قديم 04-15-2012, 02:22 PM
المشاركة 421
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
59- غرناطة رضوي عاشور مصر

كتاب ثلاثية غرناطة
رضوى عاشور

هذا الكتاب يتحدث عنمعاناة هذا الشعب الأندلسي المسلم "الموريسكيين" إبتداء من سقوط غرناطة عام 1492موحتى طرد بقايا هذا الشعب المنكوب من إسبانيا عام 1608م
الكتاب بمجملة يتحدث عنفترة ما بعد سقوط غرناطه ..وهويجعلك تتعايش بسلاسة مع أحداث مابعد السقوط .. لأن سقوط غرناطه عادة كان يكتب عن حياة الملوك والأمراءهناك حين سقطت ..
لكن هذا الكتابيتحدث عن الناس كيف أستقبلوا الخبر وعاشوه ..وكيف عاشوا السنين وهم يقاسون الظلم والترهيب .. وكيف أن ملوك الإفرنجه منعوااللغة العربيه ومنعوا الأسماء العربيه
ومنعوا جميع العبادات والتقاليد الإسلاميه .. وكيف أنهم في رمضان وقت المغرب يمنع عليهم إغلاق أبوابهمبل تبقى مفتوحه حتى يتأكدوا الحرسأن الشعب العربي لا يصوم رمضان ..
كتاب رائع وقليل فيه كلمة رائع .. أتحفظ على بعض ما تم ذكره .. لكن في مجمله رائع ويحرك المشاعربعنف نحو تلك البلاد ..بل وأيضاًيجعلنا نتأمل حالنا الآن .. فمثلاً .. في بدايه السقوط .. وكيف أنهم يكرهون الإفرنجه .. لكنهم يأخذون ابناءهم لحفلاتالإفرنجه في مواسمهم .. حتى يتسلى الأطفال .. فهم يحاولون أن يتقربوا منهم ويدخلوا بهم والحفلات إحداها ..حيث أن حفلات الإفرنجه حفلاتمتكلفهوبها حركات يقوم بهاالجنود والفرسان وبعض الفرق .. فتشد الانتباه ..
هذا جعلني أتأمل وضعنا كيف أن الأعداء يشغلوننا بمثل هذهالأمور .. حتى نحبهم أو نعتادهم .. !
الرواية تتحدث عن اتجاهاتعدة .. وحديث النفس المؤلم في الشخصيات ..وإنقلاب المفاهيم عند البعض .. واليأس عند البعض الآخر من من ضعف إيمانهم وإقترافهم الذنوب ..الحب والحرب واليأس والهجروالحرق .. تجدونها في الروايه .... بشكل لا يتكرر

فريدة النقاش قالت عن الرواية:
حين ينتهى المرء منقراءة ثلاثية غرناطةلابد أنتعتريه قشعريرة في الروح

==
ثلاثية غرناطة

ثلاثية غرناطة هي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور و هم على التوالي :
غرناطة
مريمة
الرحيل
و تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، و تبدأ أحداث الثلاثية في عام 1491 و هو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة و أراجون و تنتهى بم ثلاثية غرناطة هي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور و هم على التوالي :
غرناطة
مريمة
الرحيل
و تدور الأحداث في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، و تبدأ أحداث الثلاثية في عام 1491 و هو العام الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة و أراجون و تنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء على لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت في الرحيل عن الأندلس و ليس في البقاء

==
نبذة النيل والفرات:
على غرار ثلاثية نجيب محفوظ التى إنفردت وتفردت في تاريخ الرواية العربية جاءت هذه الثلاثية للكاتبة (رضوى عاشور) التى صاغت كلماتها كسلاسل من الذهب، وامتدت أحداثها على صفحات الكتاب دون ظهور نغم نشاز او موطن ضعف ينحدر بالرواية من مكانها الرفيع إلى ما هو أدنى منه، ولكنها ثلاثية لم تدر أحداثها فى أزقة وحوارى القاهرة القديمة ولم يعش أبطالها فى عصرنا الحديث، وإنما تدور أحداثها فى دروب ودهاليز التاريخ الإسلامى وبالأخص فى فترة وحقبة زمنية كالجرح الغائر فى جسد الدولية الإسلامية.. فترة سقوط المسلمين ودولتهم الأندلسية تحت نير وسياط ملوك و أمراء الغرب المسيحى وإنها رواية تقص علينا أنباء هؤلاء البشر الذين طحنتهم عجلات الحروب والحياة والسر. هؤلاء الذين كانوا أعزاء وذلوا وأسياد إستعبدتهم محن الدهر.. هؤلاء الذين سكنوا غرناطة وثلاثيتها.


نبذة الناشر:
ثلاثية غرناطة ......جائزة أحسن كتاب في مجال الرواية لعام 1994 من معرض القاهرة الدولي للكتاب .. الجائزة الأولي للمعرض الأول لكتاب المرأة العربية في نوفمبر عام 1995.


قديم 04-15-2012, 02:25 PM
المشاركة 422
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رضوى عاشور
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب، جامعة عين شمس والرئيسة الأسبق للقسم. ولدت في القاهرة في 26 مايو1946م. زوجة الأستاذ مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
  • حصلت في 1967 على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب، جامعة القاهرة
  • في عام 1972 حصلت على ماجستير في الأدب المقارن من كلية الآداب، جامعة القاهرة
  • في عام 1975 حصلت على دكتوراه في الأدب الأفريقي-الأمريكي من جامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة الأمريكية
أعمالها ومناصبها
  • فيّمت وناقشت وأشرفت على عشرات الرسائل الأكاديمية المقدمة للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه.
  • عضوة مؤسسة في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية ورئيسة تحرير كتاب المواجهة لسان حال اللجنة.
  • عضوة لعدة دورات في لجنة جائزة الدولة التشجيعية، ولجنة التفرغ، ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.
كتابات إبداعية
  1. الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، دار الآداب، بيروت، 1983
  2. حَجَر دافئ (رواية)، دار المستقبل، القاهرة، 1985
  3. خديجة وسوسن (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1987
  4. رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987
  5. سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992
  6. غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية روائية) دار الهلال، 1994. (حصلت على جائزة معرض القاهرة للكتاب لأحسن رواية لعام 1994)
  7. مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995.(حصلتا مع غرناطة على الجائزة الأولى للمعرض الأول لكتاب المرأة العربية، القاهرة نوفمبر 1995). نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998. صدرت الطبعة الثالثة عن دار الشروق، القاهرة، 2001. وصدرت طبعة خاصة في سلسلة مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003
  8. أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999
(كرّمت الكاتبة على أطياف وثلاثية غرناطة ضمن ستة مكرمين من مصر وستة من العالم العربي في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2003)
  1. تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001
  2. قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003
  3. الطنطورية (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2010
الدراسات النقدية
  1. البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية (بالإنجليزية):
The Search for a Black Poetics: A Study of Afro-American Critical Writings رسالة دكتوراه قدّمت لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة، 1975
  1. الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفانى، دار الآداب، بيروت، 1977
  1. جبران وبليك Gibran and Blake (باللغة الإنجليزية)، الشعبة القومية لليونسكو، القاهرة، 1978 (أصلا رسالة ماجستير قدمت إلى جامعة القاهرة عام 1972)
  1. التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا، دار ابن رشد، بيروت، 1980
  2. في النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 2001
مقالات
  1. إحسان عباس، ابن عين غزال.
  2. عن الجامعة.
  3. رد على رسالة إلى رضوى.
  4. شهادة كاتبة.
  5. قانا 2.
  6. لكل المقهورين أجنحة.
  7. لكلٍ غرناطه.
  8. صبرا وشاتيلا: تاريخ المذبحة.
  9. رسالة إلى أوروبا.
المحاضرات والمؤتمرات

شاركت في العديد من المؤتمرات، وألقت محاضرات في مختلف المدن العربية (منها بيروت وصيدا ودمشق وعمان والدوحة والبحرين ووتونس والقيروان والدار البيضاء،)، والأجنبية (منها جامعات غرناطة وبرشلونة وسرقسطة في أسبانيا، وهارفرد وكولومبيا في الولايات المتحدة، وكمبريدج وإسكس في إنجلترا، ومعهد العالم العربي في باريس، والمكتبة المركزية في لاهاي، ومعرض فراكفورت الدولي للكتاب وغيرها).
مصادر

تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B1%D8%B6%D9%88%D9%89_%D8%B9%D8 %A7%D8%B4%D9%88%D8%B1&oldid=7789481"

قديم 04-15-2012, 02:26 PM
المشاركة 423
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رضوى عاشور

سيرة ذاتية


رضوى عاشور كاتبة وأستاذة جامعية، يتوزع إنتاجها بين الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والثقافي.
ولدت رضوى عاشور في القاهرة عام 1946، وتخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1967. حصلت على الماجستير في الأدب المقارن عام 1972 من الجامعة نفسها، ثم حصلت على الدكتوراة في الأدب الإفريقي الأمريكي من جامعة ماساشوستس بالولايات المتحدة عام 1975
تشغل رضوى عاشور حاليا وظيفة أستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، وهي الرئيس الأسبق لقسم اللغة الإنجليزية وآدابها (1990-1993)
انتخبت من زملائها مقررة اللجنة العلمية الدائمة لترقية أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها في أقسام اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعات المصرية (2001-2008)
أشرفت على عشرات الرسائل الجامعية المقدمة لنيل الماجستير والدكتوراه، وقيّمت عشرات الأبحاث المقدمة للحصول على درجتي أستاذ وأستاذ مساعد، وعلى الدكتوراه والماجستير
ترجمت بعض رواياتها وقصصها القصيرة إلى الإنجليزية والأسبانية والإيطالية والأندونيسية.
شاركت رضوى عاشور في الحياة الثقافية العربية عبر كتبها ومقالاتها ومحاضراتها في مصر وفي مختلف العواصم العربية، وعبر انتمائها إلى لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، واللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية، ومجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات وغيرها من التشكيلات الأهلية. كما شاركت لعدة سنوات في تحكيم جائزة الدولة التشجيعية في مصر، وفي عضوية لجنة القصة ولجنة التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر
حاضرت وشاركت في مؤتمرات في عدد من الجامعات والمحافل الثقافية في العديد من المدن العربية في المشرق والمغرب، وفي جامعة هارفرد ومركز كينيدي للفنون في الولايات المتحدة، وجامعة كمبريدج ومعرض لندن للكتاب في بريطانيا، و في معهد العالم العربي في باريس، والمكتبة المركزية في لاهاي ومعرض فراكفورت للكتاب في ألمانيا. وفي إيطاليا وأسبانيا وسويسرا والهند وغيرها
أهم الجوائز
يناير 1995: جائزة "أفضل كتاب" لعام 1994 عن الجزء الأول من "ثلاثية غرناطة"، من معرض القاهرة الدولي للكتاب
نوفمبر1995: الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن "ثلاثية غرناطة" يناير 2003: كرّمت ضمن ستة كتاب مكرمين من مصر وستة من العالم العربي في معرض القاهرة الدولي للكتاب على روايتي "ثلاثية غرناطة" و"أطياف"
أكتوبر2007: جائزة قسطنطين كفافي الدولية للأدب (من اليونان)
ديسمبر 2009: جائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي (من إيطاليا)
أكتوبر 2011: جائزة بسكارا بروزو على الترجمة الإيطالية لروية "أطياف" (من إيطاليا)
ديسمبر 20011 جائزة سلطان العويس للرواية والقصة
الكتب المنشورة:
I- كتابات إبداعية:
1-الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، دار الآداب، بيروت، 1983
2- حَجَر دافئ (رواية)، دار المستقبل، القاهرة، 1985
3- خديجة وسوسن (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1989
4- رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1989. (ترجمت بعض قصص المجموعة إلى الإنجليزية والإيطالية والألمانية).
5- سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992. الطبعة الثانية دار الشروق 2008. (ترجمت إلى الإنجليزية).
6- غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية روائية) دار الهلال، 1994 .
مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995
نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998. صدرت الطبعة السابعة عن دار الشروق، القاهرة،2010. (ترجم الجزء الأول إلى الإنجليزية، وترجمت "الثلاثية" إلى الأسبانية والأندونيسية).
7- أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999 والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999. الطبعة الثالثة، دار الشروق 2008. (ترجمت إلى الإيطالية والإنجليزية).
8- تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001، الطبعة الثانية دار الشروق، 2006. (ترجمت بعض نصوصها إلى الإنجليزية والألمانية والأسبانية).
9- قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003. الطبعة الثانية دار الشروق، القاهرة، 2006.
10- فرج (رواية) دار الشروق، القاهرة، 2008 (الطبعة الثانية، دار الشروق، 2010).
11- الطنطورية (رواية)، دار الشروق، القاهرة، 2010 (ا.لطبعة الثانية 2011، الطبعة الثالثة 2012)
II- الدراسات النقدية:
1- البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية (بالإنجليزية):
The Search for a BlackPoetics: A Study of Afro-American Critical Writings
رسالة دكتوراه قدّمت لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة، 1975
2- الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة فى أعمال غسان كنفانى، دار الآداب، بيروت، 1977.
3- جبران وبليك Gibran and Blake (باللغة الإنجليزية)، الشعبة القومية لليونسكو، القاهرة، 1978 (وهي رسالة ماجستير قدمت إلى جامعة القاهرة عام 1972).
4- التابع ينهض: الرواية فى غرب إفريقيا، دار ابن رشد، بيروت، 1980.
5- في النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 2001
6- تحرير بالاشتراك مع آخرين، ذاكرة للمستقبل: موسوعة الكاتبة العربية، (4 أجزاء)، مؤسسة نور للدراسات وأبحاث المرأة العربية والمجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2004.
7- الإشراف على ترجمة الجزء التاسع من موسوعة كمبريدج في النقد الأدبي: القرن العشرون: المداخل التاريخية والفلسفية والنفسية، المجلس الأعلى للثقافة، 2005.
8- الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق: الرواية الأولى في الأدب العربي الحديث، دار الشروق، القاهرة، 2009.
9- مقالات ودراسات متفرقة بالعربية والإنجليزية منشورة في دوريات عربية وأجنبية
10- ترجمة "منتصف الليل وقصائد أخرى" لمريد البرغوثي من العربية إلى الإنجليزية: Mourid Barghouti, Midnight and Other Poems, trans. RadwaAshour, Arc Publications, Lanc., 2008
عن رضوى عاشور
o سيرة ذاتية
o الجوائز
o مقابلات
o المدونة
o صور للنشر

