قديم 10-28-2010, 03:12 PM
المشاركة 51
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رد الفعل المصري على عملية الثغرة :
جرت كل المعارك السابق شرحها في إطار ظن القوات المصرية أن العدو يقوم بمحاولة لتدمير رءوس كباري الجيش الثانى ولم تنم إلى معلومات القيادة حقيقة الخطة التي أعدها العدو بغرض عبور القناة إلى الجانب الغربي بقوة ثلاث فرق كاملة ,

ولهذا فقد ظلت القيادة في معزل عن هذه الأنباء طيلة يوم 16 أكتوبر وهو اليوم الذى عبرت فيه قوة المظلات المدعمة بسرية دبابات ,
وعندما تم اكتشاف بوادر وجود هذه القوة ظل الظن أنها قوة صغيرة للعدو لا تزيد عن سبعة دبابات وهدفها هو التخريب وإشاعة الفوضي في الخطوط الخلفية ,
ولهذا قام قائد الجيش الثانى بالنيابة اللواء تيسير العقاد والذي تولى القيادة خلفا للواء سعد مأمون بإصدار أوامره لكتيبة دبابات بتدمير هذه القوة التي ظنها قوة صغيرة مما تسبب في عجز الكتيبة عن أداء مهمتها ,
ولا شك أن تغيير قيادة الجيش الثانى الميدانى في هذا التوقيت ساهمت في أن تكون بيانات قيادة الجيش الثانى عن مدى قوة العدو في الضفة الغربية بيانات غير دقيقة ,
وعزا الخبراء هذا الخلل في المعلومات إلى تقصير في مهمات المخابرات الحربية والإستطلاع التي عجزت عن استطلاع القوة الحقيقية للعدو في الوقت المناسب , فضلا على خطأ التصور من القيادة وعجزها خلال يومى 16 و17 أكتوبر من إدراك الهدف الحقيقي للعملية وأنها عملية عبور كبيرة ,
ولهذا ظلت القيادة المصرية مطمئنة إلى الأنباء التي وصلتها باعتبار القوة العابرة قوة هينة لم تلبث أن تتعرض للإبادة ,
وهو ما ثبت خطؤه فيما بعد ولم يتم استغلال انعزال قوة المظلات المدعمة بالدبابات عن قيادتها ليومين كاملين , ولو وصلت معلومات صحيحة عنها إلى القيادة في الوقت المناسب لتحققت مخاوف الإسرائيليين من إبادة لواء المظلات العابر بالكامل مع دباباته بنفس الطريقة التي واجهت بها قوات اللواء 16 مشاة والفرقة 21 المدرعة قوات فرقة شارون شرق القناة وقوات إبراهام آدان التي حاولت تأمين منطقة العبور ,

وفى تلك الظروف أيضا تم تعيين اللواء عبد المنعم خليل والذي كان قائدا للمنطقة المركزية قائدا للجيش الثانى الميدانى بدلا من اللواء تيسير العقاد ريس أركان حرب الجيش !
ولا شك أن هذا القرار خدم العملية الإسرائيلية من حيث لا يتوقعون حيث أن اللواء عبد المنعم خليل كان بعيدا عن الجبهة ولم يحتك بأحوال الجيش الثانى وعندما طلب القائد الجديد المعلومات التفصيلية عن أحوال المعارك أحاله الفريق الشاذلى إلى اللواء محمد غنيم نائب رئيس هيئة العمليات والذي أحاطه علما بالأوضاع وفق ما وصلت للقيادة من معلومات مغلوطة ,
فلم يعلم القائد الجديد عبد المنعم خليل شيئا عن عمق الإختراق وتلقي المعلومات على أساس أنها قوة صغيرة لا تزيد عن سبع دبابات لا أكثر !
وكان قرار تغيير القيادة بعبد المنعم خليل قرارا غير موفق نظرا لأن اللواء تيسير العقاد كان رئيسا لأركان الجيش وهو الأكثر احتكاكا بأحواله والأقدر من غيره في تلك الظروف , وهذا دون الإقلال من قيمة وكفاءة كليهما , لا سيما وأن الأسباب التي دعت القيادة لهذا الإختيار أن اللواء عبد المنعم خليل كان قائدا سابقا للجيش الثانى لمدة ثلاث سنوات قبل الحرب ,
ولكن القيادة السابقة لا تعنى بالضرورة لزوم القيادة أثناء المعارك والعمليات لا سيما في ظل ظرف كالإختراق الحادث , وهذه هى وجهة نظر اللواء جمال حماد وكثير من المحللين وهى وجهة نظر صحيحة , إذ أن القيادة في الجبهة وأثناء العمليات أقدر من غيرها ـ حتى لو فاقتها كفاءة ـ في حسن إدارة المواقف الطارئة

وقد وصل اللواء عبد المنعم خليل لمركز قيادته مساء 16 أكتوبر وهو الموعد الذى علم فيه المشير أحمد إسماعيل والرئيس السادات بأمر القوات الإسرائيلية في الغرب من خلال خطاب جولدا مائير في مساء نفس اليوم ,
وعندما طلبا المعلومات حول هذا الخصوص جاءتهما المعلومات المنقوصة بأن القوات العابرة قوة صغيرة فقط , وعليه أكد المشير إسماعيل للواء عبد المنعم خليل أن يقوم بتدمير هذه القوة عقب انتهائه من دراسة موقف جيشه في العمليات ,
وللأسف استمرت وجهة نظر القيادة المصرية في الإستهانة بأمر القوة الإسرائيلية العابرة للغرب
وكان داعى الإستهانة هو قوة الهجوم الإسرائيلي المكثف على الفرقة 16 مشاة والذي كانت تهدف منه القيادة الإسرائيلية إلى شغل القوات المصرية عن نيتها الأصلية وهى فتح الفرصة أمام الفرق الثلاث المعدة للعبور للغرب
ولهذا ظلت القيادة المصرية تعتقد أن مهمة القوة الإسرائيلية التي عبرت كطليعة لبقية الفرق ما هى إلا مهمة نفسية وتخريبية هدفها إشاعة الفوضي في خلفية الجيش الثانى وإحداث أثر نفسي يمكنها من نجاح الهجوم في الشرق ,
ولهذا ركزت قيادة الجيش الثانى على ضرب الهجوم الإسرائيلي في الشرق وتمكنت من إلحاق الخسائر الفادحة المتوالية بالقوات الإسرائيلية والتى تعجب المصريون من تكرار هجومها رغم الخسائر ,
ولكن كان رهان القوات الإسرائيلية قائما على أن تتم عملية العبور إلى الغرب في غفلة من القوات المصرية عن هدفها الرئيسي وفى سبيل ذلك الهدف ضحت القوات الإسرائيلية بهذه الخسائر على أمل تحقيق النجاح المطلوب ,


قديم 10-28-2010, 03:13 PM
المشاركة 52
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكانت النقطة الخطرة التي وقعت فيها القيادة المصرية هى ضآلة معلومات الإستطلاع وظروف تغيير القيادات التي جاءت بمصادفة قدرية لكى تمنح الخطة الإسرائيلية دماء الحياة بعد أن كانت محاولتها تُمنى بفشل ذريع يتمثل في خسارتها لجميع قواتها المشاركة في العملية شرق وغرب القناة ,
فمن شرق القناة كانت الفرقة 16 مشاة قد تكفلت بكل القوات الإسرائيلية المهاجمة وفى غرب القناة في يوم 16 لو كانت المعلومات التي وصلت عن القوة الإسرائيلية صحيحة لتم القضاء عليها قضاء مبرما عن طريق القوة المناسبة ,

