قديم 05-14-2012, 09:04 AM
المشاركة 571
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كم انا سعيد بأن تكون اول مشاركة لك في منابر هنا وفيها ثناء على هذا الجهد. انت ماهر وكريم وممتاز ايضا وتحسن تقدير الامور.
اشكرك جزيلا على مرورك ومداخلتك، واهتمامك بموضوعة الابداع واثر المآسي والالام وعلى رأسها اليتم في صناعة الابداع والعبقرية.
لا شك انني افكر في المجلد الذي تقترحه وخطتي المبدئية له كما يلي :
- تحليل للبيانات الاحصائية حول ابرز العوامل المؤثرة في طفولة كتاب الروايات اصحاب اروع 100 رواية عربية.
- ملخص للحبكة في كل رواية.
- عناصر القوة والتأثير في كل رواية، والتي جعلت منها واحدة من اروع الروايات.
- السيرة الذاتية التفصيلية للروائي مع توضيح وتركيز على العناصر المؤثرة في حياتهم.
لكنني ساكون في انتظار اقتراحكم الكريم حول الموضوع.
شكرا لاهتمامك.

قديم 05-17-2012, 05:34 PM
المشاركة 572
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السرد والذاكرة.. قراءات في الرواية العراقية ج1


جاسم عاصي
20. 8. 2010


خص القاص والروائي والناقد الاستاذ جاسم عاصي موقع شهريار بكتابه السرد والذاكرة، وهنا ننشر المقدمة والقسم الاول منه، وانتظروا الأقسام التالية على مراحل
المحرر


المقدمة


لعل ما شغل السرد عموما ً عبر حقب من الزمن ؛ مساحة ما احتوته الذاكرة الفردية والجمعية من خزين، كان بمثابة المحرّك والدافع من أجل إحداث نوع من الموازنة في وظائف السرد. إذ من الملاحظ انتماء النصوص السردية إلى حقب وأزمنة بعيدة نوعا ً ما. مما جعلها تأخذ دورها في نبش الماضي، والتوقف على أهم أجزائه. وبذلك تحقق مبدأ العلاقة بين السرد والتاريخ، انطلاقا ً من حقيقة ؛ أن السرد يُعيد صياغة الأحداث. فمقولة أن التاريخ يدون مالا تدونه الرواية، وأن الرواية تكتب ما لم يدونه التاريخ، أصبحت من مسّلمات الرأي، حي نلحظ مدى قوة الأواصر التي تربط السرد بالتاريخ، دون الدخول في تفاصيله، مكتفية ـ أي السردية ـ بجدليتها الداخلية القابلة لكشوفات الذات ورؤيتها.
والرواية العراقية حصرا ً كان لها نصيب وافر من إقامة مثل هذه الصلة بالتاريخ، مستلهمة أهم وقائعه، متمثلة محركاته الفكرية والأخلاقية، متوقفة على الأثر والتأثير الناتج من حركة التاريخ وجريان الأحداث. سيّما أن التاريخ العراقي ـ نتيجة تبدل أحداثه السريعة وتأثير عوامل كثيرة على جريانها ـ فقد بدا أكثر قسوة وأشد ثقلا ً وهيمنة جرّاء السياسات المتعاقبة التي حمل وزرها الإنسان العراقي. لذا نرى أن الرواية كانت أكثر موازنة في إقامة مثل هذه العلاقة، حتى وهي تُقيم علاقة مع التاريخ الفردي، مجسدة صراعات الذات مع الواقع. وهذا منطلِق من تاريخ الجزء المكمل لتأريخ الكل .
ولنا في كتابات ( محمود أحمد السيد، غائب طعمة فرمان، فؤاد التكرلي، حسين ياسين، مهدي النجار، ناجح المعموري عبد عون الروضان، مهدي عيسى الصقر، أحمد خلف، عبد الجليل الميّاح، موفق خضر، زهير الجزائري ) وغيرهم، خير أمثلة على ما ذكرنا. وما يعطينا حق القول أن الرواية العراقية بحق ارتبطت بالذاكرة العراقية مؤسسة لنفسها مجالا ً حيويا ً، عبر ذاكرة سردية متوازنة، استطاعت أن تُقدم للواقع الثقافي نماذج مهمة. لعل محاولتنا هذه في قراءة بعض النصوص الروائية خير دليل على مثل هذا الضرب من الكلام. لأننا من خلال هذه القراءات زاوجنا بين الأجيال في خارطة الرواية العراقية. فوجدنا فيها نوع من الاهتمام المشترك في ضروب وحدات النص السردي الروائي. سيّما في الوحدات التالية: الزمان والمكان والشخصية. فهذه الدالات الثلاثة وجدت لها أشكالا ً من الصياغات المهمة، ففي الزمان ارتبط النص بالتاريخ ولم يبتعد عنه وعن أحداثه إلا بما هو مصاغ فنيا ً. كذلك رأينا في المكان مثل هذا. فقد كان معززا ً برؤى صافية، وعكس لمفرداته بما يتناسب مع وعي الشخصيات. بمعنى أن الوحدات الثلاثة المذكورة وردت في النصوص على شكلٍ متوازن ومدروس، ودالٍ على نظرة مرهفة له من قبل الشخصيات.
يضاف إلى هذا ثمة محاولات عكستها بعض النصوص المقروءة في مجال الموروث والاستفادة منه، ليس على حساب مجرى الواقع في النص بقدر ما كان هذا معينا ً معرفيا ً ساهم في توسيع رؤى السارد من خلال غنى النص بتعدد النظرات. وبعض هذه النصوص اجترحت لها منحى في السرد وعرض الشخصية معتمدة على حركة الذاكرة في تأسيس حراك الرواية، مكّنتها من قيادة شخوصها وأزمنتها، متخذة من تأريخ الشخصيات والأحداث، مجالها على أساس استطراد الذاكرة، واسلوب سحب الملفات في ملأ فراغات النص ومن ثم تشييد تأريخ للشخصية، عبر اقتطاع جزء من تأريخه. فيما عمد البعض على أن يدرس الشخصيات ويؤكد على تأثر بعضها على بعض، كذلك وضعها في منطقة التناص مع نماذج في التأريخ، خاصة التأريخ المثيولوجي والملحمي. في ما حاول البعض تُسجيل أحداث وسط بيئة غرائبية كبيئة الأهوار، عاكسا ً تأثيرات السياسية على نماذجه. وثمة إجراءات روائية استنطقت المخيال السردي من أجل وضع ثيمة أساسية للرواية في مجال البحث عن الهوية السردية، مزاوجة بين مفردات التأريخ وتأسيسات المخيال للبحث عن آثار المدن في الواقع عبر البحث في الذاكرة الجمعية عن المكان. ثم أسطرة الواقع من خلال مجموعة تصورات ورؤى معرفية أسهمت في الصياغة وانكسار الرؤى باتجاه ابتكار صورتها الدلالية.
هذه بعض مما توصلت إليه القراءة لهذه الروايات التي أجدها زاخرة بالتنوع والمعرفة بالأشياء والظواهر المعالَجة في النصوص، أو تلك التي توسِّع دائرة النظر وبلورتها في وجهة النظر الذاتية.
لقد تحكمت في هذه القراءات مجموعة مناهج في القراءة، وجدتها تحذو حذو ما هو مناسب لإيجاد مقاربة بين القراءة والنص، بين ثرائه وقدرة القراءة على الكشف، معتبرا ً أن ما وطئته القراءة ترك مجالا ً آخر لقراءات مختلفة ومتعددة. وأعتقد أن هذا مردّه لثراء النصوص وقابليتها لاستقبال القراءات المتعددة .

