احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3311
 
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي

عمر مصلح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
346

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Aug 2013

الاقامة

رقم العضوية
12309
09-17-2013, 08:05 PM
المشاركة 1
09-17-2013, 08:05 PM
المشاركة 1
افتراضي عبدالكريم سمعون .. بين الإبداع والجنون
عبدالكريم سمعون .. بين الإبداع والجنون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عمر مصلح

الأول: مَن أنت ؟.
الثاني: ومادخلك أنت؟
الأول: كأنك أنا..
الثاني: ومن تكون كي أتشبه بك؟.
الأول: أنا كريم سمعون
الثاني: كريم سمعون!.
أمخمور أنت ياهذا؟.
أنا كريم سمعون
الأول: أنت أنا!. ربما تشبهني، ولكنك لستَ أنا
الثاني: ولِمَ لاتكون أنت نسخة مني ؟.
فأنا متفرد ، ولن أتكرر بالأصل, ولكن ربما أُستَنسَخ.. أجل أنت مستنسخ..
الأول: عفواً أيها الشبيه، أظنك أنت المستنسخ.. فانا القائل
"ذات حياة
كنت مفردة عنقود فجة
لم ينقرني الطير
لم تستغ طعمي الديدان
حتى وصلت المائدة الأكبر"
الثاني: أنا مستنسخ أيها الناعم!. أنا الذي قلت
"ذات موت
كنتُ أشارك الأحياء
دقيقة صمت
لنشارك الأموات موتهم
لعل الموت
حين أموت
يُحيي ابتسامة ماتت على شفتي"
قلتُ هذا، وأنا أتحين الفرصة لاقتناص كسرة نجاة..
أيها المدلل، النائم في حضن أضوائك الخافتة،
ترتل العشق كأنثى عانس
الأول: بل أنا الأصل.. واحفظ ألفاظك لطفاً.. فالعانس التي تسخر منها، هي من تؤجج جذوة الإبداع .
الثاني: أراك تدافع عن فصيلتك..
الأول: فصيلتي؟. عفوا أنا رجل، ولكني أرى الجمال شعاع رباني يكسو بعض الهياكل البشرية، لتزداد بهاء.. ولا أعتقدك منهم..
الثاني: متأكد أنا من أنك ترسم هذه الأجواء، لأنك تحلم بأنثى.. لم ولن تطالها.. فالنساء ياهذا يردن القوي، لا الناعم
الأول: أنا ابن سمعون الذي يسعى الجمال لي إلى حيث أنا, لكني أرى الزواج اغتراب، واقتراب من الشجرة المحرمة
الثاني: لا تتجرأ على شاعر اقتنص الجمال من الحدائق العامة، ومن دمعات الغيوم، وتطهر بها من سيئاتكم
ولربما قد سمعتَ ( رامبو ) حين قال
(ألشاعر المهم، هو من يوظف مفردة الشارع شعراً).. ولا أخاله إلا يقصدني
يردد
"لأنكِ أنتِ المحط الأخير
أنتِ المسار وأنتِ المصير
جميع الحكايا
رحلة بحثي
سنين انتظاري
ووجدي المقيم بنار النعيم
أنتِ القريبة.. أنتِ البعيدة"
الأول: ولكني أنا من قلت هذا، وقلت أيضاً
"لأنك أنتِ شراع الحياة
فإني.. رياح المسار البعيد
وربّان دفة درب الخلود
وبحر ازرقاق وموج وئيد
وركب السفينة أنتِ
وأنت الخلائق من كل نوع
وجمع المدائن والكائنات
وهاجس حلمي لماهو آت
لأنك أنتِ كشمس جديدة
فإني الوليد وأنتِ الوليدة"
الثاني: على رسلك ياهذا.. ماهذا الهراء.. فأنا من قال هذا، ودليلي.. أنك تُناجي تلك التي أوقدْتَ لها الشموع.. وأنا قصدت زوجتي الأسمنتية، عشيقتي.. لاتلك السادرة في مخيالك المخملي
الأول: دعك من هذا، وارتح قليلاً.. يبدو أن ليلتك التي قضيتها تحت المطر، قد أصابتك بعلّة قادتك إلى الهذيان
الثاني: احترم نفسك، ولا تغلط
الأول: يبدو أنك بحاجة لترميم روحك
الثاني: ههههههه أجل، محق أنت بهذا.. فأنا مجرَّد من عفاف القصد، في مجاهل الإرتياب