كتابات
o روايات
o الدراسات النقدية
o مقالات
o مرجعات نقدية
o دار النشر

اتصال
o اتصال
o دار النشر

تسجيل الدخول
o تسجيل الدخول


الموقع الالكتروني الرسمي:

http://www.radwaashour.net/ar/?page_id=675

قديم 04-15-2012, 02:27 PM
المشاركة 424
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكتابة والذاكرة
رضوى عاشور

لا أذكر المرة الأولى التي زرت فيها أهرام الجيزة. أرجّح أنني كنت صغيرة جدا، ولكني أذكر زيارتي الأولى لمعابد الكرنك والأقصر ووادي الملوك والملكات، في صعيد مصر. كنت في الخامسة عشرة من عمري. تأملت الجدران والنقش والكتابة، وانتبهت إلى ذلك التداخل المدهش بين تدوين التاريخ وإبداع الجمال، أظنني انتبهت أيضا إلى غياب الحدود الفاصلة بين مفردات الواقع والمتخيَّل الأسطوري.
لاحقا وأنا طالبة في جامعة القاهرة أتردد على دار الكتب المصرية في موقعها القديم بباب الخلق، كنت أتوقف أمام مخطوطات المصاحف النادرة المعروضة في الممرات المؤدية إلى قاعات الإطلاع، أتأملها، وأتأمل تلك الحرفة المزدوجة في تراث النسخ الإسلامي التي تجمع بين النقل وإبداع الجديد، بين التزامٍ بحرفية نص (هو في هذه الحالة نص مقدس) وحرية الفنان في التعبير عن ذاته، بين الإيفاء بالشرط العملي والشرط الفني كأنهما شرط واحد.
هي لحظات في الطفولة والصبا احتضنت البذور الأولى لرغبة تلّح في التدوين والتسجيل. دغل جغرافي له رنين، مزيج مركب من زمان ومكان، ماض وحاضر، حيِّز مادي وروحي تختبر فيه الذات نفسها لتتعرف على موقعها، وشروط وجودها، وطاقاتها النفسية والأخلاقية.
أعتقد أن الانتباه الحاد للزمان والمكان، وإلحاح الحاجة للتسجيل عناصر مميِّزة للروائيين العرب لأبناء جيلي من الكتاب.
ولدت عام 1946، أي بعد عام واحد من نهاية الحرب العالمية الثانية، وقبل عامين من هزيمة العرب في حرب فلسطين. لا أؤرخ الآن لحياتي ولكنني أشير إلى أن السنوات الممتدة من احتلال الساحل الفلسطيني عامي 1947-1948 إلى احتلال بغداد عام 2003 والمجازر اليومية في الحالتين تشكّل كل سنوات عمري. أنتبه الآن إلى أن كافة نصوصي الروائية هي محاولة للتعامل مع الهزيمة. كنت في العاشرة من عمري حين هاجم الإنجليز والفرنسيون والإسرائيليون مصر عام1956 . وكنت في الحادية والعشرين حين اندلعت الحرب من جديد. أعي أن أبناء جيلي من طلاب الكلية الحربية والفنية العسكرية الذين انتقلوا ذات صباح من مقاعد الدرس إلى ساحات القتال، استقر أكثرهم هناك تحت رمال الصحراء في سيناء. إن حرب 1967 وما تلاها من ملمّات جعلتنا نعي بحدة أن التاريخ لا يقتصر على سجلات الماضي ومدوَّناته بل يمتد ليشمل واقعنا المعيش ويلازمنا بشكل يومي: حروب متتالية، مجازر، هزائم، قمع وقهر، ودائما، أمان مفتقد وإرادة منفية في ظل واقع قابض نجاهد لفهمه، ونحلم بتملكه.
"هذه العاصفة في عقلي تعطِّل حواسي من كل ما عداها من مشاعر سوى ما ينبض فيها". يقول الملك لير، وأنا أقول مع الناظر الذي أشاركه النظر، في روايتي "قطعة من أوروبا":
"لم أعو عواء الملك في العاصفة. كنت مجرد ناظر ينتهي من عمله ويعود إلى منزله ليتابع العاصفة. يشاهد كرات اللهب والدخان على شاشة، يسمع دمدمة القذائف لا الريح، وسقوط القنابل الذكية والأقل ذكاء على شط العرب. يلتف بعباءته الصوفية كأنها كفن…(ولكنني) عشت، أقصد استيقظت في الصباح وقلت صباح خير…، وارتديت ملابسي…، اليوم وغدا والغد الذي تلاه، يوما بعد يوم بعد يوم، كل يوم، حتى تلقفتني عاصفة تالية وعاصفة أخرى بعدها. شاهدت التوابيت مصفوفة صفا طويلا لا تحيط به عدسة المصور إلا عن بعد، وآلاف الرجال المحتشدين في الملعب البلدي يقيمون صلاة الجنازة، يتحرك الموكب في قيظ غريب على يوم ربيعي. الأكفان محمولة على أكف الرجال، يقطعون الطريق من الملعب الكبير إلى المقبرة: مستطيلات محفورة في عمق الأرض، متلاصقة، متطابقة، متساندة، وتنتظر.(…) قلت: لن أرى مشهدا أكثر حزنا وجنونا. ولكني كثيرا ما أخطئ التقدير، عشت لأرى جثثا في أدراج ثلاجة، في كل درج جثتين، ومسيرات من أعلام وبشر يحملون جثامين جديدة كل يوم، وسيارات نقل كبيرة كتلك التي يكتظ على ظهرها عمال التراحيل أو الأطفال الذاهبين لجني القطن، أو حتى جنود الأمن بعد تلقيهم الأمر بالتوجه لقمع مظاهرة، تصطف في كل سيارة نقل منها الأكفان، كفن لصق كفن، أبيض لصق أبيض.
أين لير من تلك العواصف؟ هل تبادلني أيها الملك المسرحي حياة بحياة؟
اعطني جحود ابنتيك، وخذ بحر البقر وشاتيلا والعامرية وقانا وجنين.
لا لن أعطيها لك، هذه حكايتي! اذهب بعيدا يا ملك المسرح، لم تعرف من الألم شيئا، والمعلّق على الصليب حكاية من إنتاجنا المحلي."
"ترخ" دائما"، العبارة لبرتولد بريخت. وأنا أفعل ليس لأسباب إيديولوجية بل ضرورةً واحتياجاَ فلا سبيل أمامي لإدراك تجربتي وتصنيف مفرداتها بشكل مفهوم سوى هذا السبيل. أتوقف أمام عبارة "مفهوم"، وأتساءل عن دقتها لأن المسعى في مجمله ليس سوى محاولة للوصول إلى معنى متسق، يراوغني غالبا ويظل ناقصا، فأواصل فعل الكتابة لعل التفكيك والتركيب ينفعني في الوصول إلى معنى ما، في تجاوز جنون ما، لعل الكلمات تمكنني من التعامل مع جغرافيا مهدَّدة وتاريخ مهدِّد.
أعتقد أن إلحاح الحاجة للتسجيل يرجع أيضا إلى وعي حاد بما تعرضت له ذاكرتنا الجماعية، وما زالت تتعرض له، من قصف يومي عنيف- ذاكرتنا القريبة لا البعيدة- ذاكرة ما عشناه قبل سنوات معدودة، أو قبل ساعة واحدة، قصف يومي بلغة وصفها جورج أورويل ذات يوم بأنها مصمّمة لإلباس الأكاذيب ثوب الحقائق، والقتل ثوب الاحترام، وتقديم الهواء بصفته مادة صلبة.
هل أردنا أن يكون نصنا حافظة للذاكرة؟ أعتقد أن ذلك كان جزءا من مشروعنا. أستدرك فأشير إلى أننا في ذلك تحديدا كنا نتواصل مع الأجيال السابقة علينا. وهنا أفتح قوسا وأقول إن الرواية العربية بدءا من حديث عيسى بن هشام لمحمد المويلحي قامت بدور مباشر أو غير مباشر بهذا الدور، فكان الروائي حكّاءاً ومؤرخاً يدوِّن ملامح الواقع التاريخي ويطرح أسئلته. ويصعب في تقديري تناول نشأة الرواية العربية غافلين عن علاقتها بأسئلة التحرر الوطني ومشروع النهضة. إن الرواية العربية التي نشأت في إطار مسعى الجماعة لاستنقاذ إرادتها من وجود استعماري- هو بتعريفه الأوّلي كسر وإعاقة للنمو الطبيعي للجماعة وتطورها- بقيت وفية لمنشئها وقد تجدد النفي القديم بأشكال مستجدة. وإذ تتالت الانكسارات والهزائم وخاب المسعى، تكاثرت الأسئلة: لماذا وكيف وإلى أين؟ أسئلة تثقل الوجدان العربي وتسري في النصوص وتسعى لفهم الحكاية وتؤرخ لوجدان الأمة بقدر ما تلتقط من أبعاد السؤال.
ولكن ما الذي أضافه جيلنا؟ في تصوري، يمكن تلخيص هذه الإضافة في نقطتين: أولهما، إعادة تقسيم الحيِّز الاجتماعي؛ وهنا أستأنس بما قاله إدوارد سعيد في كتابه الثقافة والامبريالية حيث يقول: " إن الاستحواذ على التاريخ، والقبض على الماضي بوصفه تاريخا، وتحويل المجتمع إلى رواية تُحكى، وكلها عناصر تعطي الرواية قوتها، يتضمن أيضا السيطرة على الحيِّز الاجتماعي وتقسيمه وتصنيفه، بما يجعل هذا الحيِّز يخدم أغراضا اجتماعية". وما دمنا لا نقدم دراسة نقدية بل نطرح فكرة من أفكار هذه الشهادة يمكننا الإشارة سريعا إلى أن تقسيم توفيق الحكيم مثلا للحيِّز الاجتماعي في عودة الروح حيث "الكل في واحد"، وتقسيم نجيب محفوظ لنفس هذا الحيِّز في ثلاثيته التي تؤرخ لمسيرة الطبقة الوسطى في النصف الأول من القرن العشرين وتمجد الوحدة الوطنية متمثلة في ثورة 1919، يختلف اختلافا بينا عن تناول عبد الرحمن منيف وصنع الله ابراهيم وبهاء طاهر وإلياس خوري وهدى بركات على سبيل المثال وليس الحصر. في نصوص هذا الجيل الذي عاش الهامش بأشكال مختلفة إعادة تصنيف للحيِّز الاجتماعي، وإفساح لمساحات القهر والمنفى والصمت لتدخل إلى متن الرواية العربية. ولم يكن ذلك، في تقديري، مجرد خيار إيديولوجي بل كان انعكاسا لعلاقة إشكالية مركبة بالواقع الاجتماعي عبرت عن نفسها في المشروع الإجمالي للكتابة وفي تفاصيله التقنية: هوية الراوي، نبرة الصوت الذي يحكي، رسم الشخصيات، بنية الرواية وتعاملها مع الزمن، ولغتها التي تتحدى الخطاب السائد بالجملة المقتصدة والدقة الحذرة. لا مجال هنا للنشيد، والصوت المجلجل. إنه عالم "مالك الحزين" (ولا أشير هنا إلى رواية إبراهيم أصلان وحدها التي تحمل هذا العنوان، بل إلى إنتاج جيل بأكمله، وإن كنت أقتبس العبارة التي صدَّر أصلان بها روايته فأوردها تحت العنوان مباشرة: "لأنهم زعموا أنك تقعد بالقرب من مياه الجداول والغدران فإذا جفّت أو غاضت استولى عليك الأسى، وبقيت صامتا هكذا وحزينا". إنه صوت الهامش المقموع يلتقطه كتاب الجيل كل بأسلوبه.
ii
تشغلني فكرة العلاقة بين الهامش والمتن، ويستهويني تأمل كتب التراث حيث النص الأصلي مدوّن في الجوانب في سطور معدودة غالبا، في حين تحتل الشروحات جُلّ الصفحة. أتساءل عن إمكانية توظيف هذا الشكل في كتابة ما، أتساءل إن كان مصدر انشغالي مجرد حلم بمغامرة إنجاز كتابة جديدة مؤسسة على شكل موروث، أم هو انشغال بأشكال العلاقة بين الهامش والمتن يعكس تجربة جيل تربى في الهامش واكتهل فيه، أو استدرج إلى المتن فدفع أثمانا باهظة. هل يبدو كلامي غامضا؟ أوضح: تربينا كمثقفين وكتاب في الهامش، والآن صار الهامش اختيارا. لماذا؟ أجيب على السؤال بصيغة المفرد رغم اعتقادي بأن ما أقول يشمل آخرين غيري: في اختلاط الحابل بالنابل، والقاتل بالقتيل، والعدل بالظلم- وهو اختلاط يميز لحظتنا بشكل مدهش- تبدو لي الطريق محفوفة بالشراك، ويستحضر خيالي مشهدا من مشاهد فيلم كارتون للأطفال تدور أحداثه في غابة، وتظهر فيه حية آسرة تتلوى وتغني وتبرع في فعل غوايتها. هكذا يبدو لي المشهد الآن فالدعوة إلى الدخول إلى المتن تبدو دعوة لا غبار عليها إلى المشاركة. ولكن بأي ثمن؟ بأي قدر من التواطؤ؟ وبكم مرة صمت حين يتعين رفع الصوت بالكلام؟ وفي المقابل- وهنا المأزق- يبدو التشبث بمطلق الهامش ضربا من ضروب التكفير والهجرة. ما العمل إذن، وأين تقع الحدود بين ثقافة عناد أصيل ينتج القيمة من موقع الهامش، ما دام المتن فاسدا، واختيار عزلة مانعة قاطعة للاتصال والتواصل؟ سؤال صعب لا أعتقد أننا وجدنا له حلا نتفق عليه في مجتمع يفتقد أحزابَ معارضة قويةً ومؤسساتِ مجتمع مدنيٍ عفيةً ومستقلة. على المستوى الشخصي أعترف أنني محظوظة حظا مزدوجا ففي قاعة الدرس مخرج وفي الكتابة مخرج. في قاعة الدرس تتحقق متعة التواصل والمعرفة وقلب النظام السائد، ولأنني أدرِّس أدبا لا كيمياء أو رياضيات، فإن قراءة النصوص الأدبية، تفكيكها وإعادة فحصها يضمن لنا مجتمعين أستاذة وطلابا، في رحاب الدرس، لحظة نادرة نتسيّد فيها واقعنا. وفي الكتابة أيضا يتسيد المرء واقعه، يقلب الهامش إلى متن، ويدفع بالمتن المتسلط إلى كناسة مهملة في الزاوية. أكتب أمتلك الحيِّز، أهلل من قال أنني لا أمتلك حكايتي ولست فاعلة في التاريخ؟
لأنطونيو جرامشي مفهوم آسر عن دور المثقف، لا أقصد هنا ما قاله عن المثقف التقليدي والمثقف العضوي، بل أشير لمفهومه عن "المنطق السائد" و"المنطق الراجح"، الأول أشبه بكرة شعثاء من خيوط معقدة، تشتبك فيه وتختلط حصيلة التجربة المعيشة بالأفكار الجاهزة الموروثة، والعلم بالخرافة ، والحكمة بما عفا عليه الدهر من قناعات جامدة، والمصلحة بوهم المصلحة، أما المنطق الراجح فينتج رؤية متسقة متجانسة للوجود، يدرك موقعه الفعلي في الواقع الاجتماعي، ويسلك بما يمليه هذا الموقع وخلاصة تجاربه؛ والعمل الثقافي الأصيل يأتي دائما من موقع نقدي ويقوم بدأب بتسليك تلك الخيوط المعقدة وصولا إلى تجاوز المنطق السائد إلى منطق سليم متسق يعي ضروراته. هناك دائما مثقفون يرتضون لأنفسهم مهمة خلط الحابل بالنابل، والأصيل بالزائف، وهناك مثقفون يختارون الموقف النقدي مهما كلفهم ذلك من مشاق. وهنا أركز على عبارة "نقدي"، وأذكِّرُكم أن معنى كلمة نقد في اللغة العربية هو تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها، أي الفصل بين العملة الأصيلة والزائفة. ونقد في اللغة العربية عكس النسيئة عكس المماطلة والتأجيل. فيرتبط النقد بالقيام بالشيء في وقته، وهذه على ما أظن ، هي مهمتنا كمثقفين.
iii
وماذا عن اللغة؟ أعترف أنني أتشبث باللغة تشبث الغريق. وأية لغة؟ لغة قوم معجزتهم كتاب، ومن بعد الكتاب خمسة عشر قرنا شهدت المدهش من التجارب. إن استمراريةَ هذه اللغةِ العربيةِ وصلابتَها ومرونتَها وتنوعَها وثراءَها وعامياتِها المتفرعةَ منها بما قدمته للعالم من نصوص مكتوبة وشفهية، لها رسوخ المعابد المصرية القديمة وعنفوان فاعل لم يعد لهذه المعابد. هل يبدو غريبا لو قلت الآن إن هذه اللغة تمنحني قدرا لا يستهان به من الأمان؟ أكتب بالعربية وأنتمي إلى تراثها الحي فينتفي اليتم، تتبدد الوحشة، وأيضا يهدأ بعض الاضطراب.
قبل سنوات كتبت أنني أرى في العربية "وطنا يمتد من قرآن العرب إلى نداء البائع المتجول، ومن النشيد الوطني على لسان الأطفال في صباح المدرسة إلى حديث السياسي الأفّاق. أرى في العربية وطنا متراميا، واضحا وغامضا، أليفا ومدهشا، وفي بعض الأحيان مربكا. أعرفه ولا أحيط به. أسكنه وأعرف أنه يسكنني، وأنني في كل فعل وقول أحمل خاتمه وعلامته. العربية أداتي ولكن الصحيح أيضا أنني أداة من أدواتها، هي كتابي الذي تضم صفحاته إرثي وحكايتي مع الزمن، وطموحي أن أضيف سطرا جديدا إلى سطوره".
أقتبس هذا الكلام من حديث سابق لي رغم تكراره بعض ما أوردت في حديثي الراهن، ربما لرغبة في توضيح أن ثراء العربية، في يقيني، لا يقتصر على إنتاج كبار كتابها القدماء والمحدثين، ولا على ما أنتجته المخيلة الشعبية من ملاحم وحكايات بل يتسع لذلك التنوع الهائل في حياة البشر يتشكلون بها وتتشكل بهم. هي موروث ومعيش، قديم جليل مكنون في بطون الكتب وتلافيف الذاكرة، ويومي متجدد يتفاعل مع شعر الواقع ونثره ويعيد إنتاجه. باختصار هي لغة حياة وتحيا، رغم استلاب الإرادة والقهر، تحيا لأننا نحييها ونحيا بها. تملأنا وجلا بسلطتها الأبوية الصارمة وتحيط بنا بردائها الأمومي الضافي ثم تنقلب الآية في غمضة عين فنجد أنفسنا أهلها نلاعبها وهي طفلة تفاجئنا، على طريقة الأطفال، بالجديد المدهش من تراكيب الكلام.
الكتابة فيما أعتقد إطلاق للإرادة في مواجهة نفي الإرادة. اشتباك مع الحياة يحاكمها أو يغنيها، يفضحها أو يتواطأ معها، يصطدم بها أو يلاعبها، أو يرفعها كالمرآة يسألها أملا أن تمنحه بعض إجابة؛ اشتباك-مداخلة بالصوت الواضح أو الشجي أو الخشن أو الصارخ في البرية كأنبياء العهد القديم أو المترنم كتهنينة أم لصغيرها قبل أن ينام. في الكتابة سحر البيان عن حكايات بلا حصر، عن بشر يتوزعون على الخرائط والتواريخ والمصالح والمواقع والأعمار والأقدار في كرة صغيرة سابحة في الفضاء، ويجتمعون على صلح مستحيل مع موت ينهي الحكاية التي لا تنتهي.
وختاما، في لسان العرب يقول ابن منظور: الذِّكر: الحفظ للشيء تذكُرُه أي لم تنسه، والذكرُ أيضا الشيء يجري على اللسان فهو ما ذكرتَه بلسانك وأظهرتَه. ذكرتُ الشيءَ بعد النسيان، وذكرتُهُ بلساني وقلبي وتذكّرتُهُ وأذكَرُتُه غيري، ومنه التذكّر، والاستذكار: درس الشيء للذكر ودراسته للحفظ.
وأخيرا الذكر الشرف والصِّيت.
أجرؤ أن أنهي محاضرتي بالعبارة التالية: لا كتابة تستحق الذكر بالمعاني جميعا التي أسلفتها إلا وتعتمد على الذاكرة.
رضوى عاشور

