منبر الحوارات الثقافية العامةللحوارات الثقافية العامة التي لاتندرج مواضيعها تحت أي منبر من المنابر الثقافية الأخرى.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على إيمان الأمة واستقامتها على دين الله حرصا زاد وفاض ، حتى وصفه الله في ذلك بقوله : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم } [ سورة التوبة :128 ]
والمعنى : لقد أرسل الله لكم رسولا من خالص العرب ، هذا الرسول يصعب عليه مشقتكم وهو حريص على إيمانكم ، وهو { بالمؤمنين رءوف } يحرص على إبعاد المكروه عنهم { رحيم } يسعى لإيصال الخير لهم .
ولقد بذل صلى الله عليه وسلم كل جهده وطاقته في سبيل إيمان الأمة ، حتى قال الله له : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا } [سورة الكهف : 6 ]
والمعنى : لا تبخع نفسك أي لا تقتلها هما وغما لعدم إيمانهم .
وقال سبحانه : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون} [ سورة فاطر : 8 ] .
والمعنى : لا تهلك نفسك حسرة على إعراض هؤلاء الكفرة عن الحق.
وقال سبحانه : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [ سورة الشعراء:3 ] .
لقد بذل صلى الله عليه وسلم كل ما في وسعه في سبيل إخراج الناس من الكفر إلى الإيمان ، وجاءت مواقف في السنة النبوية تبين ذلك :
• فلقد دل على الخير وحبب فيه بكل السبل.
• وحذر من الشر ونفر منه بكل الحيل.
• واستعمل كل الأساليب الكفيلة بالإرتقاء بالأمة .
• ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته دعا الله أن يحفظها على طول عمرها من كل مهلك .
• واستجاب الله الكريم دعوات نبيه صلى الله عليه وسلم ، وطمأنه والأمة بحفظه سبحانه أمة الإسلام ومعافاتها .
• لقد دعا صلى الله عليه وسلم للأمة دعوات جامعة متعددة :
• سأل الله ألا تنقلب عن الإسلام إلى الكفر ، وألا تجتمع على ضلالة .
• وسأل الله ألا تهلك بالقحط ـ الجفاف ـ ولا بالغرق .
• وسأل الله ألا يهلكها عدو .
• وعمم في دعوة فسأل الله ألا يهلكها بأي بلاء أهلك أمة من الأمم السابقة.
• وهكذا سأل الله لها الاستقامة على الصراط المستقيم ، والسلامة من كل مهلك ، واستجاب الله تبارك وتعالى كل هذه الدعوات .
• ومما ينبغي التنبيه له أن دعواته صلى الله عليه وسلم المستجابة هذه إنما هي لرفع البلاء العام ، فلا تنحرف الأمة كلها عن الحق ، ولا تهلك كلها بالقحط أو الغرق . . . إلخ .
• أما أن يقع نوع بلاء لبعض الأمة فهذا ممكن ، وهنا رسم الإسلام طريق الخلاص ،ولهذا فلقد ركزت أثناء شرحي أحاديث هذه الدعوات على :
- إبراز وجه إعجاز الحديث ، وأنه صلى الله عليه وسلم أخبر فوقع الأمر تماما كما أخبر ، وأن الله سبحانه أجار الأمة مما دعا الله به صلى الله عليه وسلم.
- توضيح منهج الإسلام في سلامة بعض الأمة من هذه الابتلاءات التي استعاذ منها صلى الله عليه وسلم للأمة كلها ، كالتحصين ضد الانحراف عن الحق ، والتحصين ضد القحط والغرق . . . إلخ .
- وكما حظيت هذه الأمة بحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخير لها ، فلقد كان فضل الله علينا أعظم ، فعلم سبحانه رسوله دعوات يدعو بها للأمة ، وطمأنه الله على استجابتها .
وهذه الدعوات والتي هي في سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ، هي دعوات بالهداية والتيسير والرحمة والنصر على الأعداء .
وهكذا اجتمع للأمة كاملة أسباب البقاء الدينية والعملية ، فلن تهلكها جائحة ، ولن تهلك بالانحراف عن دين الله ، وإنما ستظل على الهدى القويم ، محوطة بالعناية الإلهية ، مشمولة بالعفو والمغفرة والتأييد.
إن هذه الدعوات أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باستجابتها ، وفعلا نعيش في بركة تحققها ،وهذا من أعلام نبوته ، ودليل قاطع على كمال المنهج الإسلامي ، وصحة وسلامة نصوصه .
ومما يعلي شأن السنة النبوية في ساحة هذه الدعوات ، أن يخبر صلى الله عليه وسلم أن دعوة من دعواته صلى الله عليه وسلم تلك لم تستجب له ، فلقد سأل الله ألا تختلف هذه الأمة ولا تقتتل ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله لم يستجب له هذه الدعوة ، وإنما الأمة في هذا موكولة للقرآن والسنة ، فهما كفيلان بكفاية الأمة ذلك ، واشتمال السنة على ذلك دليل على صدق النبوة ، وأمانة المحدثين ، وسلامة السنة وثبوتها .