قديم 05-17-2012, 05:36 PM
المشاركة 573
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بيان الكتب:الدكتور نجم عبدالله كاظم استاذ الادب المقارن في جامعة الحسين بن طلال في الاردن باحث جاد له بحوثه المتعددة في هذا اللون من الادب بدءا بالرواية العراقية وتأثيرات الرواية الامريكية عليها عام 1985 وانتهاء بكتابه التطبيقي الجديد الذي اصدره نهاية عام 2001 بعنوان (في الادب المقارن ـ مقدمات للتطبيق).
واذا كان نقاد كتاب الادب المقارن يختلفون حتى الآن حول مفهومه وطبيعته وميادينه وحدوده رغم نشأته كفرع من الاداب النقدية في العقود الثلاثة الاولى من القرن التاسع عشر فان الدارس ينبغي له ان يلم بهذه الاختلافات التي نشأت عنها مدارس الادب المقارن المستندة الى تعريفاته الاساسية ففان تيغم يقول بدراسة التأثيرات والتأثرات وهو يتناول النتائج التي ينتهي اليها تاريخ الادب القومي ويضمها الى النتائج التي انتهى اليها مؤرخو الاداب الاخرى ليضمها الى بعضها ضمن تاريخ ادبي اشمل. اما غويار فيعرف الادب المقارن بانه تاريخ العلائق الادبية الدولية بما يعني ان العلاقة يمكن ان تكون بين اكثر من ادبين قوميين وهذا ما يراه شيلبي الذي يعرفه بانه دراسة العلاقات المتبادلة بين اداب شعوب واخرى وهو امر دفع الناقد عبدالجبار داود البصري الى اعتبار الادب المقارن عملية بحث في العلاقات الدولية ادبيا وبذلك فهو ليس ادبا بل بحثا في تاريخ الادب وقد جاء ذلك في كتابه (خرافات ادبية) 2001، لكن الناقد الكبير د. محمد غنيمي هلال يعرفه بانه يدرس مواطن التلاقي والصلات ومالها من تأثير وتأثر.
وفي رأي مؤلف (في الادب المقارن) اننا ينبغي ان نحتوي كل هذه الرؤى ونحن نكتب في الادب المقارن لكن هذه العناية لم تقده الى تقديم دراسات تطبيقية شاملة الا في بعض فصول الكتاب بل هي مقدمات للتطبيق تسعى لفتح ابواب الدراسة التطبيقية للآخرين.
لقد سعى المؤلف في موضوعه الاول مقدمة في التأثير العربي في الادب الاسباني الحديث ـ خوان غويتسلو نموذجا، الى دفع الدارسين الى الالتفات اكثر الى العلاقات والصلات ما بين العربية وادابها من جهة والادب الاسباني الحديث في وقت انصبت فيه دراسات النقاد العرب والاسبان في دراسة التأثيرات الاولى القديمة مما صار مكرورا وكلاسيكيا ومعروفا تماما.
أما دراسته التالية التي يسميها مقدمة فقد جاءت تحت عنوان (كافكا في الرواية العربية مقدمة في تأثيراته) ورغم ان المؤلف لايقف عند المؤلفات العربية التي تناولت هوية كافكا وتأثيراتها على اتجاهات ادبه مثل دراسة بديعة امين المهمة التي صدرت تحت عنوان (هل ينبغي احراق كافكا؟) ذلك ان اعمال كافكا «متعددة الرؤى والمضامين والمعاني والايحاءات» كما يقول د. كاظم ولكن يبقى ممكنا ان نجد في أدبه موضوعات تعد انعكاسات لشخصية صاحبها ونفسيته وتداخلاتها وقد درس الكاتب أعمال كافكا الأساسية مثل «القصر» و«القضية» و«أمريكا» و«المسخ» وبعض قصصه القصيرة ليجد فيها ما قاله روجيه جارودي ان كافكا نجح في خلق عالم اسطوري لا ينفصل عن عالمنا وانه «خلق هذا العالم بمواد عالمنا هذا مع اعادة ترتيبها وفقا لقوانين اخرى تماما كما فعل الرسامون التكعيبيون في الفترة نفسها» وبذلك فهو العالم منظورا اليه بشكل منحرف قليلا كأنما ينظر المرء اليه من بين ساقيه أو يقف على رأسه أو ينظر اليه في مرآة مشوهة.
إن الضغوط والمؤثرات المختلفة التي أحاطت ببطل كافكا جعلت منه الفرد الخائف والمغترب المستلب الذي ينتابه الشعور دوما بأنه يعيش عالما معاديا له ومطاردا من قبل قوى اخرى نراها وتخطر أمامنا كل يوم ولكننا لا نرى أفعالها كما هي في أعمال كافكا، وإذ يشير الدارس الى تأثيرات ما بعد الحرب الأولى على التيارات الفكرية والادبية وبروز الوجودية كفلسفة اختيار للانسان يجد في كافكا ـ ربما ـ اعظم الكتاب الوجوديين، واذا كانت الوجودية ترتكز على الحرية والمسئولية والالتزام كأعمدة فكرية فان من الطبيعي ان يشعر الفرد المحاصر عبر حياته القلقة بالقلق ذاته والهجران واليأس وهي مفاهيم تمظهرت دراميا في أعمال كافكا التي وصلت الى العالم العربي ثمرة جهود فردية لمترجم مثل منير بعلبكي ونقاد مثل سهيل ادريس ونهاد التكرلي، وقد ظهر تأثير أعمال كافكا في ادب القصة العربية المعاصرة ـ كما يقول الدارس ـ في أعمال غادة السمان وزكريا تامر وجورج سالم ووليد اخلاصي وياسين رفاعية وجليل القيسي وجمعة اللامي وعبدالرحمن الربيعي وسواهم وهو يشير الى تأثيرات ادب الوجوديين الآخرين مثل البير كامو وسارتر وبيكيت وتأثيراتها على الاعمال الروائية لجبرا ابراهيم جبرا وسهيل ادريس وليلى بعلبكي وجورج سالم وصدقي اسماعيل ويوسف الصائغ ومحيي الدين زنكنة وهاني الراهب، لكن الذي يبدو غريبا ألا يشير د. كاظم الى تأثيرات الوجودية عامة على ادب فؤاد التكرلي القصصي وهو امر درسناه في كتابنا «رحلة مع القصة الواقعية» الصادر عام 1980 في فصل خاص تحت عنوان «تأثير الوجودية على القصة الواقعية القصيرة».
إن الدارس الشامل لأدب كافكا وتأثيره على الأدب القصصي العربي يجد في رواية (خاتم الرمل) للتكرلي فؤاد بنية شديدة التأثر بالأدب الوجودي عموما والكافكوي منه بوجه خاص كما ان رواية خسرو الجاف (الكلب) تحمل مضامينها الوجودية المعاصرة وكذلك (مجنون الأمل) لعبداللطيف اللعبي و(الاغتيال والغضب) لموفق خضر وقل ذلك عن روايات عربية كثيرة لكن الدارس اختار نماذج محددة ليطبق عليها برهافة حس وعلمية ونحسب انه لو ادار بحثا متكاملا عن تأثيرات الوجودية على الادب الروائي العربي لنتج عنه عمل مثمر وكبير نتمنى ان يتصدى له الدارس ذاته أو غيره.
مقدمة الدارس الثالثة كانت تحت عنوان «القصة القصيرة جدا من ساروت الى الادب العربي والبحث عن نوع أدبي جديد» يتناول في بدايته مصطلح القصة القصيرة جدا short short story و(اختلافه) عن مصطلح القصة القصيرة short story حيث يعرف جوزيف شيلبي القصة story بمعنى «عرض لصراع يشتمل على قوتين متعارضتين في حالة نزاع وغاية».
واذا كان هذا التعريف ـ في مفهومنا ـ مبهماً تماماً ، فإن القصة القصيرة ـ تكون ابرامز في كتابه M. H. Abrams: Aglossaryof liteary terms - pi 76 والذي اعتمد عليه د. كاظم هو «قصة تتسم بالقصر بما يعني اختلافها عن الرواية ـ Novel في البعد الذي اسماه ارسطو الحجم، وان كان القصر ليس عاملاً اساسياً في تحديد هذا المصطلح اذ ان مجدي وهبة في معجمه يقول ان «القصة القصيرة ليست مجرد قصة تقع في صفحات قلائل بل هي لون من الوان الادب الجديد له خصائص ومميزات شكلية معينة منها القصر وتناولها حدثاً او جزءا من حدث والتركيز والتكثيف» وهذا التعريف اقرب الى الرضا والوضوح ولكنه لا يستجيب لمصطلح القصة القصيرة جداً الذي اطلقه ارنست همنجواي اول مرة على احدى قصصه عام 1925 ولم يكن القاص العربي يوسف الشاروني قد فهم مدى اهمية ما يفعل عندما اطلق على بعض قصصه تعبير «قصص في دقائق» بمعنى ان قصصه هذه اكثر قصراً من القصص القصيرة الاعتيادية وبالتالي فهي لا تحتاج الا لذلك الوقت القصير لقراءتها وهو ذات ما ذهبنا اليه في بحثنا المنشور في مجلة الافلام ـ والذي اعتمد عليه د. كاظم ـ بعنوان (القصة الواقعية القصيرة جداً.. عن المصطلح والصورة التاريخية) في مجلة الافلام ـ بغداد ـ العدد 10/11/1988 حيث ذهبنا الى ان اول قاص عربي اطلق مصطلح القصة القصيرة جداً على بعض قصصه هو المحامي العراقي نوئيل رسام عام 1928 ـ 1932 دون ان يقرأ ساروت التي اشتهرت بهذا اللون ولم نجد باحثاً واحداً حتى الان يثبت عكس الذي ذهبنا اليه وان كان الكثير منهم لا يشير الى هذه الحقيقة.
المهم ان الباحث يقف عند كتابات ساروت التي ظهرت عام 1938 في كتاب ترجم الى العربية سنة 1971 تحت عنوان (انفعالات) Tropisms لفتحي العشري الذي اضاف اليها عنواناً ثانوياً هو (قصص قصيرة جداً) و(انفعالات) كلمة لا توجد لها ترجمة في غير اللغات اللاتينية ولا يوجد لها تفسير في اي من هذه اللغات وبالتالي فإن الناقد ازاء هذه المجموعة التي كتبتها ساروت يكتشف صوراً قد تبدو مقتطعة من مجرى حياة ما وحياة مجموعة بشرية غالباً، ليس لها بدايات بل انك تحس وانت تقرأ اول كلمة او جملة فيها انك قد بدأتها قبل ذلك، واذ لا تمتلك الواحدة منها بداية فانها لاتنتهي ايضاً مع اخر كلمة منها.. بمعنى انها تفتقد اي صراع او حبكة او تطور درامي وبذلك فهي تنفصل عموماً عن (القصة) كما نعرفها اصطلاحاً ونماذج.
ان اوضح مميزات القصة القصيرة جداً هي القصر الشديد اذ ان عموم الجيد منها يتراوح بين 002 ـ 500 كلمة ثم التكثيف حيث تعوض الكلمة عن جملة والجملة عن عبارة دون اخلال ثم محدودية الصراع وبهذا المعنى تشتمل القصة القصيرة على شخصية او اثنتين وتكون النهاية متفجرة ذات ضربة فعلية ـ في رأينا.
واذ يطرح الكاتب في نهاية هذا الفصل سؤاله المهم «هل هناك نوع ادبي اسمه القصة القصيرة جداً؟ يقول ما يطابق رأينا الذي ذكره بموضوعية وهو «ان القصة القصيرة جداً ليست جسداً مفصولاً عن فن القصة القصيرة ولكنها تراعي التكثيف والجو الخاص وضربة النهاية وتراعي التركيز والاقتصاد بالكلمات» فيما رأى ان ميزات التكثيف والقصر والصراع المحدود تتخذ سمات خاصة بها لكنها لا تفرقها عن فن القصة القصيرة بعامة.
عبدالخالق الركابي وماركيز وآخرون.. وقفة عند العلاقات الادبية والتأثير والتأثر، حيث يبرر الكاتب حديثه عن الركابي باعتباره قد احتل مكانة متميزة في الأدب الروائي العربي وان تجربته الروائية قد استخفت ان تدخل مختبرات النقاد «وذلك بما اشتملت عليه من تدرج فني متصاعد بثبات» وقناعة د. كاظم بالمقدرة المتنامية التي يمتلكها الركابي في الخلق والابداع، أما المبرر المباشر لدراسة تأثيرات ماركيز وآخرين على الركابي فهو الضجة النقدية التي أثارها القاص جهاد مجيد والناقد عباس ثابت حمدو حول اقتباس الركابي من اجواء وشخصيات ماركيز وهو أمر رد عليه ياسين النصير وباسم حمودي في الصحافة المحلية وبينا (في شهر اكتوبر 1988) الفرق بين التأثير والتأثر والاقتباس رغم ان مصطلح التناص مصطلح مفتوح الابواب يبرر للكاتب هضم التجارب السابقة واعادة تمثيلها بلغة الكاتب الجديد الخاصة.
ويقيم د. كاظم دراساته ومقارناته على أساس رواية «الراووق» المعتمدة على مخطوطة لعشيرة البواشق ويدرس المرحلة التاريخية التي يحاكيها. ويدرس الباحث في فصل تال الرواية العراقية دراسة مقارنة فيشير الى اهتمام القاص والروائي بما يقرأ في الآداب الاخرى وسبق اللبنانيين والمصريين العرب الآخرين بالتعرف على فن القصة الحديثة والاهتمام به طارحا صورة تاريخية لتأثر الروائي العراقي بفن الرواية الاوروبية وهذه مسألة طرحتها دراسات متعددة لكن جديد الدارس انه يوثق لآراء الروائيين في تأثيرات الكتابة الروائية الغربية عليهم حيث يعتبر غائب فرمان مكسيم جوركي معلمه الأول بعد نجيب محفوظ، ويعلن تأثره بكولدويل وشتاينبك دون ان يستطيع هضم تجربة فيرجينيا وولف وبروست فيما يؤكد فؤاد التكرلي انه قرأ الرواية الغربية بالعربية والفرنسية مثل فوكنر وهمنجواي ومارك توين وكولدويل ودستوفيسكي وسيمون دي بوفوار في وقت كان فيه جبرا قارئا في سنوات مبكرة من حياته للرواية الاوروبية الحديثة وإذا كان عبدالرحمن الربيعي وعبدالرزاق المطلبي ومحيي الدين زنكنة قد قرأوا الرواية الغربية باللغة العربية، فإن هؤلاء الكتاب جميعا ومعهم موفق خضر وموسى كريدي قد مظهروا ذلك التأثير في أعمالهم الروائية المتعددة وهو أمر يخصص له المؤلف دراسة تطبيقية واضحة المعالم في فصل تال تحت عنوان «الركابي حلماً روائياً» حيث يجد الباحث نوعا من التأثير من قبل أوران ملكيادس لدى ماركيز على مخطوطة الراووق ثم «يمتد الالتقاء بين روايات الركابي ورواية ماركيز ليصل الى السعي لربط الوطن بالعالم» وهو امر تشارك به معهما قيم روائية أخرى لدى دوس باسوس ونجيب محفوظ وغائب فرمان وهوثورون وغيرهم.
ويقدم الكاتب في الفصل الأخير دراسة تطبيقية في الأدب المقارن (بين الصخب والعنف والرجع البعيد) مقرا بداية ان بناء (الرجع البعيد) وتقنيتها يختلفان عن (الصخب والعنف) لكن التكرلي اختار عائلة بغدادية وقسم روايته الى فصول يرويها افراد العائلة بصيغة المتكلم او الغائب في وقت قسم فيه فوكنر روايته الى اربعة اقسام وزع ثلاثة منها على عائلة كومون معتمدا صيغة ضمير المتكلم بينما تولى هو الفصل الاخير، ويجد الدارس ان الاحساس بالزمن كان واضحا في العملين واستخدام التداعي الحر والحوار الداخلي واحساس (مدحت) احد ابطال (الرجع) بالعزلة عن المجتمع بشكل متشابه وشخصية (كوينتس) رغم ان فؤاد التكرلي ينوع في (مدحت) على بطله السابق في روايته المبكرة (الوجه الآخر) كانسان صاحب موقف وجودي من الحياة، كما انه يشير الى تكرار رحلة كوينتس في رحلة مدحت وهو امر لا يستدعي التأكيد على الاقتباس او التأثير ففؤاد التكرلي قد بنى تجربته الضخمة على احداث وشخوص مختلفة ولكن دراسة الناقد د. كاظم ترى في تجربته بعض ظلال الصخب والعنف وهو امر لا نقره تماما لاختلاف التجربتين.