قديم 04-15-2012, 10:11 PM
المشاركة 425
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تقول الدكتوره رضوى عاشور عن الكتابة والذاكرة :

- ولدت عام 1946، أي بعد عام واحد من نهاية الحرب العالمية الثانية، وقبل عامين من هزيمة العرب في حرب فلسطين. لا أؤرخ الآن لحياتي ولكنني أشير إلى أن السنوات الممتدة من احتلال الساحل الفلسطيني عامي 1947-1948 إلى احتلال بغداد عام 2003 والمجازر اليومية في الحالتين تشكّل كل سنوات عمري.
- أنتبه الآن إلى أن كافة نصوصي الروائية هي محاولة للتعامل مع الهزيمة.
- كنت في العاشرة من عمري حين هاجم الإنجليز والفرنسيون والإسرائيليون مصر عام1956 . وكنت في الحادية والعشرين حين اندلعت الحرب من جديد. أعي أن أبناء جيلي من طلاب الكلية الحربية والفنية العسكرية الذين انتقلوا ذات صباح من مقاعد الدرس إلى ساحات القتال، استقر أكثرهم هناك تحت رمال الصحراء في سيناء.
- إن حرب 1967 وما تلاها من ملمّات جعلتنا نعي بحدة أن التاريخ لا يقتصر على سجلات الماضي ومدوَّناته بل يمتد ليشمل واقعنا المعيش ويلازمنا بشكل يومي: حروب متتالية، مجازر، هزائم، قمع وقهر، ودائما، أمان مفتقد وإرادة منفية في ظل واقع قابض نجاهد لفهمه، ونحلم بتملكه.
- "هذه العاصفة في عقلي تعطِّل حواسي من كل ما عداها من مشاعر سوى ما ينبض فيها". يقول الملك لير، وأنا أقول مع الناظر الذي أشاركه النظر، في روايتي "قطعة من أوروبا":
"لم أعو عواء الملك في العاصفة. كنت مجرد ناظر ينتهي من عمله ويعود إلى منزله ليتابع العاصفة. يشاهد كرات اللهب والدخان على شاشة، يسمع دمدمة القذائف لا الريح، وسقوط القنابل الذكية والأقل ذكاء على شط العرب. يلتف بعباءته الصوفية كأنها كفن…(ولكنني) عشت، أقصد استيقظت في الصباح وقلت صباح خير…، وارتديت ملابسي…، اليوم وغدا والغد الذي تلاه، يوما بعد يوم بعد يوم، كل يوم، حتى تلقفتني عاصفة تالية وعاصفة أخرى بعدها. شاهدت التوابيت مصفوفة صفا طويلا لا تحيط به عدسة المصور إلا عن بعد، وآلاف الرجال المحتشدين في الملعب البلدي يقيمون صلاة الجنازة، يتحرك الموكب في قيظ غريب على يوم ربيعي. الأكفان محمولة على أكف الرجال، يقطعون الطريق من الملعب الكبير إلى المقبرة: مستطيلات محفورة في عمق الأرض، متلاصقة، متطابقة، متساندة، وتنتظر.(…) قلت: لن أرى مشهدا أكثر حزنا وجنونا.
- ولكني كثيرا ما أخطئ التقدير، عشت لأرى جثثا في أدراج ثلاجة، في كل درج جثتين، ومسيرات من أعلام وبشر يحملون جثامين جديدة كل يوم، وسيارات نقل كبيرة كتلك التي يكتظ على ظهرها عمال التراحيل أو الأطفال الذاهبين لجني القطن، أو حتى جنود الأمن بعد تلقيهم الأمر بالتوجه لقمع مظاهرة، تصطف في كل سيارة نقل منها الأكفان، كفن لصق كفن، أبيض لصق أبيض. أين لير من تلك العواصف؟ هل تبادلني أيها الملك المسرحي حياة بحياة؟ اعطني جحود ابنتيك، وخذ بحر البقر وشاتيلا والعامرية وقانا وجنين. لا لن أعطيها لك، هذه حكايتي!


