قديم 09-21-2010, 06:21 AM
المشاركة 221
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بيته الكهف الذي قد عزّ صرحاً

•سعدنا في (( ثقافة اليوم )) بمساهمة أديب عربي كبير ، له ثقله ومكانته في الدرس النقدي والأدبي ، وله مساهماته المضيئة في تاريخ الأدب العربي من خلال كتبه ومؤلفاته الكبيرة والكثيرة .
واحد من أبرز الأسماء المعنية بدراسة الأدب العربي وأوثق الأعناق التفاتاً إلى التحليل التاريخي للأدب ، إنه الأستاذ الكبير د. محمد عبد المنعم خفاجي ، الذي ساهم بقصيدة شعرية قيمة كمرثية في سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة . وقد كان تأخر نشر القصيدة ناجما عن تأخر وصولها إلى هنا ، ونحن إذ نسعد بنشر هذه القصيدة نهنئ أنفسنا بأن أديباً كبيرة كعبد المنعم خفاجي لا يزال بخير يواصل جهوده الحثيثة في الأدب محللاً ودارساً ومبدعاً .

لم يمت من ذكره في العالمين *** لم يمت من اسمه في الخالدين
(ابن باز) الرائد البحرُ الذي قد *** ملأ الدنيا بزاد الصالحين
الإمام العالم الفذ الذي أثرى *** علوم العلماء الأولين
رائد الإفتاء بالصائب من حكم *** بدين الله رب العالمين
علّم بين شيوخ الأمة المستبحرين *** الصادقين الخاشعين
سعد الدين به مجتهداً بحّاثة *** بين الشيخ الباحثين
وقته للعلم للفتوى لحكم الشرع *** للإرشاد للمسترشدين
وله هيبة داع مرشد من بين *** أعلام الدعاة المرشدين
وله بين القضاة الحمد والذكر *** وتكريم الكرام الكاتبين
وفتاواه من المأثور والمنقول *** هزت ذا اللباب الفاقهين
عاش مفتي الشرع أعواماً طوالاً *** بل ومفتي الناس طراً أجمعين
وتراه الحسن البصري زهداً *** وابن عباس خشوعاً وابن سيرين
وتقول (ابن إياس) أو (شريكاً) *** بين مشهوري القضاة السالفين
ذكره شاع شمالاً وجنوباً *** بين أنحاء بلاد المسلمين
مسجد الله الحرام ازدهرت فيه *** دروس الشيخ بين الدارسين
كان نجماً ساطعاً وسط الدياجي *** كان ضوءاً باهراً للمدلجين
كان جيلاً بين أجيال كبار *** طالباً للعلم بين الطالبين
عن أساتيذ كرام أخذ العلم *** وأشياخ عظام صادقين
(ابن إبراهيم) قد فضله بين *** عديد الطالبين النابغين
قدوة كان لكل الناس علماً *** وتقي في الأتقياء العابدين
عاش للإسلام يسعى أبداً *** في الله سعي العالمين العاملين
رفع الشرع إلى أعلى مقام *** بجلال العلم والخلق المكين
كان فوق الأرض طوداً مشمخراً *** كان بين الشعب مأوى اللائذين
بيته الكهف الذي قد عزّ صرحاً *** وتسامى أملاً للآملين
الطريق الصعب كم ذلله وسط *** الليالي لجموع السالكين
عاش ما عاش عطوفاً أريحياً *** في عداد الكرماء المحسنين
ولكم زوّدنا أرفع زاد ذ *** بالهدى والحق والقول الرهين
عندما تسمعه تسمع سفراً *** ناطقاً بالصدق والفكر الثمين
غاب جسماً والنهى والروح لا ما غابتا *** عنا ولألاء الجبين
آه يا يوم بكيناه مهيباً *** وإماماً مصلحاً في المصلحين
وذكرنا علمه الشامخ نوراً *** وهدى للمتقين الذاكرين
وذرنا صوته صوت أبي *** رن في آذان كل السامعين
فعزاء يا منار المسلين *** وعزاء فيك صدقاً كل حين
أنت خلّفت تراثاً ليس يُنسى *** صار فينا فلق الصبح المبين
وفتاوى باهرات حجة للباحثين *** الغرّ والمجتهدين
وإذا أدى الأمانات نفيّ *** فجوار الله كنز المتقين
آه يا رمس سلامٌ وتحيات *** لشيخ العلماء الزاهدين
وإلى اللقيا بدار الحق في ساحة *** صدق زُخرفت للمؤمنين
فنم اليوم قرير العين في خير *** جوار أيها الشيخ الأمين
نم سعيداً هانئاً في مقعد الصدق *** وفي مرضاة رب العالمين
وعزاء يا إمام المسلمين *** وعزاءً فيه يبقى كل حين

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:21 AM
المشاركة 222
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيف الجبال الشمّ يوسعها قبر

