائر الفساد الإداري والاجتماعي والسياسي.. وانزياح مراكز القوى عن ثقافة الجماهير وتطلعاتها.. وبكل هذا وذاك ما زال الروائيون العرب في مفترق طرق ما بين هيمنة غربية في اللغة والتقنية وبنية الحدث ورسم الشخصيات، وما بين الموروث وجذور الفن العربي الأصيل وذاكرته الشعبية.. وما زالت قضية معادلة الأصالة والمعاصرة تؤرق وجدان الجميع وعلى اختلاف مدارسهم وتوجهاتهم الأسلوبية؟ المتغيرات تتسارع من حولنا.. في المفردة وعناصر البناء وتصوير الشخصيات وخلق الصورة الفنية في إطار السرد الوصفي.. أما نحن ووعينا بهذا الواقع فما زال يراوح مكانه، ومن هنا كانت قضايا الواقع عبر الرواية العربية أهم ما يجب أن يشغلنا.. ومن الضروري أن نكون منصفين حينما نقول إن الرواية في بعض الدول العربية قد سعت لتجاوز الواقع بالسؤال عن واقعها وهويتها لا سيما الرواية الخليجية رغم حداثتها ونشأتها وسط متغيرات إنسانية واقتصادية متسارعة، إلا أنها ما زالت تقبض على جمر الموروث الشعبي، وبيئة الإنسان القديم وصراعاته من أجل حياة كريمة، واستلهام معظم مضامينها من بيئتها المحلية الغنية بالمفردات الإنسانية وعلاقة الإنسان بالبحر والصحراء وجذور الماضي.
عالم أخطبوطي

أحدث كتاب صدر على المستوى العربي في القاهرة وناقش هذه القضايا الشائكة هو كتاب مهم حمل عنوان «قضايا الرواية العربية» للناقد الدكتور مصطفى عبد الغني كشف من خلاله أن روايتنا العربية المعاصرة، بل وثقافتنا وهويتنا، تتعرض جميعها لهجمة عالم أخطبوطي يحاول تحييد دورها الإنساني، كما يعمل على انحيازها بعيدا عن واجب التوجيه والتنوير وتوجيه الجماهير نحو دورها الفاعل في الحياة واتخاذ القرار ومواجهة التحديات الصعبة والغزو الفكري الخارجي وسلبيات العولمة على كينونتها ووجودها. جاءت الرواية الخليجية بعد الشعر، حيث وجد الشعراء في الخليج ومنذ مئات السنين كل الدعم والاهتمام والرعاية، فإن الرواية على العكس من ذلك، وقد عزا البعض ذلك إلى بيئة وتقاليد المجتمع في هذه المنطقة، حيث تراكمات معرفية وأخرى تقليدية متبعة بعادات قديمة تتعلق بالتراث والعادات والتقاليد التي اعتبرت من الثوابت الراسخة ولا يمكن أن تمتد إليها يد التغيير، حتى أن القصة القصيرة التي تسللت إلى الساحة قبل الرواية الطويلة، نحت باتجاه احترام المفاهيم العريقة التي تقترب بشكل أو بآخر من تقاليد المكان. نستطيع أن نكتشف هذا الفرق الكبير بين الشعر والقصة حينما نقلب بعض نماذج قصاصين أمثال: فهد الدويري وجاسم وعبد العزيز محمود وفرحان راشد فرحان (الكويت) وأحمد كمال وعلي سيار ومحمود يوسف (البحرين)، وعلي أبو الريش، وراشد عبد الله ومحمد المر الذي صاغ جملة من القصص بأسلوب معبر ومنها: «ليلة ممطرة» و»الرجال المحترمون» و»يحدث أحيانا» و»أربع طاولات» وغيرها من القصص التي صورت شخصياتها وأحداثها في إمارة دبي، كذلك قصص مريم جمعة فرج في مجموعة «فيروز» وركزت فيها على البيئة النفسية للشخصيات، ومحمد حسن الحربي وعلي عبد العزيز الشرهان (الإمارات) ونتعرف أكثر على القضية المطروحة إذا قرأنا بعضا من أشعار: خالد الفرج وصقر الشبيب وأحمد العشوائي وفهد العسكر (الكويت) وعبد الرحمن المعاودة وإبراهيم العريض (البحرين) والدكتور مانع سعيد العتيبة (الإمارات) الذي جمع بين كتابة الشعر والقصة وآخر قصة كتبها بعنوان «كريمة» وفي مجال الشعر أصدر أكثر من 38 ديوانا من بينها «ليل طويل على شواطئ غنتوت»، «خواطر وذكريات»، «أغنيات من بلادي»، «ريم البوادي»، «وردة البستان»، «فتاة الحي»، «بشاير ضياع اليقين»، «مجد الخضوع».. وغير هؤلاء كثيرون. لا أحد يستطيع أن ينكر أن التحول الاقتصادي الذي أصاب منطقة الخليج بعد اكتشاف الذهب الأسود قد أثار الكثير من أوجه التغيير في مناحي عدة ومنها الفكرية والأدبية وما يتعلق بهما من تقنية وتغير متسارع على حياة المجتمع والمتلقي معا. إن سبل الاتصال والتنقل والتعرف على ثقافات وإبداعات الشعوب قد اسهم لا شك في نمو طبقة مثقفة سعت إلى تغيير الوجه الفكري لدول الخليج العربية. وقد تتبعنا وشاهدنا ظهور الكثير من التيارات الفكرية، واتحادات الكتاب وجمعيات الإبداع الفكري للفتيات على نحو ما هو موجود في إمارة الشارقة في دولة الإمارات، تزامن كل ذلك مع تنامي تطور الرواية حتى مع ظهور أول روايات ناضجة في بعض بلدان الخليج مثل رواية «شاهنده» لراشد عبد الله ورواية «الجذوة» لمحمد عبد الملك في البحرين، ورواية «البقعة الداكنة» لإسماعيل فهد إسماعيل في الكويت وظهرت العام 1970، مما يشير أيضا إلى أن زمن الرواية جاء متأخرا عن زمن القصة القصيرة والذي جاء بدوره متأخرا عن فن الشعر. وبحسب الدكتور ثابت ملكاوي في كتابه «الرواية والقصة القصيرة في الإمارات» فان رواية «شاهنده» هي أول رواية مطبوعة في دولة الإمارات وصدرت العام 1976م، وتحتفظ بحقها التاريخي كأول رواية فنية، ولكن فنيا فان رواية «دائما يحدث في الليل» لمحمد غابش يمكن تسجيلها كأول رواية فنية في دولة الإمارات من حيث الصياغة والتقنية واللغة والبناء وبناء الصورة الفنية.
نقد الرواية الخليجية
يرى بعض النقاد العرب ومن بينهم الدكتور مصطفى عبد الغني أن ما كتب من نقد أدبي تطبيقي حول الرواية على مستوى المنطقة الخليجية لم يكن متوازنا وقد شابه بعض النقص، وقد تعددت أسباب قصور النقد في هذا الجانب إذ عزا بعضهم المسألة برمتها إلى مزاجية النقاد واختيار نماذج محددة لنقدها وتقييمها، وإلى فقر أدوات ومفردات بعض النقاد، مع غياب واضح «للنقد التطبيقي الموضوعي» إلا في حالات نادرة، إلى جانب ندرة التحليل الموضوعي في الجانب النقدي واعتماد غالبية الدارسين على التنظيرات والدراسات التطبيقية المنشورة في بلاد عربية وبوجه خاص في مصر والعراق، وأيضا فإن النهج النقدي لم يستطع الخلاص من الكليشهات المستوردة والجاهزة في جعبة نقاد الغرب، والتي اعتبر البعض أنها دخيلة على النهج النقدي العربي. وربما يختلف الوضع في ساحة الإمارات قليلا، فقد قام اتحاد وأدباء الإمارات بدور مهم في تنشيط عملية القراءة النقدية للأعمال القصصية المحلية، خصوصا بعد ان نظم أول ملتقى للكتابات الروائية والقصية العام 1985م، وشارك بها عدد من المهتمين بالنقد الأدبي، وقرأنا في الحقيقة نماذج نقدية مرتفعة المستوى، كون بعضها حاور النصوص القصية من الداخل ضمن مقاربات نقدية ارتكزت على الموضوعية الجانب التطبيقي في بعض الحالات. ومن أهم النماذج النقدية دراسة الناقد رأفت السويركي عن البطل المنكسر في قصص عبد الحميد أحمد. ومن المهم أن نذكر أن الملتقيات النقدية التي نظمها اتحاد الكتاب قد أسهمت ولو بدرجة محدودة من ترسيخ (قواعد أخلاقية) في التعامل النقدي وهي القواعد التي كادت أن تتسرب وتغيب عن الساحة الثقافية منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي.. وينبغي التأكيد هنا أن جملة الدراسات والبحوث والقراءات والشهادات النقدية التي تناولت الأعمال القصصية الإماراتية قد أسهمت فعليا في إثراء الجانب النقدي التي واكبت الإنتاج الإبداعي، بل كانت هي اللبنة الأولى في نشوء حركة نقدية موازية ويعتد بها على مستوى إقليمي على الأقل. وربما كان من المهم في هذا السياق الإشارة إلى الدراسة النقدية الهامة للناقد البحريني جعفر حسن حول الأعمال الروائية للدكتور عبد الحميد المحادين بعنوان «جدلية المكان والزمان والإنسان في الرواية الخليجية»، وهي دراسة موثقة ونوعية خرجت قليلا عن السياق النقدي المعروف حيث نقتطف منها: «ولقد واجهت الدراسة في تحديد مجالها إشكالية، هي تحديد مدلول «رواية خليجية»، وذلك للتغاير في بعض المعطيات وللنظرة الأولى يبدو مفهوم الرواية الخليجية: كل رواية كتبها خليجي، وتنطلق من فضاء خليجي، بغض النظر عن مكانة إقامة الروائي الدائمة، ولعل الإجراء الأكاديمي يبرر ذلك التحقيق ويقبله على أساس انه عملية إجرائية بحتة لتحديد مجال الدراسة، ولكن الشغل النقدي لا يتجلى إلا في تلك الظاهر المرصودة في الأعمال محل الدراسة، وربما نجد ذلك في يبرز من الأمكنة داخل الروايات العربية الخليجية، كما تظهر في أفق الصحراء والمدينة والبحر، الأمكنة القديمة والحديثة، الواقعية والمتخيلة عند عبد الحميد المحادين». إن ما تقدم هو مجرد إشارة سريعة أو محاولة لتبيان أهمية البناء النظري في الكتابة لإنتاج نقدي علمي موضوعي في الكتابة النقدية التي تذهب إلى أبعد من مجرد اقتباس مناهج محددة إلى المساهمة في تعزيز المفاهيم وتطويرها من خلال عملية النقد الأدبي، على نحو ما فعل الدكتور الناقد علوي الهاشمي (البحرين) في تطويره لمصطلح (التعالق النصي) بعد تجريب التعالق كمفهوم متحقق في النقد أمام ما تطرحه النصوص من تحديات لهذا المفهوم.