الأول: معذرة سيدي، لم أقصد الإساءة.. لكني منذ ألف ألف، وأنا أتغزل بزوجة الأسمنت هذه
"يحرك سبابته بحركة حلزونية حول صدغه"
الثاني: يبدو أنك هههههه
الأول: إن كنت تدّعي بأنك أنا، وأنا الشاعر أعرف من أنا.. فيؤسفني أن أستعير إشارتك هذه وأعيدها عليك
الثاني: بل أنت من تدّعي بأنك أنا.. فأنا مقيم بحديقة هذا المكان مذ كنتُ.. وإلى هنااااك
الأول: مذ كنتُ، وأنا مقيم هنا.. وحديقتك هذه.. لا يقيم بها إلا المتصعلكين.. فانصرف .. اجوائي لاتستوعب الصعاليك
الثاني: ههههههههه عفوا ياسيدي الكولونيل
"فجأة يتسلل شخص شبه عار من النافذة، ويعلق على كتفه حقيبة يدوية"
الأول: ومن تكون أنت الآخر؟!.
مالذي دهاك، لتقتحم عليَّ مكاني الرومانسي هذا؟!.
ألم يكفني هذا المحتال الذي يدعي بأنه أنا؟.
تكلم من أنت؟.
"لاهثاً"
الثالث: أنا عبدالكريم سمعون الشاعر ياسيدي
"باندهاش مصوحب بانزعاج واضح"
الأول: ماذا قلت؟!!.
من أنت !!!.
الثالث: أنا عبدالكريـــ
"يصمت.. يدير وجهه بين الشخصين، بذهول ..."
ماهذا.. من أنتما، ماهذا الشبه الذي يجمعنا!!.
الأول: انا الشاعر الذي انتحلتَ شخصيته تواً.. معذرة عن خشونة اللفظ، لكنك أجبرتني على ذلك
الثاني: على رسلكما.. تعال أنت أيها اللص، كيف تسوّل لك نفسك باقتحام بيتي؟. ألم يكفني هذا الناعم الذي يجلس بين شموع وضوء خافت، كأية أنثى في عز صباها وقد حوّل البيت إلى مخدع..
"يمسك بالقادم الجديد من ياقته، ويحاول العبث به، لكنه يتفاداه ويزيح يده بشيء من القوة، ويتحدث بثقة عالية"
الثالث: كنت أكتب دراسة عن نقد الشر، واحتجت بعض المصادر فجئت آخذها من مكتبتي
الأول: عفواً.. دعوني أتبين أمركما.. تعالوا نشرب كأساً، ومن ثم نفهم الأمر
الثاني: طالما في الأمر كؤوس، فأنا أول من يلبي، فلقد قذفت بآخر ( بطحة ) في ساقية الحديقة، وكان العرق ( مغشوش ) ألا لعنة الله على كل من لايعمل بنزاهة وإخلاص.. لم يراعوا شرف المهنة أبداً.. حتى شراب البسطاء.. غشوه
الأول: ومن قال لك بأني أحتسي هذه الخمور الرخيصة.. فأنا سأقدم لكما مشروباً بلون ماء الذهب
الثاني: تشرب ماء الذهب، وتدّعي بأنك أنا أيها الأفّـاق
الثالث: لايهم.. أي نوع على ان نشربه بهودء، وبلا وجع راس
"يقدم الكؤوس لشبيهيه"
الأول: قلتَ بأنك كنت بصدد استدعاء بعض كتبك.. ها؟
الثالث: أجل.. كنت في المقهى أكتب ما أدحض به البنيوية والتفكيك، واحتجت كتاب فن الاستهلاك في الأدب العربي
الثاني: ماذا قلت؟
الثالث: أظنك قد سمعت
الأول: ولكني انا من شرع بكتابة هذا، ومازلت قيد القراءة والدرس
الثالث: قسماً إن لم تتنازل عن كذبك وادعاءاتك لنثـّرت رأسك بهذا الكأس الدخيل على ذائقتي
الأول: من يتصرف بطريقة تخالف الأناقة، يعتبر شاذاً
الثاني: ومن يدّعي الشعر، وهو منغمس بهذه الأجواء الأرستقراطية، هو الشذوذ بعينه
الأول: ألحد الفاصل بين الجنون والعقل هو التحكم بالانفعالات والغضب
الثالث: ألجنون معرفة، وعليكم ان تسألوا ( فوكو (
الثاني: أُسيء فهم ألجنون، وفق نظريات السائرين في دروب اللاهوت
الأول: ولماذا هذا الإصرار على اقتران الجنون بالإبداع
الثاني: وتدّعي بأنك أنا، أيها العقلاني، المنظَّم ( الله ياخد هالديكور )، "ينظر إليه باستخفاف".. ( ولك ناعم (