قديم 05-17-2012, 06:44 PM
المشاركة 574
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لم اعثر وللاسف على السيرة الذاتية لهذا الكاتب الفذ. يرجى ممن يعثر عليها ادراجها هنا للمنفعة العامة.

مجهول الطفولة

قديم 05-17-2012, 06:52 PM
المشاركة 575
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
78- الدوامة قمر كيلاني سوريا

رواية الدوامة:
يأتي الإنذار باشتعال الحرب في رواية "الدوامة" للكاتبة قمر كيلاني عبر حلم تراه السيدة هنية، وتعبّر عنه ابنتها في لوحة رسمتها تمثل دوامة وامرأة بلا رأس تطوف وتطوف في دوائر، ومن ثم تشعل النار في المنزل وترحل بعد سقوط القنيطرة (المدينة الحدودية السورية).
اعتمدت االكاتبة لطريقة غير المباشرة في تقديم شخصيتي سامية وليلى. وهذه الإشارة تتضح على نحو أكثر جلاء إذا لاحظنا أن الراوي هو مصدر المعلومات المقدَّمة صراحةً عن سامية، وأن شخصيات (سميرة وهدى والأم) هي مصدر المعلومات المقدَّمة صراحةً أيضاً عن ليلى. وعلى الرغم من أن مصدر المعلومات عن الشخصيتين مختلف، فإن اختلافه يلائم وضع الشخصية داخل الرواية. فسامية تشعر بالخواء الداخلي، وليلى تشعر بالخواء الخارجي، ولا سبيل إلى تقديم المعلومات عن مظهر سامية ونفسيتها غير الراوي الذي يبتعد عن الشخصية ويرصدها ويسعى إلى التقاط جزئياتها. أما الخواء الخارجي الذي تشعر ليلى به فلا بدَّ من أن يتضح من خلال حوار الشخصيات، فهذا الحوار هو فرصة الشخصيات الأخرى لتقديم آرائها في ليلى. ومن المعروف أن اللجوء إلى الراوي لتقديم الشخصيات تأكيد للموقف الجمالي الذي رسّخته التقاليد الروائية الغربية والعربية. وقد استثمرت قمر كيلاني موقف الراوي في رواية (الدوامة)، وفسحت له المكان ليُقدِّم المعلومات التي ذكرناها عن شخصية سامية. ولكنها - في رواية الأشباح - خرقت هذا الموقف الجمالي، ولجأت إلى بناء الشخصيات كلها بوساطة الحوار، وكادت تقضي على الراوي الذي أفادت من معرفته الكلية وعينه الراصدة وكونه وسيطاً بينها وبين القارىء في رواية الدوامة. ويمكنني القول هنا إن مصدري المعلومات عن سامية وليلى (الراوي والشخصيات الأخرى)، وهما مصدران غير مباشرين، لجأا إلى مقياس نوعي يفيد من المعلومات المقدَّمة عن الشخصية بوساطة المقياس الكمي، ثم يروح يحرص على توضيح نوعية تقديم هذه المعلومات. ولعلنا قادرون على معرفة نوعية هذا التقديم من خلال مبدأي التّدرُّج والتّحوُّل. المراد بمبدأ التدرُّج الانتقال من العام إلى الخاص، أي أن الشخصية تبدو عامة أول الأمر ثم تتضح رويداً رويداً في السياق. وكلما زادت المعلومات عنها وعن علاقاتها بالشخصيات الأخرى زاد وضوحها. ولعل هذا المبدأ يساير الإدراك الإنساني حسب نظرية الجشتالت المعروفة. والمهم بالنسبة إلينا عمومية هذا المبدأ وقدرته على التّحكُّم في بناء الشخصية الروائية ودلالتها.

قديم 05-17-2012, 10:09 PM
المشاركة 576
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قمر كيلاني
أديبة سورية رائدة من مواليد دمشق عام 1932. تخرجت من جامعة دمشق -كلية الآداب- في الخمسينات. وحصلت على شهادات في التربية (دبلوم)، وفي التعليم للمرحلة الثانوية ودور المعلمين(المعهد العالي).
عملت في التدريس في دور المعلمين والمعلمات إلى جانب الكتابة، ثم في اللجنة الوطنية لليونسكو. ومنذ عام 1976 متفرّغة للأدب وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب وحالياً رئيسة تحرير مجلة الآداب الأجنبية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب.

التعليم
-أطروحة دكتوراه لم تناقش
العمل
  • 1954 ـ 1975 تدريس اللغة العربية وآدابها وأصول التدريس في المعاهد العليا لإعداد المدرسين ودور المعلمين.
1975 ـ 1980 عضو المكتب التنفيذي لاتحـاد الكتّاب العرب ـ مسؤولة النشاط الثقافي. 1980 ـ 1985 عضو اللجنة الوطنية لليونسكو ـ مسؤولة شؤون منظمة التربية والثقافة والعلوم (الاليكسو). 1985 ـ 2000 عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب ـ مسؤولة العلاقات الخارجية ـ مسؤولة عن نشاط الجمعيات الأدبية وفروع الاتحاد ـ رئيسة تحرير مجلة الآداب الأجنبية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب.
[عدل] لجان ومنظمات

1967 ـ 1971 رئيسة لجنة الإعلام في الاتحاد العام النسائي
  • عضو لجنة التضامن الآفرو آسيوي
  • عضو لجنة الدفاع عن الوطن وحماية الثورة
  • عضو اللجنة العليا لدعم العمل الفدائي
  • عضو اللجنة المركزية لمحو الأمية
  • منذ عام 1967 عضو مؤسس لاتحاد الصحفيين السوريين
  • عضو مؤسس لاتحاد الكتّاب العرب
[عدل] الترجمـت

ترجمت بعض أعمالها الأدبية إلى الروسية ـ الفرنسية ـ الإنكليزية ـ الفارسية ـ الهولندية.
مقالات في الصحف والمجلات:
  • مئات المقالات في الصحف والمجلات والدوريات المحلية والعربية منذ عام 1955.
  • مقال أسبوعي في إحدى الصحف الرسمية في سوريا منذ عام 1963.
[عدل] الأبحاث
  • عشرات الأبحاث في التراث وفي النقد، وفي موضوعات المرأة والمجتمع، وفي مناسبات تكريم أدباء معاصرين أو في رثائهم بتقويم لأعمالهم.
  • تم إعداد عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير والدبلوم حول مؤلفاتها، واعتمد بعض من هذه المؤلفات للتدريس في جامعة (ايكس لو بروفانس) في فرنسا، وفي جامعات أخرى عربية وأجنبية
  • شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات العربية والدولية.
  • أدرج اسمها في عدد كبير من الموسوعات العالمية والعربية، وموسوعة أعلام القرن العشرين.
[عدل] مؤلفاتها
  1. التصوف الإسلامي- دراسة- بيروت - دار شعر -1962
  2. أيام مغربية- رواية- بيروت - دار الكاتب العربي-1965
  3. عالم بلا حدود- قصص- بغداد- وزارة الإعلام- 1972
  4. بستان الكرز- رواية- دمشق - اتحاد الكتاب العرب-1977
  5. الصيادون ولعبة الموت- قصص- دمشق - اتحاد الكتاب العرب-1978
  6. الهودج- رواية- دمشق - اتحاد الكتاب العرب-1979
  7. حب وحرب- رواية- الإدارة السياسية- سوريا-1982
  8. امرأة من خزف- قصص- دار الأنوار- سوريا-1980
  9. اعترافات امرأة صغيرة- قصص- وزارة الثقافة - سوريا-1980
  10. طائر النار- رواية- اتحاد الكتاب العرب-1981
  11. الأشباح- رواية- المنشأة الشعبية للنشر- ليبيا-1981
  12. الدوامة- رواية- وزارة الثقافة- سوريا-1981.
  13. المحطة- قصص- اتحاد الكتاب العرب- 1987.
  14. حلم على جدران السجون (مجموعة قصصية)-
  15. الدار العربية للكتاب- تونس- 1985
  16. أوراق مسافرة- دار الجليل- سوريا- 1987
  17. أسامة بن منقذ (دراسة)- دار النوري- سوريا- 1985
  18. امروء القيس (دراسة)- دار طلاس- سوريا- 1986

قديم 05-17-2012, 10:27 PM
المشاركة 577
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديبة السورية قمر كيلاني

مقدمة

ما إن ينحني قوس قزح في السّماء، حتى تنجذب إليه العيون، تدلّ عليه الأصابع، تشدّ انتباه مَن لم ينتبه، فتمتلىء الأرواح، بالامتنان لهذا الجمال المباغت وتلك النّعمة الملوّنة التي تنبىء الأرض بالصّحو والتّجديد.

كذلك باغت اسم قمر كيلاني أساتذة المدرسة، فأغدقا على كتاباتها عبارات الثّناء، وتسابقت الفتيات على استعارة دفاترها للاستفادة من أفكارها في مواضيع التعبير، كل هذا وهي ماتزال في الحادية عشرة من عمرها، حيث بدأت بكتابة مذكراتها.

في دمشق ولدت قمر كيلاني عام 1928، في أسرة إقطاعية، ليس للعلم مكانة هامّة بين بناتها، لكن الاحترام والثقة العائلية، دفعا الكاتبة لتشقّ طريقها بثبات وعزم، في مجتمع لا يتقبّل لا الصحافة ولا الأدب ولا حتى فكرة تحرّر المرأة، ولكن دأب هذه الطفلة المجتهدة على القراءة، جعل الجميع يعترف بها، أو على الأقل يقف موقف الحياد من طموحها، راصدين كل خطوة من خطواتها، كظاهرة تحرريّة متقدّمة، سابقة لعصرها.

تأثّرت قمر كيلاني بكتب جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، المنفلوطي، والقصص المترجمة عن الفرنسية، إضافة إلى الكتب الفلسفية
لشاكر مصطفى.

كتبت في صف الشهادة الثانوية أول قصة، ونشرتها في مجلة لبنانية بعنوان « شبح أم »، ونالت قصة « دمية العيد » جائزة أفضل قصة قصيرة في مسابقة أقامتها هيئة الإذاعة البريطانية bbc.