قديم 05-24-2012, 10:26 PM
المشاركة 674
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

د. أحمد إبراهيم الفقيه

سيمضى وقت طويل ، ان كان في العمر بقية ، لتقع عيناي على كاتب له شفافية واخلاص وأمانة ونزاهة وصدق كاتب مثل خليفة حسين مصطفي ، ولا أبالغ إذا قلت انه مثال نادر الوجود في عصر التكالب على ماديات الحياة وضغوط الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها أدباء الوطن العربي ، حيث لا إمكانية لان يعيش الكاتب مما يدره عليه إنتاجه الأدبي ، حتى لو كان هذا الكاتب هو العربي الأول الحائز على جائزة نوبل مثل الراحل نجيب محفوظ ، الذي أمضى في الوظيفة عمره كاملا حتى حان موعد إحالته على المعاش ، فما بالك من شاء حظه ان يولد ويتربي في أرياف الوطن العربي الأدبية ، حيث لا اعتراف من المجتمع حتى بوجود مهنة الكاتب أصلا ، ولكن خليفة حسين مصطفى اختار الطريق الوعر الذي لا يقدر على المشي فيه إلا رجال أشبه بالقديسين وأولياء الله الصالحين ،
اختار ان يعيش ناسكا في محراب الأدب ، يصرف جهده له ، معطيا ظهره لكل ما تضج به الحياة العصرية من الضغوط والالتزامات والمطالب، يعيش على الكفاف ، زاهدا متقشفا فقيرا، لا يداهن ولا يصانع ولا يبتذل نفسه ولا يرضى أن يَخْدِش شرف مهنة القلم التي اختارها واختارته ليكون مُتعبّدا في معبدها ، وراهبا من رهبانها ، وسادنا من سدنتها لا يغمض له جفن وهو يحرس موقع القداسة لديه كي لا تتسلل إليه قيمة هجينة ، يغزل من خيوط أنوار الصباح المتسلل عبر النوافذ والشرفات أثواب كائناته الشفافة ، ويزرع في أُصص الورد والزهور أجمل زهرات الإبداع لتكون هذه الحلل البهية وهذه الكائنات الشفافة وهذه الزهور العابقة بأزكى عبير ، هي العطاء السمح الكريم الجميل الذي يقدمه لأبناء وطنه وأبناء ثقافته من قُرّاء اللغة العربية .
لقد جاء للحركة الأدبية العربية في ليبيا ليجد العطاء شحيحا والرصيد قليلا ، بل هناك أركان في حديقة الأدب أهملها من جاء قبله ، فلم يكن قبل ما أبدعه خليفة حسين مصطفى عطاء يذكر في مجال الرواية ، فكان هو الرائد الذي جاء إلى هذه الأرض العذراء، فعزق بريشة الإبداع أرضها وسمّد بحبر دواته تربتها , وروى بعرق جبينه الخلاّق الشتلات التي غرسها بيدي موهبته والتزامه وصبره وقوة عزيمته لتصبح أشجارا سامقة تعانق الأفق وهي مجموعة الرويات التي كانت أعمالا رائدة وضعت بلاده على خريطة هذا اللون الإبداعي ، ليجد من يأتي بعده ، الأرض قد تمهدت وارتوت وتسمّدت فيغرس ويجني ثمار الجهد والعرق الذي بذله المرحوم خليفة حسين مصطفي .
رحيل خليفة حسين مصطفى بالنسبة لي رحيل لا مجال لتعويضه ، فهو واحد من رفاق العمر، تعرفت عليه منذ مطلع حياته الأدبية عندما جاء إلى مجلة الرواد في الستينيات لينشر أولى قصصه القصيرة ، وفي مطلع السبعينيات ترك مهنة التدريس وانتقل لنعمل معا في صحيفة الأسبوع الثقافي التي أنشأتها وعملت رئيس تحرير لها مع فريق من الأدباء على رأسهم خليفة حسين الذي تفرّغ تفرغا كاملا للعمل في هذه الصحيفة الثقافية ، يحمل قلمه النزيه ، وأسلوبه الجميل ، ونفسه العامرة بالصدق والمحبة ، ليواكب إبداع المبدعين بالنقد والتعليق ، ويتابع المشهد الثقافي الليبي والعربي بمثابرة واجتهاد وإخلاص في سبيل أداء هذه الأمانة ، دون أن يتخلّى بطبيعة الحال عن مجاله الإبداعي ، حيث بدأ ، كما بدأنا جميعا بكتابة القصة القصيرة ، وكان خليفة حسين مصطفى فارسا من فرسان هذا اللون الأدبي ، يكاد يضاهي أعظم مبدعيه في العالم ، ولعلني لم انتبه لقوة وروعة وإبداع هذا الكاتب المتميز ، وأخذته في البداية على محمل انه كاتب جديد واعد ، إلا بعد ان قرأت قصة مذهلة له ، جعلها فيما بعد عنوان مجموعة قصصية هي توقيعات على اللحم ، الحقيقة أذهلتني هذه القصة ، التي كانت نسيج وحده فيما قرأته من قصص ، الأسلوب المتدفق العامر بالشعر وروح الخيال والفانتازيا ، المثقل بالرموز والإيحاءات والعوالم السحرية ، التي تتعامل مع واقع فج ، ركيك ، وربما مبتذل لا سحر فيه ولكن قوة الإبداع رفعت ذلك الواقع البائس التعيس إلى مستوى الأسطورة وحلقت به في عوالم سحرية ، وجسدته حلما وأسطورة وواقعا ومأساة ومهزلة في ذات الوقت ، لا أدري كيف ولكن خليفة حسين بأسلوب مذهل ، جديد ، طازج فعلها ، ومع عجائيبية عوالم القصة وغرائبيتها ولحم المومس التي تتوسط عالمها، والرجل يأتي للتوقيع على لحمها تجد نفسك مرغما تتوحد وتتماهي مع ذلك العبود من الطين البائس الذي يتجول فوق صفحات القصة ، ترى فيه نفسك، بل لا تري فيه نفسك فقط ، ولكن ترى فيه ذلك الجزء العميق ، الساكن في الأغوار البعيدة ملتحفا بالظلام مختبئا تحت طحالب البحيرات والمستنقعات الموجودة في عوالم العقل الباطن ، قصة مذهلة لا يكتبها إلا قلم نابغة من نوابغ الكتابة القصصية ، وكانت تلك ربما أول قصة أسعى لترجمتها لأني كرهت ألا يقرأها العالم كله وكان لابد فيما بعد أن أسعى لترجمة قصص أخرى لأكمل بها مجموعة نشرتها ملحقا لمجلة أدبية ثم كتابا ، وكل ذلك كان بدافع حبي لتك الجوهرة القصصية التي أظهرت لي منذ تلك السنوات المبكرة في مطلع السبعينيات أنّ خليفة حسين مصطفى موهبة خارج إطار المواهب والكتاب الذين تحفل بهم الحياة الأدبية في كل أركان العالم ، وهم الذين يصنعون الضجيج ، ويشغلون المطابع ويُزاحمون بإنتاجهم الأسواق ويملأون بكتبهم أرفف المكتبات ، أما هذا القليل النادر من النابغين والعباقرة ، فهم من يبقى بعد أن يتراجع هذا الضجيج وينتهي هذا الزحام ونظرة إلى تاريخ الأدب في العالم تستطيع أن تؤكد لنا هذه الحقيقة، ولنترك الأدب العربي جانبا ، ولنضرب مثلا بأدب مثل الأدب الايطالي ، فكم كاتب تستوعبه ذاكرة القارئ الأجنبي من أمثالنا ، من جاليليو إلى مورافيا ، حتى بالنسبة لمتابع لمثل هذا الأدب من أمثال الأستاذ التليسي ، لا اعتقد انه سيذكر أكثر من عشرة أسماء على مدى عشرين قرنا سيكون من بينهم مثلا دانتي وبيرانديللو و اونغاريتي ، وإذا أدخلنا مورافيا وداريو فو وأمبرتو ايكو فبسبب المعاصرة ، وهذا ما يمكن ان نقوله عن أسماء نعرفها في الأدب الروسي أو الانجليزي أو الفرنسي أو الاسباني ، أذن فالنبوغ في الأدب شيء آخر غير التواجد في المشهد الثقافي كاتبا تنتج القصص أو الأشعار أو المسرحيات أو كتب النقد ، اعتقد جازما أن خليفة حسين واحد من هؤلاء النوابغ ، وعملا بما يقوله الشاعر الذي بقى مسافرا في الزمن العربي بعد أن سقط كثيرون آخرون وهو أبو الطيب المتنبي في بيت من أبياته عن النهايات التي تصل إليها الأشياء وهو وللسيوف كما للناس آجال