وقد استمر غياب المعلومات الدقيقة قائما حتى بعد يوم 17 أكتوبر وعليه كانت معالجة ثغرة الإختراق من وجهة نظر المصرية لا زالت تتركز على المعالجة من شرق القناة لا غربها ,
ونظرا لأن المعلومات كانت تشير لمحدودية القوة العابرة فقد صدرت الأوامر بالقضاء على ثغرة الإختراق عن طريق تكليف اللواء 25 المدرع المستقل بهذه المهمة , على أن تتم في مواجهة ثغرة الإختراق من الشرق لا الغرب وكان اللواء 25 المدرع المستقل قد عبر من الغرب إلى الشرق ليكون ملحقا بالفرقة 7 مشاة أثناء تطوير الهجوم ,
وتم تعويض الفرقة 7مشاة بكتيبة دبابات من الفرقة 4 المدرعة ,
وكانت الخطة التي أعدتها القيادة سليمة نظريا ـ على حد تعبير اللواء جمال حماد ـ ولكنها كانت مخالفة للواقع حيث أن قوة الإختراق في الشرق عند معبر الدفرسوار كانت بقوة ثلاثة ألوية مدرعة أى ثلاثة أمثال قوة اللواء 25 المدرع بينما القوات الإسرائيلية في الغرب كانت لا تتعدى كتيبة دبابات ملحقة بلواء مظلات ,
ولو تم دفع اللواء 25 المستقل إلى غرب القناة بدلا من شرقها لتمكن من القضاء على الثغرة بسهولة عن طريق تدميرها من الغرب , وهو ما عارضه الرئيس السادات وأصر على عدم سحب هذا اللواء وأن يقوم بمهاجمة قوات الثغرة وتدميرها في شرق القناة , متأثرا بمعلومات صغر القوة الإسرائيلية في الغرب
وكان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميدانى قد استقرأ الأحداث وعارض المهمة التي تم تكليف اللواء 25 المدرع مستقل بها وحاول تعطيلها بكل السبل إلا أوامر القيادة فى المركز رقم 10 كانت صارمة بوجوب تنفيذها وثبت أن اللوا واصل كان على حق تماما في توقعاته من أن اللواء 25 المدرع سيواجه خطر التدمير نظرا لفارق القوة بينه وبين فرقة المدرعات الإسرائيلية التي تواجهه بقيادة إبراهام أدان عند معبر الدفرسوار
واندفع اللواء إلى مهمته الإنتحارية لمواجهة فرقة إبراهام المتأهبة والتى تزيد على ثلاثة أمثاله في القوة وهو يواجهها منفردا فضلا على تسلح فرقة إبراهام بعدد كثيف من صواريخ تاو المضادة للدبابات والتى وصلت مع الجسر الجوى الأمريكى ,
واشتبك اللواء 25 المدرع مع الفرقة دون أى معاونة متوقعة من الفرقة 21 المدرعة والتى كان من المفروض أن تعاون اللواء في مهمته غير أن خسائرها في حروبها السابقة ضد قوات العدو منعتها من المعاونة المطلوبة ,
وهكذا تم تدمير ثلثي دبابات قوة اللواء 25 المدرع المستقل في هذه المواجهة مع فرقة إبراهام أدان نظرا لقصور المعلومات الشديد وعدم إدراك اللواء لحقيقة حجم قوات العدو عند معبر الدفرسوار ,
وتم سحب باقي الدبابات وارتداد اللواء إلى الخلف عقب خسائره الكبيرة واتخاذ الأمر بإعادة تأهيله وتنظيمه وتجديده ,

وكان هذا الخطأ ـ خطأ دفع اللواء 25 المدرع المستقل منفردا ـ لهذه المهمة هو الخطأ السياسي الثانى الذى ترتكبه القيادة المصرية بعد عملية قرار تطوير الهجوم للشرق بالمخالفة لرأى رئيس الأركان وقادة الجيوش ,
وأثبتت التجربة أن إهمال آراء قادة الميدان والقيادة العسكرية المحترفة أمر بالغ الخطورة وأثبت التاريخ عدة حوادث لها شأن في هذا المجال لا سيما في ظل معركة يونيو 67 والتى ساهمت القيادة السياسية فيها بقرارات لم يكن للقيادة العسكرية القدرة على تحمل نتائجها , وأهمها فتح حرب في جبهتين فضلا على صدور الأوامر بتلقي الضربة الأولى ,
وكان السادات عقب توليه الرياسة حريصا على ألا يتدخل في سير المعركة عسكريا , وطبق ذلك بنجاح حتى يوم 13 أكتوبر الذى أصدر فيه الأوامر بتطوير الهجوم بالمخالفة لرأى القادة الميدانيين وأيضا بمخالفة رأى عبد المنعم واصل في دفع اللواء 25 المدرع لخوض مهمة انتحارية دون تزويده بالمعلومات الضرورية عن حجم قوة العدو المتوقع مواجهتها والتى نجم عنها مواجهة غير متكافئة بين اللواء 25 المدرع وفرقة كاملة من القوة الإسرائيلية ,
وقد عبر اللواء عبد المنعم واصل في مذكراته عن أسفه الشديد لقرار القيادة المخالفة لوجهة نظره وهو يصف معركة هذا اللواء وكانت هذه هى المحاولة الأولى للقضاء على الثغرة ولكن دون الإستناد لمعلومات حقيقية مما تسبب في فشلها ,


قديم 10-28-2010, 03:14 PM
المشاركة 53
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وعقب تدارك القيادة المصرية لخطأ معركة اللواء 25 المدرع تمكنت القوات المصرية في يوم 17 أكتوبر في إفشال معظم الهجمات التي شنتها فرقة إبراهام أدان بمعاونة فرقة شارون لكى تتمكن من توسيع ثغرة الإختراق في معبر الدفرسوار وخطرت للقيادة فكرة إغراق منطقة شمال قرية الجلاء بالمياه ليستحيل على العدو العبور بدباباته فيها ,
ولكن الخطة لم تتم نظرا لعيوب فنية أصابت محركات الضخ مما جعل الفكرة غير ممكنة رغم أنها كانت كافية لإفشال العبور الإسرائيلي المدرع غرب القناة ,
واشتبك العدو من جديد مع القوات المصرية وكانت الإشتباكات سجالا تحمل فيها الإسرائيليون خسائرهم في سبيل توسيع الثغرة ليتمكنوا من العبور ولكن المقاومة المصرية العنيفة ثبتت الدبابات الإسرائيلية بقرية الجلاء طيلة هذه الفترة بفضل الفرقة 16 مشاة واللواء 16 مشاة الذى أدى دورا بطوليا في قتال مستمر مما عرضه للخسائر الفادحة في وحداته فصدرت الأوامر إليه بالإخلاء لإعادة تجميعه وتنظيمه ,
واستغل العدو هذا الإخلاء ليسيطر على موقعى أكافيش وطرطور بعد أن دفع ثمنا باهظا في كليهما ,


وقامت وحدات المهندسين العسكريين بأول محاولة لإقامة جسر للعبور في مساء 17 أكتوبر
وتمكنت المدفعية المصرية وغارات الطيران المصري بطائرات الميج التي اشتكبت مع الطائرات الإسرائيلية في معارك عنيفة من تعطيل إقامة الجسر عدة مرات وتعطلت معدات العبور نتيجة القصف المكثف وكثر الضحايا من وحدات المهندسين ,
ورغم الخسائر تم إخلاء الضحايا بقوة وسرعة وإحلال المعديات والأجزاء المحطمة بأخرى سليمة لإقامة الجسر الأول وأتيح لطيران العدو لأول مرة منذ بدء العمليات أن يتدخل بفاعلية بعد أن تدمير بعض بطاريات سام التابعة للقوات المصرية وذلك بهدف حماية عملية إقامة الجسر الذى أخذ يتعرض للتدمير مرة تلو الأخرى بعد أن استمرت المدفعية المصرية في تكثيف ضرباتها
ولم تتوقف منذ يوم 17 أكتوبر وحتى نهاية الحرب مما رفع معدل الخسائر الإسرائيلية إلى حد مفزع ,
وتحت هذا الجو من المعارك المشتعلة وصل طابور مدرعات الجنرال إبراهام أدان إلى أول جسر المعديات الذى تمت إقامته بعد فشل الإسرائيليين في جسر دائم متصل وذلك في الساعة العاشرة مساء 17 أكتوبر ,
وعبرت أول الدبابات الإسرائيلية التابعة لفرقة إبراهام وقابلته كتيبة الدبابات التي عبرت من قبل برفقة لواء المظلات بالترحاب مع قائدها الكولونيل حاييم ,
لكن فرحة إبراهام أدان لم تكتمل إذ تسببت المدفعية المصرية في إصابة منتصف الجسر الإسرائيلي وأحدثت به فجوة كبيرة تسببت في إعاقة عبور دبابات إبراهام مما تسبب في حالة ذعر بين القوات الإسرائيلية نظرا لتكدس الدبابات على الكوبري الذى لم يكمل عمره ساعة واحدة بعد ,
وأصدر إبراهام أدان أوامره عبور الدبابات على المعديات للخلاص من الموقف وتسبب هذا في تعقيد موقف الدبابات الخلفية التي كانت تنتظر دورها في العبور بعد دبابات المقدمة مما أدى إلى تعطل معظمها على الطريق مع المركبات المحملة بالذخيرة والعتاد وبقية معدات الجسور الإحتياطية الكافية لإصلاح الجسر ,
وأثناء إتمام عملية العبور على المعديات ريثما يتم إصلاح الجسر أصابت قذائف المدفعية المصرية إحدى مركبات العبور بكل ما تحمله من دبابات وأفراد فتركها الإسرائيليون للغرق وهربوا للنجاة بأنفسهم في مياه القناة وغرقوا جميعا عدا ثلاثة أفراد !
( ولنا هنا أن نتوقف عند ملحوظة شديدة الأهمية عندما نتأمل فشل الإسرائيليين الذريع في إقامة جسر واحد مؤمن تعبر عليه مدرعاتهم خلال هذه الفترة التي تزيد عن 48 ساعة رغم كمية التضحيات الهائلة التي تكبدتها هذه القوات , ونقارنها بحجم الإنجاز المصري في إقامة كافة كباري العبور مع بداية الحرب وفى زمن قياسي وبعدد لا يذكر من الضحايا )


وتحت هذه الظروف العصيبة كادت أعصاب الجنرال إبراهام أدان تفلت وهو يري محاولة العبور تتعثر للمرة الألف حتى تفتق ذهن أحد ضباطه عن فكرة ذكية لإصلاح الجسر سريعا دون انتظار للمعدات الإحتياطية القابعة في الخلف وسط الزحام ,
وهى أن تعبر دبابة من الفرقة إلى موضع الفجوة وتمد الجسر المتحرك المتصل بها ليصل للجانب الآخر , وتمكنت القوات الإسرائيلية من إتمام تنفيذ الفكرة في الرابعة فجر 18 أكتوبر ,
وهكذا عبرت بقية فرقة إبراهام أدان ولحقها بقية فرقة شارون في صباح اليوم نفسه ليصبح للعدو غرب القناة فرقتان مدرعتان مع لواء المظلات الذى عبر قبل يومين ,
يتبع ..

