قديم 12-15-2011, 07:28 PM
المشاركة 21
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
إلى الهام مصباح مع التحية :

. تأتى الأفكارمن حياتنا اليومية..من تجاربنا ،ماعشناه وسنعيشه،ماقرأناه،ماسمعناه...
هل تأتي الأفكار من نفسها؟ أم أنا نطلبها من متعدد حسب حاجتنا الداخلية ؟ لو كانت الأفكار تأتي من الخارج لتساوى الناس في أفكارهم حسب البيئة التي يعيشون فيها .. وهذا غير واقع ولا صحيح ..
فمجموعة من المستمعين إلى محاضرة نسألهم بعد مدة نجد أن أن المحاضرة تقطعت بينهم .. وكل أخذ جزءً منها وكأن الأجزاء الأخرى غير موجودة في المحاضرة .. لماذا هذا يكون؟
يكون لأن المقياس هو حاجة الداخل وليس ما يعرض في الخارج

برأيي أن كل شئ داخلي عليه أن يتأثر بالخارج!
لانستطيع القول أننا استوحينا الفكرة من الداخل فقط.لماذا؟لأننا ومن الطبيعي أن نكون على دراية بها من الخارج.
كيف؟
الطائره مثلا ، استوحى العالم فكرتها من الخارج.
مايفكر فيه الإنسان وما يستوحيه من أفكار وتجارب لابد أن يكون للخارج فيه نصيب
لابد أن يكون للخارج نصيب .. ولكن السؤال من أين تأتي الأفكار ؟ وما هو مصدرهـــا الأساسي وليس التكميلي ؟ .. الرغبة في الطيران هي التي جعلت الإنسان يستوحي فكرة الطيران من الطيور .. الإنـسان رأى الزواحف والأفاعي وهي تمشي على بطنها .. لكنه لم يستوح طريقة للسير مشابهة لمشيها .. لأن مشيه أفضل .. لكنه رأى الطيور تستمتع بفضاء وترى الأشياء من فوق وتنتقل عن الخطر بسرعة وسهولة .. فحاكاها .. فطار الإنسان لأنه يريد أن يطير وليس لأنه رأى الطيور ، فالطيور شجعته وقدمت له الطريقة ، فالإنسان رأى الدود كيف يمشي ولكنه لم يحاول أن يقلده ..
إذاً الداخل هو الذي حدد مجال التفكير ، وليس الخارج هو من ترك بصماته علينا بطريقة آلية ، فالإنسان ليس آلة تصوير تنسخ وتطبع ما هو أمامها فقط ، إذاً مصدر الأفكار كلها هو الداخل ، وتتبلور الأفكار خلال التفاعل مع الخارج ، بل الخارج المناسب للحاجة ، حتى لو أن الخارج هو الذي أثار التفكير ، يبق السؤال: لماذا هذا الخارج أثارنا وذلك الخارج لم يثرنا؟؟!

قفي في الشارع وعدي السيارات ذات اللون الأزرق مثلاً ، ستجدين أنك حصلت على مجموعة .. لكن .. اسألي أحداً يجلس بالقرب منك: هل مرت سيارة زرقاء؟ .. غالباً سيقول : لا .. وحتى لو سألت نفسك عندما جلست في المرة السابقة : هل مرت سيارة زرقاء ؟ فسيكون الجواب بالنفي .. فلم تنتبهي لها .. مع انها موجودة في الخارج ..

و هذا لأن عقلنا و دماغنا يبحث عما نريد في الخارج ، و ليس هو من يقدم ما هو موجود بطريقة آلية ، وإلا لامتلأنا من المعلومات التي لا فائدة منها .

لاحظي الذاكرة : لماذا لا تحفظ كل ما يمر علينا ؟؟ مادام أن الخارج هو الذي يأتي بالأفكار ؟ ذاكرتنا تنتقي ما نحتاجه ، و تبقي الشيء فيها على قدر عمق الحاجة و عدم وقتيتها ،

ألا تلاحظين أن كل حاجاتنا المادية ننساها بسرعة ، بينما حاجاتنا المعنوية لا ننساها ؟ إذاً الداخل هو الذي يتحكم في الخارج ، إذاً ليس الفرد انعكاس كامل للبيئة ، لأنه ببساطة ليس جهاز كمبيوتر يبرمج من الخارج ، بل إنه هو الذي يبرمج الخارج على حسب الداخل ، فانظري إلى الفن والشعر الرومانسي مثلا ، كيف يسبغ الشاعر شعوره على الطبيعة ، فإذا كان حزيناً جعل السحابة تبكي و أشجار الشتاء مكتئبة والطيور تنشج و تبكي ... والعكس إذا كان سعيداً .. حيث يرقص الروض و تلعب الفراشات وتمرح ..الخ ،

ولو كان الخارج هو الذي يطبع على الداخل ، لقبل الإنسان الخارج كما هو ، وبالتالي لن يكون هناك أي تغيير ولا تطوير .. ولن يكون هناك تعدد آراء للشيء الواحد ..