فقد انتهت المدة التي كتبها الله لصحيفتنا الثقافية الأسبوع الثقافي ، وذهبنا نبحث عن فضاءات أخرى تستوعب مواهبنا وأفكارنا ونهرب إليها بأعمارنا ، فكان موسم الرحيل إلى واحدة من عواصم الشمال ، التي ذهبت اليها موفدا من الإعلام مستشارا إعلاميا ، وكانت سعادتي كبيرة عندما وجدت الصديق خليفة حسين بجرأة وشجاعة يلحق بي إلى ذلك الوطن ، لأنه رأي وهو يتحرر من التزامات العمل في الأسبوع الثقافي ، فرصة لاستكمال جانب في ثقافته هو معرفته باللغة الانجليزية ، التي لم يكن يعرف غير مبادئها ، وهي مبادئ لا تسعفه بالقراءة والحوارات الأدبية فجاء بأمل ان يتعلم هذه اللغة باحثا عن عمل لتمويل إقامته في العاصمة البريطانية ، وحيث انه كان صاحب خبرة في التعليم ، فلم يمض طويل وقت حتى وجد عملا في مدرسة أنشأها الليبيون وأسموها مدرسة عمر المختار ، تحت إشراف السفارة ، وتجاورنا في الإقامة في حي واحد ، والعمل في مكانين كلاهما في ظل السفارة في ذلك الوقت ، ولست بحاجة لان أقول ان وجود زميل مثله معي ، في تلك المدينة الباردة ، كان نسمة دفء تجعل البقاء هناك اقل ضجرا وأكثر بهاء ، وكان عوني وأنا أقيم جمعية خيرية للأدب كان هو واحدا من الأمناء فيها ومجلة لتقديم مختارات أدبية كان هو من يدعمني بالمشورة والنصيحة ، وكان أكثر من هذا وذاك قلبا عطوفا حنينا رحيما ، وشخصا له خفة الأطياف ، مهما صعبت ظروفه أو تراكمت العراقيل أمامه ، لا تسمع منه نامة تشي بذلك ولا تبدر منه حركة ولا تصدر اهة يمكن ان تسبب لك كدرا ، أو يرى فيها عبئا عليك ، واعتقد انه أثناء إقامته في لندن الذي ربما طالت لما يقرب من أربعة أعوام ، إن صدقت الذاكرة ، رأى ان الرواية هي مستقبل الأدب، ورغم اننا كنا نقدم أنفسنا باعتبارنا كتاب قصة قصيرة ، فلم نجد أو نسمع بين من رأيناهم من مبدعين ، بريطانيين أو غير بريطانيين ، من يسمي نفسه كاتب قصة قصيرة ، السائد لديهم والمتعارف عليه هو الروائي فلان ، هذا هو اللقب الذي يسبق كتاب الإبداع الأدبي حتى لو كان عطاؤهم الأكثر في القصة القصيرة فالاعتداد كان بالرواية ، واعتقد ان هذا هو ما جعله ومنذ الأشهر الأولى لرجوعه إلى ليبيا يعكف على كتابة الرواية بادئا بالمطر وخيول الطين ،ثم عين الشمس و جرح الوردة ، وتوالى بعد ذلك إنتاجه الذي رآه بعض النقاد متأثرا تأثرا كبيرا بالشكل الذي قضى دهرا يكتبه وهو القصة القصيرة ، ولكنه سرعان ما تخلص من آثار تلك المرحلة في كتاباته الروائية ، وانطلق في رحاب الرواية ذات النفس الملحمي فكتب رواياته ذات الإحجام الكبيرة والعوالم الزاخرة بالأحداث والشخصيات مثل الجريمة و ليالي نجمة وروايته الأخيرة الأرامل والولى الأخير ودون ان يتخلى عن كتابة نوعين من الأدب الإبداعي أولهما القصة القصيرة التي واصل فتوحاته فيها وتقديم انجازاته المتميزة من خلالها ، ثم مسرحياته التي وصل بعضها إلى تقديمه على خشبة المسرح المسرحيات التي تحمل طابع المفارقة والمعالجة الدرامية الساخرة ، ليصنع رصيدا في هذه المجالات ويحقق إضافات متميزة لا يضاهيه فيها أحد آخر ، ويصبح رمزا من رموز النهضة الأدبية الحديثة في بلادنا وصوتا من أصواتها القوية ، ولا أرى موته الذي جاء بعد معاناة مع المرض الخبيث ، إلا ولادة جديدة لهذا المبدع الكبير الذي يصدق فيه قول الصوفي الزروق الذي أورده الدكتور على خشيم في كتابه الزروق والزروقية اوما معناه، نحن قوم لا يفوح مسكنا إلا بعد ان تذوب في التراب عظامنا. نعم هو ميلاد جديد لكاتب اكتمل مشروعه ، وانتهت صلته بأرض المعارك والأحقاد والتنافس المريض أحيانا ، وصار الآن اسما مرسوما في سجل الخلود الذي يضم أسلافه الأدباء الذين التحق بهم في الدار الآخرة ، سيبقى أدبه يسجل شيئا من تاريخ هذه الأرض وأهلها مانحا صوتا لنضالاتهم ومكابداتهم ، مسلطا الضوء على واقع تاريخي صارت تغمره الآن مياه الزمان ، لكنه أنقذ في أعماله القصصية والمسرحية والرواية هذه العوالم من الغرق وأبقاها محفوظة لأجيال ستأتي في قادم العصور وتقرا عبر سطوره هـذا الواقـع وتتعــرف على هـذا التــاريخ .
الآن ونحن نقول وداعا لصديقنا وعزيزنا وزميلنا المبدع الكبير خليفة حسين مصطفى ، لابد ، ان ننتبه أيضا إلى درس تركه لنا ، وحياة تصلح ان تكون نبراسا للجيل الصاعد ، في غياب المثل والقدوة ، وسط واقع سادت فيه القيم الهجينة ، وصارت فيه الفهلوة والشطارة والأكاذيب هي سيدة الوقف ، انه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ، وان الإنسان الذي يغادر هذه الدنيا لا يستطيع أن يأخذ معه إلى هناك شيئا من الأموال التي اكتنزها أو الوظائف التي استولى عليها أو الجاه الكاذب الذي حققه بالتزوير والتزييف ، لن يأخذ إلا ما منحه للحياة من خير وما قدمه للناس من عطاء وإبداع سيكافئه عليه خالق الكون جل جلاله مصداقا لقوله تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} . نعم يترك خليفة حسين مصطفي بجوار أعماله الأدبية المثل والقدوة وقيم الحق والخير والنزاهة والأمانة ، والتعفف عن الصغائر، ورفض التكالب على مطابع الحياة ومكاسبها الزائلة ، ليهب حياته للإبداع ، فللإبداع عاش وفيه أفنى عمره وحقق من خلاله فتوحات أدبية لم يسبقها إليه احد في التاريخ الأدبي لهذا القطر العربي . وإذا كان لابد أن نقول شيئا في ختام هذه الكلمة الحزينة فهي ان هذا الكاتب الذي عاش يكتب في صمت ودأب لابد أن يلحقه شيء من الإنصاف بإعادة نشر أعماله ، والعناية بأسرته الصغيرة التي بقيت دون عائل ، وتكريمه بتسمية أحد الشوارع باسمه وإقامة مؤتمر يسلط الأضواء على مشروعه الأدبي بعد أن وصل هذا المشروع إلى تمام نضجه واكتمل بوفاة صاحبه.