قديم 10-30-2010, 09:21 PM
المشاركة 54
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وبعد أن تمت هذه المهمة ونظرا لأن القوات الإسرائيلية لم تنشئ إلا جسر المعديات فقط ,
فقد دعت الحاجة إلى ضرورة التصرف لإنشاء الجسر الثانى وهو الجسر الثابت السابق التركيب والذي تعطل وصوله مع المعارك في الأيام السابقة ,
وفى صباح 18 أكتوبر أصدر شارون أوامره باستقدام الجسر عبر المنطقة التي سيطرت عليها قوات إبراهام أدان , وتم استقدام الجسر عن طريق طرطور وتجره 12 دبابة إسرائيلية بطوله البالغ 18 مترا , وتعطلت عملية استقدام الجسر عدة مرات نظرا لتهتك الحبال التي تجر معداته فضلا على القصف المدفعى المستمر من القوات المصرية مما كبد القوات الإسرائيلية مزيدا من الخسائر في الأفراد والمعدات ,
وهكذا استمرت عملية نقل الجسر طوال اليوم تقريبا واستهلكت النهار ,
وعند قرب معدات الجسر من منطقة العبور تعرضت القافلة لغارة جوية عنيفة من الطيران المصري تكبد فيها الإسرائيليون مزيدا من الخسائر إلا أن الخسارة الفادحة التي قصمت ظهر العملية كانت في مقتل كبير المهندسين العسكريين الماجور جونى تان , الذى كان واحدا من أكبر خبراء إقامة الجسور فضلا على درايته التامة في مجال دراسة التربة التي يتحرك فوقها الجسر فيحدد المناطق الصالحة للسير وتلك التي لا تصلح
وكان مقتله يهدد عملية إنشاء الجسر كلها بالفشل لأن العملية لن تحتمل أى خطأ ناجم عن انعدام الخبرة في هذا المجال الحساس لا سيما مع انفراد المهندس القتيل في مجاله وعدم وجود من يسد مكانه
واضطر قائد المجموعة الكولونيل جاكى إلى استكشاف التربة بنفسه معتمدا على الحظ وحده مغامرا بغرس الجسر الثقيل في أى لحظة أثناء عملية النقل ,
ونجح قائد المجموعة أخيرا في الوصول إلى نقطة الإنزال وتمت إقامة الجسر على بعد 200متر من جسر المعديات وأقام الإسرائيليون الجسر وأضافوا جسرا ثالثا من المعديات
وبدأت عملية إخلاء المنطقة من المصابين والجرحى من أثر القصف المصري وتمت أيضا عملية حصر لقوات الكولونيل جاكى الذى خسر نحو 41 ضابطا وجنديا خلال ليلة واحدة فقط !
بينما خسرت إسرائيل في عملية العبور قبل تمامها 100 قتيل من الضباط والجنود بخلاف عدة مئات من الجرحى والمصابين وفقا للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية ,

وكانت المعلومات قد توفرت في نفس اليوم 18 أكتوبر عن مدى اتساع ثغرة الإختراق وأهداف العملية الأصلية للقيادة المصرية عقب تجربة اللواء 25 المدرع المستقل
وفى نفس اليوم وضعت القيادة أول خطة لتصفية ثغرة الإختراق في شرق القناة وغربها وتقتضي بقيام اللواء 23 المدرع بهجوم مضاد على رأس الكوبري الإسرائيلي في منطقة الدفرسوار غرب القناة بمعاونة من اللواء 116 ميكانيكى , على أن تقوم في نفس الوقت وحدات من الفرقتين 16 مشاة و21 المدرعة بعملية مهاجمة النقطة القوية للعدو شرق القناة وإغلاق الطريق المؤدى إلى نقطة العبور واستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه ,

وتحددت ساعة الصفر لتنفيذ الهجوم في الثانية عشرة من ظهر 18 أكتوبر قبل تمكن الإسرائيليين من تنفيذ إقامة الجسر الثانى غير أن ساعة الصفر تأخرت بسبب قيام العدو بقصف عنيف للطيران فوق رأس الكوبري الموحد للجيش الثانى مما أربك تحضيرات الهجوم وأصيب فيه قائد الفرقة 16 مشاة العميد عبد رب النبي حافظ ,
وبالطبع استغل العدو تفوقه الجوى بعد أن تمكن من تدمير بعض بطاريات الدفاع الجوى المصري في منطقة العبور وتسبب هذا التفوق الجوى أيضا في تعطيل مهمة كتيبة المشاة الميكانيكى المكلفة بالهجوم على منطقة قرية الجلاء مما أدى إلى ارتدادها والإنضمام إلى بقية القوات المصرية في الخط الدفاعى شمال القرية ,
في نفس الوقت الذى واجه فيه اللواء الأول المدرع اشتباكا جانبيا أثناء تقدمه لأداء مهمته وتمكن من تدمير 13 دبابة إسرائيلية رغم تعرضه للهجوم من ثلاثة جوانب وقيام بعض دبابات العدو غرب القناة بتهديد جانبه الأيمن ,
ونظرا لكثافة الهجوم ارتد اللواء للخلف بخسائر كبيرة في دباباته رغم أدائه البطولى ,
وركز العدو هجماته على رأس الكوبري الموحد من الطريق الأيمن نظرا لقلة عدد الدبابات فيه مما استدعى قائد الجيش الثانى بإصدار أوامره إلى اللواء 24 المدرع بأن يتقدم إلى منطقة شمال غرب الطالية لتعزيز رأس الكوبري الموحد
غير أن اللواء تعرض للقصف الجوى والمدفعى المكثف وعجز عن الإنضمام لا سيما مع سحب بعض كتائبه للمشاركة في الهجوم المضاد
ونظرا لهذه الهجمات التي أتت في توقيت تحضير الهجوم المضاد على الثغرة شرق وغرب القناة تعطلت المهمة التي كانت مكلفة بها هذه القوات واضطرت إلى العمل على صد الهجوم الواقع على رأس الكوبري الموحد ونجحت القوات المصرية في رد الهجوم فضلا على نجاح الفرقة 21 المدرعة التي تحملت أكبر المهام في ردع هجمات العدو طيلة الأيام السابقة في تحقيق إنجاز آخر عندما أظهرت الصور الجوية التي التقطت لمنطقة الدفرسوار أن قوات الفرقة تمكنت من تدمير عدد قياسي من دبابات العدو في منطقة شرق وجنوب الدفرسوار حيث تتركز المدرعات الإسرائيلية ,
ونتيجة لهذا فقد أعد اللواء عبد المنعم خليل خطته على تنفيذ الهجوم في اليوم التالى 19 أكتوبر مع إسناد قيادة رأس الكوبري الموحد للعميد إبراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة ,
وفى نفس الوقت طلب قائد الجيش الثانى استمرار ضرب المدفعية على رأس الكوبري الإسرائيلي وهو القصف الذى تواصل منذ بداية معارك الثغرة , وطلب قائد الجيش الثانى إمداده بعدد من قواذف الصواريخ المضادة للدبابات للحاجة الشديدة إليها لتكوين أطقم اقتناص للدبابات في مواجهة مدافع تاو الأمريكية التي تكثف القوات الإسرائيلية استخدامها ,
وفى نفس اليوم مساء وصل الفريق سعد الدين الشاذلى إلى مقر قيادة الجيش الثانى الميدانى قادما من مركز القيادة رقم 10 بناء على تكليف من الرئيس السادات لمعالجة موضوع الثغرة , وقضي في مقر قيادة الجيش الثانى نحو أربعين ساعة قائما بأعمال القيادة مع اللواء عبد المنعم خليل ومشرفا على العمليات خلال تلك الفترة ,

وقبيل وصول الفريق الشاذلى تم البدء في عمليات مقاومة الإختراق عن طريق الإعداد للهجوم المضاد المدرع صباح يوم 19 وتم أيضا إبرار مجموعات الصاعقة والمظلات لمهاجمة لواء المظلات الذى عبر في بداية الأحداث غرب القناة وقضي الفترة البينية دون أى اشتباك مع القوات المصرية ,
وقام لواء مظلات مصري ومجموعة من الصاعقة بمهاجمة القوات الإسرائيلية بغرض منع العدو من توسيع ثغرة الإختراق وتطهير المنطقة من قواته , والإستعداد لتكوين مجموعات اقتناص للدبابات والسيطرة على المنطقة ما بين الإسماعيلية حتى مطار الدفرسوار شرقا ,
وتمكنت قوات المظليين من تكبيد العدو خسائر فادحة بعدد من العمليات البطولية التي أشادت بها القيادة العامة والفريق الشاذلى كما خسرت في العمليات 11 ضابطا و74 من الجنود والأفراد ,
ولأن قوات الصاعقة في مهماتها الأصلية عبارة عن قوات مجهزة لعمل الإغارات والكمائن وليست مجهزة لاحتلال المواقع والسيطرة على المناطق باعتبار أن طبيعة عمل الصاعقة تعتمد على الحركة , لذا فقد أدت مجموعات الصاعقة والمظلات مهمتها وانسحبت تحت ستر الظلام يوم 19 أكتوبر إلى منطقة سرابيوم وأبو سلطان بأمر قائد المجموعة ,
وصباح يوم 19 دخلت القوات المدرعة المعدة لمواجهة الثغرة في معركة مع قوات الجنرال إبراهام أدان وخاض اللواء 23 المدرع معركة ناجحة ضد تفوق واضح لقوات العدو ونجح في تشتيت قوة العدو وإن لم ينجح بالطبع في مهمة تصفية وجود العدو بعد أن استقر بقوات كبيرة في منطقة العمليات ,
وتم سحب اللواء وإعادة تجميعه وتعويض خسائره ,

