منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أحمل إليك خبري
أزف إليك سلامي
أنثر أحوالي بين أحضانك
لتعلمي
أسدلت الستار عني
أقفلت كل أسماعك
أعلم
لا تحبين صوتي
لا تتلهفين لنبرتي
أعلم
مضت تلك الأيام
اشتعل الرأس بياضا
أعلم
تشردت الأحلام
وسفك العمر هدرا
أعلم
يخجل العشق من الشيب
تزعجه تجاعيد الجسد
أعلم
تلهو بنا الأحلام
تلعب بنا الأوتار
أعلم
رغما عنها
رغما عن تلك الحواجز
يزهر قلبي
يفخر بحبك
و يكفيني أنك تعلمين
رأيتها كطلعة شمس في يوم مطير
رأيتها كإطلالة بدر في ليل بهيم
رايتها كانقشاع ضباب الصباح
رأيتها كهلال فطر بعد إمساك
رأيتها فاشتعل القلب ضياء
رأيتها فعاد الصخب إلى الروح
رأيتها فاهتزت قلاع السكون
واستنفر الشوق كل جيوشه
و تعالت في الأفق ومضات الهوى
وانهمرت من الأعالي رشات الحنين
و نادت في العالمين الحضور
فموعد القران قد أتي
و زمن العزوبة قد ولى
أطلق يا زمان زغرودة
فالربيع ابتسم مزهرا
و الشجر استجاب مثمرا
سمعتها وخطوها
سمعتها و صوتها
بهمسها و إعلانها
تقول هيا فأنا
أحبك
أبحر الحبيب مهاجرا
وطار شوقي لذكراه
أنتصب الأرق مؤانسا
رغبة تنشد لقياه
أسرعت الروح محلقة
قاصدة أقاصي دنياه
تقتفي في الصحاري أثرا
يدلها إلى حيث سكناه
أرخت للنسائم ريشا
تسمو بها لعلاه
تحيي الزهر ملوحة
كما كانت تفعل يداه
تسامر طيبها ليلا
فتشم عبيرا و هواه
تمد يمناها لطيفه
فتحس لمس يسراه
تسري الجسد رعشة
كأنها تراقص مرآه
يا نوارس البحر خلدي
عند الصبح مسعاه
و يا فراشات الروابي
رفرفن حول مأواه
و يا زغرودة العذراء
أتحفي في القلب نداه
و يا ريشة زخرفي
ثوبا لف جسده وحباه
وارسمي قلبي تذكارا
حيث أشارت عيناه
و انظري أين مرقدي
و لفي حول روحي رداه .
يا قارئة كفي
لا تنسي فنجاني
فرب ضارة في كفي
نافعة في فنجاني
و رب سخط أحمله
أومض نورا في ظلمائي
و رب جنون يعتريني
أفاض كأس وجداني
و رب درب وقاحة أسلكها
أنارت في قلبي سبل العرفان
يا حاملا معول هدم
تذكر أن بعد الهدم البناء
يا سليط اللسان لا تنسى
ألسنة لجمها الفرسان
فإن تركوها سهاما أطلقت
أخرست فيك النبض والأنفاس
لا تتطاول على كل قصير
فربما تسلق قمة القمم
يا قارئة كفي
لا تنسي كشف فنجاني
فلساني إن بدت مرارته
حليته بنبيل الفعال
و إن طاشت يدي يوما
فالغفران من شيم العظام
و إن تراءت لك دناءتي
فالمرجو ستر البلاء
فما الابتلاء غير موعظة
إن أنت شكرت التعافي
أو لعلك زكيت نفسا
فيك تزهو برياء
فلا تعلمني صواب رأي
فأنا بك و به عليم
واحتفظ بوصاياك لعمرك
فربما غدا كنت في يد التهم
فالعليل من به سقم
و توهم نفسه خال من العلل
و القبيح من تباهى بعصمة
و نفسه للتيه تهدي جميل القبل
يا قارئة كفي لا تتناسي فنجاني
فالله خلق فينا الذنب