قديم 05-24-2012, 10:33 PM
المشاركة 675
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من مقال بعنوانتيار الرذيلة في القصة الليبية القصيرة 1957 ـ 1987

أما موضوع الممارسات الاجتماعية الخاطئة عند خليفة حسين مصطفي فيأخذ أشكالا مختلفة، فمجموعة (صخب الموتى) تحتوي على أكثر من قصة عن الرذيلة، بالإضافة إلى ما في ثنايا موضوعات القصص الأخرى ؛ فقصة ( حيث تسقط الظلال )، عن رجل ورع تقي يعيش عيشة هادئة، متزوج وعنده ثلاثة أولاد. يذهب إلى المسجد، طويل ووسيم.. بعد هذا التدين والانسجام مع حياته وقع في محظور الحرام، أغرته امرأة غانية وهو سائر في طريقه، كان يشتهي جسمها الطري بالحلال، ولكن أنَى له ذلك !؟.. تبعها حيث أشارت إلى منزلها، وقف أمام الباب، وما أن دخل البيت حتى " تجرَد من كل ما يعوق حركة أعضائه، قفز إلى السرير، ضحك من نفسه، أزعجه أن يكون هكذا طفلا عابثا.. وكانت عملية الاقتحام صعبة، ولم يكن يتصور أنها صعبة إلى هذا الحد، فالسهل لم يكن منبسطا كما تصور، لن ييأس، فإنه ثمة فرصة للمراوغة، ومع هذا فكل حركة من حركاته تؤكد أنه خسر سلاحه في مواجهة جدار من الصلب.. رفعت المرأة رأسها، أدركها الملل، نظرت اليه بازدراء. شك مرعب في حقيقة وجوده كرجل يثق في نفسه. هبط إلى الأرض، ارتدي ملابسه كيفما اتفق وخرج. مشى فوق الرصيف ملتصقا بالجدران، يشم رائحة كريهة تحيط به، ويشعر برغبة في النباح "(11). فدرجة النذالة التي أحسّ بها أشعرته أنه استحال إلى كلب. أسفه العميق علي دينه ومكانته يضارع فشله الذريع في إثبات رجولته التي انهارت، وكأن عصا الانتقام الرباني تلاحقه وتقتص عـلي الفور منه.. وهكذا كان خليفة حسين مصطفي في قـصة ( ظل الظل ) في مجموعة ( صخب الموتى) 1975، وقصة (القضية) 1985 وغيرها.
وليس النغمة التي يعزف عليها خليفة حسين مصطفى هي الحب بأكثر من وجه كما استنتج سليمان كشلاف (12) وإنما يعزف علي الحب الحرام والسخرية بمثالب المجتمع.. ومن ذلك احتيالات الفقيه في المال والجنس، أشهرها في مجموعة (حكايات شارع كالغربي) 1979 إذ تتضح فيها الرذيلة بصورة جلية من خلال قصة ( عصفوران وحجر ) بغرقها الكامل في تيار الرذيلة، إذ تحكي قصة امرأة تزوجت ابنتها من رجلٍ مسن ذي مال، لكن ماله أخذ يقل مما الجأ الأم إلى محاولة طلاقها منه علي أمل أن تزوجها شابا غنيّا ظهر فجأةً، إلا أن الرجل العجوز متمسك بزوجته ولا يريد طلاقها.. وتذهب الأم إلى الفقيه ليفك العقدة " وضع الشيخ يده علي فخذها... نهض متوثبا للعمل، أطفأ ذبالة المصباح وألقي بقبضة من البخور في النار... التقط الفقيه الطبل وهزه عدة مرات.. دنا من المرأة، هبت أنفاسه السريعة في وجهها كرياح ساخنة.. ركضت أصابعه تتحسس صدرها وتنفض عن جسدها صدأ أعوام طويلة.. لا أمل في المقاومة، وها هي نار ناعمة تلهب عروقها، نار بالغة القسوة ولذيذة، تساقط مطر بطيء وخفت حدة الحرارة.. غالبت وهن عظامها ونهضت تلملم ثيابها المبعثرة، خرجت يلاحقها صدى آخر كلمات الفقيه :
ـ ضربت عصفورين بحجر واحد، فماذا تريدين أكثر من ذلك !؟ أكثر من ذلك.. ذلك ؟!(13)

قديم 05-24-2012, 10:39 PM
المشاركة 676
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ننقل هنا لقاء هو من اخر المقابلات الصحفية التي اجريت مع الاديب الراحل تنقل بعض افكاره وارائه في الحياة الثقافية أجرت مجلة شؤون ثقافية التي تصدر عن أمانة الثقافة والإعلام حواراً مطولاً مع الروائي خليفة حسين مصطفى ، أصيل مدينة طرابلس – الشارع الغربي – لأهميته ننقله حسب النص المنشور بهذه المجلة في عددها الرابع للعام الأول من إصدارها . أم السرايه

