منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
جِئتَ مُترنِحاً..!
هَا هو ذا مِعوَل جبَروتك يَجترُّ قَدَماكَ عِنوة..
يَرتادُ المَدى
يتنمّرُ على فَواصِلِ الكونِ المُرتَعِدَة
والريَاحُ المُتدليّة الأرجُل
جِئتَ مُترنِحاً..!
قَدماكَ غارِقتانِ في مَواضِع الطينِ والوَحل..!
لا تُوقِظ الأرض بتَثَاقُلِكَ ذاك..
فهذهِ الأرضُ لن تنبتُ تِريَاقاً
أو لِقاحاً شديدُ الفعالِيَة
للسُموم العالِقَة في شجَرة الرّمان تلك
ولا الجِبال المُحيطة ستُجهِضُ مَعادِنها الصَلدَة
على أرضٍ ديجُورَها نِصفُ بؤرتِك
ولا الأزقّة ستلقي السَمعَ مُحاوِلة تحسُس إرتِفاع أنفاسِك
ولا النَوافِذ قد تسرِفُ في النَظَرِ إليك
لاشكَ أنكَ فقدتَ أولى مُحاوَلاتِك
في تَشويه وجهَ العَالم
بخطوَتِكَ المُبهرَجَة
جِئتَ مُترنِحاً..!
تُقطّعُ العَتَباتَ إرباً إرباً..!
يقفُ البابُ مشدوهاً حانِقاً، يلقي تحيتهُ الألفَ بعدَ المئة
على تكنيس الشُقوق العَتيقَة ل قدميك..
ومِن ثم.. ذاكَ الفقدُ الغَائِر مازالَ راسِخاً
لم يتَلاشى..
لازالَ يُذكّرهُ جيداً بمراوغتكَ تلك..
حينمَا هززتَ ذيلَ الريحِ بحمَاسَة
جامِعاً صَفيرهُ في آنيَة
وحينما..
تسللتَ إلى المَآذنِ والسقوف عبرَ رقصةٍ بالِيَة
إلى ذاكِرَةٌ لا تندَمِلُ في عيون التائِهين..
المُتعَبين..
جئتَ مُترنِحاً.. تُؤطِّرُ تُهمةَ الذِكرى
كم منَ البَلادة اقتَرَفَتها الألسِنَة
وكم من خيبةٍ عقاربها بانَت على صمتِهم
حنينٌ كافرٌ.. يَحظَى بالمُكُوثِ على مَقرِبَة
جئتَ مُترنِحاً..
الليلُ صرّةَ الجُنون.. يؤمُ الخُطى في صلاةٍ لا ركوعَ لها
ولا يَقين
فكيفَ أَدرَكتَ مفاتيحَ العودَةِ بتفاصيلٍ ضبابيّةُ الرؤيا
وكيفَ إستَوَت مَوجةَ السُكوت على وقعِ غيمةٍ شعثاء..
جئتَ مترنحاً..
جئتَ متمرداً..
وعبثاً تجئ..
تختالُ في خُطاكَ أجنّةُ البوحِ بقسطٍ من تيه
تقفُ على شُرفَةَ حُلمٍ..
تملأَ العالمَ ضجيجاً
وأمتلئُ أنا بغُربَةٍ لا مثيلَ لها
وعبثاً تَجئ..
تُحطّمُ معظمَ الأشيَاء..
تُجلِي حِدّةَ المَعنَى على عَجَل..
وتَنقُلُنا.. على جُنحٍ من سراديبِ الوَجَع
انتِكَاس..!
بعدَ أنْ فَارَ السوادُ قصيدةً من أمسٍ..
لُوِّنَ صوتُ المطار بأول حقيبة عودة
تَخِطُّ حولَ شفتايَ بما لا يُحصى..
أسيجةٌ مِن صَمت
عينايَ المطعونةُ بالشّك
أسئلَةٌ تفُكُّ أحزِمَةِ الوقت وسطَ تَهليل الفوضَى
تُصفّقُ تَارَةً وأُخرى
.. بإنتظار.. عُرِيّ الخُلاصَة
وإذ بها الأشياءُ من حولي تخلُدُ للسُكُون
وأتساءَل..
ألا من جدوَى لشّقِ مسالِكُ الحقيقة..
لإحتضانِ أغنية مُبهَمَه آتيه عن باقة تلُفُها المخاوف والارتجاف
وأنا التي لم أرتدي طوال عمري سِوى غُربة مُحكَمَةِ الإغلاق
أُسافِرُ الآن إلى أبعدِ الرؤى المنسحِبَة..
حيثُ أجلُسُ..
أهُزُّ قدماي..
أرتشفُ من طيّات المقاعِد قوسَ الانتِظَار
لم أُودِعُ سِوى أصابِعِي..
شموعٌ راقِصَةُ الشُعَل حينَ لعنةُ كونٍ اجتمع على أنّكَ لستَ قادِم
وقناني الجنون تستَجمِعُ ما خلّفَتهُ الاحاديثُ المشرئبّة..