مثل حصان جامح عصيّ عن الخضوع، جمح قلم قمر كيلاني في سنين الجامعة، قافزاً فوق وديان التّقاليد، يصهل بحريّة المرأة، والحضّ على تعليم يؤهّلها استقلال قطار الحياة بجدارة. حصان تفجّر تحت وقع سنابكه، بركان من رؤى وأفكار، سالت حممه على صفحات المجلة الجامعيّة لطلاّب كليّة الآداب التي انتسَبَتْ إليها في قسم اللغة العربيّة، تحت اسم مستعار
( رائدة النبع ) إلا أن اسماً آخر أطلقه البعض على قلمها والتصق بريشته وهو ( المتمرّدة الذهبية )، وبعد فترة قصيرة لم يعد خافياً على أحد أن المتمرّدة الذهبية هذه هي رائدة النبع.

بين التدريس والأدب

بعد أن تفتّح برعم كتابتها، ناشراً عطره في كلّ مكان، قال لها الدّكتور أمجد طرابلسي في المعهد العالي للمعلمين : « نحن لا نريد أدباء ولكننا نريد مدرسين للغة العربية »، وكأنّه لم يدرك أن هذا الحصان الجامع، قادر على القفز لمسافات بعيدة، فوق حقليْ التّعليم والكتابة بآن معاً. فما كان من الكاتبة إلا إهداء أستاذها أوراقاً بعنوان : « أوراق من دفتر التدريس » نُشِرت مسلسلة في مجلة « صوت المعلمين »، تقول في إهدائها : « إلى أستاذي وصديقي فيما بعد الذي قال لي نحن لا نريد أدباء بل مدرسين ».

درست قمر كيلاني التّصوف، واستغرقت في اتّجاهه الفكري، الفلسفي الدّيني، وابن عربي، وابن الفارض، وعبد القادر الجيلاني، لتجد نفسها تحلّق في عوالم شيّقة، رائعة، لا نهائيّة، متمنّية لو درست عوضاً عن اللّغة العربيّة، الفلسفة وعلم النّفس. فما كان منها إلا خوض غمارهما لتحصل على شهادة في علم النّفس والتّربية.

حصاد كثير وعمّال قليلون

التوق إلى الكتابة كان عظيماً، ولكن ليس هناك من دور نشر، ولا اتحاد كتّاب، ولا وزارة للثقافة، ولا أي مؤسسة تحمل هذا الحصاد، وتتبنّاه. لم تجد الكاتبة بدّاً من السفر إلى بيروت عاصمة الثقافة، لتبحث عن مجلات أسبوعية وشهرية، لنشر مقالاتها، وبالبحث عن دور للنشر تتبنى إنتاجها. ولم يتحقق هذا إلا في بداية الستينات عندما طبعت أول كتاب في التصوف الإسلامي، ومن بعده عام 1965 روايتها الأولى ( أيام مغربية ) التي كانت تحبو بين يديها مثل طفلة يتيمة.

في مجتمع محافظ ومتزمّت، عانت قمر كيلاني من الإفصاح عن اسمها كأديبة وكاتبة، إلى أن قامت ثورة آذار وبدأ الانفتاح فعلياً، ونشرت الأعداد الأولى من جريدة البعث، قصصاً للكاتبة قمر كيلاني، ومقالات، بعد تجربة مريرة من أيام الانفصال في 28 أيلول 1961، حيث أنشأت مع نخبة من الكتاب والمثقفين والنقاد مجلة اسمها « ليلى »، بإخراج مختلف وبتكاليف معقولة، دون أن تتقاضى ثمناً لأي كلمة فيها.‏

في هذه الأثناء، لمعت أسماء كتاب كثيرين على الساحة الأدبية، من بينهم قمر كيلاني، محي الدين صبحي، محمد الماغوط، وكثيرين غيرهم، وأصبحوا مراسلين لمجلات شهيرة أدبية أو ثقافية في الخليج وفي لبنان.‏ وظلت رغبتها الأولى في أن تكون في موكب الملكة الصغيرة أو القصة القصيرة التي نشرت أعداداً منها كثيرة في الوطن العربي كله، وترجم بعضها إلى لغات أجنبية. بالإضافة إلى الإذاعات العالمية أو العربية التي كانت تحتفي بالقصة القصيرة وتذيعها في برامجها الثقافية.

وبسبب تعذّر نشر الرواية، استعاضت الكاتبة عنها، بالمسلسلات الإذاعية وخاصة في هيئة الإذاعة البريطانية، وبعض من هذه المسلسلات شكلت منه فيما بعد روايات مثل رواية « الأشباح ».

أدرج بعض إنتاجها في مناهج الجامعات كنماذج عن الأدب العربي الحديث، ودخل اسمها في موسوعات عالمية بين أعلام القرن.

نشرت فصول روايتها عن دمشق والحياة الاجتماعية والسياسية فيها من الثلاثينات إلى الخمسينات من القرن الماضي في الموقف الأدبي، وفي مجلات إسبانية تهتم بنشر نماذج من إنتاج أدباء عرب ودمشقيين خاصة لما لهم من صلة حضارية بالأندلس.

في زمن عُدّ فيه خروج المرأة للعمل، ضرباً من الغرابة، وأمراً مستهجناً، كانت قمر كيلاني المرأة الوحيدة التي تعمل في عدّة مكاتب تنفيذية، لاتحاد الكتّاب العرب، ومشاركات صحفية، أو في لجان عليا حتى على المستوى القومي، وبين عامي 1954 - 1975 ساهمت قمر كيلاني في تدريس اللغة العربية وآدابها، وأصول التدريـــس في المعاهد العليا لإعداد المدرسين ودور المعلمين، وانخرطت في النشاطات الثقافية، فكانت بين 1975 - 1980 عضو المكتب التنفيذي لاتحـاد الكتّاب العرب، مسؤولة النشاط الثقافي. وعلى الصعيد الاجتماعي فقد عملت الكاتبة قمر كيلاني، بين عامي 1980 - 1985 كعضو للّجنة الوطنية لليونسكو، ومسؤولة شؤون منظمة التربية والثقافة والعلوم ( الإليكسو ). وفي عام 1985 - 2000 أصبحت عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب، مسؤولة العلاقات الخارجية، ومسؤولة عن نشاط الجمعيات الأدبية وفروع الاتحاد، ورئيسة تحرير مجلة
« الآداب الأجنبية » الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب.

لجان ومنظمات

1967 - 1971 : رئيسة لجنة الإعلام في الاتحاد العام النسـائي.
- عضو لجنة التضامن الآفرو آســــيوي.
- عضو لجنة الدفاع عن الوطن وحماية الثورة.
- عضو اللجنة العليا لدعم العمل الفدائي.
- عضو اللجنة المركزية لمحو الأميـة.
- منذ عام 1967 عضو مؤسس لاتحاد الصحفيين السوريين.
- عضو مؤسس لاتحاد الكتّاب العـرب.

الترجمــات

ترجمت بعض أعمالها الأدبية إلى الروسية - الفرنسية - الإنكليزية
الفارسية - الهولندية.

الأبحاث

- عشرات الأبحاث في التراث وفي النقد، وفي موضوعات المرأة والمجتمع، لا سيما صورة المرأة الأم التي بالكاد ترد في « ألف ليلة وليلة »، حيث تقول الكاتبة: « إنّ صورة المرأة الأم قليلاً ما ترد في ألف ليلة وليلة، كأنّ النساء فيه مقطوعات عن أمّهاتهن، ولعلّ السّبب قي ذلك أنّ أكثرهنّ من الجواري أمّا أم الرجل ( أو الحماة ) فهي إن برزت فمن أجل تنكيد العيش على زوجة ابنها أو جاريته أو من يحبها ».

- تم إعداد عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير والدبلوم حول مؤلفاتها، واعتمد بعض من هذه المؤلفات للتدريس في جامعة ايكس لو بروفانس
في فرنسا، وفي جامعات أخرى عربية وأجنبية.

- شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات العربية والدولية.

- أدرج اسمها في عدد كبير من الموسوعات العالمية والعربية، وموسوعة أعلام القرن العشرين.







موقف الأديبة من القضايا المصيرية

القضية الفلسطينية

تبنّى الشاعر أدونيس أول كتاب للكاتبة قمر كيلاني في بيروت، محطة استراحة المثقفين، وتولى إصداره عام 1962. كذلك أصدرت دار الكتاب العربي 1965 أول رواية للكاتبة ( أيام مغربية ).

بين عامي 1964-1965 أعلن النضال الفلسطيني لمنظمة التحرير، فكتبت عدداً من القصص حول القضية الفلسطينية مثل « قبلة على أرض غريبة »، و« ناتالي وأشجار البرتقال »، إضافة إلى المحاضرات والندوات حول الكفاح الفلسطيني، وكان لها زاوية أسبوعية في جريدة مغربية ( العلم ) تتكلم فيها أيضاً عن أوضاع المرأة في المجتمع المغربي.

في عام 1965 كتبت في صحيفة مغربية بعنوان عريض : « الحل في يد الشعب الفلسطيني »، « اللعبة الخطرة »، التي استوحتها من حادثة جرت في القدس، إذ تآمر الأطفال على الجنود الإسرائيليين الذين يعتقلون بعض الفلسطينيين بأن رموا مياه الصابون في طريقهم كما أطلقوا أصواتاً غريبة لإفزاعهم كما يعتقد الصغار، وكأنها تنبىء بأن الإسرائيليين لو بدؤوا يلعبون مع هؤلاء الأطفال فإنها ستكون لعبة خطرة تؤدي إلى رميهم بالحجارة ومقاومتهم، كما حدث في الانتفاضتين.‏

كانت الكاتبة تفرح بكتابة قصة كما لو أنجبت طفلاً، فتهرع بها إلى زملائها الذين يشجعونها على المضي قدماً، لتطير بها إلى بيروت نحو المجلات اللبنانية. فقد ساعدت نفسها بنفسها، وبنت كوخ كلماتها، في عالم الأدب لبنة لبنة من خلال معاناة طويلة جداً، دون أن تهتم بالنقاد، على الرغم من صداقتها لهم، وفصلها بين علاقتها الأدبية بهم وبين آرائهم النقدية.

نكسة حزيران

عبّرَت الكاتبة قمر كيلاني عن النساء اللواتي خرجن من العزلة، والواجبات الأسرية، إلى القيام بمهام وطنية في روايتها « الدوامة »، والتي اعتبرت من بين أفضل مئة رواية عربية، وكان المحرّض لها نكسة حزيران، وظهور العمل الفدائي واحتدام معركة الكرامة، حيث بدأت إسرائيل بالتمدد في الوطن العربي كالأخطبوط، تقتطع الجولان، تسطو على سيناء، وتصادر الضفة الغربية وغزة وتقبض على القدس. وما أكثر ما كتبت قمر كيلاني، من قصص ومسلسلات إذاعية، حتى في مجلات نوعية كمجلة الشرطة، أو جيش الشعب، تحمل ثقل تلك المرحلة كلها. ويستشف القارىء من خلال كتاباتها كشفاً تنبؤياً يقول بأن ما يحدث لن يقتصر على المجال الذي نحن فيه خلال تلك الأيام بل سيتسع ويتسع، وهكذا صدرت مجموعتها « عالم بلا حدود » في بغداد
في أوائل السبعينات.

حرب تشرين

نشرت قمر كيلاني رواية مسلسلة في جريدة تشرين بعنوان « حب وحرب » طبعت فيما بعد في كتاب، تحيط بها خواطر تنبؤية، بأن الحل لن يكون إلا شاملاً لخارطة الوطن العربي كله وليس لفلسطين بالتحديد، كما تفتخر الكاتبة بأن لها مشاهد تمثيلية من حرب تشرين واقتحام جبل الشيخ بعنوان
« عواء الذئب ».