المناخ الثقافي والأصوات الروائية القادمة
يضج الحراك الثقافي في بلادنا ويثرى بالعديد من الأصوات المميزة ، وهو حراك يحتوى تبايناً واضحاً ، يبدو جلياً بين مراحل عمرية مختلفة ، أوجبت تبايناً صوتياً فرض حضوره بين آن وآخر .
وإذا كنا نصيخ السمع إلى هذه الأصوات ، علّنا نكتشف من بينها من يتفرد برؤى وقدرات تتخذ سياقاً غير متقاطع مع غيرها .
فالحالة تومئ إلى أهمية أن نجس هذه الأصوات ، ونجوسها ، نحاورها فنقترب منها ، نقف على مشاغلها وهمومها ، ونستوضح منها ما يمكن أن تقدمه في مجال الإبداع الأدبي والثقافي .
وإذا كانت الرواية الليبية قد راوحت فترة من الزمن لعوامل ، ليس آخرها ، بوار المجال وشحّ ما يمنحه لمن ينشغل بها فإن المنطق والواقع يتطلب الاعتراف المسبق بأن هذا المجال قد شهد خلال الفترة الأخيرة الكثير من الأعمال التي تستحق أن تحتل مكانها في موقع الريادة والتميز ، وربما يكون من الإنصاف أن نذكر بأن البدايات الأولى منذ كتابات الأستاذ وهبي البوري ومن تبعه ، في المجال القصصي والروائي ، يزخر المجال بأسماء قلة ، آلت على نفسها أن تنوء بحمل المهمة برغم ضيق ذات اليد وشح إمكانية النشر ، والانعدام الكلي أحياناً للنظرة التي تعطي الكتاب مكانته أو تضعه ضمن اهتماماتها .
ولا أخالني أجانب الصدق حين أذكّر بأولئك الروّاد ، المقهور والتليسي والمصراتي والشريف والقويري والفقيه والكوني والشويهدي والمسلاتي ولطفية القبائلي ونادرة العويتي ، وفوزية شلابي ، ووسط هؤلاء نما وتواصل حضوره ، بأنفاس مميزة ، الروائي خليفة حسين مصطفى ، وسط هذا الحراك واستمراراً للتذكير بالأسماء الرائعة نقول إن المرحوم عبد القادر بوهروس ومحمد فريد سيالة ورجب لملوم وإبراهيم النجمي والفاخري والتكبالي ، كلها وغيرها الكثير من الحالات الأخرى التي أنجبت رواية ، أو عدداً من القصص القصيرة ثم توارات عن الفعل ، وركنت إلى الهدوء والسكينة بعد خوض واكتشاف ما بهذا المجال من معاناة ، ومشقة وهنا ندعو من بقي منهم في الساحة للإعلان عن حضوره فعلاً قصصياً أو روائياً .
ولأن الأصوات تتعدد وتتدافع كل يوم ، لتعلن عن حضورها ، والأخرى في أحيان عن تواريها ، وخفوتها ، فإننا نخشى على الجديد منها أن يصاب بآفة اليأس والقنوط ، والحنين إلى التواري ففي الجديد نشم رائحة أعمال روائية تعطي ملامح جديدة ، كما هو محمد الأصفر ، والآخر ، عبد الله الغزال … وآخرون غيرهما .

خليفة حسين مصطفى ولد وعاش في مدينة طرابلس ، الشارع الغربي ، عمل مدرساً في مدارس ثانوية للبنات تارة وللبنين أخرى ، سافر للدراسة إلى لندن وعاد بحصيلة لغوية مكنته من قراءة الكثير من الأدب الإنجليزي والغربي عموماً بلغته الأصلية ، ما يعطي للقراءة ميزة الوقوف على المعنى والمضمون ، دون انتظار الترجمة التي تجيء أحيانا تجارية وأخرى غير متطابقة مع المراد والمطلوب .

جلس أخيراً مترئساً القسم الثقافي بيومية الشمس ومجلة الأمل للطفل رئيساً لتحريرها عضواً برابطة الأدباء والكتّاب ، وشارك في العديد من لجان التقييم في المسابقات الأدبية الشبابية والعامة .
أصدر المجموعة القصصية حكايات الشارع الغربي فقدم العائلة الليبية التي تقيم في طرابلس، وتشترك في بيت واحد مع أكثر من عائلة أخرى ، وكيف هو التواد والتراحم بين الأسر .
ولأنه كاتب يشاكس كثيراً في نصوصه ، فقد أثارت حكايات الشارع الغربي الكثير من الأقلام التي تناولتها ، وبرغم الفقر الواضح في الإمكانات النقدية ، نشرت عنها الصحف المحلية عديد الآراء من كتّاب لهم حضورهم النقدي مثل : الأستاذ رضوان أبوشوشة والأستاذ الأمين مازن ، والمرحوم نجم الدين الكيب .
ثم حفّزنا لاستقبال جرح الوردة وعاجلنا بعدها بعمله المميز ليالي نجمة التي تحدث عنها الدكتور علي فهي خشيم باعتبارها عملاً يستحق أن يشاد به ، وتخصص له الإمكانيات لتحويله إلى مسلسلات اجتماعية وسياسية ، ترصد الوضع الذي عايشه الناس في بلادنا خلال فترات الاحتلال الإيطالي وما بعدها .
إن ليالي نجمة تقدم تأريخاً اجتماعياً شبه دقيق لفترة من الحياة ، شهدت تقلبات هامة كان لا بد من رصدها وتوثيقها .
وكان التناول لدى هذا الروائي بلغة سهلة ممتعة ، بسيطة ودقيقة في جملها ومعانيها ، شاملة للعديد من الصور والتحولات .
من هنا يجوز لي اعتبار هذا الكاتب خليفة حسين مصطفى واحداً من تلك الأسماء التي قدمت نفسها للقارئ العربي في حضرة إنتاج روائي قصصي متفرد وله خصوصيته .
ولذلك فلا عجب إذا لوحظ أن هذا الاسم يحظى بكثير من الجدل ذلك أنه ينجز مشروعه الروائي ويقول بلغة واضحة ما يريد قوله ، وهذا ما دفعنا للجلوس معه في حوار قصير ، لكنه حوار يعنى بالوقوف على فهم ما لم يقله بعد ، وترصّد ما يمكن أن يكون ، ففتح السجال طويلاً حول الرواية الليبية والمناخ الثقافي والأصوات القادمة من رهط قادم يعلن عن حضوره بشيء من الثقة ، ودون استعجال نراه في أسماء جديدة صارت تطرح حضورها .
وهذه محاولة لترصد هذا الحراك وما يمور ويتفاعل في الشارع الثقافي ، ولا نقول إننا على اتفاق تام مع ما يدلي به الكاتب ولكننا لا نختلف فيما ذهب إليه ، وهذا التباين على احتشامه ، مبعث هذا الحوار وميزة هذا التلاقي ، الذي نريده أن يتواصل مع مبدعين كثر تضج بهم حياتنا الثقافية .
من أجل ذلك ….

كان هذاالحوار .. وبداية :
* لأنك روائي لك حضورك الثقافي كيف ترى المناخ الثقافي وهل هو مهيأ لتشكيل ملامح إبداعية متميزة ؟

- قد يكون من المبالغة أو تجاوزاً للواقع القول بوجود مناخ أو فضاء ثقافي له فاعلية ، وتأثير في حياتنا الأدبية والفكرية والاجتماعية ، وكل ما له صلة بالإبداع بكل فنونه وأشكاله .

* ماذا تسمي إذن ما تشهده الساحة الثقافية ؟
- ما هو موجود حالياً وملموس لا يكاد يتجاوز ملتقيات وأمسيات أدبية تقام من حين إلى آخر بجهود ذاتية وهي في الغالب كشبه الموائد التي تعمها الفوضى ، يزدحم عليها عدد كبير من الناس ، ومع ذلك فإننا نجد أن كل واحد مشغول بنفسه أكثر مما هو مشغولاً بما يجري حوله ، وهكذا يمكن القول إن المناخ الثقافي عندنا يعاني من الشتات والفوضى التي تشبه حالة من عمى الألوان بحيث لم يعد ممكناً التمييز بين ما هو كتابة أدبية ذات أبعاد فنية وما هو ابتذال وتفاهة .