الثالث: أنا ناقد، وأعي ما أقول.. أيها الشبيهان بكل شيء إلا الهوى والنزعة
الثاني: ههههه ناقد أم فاقد.. فالأمر مختلف أيها الـ دافق أو الدانق.. أنتم معشر النقاد كذابون، ومتمشكلون ليس إلا.. ولفساد دروبكم.. تنتخبون النصَّ نزوة، وتنظرّون على مابعد الفكرة، فتفننتم بالتوعير ( والله ياعمي بدكن حدا يشيل هالروس علشان نخلص(
الأول: أتفق معك يا هذا.. فالفكرة الأولى دائماً على حق.. مهما اعترتها الغرابة، فهي تشبهنا الآن.. على المبدع أن يستسلم لأنوثة الفكرة الأولى، ويداعبها، باصابع من ورق.. ولا يفاضل بين شبيهاتها أبداً
الثاني: أللانظام لايعني العشوائية، دائماً.. فالشعر مخالفة لنسق المألوف.. وأنت أيها الناعم تسير وفق نظام الترقيم
الأول: ألجنون يعني النظام.. أي نزع العلاقة بين الأشياء واسبابها ومسبباتها ونتائجها
الثالث: ألمجنون عبقري في رأيه
الثاني: والعبقري مجنون في رأيه.. فأنا مثلاً، لا أشعر بالدفء إلا عندما أنام في حديقة عامة.. ههههه والكل لا يستوعب جنوني
الأول: ألمجنون يفيد نفسه، بذكائه
الثاني: ألم أقل لك بأنك منتحل لشخصيتي وكذاب
الثالث: ألعبقري يفيد الآخرين.. ( فوكو ) مثلاً.. جعل بعض مواطن العبقرية قريبة من الجنون
الأول: دعوني أسمعكم نشيجي
"أقسمت أن..
وأنا على علم اليقين
أقسمت أن أنسى صلاة الخائفين
إلا بمحراب الهوى
فأنا إمام العاشقين"
الثاني: رومانسيتك هذه هي من اوهمتك بذلك
فأنا أقول
"أقسمت أن..
من كل كأس أُترعت ألماً وعشقاً
أرتوي حد الثمالة
أحبيبتي.. والعمر يقضمنا معاً
والدهر سيّاف يُجيد الرسم في هذا الجبين"
ألثالث: (شريب والله يا أبو العرق )
هيا تعلم الشعر ياهذا.. استمع
"هيا اخرجي وتوشحي بالياسمين
وتدثري بمدامعي
وتوسدي شريان روحي والأنين"
"رعد، وبرق... تُجهش السماء بالمطر..
طرق عنيف على الباب.. يُفتح له.. يدخل شحاذ يلف على وجهه يشماغ مهترئ"
الرابع: ألسلام عليكم.. هل أجد ملاذاً يأمني من جور السماء
الأول: استغفر ربك ياهذا.. فالمطر خير وبركة
الثاني: لاتتسرع بإسداء النصح أيها الناعم.. فالمطر حكمة الخراب عند الحصاد
الثالث: ألمستوى التكويني للعقل مختلف أيها الأخوة.. وهنا أرى وعياً متجاوزاً، فالمطر يحيل الصور الواقعية أحياناً إلى سريالية، ولذا لابد من تأمل هذه الانعطافة
الرابع: ألمطر يثير شهوة الجنون ..
"ألشبهاء بصوت واحد .... ماذا؟؟؟؟؟؟. ألجنون!!!!!."
الرابع: أمام المواقف غير المتوقعة، المفروضة من الحياة.. علينا أن نتـَّبِع أمزجتنا السرية..
لقد كنتُ خارج البيت استرق السمع إليكم
الأول: لكن هذا عيب، ومخالف لقانون اللياقة
الثاني: هي أخلاق الشحاذين والسَوقة.. فلا تتفلسف رجاء
الثالث: من راقب الناس زاد علماً
الرابع: دعوني أتكلم.. فإذا كفت السماء عن النحيب، سأرحل.. فأنا على عجلة من امري
الثاني: لن نعطِّل مشاريعك.. فإنك تمارس تجارة لاتـبور
الأول: لا تسخر من الرجل ياهذا
الرابع: انا اتسول المعرفة من السماء أيها الناعم
الثالث: نراك تستدرجنا نحو انزياحات الجنون
الرابع: حين يتفوه العبقري.. نصفه بالجنون، إعجاباً... اما غرائبيات الطفل.. فنصفها بالتمرد ...
الأول: هذا صحيح
الثاني: "مستهزئا"
صحيح.. ماهو الصحيح؟. لم يقل إلا مسلّمة بسيطة.. ولكن مثلك يتصوره فتحاً جديداً في الفكر