- وتقول " هل يبدو غريبا لو قلت الآن إن هذه اللغة ( العربية ) تمنحني قدرا لا يستهان به من الأمان؟ أكتب بالعربية وأنتمي إلى تراثها الحي فينتفي اليتم، تتبدد الوحشة، وأيضا يهدأ بعض الاضطراب.


- هناك ما يشير الى ان الدكتورة رضوى نهلت عبقريتها وابداعها من تجربة اليتم ولكن حتى لو لم يكن هناك يتم فان حكايتها الملخصة اعلاه تشير الى الم لا حدود له الم بها منذ نشأتها وحتى تاريخه.


على الاغلب هي يتيمة لكنا سنعتبرها مأزومة بدليل حكايتها ولغياب ما يؤكد يتمها في سيرتها والتي تقفز للاسف من ذكر سنة الولادة الى دراستها الجامعية في تجاهل واضح للفترة التي تصنع ما تكون عليه الشخصية في وقت لاحق.

مأزومة.

قديم 04-16-2012, 09:07 AM
المشاركة 426
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
60- دعاء الكروان طه حسين مصر

لمح عن الروايه:
تحكى الروايه عن "آمنة" الفتاة الريفية التي تتمرد على العادات والتقاليد في صعيد مصر ، حيث تقع أختها "هنادي" في حب ذلك المهندس العازب الذي تعمل عنده خادمة ، ولكنه يعتدي عليها ويحطم حياتها ، وبالتالي تُقتل أمام أختها "آمنة" على يد خالها .. فتقرر "آمنة" ، بعد أن عاهدت نفسها مع دعاء الكروان في القرية ، الإنتقام لأختها من ذلك المهندس .. وهناك ، في منزل المهندس ، تحاول أن تنفذ العهد بالإنتقام ولكنها لاتقوى ، فقد تحرك قلبها وبدأ يميل نحو هذا المهندس ، إلا أنها تدوس على مشاعرها وترفض البقاء معه وتقرر الرحيل عنه ، حيث أنها تعرف بأن طيف أختها "هنادي" سيبقى حاجزاً بينها وبينه .



النقد الروائى :

وعند التعرض لنقد أيٍ من الرويات القديمة ، لابد لنا بالطبع من مراعات الفترة الزمنية. فأختلاف الزمن هنا يؤثر على النقد نظرا لأختلاف الثقفات بين الازمنه. لكن هذا لا يمنع من قول رائى و سبب إختيارى لهذه الروايه تحيدا . السبب الاول هو الاديب العظيم الذى كتب الروايه وهو الأعمى الذي تحدى المبصرين, عميد الأدب العربي طه حسين الذى قد لنا العديد من الرويات التى امتعنا السبب الثانى هو الروايه تحديدا و هى توضح لنا العادات و التقالديه المصريه القديه و كيف كانت الحياه آن ذاك .


==

نبذة النيل والفرات:
"ولكن صوتك أيها الطائر العزيز يبلغني فتنتزعني انتزاعاً من هذا الصمت العميق، فأثب وجلة مذعورة، ويثب هو وجلاً مذعوراً، ثم لا نلبث أن يثوب إلينا الأمن ويرد إلينا الهدوء، فأما أنا فتنحدر على خدي دمعتان حارتان، وأما هو فيقول وقد اعتمد بيديه على المائدة، دعاء الكروان! أترينه كان يرجع صوته هذا الترجيع حين صرعت هنادي في في ذلك الفضاء العريض!!".
ما زالت أصداء صوت الكروان تتردد على صفحات طه حسين رغم بعد الزمن، فكروانه الذي سطر من خلاله هذه القصة الإنسانية المعبرة عن حال المجتمع المصري في تلك الآونة، كروانه ذاك، كان رمزاً لأنثى تصدح بأحزانها عبر المدى، لا من مجيب سوى الصمت وترجيع الصدى والصمت.

قديم 04-17-2012, 11:51 AM
المشاركة 427
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دعاء الكروان بين …الرواية والفيلم

١٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦بقلم سعداء الدعاس

حين تكون خادمة ريفية بطلة لرواية أدبية عربية ذيلت نهايتها بسبتمبر من عام 1934 ،عندها لن يتكلف المتلقي جهداً في استشفاف ماهية هذه الرواية أو نهج سيرها الدرامي ، خاصة في ظل تلك السنوات البدائية من زمن التشكيل الأدبي الروائي العربي. فمتلقي تلك الفترة ومهما تميز بالثقافة والاطلاع لن يذهب في تصوره لطبيعة الرواية أبعد من كونها تسجيل لكفاح شابة ريفية عانت من أجل الوصول إلى مستوى اقتصادي واجتماعي ما ..أو كونها من تلك الروايات التي تحاكي مأساة الخادمات الريفيات تحديدا في التعامل مع واقعهن المر ...ورغم أن روايتنا هذه حاكت بشكل أو بآخر أسلوب السيرة الذاتية إلا أنها لم تسجل تلك التطلعات البدائية في التعاطي مع شخصية نسائية عاملة ، بل تعاطت الرواية مع سيرة مجتمع كامل بشخوصه المقموعة والقامعة ...كل يغزل الآخر بطابع واقعي تخللت الرومانسية كثير من مساماته .
خصوصية روائية

من خلال تلك التشكيلة الزمنية - البعيدة بعض الشيء- جاءت رواية (دعاء الكروان ) للأديب (طه حسين) كإحدى إفرازات ذلك الزمن الخاص جدا والذي تمثلت خصوصيته بشخوصه وأمكنته ، فباتت مادة جيدة للتناول السينمائي بعد ذلك على يد المخرج (بركات) والكاتب (يوسف جوهر) حين قدما للسينما عملا يحمل العنوان نفسه، طارحين تساؤلاً جال في خاطر كل من لم يقرأ الرواية : هل قدم الفيلم رواية طه حسين ؟ أم أنه خلق روحا جديدة بواسطة أبطاله ؟ بتحفيز من هذا التساؤل جاءت الرغبة في معرفة الفروقات بين العملين الأدبي والفني .. الأصل والإعداد ، للوقوف على جدوى التفاعل بين الفنون والآداب من خلال دراسة مقارنة لدعاء الكروان – الرواية والفيلم .
طه حسين ينصـّب آمنه بطلة لروايته

تطرح الرواية بجرأة قضية الظلم الواقع على المرأة العربية والريفية خاصة ، في ظل مجتمع جاهل لا يرى في المرأة سوى أنها عورة لا بد من حجبها عن العالم ، وقد تفوق الكاتب على ذاته الواعية والمثقفة حين استغنى عن نظرته الراقية للمرأة واستعارعين من ترى المرأة بصورة مخجلة ، ساعده في ذلك أنه عاش في يوم من الأيام ضمن هذه المنظومة الريفية ، فتداعت له الصور وهو يكتب عن نسوة ظلمن في زمن الرجل ، فالمرأة هنا هي (زهرة ) الأم المتفانية في تربية بناتها اللاتي تخلى عنهن والدهن سعيا وراء ملذاته الجنسية – وقد ذكرت هذه المعلومة بشكل موارب بعض الشيء - ورغم أنها أم لا تنشد أكثر من العيش بسلام ضمن مجتمع تعرفه إلا أن حياتها انقلبت رأساً على عقب ، بسبب حادثة قتل الزوج نتيجة فساده الأخلاقي على يد طالبي الثأر لشرفهم ، فطردت الزوجة وبناتها من المكان الذي لا يعرفن سواه ، بسبب العار الذي لحق بالعائلة كلها بعد فضيحة قتل الزاني كما لقبته القرية .
أما الشخصية النسائية الثانية فهي (هنادي) الإبنة البكر لأمينة ، وهي فتاة قتلتها سذاجتها بعد أن غرر بها شاب مدني ومتعلم أوهمها - أو أنها من أوهمت نفسها- بمصداقية مشاعره تجاهها... وقد شكلت شخصيتها وما ارتبط بها من أحداث ، فرعا مهما من فروع الرواية التي تصب جميعها في مجرى المرأة المضطهدة ، التي وإن ساهمت بجهلها في ذلك الاضطهاد شكلياً إلا أنها وقعت في بؤرة القمع منذ ولادتها القسرية ضمن ذلك المجتمع الذي يراها جانياً لا مجني عليه . رغم أن حدث قتل هنادي يعد من أهم أحداث الرواية ، خاصة فيما يتعلق بفاعليته وأثره على الشخوص الأخرى والأحداث التي توالت بعد ذلك ، إلا أن (طه حسين) ولمنطقيته في التعامل مع حكاية لم يرد لها الإنتهاء بجريمة قتل فقد اتخذ شخصية أخرى ( آمنة ) لتكون بطلة لروايته ... تقود المركب بكيفية واحدة ونسق متجانس منذ بداية الرواية إلى نهايتها مع إعتمادها على تغيير وجهة السير أحيانا متكأة ضمنياً على حدث القتل كمفترق طرق يحدد وجهة سير المركب الروائي قبل وبعد ، باستخدام السرد كحل أدبي لهذا التنقل الذي أثر شكلاً وموضوعاً على طبيعة الشخصيات من جانب وطبيعة المكان – كعنصر مؤثر – من جانب آخر ، فعلى سبيل المثال بعد أن كانت شخصية (آمنة ) ساكنة أصبحت فاعلة بعد مقتل أختها ، وبعد أن غلفتنا أجواء الصحراء ( قرية بني وركان ) الممزوجة بالانكسار، إنتقلنا إلى أجواء المدينة المشبعة بمشاعر الحب والإنتقام والتي لم يرد اسمها في الرواية ، وبهذا يكون قد قدم لنا الكاتب الشخصية النسائية الثالثة ( آمنة ) والمرتبطة بالشخصيتين السابقتين ارتباطا وثيقا فعهدت مأساة أمها ( زهرة ) وكارثة أختها( هنادى ) لتتعاطف مع الأولى وتحزن على الثانية ، بل وتتجاوز ذلك الحزن فتصر على الإنتقام ممن شوه ملامح تلك الفتاة البريئة وأسقطها في هوة الخطيئة لتترك جثتها وجبة دسمة لحشرات القاع .
الخطأ ذكوري ...والعقاب أنثوي