* هل ينطبق هذا على أي عمل أدبي ، وأي كتاب يصدر في المجال الإبداعي ؟
- فيما يتعلق بالكتاب الأدبي فإن الكتّاب جميعاً يواجهون صعوبات في نشر أعمالهم ، ولحل هذه الإشكالية فقد اضطر عدد منهم وخاصة من الأصوات الجديدة إلى نشر كتاباتهم الإبداعية في كتب على حسابهم ونفقتهم الخاصة . *لقد ألغيت كل ما بذل في مجال النشر بهذا القول ؟
- أنا لا أقلل من الجهود التي تبذل في هذه الجهة أو تلك من أجل إحداث حراك ثقافي وبعث الروح في أوصال الحركة الأدبية وإنعاشها أو الخروج بها من حالة الموات والجمود ، ولكنها جهود تفتقر إلى التواصل وإلى استراتيجية ، أو برامج وخطط طويلة المدى . فنحن نتحمس للثقافة بعض الوقت وليس كل الوقت وهذا الحماس ما يلبث أن يخبو لنعود مرة أخرى إلى نقطة البداية.

* تريد القول بأنه ليست هناك خطة لإصدارات مبرمجة ؟
- هناك مجلات ثقافية تصدر بالصدفة ، وأقلام تكتب بالصدفة ، ويبقى الشأن الثقافي كما المعطف الذي نرتديه عند الضرورة دون أن ننتبه إلى أنه قديم أو فضفاض أو أنه لم يعد صالحاً للاستعمال .

* أليس ذلك شأن النقد أولاً ؟
- النقد غائب . وهو ما أسهم في حالة الفوضى الأدبية ، فهناك من يكتب كلاماً يسميه قصة أو رواية ، وآخر يكتب كلمات مبعثرة يسميها شعراً ، وهكذا نجد أن الأمسيات والملتقيات الأدبية لا تعدو كونها اتجاهات من أجل لا شيء . وهذا اللاشيء هو كل ما تبقى في آخر المطاف .

* لنلج بالحوار منحى آخر وصولاً إلى الرواية فكيف هي مسيرة الرواية لديك بعد الكم المميز الذي بدأتم به مرحلة الانتشار ؟

- لقد انصب كل اهتمامي على كتابة الرواية فصدر لي على التوالي رواية ليالي نجمة التي تقع في تسعمائة وخمسين صفحة ومن بعدها رواية الأرامـل والولـي الأخيــر ولديّ رواية تحت الطبع بعنوان متاهة الجسد . * وجدت مشقة في الكتابة الروائية ؟
- إن كتابة الرواية تحتاج إلى التفرغ بحيث يستطيع الكاتب تنظيم وقته وتكريس كل دقيقة فيه للكتابة ، وإذا ما تركت المسألة للصدفة أو للظروف أو أن تكون كتابة في الزمن الضائع فإن حصل ذلك فإن الكاتب لا يمكنه كتابة سوى عمل واحد قد يستغرق منه كل سنوات عمره،فالرواية هي فن الإرادة والنظام والمثابرة والسيطرة على الوقت ، بحيث لا يكون هناك أي تشويش خارجي أو أي التزامات فيما عدا ما تتطلبه العملية الإبداعية.

* كتبت القصة القصيرة ثم الرواية . هل الخلط بينهما لا يؤثر على أي من المجالين ؟
- لقد توقفت عن كتابة القصة القصيرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن ، لأنني لم أعد أجد الوقت الكافي للانشغال بالقصة القصيرة إلى جانب الرواية .
ومع ذلك فإنه لا يوجد ما يمنع الجمع بينهما ولا أظن أن الكتابة القصصية تؤثر في كتابة الرواية أو العكس ، فالإبداع في الاتجاهين واحد ، وكمثال على ذلك فإن الكاتب الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز يكتب الرواية والقصة القصيرة وكذلك الأمر بالنسبة إلى نجيب محفوظ وحنّا مينا وغيرهما من الكتّاب والأدباء .

* نتقارب مع حالة الإبداع الآن وغداً ، أعني هل هي بذات الصورة التي كانت عليها في الفترة المنقضية ؟ - بالتأكيد الصورة ليست واحدة فهناك تغير وتطور . ولكنه ليس التغير أو التطور الإيجابي . فأنا ألاحظ أن الحالة الإبداعية في مرحلتها الراهنة تزخر بالشعر لدى الأصوات الجديدة أكثر من أي شيء آخر ، وكأن الأمر مسألة استسهال لهذا الفن بالتحديد . فالقصيدة النثرية أصبحت ساحة مفتوحة لكل وافد ، سواء كان موهوباً أم لا ، ففي مقابل كاتب قصة قصيرة نجد عشرة شعراء ، وفي مقابل كاتب روائي واحد نجد نفس العدد من الشعراء . وبما أن الإبداع حالة فردية وذاتية نجد أن هناك تراكماً في النصوص الإبداعية سواء هذه التي تنشر في الصحافة أو التي تصدر في كتب ، ولكن الرداءة هي الغالبة على هذه النصوص . وهذا يعود كما قلت إلى الفوضى الأدبية وعدم وجود تقاليد وعدم وجود حركة نقدية مؤثرة .

* بعد هذه الجديّة الصارمة حول السائد نريد أن نقف على المشروع الرئيس الذي تشتغل عليه الآن ؟
- منذ ما يقرب من ستة أشهر بدأت كتابة رواية جديدة موضوعها الرحالة الأوروبيون الذين توافدوا على ليبيا من دول أوروبية مختلفة ، وبالتحديد من بريطانيا وألمانيا في القرن التاسع عشر . وكان هذا الموضوع يشغل ذهني منذ فترة طويلة ، وكان يجب التحضير له بشكل جيّد بالعودة إلى قراءة كل ما كتب عن هذه المرحلة من تاريخنا الحديث ، وكل ما يتعلّق بها من أحداث وتطورات على المستويين الداخلي والخارجي وما لاحظته أثناء قراءتي لما كتبوه من مذكرات وأبحاث عن رحلاتهم في الصحراء الليبية ، هو أنهم جاءوا تحت ستار البحث والدراسة العلمية والكشف الجغرافي والتعرف على شعوب وأقوام أخرى . ولكن الواقع الآخر لم يكن كذلك ، فقد كانت مهماتهم استعمارية من الألف إلى الياء ، فما كتبه الرحالة لم يستفد منه أحد سوى حكوماتهم التي أرسلتهم وقامت بتغطية نفقات سفرهم والمعلومات التي كانوا يجمعونها والخرائط التي يرسمونها تصب في هذا الاتجاه .

* لنعد إلى واقع الحال هل يمكن تسجيل بعض الملامح لروائيين آخرين في المرحلة الحالية أو القادمة ؟
- لفت انتباهي في الفترة الأخيرة ظهور روائيين جديدين هما محمد الأصفر الذي بدأ بكتابة القصة القصيرة ، ثم قرر خوض مغامرة الكتابة الروائية . وفي رأيي أنه نجح في مغامرته هذه إلى حد كبير ، فهو كاتب مثابر ويكتب بعفوية شديدة ، أما الكاتب الثاني فهو عبد الله الغزال الذي فازت روايته الثابوت بالجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للإبداع الأدبي للعام 2005 ف .
* دعنا نختم هذا الحوار بسؤال استشرافي . هل يمكن الحديث عن أحلام في شكل مشاريع أدبية قادمة ؟
- الكتابة الإبداعية لا علاقة لها بالأحلام أو الأمنيات ، وإنما تتوقف على الجهد والمثابرة لإنجاز عمل روائي جيّد يصنف على أنه إضافة نوعية للرواية الليبية ، وليس مجرد تسجيل رقم جديد في سلسلة الأعمال المطبوعة .
وختاماً
هنا بهذه الجمل المختصرة ينتهي حديث الأستاذ خليفة ونكتشف أننا سجلنا له حواراً لم يسبق أن صرّح به حول الشعر الحديث وقصيدة النثر ورأي صريح في كتّاب القصة ممن ظهروا في المدة الأخيرة .
نكتشف أنه من حيث يريد أو لا يريد ، قد فتح النار على النقاد الذين من خلال شكواه المريرة من ندرتهم لم يخف تذمره مما هم عليه .
ربما يريد أن يتيح لهم فرصة للسجال أو مجرد مشاكسة بريئة .
هذا ما نتوقع أن تحبل به الأيام القادمة .