شوقٌ ينوحُ على الورق..
أجوبةٌ تطفئ واجهات الشوارع
أُحشَرُ في فمِ الظلام غَصّة
والمساء المتوغّل بروائحِكَ الدسِمَة وأنفاسِكَ الخرسَاء..
يُحدّقُ في دَهشَه!
حِرقَه!
تكسي شُطآن الوَجَع المهملة بين روائح الأجساد النائمَة على أثيثةِ الذِكرى..
لا تكفّ من حفرِ شرنقات..
لكتاب يحتضن اللقاء، لخميلةِ بوح، وصورة
تتسمّرُ الظِلال..!
أُصغِي لصدى الجنون يراوِغُ بهاء الأُقبيَة..
لُعبة مثيرة تشكلّت على أوردتي دوائرَ من غضب وعِناد
من يحمي قرارَ إدانتي من إِلحَاحِ السؤال؟
من يقظة تؤرخ اعترافات..
ما من صخرة..!
ما من هواء..!
مؤامرة..؟!
رُبما شقوق الضوء تحتَ المقصلة تُطبِقُ المباني المدفونة تحتَ ذريعة الليل
رُبما حدثٌ كثيب تفجّر بغته يلتهمُ الصُراخ،
يُوّرّثُ الليلَ ل الليل
ويشعلُ أفواجَ الحدسِ في ميادين الثورة..
أجندة وارتياب..
من وحي حِكاية تلتاعُ بي..
أرى الأشياء حولي تزهرُ الخسارات
وروحي المعلّقةُ في شبق الضياع
تَكادُ تسحقُ هناكَ دونَ لمعان.. في انتظار الاجوبة
ومن عتبةِ الباب طفولةُ تلوّح من على الجِهَات..
سحقًا لمقصلة فحيح الإصفرار
كأحشاء ملاعب الطّفولة وصغار من زهورِ الثَامِنَة
يُحارِبونَ قرابين البياض الخجولة
يركُلونَ الكرات..
يجرّونَ طائراتٌ ورقيّة من أعالي شرفةٍ زرقاء
يصوّبونَ أعشاشَ الطيور
يرسُمونَ بجعاتٌ وبُحيرَة في خيالِها المتربّص بهم..
علَّ الحياة تفترش اللوزَ أغنيةً بأهازيج الألعاب ..
ينْتَشِلًهم الأَمَلَ من بين الرًّفاتْ ..
وقبل ان تغتالهم رائحة القذائِف بين أدغالِ الذاكِرَة المهترئة..
مبتورةُ الخُطى..!
مثل أعمدةٍ صدئة هُنالِكَ تجسُّ نبضَ الشراشِف..
"اللهم اكفها بركنك الذى لا يرام و احفظها بعزك الذى لا يضام، واكلأها فى الليل و فى النهار
و ارحمها بقدرتك عليها أنت ثقتها و رجائها
يا كاشف الهم يا مفرج الكرب يا مجيب دعوة المضطرين "
بعدَ المُحاوَلةِ الألْف في تقليمِ بسَاط الأرضيّة الملسَاء..
تستلقي على أريكةِ الخَيبَة
فتَذهَبُ عيناها مُبَدِدَه سقفَ غرفتها أضواءٌ معلّقة..
ليلَ نهار..
تستَرِقُ الجُدرَانُ الصمّاء تولِيفَة من قصصِ الأبطال يقصّها الجدُّ سالم عبرَ المئذَنَة
وحفيفُ النوارس على الساقية
صفصافة مُعَمِرّة
والأفق المغمور بالأمطارِ والإنشاد..
يدّخِرُ الكونَ في النافِذَة
كانت.. ولازالت تحلمُ بضفافِ الأودِيَة
أن تطرق أبواب الجيران تهمسُ ل ساره ومنار.. لغدٍ من الطين
وقصائدُ مبتلّة بالمطر
أن تنفُضَ الغبار من بحة التخاذل
ترقِّعُ كلّ ما سَقُطَ من ألقِ الأمكنة.. متأملة!
أمنيةٌ على شط الاحتلال..
تتسوّلُ حبواً على صراط المستقبل
وتَمضي إلى ما ليسَ لها..
تتوارى عن الوجُود بمسمّى الخَجَل
عِندَمَا شمعةٌ من دمِ العائلَة تُضَاءُ على أُمسية
موتٌ هِيَ.. وحياةٌ هم
وعِندَما بؤرة واسعة تلتاعُ بها
وحافَلَاتٌ تسيرُ على الجبهه تُنَاثِرُ أحلام روحِهَا على الطريق
أملٌ هم.. وعجزٌ هِيَ
أنا ما كَفَرتُ بالليلِ الطويل..