الرابع: دعوني أكمل.. أيها السفهاء
ما كان جنوناً فيما قبل، هو الآن إبداع وفن وجمال.. ولكن، من يضمن بقاء هذا بعد الآن ؟!.
ألــ ( آن ) فترة صمت.. مابين المُلقي والمتَلَقي.. وهذه اخطر مدة برأي ( جان بول سارتر(
"موجهاً الحديث إلى الناقد"
ألجنون نقطة التحول بالتأريخ.. وفق ماقاله ( فوكو ).. وهي النقطة التي أثارت العالم كونها تقود إلى الشك الديكارتي ياهذا
الثاني: ألجنون هو أعجوبة الشعر، ومفاجأته العظمى
الثالث: وأين تكمن الجدوى?
الرابع: في اللاجدوى .. حتماً
الأول: لابد انك تمزح أيها المتسول
الثالث: أتأكدتم الآن ايها الــ ( أستغفر الله ).. بأن الجنون يرسم أجمل الأشياء؟
والنوم على قارعة الطريق، علامة مرورية للسلام.. والمكوث تحت المطر، براءة من الهشاشة .. والسُكر غبوقاً، كفر بالسياسات والدساتير التي أجهضتنا!!.
الثاني: علينا أن نتأمل أولاً
الرابع: آرتو رامبو توقف عن الكتابة، حين شعر بانه لم يعد مجنوناً
الأول: لكن العقل ميزان الشعوب، والوصول إلى الحقيقة ..
الثاني: "مقاطعاً"
دعونا من مدركات العقل ونبله.. لنجعله بارتباك
الأول: لكن الصراط المستقيم لايدلنا إلا إلى الإستقامة.. وهذا لايتأتى إلا بالعقل والروحانية
الثالث: اختلف العقلاء في الشَعرة الفاصلة بين الطرفين.. أهي شعرة معاوية، أم شعرة أدونيس؟
الرابع: بل هي شعرة أبليس هههههه
ألوجوديون يعتبرون الجنون ( موقف حر ).. وكثير من الفطاحل، يتميزون بتركيبة نفسية خاصة
الثاني: أجل ايها الصديق.. فمنهم هولدرلين، وشومان، ونيتشه، و..
الرابع: "مقاطعاً"
حين سُئل اندريه موروا.. هل جميع المبدعين مجانين.. قال لا، بل كانوا سيصيروا كذلك لولا الأدب
الأول: خلقت أدمغتنا لتعطينا فهماً صادقاً عن الحقيقة
الرابع: لكن ( شكسبير ) في " حلم ليلة صيف " اقترح ارتباطاً بين الجنون والإبداع
الثالث: ألحب ياسادتي هو الحافز والمحرك للإبداع الأدبي.. سواء كان حب الكتابة أم حب الذات.. أم حب الآخر.. طبيعة أم أنثى أم فكر أم إله
الرابع: والآن أستميحكم عذراً.. فإني قد نويت الرحيل
ألشبهاء الثلاثة:
لكن السماء عابسة، والمطر غطّى السفوح.. والمشي محال.. فخروجك في هذا الظرف جنون
الرابع: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماذا قلتم؟.
جنون!!!!!!!!!!.
اسمعوا أيها المستنسخين
حين اعترت فان كوخ حالة عشق عارمة، قطع أذنه وأهداها لحبيبته تذكاراً.. وهيمنغواي قتل نفسه.. وأبوحيان التوحيدي قضى عمره بالتأليف ثم أمر بدفن كتبه... هل عرفتم الآن.. الجنون ؟.
أذكروا هذه الـ آن
وهل عرفتم بأنكم كلكم نسخ من سمعون
حتى أنا نسخة منه.. لكني أنبلكم وأشجعكم.. لأني سأبقى أبحث، وأستجدي المعرفة عند أبواب السماء.. فأنا الباز الذي تنبأ بي ابن مصلح ذات ثمالة
********
تأمل ذلك كله .. وهو يحتسي آخر قطرة من خمرته المعتّقة بدنان الروح، وبنكهة القهر.. مشفوعة بآخر نَفَس من آخر سيكارة لفـَّهـا من أوراق العنب التي تغطت به حبيبته ذات تسكع.. فلم يشعر إلا ويده تقذف الكأس على جدار الصمت، ليتشظى ألف عمر مصلح
حينها قال ( لك ألله لايوهبك يا إبن مصلح .. طيرتلي اللي كان براسي )
هذا ما ردده عبدالكريم سمعون ... في الميتة الأولى بعد الألف.



