المقهىلتسكن النفوس وتهدأ الجوارح بعد ثقل وحي الإبداع.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إذا جاءك المهموم... أنصت وإذا جاءك المعتذر... اصفح
وإذا قصدك المحتاج... أنفق...
فليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية
السعادة الحقة لا يمكن أن تكون صراخاً.. وإنما هي حالة عميقة من حالات السكينة تقل فيها الحاجة إلى الكلام وتنعدم الرغبة في الثرثرة.. هي حالة رؤية داخلية مبهجة وإحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله، واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله، وقبول لجميع الآلام في رضى وابتسام.
مصطفى محمود
أبو نؤاس الشاعر العباسي :
قِيلَ إنه كان مشهوراً بالفسقِ والمُجُون وشرب الخمر حتى لُقِبَّ بِشاعر الخمرَة!
من اشعارِهِ :
دَعِ المساجدَ للعبّادِ تسكنُها
وطُفْ بنا حول خَمَّارٍ لِيسقينا
ما قالَ ربُكَ ويلٌ للذين سَكروا
ولكنه قالَ ويلٌ للمُصلينَا
فأرادَ هارونُ الرشيد ضربٍَ عُنقَه لأشعارهِ الماجنة
فقال: يا أمير المؤمنين الشعراء يقولون ما لا يفعلون فعفَا عنه..
ولمّا مات لم يُرِد الإمام الشافعي أن يُصلي عليه !؟
وعندما غُسِّل وجدوا بِملابِسهِ هذه الأبيات:
يا ربِّ إن عَظُمَت ذُنُوبي كَثرَةً
فقد عَلِمتُ بأنَّ عَفوَكَ أعظمُ
إن كانَ لا يرجوكَ إلّا مُحسِنٌ ..
فبمن يلوذُ ويستَجِيرُ المُجرِمُ
أدعوك ربي كما أمرْتَ تَضرُعاً
فإذا رَدَدتَ يديَّ فمن ذَا يَرحمُ
مالي إليك وسيلةًٌ إلّا الرَجَا
وجَميل عَفوكِ ثمَّ إنّي مُسلِمُ
فلما قرأها الإمام الشافعي بكى بكاءً شديدًا ، وقام بالصلاة عليه وجميع من حضر من المسلمين!!
الخلاصة:
ليس من شأني ولا من شأنك أن نصدرَ أحكامًا مسبقةً على خلقِ الله جزافا !!
هذا صالح …
وهذا طالح…
هذا إلى النار…
وهذا إلى الجنة…
هذا الحكم دعه لعلام الغيوب؛ فلم نُكَلّف بهِ ، وإنّما علينا بالاجتهاد في إصلاح عيوبنا مع من نعول ،وننصح الآخرين ولكن بأسلوب اللّينِ والرَّحمة (..وجادلهم بالتي هي أحسن..)
" تأكد أن الزمن سيغير فيك أشياء كثيرة .. مفاهيمك .. قناعاتك .. اهتماماتك .. أفراحك ..
لكن إياك أن تتركه يغير فيك أموراً لا تقبل التغيير والتنازل، كمعدنك الطيب .. مبادئك .. وأخلاقك ..
فإن مياه البحار والمحيطات لا تغرق قارباً صغيراً، ما لم تتسرب بداخله المياه "
كل منا يمر بأيام عصيبة.. شديدة الوطأة... ثقيلة الحِمل .. فيصيبه الحزن والهمّ والضعف والوَهن.. لمرض أو فقد عزيز أو خذلان حبيب أو حاجة إلى عون..
ومن رحمة الله تعالى أن يرسل لنا في هذه الابتلاءات أرزاق تعيننا على تحملها وتجاوزها رغم صعوبتها..هذه الأرزاق ربما نغفل عنها... رغم أنها من أجمل الأرزاق والنعم... ومنها نعمة تسخير الله لنا قلوباً صافية نقية محبة بصدق.
هذه القلوب منها ما يسندك بكلمة طيبة في لحظة ضعفك ومنهم من يسندك ويقف إلى جانبك حتى تتجاوز محنتك... ومنهم من يسعى جاهداً لإدخال السرور إلى قلبك في أشد لحظات حزنك..ومنهم من يجتهد ليقدم لك ما يفرحك..
ومنهم وهو أروعهم من يصنع لك شيئاً بيده رغم الوقت والجهد الذي يستغرقه لأنه يعلم كم سيدخل ذلك الفرح لقلبك فيتحمل معاناة ذلك لأجلك أنت...
هذه القلوب الطيبة التي تحيط بك وتشد أزرك بكلمة أو موقف أو شيئ جميل تقدمه لك أو تصنعه لك.. لا لشي؛ سوى لأنها تحبك؛ هذه القلوب نعمة لا تقدر بثمن.. تستحق الشكر والتقدير وبذل الغالي والنفيس للحفاظ عليها.. هذه القلوب تستحق أن تحمد وتشكر الله عليها وتطلب دوامها..
ورسالتي إلى كل من يحب أحداً من قلبه لاتبخلوا على من تحبون بكلمة تعلمون أنها ستحيي قلوبهم.. أو موقفاً سيخفف هماً .. أو هدية تعلمون أنها تسعدهم .. فكلنا بحاجة لمثل هذه الأمور التي تحيي قلوباً وتخفف هماً.. فنعم العبد المسلم من أدخل سروراً على قلب أخيه المسلم.. وصدقوني.. وعن تجربة..كم لهذه الأمور البسيطة من أثر طيب تتركه في قلب كل متعب.. وحقاً إنها تزيل الهم أو على الأقل تخفف ثقله على من يعاني.. إنها حقاً لمن أجمل العبادات وأجلها..