منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كان في غاية الجمال والروعة وكل ما فيه جميل سيما عيناه؛ طوله وشكله وهندامه؛ يهتم بمنظره وأناقته كأروع وأجمل ما يكون ؛ يبدو أنه لا يكبرها إلا ببضعة أعوام وأنه في غاية الوداعة واللطف؛لكن المشكلة الكبرى هو هذا السؤال الذي يكاد يقتلها ويميتها ويمزّق أحشاءها ولا تجد له جوابا: لماذا يصر على السكوت ولا يكلف نفسه عناء التفوه بكلمة أو حرف؛ لماذا لم يحاول أن يتكلم معي؛ يسألني أي سؤال؛ يسألني عن اسمي؛ رقم هاتفي..الخ.
حسنا؛ الساعة ما زالت السابعة صباحا وسأذهب ‘إلى مكان التسوق في الرابعة مساء؛ أخشى أن أذهب قبل ذلك فلا أجده ؛ قررت أن أعلن عليه الحب وليكن ما يكون؛ أليس من حقي أن أبوح بالحب لمن أحب أو أن ألمّح له بذلك بإشارات خاطفة؛ أم أترك الحب وشأنه هكذا لرياح الأيام ؛ بلى سأكلمه أنا.
تمضي الساعات متثاقلة كعجوز انتابته الأمراض أو كغيمة سوداء مثقلة بالبرد؛ تحاول مع كل هذا الوقت الممل أن تلهو بشيء فلا تستطيع؛ فهذا الحب يأخذ منها كل تفكيرها وكيانها؛ تقف ثم تنهض وما تلبث أن تطل برأسها من النافذة ثم تعود إلى أريكتها أو سريرها؛ تذهب إلى المطبخ وتعاود المجيء إلى غرفتها.
ساعات لا تكاد تنقضي إلا بشق الأنفس ولا ينفع معها كل محاولات التلهي عنها؛ وعقارب الساعة تتجه بكل تثاقل إلى الثالثة عصرا؛ لبست أجمل ثيابها واستجمعت كل مخزونها من الجرأة والشجاعة؛ وصممت على أن يكون هذا اليوم مفصليا نحو غد مشرق؛ سأقول له: هنا ترتبك قليلا: ماذا سأقول له: أحبك.. لا ... مستحيل هذا كثير ومن المستحيل أن أقدم نفسي بهذه الطريقة الساذجة التي سيفهمها بطريقة سيئة.
الساعة الرابعة تماما بتوقيت حب جديد يخيم على كيانها ويأخذ كل تفكيرها؛ تدخل المكان؛ ها هو يستقبلها بنظراته الساحرة وابتسامته الجميلة المعهودة؛ لم تدع مجالا للخوف والارتباك ومزيد من الحيرة ؛ ذهبت إليه مباشرة؛ وقفت أمامه : مساء الخير.
لم يرد بشيء؛ أعادت تحيتها فابتسم محركا يديه وشفتيه دون صوت مفهوم لها؛ تقدم منها صاحب المحل: عفوا آنستي .. هل من خدمة ؛ أنت تتكلمين مع هذا الشاب .. هو ابني ولكنه أخرس ؛ هل أستطيع أن أقدم لك ما تريدين؟
غصة في الحلق وحب في الخيال يتحول بلمح البصر إلى سكين في الخاصرة؛ ودمعة تتلجلج في العيون ما تلبث أن تتهادى بحرارة؛ وسؤال يتحول إلى سائل يطرق أبواب القلوب تارة فتصده ليذهب إلى أبوب العقول: هل عندك استعداد للحب أو للارتباط بشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وهل كل ما ندّعيه في الحب وبأنه فوق الحسابات والشروط وخارج حسابات المنطق والممكن ما هو إلا محض افتراء وادّعاء؟