قديم 09-18-2013, 11:53 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اهلا وسهلا استاذ عمر مصلح

رغم انني وجدت صعوبة في فهم ما يدور هنا لكنني اتصور انني خلصت الى نتيجة وهو ان عمر مصلح الفنان يرى نفسه قد توحد مع عدد من الفنانيين بحبلي الجنون والابداع.

وهو يعتقد ايضا ان كل ابداع حالة جنون فأن نجح الفنان في التعبير عن نفسه احتفظ بعقله وان عجز اصابه الجنون ويدلل على ذلك بعدد من الفنانين الذين اصيبوا بلوثات من العشق والفن فلم تسعفهم الريشة والقلم فتشظوا...لان ما يفصل الابداع عن الجنون شعره.

فالاستاذ عمر يرى بأن هناك ما يشير الى ان الثماثل بين الفنانين والادباء يشيء بأنهم من طينة واحدة حتى ان الامر يشتبه على المدقق فيظن ان عملية تناسخ هي التي انتجت كل الفنانين في كل مكان لانهم يتحدثون بنفس اللغة تقريبا ويتصرفون بجنون احيانا.

لكن ربما ان السؤال الذي يجب ان يطرح هنا هو: ما الذي يدفع الى الابداع او الجنون اذا ما سلمنا بأنهما وجهنا لعملة واحدة؟

وانا اقول انه الالم الذي قال عنه جبران خليل جبران ( اللؤلؤة هيكل بناه الالم الالم حول حبة رمل)...وهذا الالم هو الذي يحول ادمغتنا الى مناجم لكنه اذا ما اشتد تسبب بانفجارها ...وهذا هو الجنون او الانتحار الذي هو جنون الجنون.

ولو دققنا لوجدنا ان الوجوديون هم اشد الناس الما وخوفا من الموت ...واقربهم الى الجنون ولذلك اعتبروا الجنون موقف حر لانهم يعيشون على حافة الحياة بين الابداع والجنون ...ويظل الموت هاجسهم ومصدر قلقهم. ..