لتمحوه بفضله الحسنات
هجرتني فوجدت بالقرب روحي
تركتني فتفتحت أبواب نفسي
فيا دمعة لا تهرقي
ويا قلبا لا تعلن الحداد
خلقت وحيدا و ربما
أحس بهاء في وحدتي
الدنيا ملك يميني
و الخلق خلف ستاري
وجدتني ملك نفسي
نلت وشاح السمو
فلا تعودي بربك
لا تستسلمي للشوق
لا تبسطي ذراعيك للقاء
فأنا منشغل بعالمي
غارق في نفسي
سابح في ملكوتي
فلا تغصبي خلوة عزلتي
ولا تشردي نشوة غربتي
و لا تنشدي ساعة عودتي
فأنا مستغن عن بسمتك
و كل تلاوين أفضالك
و عن ملاك إحساسك
تكفيني مشكاة قلبي
أراقص شعلتها الذابلة
ألاعب طفلا فيها ينطوى
أحيي فيه شغبا ينزوى
أرضعه الدلال و حب الأنا
تعالت في قلبك الصيحات
و تعاظمت في نفسك الويلات
وانشرحت فيك المآسي
عذرا لست قديسا يجب الخطايا
ولست روحانيا أمسح البلايا
إنسان أنا بحفنة عقل وإحساس
لطفا لا تتحسري على الماضي
حبا انطلقي إلى آفاقك المديدة
ألوذ للصمت فقد أتعبت حنجرتي
و سمعت أنين مغازلي
و تألمت مزاميري
فلا تعودي فقد آثرت نفسي
و آنست أشجاني
وقلبي بلمسات رقيقة
يشدو ألحانا هامسة
على إيقاعات صمتي
بستان ذبلت فيه النضارة
و هجرته الحياة
روضة كانت إلى عهد قريب
رمزا للود والتلاقى
حديقة كانت عنوانا للعناق
فغدت قاحلة متصحرة
لوحة رسمت بدموع عين باكية
أضناها التجافي
كانت متبخترة بقشيب سندس خضر
و بعطور ساحرة
تحيي النفوس الهائمة تداوي جراحها
تغرس فيها بذرة
تسقيها من سلسبيل ينابيعها الصافية
تقطر فيها الحياة
فتنمو متسلقة شعاع الشمس و خيوط القمر
مقبلة قطرات الندى
مصافحة طيف السماء متمادية عبر الفضاء
اليوم أصابها ما أصابها
تمنت أن تحفر قبر النسيان لعزتها
تردم فيه خزيها
تضع في حفرته مجدها تحرقه بسخطها
تنثر رماده
تجالس نافخ الكير و تدهن نفسها بطين الطيان
تحرق ثوبها تشتم دخانه
تمنت أن تكون شمعة في مهب الريح تجرفها النار
تمنت أن ترحل
رحيل مزعج رحيل من لا يشتاق لعودة
سفر أخير
لم تكنِ الشَّمسُ يوماً صديقَتَه
فهوَ كائنٌ ليليٌّ يغازلُ القمر
و يغنِّي مع النُّجوم
يرتدي عباءةَ السَّهر
و تحملُهُ أجنحةُ الخيالِ نحوَ حلمٍ يتلألأ
يمتطي المنى شهباً
و يعتلي صهوةَ الآمال
يلونُ وجهَ السَّماء كما يحبُّ و يشتهي
يوزِّعُ النبضَ على الجبالِ النائمة
و يزرعٌ الأزهارَ في الغيمات
حبيبتُهُ كانت نبضةً في قلبِه
قصيدةً يكتبُها
لوحةً يرسمُها
رعشةً تسري في جسدِه
أمنيةً يعيشُ لأجلِها
بسمةً تداعبُ شفتيه
و ذاتَ نبضةِ قلب
ًأخبرهُ النَّسيمُ بأنَّ القمرَ يستمدُّ بهاءَه و نورَه من بريقِ عينيها
و أنَّ تلكَ النَّجماتِ بسماتُها
أغراهُ دفءُ أنفاسِها
جذبهُ الحنينُ إلى لهيبها
و عندما اقتربَ منها أحرقتْ أجنحَتَه
تهاوى دمعةً
تناثرَ غبارَ شوقٍ
و تلاشى عطرَ وهمٍ على أكفِّ الرِّيح