شعر الأستاذ الدكتور
ناصر بن سعد الرشيد
أُنهنِهها صبراً وأنّى لها الصبرُ *** ولو ذرفت دماً لكان لها عذر
عجبت لعين لم تجد بدموعها *** فإن دموع العين من حرِّها حُمر
وإن عيوناً لا تفيض دموعها *** على الشيخ لهْي القفر أو دونه القفر
أنهنِه نفسي أن يزل بها الجوى *** فإن دموع العين من فقده نهر
وأكبح عيني أن يزيد بها اللظى *** فإن بكاء الصالحين لها جمر
وأزجرها لما تزايد دمعها *** كأن بها ضُرا فما نفع الزجر
لعلّ عيوناً غالبتني بحزنها *** تفيض دموعاً لا يكون به وزْر
رضينا بحكم الله إن قضاءه *** علينا لماض لا يرد له أمر
ولكننا نرثيه بالشعر أسوة *** فإن رثاء الصالحين به أجر
إمام جليل لا يقوم بحقه *** من القول نثر أو يقوم به شعر
لقد جمّعت فيه الفضائل كلها *** ففي قلبه زهد وفي ثوبه طهر
وبالسنة البيضاء يرفع رأسها *** بكل مكان كي يكون لها نشر
على البدعة البيضاء يدمغ رأسها *** بكل مكان كي يكون لها نشر
تجافى عن الدنيا وهام بضدها *** ومن يعشق العلياء فالجنة المهر
من الزاهدين الوارثين لأحمد *** وما ورّثوا مالاً وليس لهم تبر
وهم ورّثوا علماً وذكراً ودعوة *** ألا نعم إرث الصالحين لنا الذكر
لقد شهدتْ ساح الحرام جنازة *** كأن زحام الناس من حولها الحشر
كأن وجوم الناس من حول نعشه *** وجوم ثكالى لا عزاء ولا ستر
كأن وجوه القوم حفّوا بقبره *** حزون قفار شحّ من فوقها القطر
كأن رجال العلم يوم وفاته *** نجوم سماء خرّ من بينها البدر
أتته جموع الصالحين تجلّه *** إلى الحرم المكي والبدو والحضر
وإن شهود الصالحين شهادة *** ومن يحبب الرحمن يشهد له كثر
فلله من بالعدل من علم ثوى *** فكيف الجبال الشم يوسعها قبر
به العدل يزهو مثلما كان يزدهي *** به العدل ، إن العدل يكبره الحَبرُ
هو المبصر الخرِّيت في سبل الهدى *** وأيّ سبيل لا يُهدّي له وعر
يؤمُّ بنا درب النجاة كأننا *** على الدرب عُميٌ والطّخى حولنا بحر
يقود سفين الرشد في لجة الدجى *** بنور فؤاد يستوي البحر والبر
وإن عيوناً لا ترى الدرب لاحباً *** فإن بها وقراً ، وليس بها وقر
فصبراً على هول المصاب تجلداً *** فبعد ظلام الليل ينبلج الفجر
ولا يأس إن جل المصاب وإنه *** جليل فإن العسر يعقبه اليسر
إذا مات منا عالم قام عالم *** عليم بما قال الإله ، له قدر
وإن غاب فينا كوكب شعّ كوكب *** فغاربنا صدرٌ ، وشارقنا صدر

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:21 AM
المشاركة 223
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ورقة من سفر الخلود

د.ناصر بن مسفر الزهراني
هذه القصيدة التي وعدنا قراءنا بها وهي بعنوان "ورقة من سفر الخلود" .. وهي معلقة جديدة في رثاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، يرحمه الله تعالى، مكونة من مائة وعشرة أبيات ألفها فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وإمام وخطيب مسجد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بمكة المكرمة.. وكما قلنا من قبل، ألفها بعد أن اطلع على كل ما كتب في الشيخ من شعر ونثر, وآثر الانتظار حتى يقول ما يرى أنه لم يقله أحد من قبل، وذلك لما للمؤلف من علاقة وثيقة مع الشيخ ابن باز يرحمه الله..
ومن المعروف أن الدكتور ناصر ألف في الشيخ ابن باز قصيدة طويلة في حياة الشيخ سماها بازية الدهر نالت إعجاب الكثير من العلماء والدعاة والشعراء .. وقد خص د. الزهراني "المدينة" بالمعلقة، وقال في اتصال هاتفي إن المدينة محببة للقلب دون غيرها وقد أبرزت حدث الشيخ بشكل ممتاز, ولها في قلوبنا مكانة كبيرة, و"المدينة" تنشر القصيدة لتكون مسك الختام في القصائد الكثيرة التي يكتظ بها ملف كبير عندنا في رثاء الشيخ ولا نجد له مساحة كافية للنشر.

