يا ربيعاً في مَدى الزَّمنِ = يا عبيرَ الرُّوحِ يا وَطَني
ياحَنيْناً صِرتَ يا ألَماً = بالدَّمِ المسفوحِ يكتبني
أرضُ خيرٍ والربيعُ سَنا = نَيِّرَ الأحلامِ فَلْتَكُنِ
وربيعُ الأرضِ أُغنيَةٌ = تأخذُ الألبابَ في العَلنِ
وجمالٌ فيهِ مِنْ أَلَقٍ = ساحرٍ في وَجْهِ ذي فِتَنِ
تَغتذيهِ النفسُ مسرفةً = فتلوذُ العينُ بالوسنِ
** = **
يا ربيعاً يَرتدي أملاً = باسماً من وجهِهِ الحَسَنِ
تسألُ الأحلامُ حائرةً = عن ربيعِ الجَوْرِ والفِتَنِ
وأراضي العُرْبِ ظالمةٌ = صعبةُ الجيرانِ والسَّكنِ
ويحَهُ القلبُ الكسيرُ شدا = فالصّدى يبكي على سَننِ
وزُهورُ الحُسنِ ذاويةٌ = في وجوهِ الناسِ والدِّمَنِ
ما ذواها غير غربتِها = غربة الأحرارِ في الوطنِ
وظلامُ الليلِ حاكَ لها = بالمُدى ثوباً منَ الحَزَنِ
أسرفتْ أنواءُ عَتْمتِهِ = وضياءُ الصُّبح لمْ يَحُنِ
لن يكونَ الحَرفُ أغنيةً = للهوى ما دُمتُ في مِحَنِ
إنْ مدادُ الحرفِ كانَ دَمي = وجُنونُ الريحِ يصفعُني
ودموعي دونَهُ نزفتْ = مثلَ غيثِ العارِضِ الهَتِنِ
فالذي قد كنتُ أحذرُهُ = من سِهامِ الغيبِ أَدْركنِي
غَرَّدَ العُصفورُ منْ ألمٍ = مثلُهُ الأنوارُ في الفَنَنِ
مِن دَمٍ تجري جداولُهُ = في بوادي العُربِ والمُدُنِ
يُكتبُ التاريخُ في صُحُفٍ = بيَدِ الشِّريرِ والحَسَنِ
كاتبٌ عدلٌ وذو كذبٍ = كلُّهمْ يحكي عن الزمنِ
واحدٌ من طِيبِ مَشْرَبِهِ = واحدٌ من مائهِ الأسِنِ
والبَرايا يَهرِفونَ بهِ = بالذي كانَ ولم يَكُنِ
أيُّ عدلٍ ، كاذِبٌ أَشِرٌ = ويسودُ الناسَ في وطني ؟
أيُّ عدلٍ ، والخُنوعُ إبا = والأبيُّ الحُرُّ في الكَفَنِ ؟
** = **
ليلنُا طالَ وتاقَ بهِ = كلُّ ذي روحٍ إلى السّكنِ
غيرَ أنَّ الصُّبحَ عاجَلَهُ = باعتناقِ النورِ للفَنَنِ
وأَذانٌ بالخُشوعِ عَلا = هامةَ الإظلامِ والمِحَنِ
فامْتطَى الإصباحَ فارسُهُ = من رُبوعِ الشام لليمن
وقُطوفُ المجدِ غاليةٌ = وانْبرَى الأحرارُ للثّمنِ
وأزاح الحقُّ منتصراً = جُدُرَ الطُّغيانِ والإحن
ها هو الإيمان يوقظُ ما = كانَ في الأرواحِ منْ وَهَنِ
كلَّما هَبَّتْ نسائمُهُ = عادَ حلْمُ البُرءِ للزَّمِنِ
ذلك القرآنُ منهجنا = صحَّ فيهِ القولُ للفَطِنِ
وجلالٌ ذكرُ مدّكِرٍ = في الضّحى أو ساعةِ الوَسَنِ
وحديثُ المُصطفى أثرٌ = يُقتفى من غابرِ الزمنِ
وقُرَانٌ فيهِ عِزَّتُنا = وربيعٌ في رُبى الوطنِ