قديم 08-31-2016, 04:36 PM
المشاركة 81
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشّريف الرّضي

يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ
لِيهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ
وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ
بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ
ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ
عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ
سهم أصاب وراميه بذي سلم
مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ
يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ
يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا
بما طوى عنك من أسماء قتلاك
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ

************************************************** ************************
حميــد
عاشق العراق
31 - 8 - 2016
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 09-20-2016, 06:09 AM
المشاركة 82
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قرار
إنّي عشِقْتُكِ.. واتَّخذْتُ قَرَاري فلِمَنْ أُقدِّمُ - يا تُرى - أَعْذَاري
لا سلطةً في الحُبِّ.. تعلو سُلْطتي فالرأيُ رأيي.. والخيارُ خِياري
هذه أحاسيسي.. فلا تتدخَّلي أرجوكِ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ..
ظلِّي على أرض الحياد.. فإنَّني سأزيدُ إصراراً على إصرارِ
ماذا أَخافُ؟ أنا الشّرائعُ كلُّها وأنا المحيطُ.. وأنتِ من أنهاري
وأنا النّساءُ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً بأصابعي.. وكواكباً بِمَدَاري
خَلِّيكِ صامتةً.. ولا تتكلَّمي فأنا أُديرُ مع النّساء حواري
وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري
وأنا أُرتِّبُ دولتي.. وخرائطي وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري
وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري
أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ.. متسلِّطٌ في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ
فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري..
إنْ كانَ عندي ما أقولُ.. فإنَّني سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ...
عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي مراكبي، وصديقَتَا أسْفَاري
إنْ كانَ لي وَطَنٌ.. فوجهُكِ موطني أو كانَ لي دارٌ.. فحبُّكِ داري
مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ.. وأنتِ لي هِبَةُ السماء.. ونِعْمةُ الأقدارِ؟
مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي مِنْ لُؤلُؤٍ.. وزُمُرُّدٍ.. ومَحَارِ؟
أَيُناقِشُونَ الدّيكَ في ألوانِهِ ؟ وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟
يا أنتِ.. يا سُلْطَانتي، ومليكتي يا كوكبي البحريَّ.. يا عَشْتَاري
إنّي أُحبُّكِ.. دونَ أيِّ تحفُّظٍ وأعيشُ فيكِ ولادتي.. ودماري
إنّي اقْتَرَفْتُكِ.. عامداً مُتَعمِّداً إنْ كنتِ عاراً.. يا لروعةِ عاري
ماذا أخافُ؟ ومَنْ أخافُ؟ أنا الذي نامَ الزّمانُ على صدى أوتاري
وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي من قبل بَشَّارٍ.. ومن مِهْيَارِ
وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ
سافرتُ في بَحْرِ النساءِ.. ولم أزَلْ - من يومِهَا - مقطوعةً أخباري..

نزار قباني
************************************************** *********************
حميــد
عاشق العراق
29 - 8 - 2016

أشكرك أستاذ حميد درويش والمشاركين في هذه الصفحة الجميلة اليانعة قطوفها.

قديم 10-03-2017, 09:25 PM
المشاركة 83
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قارئة الفنجان
جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
وتموتُ كثيراً يا ولدي
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى وورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..

نزار قباني
--------------------------------------------------------
3 / 10 / 2017
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 10-11-2017, 06:47 PM
المشاركة 84
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أشكرك أستاذ حميد درويش والمشاركين في هذه الصفحة الجميلة اليانعة قطوفها.

قديم 02-25-2018, 04:11 PM
المشاركة 85
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعيني أصبّ لك الشّاي، أنت خرافيّة الحسن هذا الصّباح، وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مرّاكشيه وعقدك يلعب كالطّفل تحت المرايا.. ويرتشف الماء من شفة المزهريّه دعيني أصبّ لك الشّاي، هل قلت إنّي أحبّك؟ هل قلت إنّي سعيدٌ لأنّك جئت.. وأنّ حضورك يسعد مثل حضور القصيده ومثل حضور المراكب، والذّكريات البعيده.. دعيني أترجم بعض كلام
من روائع نزار قباني
المقاعد وهي ترحب فيك.. دعيني، أعبّر عما يدور ببال الفناجين، وهي تفكّر في شفتيك.. وبال الملاعق، والسّكريه.. دعيني أضيفك حرفاً جديداً..