.إن العقل البشري...ينتمي إلى...طبيعة وهذا لاشك فيه،وطبيعته تحتم عليه أن يستوحي الأفكار ولايستطيع أن يطورها ويستوحيها إلا من الخارج.
دمتم بخير
التفكير خاصية بشرية و نتيجة تعامل طويل بين الداخل والخارج ، والأفكار أصلاً على نوعين : مادية – و معنوية ، والأفكار مترابطة وليست قطع متفككة ، حسبما يكون داخل الإنسان تكون أفكاره ، فالأفكار مثل الملابس و كل يختار ما يعجبه ، إذاً الداخل هو من يتحكم بالأفكار وليس الخارج ..

إذاً المهم هو إصلاح الداخل .. الداخل هو سيد الموقف ، و القوانين المادية تدافع عن نفسها و تثبت وجودها ، لكنها لا تتحكم بداخل الانسان ، بدليل انه يتكيف معها ، و يصنع من هذا التكيف اشياء جديدة يريدها و غير موجودة في الطبيعة ، وهو لا يصنع شيئا عبثا .

انظري الى العلم : لماذا بنى الانسان العلم ؟ لأنه ينفعه ويفيده . و لو كان الانسان انعكاس للخارج لما استطاع ايجاد اشياء غير موجودة في الطبيعة الخارجية .. يعني ان هناك معرفة لم يهتم بها الانسان ، لان علمه نفعي .. التركيب والتحليل والتفكيك والبناء والتقييم ، كلها يقوم بها العقل الانساني .. و هي التي انشأت الحضارة . والطبيعة لم تركّب ولم تخترع ، الطبيعة مادة خام ، و لنا افكار عن الانسان و لنا افكار عن الطبيعة ايضا ، افكار معنوية وافكار مادية ..

في مجال المادة نجرب وتجيبنا الطبيعة من خلال قوانينها ، ولكن في مجال الانسان نجرب ولا نحصل على قوانين قطعية كما نحصل عليها عند تعاملنا مع المادة .. مما يعني ان الانسان ليس ماديا في اصله ، فالمادي يحكمه العلم ، والانسان ليس له علم مثل علم الكيمياء او الرياضيات ، وما يسمى علم نفس وعلم اجتماع وعلم انسان وعلم جمال ، ليست الا وجهات نظر يخالفها الكثير و ليست علما قاطعا خاضعا للتجريب ..

اما في مجال المعنويات و الانسانيات ، فليست هناك قوانين مادية تفرض نفسها ، لهذا فالافكار الانسانية والاجتماعية كالملابس : كلٌ يختار منها ما يريد .. وان كان من الممكن ضمها في مجموعتين كبيرتين ، تتجه احداهما تجاه الخير ، والاخرى تجاه الشر .

الانسان هو الذي يفكر و ليست الطبيعة المادية ، اذا الافكار من الانسان ، اي من داخله ..

تحية ..

قديم 12-15-2011, 07:31 PM
المشاركة 22
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تأتينا الأفكار بما تحثنا به ِ الروح ..ومنه يأتي التفكير بالفكرة ...
ولكن .. هل هناك حرية في طرح الأفكار ؟؟؟
هو رد أولي ... ولي عودة ...
موضوع جميل ...
الهوازن
كلام واعي جدا .. وبانتظار عودتك ..

وباذن الله لي عودة على بعض الردود ..