يا أمة غاب عنها بدرها الساري *** وجف من أرضها سلسالها الجاري
طاشت عقول بانيها من فجيعتها *** بحادث يلهب الأحشاء بالنار
من هوله بِتُّ كالمطعون في كبدي *** بصارم مفعم بالسم يتار
هل مات من عاش نوراً نستضيء به *** في مدلج الأمر من هم وأخطار
هل مات من نرتوي من عذب مورده *** صفواً من العلم فيضاً دون إقتار
هل مات من ألبس التوحيد حلته *** وهَبَّ للشرك تمزيقاً لأستار
هل مات من عاش سيفاً باتراً بترت *** صولاته كل تخريف لمهذار
هل مات من نرتجي في صدق وثبته *** كبتاً لأصوات أعداءٍ وأشرار
هل مات من عطر الدنيا بسيرته *** ومسعد الضيف والملهوف والجار
هل مات من يكفل الأيتام هل فقدوا *** حنان كفٍّ لطيف اللمس مدرار
وباذل الجاه والأموال ما بخلت *** يمناه عن رِفْدِ قُصَّادٍ وزوار
ومن تأبَّى على الدنيا وزينتها *** وللمحبين منه صدق إيثار
هل غاب عنا نمير العلم في زمن *** تشكو البريّات فيه قحْطَ آبار
سفينة العلم تبكي موت قائدها *** وتشتكي هول إدلاجٍ وإبحار
عبد العزيز بن بازٍ نغمةٌ نُقِشت *** في كل قلبٍ وفي أعماق أخيار
هل من محبٍّ لدين الله ما ذرِفت *** عيناه في كل أرجاءٍ وأمصار
كل الإذاعات تشدو بالثناء له *** وكم يُرى عبر شاشاتٍ وأقمار
واسودت الصفحات البيض ناطقةً *** بفضله بين منثورٍ وأشعار
ودوّنت فيه أقلام الورى دُرراً *** تبدي أفانين إجلالٍ ومقدار
أنت البصير ولكن الفؤاد يرى *** ويبصر الحق صفواً دون أكدار
أسديت للأمة الغرّاء ما عجزت *** عنه الملايين من أرباب أبصار
حب لنشر الهدى والخير في جلدٍ *** وهمة تبلغ الجوزا وإصرار
في كل صِقْعٍ له صوت وداعية *** عبيرُ أنفاسه في أُفْقِها ساري
لقصة العلم والتوحيد أودية *** سلسالها في ربى أرجائنا جاري
مواعظ كرحيق الشهد شافية *** تنير أعماق مهمومٍ ومحتار
وحسن قصد لما يأتيه من عمل *** أو دعوة واهتمامات وأوطار
لطف وعطف ورفق بالبرية لا *** يشوبه شؤم تعنيف وإضرار
لكن إذا حرمةٌ من دينه انتُهِكَت *** رأيت في الذبِّ عنها وثبة الضاري
مُبَجَّلٌ عند كل الناس محترمٌ *** مقدَّرٌ في بواديهم وحضار
وكم له الفضل بعد الله في مِنَنٍ *** من وابل النفع أو من دفع أضرار
مساجدٌ ورباطات وأندية *** *** ودور علم بكت من هم إقفار
تبكي الليالي التي قد كان يسعدها *** أزيزُ صدرك في ساعات أسحار
يبكي مصلاك والذكر الحكيم لما *** عمرتَ منه الليالي خير إعمار
يبكي الصحيحان والمغني لما فقدوا *** من حسن وصل وتقدير وتكرار
يبكي الرياضان والتفسير منتحب *** والفتح يبكي ويبكي نيل أوطار
يا قبر ويحك هل واريت مَنْ عُمِرَت *** به قلوبٌ لأبرارٍ وأطهار
واريت يا قبر من أحيا ضمائرنا *** بفيض علم نقيِّ النبع زخّار
يا قبر واريت جيلاً عاش في رجلٍ *** ذي مبدأ مشرق الأصداء سيّار
من بعد أن كان للدنيا بأكملها *** طويته فجأة في بعض أشبار
كم بقعةٍ تشتهي لو أنها سكنٌ *** دافٍ لذاك الإمام الخاشع القاري
يا قلب كم فيك من همٍّ ومن أَرَقٍ *** ومن ظلام كثيف بعد أنوار
تحطمت عزمات الأنس في لغتي *** وأجهشت بالبكاء المرِّ أغواري
لو أن لي حيلة بالموت ما طَمِعَتْ *** عيناي في النوم قبل الأخذ بالثأر
لكنه أمر مولانا وقدرته *** *** ونحن نرضى بما يرضى لنا الباري
حملت جثمانه الزاكي على كتفي *** وكنت أطمع لو أن طال مشواري
نثرت سيل دموعي فوق تربته *** ومضرم الحزن يكويني بإسعار
واريته في فؤادي قبل مدفنه *** بعثته في دمي في عمق أوتاري
روائع من صفات الطهر زاكية *** تظل تُروى لأجيال وأدهار
إن غبت يا شيخنا جسماً فما برحت *** ذكراك تحيا معي في كل أطواري
أراك في كل حرف حين أقرؤه *** من سنة أو كتاب أو بآثار
أراك في الركن في البيت العتيق وفي *** بياض إحرام حجاج وعمار
أراك في زمزم في الخيف في طرق *** إلى المشاعر في إطلالة الغار
أراك في الحج في شهر الصيام وفي *** القيام ليلاً وإمساك وإفطار