جميع هؤلاء النسوة دفع بهن (طه حسين) في مواجهة مجتمع ذكوري ، فالرجل هو الأب الذي لم يكتف بالتخلى عن مسؤولية عائلته بل أنه ألحق العار بها ، والرجل الأخر هو الخال الذي أصر على طرد نسوة ضعاف إلى أن ينسى أهل القرية مأساة زوج أخته الزاني - وإن كنا هنا نلاحظ لا منطقية هذا التصرف الذي لا يقوم به البدو أو أهل الريف ، خاصة مع نساء لا رجل معهن- ، أما الشخصية الرجالية الفعالة الثالثة فتتمثل في ذلك الوحش الوسيم الذي تسبب في ضياع شرف (هنادي) ، وقتلها من قبل خالها الذي عاقبها على ذنب هو مشارك فيه .
في ظل هذه المواجهة الطاحنة بين جنسين آدميين لا ثالث لهما (المرأة / الرجل ) ، نلاحظ أن الروائي لم يغفل أركان المعادلة الأخرى حيث عمل على موازنة الطرفين بالعديد من الشخصيات النسائية والرجالية كشخصيات مساعدة في سير الأحداث من جانب كما هو الحال بالنسبة لكل من :- 1- شخصية شيخ العزبة الذي وفر العمل بالنسبة لزهرة وبناتها ، الأمر
الذي تسبب بعد ذلك في تطور أحداث الرواية . 2-شخصية (زنوبة) التي ألحقت آمنه للعمل لدى المهندس بناء على طلبها.
بالإضافة إلى دور بعض الشخصيات في التأثير على ملامح الشخصيات الرئيسية ( كما أثرت شخصية خديجة في تغييرالصفات العامة لآمنه التي تحولت من فتاة ريفية جاهلة إلى فتاة واعية ومطلعة ) ، مع الأخذ بعين الإعتبار أن وجود الشخصيات المساعدة عمل على بيان طبيعة الشخصيات الرئيسية من خلال الإفصاح عن مكنونها من منطلق الصداقة ، (ونجد ذلك واضحا في شخصية زنوبة التي ارتبطت بها آمنه لفترة معينة ) .
كما أن تنوع الشخصيات أمر مهم جدا بالنسبة للقارئ الذي يجد متعة في تعاطيه مع مجتمع كامل بكل معطياته ، ورغم أن هذا التنوع لم يتحقق بشكل ثري في هذه الرواية إلا أنه ترك لمسة غنية خاصة حين نتنقل من منزل المأمور بطبيعته الراقية للبيت الذي اتخذته آمنه بديلا ً عن منزل المأمور، حيث نجد التباين في المستويين الاجتماعي والاقتصادي وبذلك تكون الحياة الواقعية – حينها – قد تحققت بجوانبها السيئة والجيدة .
الوعي السردي بلسان فتاة ريفية

اتخذ (طه حسين) من اسلوب الاسترجاع السردي وسيلة تعارف بين المتلقي وأبطال الرواية ، حيث بدأت الشخصية الرئيسية ( آمنه ) بالحديث عن ماضيها الذي أدى بها لهذا الحاضر المحير الواقع بين كفتي رحى رغبة الحب والإنتقام .
نبدأ في التعرف على بطلة روايتنا (آمنه) كفتاة ريفية تنتمي لاحدى القبائل البدوية ، تعمل في خدمة مهندس الري في إحدى مدن الأقاليم الصغيرة الواقعة على أطراف مدينة القاهرة ، لكنها وإن كانت ظاهرياً تنتمي لتلك الفئة العاملة البسيطة إلا أنها - وكما أراد طه حسين - تمتلك شخصية مختلفة أهلتها للتكفل بمهمة الراوي الواعي الذي صاحبنا طوال صفحات الرواية بالسرد المحايد أحياناً ...والمبرر أحيانا كثيرة.
ورغم أن الكاتب لم يستغن ِ عن لغته الغنية المنمقة ، إلا أنه استطاع بشكل أو بآخر التغلب على صوته الذي تلاشى بين كلمات بدت كأنها نتاج مأساة حقيقة كتبتها (آمنه) لا غيرها ...عزز من ذلك الملامح التي أسبغها( طه حسين ) على الشخصية مما ساهم في اضفاء هذا الإحساس على المتلقي في معظم صفحات الرواية ، فآمنة قارئة مثقفة تلقت كم من المعارف والخبرات نتيجة عملها في منزل المأمور لصيقة لابنته المتعلمة والتي كانت تلح في اشراكها في تلك الدائرة التى سرعان ما استهوتها ، فأصبحت (آمنه) تبحث عن الكتاب بل تتشمم رائحته التي قد تقودها إليه بكل سهولة رغبتها الملحة في الاطلاع ، فتستمتع بتصفح أوراقة بسرية تامة ( خاصة في فترة عملها لدى عائلة أخرى لها من الأبناء الدارسين في القاهرة ، الذين لا يستغنون عن كتبهم حين يقضون إجازتهم الدراسية ، وبفضلهم قد اطلعت آمنه لأول مرة على كتاب ألف ليلة وليلة ) .
هذا الملمح الذي جعلنا نقتنع باسلوبها وهي تروي مأساتها أو سيرة حياتها بلغة راقية ، وإن توقفنا لحظات أمام بعض الجمل البليغة جداً " أي حياة يموت فيها العقل أو يأخذه شيء كالموت "ص121 ، وفي وصفها لزواج المهندس بأنه خيانة منظمة " هو الآن ينظم الخيانة تنظيمًا " ص104 ، وفي موقع آخر وهي تصف تعامله معها " هذا الفتى يعرف حقاً كيف يكون شراء الرقيق "ص139 ، تلك الجمل وغيرها تحمل بين طياتها معان لا تصدر إلا عن وعي لا تمتلكه بالتأكيد فتاة بسيطة كآمنة ، وإن عانت في حياتها الكثير ، أو اطلعت وقرأت العديد من الروايات والكتب ، أو كما يحلو للبعض أن يحاجج في امكانية صدور مثل هذه الجمل عن آمنة ، كنتيجة طبيعية للغة المستخدمة آنذاك والتي تتميز بالبلاغة الشديدة ، إلا أن ذلك لا ينفي بشكل أو بآخر منطقية بقاء آمنه أسيرة ثقافة محدودة لا تقوى على الخوض في غمار الخبرة والفلسفة الحياتية بلغة لم يستطع طه حسين اخفاء صوته الجلي فيها ، والذي اخترق كل حرف من حروف تلك الجمل العميقة ، وقد تكون إحدى مآخذ الرواية وإن كانت لا تشكل خللا واضحاً فيها .
هنات دعاء الكروان الروائية

إضافة لوضوح صوت المؤلف والمعروف ( بالصوت الثالث) في بعض صفحات ( دعاء الكروان ) ، فإنه من أبرز الهنات التي وقعت بها الرواية ، هي عملية التهميش المتعمد من قبل المؤلف ، والذي طال به بعض الشخصيات والأمكنة .. مما ينفي التقارب الواقعي الذي لمسناه في التنوع في شخصيات الرواية .
لقد أصر الكاتب على تهميش بعض الأشياء من خلال التعميم في التعامل معها ، فمثلا بالنسبة للمدينة التي تجري فيها الأحداث ، مدينة مجهولة لا نملك عنها سوى معلومة بسيطة مفادها أنها احدى مدن الأقاليم ، وهكذا هو الحال بالنسبة للمدن أو القرى التي يأتي ذكرها على سبيل المرور بها أو الإقامة المؤقته خاصة في رحلة الأم وبناتها من قريتهن منبوذات أو العكس في عودتهن إلى المدينة بصحبة الخال .
أما بالنسبة لأسماء الشخصيات فعملية التعميم طالت بعضها ولعل أهمها هي شخصية المهندس الذي يلقب على لسان آمنه ( سيدي ) أو ( الباشمهندس )
هذا إضافة لشخصيات أخرى مثل ( البيه المأمور ) ، ( شيخ البلد ) وصاحب المنزل الذي عملت فيه آمنه بعد هجرها لمنزل المأمور ، حيث أن الرواية ركزت في الملامح العامة للشخصية فقط على لسان ( زنوبه ) : " من أصحاب الثراء واليسر (....) وستجدين عنده سعة ويسراً ، ودماثة في الخلق ، وتبسطا في المعاملة "ص118 . ولم يكتف الكاتب بذلك بل أنه عمد إلى تمييزه بأعم الألقاب ( فلان ) ، ولم يكن حال أولاده المتعلمين أوالجهلة أوفر حظـًا من والدهم ، فلم نتعرف على إسما واحداً لأي منهم .
ندرك بالتأكيد أن كاتبـًا عريقـًا كعميد الأدب العربي ( د.طه حسين ) على وعي تام بهذه الملاحظات خاصة فيما يتعلق بشق التعميم ،لكنه- وكما أرجح - قد اتخذ بعض المحظورات الذاتية التي فرضها على قلمه للوصول إلى صيغة روائية لا مجال لإحالتها على أمكنة بعينها لتصل بعد ذلك لأشخاص بعينهم ... فقد يكون لهذه الرواية أصل حقيقي لا يرغب من خلاله الكاتب التعرض ولو بالتلميح لمشاعر الناس وأحاسيسهم ، خاصة وأن الموضوع يتعلق بقضية الشرف والكرامة !
دعاء الكروان .. الرواية = الفيلم

تحت وطأة الضرورة السينمائية قدم فيلم ( دعاء الكروان ) بعض الاختصارات التي بدت غير منطقية ، لكن هذه التعديلات الجزئية لم تـُخـِل بالرؤية السينمائية ومن قبلها الروائية ، حيث اتفق العملان على تقديم رؤية واحدة نتاج لايديولوجية واحدة مع بعض الملاحظات البسيطة التي انقذتها رومانسية الفيلم والاتقان التكنيكي الى حد ما ، الأمر الذي يجعلنا نتحسر بعض الشيء حين نشاهد عملا سينمائيا في القرن الواحد والعشرين ملئ بالأخطاء البدائية كما هو الحال مع بعض الأعمال السينمائية الجديدة .
أهم الفروقات ....

من خلال اللغة المستخدمة يحلو لنا الولوج إلى أهم الفروقات التي ميزت الرواية عن الفيلم السينمائي ، فكون الفيلم لا يمتلك المساحة الزمنية لقول كل ما يريد ، فقد عمل على تقليص بعض الجوانب الروائية كما ذكرنا فنجح في إعداد بعضها ، ولم يصل لصورة صحيحة لبعضها الآخر .
البلاغة سرًا .. والبساطة جهرًا
لم يشأ الفيلم التعامل مع (آمنه) كفتاة مثقفة بنفس المدى الذي تعامل فيه (طه حسين) معها ، حيث قام كاتب الحوار ( يوسف جوهر ) بتناول (آمنه) لغوياً بصورة توحي بثقافتها دون المجاهرة بها ...رغبة في تحقيق القبول المنطقي الأقرب للمتلقي العادي الذي لن يتقبل تلك البلاغة التي صيغت بها الرواية على لسان خادمة لم تعرف طريق المدارس ، خاصة وأن المساحة الزمنية للفيلم كما ذكرنا سابقا لن تسمح بتتبع الظروف المحيطة بآمنة والقراءات التي ألمت بها لتصل لهذه الدرجة من الوعي والمعرفة كما في رواية طه حسين- مما جعل الرواية أقرب لقبول هذه الفكرة أكثر من الفيلم السينمائي - ، الأمر الذي حدا بكاتب الحوار إلى التعامل مع قيمة المعرفة والعلم بالنسبة للبطلة كقيمة جانبية غير أساسية ، بل أن (جوهر) ذهب إلى أبعد من ذلك في تصوره للغة هذه الفتاة ، حيث صاغ حوارها بلهجة عامية أقرب للريف منها إلى البدو ( موطن آمنه الأصلي ) .
المسافة ..... خانت بركات
استغرق تنقل (آمنه) ووالدتها واختها من القرية إلى المدينة فترة ليست بقصيرة مررن خلالها بالعديد من القرى " والخطوب تنتقل بهن من قرية إلى قرية ، ومن ضيعة إلى ضيعة ، يلقين بعض اللين هنا ، ويلقين بعض الشدة هناك "ص16 . وهكذا بالنسبة لرحلة العودة إلى القرية برفقة الخال ، أو رحلة هروب آمنه إلى المدينة مرة أخرى ، لكن بركات على ما يبدو قرر اختصار المدة الزمنية ، فلم تسعفه نباهته في وجوب الاختصار بالنسبة لجميع الرحلات السابقة لتبدو المسافة واحدة ، بدلا ً من أن نفاجأ بآمنه تقطع المسافة إلى بيت (المأمور) بنصف يوم وهي مجهدة ، في حين عجزت أن تقطع المسافة ذاتها بصحبة والدتها وأختها دون المرور بعدة قرى واللجوء إلى الراحة في أكثر من مكان. من خلال ما سبق تصبح رحلة الذهاب والإياب غير متجانسة في المسافة الزمنية للوصول إلى قرية تعيش في أطراف الريف كما هو مذكور في وصف ملامح قبيلة بني وركان " بدوية ريفية ، تقيم في قرية من هذه القرى المعلقة بهذه الهضاب لا يستقر أهلها فيها " وفي موقع آخر " ليتعلموا الاستقرار في الأرض والحياة في أطراف الريف (....) وهم يتقدمون نحو الأرض المتحضرة دائمــًا حتى يبلغوا حدود البادية أو حدود هذا الريف المتبدى " ص14. نهاية فاعلة لفيلم مؤثر...
كما تتمثل الفروقات بالعديد من الجوانب الإخراجية الأخرى بدء باختصار شخصيات أو التركيز على شخصيات أخرى ، فعلى سبيل المثال لم يأت الفيلم على ذكر انتقال (آمنه) للعمل لدى العائلة الميسورة قبل العمل لدى المهندس ، وقد يعود هذا التغيير لقناعة الفيلم كما ذكرنا بعدم التركيز على الجانب الثقافي لآمنه والذي بدا جليـّا في هذا المنزل . تطرقت الرواية على عجالة لذكر معلومة تخص المأمور على لسان آمنه :" كلفتُ أن أصحب صبية من بنات المأمور " غير أن الفيلم عمل على اختصار بدا مجديـًا لشخصيات أخرى قد تكون مُرهقة انتاجيـًا من خلال الاستعانة بعدد من الكومبارس لمجرد إثبات هذه المعلومة . عمد الفيلم أيضًا إلى نهاية أكثر فاعلية من نهاية الرواية التي قد تناسب القارئ ولا تناسب المشاهد ، الذي أهـّـل نفسه لأحداث متوالية ونهاية مرسومه لن يتكفل مشقة رسم خطوطها ...فالروائي يعلم تماما أنه يكتب لمجموعة مطلـّعة على أقل تقدير إن لم تكن مثقفة ، وعلى وعي تام بأن الحياة لا تقف عن حد معين يرسمه كاتب أو مخرج ...لذا نجد أن أغلب الروايات تترك نهاياتها مفتوحة لمنح مساحة من الخيال لمتلقيها من أجل الوصول إلى صيغة تتوافق مع عقلياتهم وأمزجتهم الخاصة ، وهذا ما تحقق في نهاية الرواية التي عبرت عن توحد الشخصيتين ( آمنه والمهندس ) بآلام واحدة وعاطفة متأججة جعلتهما يعيشان مأساة التشتت بين العاطفة والواجب دون اتخاذ قرار حاسم ، ليرسم القارئ نهايتهما بيديه . أما بالنسبة لمتلقي الشاشة ( الفضية أو الذهبية ) فإن غالبيتهم من البسطاء الذين يدمنون على المشاهدة من أجل تعويض ما يعانونه في حياتهم اليومية ..فرجل الشارع ذو عقلية مقننة بنهايات معينة عادة ما تكون مفرحة تجعله ينام مطمئنا وسعيدًا ، قادرًا على تقبل الأيام القادمة برحابة صدر أكثر ...أو نهايات مأساوية تساعده على تطهير ذاته بالبكاء والألم ، ولكن بما أن بركات كمخرج يختلف عن سواه ، إضافة إلى أنه يقدم رواية لكاتب قهر العجز في زمن المسحيل ، فإنه وبمساهمات (يوسف جوهر) قرر المخرج أن يترك المشاهد يفكر في شخصية ( المهندس ) القاتل والمقتول ، وشخصية آمنه العاشقة والمنتـقمة ، طارحًا العديد من التساؤلات التي قد تشكل جدلا لدى المشاهد العادي من خلال علاقات عاطفية تشابكت فانتجت مأساة عمقتها الموسيقى التصويرية لمصممها ( أندريه رايدر ) حيث اخترقت موسيقاه حواسنا منذ بداية الفيلم .
البناء لحسين ... والإقامة لجوهر وبركات

