احصائيات

الردود
1

المشاهدات
2532
 
احمد عطية
من آل منابر ثقافية

احمد عطية is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Oct 2012

الاقامة

رقم العضوية
11654
11-06-2012, 08:52 AM
المشاركة 1
11-06-2012, 08:52 AM
المشاركة 1
افتراضي انه القدر
سلام عليكم آل المنابر دى اول مشاركة ليا معاكم هنا واول حاجة اكتبها اصلا فيارب تعجب حضرتاكم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
انه القدر
-----------------
بعد ان إرتشف أخر رشفه من فنجان قهوته المرة التى عادة لا يحبها وسحب اخر
نفس من الشيشة التى لم يقربها قط سابقاً حتى تحولت نارها رماداً ثم زفر نفس
السموم هذا بفخر كأنه انجز شئ للتو ومسح بمنديله دموع وهمية لم تسل بعد ثم
ارتدى نظارته التى ادمن ارتدائها مؤخراً وكأنها بمثابة حاسة البصر ليس عينيه
وضع اخر خمسة جنيهات لديه تحت الفنجان المزخرف الفارغ وغادر المقهى الذى
اعتاد إرتياده هذه الايام بكثرة إلى الشارع الطويل المؤدى للبحر يدق الارض بعينيه
قبل قديمه ثم عبر طريق الكورنيش المزدحم بالسيارت غير عابئ بها ويتعجب كيف
تتجنبه السيارات المسرعة ولا تصدمه ألا يكفى عبوس وجهه لاستفزازها كى
تقضى عليه او الارض التى سئمت نظراته لها كيف تنشق وتبتلعه او البحر الذى
كره كئابة صحبته كى يحمله الى مثواه الاخير فى الاعماق ولكنه نجا على اى حال
من هذا تلك وذاك .
هو الان يخلع نظارته التى توارى حمرة عينيه , كم يكره هذا اللون اللعين المتسع
لآمال واحباطات الجميع فهو يمثل الحب والقلوب والورود وهو نفسه يمثل الدماء
والعنف و الانتقام .
ثم حدق فى البحر تحت قدميه واخذ يستعرض شريط الذكريات المعتاد لأى محبط
يجلس امام البحر , فهو الشاب المجتهد الدؤوب خريج الهندسة الممتلئ بالطموح ..
طموح يكفيه لبلوغ القمر دون ان يعمل بوكالة ناسا او يمتلك البساط السحرى ,
يحظى بصداقات حقيقية وأناس يحبونه وملاك تبادله الحب والاحلام وحتى هذا
الطموح الجامح , حبه الاول الصادق الذى احبها منذ الصغر وإرتبطا سويا حتى
التخرج من الجامعة ولكنها اختفت فجاة من حياته تماماً .
نظر الى نفسه وكيف تبدل حاله من انسان ناجح محبوب من الناس بجانبه حبيبته
التى شاطرته آماله ولكن القدر اشفق عليها من ان تشاطره الامه , كم يحبها الله
ويكرهه هو كم أراحها الله وابتلاه هو ثم ودع البحر بعينيه للحظات ونظر لاول مرة
منذ شهور للسماء , أهى حمراء اللون أم هذا بفعل لون عينيه التى حولت زرقة
السماء فى عصر اليوم إلى حمرة الغروب وتذكر الله الذى طالما نساه فى فرحه
وحزنه على السواء و لأول مرة فتح صدره لله واخذ يبثه أحزانه وأشواقه أيضاً
ودعى دعاء صامت ولكنه كفيل ان يجعل امواج البحر الهادئة طوفان , دعى الله ان
يشمله بعطفه وعنايته وان يبدل حاله وان يحظى بحياة كريمة وان يرى حبيبته مرة
واحدة فقط , مرة واحدة وان مات بعدها .
فما ان فرغ من سكونه وصلاته حتى سمع اذان المغرب ان حى على الصلاة حى
على الفلاح فلبى النداء و ذهب للمسجد القريب وصلى ثم جلس يقرأ القران حتى
صلاة العشاء فصلى وختم بالشفع والوتر عندها احس براحه تامة وانه عائد لمجده
القديم وان زاد عليها طاعته لله ايضا .
بعد اشهر قلائل تبدل حاله تمام فها هو المهندس الناجح المفعم بالحياة واعجاب من
حوله ودخل مرتفع مكنه من شراء سيارة بالقسط , تغير كثيراً من وجه عبوس لاخر
بشوش ينتشى بالتفاؤل ومن عينين كئيبتين الى اخرى ضاحكتين تنير الطريق له
ولغيره .