أراك في دمعة الأيتام في لغة *** مكلومة من ذوي فقر وإعسار
أراك في كل من يرجو لكربته *** كشفا وفي كل محزون ومحتار
أراك في كل من يبغي لمسألة *** فتوى وفي كل توجيه وإنكار
أراك حين احتدام الأمر حين يرى *** وجه الحوادث والأيام كالقاري
أراك حين انغلاق الفهم في عقد *** من المسائل أو في فهم أسرار
أراك في مجلس الفتوى وفي حلق *** للعلم قد غاب عنها نجمك الساري
أراك في كل منثور وقافية *** أراك في دارك الثكلى وفي داري
أراك في مسجدي في كل ما نظرت *** عيناي يبدو أمامي طيف تذكار
إن كان غيري له في ذكركم طرف *** يزهو به من تراتيل وأخبار
فما له مثل مالي من محبتكم *** وقربكم بين إعلان وإسرار
أنا الذي صغت ألوان القريض وما *** فتنت أشدو بها في كل مضمار
نظمت أزكى فنون القول في زمن *** غيري يغني لأحباب وسفار
بازية الدهر من أقوى الشهود على *** سبقي وصدقي وإجلالي وإكباري
من قام يشدو يمدح في سماحته *** يأبى وينكر هذا أي إنكار
إلا إن كان يوليني رعايته *** ولا يصادر أشعاري وأفكاري
وحين أصدح بالرنان من خطبي *** يدعو ويثني بلفظ منه معطار
يدري بأني محب مرهف ثمل *** وكان بالمنطوى في خافقي دار
أنا لاذي عشت في أعماق سيرته *** وجلهم كان في بيداء مقفار
بذلت حبي وأوزاني وقافيتي *** وسوف أحيا وفياً دون إخفار
إذا تسطر بالأحبار قافية *** فإنني من دمي سطرت أشعاري
وليس من ينظم الدر البديع كمن *** أتي بألفاظه من نحت أحجار
لا يستوي الذهب الإبريز أسكبه *** بما يصوغون من طين وفخار
إذا انتقوا من بنات الفكر ثيبها *** فإن ألفاظ شعري طهر أبكار
آتي بها مثل ضوءالبدر مزهرة *** رفيعة الذوق مسعاداً لنظاري
وإن بكوا ساعة ثم انقضى أثر *** فإن دمعي سيبقى دائماً جاري
ولو سقوني من الأنهار أجمعها *** لن تنطفي من فؤادي جذوة النار
ما كان حبي لكم زعما أردده *** عن البراهين في تصديقه عار
بل كان حباً نقياً رائعاً شهدت *** بصدقه خير أصداء وآثار
عذباً فراتأً هنيئاً سائغاً غدقاً *** ربيت روابيه من ورد وأزهار
وعشت أقبس نوراً من هدايتكم *** وأقتفي سيركم في كل مضمار
تعلمت راحتي بذل الجميل وكم *** زكا فؤادي بتوجيه وتذكار
وبددت ظلمات الدرب وانقشعت *** كل الغشاوات عن قلبي وإنظاري
وفزت بالمنهج الأسمى فلذت به *** ولم يعد يغتوبني أي تيار
نهج النبوة ما أزكى مشاربه *** جنيت بالسير فيه حلو أثمار
غمرتني بالرضا والحب وازدهرت *** روحي برياك في ورد وإصدار
نهلت من نهرك الرقراق في نهم *** وفزت من كل إعسار بإيسار
ولو كتبت بدمع العين ملحمة *** في الشيخ اتبعت ما أروي بأعذار
من ذا يوفي إمام الجيل منزله *** وكل ما قيل فيه عشر معشار
من يرتقي لسهيل في منازله *** ومن يقابل إغزاراً بإنزار
عشنا مع العلم والإيمان في ظلل *** من السماحة في جهر وإضمار
وكم نسجنا من الآمال أردية *** غدت ضحية أيام واقدار
وكم ظفرنا أكاليلاً موردة *** فاجتنها من ربانا هول إعصار
كم خيم الألم الفتاك في جسد *** وحلولكت من دروب بعد أسفار
يا من يباهي بحب الشيخ هل جمعت *** قواك للسير في منهاج ابرار
وهل تعلمت منه في تألقه *** عن حماة الذنب أو لوثات أوزار
أم أنت تبكي كما تبكي العجوز بلا *** بذل وفضل وتحيا خلف أستار
فانهض لرفعة دين الله مقتدياً *** به فقد كان يحذو حذو مختار
تأس بالمصطفى الهادي وصحبته *** وانظر لأخبار خباب وعمار
نستودع الله من عشنا نبجله *** ويا إمام الهدى في ذمة الباري
رحلت عن هذه الدنيا التي لعبت *** بنا إلى جود رحمن وغفار
يا رب يا من له تشدو ضمائرنا *** ويا مقدر آجال واعمار
ومن إذا ضاقت الدنيا بما رحبت *** نلوذ منه بركن غير منهار
اخلف على أمة الإسلام في علم *** علامة طيب الآثار مغوار
ولم نجد في البرايا من يصارعه *** علماً وجلماً وجوداً منذ إعصار
واجعل جنان الرضا والخلد منزله *** ما بين حور وولدان وأنهار