ومن هنا جاء قول كبريهم الذي علمهم السحر نيتشة " ليكن شعارك ان تعيش في قلق دائم وان تبني بيتك فوق بركان" .

قديم 09-19-2013, 12:11 AM
المشاركة 3
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
اهلا وسهلا استاذ عمر مصلح

رغم انني وجدت صعوبة في فهم ما يدور هنا لكنني اتصور انني خلصت الى نتيجة وهو ان عمر مصلح الفنان يرى نفسه قد توحد مع عدد من الفنانيين بحبلي الجنون والابداع.

وهو يعتقد ايضا ان كل ابداع حالة جنون فأن نجح الفنان في التعبير عن نفسه احتفظ بعقله وان عجز اصابه الجنون ويدلل على ذلك بعدد من الفنانين الذين اصيبوا بلوثات من العشق والفن فلم تسعفهم الريشة والقلم فتشظوا...لان ما يفصل الابداع عن الجنون شعره.

فالاستاذ عمر يرى بأن هناك ما يشير الى ان الثماثل بين الفنانين والادباء يشيء بأنهم من طينة واحدة حتى ان الامر يشتبه على المدقق فيظن ان عملية تناسخ هي التي انتجت كل الفنانين في كل مكان لانهم يتحدثون بنفس اللغة تقريبا ويتصرفون بجنون احيانا.

لكن ربما ان السؤال الذي يجب ان يطرح هنا هو: ما الذي يدفع الى الابداع او الجنون اذا ما سلمنا بأنهما وجهنا لعملة واحدة؟

وانا اقول انه الالم الذي قال عنه جبران خليل جبران ( اللؤلؤة هيكل بناه الالم الالم حول حبة رمل)...وهذا الالم هو الذي يحول ادمغتنا الى مناجم لكنه اذا ما اشتد تسبب بانفجارها ...وهذا هو الجنون او الانتحار الذي هو جنون الجنون.

ولو دققنا لوجدنا ان الوجوديون هم اشد الناس الما وخوفا من الموت ...واقربهم الى الجنون ولذلك اعتبروا الجنون موقف حر لانهم يعيشون على حافة الحياة بين الابداع والجنون ...ويظل الموت هاجسهم ومصدر قلقهم. ..

ومن هنا جاء قول كبريهم الذي علمهم السحر نيتشة " ليكن شعارك ان تعيش في قلق دائم وان تبني بيتك فوق بركان" .