بأجسَادٍ خمدت جذوَتها فوقَ براثين الكراسي المتحركة
لا.. ولا كَفِرتُ برغيفِ قدرٍ على قوالبِ الايام المستديرَة
وَأَنتَ أَيُّها السّائلُ..حدِّق البصر
فالأشواكُ في عيونِ القهر نبوّةٌ على صهوةِ الفجر
قطراتٌ تسقي جذورَ الحياة..
وفي السماءِ المُطلّة من ثقب الجرح
فإلاهُ الغضب يتعطّرُ بدمِ الصُمود
خِسّة.. بمظلةِ اليأس تمجّدُ عبادةِ الجُمود
وعرجاء..
تتَحَصَّنُ في مَآقيها حَجَرٌ..
تتْرُك وَصِيَّتَهَا في عَهْدَةِ الخَطَواتْ ( كرة ، طائرة ورقية ، وحلما كالاصحاء ) ..
نحِنُّ حيناً لـ "نفر" ..
كان الاغلى من الـ "بشر" ..
يُداعبُ اجفانَ الحزنِ بـ لُطْفٍ ..
فـ يُنسينا ما كان بنا من قهر ..
..
وحيناً .. يقتلنا الشوقُ اليهم ..
ونبحثُ عنهم بين اسطرِ الامسِ الغبية ..
ونعيشُ سِيناريو القصة ..
ونقرأُ الاحداثُ كـ الرواية ..
بدأت بـ أهلاً .. وانتهت بـ انتهينا ..
..
يضحكونَ علينا ..
ان هناكَ حُباً "خالد" ..
وشوقاً "سالم" ..
وحنيناً "كامل" ..
وجنوناً "قاتل" ..
يضحكون .. وقلوبنا تتألم ..
والنبضُ يهوي لـ الاسفل ..
والروحُ تُمزقها الوعود ..
والرواية بعدما انتهت ..
في الخفا .. ابتدأت ..
كي تستعر فيها خيوطِ الانين ..
وتشتعل فيها ونّاتُ السنين ..
وتموت فيها لحظاتُ الحنين ..
فـ ننتهي ..
كـ بداياتِ الطريق ..
لا جنوناً يدوم ..
ولا حنيناً يطول ..
ولا وُعوداُ تُوفى دون ان تخون ..
..
ونطوي الصفحة ..
كي نبدأ عاماً جديد ..
نكتبُ فيه اسى الامسْ ..
وننثرُ فيه جروح الصدق ..
ونبعثرُ فيه جداولَ الدمعْ ..
..
قِري يا عيني ..
فـ دمعكِ ينهال ..
واحرفُ القلبِ تتبعثر ..
كي يقرأها من كان يوماً سِيدَ الرِجال ..
قِري يا عيني ..
فـ كِتابكِ هذا .. اليه ..
سـ يصل ..
الى مسمعه دون جِدال ..
سـ يبكيني يوماً ..
كيف انهالَ عليّ بـ سُوء الكلام ..
سـ يندمُ دهراً ..
ويكرهُ يوماً قال ارحلي عني ..
فـ نحنُ لسنا لـ بعض سوى دُخلاء ..
..
ورحلتُ دُهوراً ..
كي اعود مجدداً ..
اكتبُ عنه احرفاً رعناء ..
وسطوراً تتمرد ..
لا يُقيّدها حُباً .. ولا زيفُ الإباء ..
"كرهتكَ" ..
دهراً ..
"كرهتكَ" ..
طَوعاً ..
"كرهتكَ" ..
"قهراً" ..
لا ارتجي منكَ رداً بِـ كلام !! ..
او همساً .. عبر الفضاء ..
فقط احذرني ..
فـ انا "جنوناً" ..
حلَّ عليكَ كـ البلاء ..
" حين يخيب الظن بـ الاخرين .. بـ الكثيرين .. بـ القريبين .. يكون حب "الانا" ليس "انانية"
وحين ابقى .. اتبعثر .. وتُبعثرني الانا .. وكل حبٍ في زوايا قلبي يتبعثر ..
ولا اجد من يُلملم بعثرتي .. يحتويها كـ الطفل ..
يُربّت عليها كـ الابِ الحنون .. اجدني اتمنى "الوِحدة" ..
وانتمى لـ انانيتي دون تروّي .. دون تفكير .. فقط كي ابقى انانية
.. كـ غيري ..
" لـ ذاتي "انا" .. "فقط" اكتب تمتماتي .. فـ جنوني يضربُ الصميم هذه المرة "
وهمْ..
الحرف الذي عاش..
والسطر الذي فات..
والحِس الذي رُوِيَّ حُباً ولاح..
ماتت كل الدواوين في اشتياق..
وطُمستْ كل الحروف، وفُكّ قيد الامنيات..
لم يبقى حتى الاثر.. لا شيء باقٍ الا ما بُعْثرَ رُغماً عن النبض..
فُتات حرف.. كان يرسمُ الغد الجميل.. وباتَ منزويّاً لا يد ترسم معهُ ما فات.. ولا قلباً يرسم خط القلب دون افتراق..