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:22 AM
المشاركة 224
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرثية عبد من عباد الرحمن

د.أنور عبد المجيد الجبرتي
قضى .. قضى
عن (( ديارنا )) .. مضى
عبد .. من عباد الرحمن اسمه : عبدا لعزيز بن باز ، وكنيته ، أبو عبد الله،
وشهرته : التقي الزاهد .
كان .. من الذين :
يمشون في الأرض هونا .
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاما وكان من الذين :
يبيتون لربهم سجداً وقياما
وكان من الذين :
لا يشهدون الزور
وإذا مروا باللغو مروا كراما
وكان كثير الدعاء والذكر من الذين يقولون :
(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ))
كان ، عبد الرحمن ، أبو عبد الله ، ابن باز
يستعين بالصبر والصلاة
وكان خاشعاً ذاكراً صابراً مصلياً تقياً
وكان عبد الرحمن ، أبو عبد الله ، ابن باز
من الذين :
يدعون إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة :
بالخلق القويم .. والقلب السليم
وكان من الذين :
يخرون لربهم سجداً وبكياً
وكان من الذين :
يؤثرون على أنفسهم وعلى أولادهم وعلى أهليهم
وكان من الزاهدين العارفين : الذين يؤمنون :
بأن الدنيا مطية إلى الآخرة
وأنها متاع الغرور
وأنها ، لهو ولعب ، وزوال وانقضاء ومتاع إلى حين
كان ، أبو عبد الله ، طوال حياته ، يترقب ، متيقناً ، فجر يوم الخميس السابع والعشرين ،
من الشهر المحرم 1420هـ
لم يكن يعرف الزمان ، ولم يكن يعرف المكان ، ولم يكن يعرف الكيفية
فقد ترك ذلك ، لله ، ربه الكريم . الذي حدد الآجال ، وأحاط علمه ، بالروح ، وعلم مستقرها ومستودعها ، ومثواها ، ويعلم ، ماذا نكسب غداً ، وبأي أرض نموت .
لكن شيخنا ، علم أنه يوم سيأتي ، لا محالة ، وساعة ستحل ، لا ريب فيها ، فجعل ذلك نصب عينيه ، وأعد للأمر عدته ، كأنه قضاء سينزل غداً ، أو بين لحظة وضحاها .
كان إذا صلى ، صلى صلاة مودع .
وكان إذا قضى بين الناس ، وحكم في أمورهم ، قضى وحكم ، بينهم بالعدل .
لم يكن يجر منه شنآن قوم ألا يعدل
فقد علم أن العدل ميزان تقوم عليه السموات والأرض ، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
لقد كان يخشى يوم الحساب
وكان لا يمشي في الأرض بطراً ولا مرحاً
ولا ينظر إلى الناس شزراً
ولا يفرط في شؤونهم أمرا
ولا يحمل لهم في قلبه حقداً ولا حسداً ولا كبراً
وكان منصرفاً عن لهو الحديث ولغوه
يلهج لسانه بالذكر والتسبيح والدعاء
إذا جلس في مجلس ، ملأ فراغاته بالمفيد ، وبما ينفع الناس ، مما يمكث في الأرض
وإذا تحدث في تلفون كأن حديثه ، فتوى وفقهاً , ودعا
وإذا مشى إلى مسجداً ، أو مكان آخر ، نغم وقع خطواته بالتسبيح والدعاء
كان الدعاء والذكر منظمان لوقع أنفاسه وخطواته ، وغدوه ورواحه وحياته كلها .
هكذا كان عبد الرحمن ، أبو عبد الله ، عبد العزيز بن باز ، التقي الزاهد
من الذين يذكرون الله كثيراً ويسبحون بحمده بالأصيل والعشي والإبكار
ما كان ، لأبي عبد الله في دنياكم التي تركها لكم من غرض واشتهاء
لم يتوسد وثيراً
ولم يترفل حريراً
ولم يسكن قصراً كبيراً
كان لباسه بسيطاً وطعامه بسيطاً
حسبه لقيمات يقمن أوده وكان خير زاده وألذ طعامه التقوى
وحسبه ملابس تقيه الحر والبرد وكان خير لباسه التقوى
كانت شهرته التقى
وحكمته مخافة الله
ودعاؤه مثل دعاء عباد الرحمن : اللهم اجعلني للمتقين إماماً
لله در ذلك الجسد النحيل الضعيف
كانت قوته بإيمانه وتوحيده وخشية ربه وحبه الخير للناس
وبذلك كان يتحمل أعباء الناس وهمومهم ومشاغلهم وبذلك كان يتقوى على نصح الصغير والكبير ، والأمير والأجير والقاصي والداني والحاضر والغائب والقريب والبعيد .
وبذلك كان يؤثر الناس على نفسه وأهل بيته وساعات نومه وراحته
وبذلك كان ينصف الناس من نفسه ، ويقدمهم على احتياجاته الشخصية
لله در ذلك الجسد النحيل كيف حمل على أكتافه هموم قومه وأمته ؟
كأنني أراه الآن يتحامل على قدميه الضعيفتين ويتوكأ على عصاه ويضع يده على كتف ابنه أحمد ويمشي وئيداً ويطرق ساهماً ويتمتم ذاكراً ويدعو لمن يقابله ويسلم عليه بارك الله فيك .
لم يكن ، أبو عبدالله يريد من دنياكم التي تركها لكم إلا أن يخرج منها ناجياً من أوحالها ، وأطماعها ومتاعها وغرورها .
كان يريد أن يتزود منها بالتقوى ، وأن يثقل موازينه ، بالعمل الصالح .
ولذلك كنا ننظر إلى ابن باز ونعجب كيف أعطاه الله الجاه والمنصب والكلمة المسموعة عند ذوي الشأن والمجالسا لمفتوحة عند أصحاب الأمور والنهي والعطاء .
ثم لم ينشغل بذلك كله ، عن الدار الآخرة ولم يستخدم ذلك كله ، إلا في خدمة الدين ، وخدمة الدعوة ، وخدمة الحق ، وإصلاح بين الناس .
وكان ، أبو عبد الله يريد أن يرحل عن دنياكم خفيفاً من أثقالها ومظالمها ، وها هو يترك فيها ، إذ رحل ، الذكر الحسن ، والقدوة الطيبة ، والعمل الصالح ، وحب الناس ، ودعاءهم الكثير له ، وحزنهم الكبير عليه .
وهذه الباقيات الصالحات هي خير وأبقى
قضى قضى
وعن ((ديارنا)) مضى
سيد رضي مرتضى
جناح ذله من الرحمة
كان مخفضا
وكتاب حبه بالحق
خلفه أبيضا
الثوب ناصع بسيط ليست له ياقة
والعيون بالحق ناظرة وحداقة
والبسمة صافة
على أطرافها إشراقة
والعصا طائعة
إلى المساجد عداءة ومشتاقة
والمجلس الكبير والطيب والقهوة
وقيام الليل والأهل والتلاميذ والأبناء
والفقير والمسكين والمدينة والرياض والخرج والقدوم والرحيل
والتلفون والأحفاد والبنات وأحمد ولامحبون وآخرون كثيرون :
كلهموا:
قلوبهموا
إلى حبيبهموا :
راجفة وتواقة
إننا حزاني وباكون وملتاعون
لأن شيخنا الحبيب ليس معنا
ولأنه رحل عن ديرانا ومضى
ولكننا نحمد الله :
أن وفق أبا عبد الله وأعانه لكي يكون الرجل الذي نعرف
وأن وفقنا وهدانا:
حتى أحببنا فيه الذي عرفنا
حبا خالصا في الله لعبد من عباد الله
وإلا فالدنيا عناء وكدر وقيظ وهجير :
عندما لا يعبر بها ولا ينزل وقتا في بعض منازلها
مثلا لتقي الزاهد ، أبي عبد الله عبد العزيز بن باز
اللهم :
لقد أحببنا ، عبدك التقي الموحد : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، لما نعلمه من إخلاصه في عبادتك ، وجهاده في سبيلك ، وزهده فيما عند الناس ، طمعاً ورغبة ويقيناً فيما عندك
اللهم :
اشمله برحمتك جزاء على : كريم إقامته بيننا ، وحسن سيرته فينا ، وجميل صنعه معنا ، وصدق حبه .
ورفيق نصحه لنا
اللهم :
إجزه الغرفة بما صبر وشكر وصدق
اللهم : ولقه فيها
تحية وسلاماً
ألا : إن العاقبة للمتقين
ألا : وإن الحمد كله لله رب العالمين .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:22 AM
المشاركة 225
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مات ابن باز..؟