وهكذا كان الوضع يوم 19 أكتوبر ناجحا في زعزعة مركز العدو وتكبيده خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات ولم تنجح مهمة التصفية النهائية لقوات العدو لأنها كانت فوق طاقة القوات المهاجمة , ولهذا تعدلت المهمة بناء على أوامر القيادة العامة إلى ثلاثة أهداف جديدة وهى ,
الأول : التمسك برأس الكوبري شرق القناة ومنع تآكل الجانب الأيمن من الجيش الثانى ,
الثانى : منع العدو من الوصول إلى مدينة الإسماعيلية والإستيلاء عليها
الثالث : منع العدو من السيطرة على طريق الإسماعيلية ـ مصر الصحراوى وكذلك منعه من تحقيق أى أهداف في مدينة السويس سواء بالإحتلال أو السيطرة
وكانت هذه الأهداف التي وضعتها القيادة العامة في تلك المرحلة كفيلة بضرب عملية الثغرة من خلال ضرب أهدافها في مقتل ثم التفرغ لحصار العدو غرب القناة بحجم قواته تمهيدا لإبادتها ,
وكانت أهداف العدو من عبور الفرقتين المدرعتين واللتين لحقت بهما فرقة ثالثة هى محاولة الإستيلاء على الإسماعيلية والسويس والسيطرة على طريق القاهرة وقطعه , بالإضافة إلى تطويق الجيش الثالث والتهميد لإبادته لتوجيه ضربة قاصمة للقوات المصرية ,
وهى الأهداف التي عجز العدو عن تحقيقها حتى بعد اختراقه لوقف إطلاق النار وتوقف القتال يوم 28 أكتوبر

قديم 10-30-2010, 09:28 PM
المشاركة 55
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المرحلة الثانية من معارك الثغرة

في تلك المرحلة اكتمل للعدو سبعة ألوية مدرعة غرب القناة ( 3 ألوية من فرقة إبراهام و2 من فرقة شارون و2 فرقة كلمان ماجن ) وذلك بعد حصر خسائر الفرق الثلاث خلال معارك المرحلة الأولى من معارك الثغرة ,
ولم يكن للقوات المصرية سوى لواءين مدرعين من الفرقة الرابعة المدرعة بخلاف الإحتياطى الإستراتيجى التابع للقيادة العامة
وفى شرق القناة عجزت قوات العدو عن إنجاح أى هجوم مضاد أو تهديد رأس كوبري الجيش الثانى المصري تهديدا فعليا يؤدى إلى سقوطه بعد أن نجحت القوات المصرية في رد جميع الهجمات والإحتفاظ برأس الكوبري وفق تعليمات القيادة العامة كأول أهداف معارك تلك المرحلة ,
وهكذا تحول معظم نشاط العدو إلى غرب القناة وركزت القوات الموجودة بقوة ثلاث فرق في محاولة إنجاز أهداف القيادة الإسرائيلية في عملية تطويق أحد الجيشين وتهديد مدن القناة ,
وتمثلت خطة العدو في تنفيذ المهمات على النحو التالى ,
فرقة شارون : وتختص بالمحور الشمالى محور الإسماعيلية وكان هدفه الإستيلاء على مدينة الإسماعيلية بعد عبور ترعة الإسماعيلية وكانت القوات المصرية التي تواجه قوات شارون المدرعة هى اللواء 182 مظلات بقيادة إسماعيل عزمى وكتيبتين من الصاعقة دون أى قوات مدرعة ,
فرقتى كلمان ماجن وإبراهام أدان : وتعمل على المحور الجنوبي محور السويس وهدفها هو أحد أهداف العملية الرئيسية وهو إسقاط مدينة السويس والتى كان منتظرا أن يحدث سقوطها دويا هائلا , بالإضافة إلى استكمال حلقة حصار الجيش الثالث تمهيدا بإبادته ,

مع الوضع في الإعتبار أن التحركات الدولية للقوتين العظميين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى توافقتا على ضرورة وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن ,
وكانت الإتصالات والتحركات الدولية من القوتين العظميين وغيرهما تضاهى سخونة المعارك نظرا لامتداد تأثير الحرب في الشرق الأوسط على مجريات الأمور السياسية بعد العالم , وحسن استخدام العرب لسلاح البترول الذى تدخلت به دول الخليج العربي إلى جوار دول المواجهة ,
وكان الإتحاد السوفياتى والولايات المتحدة حاولا وقف إطلاق النار منذ اليوم الثانى الحرب ورفضت مصر وأخذت الأمور في شد وجذب حتى أعلن الرئيس السادات في خطابه أمام مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر شروطه لوقف إطلاق النار ورؤاه حول التسوية ,
ثم تقدمت الإقتراحات لمجلس الأمن بضرورة فرض وقف إطلاق النار وتم عرض موعد يوم 22 أكتوبر لوقف إطلاق النار وقبلته الأطراف المعنية وإن تأخرت سوريا في قبوله بعض الوقت , وقبلته مصر
لكن إسرائيل أعلنت موافقتها وهى تضع بذهنها ضرورة استغلال وقف إطلاق النار للإسراع بتنفيذ أهدافها بتغطية من الولايات المتحدة أو بمعنى أصح بتغطية من هنرى كيسنجر الذى حرض إسرائيل رسميا على قبول وقف إطلاق النار وخرقه بعد ذلك كوسيلة مضمونة لتحقيق أهداف عملية الثغرة
وبالتالى كانت أمام الفرق الإسرائيلية الثلاث مدة كافية لوضع جدول زمنى سريع لانجاز المهام المطلوبة ,

و عليه تحركت قوة لواء تابعة إلى فرقة إبراهام بقيادة الكولونيل جابي في اتجاه مطار فايد وواجه خلال تقدمه مقاومة مصرية عنيفة فتم إمداده بكتيبة مشاة إضافية فضلا على كتيبة مهندسين ومع ذلك نجحت القوة المصرية الصغيرة التي تدافع عن منطقة فايد وعن المطار بقيادة العقيد حسين حسنى في وقف تقدم اللواء المدرع المدعم طيلة نهار يوم 19 أكتوبر واضطرت المقاومة المصرية التي كان معظمها مشكلا من الوحدات الإدارية الضعيفة وبعض مجموعات المخابرات الحربية إلى الإنسحاب صباح يوم 20 أكتوبر ,
وبسقوط مطار فايد في يد العدو تمكن من إنشاء جسر رأس كوبري جوى على الضفة الغربية للقناة تمتد منه الإمدادات من الضفة الشرقية
وخلال تلك الفترة تقدم لواءان مدرعان من فرقة إبراهام أيضا في اتجاه جبل جنيفة وتمكن اللواءان من الإستيلاء على تلك النقطة الحيوية في 21 أكتوبر رغم المقاومة المصرية من اللواء 113 ميكانيكى ولكنه لم ينجح لتأخره في الإستيلاء على تلك النقطة قبل قوات العدو مما تسبب في سقوطها
وقبيل فجر يوم 22 أكتوبر تلقي الجنرال إبراهام أدان برقية تفيد بالموعد المحدد لوقف إطلاق النار في الساعة السادسة مساء نفس اليوم ,
ولهذا وضع الجنرال إبراهام خطته على أساس تنفيذ الإستيلاء على مدينة السويس قبل وقف إطلاق النار حتى لو كانت أمامه فرصة لخرق وقف إطلاق النار فينبغي استخدام تلك الفرصة لتثبيت الوصول للهدف ,
واندفع الجنرال إبراهام بقوته الضاربة المكونة من ثلاثة ألوية مدرعة اندفاعا سريعا يهدف إلى تحقيق قدر من الفزع للقوات المصرية التي تواجهه فتترك أماكنها نتيجة لانعدام قدرتها أمام الدبابات والتفوق الجوى
وهو الأمر الذى نجح في معارك 67 لكنه فشل فشلا تاما في معارك أكتوبر في ظل استراتيجية القتال المصرية ( الرجل ضد الدبابة ) ولهذا انتفي عنصر الفزع من هجوم الدبابات ولم ينجح ,
وذلك بسبب التدريبات المذهلة التي تلقاها فرد المشاة المصري لتأهيله لاعتياد منظر انقضاض الدبابات الذى يثير الفزع في قلوب أعتى الرجال , لكنه مع رجال المشاة المصريين كان أمرا اعتادوه طيلة ست سنوات من التدريب كانت الدبابات تعبر فوق رءوسهم على الخنادق حتى أصبح هديرها المرعب أشبه بالموسيقا الكلاسيكية لا ينام فرد المشاة إلا على صوته !
فقام الجنرال إبراهام باستغلال تفوقه في التسليح باعتبار سلاحه الرئيسي هو الدبابات واندفع بسرعة وبتركيز ملتفا ومتفاديا للمقاومة التي كان يواجهها وهى مقاومة أفراد وبقية الوحدات الإدارية في الأساس ,
ورغم تيسر الأمر أمامه إلا أنه عجز عن الوصول إلى منطقة مجرى قناة السويس ومدينة السويس عندما حل موعد وقف
إطلاق النار في السادسة من مساء يوم 19 أكتوبر ,