ألأستاذ المبجَّل أيوب صابر.. محبتي وتقديري
كل ما بالأمر.. ان الأستاذ الشاعر الرائع عبدالكريم سمعون، شخصية متفردة، وتقترب من جنوني جداً.
لذا حاولت أن أثير مسألة الجنون – القاسم المشترك – الذي يربطنا، من خلال استنساخه إلى أربع نسخ.
وحاولت أن أجعل من الجنون الثيمة العليا للعقل، حيث أنها من أعراض صحة المبدع.
وكعادتي، لا أتناول الثيمة بدارسة أكاديمية أو تقليدية.. لذلك أنتجت هذا النص الذي استهلك من وقتي قرابة الأربع ساعات بدون توقف.
وأزاء هكذا موضوع، لابد من تناول أغلب الأساليب والتيارات الفلسفية والنفسية، كشهود.. بين معارض ومتفق.
فالجنون ليس خبلاً أو عته أو خَطَل.. بل أن العرب كانت عندما تعجز عن تفسير معميات الكون تُحيل الأمر إلى الجان، فتقول تلبسه الجن.
إذاً الأمر متشعب، وله امتدادات أخرى، لم أود التعرض لها خشية مَلل المتلقي الكريم.
كذلك في علم النفس، المتعدد الأساليب والمناهج كـ ( فرويد، وأنّافرويد، وإدلر، وماسلو، وكارين هورناي، وروجرز، وبافلوف، .. .إلخ.)
كادوا أن يتفقوا على أن التسامي والتصعيد، هي حالة احتيال، من الاحتيلات الدائرة، بين ألـ أنا والـ هو، في غفلة من الـ أنا الأعلا.
إذاً الإبداع جنون.. وهذا مُتَفق عليه.
ولكن الذي غير المتفق عليه، هي حالة الهذيان، التي تصدر من الهو القابع في اللاوعي، كونها حالة إبداع أم انثيال.
وهذا موضوع سأثيره قريباً إن أمد الله بعمرنا، وبقينا خارج مدى المفخخات ومؤامرات الساسة.
أما مسألة التناسخ والحلول، التي أثرتها جنابك الكريم، وبذكاء ووعي بائن.. فأنها مسألة فلسفية، لم تنل رضا كثير من الروحانيين، وحتى العلمانيين.
لكنك أثرتها بغية تحفيز كوامني، للبوح.. وهذا ذكاء لايمتلكه الكثيرون.
ألإبداع ياسيدي – حسب اعتقادي – هو موهبة ربانية، وبذلك أتفق مع الروحانيين، ودِربة ومثابرة، وهنا أتفق مع العلمانيين.. أيضا.
وأتفق مع جنابكم جداً.. وطبعاً مع معلمنا الكبير "جبران خليل جبران" بأن الأزمة تخلق المواقف، وتثوِّر طاقات كامنة.
لكني أختلف معكم بمسألة..
فالوجوديون، وعلى رأسهم "أبو العلاء المعري" ومن ثم "جان بول سارتر" هم الأحرص على الموت، كونهم يدركون أن الحياة مستمرة بالمواقف.
وما مقولة "نيتشة" مُبتكر الشخصية الهائلة "سوبرمان" إلا تأكيد لما نقول..
فالقلق حالة، تستنطق إبداع.
وأخيراً أقول..
طالما هناك وعي عالٍ متمثل بجنابكم، ومن هم بألَقكم.. سيطيب لي هذا المكان، فاقبلوني.

قديم 11-07-2013, 09:59 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
للوهلة الأولى ظننت انني انتظر مع بيكيت عودة غودو و لكن مع الدخول في مفاصل النص الذكي عرفت ان هناك قراءة نقدية تحترم وعي المتلقي من غير ان تحط من ذكاء الكاتب .. في كلام آخر يحاول الناقد ان يقدم جرعة نقدية عالية الكثافة للقارئ دون ان يتعالى عليه او يحشو نصه بالمصطلحات التي يحتاج فهمها الى عمر كامل للوقوف على معانيها
و حين يطرح النص النقدي العلاقة بين الابداع و الجنون فأجد ان اغلبنا معني بهذا الموضوع و كثيرا ما يلقبوننا بالمجانين على شكل سبة و لكن ارى ان الكاتب الذي لا يملك بعضا من الجنون و يبقى مستحضرا وعيه طوال الوقت سيكتب نصا خاليا من الروح و من الدهشة التي هي برأيي الاعلى قيمة في النص الادبي
و قد حاول الكثير من الادباء ان يستحضروا الحالة / الجنون/ بمؤثر خارجي ليكونوا على شفرة الوعي حيث يكون حادا جدا فكان منهم بودلير و مالارميه و شيلي و ادجار الان بو و ادوارد كراولي و غيرهم باستخدام المواد المخدرة .. و كانوا يقدمون أجمل كتاباتهم
و يقول علم النفس أن من يدمن هذه المؤثرات الصناعية يمكنه الاستشفاء منها جسديا و لكنه لا يستطيع أن يقنع روحه بالتخلي عن الحالة الأثيرية التي كانت تخلقها له
و بمطلق الاحوال لا يستقيم إبداع دون ان يعتريه الجنون
قراءة نقدية في لبوس ميتكر
أبدعت بها أ. عمر مصلح
تحيتي لك