أما بالنسبة للسيناريو العام للفيلم الذي كتبه كل من المخرج ( بركات ) ، والكاتب ( يوسف جوهر ) فقد ساعدهما ( طه حسين ) في تحديد الخط الدرامي له ، فحين تعامل مع حكاية (آمنه) باسلوب الإسترجاع ..كان كمن يضع اللبنة الأولى لخطوات العملية السينمائية ، القائمة على التشويق والترقب ، وكما يبدو لنا عند مشاهدة الفيلم السينمائي ، فإننا أمام مخرج وسيناريست يتحليان بسمة الالتزام ، وما أعنيه هنا هو الإلتزام النابع من الاحساس بخطورة التغيير في النص الأصلي - وإن كنت شخصيًا أميل للتعامل بجدية فقط مع الرؤية العامة التي لابد ألا تحيد عن فكر النص الأصلي ، واللعب على وتر الإعداد بحرية أكثر مع معطيات النص – إلا أن ما قام به بركات وجوهر يستحق الثناء والتقدير من قبل مؤيدي فكرة الالتزام بالعمل الأساسي وغالبيتهم من الكتاب طبعا ، خاصة وأن الفيلم لم يأخذ الرواية كعمل مسلم به يقدم بعلاته أو بروحه التي قد لا يقبلها المشاهد العادي ، وهذا بالفعل ما حدث بالنسبة للتعامل مع لغة (آمنه) كما وضحنا سابقـًا .
كما شكل التزام المخرج والكاتب بالنص الرئيسي - على صعيد آخر- ملاحظة مهمة جدا لكل من شاهد العمل السينمائي بعد قراءته للرواية ، حيث جعلنا الفيلم نلتقي بشخصيات حية ( بأسماءها ) ولا تختلف عن تلك التي رسمناها في مخيلتنا قبل مشاهدة الفيلم ، ورغم أهمية التميز المتوقع من مخرج كبركات في وضع خطوط تتقاطع مع المصدر الروائي ولا تتوازى معه ..إلا أن ذلك التوازي الذي سار عليه بركات شكل بصورة أو بأخرى إحدى علامات الفيلم البارزة ، حين حافظ على الروح العامة والخاصة للنص ... دون المساس بخصوصية الفيلم .

قديم 04-17-2012, 11:52 AM
المشاركة 428
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

دعاء الكروان

كاد أن يرتبط اسم الكروان ودعاؤه باسم عميد الأدبالعربي الدكتور طه حسين ارتباطا أبديا،
وهي رواية تتكون من خمسة وعشرين فصلاتظهر فصولها مرقمة بدون عناوين وهو ما كان سائدا
في تلك المرحلة حيث لم تكنكتابة الرواية تعتمد على ((العتبات النصية )) أو ((عناوين الفصول))

_ يعتمدالدكتور طه حسين على المكان أكثر من الزمان في تحريك شخصياته..وهي دلالة رمزية

على الشلل في الحراك الزمني في تلك الحقبة الزمنية وهو مما يعطي شيئا منالنقد المبطن
للأوضاع السياسية في تلك المرحلة من التاريخ المصري....فيالثلاثينات على الأقل كما يشير
إلى ذلك التاريخ الذي ذيلت به الرواية في الفصلالأخير.......... حيث لم تظهر الخلفية السياسية
واضحة في الرواية ولكن الكاتباعتمد على إشارة عكسية في الرواية وهو الاشارة الى التفكك

الاجتماعي فيالطبقات الفقيرة والأقل حظا من التعليم والحياة الرغيدة.... ونقدا مبطناأيضا
لطبقة كبار القوم في مرحلة الثلاثينات حيث كان المجتمع المصري يمر بمرحلةأفول نجم الباشوية

وازدياد النقمة على الضغط النفسي والاقتصادي عموم الناسبسبب ازدياد الطموح السياسي والاقتصادي
لأفراد تلك الطبقةالبرجوازية........

_ تتحرك الشخصيات في نطاق جغرافي ضيق.. وهي محاولةللاشارة الى تشابه المأساة وان بأساليب

أخرى في انحاء مصر بل والعالمالعربي....فورد قرى ومدن بدون اسماء...وايضا لم يكن يعتمد الدكتور طه

فيروايته على الوصف الدقيق للمكان ولا حتى للايحاء بكثرة بتفاصيل المكان...بل كانمعظم طوافه
هو في نفسيات الشخصيات في الرواية ووصف علائق بعضها ببعض ...وكأنهكان يوفر على القارىء

جهد البحث في العلاقات الداخلية..وبطبيعة الحال فهذامن سمة الروايات ذات الطابع الكلاسيكي .

_ تبدو الرواية مبتعدة عن التركيبوالايحاء اللغوي المكثف والترميز ..وان كان فيها شيء غير قليل منالتأمل

لذلك تكون الرواية بداية جيدة لكل من يريد ولولج عالمالرواية..


كان هذا مجرد قراءة للرواية وانطباعا شخصيا عنها وليست دراسةنقدية بقدر ما هي محاولة للفهم.....

قديم 04-17-2012, 11:54 AM
المشاركة 429
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

د. طه حسين عميد الأدب العربي الاعمى احدث انفجار ثقافيا في العالم العربي..د.توما شماني

شخبطة على الحائط
د. طه حسين وجه ضربانت على مشايخ الأزهر المتقوقعين
سوزان الفرنسية زوجته بدلت حياة د. طه حسين


عشقت كتابات (د طه حسين) الاديب والناقد الضرير اي الاعمى من بين كتبه العديدة (في الشعر الجاهلي) قراته مرات ومرات رغم اعتباره الشعر الجاهلي منحولا الا اني ارتويت بما فيه من نقد ومعلومات. الواقع كان العصر الجاهلي عصرا مليئا بحيوية عصر المناذرة والغساسنة نتيجة رحلات الصيف الى الشمال حيت الغساسنة في تفاعلهم من الحضارة البيزنطية العالية في معطيات الحياة ورحلة الشتاء الى اليمن الغنية بالمصادر الزراعية ذات اتصال بالحضارة الحبشية الذين عرف عنهم انهم غزوا مكة في (عام الفيل). قرات كتاب (في الشعر الجاهلي) مرارا وارويت مما فيه من تحليلات وحفظت منه الكثير من الشعر كشعر (امرئ القيس) شاعر دولة المناذرة المسيحية في عاصمتها (الحيرة) لعلو مكانتها الثقافية (الحيرة) كانت تتكلم العربية كلغة الدولة والسريانية والفارسية. عرفت عن (الحيرة) مدينة بناء القصور منهما قصران شهيران في التاريخ (الخورنق) و (السدير) فيهما الشاعر (المنخل اليشكري) يقول (اذا شربت فاني رب الخورنق والسدير) و (اذا صحوت فاني الشويهت والبعير) ثم يضيف (احبها وتحبني ويحب ناقنها بعيري) في (الحيرة) بنيت (اديرة الرهبان) احدها (دير الراهبة هند) للاسف عندما نشات الدولة العباسية قبل بناء بغداد هدموا (الخورق) و (السدير) اخذوا طابوقه لبناء عاصمهم الاولي (الهاشمية). ربما خرجت موضوع كتابات (د طه حسين) الروائي المصري الكبير الذي لقّب بـ (عميد الأدب العربي) الذي شعت شهرته الآفاق (د طه حسين) فقد البصر في الثالثة من عمره إلا أنه واصل تعليمه فحصل على الدكتوراه عيّن عميداً لكلّية الآداب، جامعة القاهرة، ورئيسا مؤقّتا (لجامعة فاروق الأول) ثم أول مدير لـ (جامعة رية)، قرّر مجانية التعليم الثانوي في مصر مجانا ثم أنشأ (جامعة عين شمس) ثم غدى عضواً في (المجمع اللغوي) ورئيسه منذ 1963م حتى وفاته، ومديرا لـ (دار الكاتب المصري) ثم عضواً في المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ومقرّر للجنة الترجمة به منذ انشائها. كان (د طه حسين) داعياً قوياً إلى التجديد ذو إحساس يكتب في النقد والوصف والتراجم والأدب والمقالة والقصة لذا فهو مؤسس مدرسة ومنهج في النقد خاصة، في أدبه نوافذ على الآداب العالمية خاصة اليوناني والفرنسي. نال (د طه حسين) الدكتوراه الفخرية من اقطار عديدة منها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأوسمة من لبنان وتونس والمغرب. من مصر منح قلادة النيل التي لا تمنح إلاّ لرؤساء الدول، كان قد حصل على أول جائزة تقديرية في الأدب ومنح جائزة الدولة عن كتابه (على هامش السيرة)، وجائزة الآداب، كان أول من منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منح أيضاً وسام (وسام الشرف) من فرنسا ومنح من هيئة الأمم المتحدة جائزة حقوق الإنسان تلقاها قبل وفاته بيوم واحد. جمع المخطوطات المصرية من مختلف نواحي العالم وفي إدارة خاصة في الجامعة نشر عددا من هذه المخطوطات نشراً علمياً كما مهّد لقيام المنظّمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، عند قيام هذه المنظّمة أنهى عمله بالجامعة العربية. ولد (د طه حسين) فى الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1889 عاش طفولته المبكرة في قرية صغيرة تقع على بعد كيلومتر واحد من (مغاغة) بمحافظة (المني) وسط صعيد مصر في (عزبة الكيلو). (د طه حسين) قد فقد بصره في الثالثة من عمره كان فقدان البصر فى الكشف مبكرا عن ملكات (د طه حسين) استطاع تكوين صورة حية فى مخيلته عن كل فرد من افراد عائلته اعتمادا على حركة وصوت كل منهم. يذكرني بتلميذ اعمى عندما كنت في الصف السادس في (مدرسة المربد) الابتدائية في البصرة كان يدرس في مدرسة ايرانية اغلقت عندما كان معلم الحساب يضع على السبورة مسئالة حسابية كان الاعمى يعطي الجواب قبل ان يقول يساوي.