قديم 12-16-2011, 02:27 AM
المشاركة 23
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
[justify]* حسنا يا صديقي .. مازلت غاضبا .. وسيان أن تكون غاضبا مني أو من الفكر الغربي .. قد عبرت عن فكرة أومن بها وإن كانت أسسها غربية .. برغم تحفظي لهذا التقسيم لصالح وحدة الفكر البشري .. وكلانا يؤمن بما أتى به الغرب سواء قال به أفلاطون أو جون لوك .. فمبحث المعرفة قديم قدم الفلسفة .. وسؤآله الأســاسي من أين تأتينا الأفكار ؟ أو بتعبير آخر .. كيف نعرف العالم من حولنا ؟ ليس بجديد .. وفي الحقيقة .. وهذا موقف شخصي .. لست أنوي أن أنتقد الغرب مستخدما أدواته !! وأنا أعيش شئت أم أبيت وسط مظاهر حضارة كل مفرداتها التي ننعم بها هي من صنعه ، فذلك في نظري درجة أو نوع من نكران الجميل ؛ وبالطبع فإنني لو فكرت يوما في إنتقاده فلابد لي أولا وقبل أن ألمس لوحة المفاتيح أمامي من أن أرتدي جلد حيوان وأحمل رمحا وأعود للحياة بالكهوف لأكون متوافقا تماما مع نفسي في توجيه مثل هذا النقد ، وأتوقع أن يحذو حذوي كل من يفكر بذلك ؛ المسألة كما أراها مسألة أخلاقية بالدرجة الأولى ، فأنا أعتقد أنه ليس من حقنا أخلاقيا الإنتقاص من قدر ؛ أو التجني على من لهم فضل علينا بأي شكل من الأشكال مهما كانت مساوئهم ومهما كانت درجة إختلافنا معهم .. في كل حال ؛ لست نادما على مساهمتي بالموضوع ، وقد طرحت وجهة نظر مغايرة لفائدة الحوار ؛ قد أكون مخطئا فيها فوجهة نظري كما يقول ( عبد الحميد الجندي ) خطأ يحتمل الصواب ووجهة نظرك صواب يحتمل الخطأ .. إذ لا إنسان معصوم .. والآن سألتزم أقوى الردود جميعا .. الصمت .. وأتابع ما سيؤول إليه النقاش بعد أن تفضلت مشكورا بالتدخل لإدارته .. وبالطبع الإختلاف لن يفسد للود أي قضية وسنظل زميلين متعاونين على الإفادة والإستفادة للجميع في هذا المنبر الحر .. تقديري .. مودتي .[/justify]

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 12-20-2011, 03:43 AM
المشاركة 24
حنان آدم
مداد فكر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شدّنى ..

ليس العنوان , بل المحتوى !

وأتخيّر :

" هذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل ، لأنه هو وسيلة الاتصال مع العالم الخارجي .. "

فأعجب حقاً بدقة الإصابة .. وأتساءل وفق ما تداعى إلى ّ - هل حظيت رواية الفضيلة للأديب الفرنسي برناندين دي سانت بيير بقراءتكم ليكتمل عمق هذه النظرة بها ؟!


وأضيف للإختيار :

"وبهذه التداعيات يحمي الشعور نفسه من التركيز على المشاعر المؤلمة ، فالتداعي يحرّك الإنسان حتى لا يظل تحت أسر شعور واحد . افترض مثلاً شعور الحزن ، فلو استمر الإنسان عليه ولم يعمل التداعي (أو التفكير اللاإرادي) فلربما مات الإنسان من الهم "


فأقف طويلاً أتأمل كم أثارت في من أفكار وأطالت تأمّلى بصدق محتواها ودقة معناها !


السيد الكريم
تقديرى .. تقديرى

قديم 12-22-2011, 12:42 AM
المشاركة 25
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
[justify]* حنان آدم .. أهلا وسهلا بك وبمشاركتك في هذه الحوارية المفيدة .. لا شك بأن إقتباساتك جميلة .. وأحسب أن رواية الفضيلة في نسختها العربية هي من ترجمة الأديب المصري : مصطفى لطفي المنفلوطي التي قمت بقراءتها منذ زمن طويل ولم أعد أذكر منها شئ .. ولا أعرف إن كانت الرواية في جودة نسختها المكتوبة بلغتها الأم .. ما أدريه على وجه اليقين هو أنني سابحث عنها وأقرأها من جديد .. والآن أستسمح الجميع في أن أطرح سؤآلا أو أكثر وآمل أن أكون محقا في أحدها على الأقل .. يقول الإقتباس ( هذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل . ) هذه العبارة جميلة بالفعل ولكنها تفترض أسبقية الشعور على العقل .. وهنا تطرح مسألة أسبقية الدجاجة أم البيضة نفسها .. أعني أيهما يسبق الآخر الشعور أم العقل ؟ وهل يمكننا بدون أسبقية العقل أن نميز الشعور ونفسره ونحلله ؟ أسلم تماما بأن الحيوان يشعر ذلك أمر بديهي ولكن كيف يفسر الحيوان مشاعره ؟ وهل يمكنه بلا العقل التفرقة بين اللذة والألم ؟ أو بين الفضيلة والرذيلة ؟ ما أراه هو أن العقل سابق على الشعور فهو الذي يوازن ويقيم ويختار بين الفضيلة والرذيلة ومن ثم يشعر لاحقا على المستوى النفسي بلذة الفضيلة أوألم الرذيلة .. وفيما عدا ذلك فهو إما اللاعقل الذي يميز الحيوان أو الجنون الذي يميز فاقد العقل من البشر .. وكلاهما لا يدري ما الشعور لأنه بلا عقل .. والله سبحانه وتعالى أعلم .. تقديري .. مودتي .[/justify]