قديم 11-08-2013, 10:38 PM
المشاركة 5
عمر مصلح
فنان تشكيلي وأديب عـراقـي
  • غير موجود
افتراضي
للوهلة الأولى ظننت انني انتظر مع بيكيت عودة غودو و لكن مع الدخول في مفاصل النص الذكي عرفت ان هناك قراءة نقدية تحترم وعي المتلقي من غير ان تحط من ذكاء الكاتب .. في كلام آخر يحاول الناقد ان يقدم جرعة نقدية عالية الكثافة للقارئ دون ان يتعالى عليه او يحشو نصه بالمصطلحات التي يحتاج فهمها الى عمر كامل للوقوف على معانيها
و حين يطرح النص النقدي العلاقة بين الابداع و الجنون فأجد ان اغلبنا معني بهذا الموضوع و كثيرا ما يلقبوننا بالمجانين على شكل سبة و لكن ارى ان الكاتب الذي لا يملك بعضا من الجنون و يبقى مستحضرا وعيه طوال الوقت سيكتب نصا خاليا من الروح و من الدهشة التي هي برأيي الاعلى قيمة في النص الادبي
و قد حاول الكثير من الادباء ان يستحضروا الحالة / الجنون/ بمؤثر خارجي ليكونوا على شفرة الوعي حيث يكون حادا جدا فكان منهم بودلير و مالارميه و شيلي و ادجار الان بو و ادوارد كراولي و غيرهم باستخدام المواد المخدرة .. و كانوا يقدمون أجمل كتاباتهم
و يقول علم النفس أن من يدمن هذه المؤثرات الصناعية يمكنه الاستشفاء منها جسديا و لكنه لا يستطيع أن يقنع روحه بالتخلي عن الحالة الأثيرية التي كانت تخلقها له
و بمطلق الاحوال لا يستقيم إبداع دون ان يعتريه الجنون
قراءة نقدية في لبوس ميتكر
أبدعت بها أ. عمر مصلح
تحيتي لك


گودو.. لن يؤوب
هذا ما قاله العَبَث للحقيقة المتلصصة من كوة باب الانتظار.
ولم يُعلن صاموئيل بيكت عن هوية گودو.. إن كان المخلِّص أم الأمل.
لكن غرائبية التكوين، جعلت أبواب التأويل مفتوحة.. خصوصاً بعد أن اشتغل على أسلوب، ألغى المألوف.
حين فكرت بالكتابة عن الأستاذ عبدالكريم سمعون.. وضعته على مشرحتي، وفصلته – كما هو – يعيش.. بكل عبثه، وغرائبيته.
فهو متمرد، يعقلن مالايعقل ويعوِّق الصحو بأول استهلال جنوني، حيث يرى العالم بأبعاد رباعية تنويرية.. معتمداً على رؤاه التأويلية للأشياء، ويُدخل المسكوت عنه إلى صالة التشريح ليعمل بمبضع من ألق.. غير مبال بالتابوات أو الشرعنة المتفق عليها، كونه يمتلك قانوناً ودستوراً "سمعوني" خاص.
وفقاً لهذا.. استنسخته أربع نسخ.
ولكي أبتعد – كما تفضلتم سيدتي الغالية – عن التوعير المصطلحي، واللغة الأكاديمية الجافة.. مسْرَحتُ العمل.. كي يكون مقروءاً أكثر.
وخصوصاً من هو معني بالجنون.
حيث – كما أسلفتم – أن كل المبدعين هم مجانين، وإلا سينتجون نصوصاً قد تكون صالحة معرفياً، ولكنها تشكو من جفاف المشاعر.
سيدتي الأندى..
من دواعي سروري، أن أتعرف على رأي مهم، ووعي عال، كأنتِ.
لكِ أرفع القبعة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عبدالكريم سمعون .. بين الإبداع والجنون
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفن التشكيلي ومتلازمة الإغماء والجنون فيصل الغامدي منبر الفنون. 8 10-12-2020 10:01 AM
قلبي والجنون مساعد المالكي منبر شعر التفعيلة 7 11-02-2019 03:36 AM
ما المقدم في الهوي إلى السجود: اليدين أم الركبتين؟ الشيخ / عبدالكريم الخضير حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 02-25-2017 11:10 AM
من لديه سؤال يستطيع عرضه على الشيخ / عبدالكريم بن عبدالله الخضير ( حفظه الله ) عضو حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 01-26-2017 11:58 AM
سيرين بنت شمعون رضي الله عنها أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 11-24-2015 07:37 PM

الساعة الآن 03:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.