شعر : د. عبدالرحمن صالح العشماوي
للشعر بعدك أن يظل حزينا *** ولنبض قلبي أن يذوب حنينا
ولكل قافية خبأت حروفها *** أن تفتح الباب الذي يشجينا
ولصوت حادي الشعر بعدك أن يرى *** منا لاوفاء لأنه يحدونا
يا وارثاً للأنبياء ،و إنما *** ورثت الهدى والعلم والتمكينا
ورث العقيدة وهي أعظم ثروة *** وأعز مال مورث يعنينا
يا راحلاً عنا كأنك لم تكن *** فينا تحدثنا بما ينجينا
لما نعاك إليّ صوت محدثي *** أحسست أن الشك صار يقينا
ورأيت أثبت ما أمامي دائراً *** وسمعت أصوات الشك صار يقينا
وشعرت أن الحزن صار يحيط بي *** من كل ناحية ، وصرت رهينا
هل يدرك الناعي حقيقة من نعى *** وبأي سهم من الفؤاد رمينا ؟
وبأي فاجعة أصيبت أمتي *** وبأي أصناف البلاء بلينا ؟
يا أيها الناعي جرحت قلوبنا *** وأثرت فيها لوعة وأنينا
مات ابن باز ، يا لها من أحرف *** وهاجة بلهيبهن صُلينا
مات ابن باز ، هل علمت بما حوت *** هذي الحروف وما تحرك فينا ؟!
يا أيها الناعي رويدك ، إن من *** تنعي ، أب بحنانه يسقينا
أو لم يكن نوراً يضيء عقولنا *** وإلى الهداية والتقى يدعونا ؟؟
أتراك لم تعلم بأن وفاته *** رُزء وأن وداعه يشقينا ؟!
أنسيت أن وفاة عالم أمة *** حدّث بأسهم بؤسه يرمينا ؟
يا خادم الحرمين شكراً صادقاً *** فلقد رأينا كل ما يرضينا
أسرجت خيلاً للوفاء كريمة *** ما زال لحن صهيلها يغرينا
شيعت عالمنا الجليل وإنما *** شيعت عقلاً راجحاً ورزينا
شيعت في يوم الفضيلة والتقى *** شيخاً بنى للمكرمات حصونا
لما تقدمت الجموع مودعاً *** رفع التلاحم والوفاء جبينا
ورسمت للأجيال أجمل صورة *** ستظل من أمجادنا تدنينا
كرمت فيها العلم ، علم شريعة *** تمحو الضلال وترشد الغاوينا
فلتشهد الدنيا حقيقة ما جرى *** إن الحقائق تهزم التخمينا
لكأنني بوفاة شيخ شيوخنا *** صارت مثالاً للوفاء مبينا
خرجت جموع المسلمين فلا تسل *** عن مشهد جعل الشمال يمينا
في مسجد الله الحرام ، وهل رأت *** عين مكانا مثله مأمونا
لما تلاقى المسلمون هناك في *** أزكى وأطهر بقعة باكينا
وتزاحمت أفواجهم وكأنهم *** يردون حوضاً منه يستسقونا
شهدت بقاع الأرض صورة أمة *** لا ترتضي غير الشريعة دينا
هو ديننا نبع الفضائل ترتوي *** منه القلوب وماؤه يشفينا
وبه يغرد طائر الأمن الذي *** من كل بغي مكابر يحمينا
وبه نخوض محيط كل رزية *** فهو السفين لمن يريد سفينا
يا شيخنا ودعتنا ، وقلوبنا *** تهدي إليك من الوفاء فنونا
ودعت دنيانا بحسمك بعدما *** ودعتها بالقلب منك سنينا
وزهدت فيها وهي ذات تبرج *** جعلت محب دلالها مفتونا
عزيت فيك ولاة أمر بلادنا *** ورجالها وبناتها وبنينا
عزيت فيك العلم والعلماء قد *** منحوك حباً في القلوب ثمينا
عزيت فيك المسلمين جميعهم *** فقدوا بفقدك مرشداً ومعينا
يا رب لطفك صار فيض جراحنا *** نهراً من الدمع الغزير سخينا
إنا برغم الحزن نحزم أمرنا *** بك يا عظيم الشأن يا هادينا
إنا إليك لراجعون ، وإننا *** بقضاء عدلك في العباد رضينا
إن مات عالمنا فإنا لم نزل *** فيما تعوضنا به راجينا
سلمت بلاد الخير من آلامها *** ورعى المهيمن خطها الميمونا

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:22 AM
المشاركة 226
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حزن القلوب وأدمع الأجفان

شعر د.عبد الرحمن صالح العشماوي

خفقان قلب الشعر أم خفقاني *** أم أنه لهب من الأحزانِ
ماذا يقول محدثي أحقيقة ما *** قال أم ضرب من الهذيان
مالي أرى ألفاظه كحجارة *** ترمي بها الأفواه للآذان
الشيخ مات عبارة ما خلتها *** إلا كصاعقة على الوجدان
أو أنها موج عنيف جائني *** يقتاد نحوي ثورة البركان
يا ليتني أستوقفت رنه هاتفي *** قبل إستماع نداء من نادني
أو أني أغلقت كل خطوطه *** متخلصاً من صوته الرنانِ
الشيخ مات أما لديك عباره *** أخرى تعيد به إتزان جناني
قلي بربك أي شيء ربما *** أنقذتني من هذه الأشجان
قلي بربك أي شيء قال لي *** عجباً لأمرك يا فتى الفتيان
أنسيت أن الموت حقاً واقعاً *** ونهاية كتبت على الإنسان
انسيت أن الله يبقى وحده *** وجميع من خلق المهيمن فاني
أنسيت لا والله لكني إلى باب *** الرجاء هربت من أحزاني
الشيخ مات صدقت أني مؤمن *** بالله مجبول على الإذعان
الشيخ لا بل قلعة العلم التي *** ملأت برأي صائب وبياني
هو قلعة العلم التي بنيت على *** ثقة بعون الخالق المنانِ
وأمامها هزمت دعاوى ملحد *** وارتد موج البغي والبهتان
وتتطايرت شبه العقول لأنها *** وجدت بناءاً ثابت الأركان
أنست بها نجدُُ ومهبط وحينا *** واسترشد القاصي بها والداني
هو قلعة ظلت تحاط بروضة *** خضراء من ذكر ومن قرآني
صان الإله عقيدة أمة *** في عصرنا المتذبذب الحيرانِ
ماذا تقول قصائد الشعر التي *** صارت بلا ثغر ولا أوزان
ماذا تقول عن بن باز أنها *** ستظل عاجزةً عن التبيان
ماذا تقول عن التواضع شامخاً *** وعن الشموخ يحاط بالإيمان
ماذا تقول عن السماحة والنهى *** عن فقه هذا العالم الرباني
مات بن باز للقصائد أن ترى *** حزن القلوب وادمع الأجفان
في عين طيبة أدمع فياضة *** تلقى دموع الطائف الولهان
والخرج تسأل والرياض ومكة *** عن قصة مشهورة العنوان
عن قصة الرجل الذي منحت *** له كل القلوب مشاعر اطمئنان
ما زالت أذكر صوته يسري *** إلى أعماقنا بمودة وحنان
يفتي وينصح مرشداً وموجهاً *** ومعلماً للناس دون توانِ
نوراً على الدرب ارتوى من فقه *** وسرت منابعه إلى الظمآن
يا رب قد أصغت إليك قلوبنا *** *** وتعلقت بك يا عظيم الشأن
الشيخ مات عليه أندى رحمه *** وأجل مغفرة من الرحمان

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:22 AM
المشاركة 227
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وبل الحجاز على ضريح الفقيد ابن باز

شعر : فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم
إمام وخطيب المسجد الحرام

جل المصاب وزاد همي الخبر *** حل المشيب بنا والغم والسهر

شل القلوب أسى والبين مثلمة *** والأرض مظلمة يجتاحها قتر

يمضي الزمان على هم أقلبه *** لو صب في جبل لصدع الحجر

تجري السنون ولا شهر نسائله *** مضى محرمها وقد بدا صفر

أيامها دهر وليلها سنة *** لم يحيني طرب فيها ولا سمر

عفا الإمام ولم تخبو مآثره *** عبد العزيز وهل يخفى لنا القمر؟!