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 12-23-2011, 10:25 PM
المشاركة 26
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
[justify]* حنان آدم .. أهلا وسهلا بك وبمشاركتك في هذه الحوارية المفيدة .. لا شك بأن إقتباساتك جميلة .. وأحسب أن رواية الفضيلة في نسختها العربية هي من ترجمة الأديب المصري : مصطفى لطفي المنفلوطي التي قمت بقراءتها منذ زمن طويل ولم أعد أذكر منها شئ .. ولا أعرف إن كانت الرواية في جودة نسختها المكتوبة بلغتها الأم .. ما أدريه على وجه اليقين هو أنني سابحث عنها وأقرأها من جديد ..
والآن أستسمح الجميع في أن أطرح سؤآلا أو أكثر وآمل أن أكون محقا في أحدها على الأقل .. يقول الإقتباس ( هذا الكفاح الطويل للشعور الإنساني غايته هي الفضيلة ، لكي يوصلها كأمانة إلى رب الفضيلة عندما يموت الإنسان الذي حملها ، وهذه المهمة ينيطُ بها الشعور للعقل . ) هذه العبارة جميلة بالفعل ولكنها تفترض أسبقية الشعور على العقل .. وهنا تطرح مسألة أسبقية الدجاجة أم البيضة نفسها .. أعني أيهما يسبق الآخر الشعور أم العقل ؟ وهل يمكننا بدون أسبقية العقل أن نميز الشعور ونفسره ونحلله ؟ أسلم تماما بأن الحيوان يشعر ذلك أمر بديهي ولكن كيف يفسر الحيوان مشاعره ؟ وهل يمكنه بلا العقل التفرقة بين اللذة والألم ؟ أو بين الفضيلة والرذيلة ؟ ما أراه هو أن العقل سابق على الشعور فهو الذي يوازن ويقيم ويختار بين الفضيلة والرذيلة ومن ثم يشعر لاحقا على المستوى النفسي بلذة الفضيلة أوألم الرذيلة .. وفيما عدا ذلك فهو إما اللاعقل الذي يميز الحيوان أو الجنون الذي يميز فاقد العقل من البشر .. وكلاهما لا يدري ما الشعور لأنه بلا عقل .. والله سبحانه وتعالى أعلم .. تقديري .. مودتي .[/justify]
كل شيء في العقل له اساس في الشعور ، فعقل البشرية نتيجة لشعور البشرية ، والشعور اساسه حاجات ، وهذه الحاجات اما مادية وإما معنوية .. الحيوان لا يعرف الحاجات المعنوية ، و شعوره عبارة عن غرائز تتعلق بوجوده و حفظ نوعه و أمنه و غذاؤه إلخ .. بدليل ان الحيوانات لا توجد لديها المبادئ ولا الأخلاق .. اذا عندما نتكلم عن طبيعة الانسان ، فعلينا ان نتصور ثنائية تلك الطبيعة ، فالانسان وحده له طبيعتان : مادية و معنوية ..

الانسان العاقل ، و الإنسان القاصر او المتخلف عقليا : لهما نفس الحاجات ، لكن تلبية هذه الحاجات سوف تختلف تبعا لاختلاف ما يملكانه من العقل ، فالعقل هو وسيلة الشعور للتعامل مع العالم الخارجي المادي .. و عالم المادة هو تجسيد العقل ، و منه يأخذ العقل مفرداته ، بدليل الاصل المادي لمفردات اللغة ، و اللغة هي وسيلة نقل للشعور وللعقل ايضا ..

لنفترض انهما في حريق ، فكلا الشعورين يريدان الخلاص ، و لكن فرصة العاقل للنجاة اكبر ، لأنه يستطيع ان يتجاوز حدود المكان بعقله .. و بالتالي يعرف الطريقة المناسبة اكثر من ضعيف العقل .. وهذا العقل خادم للشعور .. ولهذا مدح الله اولي الالباب ، واللب الجيد هو الذي يتبع الشعور بدقة ، ويقدم حلولا مطابقة لما يريده الشعور ، دون ان يبخس الشعورات الاخرى حقها .. و الشعور نفسه عبارة عن حزمة هائلة من المشاعر ، تنطلق بخطوط معزولة عن بعضها البعض .. إذا لا بد من العقل حتى ينظّم سمفونيتها ، ولا يجعلها تتناقض مع بعض .. مثلما يفعل المايسترو مع عشرات العازفين ..