أما فرقة الجنرال كلمان ماجن ,
فقد اندفعت ـ كما هو متفق عليه ـ لمعاونة فرقة إبراهام على احتلال السويس من يوم 20 أكتوبر في محاولة محمومة قبل وقف إطلاق النار ونجحت في الإستيلاء على بعض النقاط الحيوية مستغلة غياب المقاومة وخلو تلك المواقع من القوات المصرية , وكان حدها الأقصي عندما حل وقف إطلاق النار على بعد 5 كيلومتر من طريق القاهرة ـ السويس ,

وكان مجلس الأمن قد أصدر قراره المتفق عليه بين الأطراف المعنية وبرعاية الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتى على وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر وهو القرار رقم 338 مكونا من ثلاثة بنود ,
الأول : دعوة الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار وإلى إنهاء النشاط العسكري في وقت لا يتعدى 12 ساعة من ساعة صدور القرار وهى السابعة من صباح يوم 22 أكتوبر
الثانى : دعوة الأطراف المعنية إلى البدء فورا بعد وقف إطلاق النار في تنفيذ القرار 242 بجميع أجزائه وهو القرار الذى صدر عن مجلس الأمن في مرحلة سابقة ويشجب ضم أراضي الغير بالقوة ,
الثالث : البدء في مفاوضات فورية بين الأطراف المعنية ,

قديم 10-30-2010, 09:34 PM
المشاركة 56
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكان القرار محصلة الإتصالات السياسية التي تمت خلال أيام الحرب ,
والتى تكثفت بشكل كبير بعد دخول الحرب أسبوعها الثانى واشتعال المعارك السياسية في العالم أجمع من جراء الصراع في الشرق الأوسط
ولذا قام الإتحاد السوفياتى بدعوة هنرى كيسنجر لمفاوضات مباشرة في موسكو توفيرا لوقت كى يبحث الطرفان سبل إلزام أطراف القتال بقرار اقترحه الإتحاد السوفياتى وهو القرار 238 ,
وذهب هنرى كيسنجر إلى موسكو وأجرى اتصالات سياسية مع ليونيد بريجنيف زعيم الإتحاد السوفيتى وقتها وسكرتير عام الحزب الشيوعى وتم الإتفاق على أن التقدم بمشروع القرار وفق الموعد المتفق عليه وهو السادسة من مساء يوم 22 أكتوبر ,
وفى تل أبيب دعت جولدا مائير أعضاء حكومتها يوم 21 أكتوبر للنظر في الأمر وانتهت إلى قبول وقف إطلاق النار في الموعد المحدد وبالتالى وافق مجلس الأمن على القرار بالإجماع ,
ولكن جولدا مائير كانت قد أضمرت خرق وقف إطلاق النار حتى تنفذ خطتها التي تكبدت بسببها خسائر فادحة ,
ولهذا أرسلت لهنرى كيسنجر أن يمر على تل أبيب في طريق عودته من موسكو , [1]
ودارت بينهما مناقشات حول هذا الأمر وانتهت إلى نصيحة كيسنجر أن تمضي في تنفيذ خطتها كما هى وتمنح جنرالاتها الفرصة لخرق وقف إطلاق النار والسعى لإكمال حصار الجيش الثالث واحتلال مدينتى الإسماعيلية والسويس , ولكن في فترة أقصاها المدة التي تستغرقها طائرة هنرى كيسنجر للعودة إلى واشنطن ,
وأصرت جولدا مائير على أن تأخذ من هنرى كيسنجر ضمانا كاملا بمنحها الوقت الكاف حتى لو تجاوز ما حدده كيسنجر لأن أوضاع القوات الإسرائيلية الآن ليست في صالحها , وطلبت جولدا مائير مساندة كيسنجر لإيقاف ضغط الإتحاد السوفياتى حتى تتم القوات الإسرائيلية مهمتها
ومن الطائرة استخدم هنرى كيسنجر ألاعيبه السياسية وأرسل عددا من البرقيات إلى سفير الإتحاد السوفياتى في الولايات المتحدة ولم يكن الغرض من تلك البرقيات إلا تضييع الوقت والوعود بعقد مؤتمرات متابعة لقرار وقف إطلاق النار ,
وفى نفس الوقت مارس نفس اللعبة مع القاهرة من خلال برقيات تفتح موضوعات للمفاوضات مع الرئيس السادات كان هذا الأخير يتبادلها معه وكان الغرض أيضا هو تضييع الوقت ومنح إسرائيل الفرصة الكاملة لتعديل أوضاعها المزرية على الجبهة لا سيما بعد فشل الإسرائيليين في تحقيق أى هدف تكتيكى من عملية الثغرة , وأصبحت معرضة للحصار بدلا من أن تصبح القوة الإسرائيلية هى قوة الحصار للجيشين الثانى والثالث

وكان الفريق الشاذلى قد عاد من الجبهة يوم 20 أكتوبر بعد أربعين ساعة قضاها في مقر قيادة الجيش الثانى , وطلب الفريق الشاذلى حضور الرئيس السادات لمركز القيادة رقم 10 حتى يتم حسم الخلاف في الطريقة المثلي لمعالجة الثغرة بعد أن رفض الوزير اقتراح الشاذلى بسحب أربعة ألوية مدرعة من القوات المصرية في الشرق إلى الغرب حيث تعمل على مواجهة العدو هناك وتقوم بتصفيته أو تحجيمه ,
وكان هذا الخلاف هو أول خلاف عنيف يتم بين الرئيس السادات والفريق الشاذلى حيث جاء السادات لمقر القيادة واستمع لشرح الموقف من القادة ومن الوزير وعلم أيضا باقتراح الفريق الشاذلى وكان قراره الرفض القاطع لسحب أى جندى من الشرق إلى الغرب لسببين هامين :
الأول : أن سحب الألوية الأربعة لن يمكن من القضاء على الثغرة التي يوجد بها للعدو سبعة ألوية مدرعة كاملة واستقرار الأوضاع شرق القناة أمر لا مفر منه ولا يجوز التلاعب به وتهديده بسحب أى قوة منه
الثانى : أن الحاجة ليست ملحة لأن الوضع ليس من الخطورة الشديدة التي تستدعى التخلى عن مكاسب القوات شرق القناة والمغامرة بمنح الفرصة للعدو من تدمير أحد الكباري المصرية أو الإستيلاء عليها ,

وهذا حسبما أجاد في شرحه الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه ( السلاح والسياسة ) من أن أوضاع القوات الإسرائيلية غرب القناة في تلك الفترة لم تكن في موقف قوة بل كانت في موقف أضعف كثيرا من موقف القوات المصرية لعدة أسباب
الأول : أن جميع هذه القوات لم تنجح في الوصول إلى أهدافها ولم تمتلك ورقة تهديد حقيقية واحدة يمكنها الإستفادة منها فضلا على أن وضعها غرب القناة على أرض لم تعتدها وفى ظل حرب استنزاف مستمرة تقوم بها القوات الخاصة من المظلات والصاعقة كان يضعها جميعا تحت استمرار الخسارة دون تحقيق أى مكاسب
الثانى : أن أرتال الدبابات والمدرعات كانت تلاقي عنتا شديدا في الحركة وتصطدم بشتى أنواع المعوقات وفى ظل انهيار معنوى للقوات الإسرائيلية بعد حلول موعد وقف إطلاق النار وهم في هذا الحصار
الثالث : كان الوضع نفسه يمثل استنزافا شديدا للجيش الإسرائيلي كله دون أن تقوم بمصر بإجراء واحد , ذلك أن خطوط الجيش الإسرائيلي كانت قد طالت بأكثر مما يحتمله أكبر جيش في العالم حيث امتدت خطوط مواصلاته إلى أكثر من خمسمائة كيلومتر وبلا عمق يساند هذا الطول مما يجعله عرضة للقطع في أية لحظة ,
فضلا على أن حالة التعبئة العامة بدأت تأتى آثارها بعد أسبوعين من العمليات واستمرار الجيش الإسرائيلي في تلك الحالة غير محتمل بعكس القوات المصرية التي يمكنها احتمال التعبئة حتى ستة أشهر بالأوضاع الحالية ,
الرابع : كان استمرار الموقف كما هو عليه في صالح القوات المصرية على طول الخط ووقف إطلاق النار في صالح إسرائيل مهما كانت خسائرها , لأن عدم توقف العمليات في ظل بقاء السيطرة المصرية على باب المندب وفى ظل حظر البترول وفى ظل حالة التعبئة العامة كان يعنى الهزيمة الكاملة لإسرائيل
ولهذا السبب كان طلب جولدا مائير ملحا في أن يعاونها كيسنجر على خرق قرار وقف إطلاق النار لتضمن التزام القوات المصرية به بينما تمنح هى لجنرالاتها حرية العمل السريع لانجاز أى مكسب قبل وقف العمليات ,