شيخ العلوم أبو الأشياخ مجتهد *** فذّ أريب نجيب وصفه درر

قطب الحديث وطود يا أخا ثقة *** طب القلوب له قدر ومعتبر

ندُّ الزمان ولا مين يكذبني *** في الحاضرين ولا ما ادعي هذر

لم يثنه ملل عن كل مكرمة *** يدعو بها وكذا لم يثنه كبر

من كان فيه هوى يشنا به علما *** فهو الصفيق وفي إيمانه نظر

إني لفي كمد ، إني لفي وجل *** الشوق مضطرم والحزن يستعر

هل من دليل إلى شيخ يشاكله *** أو من قريب له يبدو لنا الخبر؟

رباه يا أملي قد هدّني حزن *** وضمني قلق واشتد بي ضجر

جسمي لمرتعش والنفس مكلمة *** والقلب منه دمي يرغي ويعتصر

البال منكسف والحال منهكة *** والدمع منحدر والنفس تنفطر

إني لفي عجب من حبه ثمل *** لو بحت عنه هنا لاستنكر البشر

واها لطلعته واها لبسمته *** فبحره غدق ووجهه قمر

أوقاته سند يدليه في ثقة *** يروي الحديث ولا يعلو ويفتخر

إن جئت مشتكيا أرضاك في عجل *** أو جئت ملتمسا عونا فمقتدر

شجاع أمتنا وصدقه علم *** النصح مذهبه لا الجبن والخور

أما النحيب إذا خاف الإله فذا *** لزيم هيئته وهكذا سبروا

كم قالها حكما كم قالها عبرا *** كم قالها ووعى ذا الفرد والأسر

ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفا *** تبرى سريرته وما به وحر

كم كان مطلعه والقلب في فرح *** قد غاب مشرقه في الجنة النظر

من للبخاري إذا طل الصباح ومن *** يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا

من للبلوغ وللأوطار منفرد *** لله ما ذهبت أيامها هدر

من للفتاوى إذا ما غاب عالمها *** من للقرآن إذا ما أشكل السور

من للغيور إذا تمضي متارسه *** من للدعاة كذا للحق ينتصر

يا طائرا فرحا في الجو مفترشا *** بلغ مقالة من بالخطب يحتضر

بلغ مقالة من بالفال مكتنف *** جفت مدامعه أو كاد ينفجر

لا بد من أمل في الله مرتقب *** فعهده بلج ووعده سحر

إني على ثقة أن ينجلي خلف *** إني لمرتقب للصبح ينتشر

لله كم ترح يمضي وكم فرح *** يأتي وكم سعد يتلوهما كدر

إن العزاء لنا إيمان من علموا *** أن الإله قضى والنافذ القدر

إن الحياة لنا ممر معترك *** فساقط بشر وسالم نفر

كم عالم سلبت نفسا له غير *** كم هالك كمدا بالحزن قد غبروا

رب العباد ألا فاجعل منازله *** علو الجنان له قصر به نهر

واجعل مقاعده تروي مراقده *** ومد ملحده فيما حوى البصر

إن العزاء لبيت الباز في علم *** عوضتموا خلفا والله فاصطبروا

وفي الختام خذوا من حرقتي مثلا *** يمضي الكتاب فلا يبقى ولا يذر

لو كان من أحد ينجو على حذر *** من موتها لنجا عدنان أو مضر

لكنه أجل لا بد مكتمل *** يصلاه مخترم خباب أو عمر

لا تركنن إلى الأسباب معتمدا *** فالاعتماد على الأسباب محتقر

تأتي المنون على أرواحنا غير *** والنفس ذائقة للموت يا بشر

ثيابها كفن وطيبها حنط *** وضوءها غسق وبيتها حفر

إما إلى سعة في القبر بادية *** أو في ثرى حفر ميعادها سقر

لله كم ملك بالسؤل مؤتمر *** لله كم ملك أعمالنا خبروا

من منكر ونكير ما لنا هرب *** عما يراد لنا كلا ولا وزر

للنار مؤتمن فمالك حرس *** وللجنان يرى رضوان يأتمر

رباه إن لنا في عفوكم أملا *** ما خاب ملتمس والذنب يغتفر

أنت الملاذ لنا من كل حادثة *** أنت العياذ لنا من كل من حقروا

ثم الصلاة على المختار سيدنا *** ما طاف معتمر أو حج مفتقر

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:23 AM
المشاركة 228
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يا مفتي الناس