وكثيرا ما يكون التنسيق بين المشاعر المعنوية و مشاعر المادية ، مثل حاجة الجوع ، يردّها العقل من حاجة اكبر منها ، وهي حاجة الامانة او الصيام .. لو لم يكن هذا التنسيق ، لصارت انفلاتات وتناقضات تضر بالانسان وتضرب بعضه ببعض .. اذا العقل الصحيح من الطبيعة ، و ليس من مكتسبات المجتمع والدين والظروف كما يدعي الماديون والملاحدة ، فيطالبونا بالتمرد على كل ما اكتسبناه من المجتمع ، أي كأنهم يطالبونا بالتمرد على العقل ، ثم يفتخرون بعقلانيتهم بعد ذلك ..!

أنا أدافع عن المنطق السليم و ليس عن اي شيء نأخذه من مجتمعاتنا .. وهم يطالبونا بالثورة على كل شيء .. و في نفس الوقت يطالبونا بالخضوع والطاعة لتلبية كل نوازعنا الحيوانية ! حتى لو كانت ضئيلة .. وفي نفس الوقت ان نهمل كل ما تمليه علينا نوازعنا الفاضلة ، حتى لو كانت كبيرة وضاغطة ، والنتيجة حينئذ تساوي حيوانية .. لتكمل البغلة بالرسن مع نظرية التطور ليقولوا انكم حيوانات ، فاستجيبوا لحيوانيتكم ،و إلا فسوف تصابون بالامراض النفسية كما يردد دعاتهم مثل داوكينز وفرويد غيره .. بعد ان جردوا الانسان من اثمن ما فيه ، و هي غرائزه العليا .. واكتفوا بالغرائز السفلى ..

كل معرفة صحيحة تكتسبها البشرية عبارة عن عقل يضاف إلى التراكم العقلي السابق .. بما في ذلك حقائق العلم .. فإذا ثبت العلم تحوّل الى عقل ومنطق .. وكل شيء يثبت يتحول الى عقل ومنطق ، سواء كان ماديا او معنويا ، و دون تعارض مع البناء السابق والذي تأكدت منه البشرية بالتجربة .. إذا العلم عقل والعقل علم .. وبينهما خصوص وعموم .. فالعقل عام و العلم خاص ..

يشعر الانسان بالبرد مثلا ، فيتذكر اين وضع ملابسه الثقيلة ، او يبحث عن الحطب ليشعل به النار ، أو يفكر باكتشاف وسيلة جديدة للتدفئة ، او غير ذلك .. كل هذه العمليات عمليات عقلية سبقها الشعور بالبرد .. اذا الشعور اسبق من العقل .. وإذا العقل خادم للشعور ..

يتضايق الناس شعوريا من زحام السيارات مثلا ، او من حوادثها ، فيبدأ العقل بالعمل على شكل قوانين مرور و إشارات و جسور .. إلخ .. محاولا ان يحل المشكلة الشعورية ..

الناس يتالمون من المرض ، ولهذا ظهر علم الطب .. الناس يتألمون من مشقة السفر ، ولهذا ابتكروا عالم المواصلات والاتصالات .. وهكذا ..

اذا الانسان تابع للشعور وليس تابعا للعقل ، هذا هو الاساس .. نعم احيانا نتبع العقل قبل ان نحس ، و ذلك اعتمادا على ان ذلك العقل مبني على الشعور ، فاذا اكتشفنا مخالفته للشعور ، تخلينا عنه و بحثنا عن حل عقلي اخر .. وهذا ينطبق على كل شيء .. من وسيلة مناسبة لطهو الطعام ، إلى ايديولوجية كاملة ..

ولو كان العقل هو الذي تتبعه البشرية ، لما تكرر تخليها وتغييرها له ، بل و معارضة الكثيرين له . فتجد المجتمعين لحل مشكلة الاختناقات المرورية مثلا او اي مشكلة ما ، متفقين على الاساس ، وهو وجود مشكلة ، وتتألم شعوراتهم منها ، لكنهم يختلفون على طريقة المعالجة ..