لبنان الطفل الصغير

التصقت الأديبة بلبنان، ذلك الطفل الصغير الذي يحبو، وتأثرت بالأحداث اللبنانية فكتبت رواية « بستان الكرز ». فيها تتحدث الكاتبة عن أهوال الحرب التي تشطر لبنان إلى بطلتي الرواية ( سونيا وناديا )، حيث تسير الأولى في الركب العربي، والأخرى تريد الابتعاد عنه، حيث أنهت القصة عام 1976 بدخول الجيش السوري إلى لبنان منقذاً ومنهياً هذه الحرب. تخلط الرواية السياسة بالفكر، والواقع بالخيال، كما تستخدم الإسقاط والاستبطان تارة والمباشرة والخطابية تارة أخرى. بطلة الرواية فتاة جامعية بورجوازية، أبوها رجل أعمال مسلم، وأمها من أسرة مسيحية مرموقة، جميلة ومثقفة، ترتبط بعلاقة حب مع زميلها الفلسطيني في الجامعة. منذ بداية الرواية تجد سونيا نفسها في جو مشحون بالتوتر والقلق، يوحي بأن كارثة ما على الأبواب، فالاضطراب يعم أوجه الحياة المختلفة، والانقسام يتضح بين التجمعات اللبنانية، والصراع يشتد فيما بينها، فتقع البطلة في حيرة بين الأفكار والمواقف المتناقضة التي سادت الساحة اللبنانية.



قديم 05-18-2012, 11:25 AM
المشاركة 578
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"قمر كيلاني".. المتمردة الذهبية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة إيمان أبوزينة
الخميس 22 كانون الأول 2011



كاتبة سورية قديرة تخرجت في جامعة دمشق في الخمسينيات حين كان التعليم للإناث أمراً صعباً ونادراً، فاستطاعت أن تكون واحدة من أهم الشخصيات الأدبية في سورية.

هي الكاتبة القديرة "قمر كيلاني" التي التقى موقع eDamascus مع ابنتها السيدة "لينا كيلاني" بتاريخ 9/12/2011 بعد مرور أسبوع على وفاة والدتها، فاسترسلت بالحديث عنها بوجدانية عالية وقالت:

«في محنة وفاتها اكتشفت هذا الكمّ العظيم من الحب من قبل كل الذين عرفوها من أصدقاء وصديقات، ووقفوا جميعاً إلى جانبي، وقدموا لي الكثير من وفائهم ومحبتهم لها، فكانت كلماتهم عزاءً وسلوى لن أنساها طوال حياتي.

أتذكر الآن كل التفاصيل التي عشتها معها.. كانت والدتي من أوائل النساء الذين تحرروا وحرروا غيرهم من مثيلاتها. فهي عندما تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية كان ذلك أمراً شاقاً لسيدة تنتمي إلى عائلة إقطاعية لا تؤمن بتعليم البنات، لكن أسرتها رغم ذلك كانت تثق أن المحافظة على التقاليد والتقيد بالدين بمرونة ووعي كان كافياً لثقتهم بأن التعليم لن يؤثر على ابنتهم، لذلك شجعوها فتعلمت ومارست حياتها العملية بتدريس اللغة العربية حيث علمت بحب ونقلت هذا الحب لطالباتها رغم أنها لم تكن أكبر منهن بكثير.

كان زملاؤها وزميلاتها في كلية الآداب لقسم العربية يطلقون عليها لقب "المتمردة الذهبية".. تلك الشقراء التي تمردت على واقع الفتاة العربية في فترة الخمسينيات عندما كان التعليم وبالأخص الجامعي منه غير متاح لمعظم الفتيات ضمن قيود المجتمع آنذاك.. فتلك الشقراء لم تكتف بالتحصيل العلمي الجامعي بل هي تحدّت أيضا من خلال موهبتها فكتبت في "مجلة الجامعة" وعبرت عن جرأة أفكارها باسم مستعار هو "رائدة النبع"، ذلك الاسم الذي ما لبث زملاؤها وزميلاتها أن عرفوا صاحبته، ولم يعد خافياً على أحد أن "المتمردة الذهبية" هي ذاتها "رائدة النبع".

كانت تؤمن أن التحرر لا يعني الانفلاش دون ضوابط، وأن الحرية يجب أن تكون ملتزمة بالضوابط الأخلاقية والفكرية والوطنية وهذا ما عزز انطلاقتها.

أريد أن أخبركِ أنني كثيراً ما ألتقي بعض طالباتها القدامى فيذكرنها أمامي بكثير من الود والوفاء. قالت لي إحداهن عما كان يميز تواضعها ودماثة خلقها إنها كانت تشجعهن دائماً على قراءة القرآن وكانت تقول: «اقرؤوا القرآن لتستقيم لغتكم العربية»، وفي إحدى المرات سألتها إحدى طالباتها عن معلومة باللغة العربية فردت عليها: انتظريني لأرجع للمراجع لأجيبك عن السؤال بشكل صحيح.

أنا أذكر قولها: "الأديب يجب أن يكون مؤدباً"، وأنا كابنة لها أحترمها كإنسانة لأنها كانت تمارس القول مع الفعل في كل شيء في حياتها. وكان لها وجه واحد صادق ومنسجم مع نفسه وليس فيه تناقض.

جيل والدتي كان جيلا متعلماً ومتميزاً رجالاً ونساءً.. جيل مميز صعد نجمه في السياسة وفي الأدب والبحث العلمي، وما تلاه من جيل بعدهم كان متأثراً بهم وكان متميزاً أيضاً مثل الراحل الكبير "سعد الله ونوس".

الجانب المهم في حياتها كان عشقها للوطن وانتماؤها كان دائماً وأبداً حسب الترتيب التالي: دمشق.. سورية.. الوطن العربي. وكل ما كتبته في إنتاجها الأدبي كان يحكي عن الهمّ الوطني وقد وثقت لمراحل تاريخية مهمة عن سورية.

بعض رواياتها كانت عن الهمّ الفلسطيني فهي أكثر من أخلص للقضية ما جعل زملاءها الفلسطينيين يحترمون ذلك حتى إنهم يؤكدون أن "اسمها" كان المفتاح لبدء العمل أثناء انطلاقة العمل الفدائي وكانت كلمة السر التي أطلقوها لذلك البدء: "انتظروا ظهور القمر".

كان لديها رؤية تنبؤية فقصة "عالم بلاحدود" تنبأت فيها بالانتفاضة الفلسطينية، وقصة "بستان الكرز" تنبأت فيها بأحداث لبنان وأين انتهت.

كانت تتمتع بذاكرة متقدة وروح عالية مقبلة على الحياة. عندما كانت تعمل في اتحاد الكتاب العرب كانت هي أول من أسست ما يسمى "الجمعيات" في الاتحاد، وهي من وضعت ذلك، فأصبح هناك "جمعية النقد"، و"جمعية الشعر"، و"جمعية القصة"، و"الرواية". وكانت مسؤولة الاعلام بالاتحاد النسائي فعملت كل جهدها من أجل المرأة حتى إنها كانت ترتدي اللباس العسكري لتجمع التبرعات، وكتبت عن حرب حزيران. لقد اختصرت الوطن بآماله، وأفراحه، وأحزانه.

أصدرت آخر كتاب لها في احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة 2008". فكرست كل مقالاتها عن "دمشق" وجمعتها في هذا الكتاب. أتمنى أن أستطيع جمع تراثها الأدبي في كل الصحف والمجلات والدراسات والأبحاث التي قدمتها منذ /1963/ إلى ما قبل وفاتها بأسبوع.

المرض لم يقهرها لكن العمر هو من فعل ذلك، ولعل جرح الوطن الآن سرّع بموتها، فقد كانت تكتب مقالاً عن ذلك قبل أيام من وفاتها لكنها للأسف لم تستطع إنهاءه .

كانت انسانة مجتهدة طوال حياتها وتقرأ كل ما يقع تحت يدها حتى المخطوطات التي كانت موجودة في اتحاد الكتاب العرب. العمر لم يفصلها عن الزمن. كانت متجددة. مميزة. عاطفية. صادقة. محبة للآخرين.. وأمّاً للجميع».

في لقاء مع وزيرة الثقافة الأسبق الدكتورة "نجوى قصاب حسن" التي كانت صديقة مقربة منها تحدثت عن السيدة "قمر" فقالت: «في القلب والذاكرة ترتسم صورة مميزة لإنسانة راقية وأديبة مرهفة الحس نقية الوجدان، تختزن الوطن بعراقته وبهائه وهمومه، وتسعى على امتداد عمرها للارتقاء به نحو الأفضل. إنها الأديبة الباحثة "قمر كيلاني" وهي اسم مميز بين الكاتبات والأديبات السوريات ونموذج يحتذى به بين النساء، ومواطنة عاشت مواطنيتها عملا وعطاء وإخلاصا. اهتمت بقضايا المرأة والارتقاء بواقعها ووظفت قلمها لمناصرة القضايا الوطنية والقومية والإنسانية.

تولّت المناصب في "اتحاد الكتاب العرب" و"الاتحاد العام النسائي" و"منظمة اليونسكو" من أجل أن تكون مشاركة فاعلة في كل ما يخص الارتقاء بالمجتمع والذائقة الأدبية. ساهمت في مجالات الأدب والنقد والتاريخ وواكبت مستجدات العصر والتقدم مع التأكيد على عدم الإخلال بالقيم والحفاظ على الهوية الوطنية.

كانت تطرح التساؤلات وتحلل المشكلات من منظور استهداف الغايات الانسانية والدفاع عن المعاييرالأخلاقية.

لقد تميزت بالرقي في التعامل والمشاركة الوجدانية ما أغنى رصيدها المعرفي والأدبي ومكّنها من الانتقال من الخصوصية في وصف الحدث أو الموقف أو اللحظة المعيشة إلى رؤى أشمل، وإلى أبعاد وطنية واجتماعية. كانت حياتها مسيرة عطاء دائم وحضور لافت وتفاؤل بالغد الأفضل».

أما الدكتور "طالب عمران" أستاذ كلية الهندسة الميكانيكية ومؤسس رابطة "كتاب الخيال العلمي العرب" والذي كان صديقاً هو أيضاً فقال عنها: «تعود معرفتي بالسيدة الكاتبة "قمر كيلاني" إلى عام 1978 حين أصدرت كتابي الأول "كوكب الأحلام" في مكتب اتحاد الكتاب العرب. هي تمثل جزءاً مهماً من تاريخ الرواية النسوية، وهي مرتبطة ارتباطاً عضوياً بدمشق، ولها مؤلفات كثيرة في عشق الوطن. هي تحكي بنبض الذاكرة والحضارة العربية، وفي التراب السوري الغالي خصوصا في الفترة الأخيرة. كانت السيدة "قمر" أماً لي وتشجعني وتقدم النصح، وكانت غيرية بشكل غير عادي فتشجع المبدعين الجدد وتأخذ بيدهم ليأخذوا دورهم إلى جانب المبدعين الكبار. إن للسيدة "قمر كيلاني" فضلاً كبيراً على التراث الابداعي السوري في العصر الحديث، وكانت تعطي آراءها الناقدة دون مجاملة. لي الكثير من الذكريات مع هذه الأم العظيمة التي كانت رافداً هاماً جداً في الأدب العربي بكل عمقها وشفافيتها وروحانيتها. هي قامة من القامات الكبيرة التي حظي بها هذا الوطن».