راشد بن جعيثن

(( سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر )) قالها العباس بن الأحنف وأرددها في مثل هذه الفاجعة للأمة الإسلامية { إن لله وإنا إليه راجعون } إن موت سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز تصدق منها القلب وتفجرت المآقي بالدموع على عالم جليل قضى أيام عمره في الدعوة لله سبحانه وتعالى بكافة السبل .. لا يمل ولا يكل . خلقه ميدان واسع لكل سائل في أمور دينه ودنياه .. منزله عامر بطلبة العلم الذين يشربون العلم من مناهله .
قبل وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة كنت كما تقول الخنساء .. ( أعير الدمع قبلك من بكى )) وأقول ما قاله الإمام السبكي رحمه الله :
يبكي كل ذي علم عليه *** فكم علم له ضيم التراب
ولكن عزائي أن الموت سنة وحق ومصير كل حي .. ولكن لما للشيخ من مكانة رفيعة وكبيرة في قلوب المسلمين كافة الذين يتفقون على حبه لأنه يحبهم في الله ويقف معهم لذلك رددوا بصوت واحد .. (( مات التقي النقي الطاهر العلم )) .
والموت حق ويقول الشاعر :
رأيت المنايا لا يهبن محمدا *** ولا أحداً ولم يدعن مخلداً
ألا لا أرى على المنون مخلداً *** ولا باقياً إلا له الموت مرصداً
بغاك وما تبغيه إلا وجدته *** كأنك قد أوعدته أمس موعدا
فإلا تلاقي الموت في اليوم فاعلمن *** بأنك رهن أن تلاقيه غدا
ومن كان قريباً من سماحته رحمه الله وما هو عليه من ورع وطهر وتقى وصفاء يجده دائماً ماثلاً بين عينيه بسماحة محياه وانطلاقة إسناده .. وفتاوى دلائلها وقرائنها من الكتاب والسنة .. يأخذك رحمه الله رحمة واسعة إلى روحانية إيمانية تدخل في قناعات العقل وتسترخي حتى تود أن لا يصمت أبداً .. إنه نور من الفضيلة والفضل .. وحقاً كما قال الشاعر :
ما درى نعشه ولا حاملوه *** ما على النعش من عفاف وجود
رحمه الله رحمة واسعة ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما يحبه ويرضاه وهو يقدم ملحمة التواصل والتكافل القيادي مع أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء .
والتأبين في هذا الموقف مشاعر تنبثق من منابع عقيدتنا السمحة ..
يا مفتي الناس في يوم به الفتوى *** يضيع فيها اختلاف الفقه والسنة
ويصد عنها غزير العلم ما يقوى *** يخاف من ضيعة يرجح بها ظنة
غير الذي حاويٍ به كل ما يحوى *** الشيخ عبدا لعزيز ولله المنة
بالفقه وإسناده الإسناد ما يغوى *** بما نزل الله من آيات الذكر عنه
والشرع واضح وفقه الدين به ملوى *** وكم واحدٍ وده يكنه ولا كنه
من منهل الفقه خلا الظاميه تروى *** الله يخلد عظام الشيخ بالجنة
أنا اشهد إنه إمام الفقه والتقوى *** ننعاه والمتن والإسناد ينعنه
غيث اليتامي وغيث اللي من البلوى *** من عظم بلواه طوح خافي الونه
ومن فرط وطلق اللي ورثت حوى *** يجيه ضايق ويظهر ضاحكٍ سنه
يجمع شتات القلوب وكل ما تهوى *** ومن خالف الشرع والمشروع ما حنه
طودٍ من العلم فوقه خامةٍ تطوى *** وشلون الأكفان طود العلم ضفنه
نمسح دموع العيون ولله الشكوى *** دمعٍ على الخد من فرقاه هلنه
إيناجي الله لي ويخلص النجوى *** ورعٍ تقيٍ عيون الخلق يكنه

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:23 AM
المشاركة 229
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أمير التقى

شعر : عبد الله بن حمد الصيخان

أطو سجادة الصلاة ففيها *** من بقاياه ركعة وسجود
ودموع لها من الخوف كانت *** عطر أيامه.. وهن الشهود
وأضيئوا مصباحه إن دجى الليل *** على جانبيه يسر وجود
أيها المبصر الذي ما عرفنا *** مذ عرفناه غير بئر تجود
يا أبانا.. وجدّنا.. وأخانا *** ورعاياك والد وحفيد
أي دار تركت فهي حياة *** في رحيل عنها.. يكون الخلود
أي درس تركت فهو سنانا *** ما توالى على القديم جديد
أنت فرع في دوحة ظللتها *** بين أم القرى ونجد ، السعود
ورعتها إرادة الله فينا *** قد تلاقت عقيدة ووريد
فأتت أكلها وطاب جناها *** والسعيد السعيد من يستزيد
أرأيت الورى تنادوا ففاضت *** عند معلاتهم إليك الحشود
أدمع تحمل الرحال وحتى *** يستوي فيه سيد ومسود
أيها السمح كم حملت ثقيلا *** وألنت الحديد وهو الشديد
كم أنرت الدجى وأنت كليل *** وسلكت الطريق وهو البعيد
أيها السمح يا رعى الله وجها *** عطرته الآيات فهو الحميد
يا أمير التقى أنخت المطايا *** واصطفى ركبك العزيز الودود

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:23 AM
المشاركة 230
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مشعل الدين

بدر بن عبد المحسن
كلمات تتوشح الصَّبر وتلهج بالعزاء صاغتها يراعة الشعر المبدع صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن في رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، كلمات تكشف عن هول المصاب كما تكشف عن حسن المآب فلا تنفك هذه تحمل العزاء في تلك ..
مات صرح السماحة وانهدم *** طبت حي .. وميتٍ يالعلم
مشعل الدين يابحر التقى *** قلعة العلم يانهر الشيم
مبصر القلب يخشاك الظلام *** كف شوفك وبصرت الأمم
جتك الأيام بأغلى كنوزها *** رامك التبر واخترت القلم
وجتك الأيام والفجر الخميس *** كنت روحٍ تصلي في الحرم
سيد الزهد سلطان السماح *** طاغي اللطف مبذول الكرم
والله ان لك من الفضل الغزير *** كثر مافي المقابر من رمم
جود ربي وعطفه والفلاح *** للذي صانها قلبٍ وفم
وخلده ربي وريفه والظلال *** للذي شال للإسلام هم
ونور ربي وفضله والرضى *** للذي ما رضي سفكٍ لدم
مات بن باز كل حيٍ يموت *** ووجه ربك هو الموجود تم
ندعي الله بحسن المعاد *** طبت حيٍ وميت يالعلم

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مسيرة عطاء // الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضيلة الشيخ محمد الشعراوي ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 10-27-2020 05:58 PM
توضيح للمقطع المنتشر بشأن فتوى الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) لحكم قول اللهم صل ع حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 11-14-2016 01:49 PM
ابن عطاء الله السكندري رحمه الله عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-03-2013 03:58 AM
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الفنون. 12 01-20-2013 09:27 AM
|| فتاوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 10 02-03-2011 02:59 PM

الساعة الآن 01:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.