ولهذا كان القادة في مركز العمليات يتصرفون بهدوء رغم توتر أجواء المركز رقم 10 بسبب التشاحن بين الفريق الشاذلى والرئيس السادات والوزير ,
وجدير بالذكر أن قرار الفريق الشاذلى واقتراحه سحب أربعة ألوية مدرعة من الشرق لم يكن قرارا موفقا بدليل اتفاق المحللين العسكريين مثل اللواء جمال حماد وبقية قادة الأفرع الرئيسية في القوات المسلحة على صواب قرار السادات بعدم سحب أى قوة من الشرق للغرب ,


الهوامش :
[1]ـ أكتوبر 73 ـ السلاح والسياسة ـ محمد حسنين هيكل ـ مصدر سابق

قديم 10-30-2010, 09:40 PM
المشاركة 57
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وقد خالف القادة الفريق الشاذلى في هذا الإقتراح كما عرض اللواء جماد ,
وتبادل مع الفريق الشاذلى ـ عبر الصحف ـ حوارا علميا ممتعا حول هذا القرار تم نشره في كتاب ( المعارك الحربية على الجبهة المصرية ) وأثبت فيه اللواء جمال حماد أن القرار لم يكن على الصواب من الناحية العسكرية ومن الناحية التكتيكية كما أثبت فيه أن الشاذلى انفرد بهذا الإقتراح بين بقية القادة الذين لم يشاركوه الحماسة لاقتراحه ,
و هذا الإقتراح لا يمس كفاءة الفريق الشاذلى العسكرية , بل يمكن تفهمه في ظل الأخطاء البشرية المعتادة ,
بالإضافة إلى أن الفريق الشاذلى تعرض لظلم فادح وافتراء بيّن من الرئيس السادات الذى استغل موقعه وانفراده بالإعلام وقام بتشويه صورة الفريق الشاذلى أمام المجتمع بادعاءات كاذبة , ومنها ,
أن الفريق الشاذلى ذهب للجبهة يوم 16 أكتوبر وعجز عن اتخاذ القرار المناسب لتصفية الإختراق وكانت قوات العدو صغيرة يسهل تدميرها في ذلك الوقت
وهذا كذب وافتراء لأن الشاذلى ذهب للجبهة يوم 18 أكتوبر وعاد يوم 20 وكانت الفرق المدرعة الثلاث للعدو قد أتمت عبورها لغرب القناة , وإنما لجأ السادات إلى تقديم موعد ذهاب الشاذلى قبل تفاقم الإختراق كى يحمله المسئولية وهو ما لم يستحقه الشاذلى ولا غيره من القادة ,
أيضا اتهم السادات الفريق الشاذلى بأنه سعى لإنشاء قيادة جديدة في الجبهة ينافس بها غريمه وعدوه وزير الدفاع المشير أحمد إسماعيل , وهذا أيضا غير صحيح لأن الفريق الشاذلى مارس عمله خلال تلك الفترة من مركز قيادة الجيش الثانى ولم ينشئ أى قيادات جديدة ,
وقد كان الفريق الشاذلى مختلفا بالفعل مع المشير أحمد إسماعيل إثر خلافات قديمة دبت بينهما في الستينيات عندما كانا معا ضمن القوات المصرية في الكونغو ونشأ بينهما سوء تفاهم متبادل
إلا أن الحق يقال أن الظروف عندما جمعت الرجلين في معركة مصير صعدا فوق هذه الخلافات وتعاونا معا تعاونا مثمرا لا يضيره أبدا خلافات وجهات النظر أثناء العمل المجيد الذى حققوه في حرب أكتوبر
والسادات بكلامه هذا كان يحاول تجديد الخلافات التي ساهم في إذكائها بنفسه , وهو أمر غريب من السادات أن يلجأ لاتهام الشاذلى بذلك مع العلم أن السادات هو المسئول الأول عن هذا باعتباره وضع رجلين متناقضين في قيادة معركة واحدة وهو يعلم ما بينهما من جفوة قديمة !

وبسبب الخلافات تحولت وجهات النظر إلى تراشق مؤسف بالإتهامات بين الأطراف ولم يكن هناك داع لهذا كله لأن الموقف على الجبهة لم يكن يستدعى إلا الفخار والإعتزاز ,
ولكن الخلافات الشخصية وتصفية الحسابات هى التي جعلت بعض الأطراف يحاول ضرب بعض منجزات أكتوبر وتضخيم المشكلات الطبيعية سعيا للدفاع عن وجهات نظر متعارضة وفى سبيل البرهنة على أن هذا الطرف أو ذاك تسبب فى مآزق للقوات المصرية ,
وهو أمر بالغ الغرابة عندما نتأمل أوضاع القوات المصرية يوم 29 أكتوبر وهى تسيطر على مواقعها سيطرة كاملة وبنجاح فاق التوقعات ليكون خير ختام لحرب أكتوبر

وعودة إلى سير المعارك ,
حيث قبل الرئيس السادات قرار وقف إطلاق النار ولكن بعد أمر قواته على الجبهة بإطلاق صاروخين سكود على قوات الثغرة قبل قرار وقف إطلاق النار ,
وهذه الصواريخ التكتيكية هى التي هدف السادات منها إلى إرسال رسالة إنذار لإسرائيل أنه جاد في قراره بتصفية القوات الإسرائيلية في هذا الجيب المحاصر غرب القناة , لا سيما وأن أوضاع القوات الإسرائيلية الأخيرة دفعتها لتجميع قواتها فتشمل سائر قوتها حتى يمكنها استخدام مدرعاتها بالقوة النافذة ,
ولكن هذا التجميع كان يسهل المهمة على القوات المصرية من جانب آخر حيث أن استخدام الصواريخ التكتيكية ذات القوة التدميرية العالية سكود وصواريخ سام المعدلة (أرض / أرض ) كان سينجم عنه تدمير تجمعات القوات الإسرائيلية تدميرا شاملا من خلال الخطة شامل وهى الخطة التي انتهت إليها القيادة في المركز رقم 10,
وكانت هذه الصواريخ تتكون من نوعين لهما قدرة تدميرية عالية الفتك ,
النوع الأول : صاروخ سكود r17e والذي ورد إلى مصر قبيل الحرب وكان في وقتها من أحدث الصواريخ في مجاله ,
النوع الثانى : وهو صاروخ سام 2 الذى تم تحويله إلى صاروخ ( أرض / أرض ) بتعديل مصري فذ من سلاح المهندسين وتم استغلال كميات منه للعمل في مجال الصواريخ الأرضية لقوته التدميرية العالية ,
وبناء على أوامر القيادة تم استقدام الصواريخ من مرابضها في إحدى ضواحى القاهرة ودفعها للجبهة وتجهيزها من خلال الخطة المعتمدة للفتك بالقوة الضاربة للجيش الإسرائيلي ,

قديم 10-30-2010, 09:43 PM
المشاركة 58
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اختراق إسرائيل لوقف إطلاق النار :

في كل المعارك الحربية التي خاضتها إسرائيل قامت بخرق وقف إطلاق النار بعد تعدها بالإلتزام ,
ولم تشذ عن هذا الأسلوب في أى معركة لما يحققه لها من مكاسب على الأرض إذا التزم الطرف المقابل لها بقرار الوقف أو الهدنة ,
ففي معركة 48 قامت بخرق الهدنة عقب قبولها , وفى حرب 56 أثناء العدوان الثلاثي , وحتى في حرب 67 رغم المكاسب التي حققتها فقد قامت بخرق وقف إطلاق النار واجتاحت هضبة الجولان السورية يوم 9 يونيو ,
وفى أثناء معارك حرب أكتوبر ورغم إعلانها الرسمى بقبول قرار وقف إطلاق النار كان النية مبيتة هذه المرة ومتفق عليها بين جولدا مائير وبين هنرى كيسنجر الذى تعهد تماما بتغطية خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار بعد هذا الإنهيار الذى كان يهدد موقف جيشها عقب فشله في استغلال الوقت لتحقيق أى هدف تكتيكى من عملية الإختراق ,


وقد أصيب الإسرائيليون بخيبة أمل شديدة عندما حل وقف إطلاق النار لأن الفرق الثلاث جميعا لم تنجح في مجرد الوصول إلى المناطق التي تم تكليفها باحتلالها ,
فضلا على أنها لم تكن تحكم قبضتها على الأراضي التي استولت عليها بمساحة عرضية 20 كيلومتر غرب القناة بسبب التسرع في الإنطلاق والإندفاع الذى كان يحكم القوات الإسرائيلية مما دعاها لتفادى المقاومة المصرية من خلال نقاط المرور وعدم الإصطدام بها ,
وهكذا كان الوضع خطيرا أمام القوات الإسرائيلية مساء يوم 22 أكتوبر حيث تداخلت خطوط مواصلات القوات الإسرائيلية مع الخطوط المصرية وأصبح كل منهما يهدد خطوط الآخر
إلا أن التهديد من الجانب المصري كان أفدح تأثيرا لأن الإرتباك كان يسود سائر خطوط العدو غرب القناة وهو الأمر الذى يسر شن حرب استنزاف ثانية ـ على حد تعبير المحللين العسكريين ـ ضد القوات الإسرائيلية غرب القناة ,