بعد انتهاء يوم طويل غير شاق فى العمل قرر ان يذهب الى المقهى القديم فذهب
وجلس متلذذاً بالمشروب المثلج يتأمل كيف اصبح حاله لا يؤرقه الا بعض التخلجات
النفسية عن حبه الضائع .
وبعد ان ترك الحساب على الطاولة المعتادة قرر ان يترجل حتى البحر الذى تحمل
منه الكثير فى حزنه فبالله كيف يكون انانياً الى هذا الحد ولا يريه وجهه المبتسم .
قطع الشارع الطويل وشرع ان يعبر طريق الكورنيش واذا به يحس بقلبه يهفو منه
اذ به يرى ملاكه الصغير عبرت للتو الطريق وذهبت الى نفس البقعة التى دعى
منها ان يراها , ذهبت اليها وجلست واعطت للعالم كله ظهرها .
ظل ثابتاً فى مكانه متوتراً فرحاً حزناً حذراً .. ما هذه المشاعر المتداخلة ؟!
صب جم تركيزه فى اختيار كلماته الاولى لها .. هل يقول لها افتقدك بشده ام يعاتبها
على هجرها له طاعة لوالدها .. هل يريها قسمات وجهه الغاضبه منها .. لا لا
سوف يخزله وجهه ويسلبه قلبه ارادته ويبوح لها بإشتياقه لها .. اذن هيا افق من
هذه الغيبوية اللذيذة واذهب اليها ولكن .. افاق على صرخة طفلة ممسكة بيد امها
المذهولة والبوق العصبى لاحدى الشاحانات التى اعلنت للجميع انها حصلت اليوم
على ضحية واليوم بالذات صدمته بقوة شديدة لم يشعر فيها بأى ألم وألقت به
بعيد اً ومازال نظره معلقا بفتاته التى قطع خلوتها ضوضاء السيارات وصرخات
الماة ونظرت خلفها لترى ماذا حدث ولكن تجمع الناس اعاق رؤيتها للضحية الملقاه
على الارض وخاف هو ان تلحظ ان حبيبها هو الضحية ذاتها عندها سيشعر بالالم
الحقيقى ليس الم الحادثة ولكن " ألم من يتألم لأجلك " .
سقط هو على الارض وسقطت هى فى سكونها مرة ثانية وسط انقابضة قلبها المفاجأة مرحبة بالدموع التى
فاجئتها ولا تعرف لماذا فى هذا الوقت بالتحديد ! ادارت وجهها مرة اخرى للبحر
فبلا شك لديها ما يؤرقها اكثر من مجرد حادث وقع لأحد البلهاء الذين يعبرون
الشارع بإهمال .
استقر ارضاً ودم ينزف من رأسه ولا يقوى على تحريك عضلة واحدة من جسده
وسط تجمع الناس حوله والذين ينظرون بإشفاق نحوه , ولكنه كان ينظر للسماء كم
يراها جميله مذهدرة بزرقتها وسحبها وإرتسمت على وجهه ابتسامة راضية كأنه
يرى الجنة من موضعه .. ولكنها كانت لشئ اخر .. فهى لرؤية حبيبته لاخر مرة
كما تمنى ... " كم كان القدر دقيقا فى كل شئ " .
اغمض عينيه وفارق الحياة وعلى وجهه ابتسامة راضية ودمعة متسربة ..فلقد
استجاب الله لكل دعواته على أى حال .
*******************************************


قديم 11-11-2012, 08:00 AM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صباح الورد
أ. أحمد عطية أرحب بك في منابر ثقافية مع هذه القصة التي تنشرها كعمل أول
أهلا بك معنا
متمنية لك اجمل الأوقات


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: انه القدر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القدر المتجلي أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 08-26-2021 08:42 AM
رياح القدر عبد الرزاق مربح منبر البوح الهادئ 2 01-07-2021 01:39 PM
يد القدر (قصة قصيرة) محمد فتحي المقداد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-06-2020 05:31 PM
أجراس القدر !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر القصص والروايات والمسرح . 6 12-06-2015 03:02 PM
فضل ليلة القدر عبدالسلام حمزة منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-21-2010 02:55 PM

الساعة الآن 07:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.