سعيد المزوغي

قديم 05-24-2012, 10:50 PM
المشاركة 677
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رحم الله خليفة حسين مصطفى
قلب طيب وابتسامة هادئة

محمد الاصفر

تاريخ المقال : 21/11/2008


لا أذكر أول مرة قابلت فيها الأستاذ المبدع خليفة حسين مصطفى وهي بالتأكيد في إحدى الفعاليات الثقافية حيث أن هذا الروائي يحرص على المشاركة والحضور إلى كل نشاط ثقافي أو فني ينظم بغض النظر عن الجهة التي تنظمه نظراً لأنه لا ينتمي إلا لشلة الأدب والفن حيث السطور البليغة والألوان التي تمنح الروح فضاءات أكثر سكوناً وعمقاً.

ولم يكن حضور الأستاذ الروائي خليفة حسين مصطفى لأي منشط ثقافي حضوراً شكلياً أو من أجل المجاملة بل كان حضوره دائماً فاعلاً ومشاركاً في المناقشات ومستمعاً للأوراق والمواد الإبداعية من قبل المشاركين على الرغم من ركاكتها أحياناً وبعد أن يمنح مدير الفاعلية الاستراحة للمشاركين يخرج هذا الأستاذ بهدوء ليقف قرب أول نافذة ويشعل سيجارته وبعد أن ينقض الزحام حول البوفيه والشاي والقهوة يتناول كوباً ويملؤه بالشاي يحتسيه على مهل.

التقيته أكثر من مرة في أنشطة رابطة الأدباء والكتاب في مقرها المزال الآن بحي الاندلس وأكثر من مرة في المكتبة المركزية وفي المركز الثقافي التونسي وفي مجلة المؤتمر وفي أمانة الثقافة وكلما التقيه أحرص على مصافحته وإن كان لديه وقتاً نتحدث قليلاً لكن تحدثنا كثيراً أكثر من مرة في مكتبه بمؤسسة الصحافة بمجلة الأمل وتناقشنا في فن كتابة الرواية.

فكان لا يوافق ما يكتب حديثاً وينحاز دائماً للانضباط والنظام والجدية في كتابة الراوية.. ويقول أن الرواية تحتاج إلى وقت وتفرغ ومواصلة الكتابة من دون توقف.. وأبدى آراء متباينة في ما يكتبه الشباب الآن.. وكان يشعر بالسعادة كلما قرأ إصداراً جديداً ووجده جيداً سرعان ما يمسك قلمه ويكتب ما تجود به أحاسيسه من محبة عن ذلك الإصدار.

ذات يوم وجدت نظرات فرحة في عيون محرري مجلة المؤتمر وقبل أن اسألهم قالوا لي لقد كتب عن كتابك حجر رشيد الأستاذ خليفة حسين مصطفى كلاماً جميلاً وهنيئاً لك وانتظرت إصدار المجلة كي أقرأ المقالة وعندما قرأتها وكانت بعنوان من ألف باء الكتابة إلى حجر رشيد وكانت مقالة موضوعية أسعدتني رصد فيها تجربتي منذ أن كنت أرسل أعمالي غير المصنفة إبداعياً إليه في جريدة الشمس وكان دائماً ينشر بعضها و يهمل أكثرها ولم أغضب لذلك أبداً وكنت متفهماً لأنني كنت أتعمد أن لا أكتب كما هو موجود وسائد وكي اكتشف أشياء جديدة في الكتابة لكن بعد مدة وجدت أنه ينشر لي كل ما أرسله بعد أن وصلته عدة نصوص وفق المعايير والضوابط المعروفة في فن الكتابة مما أشعره أنني أعرف أكتب لكنني أعيش في مرحلة تجريب واكتشاف وعليه تقبل هذا الأمر من الكتاب الجدد بعد أن يقتنع بقدراتهم وموهبتهم في الكتابة.

ذات يوم استدعاني الأستاذ محمود البوسيفي إلى مكتبه ووجدت بجانبه الأستاذ خليفة حسين مصطفى الذي يبدو خجولاً وهادئاً ومبتسماً ومدّ لي مخطوط تقودني نجمة " رواية " ولم يعرف كيف يكلمني لكنه نصحني أن أغير الكلمات البذئية الخادشة للحياء والذوق العام بكلمات عربية تؤدي المعنى نفسه ولا تسبب خدشاً ولقد كانت نصائحه محل تقدير في نفسي وشعرت بأن الكتابة فن ومع الفن لابد من استخدام القليل من الذكاء والمكر.

مرّة أخرى التقيته على سلالم أمانة الثقافة المبنى الذي بجانب فندق الواحات ووجدت بين يديه روايتي سرة الكون.. قال لي إنه اشتراها بـ 15دينار وتأسفت لعدم حصولي على نسخ كي أهديها إليه.. وكان حريصاً هذا الروائي والصديق على قراءة كل أعمالي قرأ أيضاً روايتي " يانا علي " واخبر صديقاً على تحفظه في هذه الرواية حول موضوع اليهود حيث شعر أن شخصية الشاعر اليهودي الليبي كليمنتي أربيب قد مجدت أكثر من اللازم وعندما التقيته بعدها لم أخبره بالأمر ولم أناقشه في الموضوع وهو لم يطرحه علي مما يعني أن العمل الفني لا يعبر عن رأي إنما يعبر عن حالة الشخصية الدرامية وهي تمارس حياتها في الخيال تناقشت مع هذا الروائي الليبي الكبير الذي بذل جهداً كبيراً يدفع ثمنه الآن من صحته ولم ينل من حرفة الكتابة أي تقدير مادي أو معنوي لائق بإبداعه تناقشت معه في موضوع دخول أعماله إلى العالمية أو الانتشار على الأقل خارج ليبيا في الوطن العربي بصورة مرضية والحقيقة أنه لم يتذمر وكان كل همه ليس المال أو الشهرة إنما استكمال مشروعه الروائي كما ينبغي وكما يريده.. منذ مدّة أخبرني أنه يكتب رواية موضوعها الرحالة الأوروبيين في أفريقيا والصحراء الكبرى وليبيا واقتنى الكثير من الكتب الباهظة الثمن وأذكر أنني قلت له حينها إن هذا الموضوع يا أستاذ خليفة سيدخل بقية رواياتك إلى العالمية لأن موضوع الرحالة مقبول من قبل الغرب وإن اشتهرت هذه الرواية فستمد الحبل إلى كل أعمالك الأخرى لتنقذها من التجاهل وقلة الاهتمام وفرحت كثيراً لصواب اختيار الموضوع والتقيته بعدها بشهور وسألته عن هذه الرواية بالذات فقال لقد توقفت وسألته لماذا؟ فقال الإلهام.. عندما أشعر بالإلهام أكتب وعندما يذهب الإلهام في إجازة امنحه إياها وانتظره.. وهذا يعني أنه مبدع حقيقي وليس صانع روايات أو قصائد ككثيرين.. كنت ذلك اليوم انتظر مكافأة من مؤسسة الصحافة لأسدد أجرة الفندق الذي أقيم فيه في المدينة القديمة استلمت الصك وعرجت عليه وجدته يدخن سجائر الرياضي ويشرب الشاي ويسلم ظرف صغير به مكافأة لإحدى المساهمات في مجلة البيت طلب لي شاي شربته وغادرته مسرعاً كي الحق بمصرف الجمهورية الجديد بشارع الصريم.