وكان هنرى كيسنجر لا يزال يعيش في أوهامه ,
ففي البداية كان يظن أن إسرائيل ستأخذ المبادأة بعد 48 ساعة من الحرب وستقوم خلال هجومها المضاد الأول بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل يوم السادس من أكتوبر ,
ولهذا أفرط في استخدام الجسر الجوى الذى مد إسرائيل بأسلحة متفوقة كما وكيفا ,
فلما فشلت جميع الهجمات المضادة الإسرائيلية ووصلت الخسائر الإسرائيلية إلى حد مفزع ,
أعطى كيسنجر أمله وطموحاته إلى موقف الثغرة باعتبار أن نجاح إسرائيل في تصفية القوة المصرية غرب القناة سيتيح لها تصفية الكباري في الشرق وبالتالى تحطيم الجيش المصري أو دفعه للإستسلام ,
لهذا كان هو البادئ باقتراح خرق وقف إطلاق النار قبل حتى أن تطلبه إسرائيل عندما أرسل لجولدا مائير برقية يخبرها فيها أن الولايات المتحدة ستتفهم الوضع إذا قامت إسرائيل بخرق إطلاق النار لعدة ساعات إضافية ,
ولكن كيسنجر فوجئ بأن إسرائيل لا تطلب بضع ساعات كما توقع بل تطلب أياما , وهو ما دفعه إلى محاولة تعطيل الإتحاد السوفياتى عن القيام بأى احتجاج أو التصرف في هذا الأمر وفى نفس الوقت استخدم مع الرئيس السادات أسلوب الحقن المخدرة حتى يستطيع أن يكسب لإسرائيل يومين إضافيين
ونجح هذا الأسلوب مؤقتا إلا أن يوم 24 أكتوبر كان يوما حافلا في السياسة العالمية حيث أن إسرائيل استمرت في محاولاتها لإكمال مهمتها غير عابئة بالموقف الدولى اعتمادا على كيسنجر
لكن كيسنجر تعرض لموقف صعب بعد أن أدرك السوفيات لعبة كيسنجر وعليه أرسلوا إليه بصور الأقمار الصناعية التي توضح اختراق القوات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار عمدا وأن القوات المصرية التزمت بالقرار بعكس ادعاء إسرائيل أن قوات الجيش الثالث كانت هى البادئة بالخرق !


وحاول كيسنجر تهدئة أعصاب برينجنيف إلا أن هذا الأخير كان قد أدرك أن كيسنجر يستمر في التلاعب به , وعليه أرسل ثلاث رسائل متوالية شديدة اللهجة إلى ريتشارد نيكسون الذى كان قد أعطى كيسنجر سائر الصلاحيات , وهدد بريجنيف في رسالته الأخيرة بالتصرف مفردا وبالقوة المسلحة لوقف تجاوزات إسرائيل
واستدعى كيسنجر السفير الإسرائيلي وحمله رسالة عاجلة لجولدا مائير بأن الموقف الدولى أصبح في وضع بالغ الخطورة وليس من مصلحة إسرائيل الإستمرار في تحدى القرار الدولى إلى هذا الحد ,
لا سيما وأن الرئيس السادات أيضا أرسل إليه يسحب جميع تعهداته السابقة ويهدد بتصفية الثغرة عسكريا ,
ورغم هذا كان رد فعل جولدا مائير يوضح مدى الإستخفاف الذى تتعامل به إسرائيل مع الأوضاع الدولية حتى لو أدت إلى مواجهة نووية بين القوتين العظميين في العالم ,
فقد ردت على كيسنجر بعد يومين كاملين من اختراق وقف إطلاق النار بأن جنرالاتها رجوها في بضع ساعات إضافية وأنها لم تستطع أن ترفض رجاءهم ,
وهكذا قرر كيسنجر أن يقبل التحدى السوفياتى ,
وكما استعدت الفرق الجوية السوفياتية المحمولة جوا للعمل بناء على قرار برينجنيف قبيل إرسال رسالته الأخيرة إلى نيكسون , قرر كيسنجر في اجتماع مجموعة العمل المصغرة أن يرفع درجة التأهب النووى في سائر القواعد الأمريكية في أنحاء العالم ورفع درجة استعداد القوات الأمريكية في تلك القواعد والاستعداد للعمل في منطقة الشرق الأوسط ضد مصر إذا أرسل السوفيات قواتهم إليها ,
ووقف العالم أجمع على شفا حرب نووية بين الدولتين بسبب معارك الشرق الأوسط
واستمر خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار حتى يوم 28 أكتوبر أى أنها استمرت في ذلك لمدة ستة أيام كاملة حتى تم فرض وقف إطلاق على خطوط جديدة مخالفة لخطوط 22 أكتوبر عن طريق استخدام قوات الأمم المتحدة في مراقبة وقف إطلاق النار بين الجانبين ,
ورغم كل هذه الإنتهاكات فقد انتهت المحاولات الإسرائيلية إلى الفشل الذريع بعد فشل خطة تصفية رءوس الكباري المصرية بالإضافة لفشل شارون في السويس وفشل إبراهام أدان وكلمان ماجن في الإسماعيلية رغم أنهم نجحوا في الحصار الجزئي للجيش الثالث الميدانى إلا أن القوات المصرية كانت تحاصر الجيب الإسرائيلي تماما ,
وقد رد كيسنجر على رسالة السادات التي هدده فيها بنسف الثغرة بما عليها ومن عليها بأنه لن يرضيه أن يدمر فيلقا إسرائيليا كاملا بكل ما يحمله من أسلحة أمريكية , وهدده تهديدا مبطنا ووعده بأن إسرائيل ستلتزم بالإنسحاب من مواقعها في الغرب عقب المحادثات التي تمت فيما بعد تحت اسم محادثات الكيلو 101 ,
وعلى إثرها انسحبت القوات الإسرائيلية دون أى مكسب من غرب القناة ونفذت الإنسحاب الكلى من سيناء على مراحل متفاوتة ,

قديم 10-30-2010, 09:47 PM
المشاركة 59
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المواجهات بعد وقف إطلاق النار :
بعد اختراق إسرائيل لوقف إطلاق النار وجهت قواتها إلى الإستيلاء على مدينتى السويس والإسماعيلية وهى المحاولات التي انتهت بالفشل وظهرت فيها عدة بطولات مصرية فردية قامت بها قوات الصاعقة والمظلات بالإضافة إلى مجموعات المقاومة الشعبية التي تمكنت من ضرب أروع الأمثلة على صلابتها ,
فقد اندفعت قوات فرقتى كلمان ماجن وإبراهام أدان في محاولة عزل مدينة السويس لمحاصرتها وفى أول أيام الإندفاع تكبدت الفرق الإسرائيلية 80 دبابة من المقاومة الفردية للوحدات المصرية رغم مفاجأة المصريين بخرق العدو لإطلاق النار
وهنا تحركت الفرقة الرابعة المدرعة التي تم تكليفها بمهمة تأمين النطاق التعبوى للجيشين الثانى والثالث , ومع مفاجأة اندفاع الإسرائيليين تمكن قائد الجيش الثالث اللواء عبد المنعم واصل من تغيير مركز القيادة المتقدم ومواصلة مهمته لتأمين طريق القاهرة ـ السويس , بعد أن اخترق الإسرائيليون موقع مركز قيادته الأول
وأكملت وحدات العدو تقدمها في اتجاه مدينة السويس بغرض الإستيلاء عليها , وتم تقسيم قواتها يوم 24 أكتوبر لتقوم الوحدات المدرعة بمهاجمة المدينة من ثلاث اتجاهات ,
وكانت هناك ثقة كاملة من العدو من سهولة تنفيذ المهمة نظرا لأن المدينة كانت خالية من شعبها تقريبا إلا القليل فضلا على أن المقاومة المصرية تفتقر إلى أى قوات مدرعة ,
ورغم أن السويس كانت خالية من الوحدات العسكرية وليس هناك توقع من استهداف العدو لها فلم يتم اتخاذ خطط لتأمينها ضد هجوم مدرع على هذا النحو ,


إلا أن انكشاف خطة الثغرة أمام القيادة المصرية وإدراكها بأهداف العدو كان هو السبب في تلاحم قوات الصاعقة والمظلات وبعض الجنود والإداريين مع أفراد المقاومة الشعبية لتغيير الموقف في السويس تغييرا كليا
حيث تم توزيع الأسلحة المضادة للدبابات والقنابل والمفرقعات اليدوية والأسلحة الخفيفة على قوات المقاومة وتم تجهيز مدينة السويس كفخ للقوات الإسرائيلية المدرعة ,
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في التقدم وفق الخطة وتركها أفراد المقاومة تدخل للمدينة التي بدت لهم خالية تماما من سكانها ومن المقاومة ,
وعندما توغلت الدبابات الإسرائيلية انفتحت أبواب الجحيم على المدرعات الإسرائيلية وناقلات الجنود عبر نوافذ العمارات التي ظنها الإسرائيليون خالية
ومع المفاجأة وحسن توزيع النيران تكرر المشهد الخالد في بداية الحرب مرة أخرى وقفز الجنود الإسرائيليون من الدبابات تاركينها لمصيرها بعد الفزع الذى لاقوه من صيحة ( الله أكبر )
رغم أنه فزع غير مبرر من الناحية المنطقية فلم تكن في مواجهة الإسرائيليين المسلحين بالمدرعات إلا قوات شعبية في معظمها ومسلحة بالأسلحة الخفيفة ,
إلا أن هذا النصر الساحق كان ـ كما كررنا دائما ـ وعدا إلهيا في القرآن الكريم حيث يقول عز وجل :
[إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ] {الأنفال:12}
وهذا ما تحقق في ملحمة المقاومة الشعبية المطعمة بأفراد القوات المسلحة في السويس وتسببت في تدمير أرتال من دبابات العدو فضلا على خسائره العنيفة في الأفراد الذين وقعوا في يد الأهالى بين قتيل وجريح وأسير ,
وتراجعت بقية القوات المدرعة للفرقتين إلى خارج المدينة كما تمكنت المقاومة الشعبية من حصار قوة المظلات الإسرائيلية التي احتلت قسم الشرطة بعملية إنزال , لكن العملية فشلت بعد أن ضربت المقاومة الحصار حول القسم واقتحمته وحررته ,
وهكذا قبعت دبابات العدو وبقية قواته خارج مدينة السويس في نفس الوقت الذى نجحت فيه قوات الجيش الثالث في منع العدو من أى تهديد لطريق القاهرة ـ السويس