(حسين علي) والد (د طه حسين) عمل موظفاً في شركة السكر انجب ثلاثة عشر ولداً كان سابعهم في الترتيب (طه) الذي اصابه رمد فعالجه الحلاق – يذكرني عندما كانت امي العزيزة المرحومة (نجيبة) تاخذني معها من البصرة الى الموصل لزيالرة اهلها كنت في الابتدائية كنت امر في الشارع قاصدا جسر الموصل اشاهد حلاقا يداوي الجروح بموسه الطويل المعهود لتطهير الاولاد دون تعقيم. مرة في صعدت الى (الخغأبي) حافيا الكائنة في السطح عندما تزلت احترقت رجلي عندما وصلت قبل ان اصل الارض سفطت على الارض اصابني الالم من كتفي الايمن كانت الرحومة (نجيبة) امي تبكي اخذتني الى الحلاق المجبر الماهر فعدل الكتف لا ازال استخدمة بكفائة - الحلاق عالج الطفل (طه) ذهب بعينيه (كما يقول هو عن نفسه في كتاب "الايام") كان الطفل (طه) فقد بصره بسبب (الجهل والتخلف) كانت كلمات صديق والده بعد ذلك بأن (طه) لا يصلح إلاّ ان يكون مقرئا للقرآن عند المقابر فيتصدق عليه الناس، هذا الاقتراح \صاب (د طه حسين) بصدمة عنيفة، شعر بألم دفين داخله، اصابه بالاكتئاب. اذ كان طفلاً انطوائياً، لا يتكلم مع أحد ولا يشاطر أحداً اللعب. كان دائماً جاداً، في حفظ القرآن وهو ابن سبع سنوات، اصر على ان يحضر الدروس التي تلقى في القرية، حتى برز بين أقرانه المبصرين بحفظه وادراكه لما يلقى عليهم من دروس. انصرف في طفولته المبكرة الاستماع للقصص والأحاديث انضم إلى رفاق أبيه في ندوة العصر في فناء البيت يستمع إلى آيات من القرآن وقصص الغزوات والفتوح وأخبار عنتر والظاهر بيبرس وأخبار الأنبياء والنسّاك الصالحين. حفظ القرآن في كتّاب القرية ثم أتقن التجويد فنشأ على خلفية واضحة وجلية وثقافة كبيرة ومتميزة في التاريخ العربي الإسلامي. بدأت رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها الى (الازهر) طلباً للعلم وهو في الرابعة عشر من عمره، في عام 1908 بدأت ملامح شخصية (د طه حسين) المتمردة في الظهور حيث بدأ يشعر بالاشمئزاز من محاضرات معظم شيوخ (الازهر) المتتوقعين .اقتصر حضور بعضها كدروس (الشيخ بخيت) ودروس الادب لذلك لم يقتصر اهتمامه على تعاليم (الازهر). اظهر (د طه حسين) حبه للنقد. (د طه حسين) صاحب جماعة ناقدي ا(الازهر) فضّلوا دواوين الشعر والتمرد على مشايخ (الازهر). المتتوقعون طردوا (د طه حسين) بسبب كثرة انتقاداته لم يعد إليها إلاّ بجهود من أحد كبار الشيوخ !

في العام ذاته التحق (د طه حسين) بالجامعة المصرية ترك (الازهر) التحق بها وسمع دروس احمد زكي (باشا) في الحضارة الاسلامية واحمد كمال (باشا) في الحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ واللغات السامية والفلك والادب والفلسفة على من أساتذة مصريين وأجانب كان دخوله للجامعة المصرية بداية مرحلة جديدة في تلقي العلوم وتثقيف النفس وتوضيح الرؤية وتحديد الهدف. انتهى (د طه حسين) فى هذه الفترة من اعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه كانت عن (أبي العلاء ) الضرير، نوقشت الرسالة فى عام 1914 ليحصل بها على أول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية لأحد طلابها التى احدثت عند طبعها فى كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت إلى حد مطالبة أحد النواب فى البرلمان بحرمان (طه حسين) من درجته الجامعية لأنه ألف كتابا فيه الكثير من علامات التنوير قالوا أن ما فيه كان (الإلحاد والكفر) علماً بأنه كان أول كتاب قدم الى الجامعة المصرية واول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية لأحد طلابها .لم يكتف (طه حسين) حينذاك بتدخل (سعد زغلول) رئيس الجمعية التشريعية في البرلمان آنذاك لاقناع هذا النائب بالعدول عن مطالبه بل رد على خصومه وقتها بقوة وبشجاعة في أن كل ما كتبوه عنــه لم يجد فيه شيئا يستحق الرد عليه كما وصفهم حينها بانهم يلجأون إلى طرق معوجة فى الفهم ومناهج قديمــة فى التفكير. دفعه طموحه واجتهاده لاتمام دراساته العليا في باريس، بالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة، الا انه اعاد تقديم طلبه ثلاث مرات، نجح في النهاية في الحصول على الموافقة ليرحل نحو تحقيق حلم جديد هو الحصول على الدكتوراه من فرنسا (بلاد الخواجات) اذ كانوا يطلقون (خواجات) على الاوربيين كانت الرحلة الاولى الى باريس ذات اثر عميق في حياة (طه حسين) فكرا اما الرحلة الثانية الى فرنسا كانت الاكثر تأثيراً في عام 1914 اذ التحق بجامعة (مونبلييه) لكي يبتعد عن باريس أحدى ميادين الحرب العالمية الاولى في ذلك الزمن في (مونبلييه) درس اللغة الفرنسية وعلم النفس والادب والتاريخ. لأسباب مالية أعادت الجامعة المصرية مبعوثيها في العام التالي 1915 في نهاية العام عاد (مونبلييه) الى بعثته الى باريس هذه المرة التحق بكلية الاداب بجامعة باريس تلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع أعد رسالة اخرى تحت رعاية عالم الاجتماع الشهير (اميل دوركايم) كانت في (الفلسفة الاجتماعية لابن خلدون) ثم اكملها برعاية (بوجليه) بعد وفات (اميل دوركايم) ناقشها فحصل بها على الدكتوراه في عام 1919 حصل في العام ذاته على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية.



عندما كان (د طه حسين) فى مقعده فى قاعة المحاضرات فى جامعة السوربون سمع صوتا جميلا يرن فى اذنيه صوت صبيه حنون تقول له بعذوبة (إنا أستطيع أن أساعدك فى استذكار الدروس) كان الصوت صوت (سوزان) الطالبة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية متعصبة ظلت مترددة فترة طويلة قبل ان توافق على الزواج من (د طه حسين) الرجل المسلم، أحد أعمامها قسا قال لها (مع هذا الرجل يمكن ان تثقى بانه سيظل معك إلى الأبد سوف تسعدى ابدا) تزوجته فى عام 1917 عاشت (سوزان) مع أعمى أحبها بقلبه قبل أن يراها بعينيه أجمل واسعد أيامها بدلاً من أن تتزوج رجلا ذوعينين يرى النساء قد تتعلق روحه بأخرى. كانت لـ (سوزان) ذات اثر عظيم فى حياته بعد ذلك، قال (د طه حسين) عن يوم لقائه بها ( كأنها الشمس التى شعت فى يوم من ايام الربيع) كان (د طه حسين) عندما ياكل يتناثر الأكل على ملابسه، كان هندامه مبعثرا جاءت (سوزان) فغيرت حياته كاملة، عندما كانت نائمة أشار إليها قائلا لابنته (هذه المرأة جعلت من أبيك إنسانا آخرا). في عام 1919 عاد (د طه حسين) الى مصر عين استاذاً للتاريخ اليوناني والروماني استمر حتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام الى جامعة حكومية. عين (د طه حسين) استاذا لتاريخ الأدب العربى بكلية الآداب. رغم تمرده على الكثير من آراء أساتذته الا ان معركة (د طه حسين) الاولى والكبرى من اجل التنوير في واحترام العقل تفجرت في عام 1926 عندما اصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي احدث ضجة هائلة بدأت سياسية قبل ان تكون ادبية، كما رفعت دعوى قضائية ضد (د طه حسين) فأمرت النيابة سحب الكتاب من مكتبات البيع واوقفت توزيعه. نشبت معارك حامية في الصحف بين مؤيدين ومعارضين لهذا الكتاب. في عام 1928 قبل ان تهدأ ضجة كتاب الشعر الجاهلي بشكل نهائي تفجرت الضجة الثانية بتعيينه عميداً لكلية الآداب الامر الذي اثار ازمة سياسية اخرى انتهت بالاتفاق مع (د طه حسين) على الاستقالة فاشترط ان يعين اولاً من ثم عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في المساء وأعيد (ميشو الفرنسي) عميداً لكلية الآداب، مع انتهاء عمادة (ميشو) عام 1930 اختارت الكلية (د طه حسين) عميداً لها وافق على ذلك وزير المعارف الذي لم يستمر في منصبه سوى يومين بعد هذه الموافقة طلب منه الاستقالة. في عام 1932 حدثت الازمة الكبرى في حياة (د طه حسين) في عام 1932 كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين. رفض طه حسين حفاظاً على مكانة الدرجة العلمية، مما دفع الحكومة الى اللجوء لكلية الحقوق. رداً على ذلك قرر وزير المعارف نقل (د طه حسين) الى ديوان الوزارة رفض العمل تابع الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله تدخل رئيس الوزراء فأحاله على التقاعد في 29 آذار 1932 لزم بيته بادئا الكتابة في بعض الصحف اذ اشترى امتياز جريدة (الوادي) تولى تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في نهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميداً لكلية الاداب استمر حتى عام 1939 عندما انتدب مراقباً للثقافة في وزارة المعارف حتى عام 1942 انتدبه (نجيب الهلالي) وزير المعارف آنذاك مستشاراً فنياً له ثم مديراً لجامعة الاسكندرية حتى احيل على التقاعد في عام 1944 استمر كذلك حتى عام 1950 عندما عين(د طه حسين) لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى عام 1952 وهو يوم احراق القاهرة حيث سفطت الحكومة. كانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها (د طه حسين) حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته الى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً فيها داخل مصر وخارجها. ظل (د طه حسين) فعالا في الإنتاج الفكري, يكتب في عهد الثورة المصرية, إلى أن مات (عبد الناصر), الذي مات في 28 أكتوبر عام 1973 تحفة (الأيام) التي صاغ فصولها كتابة وحقيقة (د طه حسين) لها أثر إبداعي من آثار العواصف التي أثارها كتابه (في الشعر الجاهلي), بدأ كتابتها بعد ما يقرب من عام من بداية العاصفة, كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع إلى المستقبل، يبدو أن حدة الهجوم عليه دفعته الى مقاومة العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر. نشر عميد الأدب العربي (د طه حسين) الجزء الاول من الايام في مقالات متتالية في اعداد الهلال عام 1926، وهو يُعد من نتاج المرحلة التي كتب خلالها (في الشعر الجاهلي) تميزت هذه الفترة من حياة الاديب بسخطه الواضح على تقاليد مجتمعه وعادات أبناء وطنه كان نشر (الايام) سيرة ذاتية تعبر عن سخط كاتبها بواقعه الاجتماعي بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور حيث عاش في الماضي حياة قاسية في وسط تسوده الخرافة والأساطير والتقاليد التي كانت سببا في فقداه بصره، بالإضافة إلى سلطة المؤسسات التقليدية خاصة (الأزهر)، كانت كل هذه العوامل ولدت في نفسه شعورا بالمرارة وإحساسا عميقا بالتخلف وإصراراً أكبر على الدعوة إلى التجديد والتطوير وعدم التقليد والاتباع الخاطىء الذي لا يوجد إلا في عقول وقلوب الضعفاء والجهلة من الناس؟

قديم 04-17-2012, 11:54 AM
المشاركة 430
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع،،

يعلق أحد الكتاب في وصف (الأيام) كانت (نوعا فريدًا من السيرة التي تستجلي بها الأنا حياتها في الماضي لتستقطر منها ما تقاوم به تحديات الحاضر, حالمة بالمستقبل الواعد الذي يخلو من عقبات الماضي وتحديات الحاضر على السواء. والعلاقة بين الماضي المستعاد في هذه السيرة الذاتية والحاضر الذي يحدد اتجاه فعل الاستعادة أشبه بالعلاقة بين الأصل والمرآة, الأصل الذي هو حاضر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضيه, فيستدعيه إلى وعي الكتابة كي يتطلع فيه كما تتطلع الذات إلى نفسها في مرآة, باحثة عن لحظة من لحظات اكتمال المعرفية الذاتية التي تستعيد بها توازنها في الحاضر الذي أضرّ بها) ثم (مثال حي لقدرة الإنسان على صنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم, بحثًا عن أفق واعد من الحرية والتقدم والعلم والعدل. وهي القيم التي تجسّدها – الأيام - إبداعًا خالصًا في لغة تتميز بثرائها الأسلوبي النادر الذي جعل منها علامة فريدة من علامات الأدب العربي الحديث). ترك (د طه حسين) حين غادر هذه الحياة أكثر من ثلاثمائة وثمانين كتاباً من الكتب منها - الأيام - الوعد الحق - المعذبون في الأرض - في الشعر الجاهلي - كلمات نقد وإصلاح - من الادب التمثيلي اليوناني - طه حسين والمغرب العربي - دعاء الكروان - حديث الأربعاء - صوت أبي العلاء - من بعيد - على هامش السيرة - في الصيف - ذكرى أبي العلاء - فلسفة ابن خلدون الاجتماعية وغيرها من كتب.