بعدها بمدة جئت للمؤسسة وذهبت إلى مكتبه وجدت مكانه امرأة سألتها عن الأستاذ قالت لي لقد تقاعد لا أعرف بيته كي أذهب إليه ظللت اتتبع أخباره قرأت مشاركته في ندوة تكريم إبراهيم الكوني قرأت له بعدها مقالة عن كتاب حفيد الشمس القصصي لابتسام عبد المولى قرأت عن حفل تكريم أقيم له في مؤسسة الصحافة طلب مني أحمد بللو أن أعد ورقة عن إحدى رواياته لأشارك بها ولم أعلم بعدها بموعد هذا التكريم.

وإنصافاً لهذا الأديب صاحب القلب الطيب والابتسامة الهادئة أنه قد قادني من دون أن أشعر كي أكتب عن ليبيا أي أكتب عن المكان الذي أعيش فيه وروايته ليالي نجمة.. قادت الكثيرين لتناول المدينة القديمة سواء في بنغازي أو درنة أو طرابلس في كتاباتهم.. وعندما نقرأ بعض آراء النقاد خاصة الأستاذ يوسف الشريف نجد أن رأيه لا توجد رواية ليبية إلا عند خليفة حسين مصطفى وتوجد روايات تتحدث عن أمكنة أخرى تجد فيها كل شيء إلا ليبيا وبصفتي أحب هذا البلد فأحببت أن أكتب عنه لأنني افهمه جيداً وافهم كيف يفكر وكيف يعيش ولقد حرصت في كتاباتي أن امنح ليبيا نصيب الأسد من السطور وفي الوقت نفسه عندما أكتب أتخيل كل الكتاب الكبار وطريقة كتابتهم ومواضيعهم فأجد أنهم كتبوا عن المكان الذي عاشوا فيه حتى وإن خلقوا له اسماً متخيلاً لقد استفدت من الروائي خليفة حسين مصطفى حسن اختيار المكان وهو جعلني لا ابتعد وأكتب عن هنا عن ليبيا واعتقد أن الروائي إبراهيم الكوني والروائي أحمد إبراهيم الفقيه قد وعيا هذا الموضوع وهذا الأمر وركضا سريعاً بسردهم إلى هذا المضمار الليبي الثري فولجاه من باب التاريخ الذي يمكنك ضبط ساعته على الوقت والتاريخ الذي يمكنك أن تتوقف عنده وترى ذلك جلياً في روايات الكوني الأخيرة" نداء ما كان بعيداً " وفي الاثنى عشرية خرائط الروح لأحمد إبراهيم الفقيه.

تحية لهذا المبدع الذي يعاني المرض الآن ونتمنى له الشفاء والسلامة ونتمنى أن نلقاه مجدداً لنكرمه التكريم ونبعث في شرايينه حبنا الصادق الذي جعلنا نشعر ونمارس البكاء فور علمنا بمرضه وسفره للعلاج وبحثه عن دم نادر لعمليته الجراحية.

موقع السلفيوم

قديم 05-25-2012, 11:32 PM
المشاركة 678
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نوفمبر 22nd, 2008 كتبها سريب نشر في , ملف صحفي,
رحيل ليالي نجمة : خليفة حسين مصطفي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رحل عنا الجمعة الماضية الروائي صاحب ليالي نجمة الروائية الاهم التي سطرها هذا الروائي الليبي ، وقد شارك بفاعلية في الكتابة الليبية ، وبفقده تفقد الكتابة الليبية قلما زاخرا وكاتبا منتجا فاعلا ، والاديب خليفة حسين مصطفى من مواليد طرابلس 28/12/1944م ، تحصل على إجازة التدريس الخاصة 1967م ، عمل في الإعلام منذ بداية السبعينيات وتدرج في المهام الإعلامية من محرر لجريدة الأسبوع الثقافي، فمراسلا لصحيفة الجهاد بلندن ثم مديرا لقسم كتاب الطفل بالدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، فمدير تحرير مجلة سنابل، وأخيرا رئيسا لتحرير مجلة الأمل التي تعنى بأدب الطفل قبل أن يتقاعد.
من مؤلفاته التي صدر أولها عام 1975 صخب الموتى، ثم توالت الاصدارت وهي بحسب معجم الأدباء والكتاب الليبيين المعاصرين لمليطان: توقيعات على اللحم ط75، المطر وخيول الطين 81، ذاكرة الكلمات ط81، خريطة الاحلام السعيدة ط82، حكايات الشارع الغربي ط82، عين الشمس ط83، جرح الوردة ط84، زمن القصة ط84، أراء في كتابات جديدة ط84، القضية ط85، من حكايات الجنون العادي ط85، عرس الخريف ط86، آخر طريق ط86، دراسات في الأدب ط86 ، خطط صاحب المقهى ط87، عشر قصص تاريخية للأطفال ط87،سلسلة قصص الأطفال ط90، الجريمة ط93، ليالي نجمة ط99.

قديم 05-26-2012, 01:36 PM
المشاركة 679
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سر عبقرية هذا الروائي الفذ خليفة حسين مصطفي

- من مؤلفاته التي صدر أولها عام 1975 صخب الموتى.
- اختار ان يعيش ناسكا في محراب الأدب ، يصرف جهده له ، معطيا ظهره لكل ما تضج به الحياة العصرية من الضغوط والالتزامات والمطالب، يعيش على الكفاف ، زاهدا متقشفا فقيرا
- أنّ خليفةحسين مصطفى موهبة خارج إطار المواهب والكتاب الذين تحفل بهم الحياة الأدبية في كل أركان العالم ، وهم الذين يصنعون الضجيج ، ويشغلون المطابع ويُزاحمون بإنتاجهم الأسواق ويملأون بكتبهم أرفف المكتبات ، أما هذا القليل النادر من النابغين والعباقرة ، فهم من يبقى بعد أن يتراجع هذا الضجيج وينتهي هذا الزحام ونظرة إلى تاريخ الأدب في العالم تستطيع أن تؤكد لنا هذه الحقيقة،
- أذن فالنبوغ في الأدب شيء آخر غير التواجد في المشهد الثقافي كاتبا تنتج القصص أو الأشعار أو المسرحيات أو كتب النقد ، اعتقد جازما أن خليفة حسين واحد من هؤلاء النوابغ ، وعملا بما يقوله الشاعر الذي بقى مسافرا في الزمن العربي بعد أن سقط كثيرون آخرون وهو أبو الطيب المتنبي في بيت من أبياته عن النهايات التي تصل إليها الأشياء وهو وللسيوف كما للناس آجال
واضح ان سر عبقريته يكمن في الموت والا لماذا كان اول مؤلف له بعنوان "صخب الموتى" لكننا لا نعرف على وجه التحديد سر علاقته مع الموت. وللاسف لا يوجد تفاصيل عن طفولته كما هو الحال عند كل المبدعين العرب، لكن يمكننا ان ندعي انه عاش مأزوما وسر ازمته الموت اين كان شكله واثره .

مأزوم.

قديم 05-26-2012, 02:30 PM
المشاركة 680
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
89- لونجه والغول زهور ونيسي الجزائر
المرأة الثورية في الرواية الجزائرية لونجة والغول لـ : زهور ونيسي ـ نموذجا ـ

مفقوده صالح

يعالج هذا الموضوع العلاقة بين الثورة الجزائرية باعتبارها حدثا بارزا في تاريخ الجزائر المعاصرة، ورافدا يستقي منه الأدباء مادتهم الإبداعية، وبين الأدب الروائي من جهة أخرى. ويكشف الموضوع مدى استفادة الرواية من الثورة في مجال تصوير بطولة المرأة، مركزا على رواية الأديبة الجزائرية زهور ونيسي "لونجة والغول " من خلال تقديم صورة للمرأة الثورية، مع الإشارة إلى أعمال روائية أخرى.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 0 والزوار 29)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 10:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.