الأستاذة "غادة الجابي" وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق كانت صديقتها ومقربة كثيراً منها وقالت عنها: «إننا نشعر بالحزن العميق والأسى الكبير لرحيل الأديبة الكبيرة والصديقة الوفية "قمر كيلاني". وفي هذه الأيام د. نجوة قصاب حسن وزيرة الثقافة الأسبقالحزينة نستحضر بكل تقدير خصالها الحميدة وإنجازاتها المتعددة، نستحضر شخصيتها المتينة، وثقافتها الواسعة، وإمكاناتها القيادية الفريدة، وجرأتها في قول الحق، وعدم قبولها بأنصاف الحلول، وقدرتها على الاقناع واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. كانت تمثل نموذجاً مهماً لأدب المرأة، وأولت عناية كبيرة بالقضايا الوطنية والاجتماعية من خلال الكتابة الروائية والصحفية. وإذا كانت العروبة أولى المعاني البهية في حياة الراحلة الكبيرة التي آمنت بوطنها وأمتها، فإن العروبة ليست مجرد انتماء بل هي كما فهمتها وعاشتها رديفة للحرية وللكفاح التحرري، ورديفة للعمل الجاد والمخلص من أجل حياة أفضل للانسان ترتكز على مفاهيم الحقوق والواجبات وتعتمد على العلم والمعرفة. لقد كان هاجسها طوال حياتها خدمة الوطن الذي أحبته حتى العبادة من خلال التدريس للغة العربية، ومن خلال انتاجها الأدبي، وعطاءاتها في اتحاد الكتاب العرب، وفي اتحاد الصحفيين، وفي منظمة الاتحاد النسائي.

الراحلة الغالية "قمر كيلاني" كانت ابنة بارّة وأختاً محبة وأماً لا مثيل لها، وقريبة متميزة، وصديقة مثالية، وجارة يركن إليها في مختلف الظروف والحالات.

كانت رقيقة كالياسمين، شفافة كالنسمة العليلة، وإذا اشتد الخطب كانت قوية لكنها لا تجازف ولا تتهاون. كانت طليعية في تأليف القلوب، وتوحيد الصفوف، لا تفارق الابتسامة وجهها، ترضى بما يرضاه الله، وتؤمن بالآخرة ايمانها بالدنيا، وكانت شعلة تضيء الطريق لمن داهمه الظلام. قدمت بسخاء إلى كل من يحتاج لحنان أو نسمة من رعاية. تشارك الناس آلامهم ولا تشرك في أوجاعها أحداً، وقد تحملت مرضها بروح عالية، وتحدت آلامها بصبر وصمت كبيرين لإيمانها العميق ولقناعتها بأن ابنتها الأديبة "لينا" قادرة على توفير البيئة المؤاتية لتحسين وضعها الصحي، هذه الابنة القديرة التي قامت برعايتها على أفضل وجه، وكانت تسعد بها وبإمكاناتها وتألقها بمجالات متعددة أهمها "أدب الأطفال" ما وفر مزيداً من الحوار المتفتح بين الأم وابنتها في المجالات الأدبية بعامة.

الأديبة الكبيرة "قمر كيلاني" في القلب كانت وماتزال قوة رائدة فكراً وعقيدة وسلوكاً. رحمها الله رحمة واسعة بقدر خصالها الحميدة وإنجازاتها المتعددة، راجية الله عز وجل أن ينزل السكينة في قلب ابنتها وفي قلوب الأهل الكرام والصديقات والأصدقاء ويعمرها بالصبر والسلوان».



يذكر أن الراحلة "قمر كيلاني":

ولدت في دمشق عام 1934.

تخرجت في جامعة دمشق - كلية الآداب - في الخمسينيات. وحصلت على شهادات في التربية (دبلوم)، وفي التعليم للمرحلة الثانوية ودور المعلمين (المعهد العالي).

1954 ـ 1975 تدريس اللغة العربية وآدابها وأصول التدريـس في المعاهد العليا لإعداد المدرسين ودور المعلمين.

1975 ـ 1980 عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب- مسؤولة النشاط الثقافي.

1980 ـ 1985 عضو اللجنة الوطنية لليونسكو ـ مسؤولة شؤون منظمة التربية والثقافة والعلوم (الاليكسو).

1985 ـ 2000 عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب ـ مسؤولة العلاقات الخارجية ـ مسؤولة عن نشاط الجمعيات الأدبية وفروع الاتحاد ـ رئيسة تحرير مجلة (الآداب الأجنبية) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب.

1967 ـ 1971 رئيسة لجنة الإعلام في الاتحاد العام النسـائي

عضو لجنة التضامن الآفرو آســــــيوي.

عضو لجنة الدفاع عن الوطن وحماية الثورة.

عضو اللجنة العليا لدعم العمل الفــــدائي.

عضو اللجنة المركزية لمحو الأميــــــة.

منذ عام 1967 عضو مؤسس لاتحاد الصحفيين الســوريين.

عضو مؤسس لاتحاد الكتّاب العــــــرب.

ترجمت بعض أعمالها الأدبية الى الروسية ـ الفرنسية ـ الإنكليزية ـ الفارسية ـ الهولندية.

ـ مئات المقالات في الصحف والمجلات والدوريات المحلية والعربية منذ عام 1955.

ـ مقال أسبوعي في إحدى الصحف الرسمية في سورية منذ عام 1963.

ـ عشرات أ. غادة الجابي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبقالأبحاث في التراث وفي النقد، وفي موضوعات المرأة والمجتمع، وفي مناسبات تكريم أدباء معاصرين أو في رثائهم بتقويم لأعمالهم.

ـ تم إعداد عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير والدبلوم حول مؤلفاتها، واعتمد بعض من هذه المؤلفات للتدريس في جامعة (ايكس لو بروفانس) في فرنسا، وفي جامعات اخرى عربية وأجنبية.

- شاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات العربية والدولية.

ـ أدرج اسمها في عدد كبير من الموسوعات العالمية والعربية، وموسوعة أعلام القرن العشرين.

مؤلفاتها:

1- التصوف الإسلامي- دراسة- بيروت - دار شعر - 1962

2- أيام مغربية- رواية- بيروت - دار الكاتب العربي- 1965

3- عالم بلا حدود- قصص- بغداد- وزارة الإعلام- 1972

4- بستان الكرز- رواية- دمشق - اتحاد الكتاب العرب- 1977

5- الصيادون ولعبة الموت- قصص- دمشق - اتحاد الكتاب العرب- 1978

6- الهودج- رواية- دمشق - اتحاد الكتاب العرب- 1979

7- حب وحرب- رواية- الإدارة السياسية- سورية- 1982

8- امرأة من خزف- قصص- دار الأنوار- سورية- 1980

9- اعترافات امرأة صغيرة- قصص- وزارة الثقافة - سورية- 1980

10- طائر النار- رواية- اتحاد الكتاب العرب- 1981

11- الأشباح- رواية- المنشأة الشعبية للنشر- ليبيا- 1981

12- الدوامة- رواية- وزارة الثقافة- سورية- 1981.

13- المحطة- قصص- اتحاد الكتاب العرب- 1987.

14- حلم على جدران السجون (مجموعة قصصية)- الدار العربية للكتاب- تونس- 1985

15- أوراق مسافرة- دار الجليل- سورية- 1987

16- أسامة بن منقذ (دراسة)- دار النوري- سورية- 1985

17- امرؤ القيس (دراسة)- دار طلاس- سورية- 1986.

قديم 05-18-2012, 01:54 PM
المشاركة 579
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقاء مع الأديبة قمر كيلاني:صرخنا كثيراً.. لكن لم نسمع سوى أصداء أصواتنا..؟! حوار: وليد العودة



2006-02-13 08نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة13

أعيش أفكاري وأعيش ما أكتب..‏‏
الجيل الجديد محكوم بالكلام الجميل..‏‏
كلما كان الأديب محلياً شق طريقه نحو العالمية..‏‏
مثقفنا العربي مهدد بأطفاله وكسب عيشه..‏‏
المثقف لا يملك السلاح ولا النفوذ لصد الظلم عن أمته..‏‏
القصة القصيرة يتخاطف تاجها من ليسوا أهلاً لها..‏‏
ليس عندنا نقاد حقيقيون..‏‏
زاويتي الأسبوعية هي دمعة وصرخة ومناجاة..‏‏
أرفض أن يقال هناك أدب نسائي

وأدب رجالي..‏‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ‏‏
قمر كيلاني.. واحدة من الكاتبات المعروفات على الصعيد العربي.. اللواتي كرسّن للأدب والثقافة معظم وقتهن وجهدهن لعشرات السنين وحملن هموم الأرض والوطن والأمة خلجات راعفة بالحب والحنين.‏‏
من أهم أعمالها الروائية:‏‏
أيام مغربية 1965، وبستان الكرز 1976، والهودج 1980، وطائر النار 1980، والأشباح 1979، وحب وحروب 1981.‏‏
وفي القصة القصيرة:‏‏
عالم بلا حدود 1972، والصيادون والموت 1976، واعترافات امرأة صغيرة 1978، وامرأة من خزف 1980، والمحطة 1988.‏‏
وفي الدراسات والنقد:‏‏
التصوّف الإسلامي 1962، وأسامة بن منقذ 1984 وامرؤ القيس 1986.‏‏
حول تجربتها الأدبية والإبداعية كان معها الحوار التالي:‏‏
* هل نعود معك إلى بداياتك الأدبية؟.‏‏
** بدأت علاقتي بالكتابة منذ سنوات الطفولة وتحديداً منذ الصف السادس الابتدائي عندما كتبت أول قصة وكانت بعنوان "شبحان" وفي المرحلة الثانوية نشرت هذه القصة في مجلة "دنيا المرأة" اللبنانية.. وعندما انتسبت إلى الجامعة في الخمسينيات صرت أنشر في الصحف والمجلات التي كانت تصدر في جامعة دمشق آنذاك ومنها مجلة "الندوة" التي كتبت فيها "مذكرات فتاة جامعية" أتمرد على العادات والتقاليد التي كانت تمنع الفتاة من مواصلة تعليمها الجامعي.. ووقعت هذه المذكرات بإمضاء "رائدة البناء".. وتكرر هذا الأمر في مقالات عدة نشرت لي في ذلك الحين.. ولما عرفت أن طلاب وطالبات الجامعة يُشيرون إليّ ويقولون هذه قمر وليست "رائدة البناء" شعرت أن العملية خاسرة.. وكتبت بتوقيعي منذ عام 1952.. وأنا منذ ذلك الوقت لم أترك القلم.‏‏
* ما القضية أو المسألة الأهم التي يمكن أن تقرأها قمر كيلاني في أعمال قمر كيلاني؟.‏‏
** الواقع أننا كتبنا أنا وغيري من الكاتبات صرخات احتجاج.. وإعلاناً عن وجود ولفت أنظار إلى وجود مشكلات.. أما الحلول فقد كانت ضيقة وفردية وبمنظار يكاد يكون أحادياً.. لكن هذه الصرخات والنداءات لو وجدت بيئة تنتعش فيها ويتاح لها من يناقش فيها من زوايا متعددة اجتماعياً وفكرياً لكنا أقرب إلى النضج في ما نكتبه نحن أو ما ستكتبه كاتبات يأتين بعدنا.. فنحن في النقطة ذاتها ولا نسمع إلا أصداء أصواتنا.. لقد أُثير العديد من القضايا التي تهم المرأة، ولكن ما الحلول التي وصلنا إليها؟.‏‏
أعتقد أنها ضئيلة جداً.. لنأخذ مثلاً قضايا الزواج والطلاق وحضانة الأولاد.. الخ.. تظل النتائج غير متماشية مع العصر.‏‏
* برأيك هل استطاع أدبنا بلورة هويته الذاتية أم أنه في طريقه إلى ذلك؟.‏‏
** تحقيق الهوية الذاتية المحلية أمر فائق الأهمية بالنسبة للأديب وبمقدار ما يكون الأديب محلياً بمقدار ما يشق طريقه نحو العالمية والمثال أمامنا واضح.‏‏
إن نجيب محفوظ بدأ محلياً وانتهى عالمياً.. ويُخطئ من يظن أن المحلية ضيق وتحديد وسطحية إنها كإبداع شمولية وعمق واتساع.‏‏
ومن هذا المنطلق أقول: إن الأدب العربي السوري في أعماق بعض الأدباء كان محلياً.. لكن ليس بالنظرة الواسعة والعميقة للمحلية.‏‏
* هناك مصطلح شائع يتحدث عن أدب المرأة أو عن الأدب النسائي والأنثوي.. هل يمكن إيجاد الاستدلال على هذا الأدب فيما تكتبينه عن المرأة من ناحية اللغة والأسلوب.. أم أن المصطلح بالأصل اضطراري.. وليس ثمة لغة نسائية وأسلوب نسائي؟.‏‏
** من حيث المبدأ أنا أرفض أن يكون هناك أدب رجالي وآخر نسائي.. هناك أدب أولاً أدب.. ولا أدري من أين تسرب إلينا هذا المصطلح.. وكثيراً ما نكون في جلساتنا الأدبية فأعترض على النقّاد وعلى هذا الشيوع أو المصطلح كما سميته خاصة في الدراسات الأكاديمية وفي الأطروحات الجامعية.‏‏
ومع ذلك نستطيع أن نميز من خلال الخطاب الأنثوي ومن خلال تفجر الأحاسيس الأنثوية وأسلوب المرأة في التواصل مع العالم وفي كسر حواجز نفسية نستطيع أن نُمير أن هذا أدب نسائي.. ولكن ليس من ناحية الأجناس الأدبية.. إذ لا يوجد فرق بين أدب الرجل وأدب المرأة.. إنه أدب وكفى.. وهذا المصطلح بالتأكيد مدسوس علينا ولعله من أيام المستشرقين أو بدايات النهضة ربما وجدوا أن مجتمعنا يفصل بين المرأة والرجل ففصلوا لنا الأدب على ذلك وفرزوه.. ولكنه مصطلح بكل تأكيد خاطئ لأنهم هم أنفسهم لا يستعملون هذا المصطلح، فهم- أي المستشرقون- لا يقولون عن كاتبة غربية أو أميركية أن هذه المرأة أنتجت الرواية الفلانية أو قدّمت هذا العمل الرائع.. أو هذا المؤلف أو البحث الجيد.. هم فقط أعطونا مصطلحاً وتوهموا أنه يناسبنا.. والواقع ليس كذلك..‏‏
* إذاً هل هناك تناقض بين المرأة في الكتابة