والدليل على ان الشعور هو الذي يحرك البشرية ، هو تغير الوسائل عبر الحضارات ، و بقاء نفس الحاجات ، كحاجة الامن وحاجة الراحة والبقاء .. إلخ . فالقدماء كانوا يبحثون عن وسائل تساعدهم في شؤون حياتهم ، و إن كانوا لم يعرفوا الكهرباء ولا القطارات ، ولكنهم استعملوا عقولهم لتحل لهم مشكلاتهم ، لكن الحاجة هي الحاجة .. اذا الشعور هو الدافع وهو السباق .. والعلم لم يتوقف يوما من الايام ، بمعنى ان العقل لم يتوقف ..

و بهذا صار لدينا نوعان من التعلم : تعلم قوي ، و تعلم ضعيف ..

التعلم القوي هو الذي بدافع الشعور مباشرة و يتجه إلى العقل ، اي يبدأ من الحاجة .. والتعلم الرديء ، هو ان يبدأ التعلم من العقل إلى الشعور .. على اعتبار ان هذا العقل منطلق من شعور ، وهذا ما هو واقع فيه التعليم الحديث ، اي على التعليم الضعيف ، الذي يحشر دماغ التلميذ بمسائل و قضايا و افتراضات لم تصل اليها حاجاته الشعورية ولا تشغل باله ، في حين يترك ما يشغل باله بلا اهتمام .. مما يضطره إلى الحفظ الابله .. والذي قلما يمسكه الشعور ، لأن الذاكرة مرتبطة بالشعور ..

لاحظ نفسك وأنت تقول : اريد ان افعل شيئا .. ما هو ؟ وكيف افعله ؟ هذا يحصل لنا دائما .. الأول شعور ، والبقية عقل و ذاكرة .. والعقل يعمل من خلال الذاكرة ، و من لا ذاكرة له لا عقل له ، والذكاء عبارة عن السرعة والدقة و سعة تحميل المعلومات والانتقال بها بين الذاكرة و الشعورات ..

والذاكرة يتحكم بها الشعور .. لاحظ في حالة النسيان ، يكون الشخص متأكد انه نسي شيئا ما ، ولكنه لا يعرفه ، و يبدأ بالتفكير والتذكر حتى يتذكر .. إذا فالشعور لا ينسى .. و كل شيء مرتبط بالشعور لا ينسى ، فلا أحد ينسى الاشياء التي يحبها .. حتى فاقدي الذاكرة ، فهو لم يفقد الذاكرة بالصورة التي تشير اليها اللفظة ، وإلا فسوف ينسى كيف ياكل ، و كيف يمشي .. كل المهارات لا يمكن نسيانها .. حتى العزف على البيانو ..

قديم 12-24-2011, 01:16 PM
المشاركة 27
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
[justify]يشعر الانسان بالبرد مثلا ، فيتذكر اين وضع ملابسه الثقيلة ، او يبحث عن الحطب ليشعل به النار ، أو يفكر باكتشاف وسيلة جديدة للتدفئة ، او غير ذلك .. كل هذه العمليات عمليات عقلية سبقها الشعور بالبرد .. اذا الشعور اسبق من العقل .. وإذا العقل خادم للشعور .[/justify]
[justify]* يا صديقي .. بلا العقل لا يوجد أي عقل أو شعور .. الحيوان ايضا يشعر بالبرد .. ولكنه لا يشعل نارا ولا يفكر في أن يبتدع وسائل للتدفئة لأنه ببساطة يعجز بلا العقل عن تحديد شعوره ومن ثم تسميته والتعبير عنه .. وبالتالي لا مشكلة لديه تتطلب حلا .. العقل هو الأساس وبه نتمكن من تمييز الأشياء والمشاعر وتسميتها والحكم بوجودها الذي لا شك أنه سيصبح والعدم سواء لولا وجود العقل الذي يحكم بذلك .. تصور الكون بلا وجود الإنسان العاقل الذي يحكم بوجوده وقيمته .. أوليس هو والعدم سواء بسواء ؟ العقل هو الذي يحكم بوجود الأشياء لا الإحساس فالحيوان ظل موجودا لآلاف السنين قبل الإنساس بإحساسه ولكنه لم ينتج علما ولا فلسفة .. ولذا إمتاز الإنسان عن الحيوان بدرجة .. ألا وهي نعمة العقل . [/justify]

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 12-27-2011, 07:42 PM
المشاركة 28
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
* يا صديقي .. بلا العقل لا يوجد أي عقل أو شعور .. الحيوان ايضا يشعر بالبرد .. ولكنه لا يشعل نارا ولا يفكر في أن يبتدع وسائل للتدفئة لأنه ببساطة يعجز بلا العقل عن تحديد شعوره ومن ثم تسميته والتعبير عنه .. وبالتالي لا مشكلة لديه تتطلب حلا
تحية طيبة ..