ولا شك أن ملحمة السويس في حرب أكتوبر كانت ملحمة بطولية تعرضت لها المراجع الإسرائيلية نفسها بشيئ كبير من الرهبة والندم على محاولة اقتحام المدينة ,
وبعد أن وصفت المراجع الإسرائيلية الفخ الذى وقعت فيه قوات الفرقتين المدرعتين خلصت إلى نتيجة أن محاولة اقتحم مدينة السويس كانت خطيئة مميتة دفعت إسرائيل ثمنها غاليا [1]


ولم يكن حظ قوات الجنرال شارون أفضل ,
حيث مضي في طريقه يحدوه أمل تحقيق مجد شخصي عن طريق احتلال مدينة الإسماعيلية , وهناك تجهزت قوات الصاعقة والمظلات المصرية من الكتيبة 89 مظلات والكتيبة 81 مظلات والكتيبة 85 مظلات للتصدى لألوية المدرعات والمظلات الإسرائيلية ,
وفشلت أولى محاولات لواء الماجور دانى مات للاستيلاء على موقع سرابيوم الحيوى وتراجعت قوته بخسائر كبيرة ولما حاول إعادة الهجوم جنوب سرابيوم تصدت له الكتيبة 81 مظلات مما أفشل الهجوم مرة ثانية وزاد من خسائره ,
وقام شارون بمد لواء دانى مات بكتيبة مدرعات التي اخترقت موقع سرابيوم فما كان من قوة الكتيبة 81 إلا أن نسفت الكوبري القائم على الترعة الحلوة والإرتداد شمالا ,
وأصدرت القيادة المصرية أوامرها إلى اللواء 118 مشاة باحتلال الخط الدفاعى بمحاذاة ترعة الإسماعيلية في نفس الوقت الذى تقوم به قوات اللواء 182 مظلات بالتمسك بموقع طوسون الدفاعى ,
ورغم نجاح العدو في تأمين ساحة العبور إلا أن هذا التأمين تهدد بعمليات الصاعقة التي تم إعدادها من القيادة لمواجهة العدو جنوب ترعة الإسماعيلية ,
وفى هذه الفترة استشهد العميد إبراهيم الرفاعى وهو يقاتل وحدات العدو المدرعة وكان رحمه الله أبرز أبطال حرب أكتوبر والرجل الذى دوى اسمه في إسرائيل مقرونا بعملياته الفدائية الرهيبة أثناء حرب الإستنزاف بسبب قيادته لمجموعة المخابرات التي عرفت باسم ( المجموعة 39 )
وقد استشهد بطلقة دبابة كاملة ومن الغريب أن وجدوا جسده وعلى وجهه إشراقة نورانية مصحوبة بابتسامة ليست مستغربة على من قدم حياته في هذا الجهاد ,


وقامت الصاعقة والمظلات بعمليات مكثفة هدفها تهديد أى استقرار للعدو في تلك المنطقة ومنع تقدمه فقامت بنسف الجسر الشرقي لترعة السويس وهى الترعة التي تغذى مدينة السويس بالمياه , وغرقت منطقة المزروعات مما جعل الدبابات الإسرائيلية التي تهاجم موقع الكتيبة 89 مظلات تغرق في الأرض الموحلة ويتوقف تقدمها تماما ,
في نفس الوقت التي قامت فيه مجموعات الصاعقة بتأمين واحتلال ثلاث قواعد للكمائن في طريق تقدم العدو نحو الإسماعيلية في مناطق جنوب غرب الكوبري العلوى وجنوب أبو صوير وجنوب المحسمة ,


الهوامش :
[1]ـ المعارك على الجبهة المصرية ـ جمال حماد ـ دار الشروق ـ مصدر سابق

قديم 10-30-2010, 09:48 PM
المشاركة 60
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكان شارون قد بدأ الإتجاه بأقصي سرعته نحو الشمال بعد حلول وقف إطلاق النار على أن يكون اقتحامه الإسماعيلية من خلال عبوره ترعة الإسماعيلية وقطع الإمدادات الرئيسية القادمة من القاهرة وشرق الدلتا إلى قوات الجيش الثانى الميدانى ,
ولكن أحلام شارون بالإستيلاء على الإسماعيلية والسيطرة على طريق الإمدادات لم تلبث أن تبخرت بسبب طبيعة الأرض الزراعية التي أعاقت تقدم قواته من ناحية ,

ومن ناحية أخرى وقوف المقاومة المصرية كحائط صد فولاذى أمام قوات شارون التي تحاول عبور الترعة , ومن ثم توقفت قوات شارون المدرعة جنوب الترعة دون أن تتمكن من العبور إلى الأرض الشمالية
وفى نفس الوقت قامت قوات الجيش الثانى الميدانى بالدفاع عن مدينة الإسماعيلية وشنت الهجمات المضادة على قوات شارون باستخدام عدة جبهات للهجوم ,
كان أولها استخدام مدفعية الجيش الثانى والتى كان يتولاها العميد عبد الحليم أبو غزالة ـ وزير الدفاع فيما بعد ـ وقامت المدفعية بجهود جبارة وموفقة في وقف العدو ومنعه من عبور ترعة الإسماعيلية بقوة نيران ضخمة تجاوزت 10 كتائب مدفعية
في نفس الوقت الذى تم تكليف اللواء 118 ميكانيكى بمهمة الدفاع أمام ترعة الإسماعيلية بالتنسيق مع مدفعية الجيش الثانى
كما أصدر اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثانى أوامره إلى اللواء 182 مظلات باحتلال موقع جبل مريم وكانت أوامر قائد الجيش الثانى لقائد قوة المظلات بالتمسك بموقع جبل مريم حتى آخر طلقة وآخر رجل
ونفذت قوة المظلات مهمتها بكفاءة ونجحت في الدفاع عن موقع جبل مريم الذى يعتبر مفتاح مدينة الإسماعيلية كما تم تلغيم طرق تقدم العدو ووضع الكمائن في طريق اقتراب العدو , إضافة إلى تكوين قوة احتياط تكون مهمتها استرداد موقع جبل مريم لو نجح العدو في اختراقه ,
كما قامت المجموعة (139) صاعقة بمهمة عمل الإغارات والكمائن واستنزاف قوة العدو وبعدها تم تكليفها بمهمة التمركز أيضا على طول خط المواجهة وعمل الكمائن في طريق جنوب ترعة الإسماعيلية ,

وقام شارون بالهجوم المتعدد الجوانب على كل الطرق التي فرشها أمامه الجيش الثانى بالفخاخ والكمائن واشتعلت معركة من أقوى المعارك على أبواب الإسماعيلية تكبدت فيها قوات شارون خسائر فادحة دعته إلى طلب النجدة السريعة من الجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي ,
ولكن بارليف رفض طلبه فقد كانت الليلة مظلمة تماما وعبور طائرات الهليكوبتر لإنقاذ الجرحى وإخلائهم أمر مستحيل فضلا على أن الطائرات ستقع في الكمائن المصرية ,
وأمر بارليف شارون بأن تتولى قواته إخلاء جرحاه وفق إمكانياته ,
ونفذ شارون الأمر طيلة أربع ساعات كاملة حتى طلوع النهار استهلكها في إخلاء جرحاه من ميدان المعركة حتى بزغ الفجر ووجد رجال المظلات الإسرائيليين القائمين بمهمة إخلاء الجرحى على بعد 20 مترا من مواقع قوات المظلات المصرية , فتراجعوا للخلف
وبهذا فشلت إلى الأبد مهمة شارون بالإستيلاء على الإسماعيلية أو تطويق طريق الإمدادات وتبخرت أحلام المجد التي راودته منذ بدء العمليات ,




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حدائق الايمان فى حرب رمضان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حدائق بابل المعلقة أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-10-2015 08:37 PM
ll~ زهُورٌ مِن حدائق ِ الفـَـصيح ِ .. أمل محمد المقهى 25 12-30-2014 01:56 PM
فردريك نيتشه .. بين الايمان والالحاد فارس كمال محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 5 05-03-2014 09:43 PM
في حدائق حبك منى شوقى غنيم منبر البوح الهادئ 5 10-01-2011 02:17 PM

الساعة الآن 11:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.