والمرأة في الحياة..؟‏‏
وهل هناك فوارق بين المرأة الكاتبة والمرأة الإنسان؟.‏‏
** المفروض ألا توجد هذه الفوارق، أنا شخصياً أعيش أفكاري وأعيش ما أكتب.. وأصدق فيما أكتب ولا أجد أي تناقض بين حياتي كإنسانة وبين حياتي ككاتبة.. ولا أجد أي سدود بيني كإنسانة وككاتبة وأديبة.. كل هذا يتجمّع في نقطة ضوء واحدة وهي أن الكلمة في الأساس هي للتعبير الحر الصادق عن عواطف النفس الإنسانية.. فماذا يعني أن تقول كاتبة أو أديبة على المنابر بمبادئ معينة وتعود لتمارس نقيضها تماماً؟ ماذا يعني مثلاً أن تتهم الرجل وتستثير جموع النساء وتأتي إلى بيتها لتخضع له الخضوع الكامل.. حتى ولو كان ابنها الصغير المراهق فقط لكونه رجل البيت؟.‏‏
من هذا المنطلق لا أفهم هذه التناقضات على الإطلاق ولا أؤيدها، أريد للمرأة الكاتبة المتحررة أن تنسق إذا لم تستطع أن تطابق بين ما تنادي به وبين ما تكتب عنه، بين حياتها كإنسانة وامرأة.. ولو خيرتني بين الطرفين لما فضلت أحدهما على الآخر وهي ليست معجزة أن تجمع المرأة بين الأدب وبين حياتها كامرأة تماماً كما هو حال أي فنان آخر.‏‏
* الأجيال الجديدة في القصة تعتمد كثيراً على الشكل.. أما قصص الجيل الأول وأنت واحدة منهن فتعتمد على ثراء المضمون.. ما رأيك؟.‏‏
** مهما حاولنا أن نمزج بين الأجناس الأدبية أو أن نطرح مفاهيم الحداثة أو الحداثوية كما يسمونها.. والتجريبية.. وكل هذه الأشكال الجديدة تظل القصة أو الرواية مضطرة لأن تحمل مقولة معينة وتحمل بذرة معينة هي مشكلة "العُقدة" أو الحدث الرئيسي الذي يجب أن تدور عليه القصة.. أما أن تفرغ القصة من مضمونها أو من مقولتها أو أن تفكك وتحطم ويضرب عمودها الفقري كقصة من حيث الحدث وما ينتج عنه فهذه لا تعود قصة.. سمّها خاطرة.. سمّها بوحاً، مناجاة، سمّها ما شئت.. ولكنها ليست قصة.‏‏
الجيل الجديد بما أستطيع أن أسميه محكوم بالكلام الجميل والكلام الجميل نوع من البوح يُلبسه أحياناً ثوب القصة.. وربما أعطاه تنويعات وتقطيعات.. فجعلها مسرحية.. وربما رشّ عليه عطراً, فأصبحت قصيدة تُشبه قصيدة النثر، أما القصة فتظل هي القصة كما كانت في قصة آدم وحواء، أول قصة في تاريخ البشرية.. فهناك أطفال وأحداث رئيسية ونهاية لهذه الأحداث.. وبذلك تظل القصة تحمل هذه السمة مهما فعلنا.‏‏
* إذاً كيف تنظرين إلى القصة القصيرة في وطننا العربي.. وما رأيك بالنقد السائد؟.‏‏
** إنني أتألم من أجلها.. هذه الملكة الصغيرة المتوجة التي لا أقول إنها نزلت عن عرشها وإنما يتخاطف تاجها من ليسوا أهلاً لها خاصة بعد أن لم تعد الصحافة الأدبية- لغزارة الإنتاج القصصي- تُفرق الحصى عن اللآلئ, وأقول بصراحة إن اسم الكاتب أو شهرته لا يعني أن كل إنتاجه القصصي على حد سواء فعلينا ألا نغتر بالأسماء.. بل أن نختار القصة.‏‏
أنا أقدم هذا الجنس الأدبي الجميل جداً وأفرح بإنتاج قصة قصيرة أكثر من فرحي بإنتاج رواية, وأعتب على الصحافة لأنها لا تفتش على الجيد لتنشره.. وأحياناً تنشر العادي وما هو دون المستوى.‏‏
أما عن النقد.. فهذا حديث يطول.. أختصره بقولي: إنه يندر أن نجد عندنا نقاداً حقيقيين ينتمون إلى مدارس نقدية معينة أو اتجاهات نقدية.. حتى لو اختلفوا اختلافاً جذرياً في وجهات النظر.. المهم أن يقدم اعتباطاً أو مزاجياً بالصلات الشخصية أو اعتبارات أخرى.. فهذا أرفضه رفضاً قاطعاً وأتمنى أن يظل إنتاجي في الظل ولا تمتد إليه مثل هذه الأقلام لأن هذا النقد لا يقدم ولا يؤخر في شيء.. فالعمل الأدبي موجود وستأتي أجيال غير متأثرة بأوضاع راهنة.. ولعلها ستقوّم التقويم الصحيح.. "أبو حيان التوحيدي" مثلاً في التاريخ أغفل ولم يقم أحد ويكتب عنه.. وقد طغى عليه بريق الجاحظ.. وسلبت "الأغاني" ألباب الناس.. لكن "التوحيدي" ظهر إلى الوجود في عصرنا.. وأصبحت أعماله جزءاً بارزاً من تراثنا.. ورسائل "الصفا" أغفلت أيضاً وربما فُرّغ الكثير من صفحاتها وطمست معالم شعرائها لكنهم أخذوا مكانهم يوماً ما في الفكر العربي والشعر العربي.‏‏
* أعود إليك سيدة قمر وأسألك ما الذي تريدين أن تقوليه في كتاباتك؟.‏‏
** ما أريد أن أقوله في كتاباتي له عدة مستويات.. المستوى الشخصي كامرأة.. بأن لي معاناتي الصادقة والمريرة والتي لم أُعبر عنها إلا بلمحات خاطفة كأنها الشوق.‏‏
أريد أن أعبر بنطاق أوسع عن حياتي في دمشق التي أراها شبه أطلال الآن.. دمشق القديمة.. ومعاناتي في سورية كامرأة تؤمن بالعروبة.. وببلادها وبمستقبل هذه البلاد.. أريد أن أطوف حول مشكلاتنا الصميمية والحقيقية والتي هي جوهر معاناتنا في هذه البلاد كمشكلة فلسطين مثلاً، والعراق مؤخراً.‏‏
أريد أن أعيش حالة هي أنا.. وليست غيري لسنديانة عاشت بين الثلاثينيات حتى الآن في هذا البلد.‏‏
* ما الجانب الذي لا يعرفه الناس في شخصية "قمر كيلاني"؟.‏‏
أستطيع أن أقول إن كل ما كتبته كان نبضاً من حياتي.. وجزءاً من حياتي.. ولكنه ليس مرآتي وليس صورتي.‏‏
لم أكتب الأشياء التي جرحتني حتى العظم في صورتها الحقيقية.. وإنما غمزت إليها، أشرت إليها وعكستها.. لكنني لم أصورها التصوير الدقيق، أعتقد بأن كل ما أريد أن أكتبه عن نفسي أو يعرفه الآخرون عني لم أكتبه بعد.‏‏
* منذ سنوات عدّة لم يصدر لك أي نتاج أدبي.. سواء في القصة أو الرواية فما السّر في ذلك يا تُرى؟.‏‏
** هذا صحيح.. فأنا بالفعل في فترة صمت.. وليس صمتاً بمعنى العزوف والانكفاء.. بل أنا أعتبر أن هذا الصمت هو صمت كموت ولعلي سأتمم أعمالاً روائية بدأتها بخطوطها العريضة.‏‏
* هل تكفي زاويتك الأسبوعية في جريدة "الثورة" لتفرغي فيها كل همومك؟.‏‏
** بالنسبة لي.. هذا المقال الأسبوعي الذي استمر أربعين عاماً هو الوردة التي أغرسها في وطني.. أو الدمعة التي أذرفها أو هو الصرخة أو هو المناجاة.‏‏
كل ما يحدث معي أو يستثير اهتمامي خلال الأسبوع أستطيع أن أضعه على الورق في هذه الزاوية الصغيرة.. فهي المتنفس لرئتين مضغوطتين ومملوءتين بالحزن والأسى..‏‏
ولعل الناس.. وأقصد القراء والأدباء أيضاً يعرفون أين أتنقل وماذا أُعاني عندما يقرؤون زاويتي.. لأنها صادقة فعلاً.. وما يحدث معي.. وما أُحسه هو الذي ينعكس في هذه الزاوية الصغيرة..‏‏
* هل تفكرين بكتابة سيرتك الذاتية؟.‏‏
** ليس عندي رغبة أن أُرجع حياتي إلى الوراء.. ولكن هناك مؤلفات ربما تصدر بعد رحيلي.. وفيها شيء من سيرتي الذاتية..‏‏
لكن أن أجلس وأبدأ بكتابة سيرتي الذاتية بمنظار الآن أراه خطأ.. وكثير من السير الذاتية وقع أصحابها في هذا الخطأ حيث ينظر الكاتب لنفسه ويقوّم نفسه وهو بعمر معيّن بدءاً من الطفولة إلى المراهقة والشباب وهكذا.. وهنا الأحكام لا تكون دقيقة.‏‏
بالنسبة لي.. لو رجعت لعمر المراهقة الآن.. فسأقوم بالأعمال ذاتها التي قمت بها وسأرتكب ذات الحماقات والأفكار التي ارتكبتها ومن هناك لا يجوز أن أُحاول إيجاد مبررات للأعمال التي قمت بها في أيام الشباب.. وكذلك غيري.. لأن المبررات جاءت الآن مع تجاوز الستين.. وبسنها كانت هذه الممارسات عين الصواب وعين الحقيقة.. وهكذا أعتقد.‏‏
* أخيراً.. ما رأيك بدور المثقف العربي حيال قضايا الأمة بشكل عام؟.‏‏
** المثقف العربي في العموم ملتزم من تلقاء نفسه بكل ما تعانيه هذه الأمة من مشكلات.. وتحديات.. ولكن هذا المثقف لا يجد مكانه في هذه المعمعة التي تحدث حالياً في القتال والمواجهة مع الأعداء فهو لا يملك السلاح.. ولا النفوذ.. ولا يملك ما يصد به عن أمته هذا العدوان الظالم عليها.. فهو حقيقة في حيرة واضطراب.. وكما تعلم صوت المثقف العربي إلى جانب صوت السلاح غير مسموع.. لأن أصوات المدافع والطائرات والصواريخ أقوى من أصوات المثقفين.. وهذه الأصوات تطغى على صوت الكلمة.. ولكن هذا لا يمنع من أن تتفتح الرؤية خلال فترة بسيطة ويظهر بعدها المثقف على الساحة ليأخذ دوره الحقيقي..‏‏
وما يعانيه المثقف العربي اليوم كثير جداً.. فهو مُهدد بدينه وكسب عيشه.. ومهدد بأطفاله.. في البلاد التي يعيش فيها فانظر مثلاً إلى المثقف الفلسطيني.. فهو يُقتل وكذلك المثقف العراقي.. وهؤلاء يختفون عن الوجود كلياً ولا أحد يعرف أثرهم.. وأي مكان اتجهوا إليه، فهم شردوا في بقاع العالم، وإصلاح هذا الأمر يحتاج إلى فترة حتى نستطيع أن نلملم جراحنا من جديد..‏‏
-------------------‏
مجلة فارس العرب‏
العدد 118/119‏
كانون الثاني ـ شباط 2006‏