ليست كل المشاعر صعبة التحديد كما تتصور ، فالمجنون يحدد الكثير من مشاعره ، فيعرف انه جوعان ويعرف انه بردان .. الحيوان ايضا يعرف مثل هذه الاشياء ..

ثم عملية تحديد الشعور ، تحتاج إلى طلب من الشعور يوجَه إلى العقل .. فما الذي يدفعه لأن يحدد شعوره إلا شعوره نفسه و ليس عقله ؟ إذا الشعور هو المحرك للعقل ، والعقل خادم للشعور حتى في تحديد الشعور .. و كيفية ملؤه .. العقل لا يدفع إلى شيء .. بل المشاعر هي التي تدفع ..

إذا الشعور هو الاسبق دائما من العقل . والعقل آلة ، ونحن لا نشغـّل الآلة إلا إذا احتجناها بدافع شعوري ، والشعور هو "طاقة" العقل وبها يعمل ..

تصور الكون بلا وجود الإنسان العاقل الذي يحكم بوجوده وقيمته .. أوليس هو والعدم سواء بسواء ؟ العقل هو الذي يحكم بوجود الأشياء لا الإحساس فالحيوان ظل موجودا لآلاف السنين قبل الإنساس بإحساسه ولكنه لم ينتج علما ولا فلسفة .. ولذا إمتاز الإنسان عن الحيوان بدرجة .. ألا وهي نعمة العقل .
العقل من اين تكون وكيف تكون ؟ كله بدافع الاحساس .. اليست من صفات العبقري شدة و دقة الإحساس ؟ وليست آلية وبرمجية عقلية ؟.. عالم اللغة لا يعني علمه بها ان يكون شاعرا ، مع أنه متمكن منها عقليا .. وياتي شخص مستواه اللغوي عادي ، ولكنه يستطيع ان يحلق في سماء الادب والشعر .. و أولى عمليات الإستقصاء التي يقوم عليها العلم هي "الإحساس" بالمشكلة ، والعبقري يتميز بانه يكتشف المشكلة ويحس بها قبل غيره ..

و كل مبدع حساس .. والحدس هو سيد الابداع ، وليست الآلية العقلية الجامدة .. مثل الكمبيوتر تماما ، ولو كان العقل هو كل شيء ، لكان الكمبيوتر اكبر مبدع .. وهو يستطيع القيام بملايين العمليات العقلية في وقت قصير ..