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 02-25-2018, 04:26 PM
المشاركة 86
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[size="6"][color="green"]قصيدة أحبك جداً أحبّك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل وأعرف أنك ستّ النساء وليس لدي بديـل وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل لست النساء ماذا نقول أحبك جداً... أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنتِ بمنفى وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ وأعرف أن الوصول إليك انتحـار ويسعدني أن أمزّق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو خيّروني لكرّرت حبّك للمرّة الثّانية يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنونـي أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني أحبك جداً وجداً وجداً وأرفض من نـار حبك أن أستقيلا وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا... وما همّني إن خرجت من الحب حيّا وما همّني إن خرجت قتيلا. قصيدة أشهد أن لا أمرأه إلا أنت أشهدُ أن لا امرأة ً أتقنت اللعبة إلا أنت واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملت واصطبرت على جنوني مثلما صبرت وقلّمت أظافري ورتبّت دفاتري وأدخلتني روضة الأطفال إلا أنتِ .. أشهدُ أن لا امرأة ً تشبهني كصورة زيتية في الفكر والسلوك إلا أنت والعقل والجنون إلا أنت والملل السريع والتعلّق السريع إلا أنتِ .. أشهدُ أن لا امرأة ً قد أخذت من اهتمامي نصف ما أخذتِ واستعمرتني مثلما فعلت وحررتني مثلما فعلت أشهدُ أن لا امرأة ً تعاملت معي كطفل عمره شهران إلا أنتِ .. وقدمت لي لبن العصفور والأزهار والألعاب إلا أنتِ .. أشهدُ أن لا امرأة ً كانت معي كريمة كالبحر راقية كالشعر ودلّلتني مثلما فعلت وأفسدتني مثلما فعلت أشهد أن لا امرأة قد جعلت طفولتي تمتد للخمسين .. إلا أنت أشهدُ أن لا امرأة ً تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت وإن في سُرَّتِها مركز هذا الكون أشهدُ أن لا امرأة ً تتبعها الأشجار عندما تسير إلا أنتِ .. ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي إلا أنتِ .. وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي إلا أنت أشهدُ أن لا امرأة ً اختصرت بكلمتين قصة الأنوثة وحرّضت رجولتي عليَّ إلا أنتِ .. أشهدُ أن لا امرأة ً توقف الزمان عند نهدها الأيمن إلا أنتِ .. وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر إلا أنتِ .. أشهدُ أن لا امرأة ً قد غيرت شرائع العالم إلا أنت وغيرت خريطة الحلال والحرام إلا أنتِ .. أشهدُ أن لا امرأة ً تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال تحرقني .. تغرقني تشعلني .. تطفئني تكسرني نصفين كالهلال أشهدُ أن لا امرأة ً تحتل نفسي أطول احتلال وأسعد احتلال تزرعني ورداً دمشقياً ونعناعاً وبرتقال يا امرأة أترك تحت شَعرها أسئلتي ولم تجب يوماً على سؤال يا امرأة هي اللغات كلها لكنّها تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال أيتها البحرية العينين والشمعية اليدين والرائعة الحضور أيتها البيضاء كالفضة والملساء كالبلور أشهدُ أن لا امرأة ً على محيط خصرها تجتمع العصور وألف ألف كوكب يدور أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي على ذراعيها تربى أول الذكور وآخر الذكور أيتها اللّماحة الشفافة العادلة الجميلة أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة أشهدُ أن لا امرأة ً تحرّرت من حكم أهل الكهف إلا أنت وكسّرت أصنامهم وبدّدت أوهامهم وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت أشهد أن لا امرأة استقبلت بصدرها خناجر القبيلة واعتبرت حبّي لها خلاصة الفضيلة أشهدُ أن لا امرأة ً جاءت تماماً مثلما انتظرت وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت وجاء شكل نهدها مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت أشهدُ أن لا امرأة ً تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت يا امرأة ..كتبت عنها كتباً بحالها لكنّها برغم شعري كله قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت أشهدُ أن لا امرأة ً مارست الحب معي بمنتهى الحضارة وأخرجتني من غبار العالم الثالث إلا أنت أشهدُ أن لا امرأة ً قبلك حلّت عقدي وثقّفت لي جسدي وحاورته مثلما تحاور القيثارة أشهدُ أن لا امرأة ً إلا أنتِ .. إلا أنتِ .. إلا أنتِ .. قصيدة حبّ بلا حدود يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ. أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الراياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا.
نزار قباني

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 02-25-2018, 04:38 PM
المشاركة 87
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصيدة حب بلا حدود