قديم 05-18-2012, 02:04 PM
المشاركة 580
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكاتبة والروائية السورية قمر كيلاني: أمركتنا ليست سهلة


نشر 15 تموز/يوليو 2000 - 03:00 بتوقيت جرينتش



عناوين ذات صلة



قالت الكاتبة والروائية السورية قمر كيلاني بأن على العرب أن يهتموا أكثر بالأمر الثقافي، وأن يجروا مسحا شاملا لتاريخهم وللحقائق التي يحتويها لتخزينها في الإنترنت، لأن ترك الأمر على ما هو الآن سوف يشوه صورتنا أمام العالم، وأضافت:"أنا لست خائفة من إلغائنا أو طمس هويتنا نهائيا، فنحن شعب حي ولغتنا حية وليس من السهل أمركتنا ولا مصادرتنا". وأكدت كيلاني في حوار أجرته معها صحيفة "الاتحاد" الإماراتية ونشرته اليوم السبت بأن مسؤولية المثقفين والأكاديميين والباحثين ومسؤولي القنوات الفضائية والإعلاميين، هي الاهتمام بالنواحي السلبية لتقويمها، إذ لم يعد للانتجلنسيا الدور الذي كان لها في القرن الماضي، واشارت إلى أن الثقافة الآن تأتي من خليط من الوسائل تلفزيون، مسرح، متحف، بيئة، إعلام، موسيقى·· الخ وقد أصبحت مفهوما شموليا وليس تنظيرا في الكتب ولا أفكارا تنبع من أدمغة النوابغ الذين يقودون العالم.
وردا على سؤال حول أدب الاستهلاك قالت كيلاني:"كما نحتاج إلى المعلبات في الطعام يبدو أننا أصبحنا بحاجة الى فيلم مأخوذ من رواية، أو مسلسل مقتبس عن قصة الخ وهنا تختلط الأوراق، فلنفترض أن رواية ما تحمل هما إنسانيا أو وطنيا وانتقلت الى السينما أو التليفزيون ولم تحقق هذا الهدف، هل أدين هذه الرواية؟" وأضافت بأن الفنون قد اختلطت والكتابة أيضا، وسنصل إلى زمن لا نجد فيه فرقا بين الشعر والنثر، بين القصيدة والنص المسرحي، بين الجملة الموسيقية المغناة بكلام والمسموعة فقط كموسيقى، وسنصل الى زمن الكتابة فيه هي ما يرى وما يسمع. وأشارت إلى أن هذا الأفق الواسع جدا والمفتوح أوقع المثقفين والكتاب والشعراء في فوضى، وتساءلت:" هل أقول ان القائمين على الفضائيات يجب أن يكونوا انتقائيين جدا في إيصال الكلمة النظيفة والهادفة التي تحقق شيئا؟"! ورأت كيلاني أن القنوات الفضائية العربية الآن ليست إلا نوعا من العبث بالمقارنة مع القنوات الأميركية التي نجد كل ما يبث فيها مدروس وله خلفية، بما في ذلك البرامج الترفيهية. في حين أن الكثير مما يعرض عندنا مجاني ولا يخرج منه المشاهد بأي فائدة.
وقالت كيلاني بأن الإبداع لا يتجزأ وهو موجود في العلم، إدارة الأعمال، الكتابة، الإستهلاك. لذلك علينا أن نبحث عن الإبداع وعن المبدعين ثم نلتقط هذه الجواهر الثمينة للإبداع ونوجهها في أنساقها، وإن لم نفعل ذلك أصبحنا مستلبين وإمكانياتنا معطلة وتاريخنا وراء ظهورنا. مؤكدة بأن الخوف ليس من عدم وجود الإبداع ولا من السيطرة، ولكن من الانسحاب وعدم المواجهة.
وحول الإبداع النسوي قالت كيلاني بأن المرأة اقدر على تقصي الجزئيات والدقائق، وهي تمتلك شحنات انفعالية اكثر من الرجل وهذا يعود الى تكوينها كامرأة، بمعنى أن للمرأة سماتها الخاصة، وذلك لا يعني بأن هناك أدبا نسويا يختلف عن أدب الرجل بدليل ان فلوبير، زولا، ديستوفسكي، وغيرهم ممن تقصوا نفسية المرأة لم يكونوا نساء، مما يدل على أن الأمر الحاسم في هذه المسألة هو موهبة الكاتب ومقدرته على امتلاك ناصية الفن الروائي. وأضافت:" لقد بدأ عندنا نوع من الأدب سمى بالأدب النسائي ولا تزال هذه الموجة تكبر وترى الأدب نوعا من السيرة الذاتية، الخواطر،والأحداث الفجائعية أو الغرائبية في حياة المرأة، ولا اعتقد ان النجاح هنا يعود الى الفن الروائي بل الى كشف الأستار والحجب عن الأنوثة، وأنا شخصيا لست مع الأدب الذي اسميه الأدب الفضائحي، مشيرة إلى أن هذه الموجة خطيرة جدا حيث تقول النشرات الأدبية في أميركا، على سبيل المثال، إن كتاب مذكرات مونيكا لوينسكي فتح الباب أمام كاتبات معروفات نلن جوائز لأنهن كتبن سيرتهن الذاتية وعلاقاتهن المحرمة، ولا يعني وجود 23 كاتبة من هذا النوع أن الأدب الأميركي كله على هذه الشاكلة.
واستنكرت كيلاني هذا التوجه قائلة أنه "على الرغم من كوننا عربا لنا تقاليدنا وعاداتنا ومجتمعنا إلا أن هذه الموجة قد بدأت بالتسرب إلينا، وأضافت أن "المرأة العربية يجب أن تحافظ على خصوصيتها وخفرها وكرامتها الأنثوية، أما أن تبتذل نفسها في أوراق مكشوفة فأنا ضد ذلك" وأشارت إلى أن هذه الموجات تهديمية وتخريبية وعلى الكاتبات مسؤولية تجاه المرأة نفسها.
وعن نفسها قالت كيلاني:" من حيث كوني امرأة لم أشعر يوما أنني خارج الأنوثة، أو أن هناك عقبة علي أن أحطمها، فقد عشت في جو أسري منفتح، حياة جامعية منفتحة، ولم أجد في المجتمع صعوبات، والرجل بالنسبة لي جزء من حياتي هو أبي وزوجي والجيل الذي أرعاه الآن من الكتاب والأدباء، وأضافت بأن الأدب إما يكون أدبا أو لا أدب، والأنوثة أو الذكورة ليست هي المعيار." إنني اكتب لمتعة الكتابة وللتعبير عن الذات فأنا كاتبة مزاجية أكتب المقالة والبحث والرواية والنقد، وأحقق المخطوط
أنا بنت الحياة، لا طقوس لدي للكتابة، أكتب في الغابة وأكتب في القطار، في المطبخ وأنا احضر الطعام، اكتب وأنا أبكي، وأنا أحضر حفلة زفاف، فحين تأتي الكتابة أكتب في أي مكان وأي زمان".
وأشارت كيلاني إلى أن الرواية هي التي تفرض أسلوب كتابتها، لأن الأسلوب لا ينفصل أبدا عن المضمون، وأنها كروائية ضد وضع شروط مسبقة للرواية " لا تهمني الشهرة الزائفة أو أن يكون عدد القراء بالآلاف والطبعات متواترة، أنا أكتب نبضي، وأغمس قلمي بدمي، وأشرب من قناعاتي، وأكتب وليقرأ من يقرأ ولينصرف من ينصرف"
يذكر أن للكاتبة والروائية السورية قمر كيلاني إسما حاضرا في الأوساط الثقافية العربية والعالمية فقد ترجمت أعمالها الى الروسية والفرنسية والإنجليزية والهولندية والفارسية، حين كان الحضور النسوي في الرواية قليلا ومحدودا.
وقد أصدرت كيلاني روايتها الأولى "أيام مغربية" في العام ،1964 ثم توالت رواياتها "بستان الكرز"، "طائر النار"، "الأشباح"،" حب وحرب"، "الدوامة"، ولكيلاني إسهامات بارزة على المستوى البحثي وفي مجال الترجمة فقد أصدرت 17 مؤلفا في مباحث عدة منها التصوف الاسلامي، عالم بلا حدود، أسامة بن منقذ وغيرها، وشغلت مناصب عدة في منظمات إقليمية ودولية منها: اليونسكو، الاليسكو، وهي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب ورئيسة تحرير مجلة الآداب الأجنبية - -(البوابة)


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 0 والزوار 43)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.