قديم 12-28-2011, 11:54 PM
المشاركة 29
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
* حسنا يا صديقي .. لكل رأيه .. ولك علي إحترام رأيك .. واحترام حقك في التعبير عنه .. بل والدفاع عن ذلك معك حتى الموت .. تقديري .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 01-08-2012, 03:05 AM
المشاركة 30
علي عبدالله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي إضافة لطرح الأستاذ الوراق
المبدع .. الأستاذ أحمد الوراق
أحببت أن أضيف لطرحك الرائع , بأن دقة العقل تأتي نتيجة لتكرار التجربة , لذلك فالإنسان يحتاج للممارسة من أجل الإتقان , فالخبرة هي عبارة عن محاولات متكررة تقل فيها نسبة الخطأ تدريجياً , والإنسان في كل محاولة يتجنب الأخطاء السابقة من أجل الوصول للوضع السليم , ونجد الإنسان في كل محاولة يحس بوجود خطأ ومن ثم يحاول اكتشافه عقلياً , وبعد الاكتشاف العقلي للمشكلة يبدأ العقل بالبحث عن حلول ثم يعرضها على الشعور , والشعور هو من يحدد له أفضل الحلول التي توصل إليها العقل , وعلى قدر مهارة العقل في البحث والعرض على الشعور وتحسس الأفضل بموجب اختيار الشعور , على قدر مستوى الإبداع الذي سيصل إليه الشخص , وهذا ما يميز أصحاب الحرفة الواحدة عن بعضهم مع أنهم يمتلكون أفضل الأدوات , فنجد رساماً يدمج الألوان بشكل أفضل من غيره , والسبب هو أن درجات الألوان التي يستخدمها في الرسم كانت موافقة الشعور عليها أكبر , مع أن العقل البشري لا يستطيع أن يخبرنا بدقة ما السبب في أن ألوان هذا الرسام أفضل من ألوان الرسام الآخر ؟ ولماذا اللون الأحمر في هذه اللوحة أفضل من اللون الأحمر في اللوحة الأخرى ؟ حتى في اختيارنا لملابسنا , فنحن نختار الألوان بلا مبرر عقلي سواء في الأثاث أو الملابس .. الخ . وندفع المال من أجل لون أعجبنا مع أن سعره قد يكون أعلى , ولو كانت المسألة عقلية لاشترينا أي لون مادام سعره أقل , وهذا يدل على أن الشعور سابق للعقل , وأن الشعور له قيمة لدى الإنسان أكبر من العقل , وعلى العقل أن يبحث عن الأسباب التي جعلتنا نختار هذا دون ذاك , وقد يعرف العقل أحياناً ولكن حجم ما لا يعرف أكبر من حجم ما قد يعرف . وإذا كان العقل هو الذي يفعل , فعليه أن يخبرنا عن أسباب كل ما نفعل , فأحياناً نرى شخصاً لأول مرة ونكرهه بلا مبرر عقلي , والكراهية هي شعور لأن الإنسان يحس بالكراهية وليس يفكر بها , ونكتشف مع مرور الوقت بأن هذا الشخص سيء . إذا الشعور سابق وهو يعطي تقييمات لكل شيء قبل أن يفكر فيها العقل , فلو ذهبنا إلى بلد لم نزره من قبل , نجد تقييمات الشعور تسبق العقل , فقد نحس بأن هذا البلد مريح ولا نعرف السبب , ثم يأتينا إحساس بأن سكان هذا البلد طيبين مع أننا لم نعرفهم جميعاً , وغيرها من الأحاسيس التي تسبق العقل , ثم يبدأ العقل في البحث عن إثبات لتلك الأحاسيس لينتج له أفكار جديدة لم يكن يعرفها من قبل , وبذلك فالشعور هو عقل يحتاج إلى ترجمة , ونجد الفيلسوف يُنتِج فكرة من مثال , أي يرى موقف إنساني مثلاً , ويحس بأن هذا الموقف يحتاج فهم ليأتي بعد ذلك دور العقل فيفسر ذلك الموقف , وبذلك أنتج الفلاسفة نظريات في لفهم الإنسان بدأت من مثال , أما الإنسان الذي لا يحترم شعوره في هذا الجانب , فهو بحاجة إلى مثال لكي يفهم الفكرة , أي كأنه يرى بالحركة البطيئة كل ما فعله الفيلسوف .

الطفل دقيق في معرفة الأمن والحب مع أن عقله في بداية النمو ـ كما ذكرت أستاذي ـ مع أنها أمور معنوية دقيقة من أين حصل الطفل على الاتقان في معرفة أمور معنوية دقيقة , والسبب في هذا لأن الطفل لا زال يعتمد على شعوره بشكل أكبر من اعتماده على عقله , وعندما يكبر الطفل ويصبح شاباً نجد أن هذا الإحساس في كثير من الشباب يقل لأنه ابتعد عن شعوره وأخذ التقييم من الخارج أو المجتمع , وبذلك يفقد دقة التقييم التي كان يمتلكها وهو طفل . ودقة الطفل تكونت بلا خبرة عقلية وهذا يثبت أن الإنسان لا يولد صفحة بيضاء , بل أن شعوره متكامل , أما عقله فهو الذي ينمو تدريجياً , بل حتى عندما يكبُر فهو لا يستطيع أن يفسر عقلياً لماذا أحب فلاناً ولماذا كره الآخر بدقة , ولو سألته عن سر دافع الحب أو الكره لما استطاع أن يجيبك , وهذه الأمور حيرت الفلاسفة عقلياً مع أن البشرية تحب وتكره بلا تفسير عقلي , ومن ذلك فالعقل يعتبر آلة بطيئة مقارنة بالشعور الذي يقف وراء كل دوافع الإنسان بما فيها أفكاره .

الأستاذ الوراق .. أنرت فكري بكل ما طرحته .. لك أرق تحية

وكل الشكر للزملاء في هذا المنتدى الراقي لقبولي معهم وكريم أخلاقهم .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أين تأتينا الأفكار؟؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حرب الأفكار د محمد رأفت عثمان منبر الحوارات الثقافية العامة 2 04-27-2016 04:01 AM
مَوسُوعة تاريخ الأفكار السِّياسية - جان توشار د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-20-2014 11:48 PM
هجرة الأفكار - جلبرت هايت د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-20-2014 09:40 PM
الأفكار والأسلوب/ أ.ف. تشيتشرين - ترجمة: حياة شرارة د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 10:13 PM
أثر الأفكار في حياة الإنسان عبدالسلام حمزة منبر الحوارات الثقافية العامة 2 01-13-2011 09:08 AM

الساعة الآن 03:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.