اود ان اقول لكم ان الاربعة قرون التي سيطر فيها العثمانيون على العراق وسوريا ومصر كانت عصورا سوداء لا مدرسة لامستشفى لاطبيب لا بنك الاسوأ بناء قلعات عالية في بغداد والبصرة يعيش فيها الوالي وحكومته نهارا تما ليلا كان يحتمي والحكومة وراء ابواب ضخمة حيث ترتع وتمرح العصابات في البصرة برئيسها (سيد طالب النقيب) الذي كان يفرض الاتاوات على اليهود لحمايتهم. كان اليهود والمسيحييون يدفعون الرشوات في الباب العالي ليفتحوا المدارس لليهود مدرسة (الاليانس) والمسيحيون (اللاتين) اما البنات (مدرسة بنات الماسيرات اي الراهبات) عندما كنت صفيرا وضعتني امي (نجيبة) في (الازيل – اي روضة) في مدرسة الراهبات للبنات الروضة الوحيدة في العراق آنذاك. المثيل لها مدرسة الراهبات للبنات بغداد حيث كانت تضم ملجا للبنات اليتيمات آوت ابنة عمتي (ايغلين)عندما ماتت تركتها عند احدى الراهباات العراقيات كان والدها سكيرا فاواتها حتى كبرت. ربما يمثيل الماوي الوحيد في العراق كان في البصرة (مدرسة الامريكان) كان يديرها (القس فانيس) المستشرق التي خرجت اعضاء يتقنون الانكليزية فاصبح واحدا منهم (مديرا عاما للمواني) (اتذكر جدتي المرحومة (امينة) كانت تذهب بعباتها الى (الصحية) هي (بنكلة) تركها الانكليز كمستوصف في ذاك العهد تاخذ مها (بطلا) لملئها بـ (القنقينة) هذه صورة للوالي العثماتي الذي كان يدفع الرشوة في الباب العالي واليا. رغم كل هذا كانت في لبنان (الجامعة الامريكية) و (جامعة اليسوعيين) وفي مصر (الجامعة الامريكية) في الاسكندرية في لبنان قامت حركة انتعاش فكري منها صدور اول موسوعة في العالم العربي وحتى الآن (موسوعة البستاني) والقواميس منها (الساق على الاساق لاحمد بن فارس الشدياق).

مرت مصر في انفتاح ثقافي عنيف حين اصدر لبناني (جريدة الاهرام) اليومية وحيدة زمانها في العالم العربي ومجلات اخري مدعومة بالصور كـ (الهلال) بحجم الكتاب و (مجلة المقتطف) العلمية كنت اتابع قرائة (الهلال) و (المقتطف) في (مكتبة العشار العامة) في البصرة. (المقتطف) مجلة علمية تعتبر اول مجلة علمية صدرت في العالم المغلق آنذاك. في الاسكندرية قامت (جامعة الاسكندرية الامريكية) علما شامخا في عصر مظلم تخرج منها الكثير من سياسيي مصر وخلقت طبقة عالية الثقافة في مصر في هذه الفترة ظهر عهد الثورة الثقافية اتل اطلقها (د طه حسين) كشعله ثقافية حطمت كافة الثقافات المغلقة الجامدة الماضية خاصة (الازهر). بحلول عهد (جمال عبد الناصر) حل عصر الجفاف الفكري لم تعد مصر كمصدرة لعصر (د طه حسين). ثم غدت بيروت مركزا للاشعاع الفكري بيروت الحرية والاخاء والسلام قبل ان تجتاحها طواعين الخلافات الدينية. في بيروت في العصر العربي العثماني المظلم تاسست (جامعة اليسوعيين) و (الجامعة الامريكية) في بيروت خرجت طبقة عالية العدد عالية الثقافة من المثقفين بعد تتوقع جرائد ومجلات مصر. في العراق صدرت جرائد هزيلة بصدرها افراد نصف مثقففين عدى جريدة (البلاد) التي اصدرها (روفائل بطي) الصحفي الحقيقي الذي ارتقي الى منصب وزير بعد موته اصبحت الجريدة هزيلة. عند مجيء صدام الارعن اصبحت كافة الصحف حكومية يديرها رؤساء تحرير عضاريط عدى جريدة (الزمان) الي اصدرها من لندن (سعد البزاز) الدمث الخق عالي الثقافة العالي الفعالية عرفته وجها لوجه حين كنت اكتب لاذاعة بغداد برنامج (آفاق العلم) الذي كان مسؤولا عن القسم الثقافي في الاذاعة بعد رحيله حل (احمد خلف) احد العضاريط من جملة العضاريط اللذين في دنيانا ازاحني لاني اكتب في التلوث حل محللي فلسطيني لم يستطع القيام ماقمت به فتوقف البرنامج الذي كان برنامجا علميا لم يقم قبلة ولا بعده برنامج يلخص ما يحدث من علوم وطب في الفترة كانت مرحلة انطلاقات علمية وطبية لا حد لها, اثرها اراد رئيس تحرير جريدة (الجمهورية) الحكومية اصدار ملحق (طب وعلوم) كنت اكتب مقالات في آخر ما يحدث في العلوم والطب مستلا من احدى الجرائد الامريكية كانت تصل جريدة (الجمهورية) ولا احد يقراها فيرمونها في الازبال ولا عراقي يستطع شرائها كتبت في الثمانيات مقالا في ان السيارة اكبر ملوثة للبيئة مستل من الجريدة الامريكية اثار الضحك منها (يابة هاي السيارة اللي اجيبك وترجعك صارت ملوثة؟). جريدة (الزمان) التي يصدرها من لندن (سعد البزاز) عالية المكانة يساهم فيها اكثر من خمسين كاتب واديب وعلوم لها طبعات متعددة منها الخاصة بالعراق المحطم الآن. جريدة (الزمان) فخر للصحافة العراقية وان كانت تصدر في لندن.

بيروت قبل انقسامانها شمالا وجنويا ووسطا كانت سويسرا الشرق صدرت فيها صحف ومجلات منها (النهار) العالية المقام كان مؤسسها (غسان تويني) الذي اغتيل اثرها تولى مهمة انقاذ الجريدة ابنه (جبران تويني) يساهم في تحرير يومياتها 30 كاتب وكاتبات بحرية من مختلف الثقافات خاصة يوميات (المطران جورج حضر) العارف العالي في المسيحية والاسلام واليهودية يكتب بحيادية مطلقة. ثم ا(الحياة) اسسها الصحفي (كامل مروة) منذ عام 1947 القائمة شامخة مدير تحريرها في لندن لها 17 مكتب في البلاد العربية واوربا. الجرائد القائمة في بيروت (الاخبار) و (السفير) و (الانوار) كل هذا الجرائد في لبنان الوسط اتذكر مجلة (الاديب) ومجلة اخري في العلوم كتبت مرة في احداها مقالا عن اكتشاف دواء السل بعد اعوام شاهدني صديق كان مدير بنك الرافدي في الحلة الذي كان مصابا بالسل في الحلة قال لي مقالك احدث ضجة اللحو على مدير المستشفى ان يستورد الدواء. مجلة (الاديب) والاخرى في العلوم اختفيا لانهما لم يعتمدا على الاعلانات. في مصر صدر قاموس (الياس انطون الياس) بقي نصف قرن لم يتتجد مما يبس عقول العرب على اختلاف ديارهم. بيروت مركز الشعلة صدر فيها معجم (العلايلي) المضحك فقد اسمى (ماكنة الديزل) بـ (اجاجة) اي تاجج و (ألموتورسايكل) بـ (الاساجة) اي الابل االسريعة العدو. المعجم الحقيقي الي صدر عن بيروت (المورد – قاموس انكليزي عربي) مسطره (منير البعلبكي) امتلك طبعته 1980 من (دار العلم للملايين) في الف صفحة رغم انه لا يحتوي المصطلحات في اعدادها الخارقة الا ان هذا القاموس مفيد في الاساسيات في (المورد) ملحق (معجم اعلام) يورد بالابجدية اعلام في التاريخ والعلوم مدعومة بصورهم. الجا اليه في كافة كتاباتي (شخبطة على الحائط) بينا كنت سابقا الجأ الى مكتبة جامعة تورونثو فيها معاناة كبيرة لي. اود ان اقول لكم اننا نعيش عصر انفجار المعلومات حتى الانسكولوبيديات كانت تتجد كل عشر سنوات اما الآن في حلول انفجار المعلومات التي تتضاعف في كل عامين تلجأ الى (شبكة عنتر) لتجديد المعلومات التي قد تكون قد اندثرت. هنا في تورونتو دبجت (القاموس الطبي المبسط) و (كلوا ما تعرفون واعرفوا ما تاكلون) لكنهما قائمان في فايلات القبياطور. قبل (شبكة عنتر) نشرت (خيمة عكاظ) بوريقة طويله فيها نقد لدنيا العرب هنا الملوثة بالطائفية يديرها عفاريت. اشتغلت في (راديو كندا الدولي) في بداية التسعينات زرت اكثر من مئة معرض ومؤتمرات علمية وطبية. كنت اكتب التقرير ويذاع بصوتي قابلت منحة كندا الطبية للعالم (الانسولين) الذي اكتشفه (بانتنك) هنا في تورونتو كندا تحدثت مرة مع رائدة الفضاء الكندية الا انني لم اكتب عنها كتبت مرة عن اجتماع (حملة جائزة نوبل) في العلوم والطب لم يحدث في اي قطر في العالم كان صوتي يسمع في العراق لا ان (راديو كندا الدولي) فقد دوره الآن بعد اكتشاف الدشات.

في النهاية قرات انا لـ (د طه حسين) كتاب (في الشعر الجاهلي) اعدت قرائته ولم افرا اي كتاب آخر له لان هذا الكتاب (في الشعر الجاهلي) خلق ثورة في العقل العربي خلصته من القوقعية الفكرية السائدة الى ديناميكية فكرية في النقد خاصة في العالم العربي. تسمية (العصر الجاهلي) تسمية اعتباطية لا ادري كيف نساها (د طه حسين) الضليع في ذكر الشاعر (امريء القيس) من نتاح (الحيرة) عاصمة (المناذرة) التي كانت العريقة في التاريخ ورحلات الشتاء الى اليمن الغنية في الزراعة والاحجار الكريمة ورحلات الصيف الى بلاد دولة الغساسنة العريقة في التبادل التجاري والثقافي مع بيزنطة الغنية في كل مناحي الحياة خاصة الطب. كانت (الكعبة) مركزا لكافة اديان ذاك الزمان منها صورة لـ (العذراء) مهداة من ملك الحبشة و (سوق عكاظ) في (مكة) كان الشعراء يعلقون معلقاتهم على استار (الكعبة) لذا سميت بـ (المعلقات). لا ادري كيف نسي (د طه حسين) هذا وهو الضليع في التاريخ.

اخيرا ادبج كتاب يحمل عنوان (ما التاريخ الا شوربة عدس وبطيخ) لاؤلك الذي يركبون حصان طروادة او يحملون قنبلة نووية بايديهم ويجعلون الكون طوبة كرة قدم او يعيشون الاوهام او الذين يركبون الحصان بالمقلوب ضهورهم تحو راس الحصان ووجوههم في مؤخرة الحصان او الذين في قلوبهم كداء النقرص او الذين يبست عقولهم

توما شماني
عضو اتحاد المؤرخين العرب
عضو اتحاد الصحفيين العرب
مرشح جائزة كالنكا لليونسكو للامم المتحدة
تورونتو كندا



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 0 والزوار 43)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.