يا سيِّدتي كنتِ أهمّ امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العام
أنتِ الآنَ أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالسّاعاتِ وبالأيَّام
أنتِ امرأةٌ صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ ومن ذهب الأحلام
أنتِ امرأةٌ كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام
يا سيِّدتي: يا مغزولةً من قطنٍ وغمام
يا أمطاراً من ياقوتٍ يا أنهاراً من نهوندٍ يا غاباتِ رخام
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ
لن يتغيّر شيء في عاطفتي في إحساسي في وجداني في إيماني
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلام
يا سيِّدتي لا تَهتمّي في إيقاع الوقتِ،
وأسماء السنوات أنتِ امرأةً تبقى امرأةً في كلّ الأوقاتْ
سوف أحِبُّكِ عد دخول القرن الواحد والعشرين
وعند دخول القرن الخامس والعشرين
وعند دخول القرن التاسع والعشرين
و سوفَ أحبُّكِ حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ و تحترقُ الغابات
يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ ووردةُ كلِّ الحريات
يكفي أن أتهجّى اسمَكِ
حتّى أصبحَ مَلكَ الشعرِ وفرعون الكلمات
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ
و ترفعَ من أجلي الرايات
يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطّائرِ في زَمَن الأعياد
لَن يتغيّرَ شيءٌ منّي لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريان
لن يتوقّف نَبضُ القلبِ عن الخفقان
لن يتوقّف خجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ
حين يكون الحبُ كبيراً و المحبوبة قمراً
لن يتحوّل هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيران
يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ ولا الزينات ولا أجراس العيد
ولا شَجَرُ الميلاد لا يعني لي الشارعُ شيئاً
لا تعني لي الحانةُ شيئاً لا يعنيي أيّ كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعياد
يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلّا صوتَكِ حين تدقُّ نواقيس الأعياد
لاأتذكرُ إلّا عطرَكِ حين أنام على ورق الأعشاب
لا أتذكّر إلّا وجهكِ حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ
وأسمع طَقطَقة الأحطاب ما يُفرِحُني
يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهداب
ما يبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ أعانقُهُ
و أنام سعيداً كالأولاد يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ وأشرب من خمر الرهبان
ما أقواني حين أكونُ صديقاً للحريّةِ والإنسان
يا سيِّدتي: كم أتمنّى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ
وفي عصر التصويرِ وفي عصرِ الرُوَّاد
كم أتمنّى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا أو قرطبةٍ
أو في الكوفَةِ أو في حَلَبً أو في بيتٍ من حاراتِ الشام
يا سيِّدتي: كم أتمنّى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتار
حيث الحبُّ بلا أسوار و الكلمات
بلا أسوار و الأحلامُ بلا أسوار يا سيِّدتي لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ،
يا سيّدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى ممّا كانَ وأعنفَ ممّا كان
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ
في تاريخ الوَردِ وفي تاريخِ الشعْرِ وفي ذاكرةَ الزنبق والرّيحان
يا سيِّدةَ العالَمِ: لا يشغِلُني إلا حبُّكِ في آتي الأيّام
أنتِ امرأتي الأولى أمّي الأولى رحمي الأوّلُ
شَغَفي الأوّل شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفان
يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى
كي أتخبَّأ فيها هاتي يَدَكِ اليُسْرَى
كي أستوطنَ فيها قُولي أيَّ عبارة حُبٍّ حين تبتدئ الأعيادْ قصيدة
من قال لا أحبّك من قال لا أحبّك أحبّك
من قال أنّي لا أحبّك حبيبتي من قال إنّك حبيبتي
إنّك بعضٌ من أحرفي بعضٌ من كلماتي بعضٌ من
حبري بعضٌ من امتداداتي فافهميني وافهمي
أنّي من صلب الشعراء ولدت افهميني وافهمي
أنّي من مزاج الجنون جئت فأنتِ لي كما كلّ النّساء
من قال إنّي لا أحبّك؟ فأنا لكلّ حبّ النساء
أرغب من قال إنّك المرأة التي أريد؟ فأنتِ
كأيّ قصيدةٍ أكتب إنّك بعضٌ من امتداد الغروب
إنّك بعضٌ من امتداد القمر إنّك في قصائدي
بعض من ألواح القدر ألف أنثى، ألف أنثى داخل قصائدي،
وألف حبٍّ ألف عشق داخل دمي
ألف امرأةٍ لها أنتمي فافهميني
وافهمي أنّك لست حبّاً أوّل وأخير
وأنّك لست في قلبي عشقاً أثير إنّك حبيبتي كما كلّ لوحاتي
وكما كلّ محطّاتي كألف ألف قصيدة أكتب نهر الأحزان عيناكِ كنهري أحـزانِ نهري موسيقى.. حملاني لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ نهرَي موسيقى قد ضاعا سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني الدمعُ الأسودُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ بيـانِ عيناكِ وتبغي وكحولي والقدحُ العاشرُ أعماني وأنا في المقعدِ محتـرقٌ نيراني تأكـلُ نيـراني أأقول أحبّكِ يا قمري؟ آهٍ لـو كانَ بإمكـاني فأنا لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني سفني في المرفأ باكيـةٌ تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ ومصيري الأصفرُ حطّمني حطّـمَ في صدري إيماني أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟ يا ظـلَّ الله بأجفـاني يا صيفي الأخضرَ ياشمسي يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا أحلى من عودةِ نيسانِ؟ أحلى من زهرةِ غاردينيا في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي فدموعُكِ تحفرُ وجـداني إني لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ ..و أحزاني أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟ آهٍ لـو كـان بإمكـاني فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ لا أعرفُ في الأرضِ مكاني ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ إنـي نسيـانُ النسيـانِ إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي عنّي.. عن نـاري ودُخاني فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ... وأحـزاني قارئة الفنجان جَلَسَت والخوفُ بعينيها تتأمَّلُ فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب.. ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود فمُها مرسومٌ كالعنقود ضحكتُها موسيقى وورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ.. وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ.. من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً لكنّي.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبهُ أحزانك مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ... وترجعُ كالملكِ المخلوع.. شؤونٌ صغيرة تمر بها أنت .. دون التفات تساوي لدي حياتي جميع حياتي.. حوادث .. قد لا تثير اهتمامك أعمر منها قصور وأحيا عليها شهور وأغزل منها حكايا كثيرة وألف سماء.. وألف جزيرة.. شؤون .. شؤونك تلك الصغيرة فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة وكلي أمان ألاحق مزهوة معجبة خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان دوائر.. دوائر وترحل في آخر الليل عني كنجم، كطيب مهاجر وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التبغ والذكريات وأبقي أنا .. في صقيع انفرادي وزادي أنا .. كل زادي حطام السجائر وصحن .. يضم رمادا يضم رمادي.. وحين أكون مريضة وتحمل أزهارك الغالية صديقي.. إلي وتجعل بين يديك يدي يعود لي اللون والعافية وتلتصق الشمس في وجنتي وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة.. تمنيت كل التمني صديقي .. لو أني أظل .. أظل عليلة لتسأل عني لتحمل لي كل يوم ورودا جميلة.. وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا .. يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير بشوق سنونوة شاردة وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي علي دفيئا .. مليئا .. قوي كصوت نبي كصوت وارتطام النجوم كصوت سقوط الحلي وأبكي .. وأبكي .. لأنك فكرت في لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي.. ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة.. وأبقي أنا .. في ضباب الضباب كأني سؤال بغير جواب.. أحدق فيك وفي المكتبة كما تفعل القطة الطيبة تراك اكتشفت؟ تراك عرفت؟ بأني جئت لغير الكتاب وأني لست سوى كاذبة .. وأمضى سريعا إلى مخدعي أضم الكتاب إلى أضلعي كأني حملت الوجود معي وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور وأنبش بين السطور .. وخلف السطور وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور ورأسي يدور .. كأني عصفورة جائعة تفتش عن فضلات البذور لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير تركت بإحدى الزوايا .. عبارة حب قصيرة .. جنينة شوق صغيرة لعلك بين الصحائف خبأت شيا سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا .. وحين نكون معا في الطريق وتأخذ - من غير قصد - ذراعي أحس أنا يا صديق .. بشيء عميق بشيء يشابه طعم الحريق على مرفقي .. وأرفع كفي نحو السماء لتجعل دربي بغير انتهاء وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع لكي يستمر ضياعي وحين أعود مساء إلى غرفتي وأنزع عن كتفي الرداء أحس - وما أنت في غرفتي - بأن يديك تلفان في رحمة مرفقي وأبقي لأعبد يا مرهقي مكان أصابعك الدافئات على كم فستاني الأزرق .. وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع كأن ذراعي ليست ذراعي.
نزار قباني

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 03-18-2018, 08:44 PM
المشاركة 88
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أشكرك أستاذ حميد درويش والمشاركين في هذه الصفحة الجميلة اليانعة قطوفها.

قديم 05-16-2019, 12:03 PM
المشاركة 89
أماني عبدالعزيز
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: [ " أروعُ ما قالَهُ الشعراءُ العربُ في الغَزَل ِ " ]
مواضيع مبهرة بحق وثمار يانعة قطوفها لكل عقل مستنير الشكر كل الشكر لأستاذي حميد درويش

جمال البسمات يساوي جمال الحياة
قديم 05-18-2019, 04:45 PM
المشاركة 90
مالك عدي الشمري
فولتير
  • غير موجود
افتراضي رد: [ " أروعُ ما قالَهُ الشعراءُ العربُ في الغَزَل ِ " ]
شعر رقيق مثل رقة الغزل والحب

وردة لكِ

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " أروعُ ما قالَهُ الشعراءُ العربُ في الغَزَل ِ " ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
عودة حساب "البريك" على "تويتر".. ويتهم 3 فئات بالتسبب بإغلاقه علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-13-2013 12:28 AM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 09:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.